مشاهدة النسخة كاملة : شخصيات لا تنسى في لبنان
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:52 AM
http://www.al-aman.com/photos/issue_858/Hassan_Khaled4.jpg
فضيلة الشيخ حسن خالد
- رحمه الله -
مفتي لبنان الذي اغتيل في 11 شوال 1409 هـ
16 أيّار 1989 م في بيروت
الشيخ حسن بن سعد الدين خالد ، ولد في بيروت سنة 1340هـ الموافق سنة 1921م ، بدأ علومه الأولى في مدرسة عمر الفاروق التابعة لجمعيّة المقاصد
الخيريّة الإسلاميّة في بيروت . و بعد حصوله على شهادة الدروس الابتدائيّة التحق بالكليّة الشرعيّة في بيروت ( أزهر لبنان حالياً ) ، وبقي فيها إلى أن
تخرّج منها سنة 1359هـ الموافق سنة 1940م .
بعد تخرجه من الكليّة المذكورة كلفته المديريّة العامة للأوقاف الإسلاميّة بوظيفة خطيب في بعض مساجد بيروت ، ثم أرسله مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة مع بعض زملائه إلى الجامع الأزهر في مصر لمتابعة تخصصه العالي في العلوم الدينيّة ، فالتحق بكلية أصول الدين التي بقي فيها إلى أن تخرج منها حاملاً شهادتها النهائيّة في سنة 1366هـ 1946م .
ثم على أثر عودته إلى بيروت عُيِّن كاتباً في المحكمة الشرعيّة في بيروت ثم ترقّى إلى درجة رئيس قلم .
وعندما أجرت الحكومة امتحانات لاختيار قضاة لبعض المحاكم الشرعيّة ، اشترك في الامتحانات ونجح ، فعينته الحكومة قاضياً في محكمة عكار الشرعيّة ثم نقل منه في عام 1960 إلى محكمة محافظة جبل لبنان .
وفي أثناء عمله في المحاكم الشرعيّة كان يمارس التدريس لمادتي المنطق و التوجيه في أزهر لبنان وإلقاء خطبة الجمعة في بعض مساجد بيروت ، كما كان يعمل قبل التحاقه بالمحاكم المذكورة .
وعندما استعفى الشيخ محمد علايا من منصب الإفتاء بسبب الشيخوخة تمّ انتخاب الشيخ حسن خالد بالإجماع مفتياً للجمهورية اللبنانية وذلك يوم السبت الحادي والعشرين من شهر كانون الاول عام 1966 ، وهذا المنصب يشغله صاحبه مدى الحياة .
وقد قام المفتي حسن خالد بزيارات كثيرة إلى بلدان العالم وشارك في العديد من المؤتمرات التي كان يدعى اليها من المؤسسات الدينية المحلية والعربية والعالمية·
وكان المفتي حسن خالد عضواً دائماً في كل المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي، وعضواً في مجمع البحوث الاسلامية في الازهر الشريف بالقاهرة، وعضواً في المجلس الاعلى للمساجد العالمي، وعضواً في لجنة انقاذ القدس وعضواً في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في الكويت·
وكان المفتي حسن خالد أيضاً رئيساً لمجلس القضاء الشرعي الاعلى، ورئيس "اللقاء الإسلامي" السياسي الذي انبثق ابان الحرب اللبنانية ، وكان مرجعاً لجميع الموظفين الدينيين والاداريين في دوائر الأوقاف الاسلامية ودوائر الافتاء في لبنان، وقد منحته جامعة الأزهر شهادة الدكتوراه الفخرية في آذار عام 1967، وكان يحمل الوشاح الأكبر للنهضة الأردني من الدرجة الأولى ، ووساماً رفيعاً من رئيس جمهورية تشاد تقديراً لجهوده ·
مؤلفاته :
كان الشيخ حسن خالد يتمتع بثقافة دينيّة أهلته لها دراساته الأزهريّة ومن خلال هذه الأهليّة قام بتأليف مجموعة من المؤلفات الإسلامية القيمة يربو عددها على ثلاثة عشر كتاباً تعالج الكثير من القضايا الشرعية الإسلامية الهامة ، منها :
- الإسلام والتكامل المادي في المجتمع
- أحكام الأحوال الشخصيّة في الشريعة الإسلامية
- أحاديث رمضان
- الزواج بغير المسلمين
- الشهيد في الإسلام
- مسار الدعوة الإسلامية في لبنان خلال القرن الرابع عشر الهجري
- المسلمون في لبنان والحرب الأهلية
- المواريث في الشريعة الإسلامية بالاشتراك مع عدنان نجا
- موقف الإسلام من الوثنية واليهودية و النصرانية.
- كتاب يتضمن البيانات والتصريحات الصادرة عن دار الفتوى خلال الحرب الأهليّة في لبنان .
وفاته :
هذا وقد استشهد الشيخ حسن خالد يوم الثلاثاء في 11 شوال سنة 1409هـ الموافق 16 مايو سنة 1989م عندما انفجرت بقرب سيارته التي كانت تمر في تلك المنطقة سيارة ملغومة بمواد ناسفة ، وراح ضحيتها 16 شخصاً ، واثنان من حراسه وسجلت القضية وقيدت ضد مجهول! وقد تمّ دفنه بمقبرة الأوزاعي في اليوم التالي لوفاته .
وفي عام 1993 م تم افتتاح مؤسسة تحمل اسمه هي ( مؤسسة الشهيد حسن خالد للتربية والتعليم )
و قد رثاه الشاعر عمر بهاء الدين الأميري بقصيدة جاء فيها :
قتلتموه فسما خــــالداً *** مبوأ مقعده في السمـــاء
فعشتم في حومة من الردى *** هلكى .. وغرقى في الدماء
و ( خالد ) حي قرير لدى *** خالقه الرحمن في الأصفياء
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:53 AM
فتحي يكن ـ رحمه الله ـ :
http://www.sunna.info/souwar/data/media/44/fathi_yakan.jpg
ولد فتحي يكن ـ رحمه الله ـ عام 1933 في مدينة طرابلس في شمال لبنان ويعتبر من أهم رجالات الحركة الإسلامية اللبنانية وفي العالم الإسلامي وهو مؤسس الحركة الإسلامية في لبنان في الخمسينات من القرن الماضي.
عد المفكر فتحي محمد عنايات يكن رحمه الله ، أحد أهم الشخصيات الإسلامية في لبنان، حيث أطلق هو وعدد من رفاقه البدايات الأولى للعمل الإسلامي في مدينة طرابلس شمال البلاد من خلال جماعة "عباد الرحمن"، التي بدأ تواصله معها عام 1951 بعد تشكيل خلايا شبابية إسلامية في طرابلس.
وكان فتحي يكن على تواصل مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر وبلاد الشام، فكان متابعا لصحفها الصادرة في مصر كمجلة "الدعوة" و"المسلمون"، وتعرف آنذاك على الدكتور مصطفى السباعي مؤسس فرع جماعة الإخوان في بلاد الشام.
استقلال مبكر لم تدم العلاقة بين يكن وجماعة عباد الرحمن طويلا، فهي كانت تعتبر أنها غير معنية بالعمل السياسي والعسكري، وتفرغت للعمل الخيري والتربوي والكشفي، في حين كان يكن ورفاقه يرون أن العمل الإسلامي كلّ لا يتجزأ.
ففي موازاة دوره مسؤولا عن مركز عباد الرحمن في مدينة طرابلس، شارك يكن في إطلاق إذاعة "لبنان الحر" عام 1958، وأشرف على إصدار مجلة "المجتمع" عام 1959، وشارك في عدد من معسكرات التدريب، وحينها بدأت علاقته بجماعة عباد الرحمن تتأثر سلبا، ووصلت إلى حد إعلان الانفصال بسلاسة وتفاهم.
استمر الأمر على هذه الحال حتى عام 1964 حين نالت الجماعة في لبنان ترخيصا من وزير الداخلية آنذاك كمال جنبلاط، واختير فتحي يكن أول أمين عام للجماعة الإسلامية.
نقطة الخلاف الأساسية بين الجماعة وفتحي يكن بدأت عام 1969، وتتعلق بالخلاف حول مبدأ الشورى، فيكن يرى أن الشورى غير ملزمة للأمير انسجاماً مع الآية }القرآنية وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{ آل عمران/159، بينما يرى إخوانه في قيادة الجماعة أنّ الشورى ملزمة للأمير، وأن رأي الأغلبية هو المرجّح.
ترك القيادة هذا الخلاف أدّى إلى تخلّي فتحي يكن عن الأمانة العامة للجماعة عام 1970 وانتخاب الأمين العام الحالي الشيخ فيصل مولوي في هذا المنصب دون الإعلان عن ذلك.
واستمر مولوي في منصبه حتى عام 1972 ليستعيد يكن دفة القيادة من جديد حتى عام 1993 بعد اختياره نائبا في المجلس النيابي إلى جانب نائبيْن آخريْن عن الجماعة الإسلامية، وحينها فضّل التخلّي عن منصبه والتفرغ للعمل النيابي وإدارة كتلة الجماعة النيابية، فآلت الأمانة العامة من جديد للشيخ فيصل مولوي، وهو المنصب الذي مازال يشغله إلى اليوم.
http://www.imgall.com/imgup/img3/00d25cdc8a.jpg
استمر أداء يكن في الجماعة، وانتخب رئيسا لمجلس الشورى فيها أكثر من مرة، حتى عام 2005، وتحديداً بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وحينها حصل تباين في الرؤى.
فقيادة الجماعة ارتأت الانسحاب من الانتخابات النيابية ومقاطعتها انسجاماً مع التيار المتعاطف مع اغتيال الحريري، في حين اعتبر يكن أنه لا يجوز الانسحاب وترك الساحة للآخرين، وأصدر بياناً اعتبر فيه قرار الجماعة خاطئا، ليأخذ بعدها الخلاف منحى جديداً، لكن ذلك لم يؤثر على العلاقة الشخصية التي تربطه بقيادات الجماعة.
جبهة العمل الإسلامي بعد ذلك بادر يكن بتشكيل "جبهة العمل الإسلامي" المؤلفة من عدد من الجمعيات الإسلامية، وتعمق التباين في الآراء أكثر بينه وبين الجماعة الإسلامية، وتحديداً فيما يخص العلاقة مع كل من تيار المستقبل وسوريا.
ففي مقابل تقارب الجماعة الإسلامية مع تيار المستقبل وقوى 14 آذار، نحا يكن نحو الاتجاه الآخر فتقارب مع سوريا والقوى الموالية لها في لبنان.
ولم ينحصر تأثير يكن على الساحة الإسلامية في لبنان، فالكتب التي ألّفها خلال مسيرته الطويلة كرّسته منظّراً للحركة الإسلامية، ورمزاً من رموز الإخوان المسلمين في العالم، خاصة أنّ هذه المؤلفات كانت تدرّس في حلقات وأسر الإخوان التنظيمية على رقعة انتشارهم في المعمورة
رؤيته للوضع اللبناني
وقف ـ رحمه الله ـ في الاتجاه المقاوم وهو ما يناوئ الأجندة الأمريكية في لبنان، فجمع المقاومة كجبهة واحدة ، بالطبع كان يفرق جيدا بين أطيافها، والغريب أنه لم يختلف عليه الكثيرون رغم اختلاف أجندة كل منهم ، من خلال الممارسة يتبين أن فرقاء المعارضة ليسوا سواء، فجميع الفرقاء لهم هدف ، وبعد تحقيق الهدف يمكن أن يستمر هذا التحالف أو يتفرقون ، بدليل أنه قبل هذا التحالف كان هناك تحالف رباعي ولم يستمر، فهو ينظر إلى قوى 14 آذار مثلا بشكل متمايز، فما جمعهم ليس سواء، فهو لا ينظر إلى تيار المستقبل كما ينظر إلى القوات اللبنانية على سبيل المثال، فلهذا الطرف مشروع مختلف كليا عن ذاك.
وحين اعتصمت المعارضة من السنة والشيعة وخطب الشيخ فتحي يكن فيها الجمعة 8 ديسمبر 2006في ساحة الشهداء كان ذلك خطوة وإقداما من الشيخ يكن لدعم المقاومة، ومحاولة لإفشال الخطة الأمريكية الصهيونية ، فلم يكن الاعتصام يدور في خلد حزب الله، فهو رحمه الله يرضى لنفسه أن يتكلم في سياق ما يتكلم به الآخرون. فإما أن يكون هناك موقف من خلال خطبة جمعة فيها خطاب متكامل وإما ألا يكون، لقد رحبوا بذلك. كان رحمه الله صاحب إرادة صلبة، يعرف شتى ما يدور في أذهان
مؤلفاته
أصدر فتحي يكن عدة مؤلفات، ترجم معظمها لعدد من لغات العالم، وتزيد على 35 مؤلفا ومن أبرزها: مشكلات الدعوة والداعية كيف ندعو إلى الإسلام؟ نحو حركة إسلامية عالمية واحدة الموسوعة الحركية (جزءان) ماذا يعني انتمائي للإسلام؟ حركات ومذاهب في ميزان الإسلام الاستيعاب في حياة الدعوة والدعاة نحو صحوة إسلامية في مستوى العصر المناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين الإسلام فكرة وحركة وانقلاب الشباب والتغيير المتساقطون على طريق الدعوة أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي قطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية.
ولقي الشيخ الدكتور فتحي محمد عنايات يكن وجه ربه السبت 13 يونيو 2009 الموافق 20 جمادى الآخرة 1420هـ بعد رحلة مع المرض عن عمر 76 عاما. فاللهم ارحمه واغفر له ووالدينا وجميع موتى المسلمين..
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:53 AM
الشيخ المجاهد محرّم عارفي
- رحمه الله -
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://img101.herosh.com/2009/06/16/284298089.jpg
قليل جداً من يعرف الشيخ محرم عارفي وحتى في لبنان هناك الكثير ممن لم يسمع عنه .. على يديه تربت أجيال قوات الفجر الجناح العسكري في الجماعة الاسلامية، والذي كان له دور أساسي في قتال اليهود، منذ الثمانينات، وما زال حتى اليوم يقاتل، وإن كان حزب الله قد صار الأبرز الآن على الساحة الجهادية لما يمتلكه من إعلام وتمويل وتنظيم.
هو رجل شجاع، بكل ما للكلمة من معاني. كان واثق الخطى ، عزيز وصابر. من صيدا، عاصمة الجنوب والمقاومة. صيداء التي أحبها وأحبته، والذي يرويي عنه أهل صيدا الكثير من القصص والمواقف الجريئة، يفتخرون أنه منهم، أنهم مشوا معه وعاشوا معه وسمعوا كلماته القوية الثائرة وجلسوا في مجالسه المشوقة.
يحكون عن الرجل الوحيد الذي لم ينزل كلما نادى الصهاينة بمكبرات الصوت على أهل صيدا بالنزول للتجمع. عن الشيخ الذي جعل من مسجده معقلاً للمقاومين، والذي جعل من معتقله منبراً ومركزاً. عن الشيخ الذي رفض مصافحة كبير العملاء، ولم يخش الإعتقال، ولا الموت، في سبيل العزة والكرامة. عن الرجل الذي لعب دوراً رئيسياً في حل حرب المخيمات، وكسب بحكمته وتواضعه وخلقه حب جميع من عرفه.
فمن هو محرم عارفي؟
الولادة والمنشأ
ولد الشيخ محرم عارفي في صيدا، في العاشر من كانون الثاني، 1947، وكان الثالث بين أخوته واخواته التسعة، في مدينة صيدا، لأسرة تعد من الأسر الفقيرة. والده الحاج خير الدين كان يعمل في النجارة لتأمين القوت اليومي للعائلة، واضطر محرم لترك المدرسة وهو في المرحلة الابتدائية في سبيل تعلم حرفة تساعده على كسب قوته ومساعدة عائلته.
ومن وقتها، صار محرم اليافع، سباكاً، يعمل في الأدوات الصحية، لكن قلبه كان معلقاً بالعلم والمساجد، فكان يقضي أوقات فراغه في المسجد العمري الكبير وغيره من مساجد صيدا، رغم أن المساجد في ذلك الحين كانت أشبه بمأوى العجزة، وجميع روادها من الشيوخ والعجائز. وفي مطلع ال1968، عكف على حفظ القرآن الكريم وأصر على اتمامه، فحبس نفسه في مسجد قطيش لمدة ثلاثة أشهر أو يزيد، يصل الليل بالنهار ولا يخرج إلا في حال الضرورة القصوى، وقد تم له ما أراد بفضل الله، وكانت هذه الفترة منعطفا في حياته عبر عنها بقوله:
" .. منذ ان أكرمني ربي بحفظ القرآن الكريم، كان هذا الكرم مصحوباً بنفسية تأبى الذل والهوان، مصممة على مقارعة الظلم والعدوان، تواقة إلى لقاء الله والجنة ... ومهما حاول المعتدون والخائنون صدها عن هذا الإتجاه، فسوف تفشل جميع المحاولات، لأن هذا الاتجاه المستقيم أصبح ولله الحمد عقلي الذي يفكر وقلبي الذي ينبض ..."
النشاط الدعوي
وفي العام 1969 بدأ الشيخ محرم نشاطه الدعوي حيث صار يلقي الخطب والدروس والعظات في قرى الجنوب والمخيمات الفلسطينية، وبعض الأماكن الأخرى. في العام ذاته، صدر قرار من الأوقاف بتعيينه قارئاً في مسجد قطيش، عقبه قرار آخر بتعيينه مؤذناً في المسجد ذاته. ثم حصل الشيخ على إجازة حفظ القرآن من شيخ القراء الشيخ حسن دمشقية رحمه الله، بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عام 1972. وفي عام 1973 توفي إمام مسجد بطاح، وبات المسجد فاغراً، فعين الشيخ محرم إماما وخطيبا للمسجد. وقد كلف الشيخ محرم بجميع الوظائف الدينية بالمسجد من قراءة وتدريس وخطابة وأذان وخدمة، وقام بها على أتم وجه. وقد تحول مسجد بطاح منذ ذلك الحين إلى خلية نحل ببركة الله تعالى، وبنشاط الشيخ وتلاميذه.
مع عدد من قيادات الجماعة الإسلامية وحركة حماس
انضم الشيخ محرم للجماعة الإسلامية عام 1972 واستمر معها حتى وفاته. كما واظب الشيخ محرم على النشاطات الدعوية المختلفة، من خلال المسجد أو خارجه، كالدروس اليومية، والنشاطات والزيارات والرحلات والمخيمات، وكان حديثه جذابا سهلاً، يدخل القلوب دون استئذان، وفي الوقت ذاته لم ينسَ الشيخ الجانب الإجتماعي ولا الجانب السياسي، فكان يبذل كل جهده ووقته ليكون ليؤسس لعمل دعوي متكامل.
الجهاد والاعتقال
وفي مطلع الثمانينات، وبدء الإعتداء الاسرائيلي على لبنان، بدأ الشيخ محرم دعوة الشباب إلى الجهاد ونشر الوعي السياسي وروح المسؤولية بينهم. وكي لا يكون الشيخ ممن يقول ولا يفعل، بادر بتحويل بيته إلى معقل للمجاهدين، يتزودون فيه إيمانيا وعقائديا، وفكريا، فضلاً عن التدريبات العسكرية.
حتى في أحلك الظروف وخلال الاجتياح الإسرائيلي، وكان منزل الشيخ قد دمر حينها واضطر للانتقال الى مسكن آخر، ظل الشيخ ثابتاً يدعو الناس للجهاد وعدم الاستسلام، وصار مسجد بطاح يضج بجموع المصلين المتشوقين لسماع النفس الجهادي الذي ينضح بمعاني العزة والرفعة والكرامة. ولما ضاق المسجد بالمصلين، صاروا يفترشون الشارع المؤدي إلى المسجد، واحتاجوا لوضع مكبرات صوت إضافية خارج المسجد.
خلال أحد خطبه
اعتقل الشيخ محرم في 27/12/1983 من بيته، ونقل إلى سراي صيدا الحكومي حيث خضع للتحقيق والتعذيب، وتم اغلاق المسجد لأنه صار في نظر الصهاينة منبعا للتحريض ومعقلاً للثائرين. وبقي المسجد مغلقاً حتى أيار 1984، ولم يجرؤ أحد على فتحه، لحين ما أصر الحاج معتز السالم، تلميذ الشيخ ومساعده، رغم بصره الضعيف، على فتحه، وفعلاً تم فتح المسجد وخطب فيه الحاج معتز لثلاثة أسابيع إلى ان كلف الشيخ ابراهيم اللقيس بالخطابة فيه لحين ما يرجع الشيخ محرم.
وفي هذه الأثناء، كان مصير الشيخ محرم مجهولا، فلم يكن في صيدا مع الموقوفين ولا مع المعتقلين في أنصار، والقلق والاستفهام حول مصير الشيخ شغل ذهن جميع أحبائه وزوجته. ومضت أربع أشهر على هذه الحالة، إلى أن رأت زوجته صدفة على مكتبة الشيخ حديث "الصدقة تسد سبعين باباً من السوء" فسارعت إلى التصدق على نية أن يكشف الله السوء عن الشيخ، ولم يكن إلا أيام ووصلتها رسالة من الصليب الاحمر الدولي تحمل اسم الشيخ محرم العارفي، ومكان الإعتقال "سجن كيشن" في فلسطين المحتلة، وتقول "بصحة جيدة".
خروجه من المعتقل والعودة إلى صيدا
في نيسان 1984 نقل الشيخ من سجن كيشن إلى معتقل أنصار في جنوب لبنان، وتحول معتقل أنصار بمجيء الشيخ محرم إلى جامع وجامعة، ثم نقل إلى معسكر عتليت في فلسطين المحتلة، ليفرج عنه أخيراً في العام 1985 ويعود إلى مدينة صيدا مرفوع الرأس والهامة، بعزيمة أقوى.
من ذكريات الاعتقال
خلال الإعتقال، حصلت الكثير من المواقف المميزة والتي يحب محبي الشيخ وأهل صيداء أن تحفظ للأجيال. منها ما حدث وقت التوقيف، حين أوقفوه في مقر الحاكم العسكري، في سراي صيدا الحكومي، المحقق العسكري سأل الشيخ محرم، "شو اسمك؟"، فقال له: "الشيخ محرم العارفي"، فسأل عندها الشيخ للمحقق: "أنت شو إسمك؟"، فلم يجب، فكرر السؤال وسأله ولم يجب، ثم سأل المحقق الشيخ، "شو بتشتغل أنت؟"، فلم يجب الشيخ، فكرر المحقق السؤال كذا مرة، ولم يجب الشيخ، فسأله المحقق: "ما سامعني؟"، قال له: "مبلى سامعك"، قال له: "ما بدك تجاوب؟"، فأجابه الشيخ: "أنت واحد قليل أدب وأنا ما بحكي مع واحد قليل أدب"، فقال له المحقق: "يبدو القضية صعبة معك" ثم طبعاً ضربه ...
حادثة أخرى حصلت خلال اعتقال الشيخ في أنصار، وأوضاع المعتقلين كانت صعبة جداً، وكان الشيخ يطالب بتحسين أوضاع المعتقلين، فطالبوا مرة ومرتين وثلاث، ولم تتحسن اوضاعهم، حتى جاء العيد، فاتفق الشيخ مع الشباب أن يبدأ المعتقل كله بالتكبير (تكبيرات العيد) ولا أحد يتوقف ولو نزل الرصاص، لحين ما يعطيهم الشيخ أمر التوقف، واذا ما سألوا من المسؤول فليقولوا الشيخ.
ويقول راوي القصة (الشيخ خالد عارفي، أخو الشيخ محرم) "بدأ الإخوة بتكبيرات العيد، واليهود لعلمكم أكثر ما يخشون التكبيرات، حتى انهم مرة وهم يدخلون إحدى القرى، وكانوا على تخومها، فوقف رجل وصرخ الله أكبر، فارتعب الجندي الإسرائيلي من على الملالة ووقع عنها، والملالة في سيرها فدهسته وقتل." ثم يكمل: نعود الآن للحادثة، بدأوا بالتكبير، وطلبوا منهم التوقف فلم يتوقفوا. أطلقوا الرصاص لتخويفهم ولم يتوقفوا، فأخيراً لم يكن بد من أن يذهبوا عند الشيخ، وطلبوا منه أن يأمرهم بالتوقف، فقال لهم: "ما لح يوقفوا."
قالوا له: "طيب شو المطلوب؟"
"بدنا تحسنوا لنا أوضاعنا"
"طيب شو بدكن؟"
"بعض المواد الغذائية وبطانيات، ونسخ من المصحف" فاعترضوا على المصاحف وسألوه لماذا المصاحف، فأجابهم: "حتى نعلم الشباب القرآن وآيات القرآن ومنها آيات الجهاد، حتى يستعدوا لقتالكم إن شاء الله" ثم قال لهم: "أيضاً نريد راديوهات لنسمع أخبار المجاهدين"
فقالوا له: "كيف هيك بتحكي؟"
أجابهم: "أ بحكي لأنه بدنا"
عندها قالوا له: "مصيبة إذا اعتقلناك ومصيبة إذا تركناك"، ثم طلبوا منه أن يأمر المعتقلين بالكف عن التكبير، فقال لهم انه لن يفعل ذلك لحين ما تحضر الأغراض التي طلبوها، فقالوا له أنهم حاليا لا يملكون مصاحف ولا راديوهات، وكان الإتفاق على تأمين الموجود الآن، وتحديد موعد أقصى لتأمين الطلبات وهكذا كان. وهذا الموقف هو أحد المواقف الصلبة التي يشهد الناس بها للشيخ.
ومما يذكر أيضاً قصة صغيرة في التحقيق، أن محققاً إسرائيلياً سأل الشيخ محرم، "أنت مع جيش الدفاع الاسرائيلي أو مع المخربين؟" (كانت كلمة المخربين تستعمل لوصف المقاومة الفلسطينية والمجاهدين)، فقال له الشيخ محرم، "أنا بدي أسألك، أنت من وين؟" قال له: "من إسبانيا"، فسأله الشيخ محرم: "هل دخلت إلى لبنان بعد إذن أهله؟" فقال له: "لا"، قال له "إذن دخلته عنوة" فقال "نعم"، عندها قال له الشيخ "إذن أنت الظالم وأنا مع المظلوم"، فما كان من المحقق إلا أن شتم الشيخ ...
ما ورد هو بعض من مواقف الشيخ المشرقة، ما هو إلا غيض من فيض مواقف الشيخ الكثيرة التي يشهد له بها الناس.
وفي العام 1985 أعلن عن تأسيس الجبهة الإسلامية، وأعلن الشيخ محرم العارفي أمينا عاما لها، وكانت الغاية أن تكون هذه الجبهة إطاراً لكل الناشطين الإسلاميين بمعزل عن انتماءاتهم التنظيمية والفكرية، بهدف توحيد الجهود للدعوة والجهاد. لعب الشيخ محرم عارفي دوراً بارزاً في حرب المخيمات، والتهدئة، كما أنه كان من أول من تطوع للبقاء داخل مخيم الرشيدية ومعايشة معاناة الناس ومآسيهم وأراد البقاء لحين فك الحصار إلا أن اشتداد المرض على والدته ومنازعتها بين الحياة والموت اضطراه للخروج.
وفاته
وفي العام 1993، شخص الشيخ بمرض خبيث. واستمرت رحلته مع الألم سبع سنوات لم يمنعه فيها المرض من نشاطه الدعوي. وفي أواخر العام 1999 بلغ المرض أقصاه، وأحس الشيخ بدنو الأجل، وأدخل إلى مستشفى حمود في صيدا، حيث قضى أيامه الاخيرة، وتوفي رحمه الله في التاسع والعشرين من رمضان، السادس من كانون الثاني، عام 2000، ودفن في الثلاثين منه، حين خرجت جنازة بالآلاف من مسجد الزعتري في صيدا لوداع الشيخ المجاهد إلى مثواه الاخير، وقد قيل أن عدد المشيعين تراوح بين الخمسة عشر والعشرين ألف مشيع.
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:54 AM
ومن صيداء الإباء ومدينة الشهداء نتابع ..
كما أسلفت سابقا أنني سأتناول نبذات عن الشهداء الصيداويين الذين تربوا على يدي الشيخ محرّم عارفي رحمه وذلك وفاء لدمائهم الزكية والطاهرة ، لكنني سأنوّه أولا أن من هؤلاء الشباب إخوة من فلسطين المحتلة تعلموا على يديه واستشهدوا على ثرى لبنان مع إخوانهم اللبنانيين إما برصاص العدو الصهيوني أو غدرا بأيدي العملاء .. وستكون البداية مع أول الشهداء ..
الشهيد عمر البخور
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/3p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:55 AM
الشهيد سهيل السالم
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/4p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:56 AM
الشهيد سليم حجازي
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/6p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:56 AM
الشهيد بلال عزام
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/7p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:57 AM
الشهيد نبيل الشرقاوي
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/8p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:58 AM
الشهيد جمال الحبّال
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/9p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:58 AM
الشهيد محمد الشريف
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/10p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 06:59 AM
الشهيد محمود زهرة
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/11p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:00 AM
الشهيد بشير الأتب
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/12p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:01 AM
الشهيد نزيه القبرصلي
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/13p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:02 AM
الشهيد أحمد الديماسي
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/14p.jpg
http://www.alhiwar.net/vb/mwa2009/mwa07/misc/mwa/bak/mwa07-post.gif
http://www.alhiwar.net/vb/mwa2009/mwa07/buttons/quote.gif (http://www.alhiwar.net/vb/newreply.php?do=newreply&p=93570)
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:03 AM
الشهيد نبيل سعدالدين
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/15p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:04 AM
الشهيد مصطفى رجب
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/16p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:04 AM
الشهيد توفيق جوهر
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.saidacity.net/shuhada/17p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:05 AM
الشهيد محمود قطيش
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.alrabita.info/Saida/18p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:06 AM
الشهيد عبدالحليم صفدية
http://www.alhiwar.net/vb/images/statusicon/wol_error.gifنقره على هذا الشريط لتكبير الصورةhttp://www.alrabita.info/Saida/19p.jpg
أبو الفداء أحمد بن طراد
13-06-2010, 07:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
فيديو لشهداء قوات الفجر الذين سبق وأدرجت أسماءهم وإخوان لهم ممن سقطوا في فترة الاجتياح وما بعدها ..
http://www.youtube.com/watch?v=w5mR2yqcw3g&feature=player_embedded
نسأل الله أن يرحمهم برحمته الواسعة ..
للإشارة أن الشهداء هم خليط من الجنسيتين اللبنانية والفلسطينية..
المصدر:
http://img171.imageshack.us/img171/5124/tamamhiwarnet.gif (http://www.google.com.eg/imgres?imgurl=http://www.al-aman.com/photos/issue_858/Hassan_Khaled4.jpg&imgrefurl=http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php%3Ft%3D16648&usg=__OZLI4kQNhQBiyfCvie3fsv5F0Sg=&h=434&w=340&sz=22&hl=ar&start=3&um=1&itbs=1&tbnid=IgazAbz-qsCGOM:&tbnh=126&tbnw=99&prev=/images%3Fq%3D%25D9%2585%25D9%2581%25D8%25AA%25D9%2 58A%2B%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25B1%25D9%2588%25D 8%25AA%2B%25D9%2585%25D8%25B5%25D8%25B7%25D9%2581% 25D9%2589%2B%25D9%2586%25D8%25AC%25D8%25A7%26um%3D 1%26hl%3Dar%26client%3Dfirefox-a%26sa%3DN%26rls%3Dorg.mozilla:ar:official%26chann el%3Ds%26tbs%3Disch:1)
أبو الفداء أحمد بن طراد
25-06-2010, 03:46 AM
نسأل الله أن يرحمهم برحمته الواسعة ..
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir