تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة المرشد



محمد أحمد الفلو
18-07-2010, 02:55 PM
بما أني لاحظت إنو أكثر الشباب لا يقرؤون رسالة المرشد ، فسوف ابدأ بنقلها على المنتدى باذن الله
وإذا حدا من الشباب بيسبقني، أكون له من الشاكرين


بسم الله

محمد أحمد الفلو
18-07-2010, 02:55 PM
رسالة من: أ. د. محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..

فإن للعلماء مكانة عالية، ومنزلة سامية، ودرجة رفيعة؛ فهم الذين اصطفى الله من العباد وأورثهم كتابه العزيز المستفاد: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ (فاطر: من الآية 32)، وقد رفع الله درجاتهم: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (المجادلة: من الآية 11) ولا يستوي العالم مع غيره: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: من الآية 9) ومدحهم الله بقوله: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (آل عمران: 18).

وقد اختارهم الله ليرسموا للناس طريقهم للمعاش والمعاد، وجعلهم قادة المتقين، وأئمة المسلمين، وهم حفاظ الشريعة والدين؛ فهم ورثة الأنبياء، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ".


أيها العلماء..


أنتم عماد الإسلام، ووجودكم زيادةٌ في الإيمان، وسعادةٌ في البلدان، وعمارةٌ للأوطان، وصلاحٌ للرعية والسلطان، وإرغامٌ لأنف الشيطان، وأنتم الفارقون بين الحلال والحرام، والمرشدون إلى دار المقام، وتفصلون بين الناس عند التنازع والخصام.. جمع الله لكم الخير حين فقَّهكم في الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِى، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ".



العلماء هم الطريق لوحدة الأمة



إذا كان المسلمون قد انقسموا دولاً وممالك شتَّى، وكل دولة تفرَّقت أحزابًا وشيعًا متناحرةً، وبدا بينهم بأسهم شديدًا، فإن واجب العلماء عظيمٌ حين نتَّحد فيما بيننا، ونحرص أبدًا على أن نبني ولا نهدم، وأن نجمِّع ولا نفرِّق، وأن نقرِّب ولا نباعد، مستمسكين بقول الله تعالى:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103)، وقوله سبحانه: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (الأنبياء: 92).

ولا غرو أن نؤمن بالقاعدة الذهبية التي تنادى بها المصلحون، ودعا إليها المجدِّدون، وعلى رأسهم الإمام حسن البنا: نتعاون فيما نتفق عليه، ونتسامح فيما نختلف فيه، ونتحاور أيضًا فيما نختلف فيه.. شعارنا التسامح والأخوَّة.. ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10).. يقول رحمه الله: "والخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببًا للتفرُّق في الدين، ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء، ولكل مجتهد أجره، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقة، من غير أن يجرَّ ذلك إلى المراء المذموم والتعصب".

ونهيب بالعلماء في كلِّ أنحاء الأرض الانضواءَ تحت راية اتحاد العلماء؛ الذي يضمُّ صفوفهم، ولا يمثل طائفةً ولا مذهبًا ولا دولةً ولا جماعة، بل لا يمثِّل إلا الإسلام وحده، الإسلام الداعي إلى الإصلاح والتجديد والتجميع، وألا تختلف قلوبهم، وإن اختلفت آراؤهم، فقد قالوا: اختلاف العلماء رحمة واسعة، واتفاقهم حجة قاطعة.


العلماء ودورهم في مقاومة المفسدين



‌ إن الإسلام نظامٌ عالميٌّ للحياة، وعقيدةٌ خالدةٌ للبشر؛ لإسعادهم إلى قيام الساعة؛ ومن ثَمَّ جعل فيه سلطانًا ليقوم بتطبيق نظامه، ونشر عقيدته في العالم، ورعاية شؤون الناس على أساسه، وأبقى للأمة بمجموعها حقَّ محاسبة هذا السلطان، والذي أولته أمرها إن قصَّر في رعاية شؤونها، أو حادَ عن أحكام الإسلام في تطبيقه ونشره، ولم يكتفِ الإسلام بجعل هذه المحاسبة حقًّا للأمة تكون مخيَّرةً في القيام به أو تركه؛ بل جعله فرضًا عليها، بل أوجب عليها ذلك.

وجعل ذلك على علماء الأمة فرضَ عينٍ؛ لأنهم قادة الأمة الحقيقيون، والثلة الواعية فيها، والقائمة على أمر الدين والمبلغة لأحكامه والداعية إليه: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: 104).

وبشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يواجهون الطغيان وينكرون على الطغاة؛ بأنهم من سادات الشهداء، فقال صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله".

وهذا الدور يقتضي من العلماء- على امتداد ساحتنا الإسلامية وعلى مستوى العالم- أن يؤدُّوا واجبهم علمًا وعملاً وتعليمًا، وأن يقولوا الحق دون خوف أو وجل: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾ (الأحزاب: من الآية 39)، يبلغ العالم رسالة الإسلام وهو موقنٌ بقول الإمام الشافعي:


أنا إن عشت لست أعدم قوتًا وإذا متُّ لست أعدم قبرًا

همتي همَّة الملوك ونفسي نفس حر ترى المذلَّة كفرًا


وعلى العلماء أن يجعلوا دينهم فوق دنياهم، وأمتهم فوق حكامهم، وألا يبالوا بما أصابهم في سبيل الله، وقد كان علماء الأزهر زعماء الشعب، وألسنة دفاعه، يردُّون الظلم، وتجبُّر الولاة، فيتقدمون الجموع، ويرسلون كلمة الحق في الإصلاح والعدل، ولا تهدأ نفوسهم حتى يسقط البغْي، وينتصر ما طالبوا به من إنصاف، وإذ ذاك تستريح ضمائرهم المؤمنة، كما فعل الشيخ الإنبابي، شيخ الجامع الأزهر، دخل عليه اللورد كرومر محييًا، فصافحه الأستاذ من جلوس، فاستعظم اللورد ما صنع، وسأله ألست تقوم للخديوي؟ فقال: "نعم؛ لأن الخديوي وليُّ الأمر، وهو منا، ولست مثله لدينا في شيء"، ولم يقل الشيخ ذلك تزلُّفًا للخديوي؛ فهو العالم الجريء الذي جابه الخديوي توفيق، وأفتى بعزله ومروقه دون تحفُّظ أو اكتراث.

وليس ببعيد عنكم ما قدمته جماعة الإخوان المسلمين من نصحٍ للحكام، وكلمة الحق أمام الحكام الجائرين، فاستُشهد منهم على أعواد المشانق من استُشهد، وفي طليعتهم: عبد القادر عودة ومحمد فرغلي وسيد قطب، واستُشهد العشرات في السجن الحربي وعذِّب الآلاف سنين طويلة، وما انحنت لهم هامَة، ولا لانت لهم قناة، بل خرجوا بعد عشرات السنين في السجن لمواصلة مسيرة الدعوة إلى الله، وما ضعفوا وما استكانوا لما أصابهم في سبيل الله، وصدق فيهم قول الله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: 23).



العلماء ودورهم في الجهاد في سبيل الله



إن من واجب العلماء الجهاد في سبيل الله، وتحريض الأمة على الجهاد في سبيل الله؛ فهم ورثة النبي، وإن من واجبهم أن يكونوا قدوةً للمؤمنين في الوفاء بعقد البيعة مع الله، المتمثل في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 111).


أيها العلماء الأفاضل..

دوركم عظيم في تقدُّم صفوف المجاهدين للكيان الصهيوني، والمشروع الصهيوأمريكي، وأن تجعلوا من قضية فلسطين والقدس القضية الأساس في حياتكم، فالعلماء مكانهم في صدارة المقاومة والجهاد، وما دور الأزهر في مقاومة الفرنسيين عنا ببعيد، وكذلك كان دورهم عظيمًا في جهاد الاحتلال الإنجليزي والفرنسي والإيطالي، بل كانوا في قيادة صفوف المجاهدين المتطوِّعين الذين خرجوا لمقاومة الصهاينة في عام 48 عند قيام دولتهم، وكان الإخوان المسلمون في طليعتهم، وفي صدارتهم الشيخ الشهيد محمد فرغلي، والدكتور مصطفى السباعي، والشيخ محمد محمود الصواف، وغيرهم كثير..



هل من خلف لعلماء قضوا نحبهم؟!
أيها العلماء الأجلاَّء..

لقد فارقنا أحبة من العلماء العاملين، والمجاهدين الصادقين، والدعاة المخلصين، كان لهم أثرٌ بارزٌ في تربية الأجيال، ودور ظاهر في الجهاد في سبيل الله، وعملٌ طيبٌ مباركٌ في الدعوة إلى الله، وفي انتزاعهم من بيننا انتزاع للعلم، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالمٌ اتخذ الناس رؤوسًا جُهَّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".

وكما جاء في الأثر: "موت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسدُّ، وهو نجم طُمِسَ، وموت قبيلة أيسر من موت عالم".

إن واجبكم أيها العلماء سد هذه الثغرة بالسهر في التفقُّه في الدين، والمثابرة في تحصيل العلم النافع، والصبر على الجهر بكلمة الحق.

رحم الله مَنْ مات مِن علمائنا الأجلاء، ووفق لسدِّ ثغرتهم مَنْ بقي مِن الأحياء، ووفَّقهم للعلم النافع، والعمل الصالح، ووفق الله فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، للعودة بالأزهر الشريف إلى سابق مجده، والارتقاء بعلماء الأزهر ليكونوا القدوة في العلم والعمل وقيادة الأمة لكل خير، والارتفاع بها في سلَّم الارتقاء والرفعة، وما ذلك على الله بعزيز، وليس عنا ببعيد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والله أكبر ولله الحمد.

أبو حسن
18-07-2010, 09:03 PM
شخصيا، وبتجرّد، وبعد قراءة هذا المقال ومقالات سابقة للمرشد، أجد كتاباته أقرب إلى مواضيع إنشاء منها إلى كتابات مرشد عام للإخوان يقدم رؤية واضحة وحلولا لمشاكل واقعية ومبادرات لتجاوز الأزمات...

لا أدّعي أني متابع لكل كتابات المرشد... لكن ملاحظتي هي بناء على ما قرأته...

وأتمنى على من يريد التعقيب أن يرد بأدب ويبتعد عن التعصّب...

محمد أحمد الفلو
19-07-2010, 02:39 AM
أنا عندي وجهة نظر بصيغها غدا بإذن الله بكل أدب وبلا تعصب
و لما حدا بقلل أدب، إنشا الله منفرجيك فيه شي بيعجبك
على راسنا يا أبو حسن، ولو ...

أبو حسن
20-07-2010, 11:17 PM
نحنا بالإنتظار يا دكتور حميطون...

محمد أحمد الفلو
21-07-2010, 03:30 AM
عذرا على التأخير أبو حسن





إن الناظر إلى رسائل المرشد كمقالات على موقع انترنت أو في مجلة دعويه، قد يوافقك الرأي على أن كتابات المرشد انشائيه - وإن كنت لا أرى ذلك-.




برأيي، ينبغي أن ينظر إلى الرسائل من خلال عمل الإخوان وتحركاتهم وانشطتهم بشكل عام، ثم إلى جمهور القراء المستهدفين من خلال هذه الرسائل.




بالنسبة للفكرة الأولى، فإني انقل لك فكرة سمعتها من الشيخ محمد الشريف على قناة اقرأ أظنها مفيدة لتوضيح وجهة نظري.

يقول الشيخ عن الإمام الشهيد -بإذن الله- شارحا أهم ما ميز دعوته فيقول :

لما ضعفت الخلافة العثمانيه ثم زالت، صار الاسلام مستهدفا بنوعين من الحروب : العسكريه والفكريه، وخرج كثير من الناس في الغرب يطعنون في الاسلام كدين يصلح لإدارة حياة الناس في القرن العشرين، وقد لاقى هذا الكلام صدى واسعا في بلادنا.

في الميدان العسكري، لم تكن الأمة قادرة على صد الهجمة.

أما في الميدان الفكري، فقد تصدى كوكبة من علماء الأمة لهجمة الفكريه ك محمد عبده و رشيد رضا وجمال الدين الأفغاني رحمهم الله جميعا.

لكن أثر هذا الجهد الفكري ظل محصورا في طبقة صغيرة جدا من المثقفين والكتاب والمفكرين، إلى أن سخر الله للدعوة لدينه الإمام البنا رحمه الله، فنقل هذا النتاج الفكري من الطبقة التي ذكرت إلى عامة الأمة، مضيفا إليه نظريا و عمليا، فربى أجيال من الشباب تحمل هذا الفكر النظري، وتظهر صوابيته عمليا في شتى ميادين الحياة.

وكان لما يسأل رحمه الله عن قلة كتابته يجب بأنه يربي الرجال، وهم يألفون الكتب. لذلك تجد رسائلة قصيرة و سهلة الفهم للقارئ.و ترى اثرها العملي من خلال جيوش من الأطباء والمهندسين والمجاهدين والعمال، كلهم وعوا شمولية الإسلام ودعوا إليه ولو كلفم ذلك حياتهم



و أحسب المرشد محمد بديع يسير على سير من سبقه في الإرشاد من خلال الرسائل، حيث يحدد الخطوط العريضه في مسألة من المسائل بأسلوب سهل مفهوم من قبل الإخوان المعنيين الأوائل برسائله. ثم حينما تقتضي الحاجة، يعود كل أخ للتوسع في موضوع الرسالة حسب الحاجة.

أما العمل الحقيقي لإيجاد حلول عملية لمشاكل الأمة، فهو في غرس هذة الأفكار في نفوس الاخوان وتطبيقها عمليا في أرض الواقع، وهذا هو صميم عمل الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام.
وهذا هو أنفع الأساليب في التربيه، ربى عليه نبينا صلى الله عليه وسلم أصحابه.




أرجو أن أكون قد وفقت لنقل فكرتي، وإن كنت أشدد على أن الرسالة تحوي غالبا ما يكفي للاحاطة بالموضوع بالأسلوب المناسب.

المبـــارك
22-07-2010, 12:04 AM
إخواني ، أحبائي ..أعجبني هذا المقال الذي يبين باختصار منهج الإخوان وطريقة الإمامين في عملهم الحركي والدعوي فأحببت أن أنقله لكم:


تعتبر حركة الإخوان المسلمين من أوضح الحركات الإسلامية منهجاً وفكراً، وأكثرها اعتدالاً ويسراً. ولكن برغم ذلك فإن منهجها لم ينج من اختلاف الباحثين بشأنه, ولم يسلم تاريخها من التباسات جعلت البعض يصفها بالتطرف، متهماً إياها بأنها تستبطن غير ما تعلن.

ولو تصفحنا عددا من كتب ومراجع الإخوان فإننا سنجد خطين متوازيين في الفكر الإخواني بقيا يمارسان تأثيراً على فكر حركة الإخوان عالمياً، الأول رسائل حسن البنا، والثاني فكر سيد قطب.


رسائل حسن البنا
تعتبر رسائل الشيخ حسن البنا -والذي يسمى بأدبيات الإخوان بالإمام الشهيد، ويوصف بالمجدد- أهم مفردات منهج الإخوان المسلمين وعمدة نظامهم الأساسي، وما تزال فعالة في نهج الحركة وفكرها.

وتربو على عشرين رسالة، تناولت مواضيع مختلفة في أوقات ومناسبات مختلفة، وتشتمل على آراء ومواقف دينية، وسياسية، واقتصادية، وتنظيمية وغيرها. كما إن إحداها تضمنت عشرين أصلاً احتفى الإخوان بها احتفاء خاصاً من حيث شرحها وتعليمها والالتزام بها.


صور من رسائل البنا


فدعوة حسن البنا برغم طابعها الإصلاحي ومضمونها التبشيري مثقلة بهم استعادة الحكم الإسلامي



أهم ما في رسائل البنا هو إعطاء دعوته صفة الشمولية تبعاً لطبيعة الدين الذي تنتمي إليه، فالإسلام دين ودولة، وسيف وقرآن. والوطنية حدودها أرض الإسلام والقومية تحدها تعاليم الإسلام.

فالبنا يقول في رسالة المؤتمر الخامس للإخوان: "نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس في الدنيا والآخرة... فالإسلام عقيدة وعبادة, ووطن وجنسية, ودين ودولة, وروحانية وعمل, ومصحف وسيف".

وبناء على شمولية الإسلام يقرر البنا أن دعوة الإخوان المسلمين:


دعوة سلفية: لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله.
وطريقة سنية: لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
وحقيقة صوفية: لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والارتباط على الخير.
وهيئة سياسية: لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل وتعديل النظر في صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج، وتربية الشعب على العزة والكرامة والحرص على قوميته إلى أبعد حد.
وجماعة رياضية: لأنهم يعنون بجسومهم، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
ورابطة علمية ثقافية: لأن الإسلام يجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.
وشركة اقتصادية: لأن الإسلام يعنى بتدبير المال وكسبه من وجهه.
وفكرة اجتماعية: لأنهم يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها.


فدعوة حسن البنا برغم طابعها الإصلاحي ومضمونها التبشيري مثقلة بهم استعادة الحكم الإسلامي، ويقول البنا في هذا إن الإخوان "لا يطلبون الحكم لأنفسهم فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل العبء وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله".

وابتداء من نقطة الحكم تخوض حركة الإخوان صراعها السياسي مع الأنظمة القائمة، وتوسلت لتحقيق ذلك إضافة لأهدافها الأخرى، شكلاً تنظيمياً خاصاً، اختارت له الصيغة الدولية (أي تنظيم يمتد في أكثر من دولة في العالم) وعملت بفاعلية على مستوى العالم العربي في بعض المراحل السياسية وتركت أثرا واضحاً في بعض دول العالم الإسلامي، مما جعلها موضع خصومة أكثر من نظام عربي وإسلامي، وموضع اتهام وإساءة، وتعرضت للمنع والحظر وبخاصة التنظيم المركزي في مصر، وتعرض عناصرها أكثر من مرة للملاحقة والسجن والإعدام أحياناً.


الأصول العشرون

وأبرز ما في الأصول هو الموقف من مسألة التكفير حيث يقول الأصل ما قبل الأخير: "ولا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض.

”في رسالة التعاليم يتحدث حسن البنا عن أركان بيعة الأخوان ويحصرها في عشرة أركان، أهمها "الفهم" أي فهم الإسلام ويقول موجهاً قوله للفرد الإخواني بأنه يريد من الفهم أن يفهم الإسلام في حدود الأصول العشرين، ثم يوجزها.

وأولى الإخوان هذه الأصول عناية خاصة، وجعلوها دستور دعوتهم، وشرحها الكثيرون من قادتهم التربويين ومشايخهم الفاعلين، وأبرز شرح كان للشيخ محمد الغزالي في كتابه "دستور الوحدة الثقافية".

وتؤكد الأصول في مطلعها على شمولية الإسلام لمظاهر الحياة وللدين والدنيا وللحكم والعقيدة، وتقرر مرجعية القرآن الكريم وفهمه وفق قواعد اللغة العربية، ومرجعية السنة وأنه يرجع في فهم السنة إلى رجال الحديث الثقات، بما يؤكد انتماء الإخوان للمذهب السني.

وتتناول الأصول بعض القواعد لضبط التفكير والممارسة الدينية في محاولة للتوازن ما بين التصوف وبين النزعات السلفية، فنجدها تخوض في مسألة الرؤى (الأحلام) وأنها ليست من أدلة الأحكام الشرعية، وكذلك تذهب إلى أن التمائم والرقى والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب, وكل ما ليس عليه دليل من آية أو حديث أو رقية مأثورة تجب محاربته.

وتعطي الأصول لرأي الإمام ونائبه فيما لا نص فيه سلطة اختيار وإقرار الأحكام وفق الظروف والعرف والعادات فيما لا نص فيه وتذهب إلى أن كل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.

وأن لكل مسلم أن يتبع إماما من أئمة الدين، ويحسن به مع هذا الإتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته، وأن الخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سببا للتفرق في الدين, ولا يؤدي إلى خصومة ولا بغضاء ولكل مجتهد أجره، وكل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعا.

وتتناول أيضاً بعض مسائل الاعتقاد، مثل الإيمان بالآيات المتشابهة من غير تعطيل ولا تأويل وموقفهم المناهض للبدع في الدين، وغير ذلك مما يتفق مع النهج السلفي بالإجمال وقد يختلف مع بعض التيارات السلفية في التفاصيل.

وأبرز ما في الأصول هو الموقف من مسألة التكفير حيث يقول الأصل ما قبل الأخير: "ولا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض -برأي أو بمعصية- إلا إن أقر بكلمة الكفر, أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة, أو كذب صريح القرآن, أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال, أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر".


فكر سيد قطب

ومن المؤكد أن منطلقات سيد في التعبير عن قضيته تتلاقى مع فكر حسن البنا، لأن موضوع فكره بالأساس يدور حول وجوب تحكيم شرع الله

”يقول محمد قطب أخو سيد: "فكر سيد قطب هو الامتداد الحقيقي لفكر حسن البنا, فحسن البنا في رسالة التعاليم يقول: "ولا نكفر مسلمًا بذنب متى نطق بالشهادتين وعمل بمقتضاها"، وسيد قطب يتحدث عن قيد أو شرط "وعمل بمقتضاها". فبرأي محمد قطب أن فكر سيد يدور حول العمل بمقتضى الشهادتين، وليس مجرد ترديدهما فقط.

ومن المؤكد أن منطلقات سيد في التعبير عن قضيته تتلاقى مع فكر حسن البنا، لأن موضوع فكره بالأساس يدور حول وجوب تحكيم شرع الله، وهو ما عبر عنه حسن البنا في المؤتمر الخامس للإخوان بقوله: "فإن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف. هذا كلام واضح لم نأت به من عند أنفسنا, ولكننا نقرر به أحكام الإسلام الحنيف". وبنفس الروح كانت جماعة الإخوان عام 1948 اعلنت معركة المصحف حتى تحدد الدولة موقفها من القرآن باعتباره المصدر للتشريع والحكم، وكتب البنا أربعة مقالات في صحيفة الإخوان اليومية، أنهى مقالته الأخيرة بقوله: "ليس بعد النصيحة أو البيان إلا المفاصلة أو الجهاد".

ووجه الاختلاف أن حسن البنا كرس نفسه للتنظيم وللإصلاح وأعطاهما الأولوية، أما سيد قطب فقد أعطى الفكر والاعتقاد السياسي الأولوية، فكرس نفسه للتمييز بين الكفر والإيمان في علاقة الحكم والحاكم بالمحكومين، علاقة النظام الكافر، والمجتمع المحكوم الراضي بهذا الحكم والآثار المترتبة على ذلك.

فسيد قطب قسم المجتمعات تقسيماً ثنائياً، مجتمع إسلامي وآخر جاهلي، يقول المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا: "والإسلام -عند سيد قطب- لا يعرف إلا نوعين اثنين من المجتمعات، مجتمع إسلامي ومجتمع جاهلي. المجتمع الإسلامي: هو الذي يطبَّق فيه الإسلام عقيدة وعبادة، شريعة ونظامًا، وخلقًا وسلوكًا. والمجتمع الجاهلي: هو المجتمع الذي لا يطبق فيه الإسلام، ولا تحكمه تصوراته وقيمه وموازينه، ونظامه وشرائعه، وخلقه وسلوكه. ليس المجتمع الإسلامي هو الذي يضم ناسًا ممن يسمون أنفسهم "مسلمين"، بينما شريعة الإسلام ليست هي قانون هذا المجتمع، وإن صلى وصام وحج البيت الحرام… وقد يكون المجتمع -إذا لم يطبق الشريعة- مجتمعًا جاهليًا ولو أقر بوجود الله -سبحانه-، ولو ترك الناس يقيمون الشعائر لله في الِبَيعِ والكنائس والمساجد". ويضيف قائلاً "هاتان الفكرتان: (الجاهلية) التي أصابت المجتمعات الإسلامية -بل البشرية كافة- والتحرر منها والانعتاق من أسرها بتطبيق (الحاكمية)، هما الفكرتان الرئيستان في منهج سيد قطب الفكري، وهما الإضافة التي زوّد بها سيد قطب نهر الفكر السياسي الإسلامي. وحول هاتين الفكرتين تدور كل الأفكار الأخرى التي تصادفنا في كتب سيد قطب، وفي مقالاته، بل وفي تفسيره للقرآن الكريم "في ظلال القرآن"، كلما تعلَّق الأمر بالفكر السياسي أو بالحياة الاجتماعية".

وتبنت هذا الفكر مع تداعياته ومآلاته جماعات إسلامية، فكفرت المجتمع المسلم في الدول الخاضعة لغير حكم الله ولم يحرك ساكناً، واتهمته بأنه مجتمع جاهلي، بينما اكتفى قسم بتكفير النظام وأجهزته وأجازوا إباحة دماء من ينتمي لهذا النظام، وترتب على ذلك موجات عنف أصابت بعض الدول العربية ولا سيما مصر.

ولهذا الأمر قام حسن الهضيبي المرشد الثاني بعد حسن البنا -أثناء فترة سجنه عام 1969- بإجراء مراجعة لفكر الإخوان الذي ظهر خلال فترة الصدام مع النظام الناصري وعلى وجه التحديد ما ارتبط منه باجتهادات سيد قطب، فأكد في المراجعة على فكر الجماعة كما استقر به الأمر إبان حياة المؤسس حسن البنا، ووفقاً للأصول العشرين، وهو عدم تكفير أي من المسلمين، وأن واجب الدعاة هو الدعوة إلى الله فقط أما الحكم بالكفر من غيره فليس إليهم، وذلك في كتاب (دعاة لا قضاة)، والمشهور أن الكتاب أعده الهضيبي بنفسه فيما ينسبه بعض قياديي الإخوان إلى لجنة أعدت لهذا الغرض.

ولم يتردد الإخوان في تخطئة سيد قطب في بعض اجتهاداته، فأرجع البعض سبب ذلك إلى ظروف السجن وهول التعذيب الذي تعرض له، وأنه كسائر البشر يصيب ويخطئ وأخطأ في بعض اجتهاداته، والبعض الآخر قال إنه أسيء فهم الرجل بسبب بعض العبارات التي توهم غير ما يعتقده حقيقة.

ويظهر الإخوان حرصاً على الاستفادة من مؤلفات سيد قطب ولكنهم يشددون على التزامهم بالمنهج الذي أرساه البنا في تقديم الإصلاح والنصح للأمة، وهو ما استقر في كتابات بعض شيوخهم المعاصرين من أمثال الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ فيصل مولوي.

أسامة دنكر
15-09-2010, 01:11 AM
بما أني لاحظت إنو أكثر الشباب لا يقرؤون رسالة المرشد ، فسوف ابدأ بنقلها على المنتدى باذن الله
وإذا حدا من الشباب بيسبقني، أكون له من الشاكرين


بسم الله


السلام عليكم
الله يجزيك الخير يا أخ محمد
تسجيل متابعة
و بانتظار المزيد