المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت مع من أحببت ( تتمة في خضم كأس العالم)



الشيخ علي الظنط
12-06-2010, 03:22 PM
أنت مع من أحببت



عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : " ويلك وما أعددت لها ؟ " قال : ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله . قال : " أنت مع من أحببت " . قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم بها . متفق عليه

وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم قال:" أنت يا أبا ذر مع من أحببت " قال: فإني أحب الله ورسوله . قال :" فإنك مع من أحببت" قال فأعادها أبو ذر فأعادها رسول الله (صلى الله عليه وسلم )


إذا كان هذا تقرير النبي (صلى الله عليه وسلم) فاختر لنفسك - أخي الكريم - من تحب ومع من تكون في الدنيا ومع من ستحشر يوم القيامة.

من منا لا يحب معية الله يوم القيامة يوم ينادينا على رؤوس الأشهاد { يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} { وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} ؟؟؟

من منا لا يحب الوقوف مع حبيبنا (صلى الله عليه وسلم) عند الحوض تحت لواء الحمد الذي قدس ورفع في الدنيا دون غيره من ألوية الكفر والشرك والضلال ؟؟؟

من منا لا يحب أن يقف مع الأنبياء عليهم السلام والصحابة عليهم رضوان الله والصالحين عليهم رحمات الله والشهداء عليهم بركات الله { ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}

فأين لاعبي الكرة في ميزان الدين أو الأخلاق أو الفضائل..؟! أغلب هؤلاء إن لم يكن جميعهم لا همّ لهم سوى الشهرة والشهوة وجمع المال ..مع ما هم عليه من الضلال! أفيستحقون منّا الحب والاحترام والتقدير والذكر إلى هذه الدرجة التي لا تخفى على أحد؟؟ أو نرضى أن نحشر معهم؟ أم نحشر مع خيرة الله من خلقه؟ شتان شتان بين هؤلاء وهؤلاء ! أين الثرى من الثريا ؟؟ { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير }؟؟

قد نتفق على ما أسلفت وقد نختلف ولكن في جميع الأحوال لا يخرج البحث عن دائرة الشبهات التي أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) باتقائها كما في حديث النعمان بن بشير أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "..فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل راع حمى ألا وإن حمى الله محارمه" صحيح الجامع

لذلك وجدت لزاما علي أن أنصح نفسي وإياك – أخي الكريم – باجتناب محظورات لا يختلف عليها إثنان:

·عدم التمادي في الإعجاب باللاعبين إلى درجة الحب، فهذا يتنافى مع مبادىء الدين لقوله تعالى{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ..} وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله و المعاداة في الله و الحب في الله و البغض في الله عز و جل ". صحيح الجامع .

·عدم التشبه باللاعبين بزي ولا بشكل ولا بتصرف ولا بقول ولا ... أو الاقتداء بهم.. فعن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) : " من تشبه بقوم فهو منهم " . رواه أحمد وأبو داود

·التعرف على أفاضل الناس من الأنبياء عليهم السلام والصحابة عليهم رضوان الله والتابعين والصالحين عليهم رحمات الله والتعلق بهم أكثر من التعرف على هؤلاء والتعلق بهم.

·عدم رفع ألوية هؤلاء أو ارتداء ملابس فيها محظورات شركية أو صور أو ما شابه ذلك .

·عدم الانشغال بالمباريات عن الصلاة لوقتها وفي المسجد إذا أمكن لقوله تعالى{ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} وعن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي (صلى الله عليه وسلم )أي الأعمال أحب إلى الله قال : " الصلاة لوقتها " متفق عليه

عدم اللهو عن ذكر الله وقراءة القرآن لقوله تعالى { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار}

·عدم تضييع الوقت أكثر من اللازم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لرجل وهو يعظه:" اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك" .رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

·عدم التلفظ بألفاظ نابية لأجل المباراة فالمسلم ليس باللعان ولا الفاحش البذيء .فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):" ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

الحذر من العداوة والبغضاء بين الأخوة الذين يتحزب كل أخ منهم لفريق {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقد جاء من حديث جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تعقيبا على الإشكال الذي حصل في غزوة بني المصطلق:" ما بال دعوى الجاهلية ؟ دعوها فإنها منتنة". سنن الترمذي

·الحذر من النظر إلى العورات وخاصة عند التركيز على الجمهور لقوله تعالى{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ () وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ...} وعن جرير بن عبد الله قال : سألت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن نظر الفجاءة ،فقال:" اصرف بصرك ي" يعني لاتعاود النظر مرة ثانية . صحيح أخرجه أحمد ومسلم

·تجنيب المساجد من اللغط في المباريات { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه} { وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا} وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :" سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة". رواه ابن حبان في صحيحه

وقد نهى (صلى الله عليه وسلم) عن الجهر بقراءة القرآن فعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:" إن المصلي يناجي ربه فلينظر بم يناجيه و لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ". صحيح الجامع . فالجهر بغيرها من اللغو والرفث من باب أولى.

نصحتك فاستمع قولي ونصحي ومثلك لا يدل على صواب



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين