فؤاد طرابلسي
23-07-2010, 10:16 AM
أحمد مرحبا وسينما "حلوان بلاس" بطرابلس
http://www4.0zz0.com/2010/07/23/06/549673874.gif (http://www4.0zz0.com/2010/07/23/06/549673874.gif)
أحمد مرحبا بين مجموعة ثمينة ومتنوعة من أجهزة الراديو
وبعد نحو ثلاث سنوات بدأ إنتاج الأفلام الناطقة، ووصل إلى طرابلس أول فيلم إلى سينما "حلوان بلاس" بصحبة مهندس فني فرنسي، أقام بطرابلس بضعة أيام كان يدير فيها آلة العرض، ثم سافر إلى بلده. وكان الشاب النبيه أحمد مرحبا لم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره (ولد سنة 1909) يتردد إلى تلك الدار لمشاهدة الفيلم مع غيره من أبناء البلد. وفي اليوم التالي لسفر المهندس الفرنسي امتلأت قاعة السينما بالرواد، وحان موعد عرض الفيلم، ففوجئ الجميع بأن أحداً لا يعرف إدارة آلة العرض، وحصل هرج ومرج في القاعة، وطال الانتظار، وارتفع صوت الجمهور الغاضب، وكاد الغاضبون أن يحطموا المقاعد، حتى اضطر صاحب الدار إلى ردّ ثمن تذاكر الدخول لأصحابها، وتكرر الأمر نفسه في اليوم التالي، وامتد الحال إلى أيام أخرى. وكان صاحب الدار يتميز غيظاً لما يتعرض له من خسارة مالية، ولعدم معرفته بكيفية إدارة آله العرض. وفيما كان على ذلك الحال أتاه الشاب الألمعي وطلب منه أن يسمح له برؤية آلة العرض علّه يعرف كيف تعمل، فانتهره صاحب الدار أولاً وأبدى استهجانه واعتقد أنه يستهزئ به وهو في شدة غليانه من الغيظ، ثم تردد في أن يسمح له بذلك بعد إلحاحه، ولم يجد حلاً لمعضلته سوى النزول عند طلب الشاب، وسمح له بالدخول إلى غرفة العرض، وراح الشاب يتفحص الجهاز ويمعن النظر والفكر فيه لبعض الوقت، وتوصل بذكائه إلى معرفة سر الآلة وأدارها بنجاح وسط ذهول صاحب السينما ودهشته، وكاد يطير من الفرحة حيث بات بإمكانه تعويض خسائره، ولكن كان عليه أن يضمن وجود هذا الشاب عند كل عرض ليتولى إدارة الفيلم، وهنا كان لا بد من إجراء عقد بين الطرفين، وبعد التفاوض جرى تحرير عقد يتعهد فيه الشاب "أحمد مرحبا" بتشغيل آلة السينما في المواعيد التي تعينها له إدارة السينما، ولا يحق له أن يعمل عند غيره مدة سنة كاملة. بدءاً من اول نيسان 1933، على أن يدفع صاحب الدار له مبلغ 20 ليرة سورية في الشهر. وتضمن العقد بنوداً جزائية بحق الطرفين، وكفالة فريق ثالث.
فكان الفريق الأول يتمثل بالحاج عوض طبيعات مدير إدارة سينما حلوان بلاس.
والفريق الثاني هو أحمد عبد القادر مرحبا.
والفريق الثالث هو الكفيل عبد اللطيف جندح التاجر الطرابلسي.
وبعد إتمام العقد كلّف مدير السينما عوض طبيعات منادياً يدور في أسواق طرابلس وشوارعها معلناً عن موعد العرض الجديد للسينما بعد توقفها. وفي اليوم المحدد امتلأت القاعة بالمشاهدين، وما إن بدأ العرض حتى ضجّت السينما بالتصفيق والهتاف، وانفرجت أسارير مديرها وغمرته الفرحة، وأثبت أحمد مرحبا ابن طرابلس أنه واحد من ثلة شبابها النابهين وعباقرتها الأفذاذ الذين تفاخر بهم مدى الأجيال والعصور.
http://www4.0zz0.com/2010/07/23/06/549673874.gif (http://www4.0zz0.com/2010/07/23/06/549673874.gif)
أحمد مرحبا بين مجموعة ثمينة ومتنوعة من أجهزة الراديو
وبعد نحو ثلاث سنوات بدأ إنتاج الأفلام الناطقة، ووصل إلى طرابلس أول فيلم إلى سينما "حلوان بلاس" بصحبة مهندس فني فرنسي، أقام بطرابلس بضعة أيام كان يدير فيها آلة العرض، ثم سافر إلى بلده. وكان الشاب النبيه أحمد مرحبا لم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره (ولد سنة 1909) يتردد إلى تلك الدار لمشاهدة الفيلم مع غيره من أبناء البلد. وفي اليوم التالي لسفر المهندس الفرنسي امتلأت قاعة السينما بالرواد، وحان موعد عرض الفيلم، ففوجئ الجميع بأن أحداً لا يعرف إدارة آلة العرض، وحصل هرج ومرج في القاعة، وطال الانتظار، وارتفع صوت الجمهور الغاضب، وكاد الغاضبون أن يحطموا المقاعد، حتى اضطر صاحب الدار إلى ردّ ثمن تذاكر الدخول لأصحابها، وتكرر الأمر نفسه في اليوم التالي، وامتد الحال إلى أيام أخرى. وكان صاحب الدار يتميز غيظاً لما يتعرض له من خسارة مالية، ولعدم معرفته بكيفية إدارة آله العرض. وفيما كان على ذلك الحال أتاه الشاب الألمعي وطلب منه أن يسمح له برؤية آلة العرض علّه يعرف كيف تعمل، فانتهره صاحب الدار أولاً وأبدى استهجانه واعتقد أنه يستهزئ به وهو في شدة غليانه من الغيظ، ثم تردد في أن يسمح له بذلك بعد إلحاحه، ولم يجد حلاً لمعضلته سوى النزول عند طلب الشاب، وسمح له بالدخول إلى غرفة العرض، وراح الشاب يتفحص الجهاز ويمعن النظر والفكر فيه لبعض الوقت، وتوصل بذكائه إلى معرفة سر الآلة وأدارها بنجاح وسط ذهول صاحب السينما ودهشته، وكاد يطير من الفرحة حيث بات بإمكانه تعويض خسائره، ولكن كان عليه أن يضمن وجود هذا الشاب عند كل عرض ليتولى إدارة الفيلم، وهنا كان لا بد من إجراء عقد بين الطرفين، وبعد التفاوض جرى تحرير عقد يتعهد فيه الشاب "أحمد مرحبا" بتشغيل آلة السينما في المواعيد التي تعينها له إدارة السينما، ولا يحق له أن يعمل عند غيره مدة سنة كاملة. بدءاً من اول نيسان 1933، على أن يدفع صاحب الدار له مبلغ 20 ليرة سورية في الشهر. وتضمن العقد بنوداً جزائية بحق الطرفين، وكفالة فريق ثالث.
فكان الفريق الأول يتمثل بالحاج عوض طبيعات مدير إدارة سينما حلوان بلاس.
والفريق الثاني هو أحمد عبد القادر مرحبا.
والفريق الثالث هو الكفيل عبد اللطيف جندح التاجر الطرابلسي.
وبعد إتمام العقد كلّف مدير السينما عوض طبيعات منادياً يدور في أسواق طرابلس وشوارعها معلناً عن موعد العرض الجديد للسينما بعد توقفها. وفي اليوم المحدد امتلأت القاعة بالمشاهدين، وما إن بدأ العرض حتى ضجّت السينما بالتصفيق والهتاف، وانفرجت أسارير مديرها وغمرته الفرحة، وأثبت أحمد مرحبا ابن طرابلس أنه واحد من ثلة شبابها النابهين وعباقرتها الأفذاذ الذين تفاخر بهم مدى الأجيال والعصور.