ساميا
14-11-2010, 06:55 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذا نص رسالة وزعت في معهد المنار لتحفيظ القرآن الكريم- فرع الإناث- بالأمس، بمناسبة يوم عرفة:
إلى الأم الفاضلة التي شجعت إبنتها على حفظ كتاب ربها، رغم كل المغريات والملهيات التي تحيط بها، ثم ثابرت معها سورة تلو سورة.. إليكِ أهدي هدية ليست ككل الهدايا.. فهي مفعمة بالحب والإخاء، ليست مغلفة بأوراق بل هي محشوة بالدرر.. تنبعث من قلب صادق لعلها تلاقي آذاناً صاغية وقلوباً عاقلة، فعما قليل يقف إخواننا بعرفة في ذلك الموقف، فهنيئاً لمن رزقه! ومن فاته في هذا العام القيام بعرفة، فليقم لله بحقه الذي عرفه! ومن لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد..
فكما وقفوا يلهجون بالدعاء فالقاعد يمكنه القيام بذلك، ويبلغه الأجر وقضاء حوائجه، فقد أعطينا اللسان للدعاء والشكر. فالله الله بالدعاء، فهو العبادة، وهو الذل والإنكسار، هو الرجاء والإفتقار، هو طريق الصبر والإنتصار، فيه صدق اللجوء، وتفويض الأمر والتوكل على الله... عبادة معطلة لكنها سهلة ميسرة، غير مقيدة بزمان ولا مكان ولا حال من الأحوال.. فهي في البر والبحر، في السفر والحضر، وفي حال الغنى والفقر والمرض والصحة والسر والعلانية.. فالدعاء هو وظيفة العمر، به يرفع البلاء ويدفع الشقاء.. به تستجلب الرحمات، وبه العزّ والتمكين ورفعة الدرجات وبه تقضى الحاجات..
وقيل إن للدعاء أركاناً وأجنحة وأسباباً وأوقاتاً، فإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.. فأركانه: حضور القلب والخشوع، وأجنحته: الصدق، ومن مواقيته: عصر يوم عرفة، وأسبابه: الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فبالإخلاص والمتابعة مع اليقين وحسن الظن بالله من غير إعتداء بإثم أو قطيعة، مع الإستفتاح بالحمد والثناء على رب الأرض والسماء بما هو أهله، والصلاة على خاتم الأنبياء في أوله ووسطه وختامه، فهي للدعاء كالجناح يصعد بخالصه إلى عنان السماء مع طيب ملبس ومطعم ومسكن ويقين بالإجابة.
فيا أختي الفاضلة:
إقرني الصيام في يوم عرفة بالجلوس بين يدي الخالق الكريم الذي ما خاب من دعاه، فجوده فائض وخزائنه ملأى وملكه عظيم، ورحمته واسعة والطريق إليه رحب.
وفي الختام نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيد علينا وعليكم هذه الأيام الفضيلة ونتمنى لكم عيداً مباركاً بعيداً عن المعاصي والمنكرات.
فهذا نص رسالة وزعت في معهد المنار لتحفيظ القرآن الكريم- فرع الإناث- بالأمس، بمناسبة يوم عرفة:
إلى الأم الفاضلة التي شجعت إبنتها على حفظ كتاب ربها، رغم كل المغريات والملهيات التي تحيط بها، ثم ثابرت معها سورة تلو سورة.. إليكِ أهدي هدية ليست ككل الهدايا.. فهي مفعمة بالحب والإخاء، ليست مغلفة بأوراق بل هي محشوة بالدرر.. تنبعث من قلب صادق لعلها تلاقي آذاناً صاغية وقلوباً عاقلة، فعما قليل يقف إخواننا بعرفة في ذلك الموقف، فهنيئاً لمن رزقه! ومن فاته في هذا العام القيام بعرفة، فليقم لله بحقه الذي عرفه! ومن لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد..
فكما وقفوا يلهجون بالدعاء فالقاعد يمكنه القيام بذلك، ويبلغه الأجر وقضاء حوائجه، فقد أعطينا اللسان للدعاء والشكر. فالله الله بالدعاء، فهو العبادة، وهو الذل والإنكسار، هو الرجاء والإفتقار، هو طريق الصبر والإنتصار، فيه صدق اللجوء، وتفويض الأمر والتوكل على الله... عبادة معطلة لكنها سهلة ميسرة، غير مقيدة بزمان ولا مكان ولا حال من الأحوال.. فهي في البر والبحر، في السفر والحضر، وفي حال الغنى والفقر والمرض والصحة والسر والعلانية.. فالدعاء هو وظيفة العمر، به يرفع البلاء ويدفع الشقاء.. به تستجلب الرحمات، وبه العزّ والتمكين ورفعة الدرجات وبه تقضى الحاجات..
وقيل إن للدعاء أركاناً وأجنحة وأسباباً وأوقاتاً، فإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.. فأركانه: حضور القلب والخشوع، وأجنحته: الصدق، ومن مواقيته: عصر يوم عرفة، وأسبابه: الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فبالإخلاص والمتابعة مع اليقين وحسن الظن بالله من غير إعتداء بإثم أو قطيعة، مع الإستفتاح بالحمد والثناء على رب الأرض والسماء بما هو أهله، والصلاة على خاتم الأنبياء في أوله ووسطه وختامه، فهي للدعاء كالجناح يصعد بخالصه إلى عنان السماء مع طيب ملبس ومطعم ومسكن ويقين بالإجابة.
فيا أختي الفاضلة:
إقرني الصيام في يوم عرفة بالجلوس بين يدي الخالق الكريم الذي ما خاب من دعاه، فجوده فائض وخزائنه ملأى وملكه عظيم، ورحمته واسعة والطريق إليه رحب.
وفي الختام نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيد علينا وعليكم هذه الأيام الفضيلة ونتمنى لكم عيداً مباركاً بعيداً عن المعاصي والمنكرات.