المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السحور والافطار



الشيخ علي الظنط
15-08-2010, 12:16 AM
السحور

معنى السحور: السحور هو الأكل في آخر الليل ، سمي بذلك لأنه يقع في السحر .

حكمه : مستحب قال النووي رحمه الله : ونحن يستحب لنا السحور ، ولو لم يتسحر ، كأن نام ولم يستطع القيام قبل طلوع الفجر ، فصومه صحيح ، لأن السحور ليس شرطا في صحة الصيام .

فضله : هو بركة، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " تسحروا فإن في السحور بركة " (متفق عليه)
وعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم)وهو يتسحر فقال:" إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه"( رواه النسائي بإسناد حسن )
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :" السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين ".( رواه أحمد وإسناده قوي)
وصلاة الله عليهم معناها أن يشملهم بعفوه ورحمته ومغفرته . وصلاة الملائكة الدعاء والاستغفار لهم .

فعلينا أن نحرص على هذه البركة
فعن جابر:" من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء . (السلسلة الصحيحة " 5 / 391 )
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :" تسحروا ولو بجرعة من ماء" (رواه ابن حبان في صحيحه)
والأفضل أن يكون ضمن السحور التمر فعن جابر: نعم السحور التمر . (6772 في صحيح الجامع)

هو مخالفة لأهل الكتاب
فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:" فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" ( رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة)

وقت السحور
عن قتادة وعن أنس : أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) وزيد بن ثابت تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الصلاة فصلى . قلنا لأنس : كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة ؟ قال : قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية . (رواه البخاري)

مسألة الإمساك
يجوز للمسلم أن يأكل حتى يتبين له الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر لقوله تعالى { وكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر }
وعن أبي الدرداء ثلاث من أخلاق النبوة : تعجيل الإفطار و تأخير السحور و وضع اليمين على الشمال في الصلاة . (انظر حديث رقم : 3038 في صحيح الجامع)

الشيخ علي الظنط
16-08-2010, 02:49 AM
الإفطار



هنيئا لك أخي الصائم ، هنيئا لك وأنت على مائدة الإفطار، هنيئا لك وأنت في ختام هذه العبادة الجليلة ، هنيئا لك هذا الانقياد إلى من إليه المرجع والمآب .


أخي الصائم ها قد انتهى وذهب التعب وثبت الأجر إن شاء الله ، فحق لك أن تفرح في هذا الوقت عند إفطارك فإن للصائم فرحتان كما أخبر الحبيب (صلى الله عليه وسلم ) :" للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه" . ( متفق عليه )

ولكن هناك أمور في حياتنا أمرنا بها ديننا الحنيف ولكننا نتساهل في تطبيقها لأسباب منها عدم معرفة الحكمة منها أو التقليل من شأنها ، ولكن أساس ديننا الاستسلام والخضوع والتسليم لرب العالمين إن علمنا الحكمة أم لم نعلمها .


ومن هذه الأمور:
تعجيل الفطر

فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر، عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون" . (متفق عليه)
وترى رغم ذلك من يؤخر الفطر إلى أن يرى النجمة أو سواد الليل أو ...



الدعاء المأثور

فمن هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) عند الإفطار الدعاء، كما جاء عن ابن عمر قال : كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أفطر قال : " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله " . (رواه الداررقطني حديث حسن)


وعن أنس ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد لولده و دعوة الصائم و دعوة المسافر . " السلسلة الصحيحة " 4 / 406


الإفطار على رطبات ثم الصلاة

فعن أنس قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم يكن فعلى تمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء. " السلسلة الصحيحة " 6 / 821


ومن آداب الفطور عدم الوصول إلى حد التخمة
فعن المقدام بن معد يكرب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:" ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس" . " السلسلة الصحيحة " 5 / 336


عدم الإسراف أو التبذير لقوله تعالى { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا }
تجنب أخي الحبيب أن تكون من المسرفين في مائدة الإفطار فكم من بيت في رمضان لا تستطيع أن تحصي ما على مائدة الإفطار من أصناف الطعام وجاره بجانبه قد لا يجد صنفا واحدا مما هو عنده . وقد حذر من ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم )كما جاء من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم".( رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن)
وكثرة الطعام على المائدة بجانب أنها إسراف فإنها تشغل النساء عن القرآن والعبادة بصفة عامة .

ومن الآفات الخطيرة ما يعكف عليه أغلب الناس إلا من رحم الله – وهم على مائدة الإفطار . فلنتق الله فيما نشاهد وقت الإفطار ونحن في نهاية هذه العبادة الجليلة .. فلنتق من أنعم علينا بهذه النعم ، ولنغض الطرف عما حرم مولانا مما يعرض عبر القنوات الأرضية والفضائية .. وما يبث من سموم فتاكة .. وأفكار هدامة .. أهذا جزاء من أنعم علينا وأتم علينا النعمة ؟؟ نشكره بما يغضبه من سماع للغناء والمعازف ومشاهدة للمسلسلات والأفلام وغيرها من البرامج التافهة والتي قد يطلق على بعضها زورا وبهتانا أنها إسلامية والإسلام منها ومن أضرابها براء !!؟؟



فلنتذكر أن لله عتقاء من النار عند الفطر ، ولنتذكر أن للصائم دعوة مستجابة فلا يليق بنا ونحن على مائدة الإفطار إلا أن نكون مقبلين على الله تعالى، منيبين إليه سبحانه، ندعوه أن يتقبل منا الصيام والقيام وسائر الطاعات...


تفطير الصائم

ولا ننسى التذكير بتفطير الصائم لما فيه من الأجر والثواب فعن زيد ابن خالد الجهني قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا". (حديث رقم : 6415 في صحيح الجامع)
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الطاعات وتجاوز بفضله ومنه وكرمه عن الزلات والهفوات ... آمين

غولمار
22-08-2010, 02:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر مبارك .. أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام وطاعة الرحمن ...
كلام جميل من الشيخ الفاضل جزاه الله عنا خير الجزاء
ويا حبذا لو تبين هل مواقيت الإفطار والسحور صحيحة
فالافت بالأمر أن أذان المغرب بعد دخول الوقت ب 5 دقائق وأذان الفجر قبل دخول الوقت بما لا يقل عن 40 دقيقة
فهل من قول فصل في هذا الأمر
والله من وراء القصد

غولمار
22-08-2010, 06:14 AM
وأذان الفجر قبل دخول الوقت بما لا يقل عن 40 دقيقة
والله من وراء القصد
استدراك .... زلة قلم ........:
قلت 40 دقيقة بدلا من 20 دقيقة
والسؤال ما حكم من صلى بعد الأذان مباشرة ولم يثبت لديه الخيط الأبيض ولا حتى الفجر الكاذب

الشيخ علي الظنط
23-08-2010, 02:51 AM
شكرا لأخ غولمار على مداخلاته، وأتمنى إحالة أمور الفتوى للشيخ الفاضل الدكتور أحمد عبيد حفظه الله تعالى.


قيام الليل


حديثي إليكم عن بشارة نبوية وفرص ذهبية يجب أن نقتنصها ونستغلها في هذا الشهر المبارك خاصة، ونجاهد أنفسنا في المواظبة عليها قدر المستطاع بعد رمضان بإذن الله تعالى ألا وهي قيام الليل.فعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" . رواه مسلم



وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال جاء جبريل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال :يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس ". "السلسلة الصحيحة" 2 / 505



وعن المغيرة رضي الله عنه قال : قام النبي (صلى الله عليه وسلم )حتى تورمت قدماه فقيل له : لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبدا شكورا " ( متفق عليه )

وبالنسبة للفرص الذهبية التي يجب أن نغتنمها لما فيها من الأجر والثواب:
عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): " من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله " رواه مسلم



وعن أبي ذر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:" إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" . حديث رقم : 2417 في صحيح الجامع


فإذا كنا من أصحاب الهمم القوية والعزائم المتينة، فعلينا أن نصلي العشاء في جماعة فيكتب لنا أجر نصف ليلة ، ثم نصلي مع الإمام حتى ينصرف فيصبحوا ليلة ونصف ثم نصلي الفجر في جماعة فيصبحوا ليلتان ونصف في ليلة واحدة ونتوج ذلك بقيام الليل في وقته الفاضل الثلث الأخير وما أدراكم الثلث الأخير فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:" إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فيعطى ؟ هل من داع فيستجاب له ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ حتى ينفجر الصبح ". رواه مسلم


ونكون بذلك من المحسنين الذين { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون }
فإذا أردنا التوفيق بين هذه الأمور جميعا فإننا نصلي مع الإمام ، وعندما يوتر نكمل ركعة ونسلم فعن طلق بن علي رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:" لا وتران في ليلة ". صحيح الترمذي ( 473 ) // صحيح الجامع ( 7567 )



ثم بعد أن نقوم في الثلث الأخير نختم صلاتنا بالوتر فعن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم )قال : " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا " متفق عليه