المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رأى منكم منكَراً.



أبو الشوارب
19-11-2010, 03:23 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .

حديث الكل يحفظه و يستشهد به كدليل على وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، لكنّي بعون الله انما اريد التركيز على قوله عليه الصلاة و السلام (فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)

وتكمن خطورة التفريط في هذا الواجب ، أن يألف الناس المنكر ، ويزول في قلوبهم بغضه ، ثم ينتشر ويسري فيهم ، وتغرق سفينة المجتمع ، وينهدم صرحها ، وفي ذلك يضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا رائعا يوضح هذه الحقيقة ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري .


اذن فإن المقياس في تغيير المنكر بالقلب هو الألم الداخلي عند رؤيته و رجاء تغييره و زواله.لكن الخطورة ان نصل الى مرحلة حتى هذا المقياس غيبناه بسبب انتشار المعاصي فألفتها قلوبنا و بتنا لا ننكرها لا اقراراً بها و لكن غفلة منّا، فعلى سبيل المثال أصبحت الفتاة التي تخرج الى الشارع كاشفة الرأس ولكنها لا تتبرج في لباسها امراً عادياً بل لربما يُضرب بها المثل في الحشمة مقارنة بالمتبرجات. وغيرها من الامور الكثير الكثير.

فما الحلّ برأيكم؟

aboal3marayn@yahoo.com
19-11-2010, 03:57 PM
(وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها ) اعتقد انه واحد من الحلول

أبو عائشة
19-11-2010, 06:34 PM
جزاكم الله خيرا على ما طرحتم
لكن وللفت النظر أن كثير من إخواننا يظن أنه مخير بين أساليب التغيير المطروحة في الحديث الشريف وهذا خطأ،فتدرج إنكار المنكر من اليد ...حتى اللسان،هو تدرج لحسب الظروف لكل شخص
يعني لا يمكن لزوج أن يقول إذا تبرجت زوجته أو ابنته أن يقول أنا أختار القلب وهو أضعف الإيمان فهنا هو يستطيع التغيير باليد..
وأنا أظن أننا نحن وخاصة في القلمون وبشكل عام علينا التغيير باللسان..واللسان يمكن أن يكون عبر خطب الجمعة أو إعطاء دروس أو توزيع سديات ومنشورات دعوية وحتى عبر الانترنت وأيضا عبر الكلام مع الآخرين مباشرة..والله أعلم

أبو الشوارب
19-11-2010, 07:28 PM
السلام عليكم.
فقط من باب التوضيح أنا لم اطرح الموضوع لأناقش أهمية تغيير المنكر والتدرج فيه و إنّما اردت التركيز على إنكار المنكر في القلب حيث أنّ هناك كثير الأمور التي نصادفها و التي كثرت بشدة و اعتدنا عليها لدرجة انّها اصبحت عادية جداً.
سأعيد المثل بطريقة أخرى: اصبحنا عندما نرى فتاة غير محجبة و لكنها محتشمة أمراً عادياً جداً فلا يتحرك قلبنا أبداً لتغييره فهذا الواقع قد ألفناه في المجتمع ، وعندما يكثر التبرج -لا سمح الله- سيصبح بعد فترة مألوفاً ولا تنكره القلوب.
فالموضوع هو كيف نربّي أنفسنا على هذا السلوك في ظلّ ما في المجتمع من ويلات ، أم أننا نرضى بالواقع و نحاول الاصلاح بطريقة تصاعدية؟؟
أرجو أن تكون الفكرة واضحة لأنّ المشاركات كانت جداً بعيدة عمّا قصدته في مشاركتي الأولى.

أبو حسن
19-11-2010, 07:35 PM
يعني لا يمكن لزوج أن يقول إذا تبرجت زوجته أو ابنته أن يقول أنا أختار القلب وهو أضعف الإيمان فهنا هو يستطيع التغيير باليد..

ممكن أخي أبو عائشة تذكر لنا كيف يكون التغيير باليد هنا ؟

أبو عائشة
19-11-2010, 07:56 PM
ممكن أخي أبو عائشة تذكر لنا كيف يكون التغيير باليد هنا ؟

أظن يا أخي يكون في عدة أمور تكون باليد وهذا الأمر يحتاج لعلماء تفصله..وأنا أقول ما أراه
فمثلا قال تعالى{وَاللاّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}..وقال صلى الله عليه وسلم في نشوز المرأة:"..فاضربوهن ضربا غير مبرح..".
وأظن أنك تستطيع كرجل البيت وأنت المسؤول عنه شرعا أن تستخدم أساليب لردع من أنت مسؤول عنهم..فمثلا إذا كان ابنك يذهب ليسهر في أماكن فساد فيمكنك أن تمنعه من السيارة وكذلك المال الذي يستخدمه للمعاصي..وإذا ابنتك تشتري بمالك فساتين تعري يمكنك توقيف المصروف عنها لمنعها من شراء هذه الأمور...
وكما أسلفت هذا يحتاج لأهل علم..وأنا أعلم أن عند ما تكتبه بهذا الشأن لكن جيد أن نعطي رأينا ثم نسمع منكم المفيد إن شاء الله..

أبو عائشة
19-11-2010, 08:22 PM
السلام عليكم.
فقط من باب التوضيح أنا لم اطرح الموضوع لأناقش أهمية تغيير المنكر والتدرج فيه و إنّما اردت التركيز على إنكار المنكر في القلب حيث أنّ هناك كثير الأمور التي نصادفها و التي كثرت بشدة و اعتدنا عليها لدرجة انّها اصبحت عادية جداً.
سأعيد المثل بطريقة أخرى: اصبحنا عندما نرى فتاة غير محجبة و لكنها محتشمة أمراً عادياً جداً فلا يتحرك قلبنا أبداً لتغييره فهذا الواقع قد ألفناه في المجتمع ، وعندما يكثر التبرج -لا سمح الله- سيصبح بعد فترة مألوفاً ولا تنكره القلوب.
فالموضوع هو كيف نربّي أنفسنا على هذا السلوك في ظلّ ما في المجتمع من ويلات ، أم أننا نرضى بالواقع و نحاول الاصلاح بطريقة تصاعدية؟؟
أرجو أن تكون الفكرة واضحة لأنّ المشاركات كانت جداً بعيدة عمّا قصدته في مشاركتي الأولى.

من أساليب التربية على هذا السلوك:
يقول صلى الله عليه وسلم:" تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء و أي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات و الأرض و الآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه".
هذا الحديث يدل على موت القلب وسبب موته فعلى المسلم أن لا يترك النكت السوداء تسيطر على قلبه..والله أعلم

أبو عائشة
19-11-2010, 08:27 PM
ومن أساليب التربية على هذا السلوك:
قال تعالى{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}
وقال صلى الله عليه وسلم:"إنما مثل الجليس الصالح و جليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك و إما أن تبتاع منه و إما أن تجد منه ريحا طيبة و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد ريحا خبيثة".
ويقول صلى الله عليه وسلم:"الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل".
يعني صحبة السوء تعودك على أن تتعود على المنكر فتراه مع الوقت أمرا عاديا.

أبو عائشة
19-11-2010, 08:34 PM
ومن أساليب التربية على هذا السلوك:
قال تعالى{ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}.
تجديد الإيمان بالله واليوم الآخر في القلب حتى تصل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.