أبو حفص القلموني
18-11-2010, 09:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأُخُوَّةُ في الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قال الله تعالى:{إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}الحجرات(10)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
وقوله تعالى(إنما المؤمنون إخوة) أي:الجميع إخوة في الدين.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمُهُ."(البخاري[2262]ومسلم[4677]).
وفي صحيح مسلم(4867):"والله في عَوْنِ العبدِ ما كان العبد في عَوْنِ أخيه."
وفي الصحيح أيضاً:"إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغَيْبِ قال المَلَكُ آمين ولك بمثله."(مسلم[2732])والأحاديث في هذا كثيرة.
قوله تعالى(فأصلحوا بين أخويكم)يعني:الفئتين المقتتلتين.
(واتقوا الله)أي:في جميع أموركم.
(لعلكم ترحمون)وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه.(تفسير ابن كثير[4/212/213]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يقول يوم القيامة:أين المتحابون بجلالي اليوم أُظِلُّهُم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إلا ظِلِّي."(مسلم[4655]).
ولقد جاء في حديث السبعة الذين يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم:"ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه."(البخاري[630]ومسلم[1712]) .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رض الله عنه: لِقَاءُ الإِخْوَانِ جَلاءُ الأَحْزَانِ .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ رحمه الله تعالى:إنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ قَصَّرَ فِي طَلَبِ الإِخْوَانِ، وَأَعْجَزَ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .
وَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه لابْنِهِ الْحَسَنِ رضي الله عنه:يَا بُنَيَّ..الْغَرِيبُ مَنْ لَيْسَ لَهُ حَبِيبٌ .
وَقَالَ ابْنُ الْمُعْتَزِّ رحمه الله تعالى:مَنْ اتَّخَذَ إخْوَانًا كَانُوا لَهُ أَعْوَانًا .
وَقَالَ بَعْضُ الأُدَبَاءِ:أَفْضَلُ الذَّخَائِرِ أَخٌ وَفِيٌّ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:صَدِيقٌ مُسَاعِدٌ عَضُدٌ وَسَاعِدٌ .
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
هُـمُومُ رِجَـالٍ فِـي أُمُـورٍ كَـثِيـرَةٍ ... وَهَمِّـي مِـنْ الدُّنْيَا صَدِيـقٌ مُسَاعِدُ
نَكُونُ كَرُوحٍ بَيْنَ جِسْمَيْنِ قُسِّمَتْ ... فَجِسْمَاهُمَا جِسْمَانِ وَالرُّوحُ وَاحِدُ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وأما عقد الأخوة بين الناس في زَمَانِنَا،فإن كان المقصود منها التزام الأخوة الإيمانية التي أثبتها الله بين المؤمنين بقوله{إنما المؤمنون إخوة}
وقول النبى صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يُسْلِمُهُ ولا يَظْلمه."
وقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يبع أحدكم على بَيْعِ أخيه ولا يَسْتَام على سَوْمِ أخيه ولا يَخْطب على خطبة أخيه."
وقوله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يُحِبَّ لأخيه مِنَ الخَيْرِ ما يُحِبُّهُ لنفسه."
ونحو ذلك من الحقوق الإيمانية التى تجب للمؤمن على المؤمن.
فهذه الحقوق واجبة بنفس الايمان والتزامُهَا بمنزلة التزام الصلاة والزكاة والصيام والحج،والمعاهدة عليها كالمعاهدة على ما أوجب الله ورسوله،وهذه ثابتة لكل مؤمن على كل مؤمن وإن لم يحصل بينهما عقد مُؤاخَاةٍ.(مجموع الفتاوى[11/ 100ــ101]).
ولا تَصْحَبْ قَرِينَ السُّوءِ يا أُخَيَّ فإنه يُعْدِي كما يعدي السليمَ الأجْرَبُ.
وقال بعض الشعراء:
عن المَرءِ لاتسأل وسَلْ عن قَرِينِهِ ... فَــكُـلُ قـــريـــنٍ بـــالـمُـقَارَنِ يَـقـتَـدِي
إذا كنتَ في قـومٍ فصاحِبْ خِيَارَهُم ... ولاتَصْحَبِ الأردَى فتَرْدَى مع الرَّدِي .
ولا تَغْتَرَّ بمَنْظَرِ إنسانٍ فتَصْحَبَهُ لمَنْظَرِهِ،فقد قال الشاعر:
لاتَرْكَنَنَّ إلى ذِي مَنْظَرٍ حَسَنٍ ... فَـرُبَّ رائـِقَـةٍ قد سَاءَ مَـخْـبَـرُهَـا
مـا كلُ أصفـرَ دينارٌ لصُفْرَتِهِ ... صُفْرُ العقاربِ أرْدَاهَا وأنْكَرَهَـا .(أدب الدنيا والدين)
ولا يُؤْخَذ الرجلُ صديقاً إلا إذا كان: تقياً ـ عَدْلاًـ مُسْتَقِيماًـ عاقلاًـ حَسَنَ الخُلُقِ.
واعلم قول الشاعر:
وكل أخٍ عند الهُوَيْنَا مُلاطِفٌ ... ولكنَّما الإخوانُ عند الشَّدَائِدِ .
{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}آل عمران(103)
والحمد لله رب العالمين
الأُخُوَّةُ في الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قال الله تعالى:{إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}الحجرات(10)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
وقوله تعالى(إنما المؤمنون إخوة) أي:الجميع إخوة في الدين.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمُهُ."(البخاري[2262]ومسلم[4677]).
وفي صحيح مسلم(4867):"والله في عَوْنِ العبدِ ما كان العبد في عَوْنِ أخيه."
وفي الصحيح أيضاً:"إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغَيْبِ قال المَلَكُ آمين ولك بمثله."(مسلم[2732])والأحاديث في هذا كثيرة.
قوله تعالى(فأصلحوا بين أخويكم)يعني:الفئتين المقتتلتين.
(واتقوا الله)أي:في جميع أموركم.
(لعلكم ترحمون)وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه.(تفسير ابن كثير[4/212/213]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يقول يوم القيامة:أين المتحابون بجلالي اليوم أُظِلُّهُم في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إلا ظِلِّي."(مسلم[4655]).
ولقد جاء في حديث السبعة الذين يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم:"ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه."(البخاري[630]ومسلم[1712]) .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رض الله عنه: لِقَاءُ الإِخْوَانِ جَلاءُ الأَحْزَانِ .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ رحمه الله تعالى:إنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ قَصَّرَ فِي طَلَبِ الإِخْوَانِ، وَأَعْجَزَ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .
وَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه لابْنِهِ الْحَسَنِ رضي الله عنه:يَا بُنَيَّ..الْغَرِيبُ مَنْ لَيْسَ لَهُ حَبِيبٌ .
وَقَالَ ابْنُ الْمُعْتَزِّ رحمه الله تعالى:مَنْ اتَّخَذَ إخْوَانًا كَانُوا لَهُ أَعْوَانًا .
وَقَالَ بَعْضُ الأُدَبَاءِ:أَفْضَلُ الذَّخَائِرِ أَخٌ وَفِيٌّ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:صَدِيقٌ مُسَاعِدٌ عَضُدٌ وَسَاعِدٌ .
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
هُـمُومُ رِجَـالٍ فِـي أُمُـورٍ كَـثِيـرَةٍ ... وَهَمِّـي مِـنْ الدُّنْيَا صَدِيـقٌ مُسَاعِدُ
نَكُونُ كَرُوحٍ بَيْنَ جِسْمَيْنِ قُسِّمَتْ ... فَجِسْمَاهُمَا جِسْمَانِ وَالرُّوحُ وَاحِدُ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وأما عقد الأخوة بين الناس في زَمَانِنَا،فإن كان المقصود منها التزام الأخوة الإيمانية التي أثبتها الله بين المؤمنين بقوله{إنما المؤمنون إخوة}
وقول النبى صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يُسْلِمُهُ ولا يَظْلمه."
وقوله صلى الله عليه وسلم:"لا يبع أحدكم على بَيْعِ أخيه ولا يَسْتَام على سَوْمِ أخيه ولا يَخْطب على خطبة أخيه."
وقوله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يُحِبَّ لأخيه مِنَ الخَيْرِ ما يُحِبُّهُ لنفسه."
ونحو ذلك من الحقوق الإيمانية التى تجب للمؤمن على المؤمن.
فهذه الحقوق واجبة بنفس الايمان والتزامُهَا بمنزلة التزام الصلاة والزكاة والصيام والحج،والمعاهدة عليها كالمعاهدة على ما أوجب الله ورسوله،وهذه ثابتة لكل مؤمن على كل مؤمن وإن لم يحصل بينهما عقد مُؤاخَاةٍ.(مجموع الفتاوى[11/ 100ــ101]).
ولا تَصْحَبْ قَرِينَ السُّوءِ يا أُخَيَّ فإنه يُعْدِي كما يعدي السليمَ الأجْرَبُ.
وقال بعض الشعراء:
عن المَرءِ لاتسأل وسَلْ عن قَرِينِهِ ... فَــكُـلُ قـــريـــنٍ بـــالـمُـقَارَنِ يَـقـتَـدِي
إذا كنتَ في قـومٍ فصاحِبْ خِيَارَهُم ... ولاتَصْحَبِ الأردَى فتَرْدَى مع الرَّدِي .
ولا تَغْتَرَّ بمَنْظَرِ إنسانٍ فتَصْحَبَهُ لمَنْظَرِهِ،فقد قال الشاعر:
لاتَرْكَنَنَّ إلى ذِي مَنْظَرٍ حَسَنٍ ... فَـرُبَّ رائـِقَـةٍ قد سَاءَ مَـخْـبَـرُهَـا
مـا كلُ أصفـرَ دينارٌ لصُفْرَتِهِ ... صُفْرُ العقاربِ أرْدَاهَا وأنْكَرَهَـا .(أدب الدنيا والدين)
ولا يُؤْخَذ الرجلُ صديقاً إلا إذا كان: تقياً ـ عَدْلاًـ مُسْتَقِيماًـ عاقلاًـ حَسَنَ الخُلُقِ.
واعلم قول الشاعر:
وكل أخٍ عند الهُوَيْنَا مُلاطِفٌ ... ولكنَّما الإخوانُ عند الشَّدَائِدِ .
{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}آل عمران(103)
والحمد لله رب العالمين