المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشام تشتاق أئمتها وسادتها معاوية رضي الله عنه وابن تيمية رحمه الله



المعتز بالله
01-07-2010, 10:31 PM
الشام تشتاق أئمتها وسادتها
معاوية رضي الله عنه وابن تيمية يرحمه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.وبعد:
فإن نظرة سريعة لأي قارئ عاقل منصف في تاريخ الأحداث السياسية والعسكرية والفكرية لبلاد الشام ودمشق خاصة تظهر منها نتائج هائلة تظهر أئمة من رجال تأسيس مجد الأمة وحماته، وتبين للقارئ ولاسيما الشامي منهم الجذور المتأصلة لأمير المؤمنين الحليم المبدع المحبوب من رعيته وجميع أبناء أمته، الحامي للدين وللكرامة وللديار معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، المُرغِم لأنوف الغزاة والزنادقة ودعاة الفتن والطائفية المحاربة للسنة النبوية المشرفة وأهلها الأطهار.
فلمعاوية رضي الله عنه فضل الصحبة والعمل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرب منه في بيت أخته حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها زوج النبي r وعمله مع أبي بكر t نائباً لأخيه يزيد ابن أبي سفيان أحد قادة الجيوش الأربعة التي طردت ا لروم من الشام، وبعمله مع الفاروق t قائدا وحامياً لجبهات المسلمين المواجهة للروم الصليبيين، وعمله مع عثمان الشهيد t قائداً وحامياً للشام بأجمعها، ومن ثم إقراره في إمارته من قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t بعد فتنة صفين، وفي كل مراحل حياته وقيادته t كان متألقا مبدعاً ناجحاً موفقاً فتمكن من تأسيس الكثير من متطلبات الدولة الراسخة والمستقرة من الدواوين والأساطيل والصوائف والشواتي التي كانت تقضي فصل الصيف أو الشتاء على الجبهات وفي بلاد الأعداء، تقطف للمسلمين الأمن والرفاه والتفوق...حتى ثبت لكل مسلم أنّ معاوية t هو الفائز ببشارة النّبي r التي جاءت في الصحاح تشهد بفوز أول من يركب البحر مجاهداً في سبيل الله، كأنهم الملوك على الأسرة، وأنه هو الباني لأول والقائد الأعلى لأول جيش غزا مدينة قيصر القسطنطينية، ذلك الجيش الذي فاز ببشرى النّبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة! ودمشق ستبقى مدينة له بمجدها وأمنها وألفة أهلها ونقاء عروبتها وصفاء عقيدتها وعلى مر السنين، فمعاوية t يتربع بين أطراف المجد في كل جوانبه وبقي على ذلك حتى توفي عن ثمانين سنة ودفن في دمشق التي أحبها وأحبته، وذلك في رجب سنة 60 هـ بعد إمارة دامت عشرين عاما وخلافة دامت مثلها، وللشعراء فيه مدائح, منها قول الأخطل وهو يصف عدله وتواضعه في هيبته:
تســمو العيـون إلـى إمـام عـادل
معطــي المهابــة نــافع ضـرار
وتــرى عليــه إذا العيـون لمحنـه
ســيما الحــليم وهيبــة الجبــار.
ومن الذين تهوي لهم قلوب أهل الشام في هذه المرحلة المنكوسة أمير القلم والفكر والفقه والجهاد أبي العباس أحمد بن تيمية شيخ الإسلام وقائد المسلمين المربي الأكبر والعامل الأشهر من بين أقرانه على حماية ميراث رسول الله r وسنته كما هي من غير تبديل ولا تأويل، ولاسيما حين صار الرافضي الفيلسوف المؤسس لقبول استباحة التتار للخلافة؛ ابن المطهر الحلي – يصول ويجول ويبني ويهدم ويسجن ويقتل أهل الشام كما يشاء من مقام عمار في الرقة إلى زينب في دمشق إلى معابد الرافضة في درعا- الرافضي الحلي صاحب كتاب منهاج الكرامة في إثبات الإمامة، الذي يريد ببهتانه نسف كل ثوابت أمة الإسلام وقيمها وأصالتها، الذي تصدى له ابن تيمية بعلم وفهم وإنصاف فأبطل كل خرافاته وشبهاته، بعد أن أعاد تسمية الكتاب والمؤلف باسمه المتوافق مع مقاصده، وذلك حين سماه منهاج الندامة لابن المنجس الحلي!
بكتابه الأغر: (منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدرية) الذي زلزل مضاجع أعداء الإسلام، وقلب موازينهم وخلط غزلهم، وفضح شراكة الرافضة واليهود، فأذهل سدنة مكرهم، فانقلبوا إلى دعاة تحذير من كتاب منهاج السنة كما يفعلون في التحذير من أمير المؤمنين عمر الفاروق t الذي كان له الفضل الأكبر في تحرير الرافضة من عبادة النار وطغيان الأكاسرة، لكن بغيهم جعلهم يكافئون من يحسن إليهم بالبهتان والنكران! وهكذا فعلوا مع منهاج السنة الذي أزال عن العيون شبهات الحلي الرافضي وطمس أكاذيبه، فراح مراجع الرافضة يصفون كتاب منهاج السنة وصفة طبية لمرضاهم بأن يحرقوه ويستحموا بالماء الساخن من أوراقه وأنواره التي تطرد الشياطين وتلجم الأفاكين، كل ذلك للخلاص من نسخه التي تلاحق بهتانهم، وتسحق زيفهم، فهذا الكتاب الذي له فضل كبير في حماية عقيدة أهل السنة وهويتهم وسنة بنيهم؛ أصبح الآن تهمة لكل عربي مسلم في الشام! فمن يحمل الأفيون والحشيش والمخدرات، ويعمل بالربا ويعيش على الرشوة ويجني السرقات، ويتعامل مع الصليبيين واليهود ويعاشر الممومسات، أهون حالاً ممن يضبط متلبساً في قراءة كتاب لإمام أهل الشام ومحاميهم ابن تيمية رحمه الله تعالى، فأي حال هذه الذي تمر بها الشام من الغربة والحسرة والنكبة؟! وأي حال أصاب أهل الشام أن صار ابن المنجس الرافضي صاحب منهاج الندامة، يصول ويجول ويبني ويهدم ويطرد ويشرد ويفعل ما يشاء بأهل الشام؟ مستعيناً بعميان العرب، وسفهاء السنة!
ولكن العزاء أنه على الرغم من إعلان الرافضة وحلفاؤهم الحرب على فكر منهاج السنة النبوية، فإنهم لن يستطيعوا اجتثاثها فهي ليست حزباً ليجتثوه كما هو الحال في العراق! فإن جذوره تتصل بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذين تكفل الله بحفظهما فسحقا للمبطلين، ولن يزيد أعداء السنة في كل أحوالهم عن أنهم طائفة أسعفتها ظروف طارئة ليطفوا على السطح، لن يستطيعوا الثبات أمام أي موجة تزفرها غضبة من غضبات أهل السنة في حال صحوتهم! فلن يثبتوا حين يعود أهل السنة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما لم يستطع الطغاة من قبل مواجهة ابن تيمية وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فيصبح الكبير من أهل المنكر صعلوكا بين يديه؟ وكيف يواجه الرافضة ابن تيمية حين يحمل السيف كما فعل في معركة شقحب بعد أن وحد الشام ومصر وطرد الأعداء لتبقى دمشق الشام عزيزة بالسنة النبوية، وعلى منهج معاوية وابن تيمية وعمر بن العزيز وعبد الملك وإخوانهم سادة البلاغة والفتوح، الذين جمعوا بين القلم والسيف، وبين الحلم والغضب رحمهم الله تعالى.
فحاضر الأمة وواقعها والشام خاصة وفي كل المنتديات يسأل بشوق وألم أين أهل الشام؟ أين حلم معاوية وعدله أين حميته وهمته، وأين غضبه بعد نفاذ صبره؟ أين صوائفه وشواتيه؟ أين أساطيله وراياته؟ أغابت كلها؟ ألم يبقى منها بقية في زاوية ولا في منبر ولا محراب؟ كيف يكون ذلك وليس في الشام موضع شبر إلا وله ارتباط وصلة مودة بمعاوية رضي الله عنه وابن تيمية وإخوانهم ..........؟!!
فكل هذا وغيره الكثير يتجلى لهذين الإمامين البارّين بأمتهما مع كل نقطة حبر وصفحة كتاب، ومحراب مسجد، وتلاوة آية، وركن قصر، وثمرة يانعة، ونهر جار، بل مع كل قطعة حجر، وقطرة ندى، ونبتة زهر في بلاد الشام، فمن فضل هذين العملاقين العظيمين الجليلين أنه لا تمر بأهل الشام أزمة في الحرية والأمن والرفاه وصفاء المعتقد ونقاء الهوية إلا وذكروا أمير المؤمنين معاوية t الذي كان كالأب الرحيم لأمة المسلمين، يتفد أحوالهم ويشاركهم مصابهم ويقاسمهم ماله، ويخدمهم بعماله وأمرائه، ويذود عنهم كل غادر وغاز ولص ومرتشي ومبطل وبائع للدين وللوطن، فيقر عيونهم برحمته بهم، وإيثاره لهم، ويشرح صدورهم بعزتهم بين الأمم، ويثلج قلوبهم بسياسة التسامح والعفو والتجاوز والمساواة والمواساة لهم في كل شؤونهم.
فرضي الله عن أمير المؤمنين معاوية كلما أنّ أسير، وانتهكت كرامة مسلم في الشام، وسالت دمعة ثكلى، وذُكر حبيب غائب، وغرد طائر على غصن أو في قفص، وترنم قارئ بآية من كتاب الله تعالى متفكرا متدبرا متأملا... ولشيخ الإسلام ابن تيمية وأئمة الشام الذين يعيشون في قلوب أهلها مثل ذلك، وللشام الصابرة على الغربة والبلاء، أزكى السلام والعطاء والنقاء والوفاء...........

منقول . من ابن الشام الصابرة.

aboal3marayn@yahoo.com
01-07-2010, 11:11 PM
اعزك الله يا معتز وادخلك فسيح جناته