مشاهدة النسخة كاملة : هل تكلم الله بالقرآن حين نزوله أم هو كلامه قبل خلق الخلق لم يتبدل؟
سؤال إلى أبي حسن بخصوص القرآن
هل تكلم الله به شيئاً بعد شيء أو في حوادث معينة أم هو كلامه قبل خلق الخلق لم يتبدل؟
ولا أظنك تستسيغ القول بأن القرآن لم يكن موجوداً قبل خلق الخلق. وإلا فعليك بتوضيح ما أشرت إليه مراراً حول كونه نزله جملة واحدة. ولمزيد توضيح فتنزيل القرآن على رسوله شيء ووجوده قبل خلق الخلق شيء آخر.
والسلام،
أبو حسن
16-06-2010, 08:02 PM
حتى لا يتهمني الأخ واحد بأني أنهرب من النقاش معه حول مسألة القرآن، فقد قمت بنقل مشاركته إلى هذا الموضوع، مع تعديلها بحذف العبارات الغير متعلقة بالموضوع
كما أني اجتهدت في وضع عنوان لهذا الموضوع، فإن لم يعجبك العنوان أخي واحد، إقترح عنوانا آخر لأقوم بتغييره... فأنا أعتبرك صاحب الموضوع ولك الحق في اختيار عنوانه...
أبو حسن
16-06-2010, 08:38 PM
أخي واحد،
حتى أجيبك، لا بد أن أطلب منك توضيحات... فقد نكون في نهاية المطاف متفقين وإنما تختلف عبارتينا على نفس المعنى... فلعل المفهوم واحدا والمنطوق مختلفا...
قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
وقال سبحانه: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ
وقال عز وجل: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
وللعلماء في تفسير هذه الآيات قولين مشهورين:
الأول: قول ابن عباس أن الله عز وجل أنزل القرآن إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل بعد ذلك منجما على رسول الله صلى الله عليه وسلم...
الثاني: أن ابتداء نزول القرآن كان في ليلة القدر
ووقفتُ على كلام للطبري وابن حجر رحمهما الله يرجحان قيه القول الأول...
وابن تيمية رحمه الله يجمع بين القولين ويرى أنه لا تعارض بينهما... فالقرآن أنزل جملة إلى بيت العزة في ليلة القدر، كما أن ابتداء نزوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في ليلة القدر...
أخي واحد،
هل لديك اعتراض على ما ذكرتُ آنفا ؟
سؤلي الآن: ما دليلك على أن القرآن موجود قبل نزوله في ليلة القدر ؟
أخ أبو حسن،
بالنسبة لعنوان الموضوع، هو كذلك لا بأس به... وربما الأفضل: هل القرآن حادث أم قديم.
والمراد بحادث (وجد بعد أن لم يكن موجوداً) وهو عكس قديم (أول = أزلي)
أما رداً على ما ذكرت بخصوص نزول القرآن فلا غبار عليه وهو مبحث آخر.
وسألتني عن الدليل على وجود القرآن قبل ليلة القدر، فأجبت مراراًُ في موضوع "حلول الحوادث..." وأعيده هنا:
1. القرآن كلام الله ليس بمخلوق بالإجماع. والمخلوق والحادث والمحدث كلمات مترادفة من حيث هي وجود الشيء بعد عدمه والخالق بذلك هو الله وحده (خالق كل شيء).
2. كيف تجمع بين نزول القرآن جملة واحدة وبين قولك بأنه وجد شيئاً بعد شيء في حوادث معينة كما سبق وسألتك مراراً؟
والسلام،
أبو حسن
16-06-2010, 11:44 PM
أخي واحد،
قد ذكرت لك أنك لا تستطيع أن تلزمني بتعريفك لمصطلح "حادث" ونقلت لك قول الإمام البخاري في صحيحه أن "حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين"
على كل، هذا ليس مبحثنا هنا...
بالنسبة للنقطة الثانية، يأتيك الجواب عليها لاحقا
أما النقطة الأولى، فهي ليست بجواب على سؤالي..
أريد جوابا شرعيا مع الدليل، لا جوابا عقليا...
أبو حسن
16-06-2010, 11:50 PM
2. كيف تجمع بين نزول القرآن جملة واحدة وبين قولك بأنه وجد شيئاً بعد شيء في حوادث معينة كما سبق وسألتك مراراً؟
ملاحظة، أنا لم أقل وجد شيئا بعد شيء... وإنما قلت تكلم الله به شيئا بعد شيء، فليتك تكون دقيقا في النقل...
أخي واحد،
قد ذكرت لك أنك لا تستطيع أن تلزمني بتعريفك لمصطلح "حادث" ونقلت لك قول الإمام البخاري في صحيحه أن "حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين"
على كل، هذا ليس مبحثنا هنا...
بالنسبة للنقطة الثانية، يأتيك الجواب عليها لاحقا
أما النقطة الأولى، فهي ليست بجواب على سؤالي..
أريد جوابا شرعيا مع الدليل، لا جوابا عقليا...
أخ أبو حسن،
أما عن "حادث"، فلا بأس بإفرادها في موضوع منفصل توضح فيه كيف تفهم معنى "حادث" في هذا المجال والدليل عليه.
وأما الدليل الشرعي الذي تطالب فيه، فالأصل فيه كما ذكرت الإجماع على كون القرآن كلام الله غير مخلوق ولا أدري كيف سميته عقلياً. وإن قلت لك أن المخلوق هو ما وجد بعد عدم (والخالق هو الله وحده)، فسوف تصر مكابراً على أن آتيك بالدليل على مصطلح مخلوق. فأقول جوابك الذي طال انتظاره سوف يكشف فساد مذهبك.
والسلام،
ملاحظة، أنا لم أقل وجد شيئا بعد شيء... وإنما قلت تكلم الله به شيئا بعد شيء، فليتك تكون دقيقا في النقل...
قلت ما قلته لما علمته من مذهبك. والمتابع لكلامك وتركك للرد على السؤال الفصل يدرك أن لا فرق عندك فأنت تقول بأن كلامه لم يكن قبل جري الأحداث. وذلك ما أشار إليه ابن تيمية بقوله "حادث الآحاد".
فأنتظر الرد ثم نتابع.
والسلام،
أبو حسن
17-06-2010, 12:42 AM
قلت لك سأجيبك فيما بعد... فلا تستعجل، أنا لا أتهرّب أو أحيد... لكني أريد أن نتفق سوية على أمور قبل إجابتك...
يعني أفهم من كلامك أنه لا دليل شرعي عندك، أي نص من كتاب أو سنة، على وجود القرآن قبل إنزاله في ليلة القدر إلى بيت العزة ؟
أبو حسن
17-06-2010, 12:56 AM
هات لي الإجماع الذي تدعيه...
أبو حسن
17-06-2010, 12:58 AM
ملاحظة: لا أطلب الإجماع على كون القرآن غير مخلوق... فنحن متفقون على هذا... وإنما على كونه أزلي...
أحمد عامر الظنط
17-06-2010, 01:21 AM
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به يا أبا حسن .. هل يحتاج النهار الى دليل ؟؟ تطالب بدليل على كون القرآن((أي كلام الله الذاتي الذي هو صفته)) أزلي بعد اقرارك بأنه بالاجماع غير مخلوق .. ما كان غير مخلوق فهو أزلي بمعنى أنه ليس له ابتداء .. ليس مسبوقا بالعدم ..... يبدو أنك لست معتادا على هذه المصطلحات عند العلماء
أبو حسن
17-06-2010, 07:25 AM
أما الحبشي، فلن ألتفت لكلامه...
أما أخي واحد فأقول له... ما كنت أظن أن جواب سؤالي (ليس الأخير وإنما الذي قبله) يصعب عليك وأنت الحافظ لكتاب الله ! لو كان الدكتور حميطون متابعا للحوار... لما فاته الجواب...
يقول تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ
ويقول عز وجل: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
فقبل نزول القرآن إلى بيت العزة، كان في اللوح المحفوظ... وهذا هو الذي ذكره العلماء ومنهم الطبري في تفسيره، أن الإنزال في ليلة القدر كان من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة...
فهل نحن متفقون قبل أن أنتقل إلى المسألة التي بعدها ؟
أخ أبو حسن،
أما عن المخلوق والحادث وما إلى ذلك، فقد عقبت عليه مع المشرف العام في الموضوع السابق وإن شاء الله نصل إلى إظهار الحق فيه وكشف المغالطات.
وأما عن كوني أحفظ كتاب الله، فليس كاملاً بل نصفه. والله الموفق للمحافظة عليه.
وأما الإجماع الذي تصر عليه فيكفي إقرارك بأنه غير مخلوق وقد أسلفت أن جوابك على سؤالي الذي طال انتظاره سوف يكشف الحق في ذلك.. فلا تعجل، إيتيني بردك على ما سألتك في بداية حوارنا والذي لم تزل تؤخر الرد عليه حتى بدأت أحسب أن ليس عند جواباً شافياً فيه.
أرجو أن تأتي بالرد الشافي قبل أن تطرح مزيداً من الاستفسارات بدعوى أنك تريد أن نتفق على المفاهيم حيث أن سؤالي واضح وليس فيه اصطلاحات متكلمين أو غيرهم.
بانتظار جواب سؤالي، والسلام
أبو حسن
17-06-2010, 11:47 PM
أخي واحد،
أريد لهذا الموضوع أن يكون مذاكرة لا مناظرة...
لذا أنا أسعى إلى أن نضع مقدمات مشتركة نتفق عليها، ثم نحرر مواضع الخلاف بيننا، بعدها يخرج كل واحد منا باستنتاجاته بخصوص القضية المطروحة بناء على الأسس التي وضعناها...
فيعرف المتابع لحوارنا عندها على أي أساس كان اتفاقنا أو اختلافنا... ويفهم منطلق كل واحد منا ومقدماته التي يبني عليها استنتاجاته...
لذا، فإني مازلت أنتظر موافقتك على نقطتي الأخيرة قبل الإنتقال للتي بعدها...
يعني ما بدك ترد.. معليش، خليني معك لشوف لوين بدك توصل.
أخي الكريم،
قلت "فقبل نزول القرآن إلى بيت العزة، كان في اللوح المحفوظ... وهذا هو الذي ذكره العلماء ومنهم الطبري في تفسيره، أن الإنزال في ليلة القدر كان من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة...
فهل نحن متفقون قبل أن أنتقل إلى المسألة التي بعدها ؟"
جوابي هو لا فرق عندي من أين نزل وإلى أين وكيف...
أبو حسن
18-06-2010, 12:25 AM
أخي واحد،
لم أسألك سؤالا خارجا عن موضوع النقاش... بل سؤالي لك هو في صلب النقاش... وعليه سينبني بقية النقاش...
واستدللت عليه بآيتين من أصل آيات كثيرة تدل عليه...
والهدف من النقاش هو تحرير النزاع من خلال البناء على الدليل الشرعي... حتى يُعلم من أين أتى كل واحد منا بقوله...
فإن لم تكن تعجبك طريقتي، فلا داعي لأن نستمر بالحوار...
أخ أبو حسن،
الآيتين ليس فيهما أنه نزل ليلة القدر من اللوح إلى بيت العزة وإن كان ثم ما يؤيد هذا القول من أحاديث صحيحة فبه ونعمت وقد ذكرت أن لا فرق عندي متى وكيف نزل.
أبو حسن
18-06-2010, 12:52 AM
الآيتان فيهما أن القرآن في اللوح المحفوظ، فهل تخالف في ذلك ؟
أما إنزاله في ليلة القدر، فقد ورد في الآيات الثلاث التي نقلتها لك آنفا...
قال ابن كثير في تفسير سورة القدر:
(قال ابن عباس وغيره أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فهل نحن متفقان ؟ أم الأمر بحاجة لمزيد بيان ؟
هو في اللوح المحفوظ بلا خلاف لقوله في الآية التي ذكرت.
أما النقطة الثانية: فإن كنت تريد إلزامي بهذا القول، فأقول ألا يحتمل وجود نقل آخر مخالف؟ فكيف تريد مني الالتزام بواحد؟ وأكرر أن لا فرق عندي في كيف ومتى نزل.
أبو حسن
18-06-2010, 11:36 AM
أخي واحد،
أنا لا أريد إلزامك بشيء البتة... وإنما وضع قواعد نتفق عليها... فإن كنت لا توافق على شيء مما ذكرته، ليتك تذكره... ثم إني لا أنكر أن يكون هناك أقوال مخالفة ربما لما نذكره... لكن هدفي ما نتفق نحن عليه دون النظر إن كان فيها خلاف أم لا... وحقيقة، إني أطمح أن يكون هذا الموضوع نموذجا لمناقشة المسائل الخلافية...
أعتقد أننا اتفقنا حتى الآن على ثلاث مسائل:
1- القرآن كلام الله غير مخلوق
2- القرآن موجود في اللوح المحفوظ قبل خلق الخلق
3- أنزل الله القرآن جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا قبل أن يوحي به بعد ذلك منجّما على الرسول صلى الله عليه وسلم
بقي مسألة واحدة من طرفي، ثم أترك لك حرية طرح مسألة إضافية أو أكثر تضاف للمسائل الأربعة، قبل أن أكتب ردي بناء على هذه المسائل المتفق عليها وتكتب أنت ردك بناء عليها... ونترك للقارئ الحكم على أقوالنا، فيكون حكمه عن بينة وبصيرة... ويفهم مكمن النزاع بيننا وسبب اتفاق أو اختلاف قولينا في هذا الباب...
لكن قبل طرح المسألة الرابعة، أريد أن أتأكد من أننا متفقون بشأن اللوح المحفوظ وأن الله كتب فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة...
قال الله تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ)
وقال عز وجل: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض".
قال الحافظ ابن حجر: هو اللوح المحفوظ.
وأخرج أحمد في مسنده والبخاري في التاريخ الكبير وابن أبي شيبة في مصنفه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن أول شيء خلق الله القلم، فقال له : إجر، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة" (وهو حديث مشهور رُوي بألفاظ وطرق مختلفة بعضها لا يصح، ولعل هذه هي أصح طرقه والله أعلم، ويُغني عنه الحديث السابق عند الخلاف فيه)
فهل نحن متفقان بشأن اللوح المحفوظ قبل الإنتقال للمسألة الرابعة والأخيرة عندي ؟
أخ أبو حسن،
1. القرآن كلام الله غير مخلوق بلا خلاف.
2. القرآن في لوح محفوظ ولم أقل هو فيه قبل خلق الخلق. أليس اللوح مما خلق الله؟ وما أهمية كل هذا بكل حال؟
3. طريقة إنزاله غير ملزمة كما أسلفت. إن قلت "لا أوافق" فمعناه أني أرفضه. ولهذا ذكرت أنه غير ملزم ولا فرق عندي لاحتمال وجود أقوال أخرى.
وعودة إلى اللوح المحفوظ:
- قلت "أن الله كتب فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة..."، وماذا عن ما سيكون بعد يوم القيامة... أقول أنت تخوض في غيبيات هي بنظري خارجة عن صلب الموضوع وبإمكانك الرد على سؤالي دون الخوض في كل ذلك. أفضل الاكتفاء بما نص عليه الكتاب لتجنب التقول على الله.
- إن الله يعلم ما في السماوات والأرض من قبل أن يبرأها وكل ذلك عنده في كتاب.
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir