أبو عربي
04-12-2010, 01:40 AM
الناس يقلقون للإيدز العضوي ـ وحق لهم أن يقلقوا ـ بينما كثير منهم لا يُبالي أن يُصاب بالإيدز الفكري؛ الذي يفقده المناعة من مقاومة أي فكرة خاطئة، فتارة تراه يترنح يمنة مع أهل اليمين، وتارة أخرى يترنح يسرة مع أهل اليسار، ولا يمانع أن يتقدم أو يتأخر، فهو حيثما قِيْدَ انقاد، وحيثما وُجِّه توجَّه، من دون أدنى مقاومة ولا ممانعة .. أيما فكرة تصدمه يصفق لها، وقد تشطحه أرضاً .. لا يُحسن التمييز بين الصالح منها من الطالح .. ولا بين الخير من الشر، ولا بين العدو من الصديق؛ لأنه فاقد لأصل المناعة التي تمكنه من حسن الاختيار والتمييز، ولعمر الحق هذا النوع من الإيدز لهو أشد خطراً وضرراً على الإنسان أضعاف مضاعفة من الإيدز العضوي!
.....
فالإسلام لا يقول لاتباعه جربوا الشرَّ، أفسحوا الطريق للشر، امنحوا الشرَّ الحرية المطلقة .. قننوا له القوانين .. واصنعوا له الدعايات التي تزخرفه وتزينه في أعين الناس .. ثم بعد ذلك من وقع منكم في الشر سوف يُعاقَب، ويُؤخذ بذنبه .. حاشاه؛ الإسلام لا يفعل ذلك .. ولا يرضى بذلك، وإنما يمنع الشرَّ وأسبابه، ويسهل الخير، وأسبابه .. ثم هو بعد ذلك يُعاقب على من تكلف البحث والتنقيب عن الشر. ....
لماذا عندما تهب عاصفة رملية، تحمل معها أوساخ الشوارع، الكل يفزع إلى نوافذ بيته ليحكم إغلاقها جيداً، حتى لا يتسرب إلى البيوت شيئاً من تلك الرمال والأوساخ، بينما عندما يرسل شياطين الإنس والجن سمومهم، وكفرهم، وإلحادهم، وفسوقهم، وإباحيتهم .. إلى بيوت الناس .. عبر مئات القنوات التلفزيونية .. الكل يفتح لها الأبواب والنوافذ .. علماً أنها أشد فتكاً وضرراً على الناس وبيوتهم من الرمال والأوساخ. ...
منقول من كتاب " المنْهَجُ في الطَّلَبِ، والتَّلَقِّي، والاتِّبَاع " للطرطوسي.
.....
فالإسلام لا يقول لاتباعه جربوا الشرَّ، أفسحوا الطريق للشر، امنحوا الشرَّ الحرية المطلقة .. قننوا له القوانين .. واصنعوا له الدعايات التي تزخرفه وتزينه في أعين الناس .. ثم بعد ذلك من وقع منكم في الشر سوف يُعاقَب، ويُؤخذ بذنبه .. حاشاه؛ الإسلام لا يفعل ذلك .. ولا يرضى بذلك، وإنما يمنع الشرَّ وأسبابه، ويسهل الخير، وأسبابه .. ثم هو بعد ذلك يُعاقب على من تكلف البحث والتنقيب عن الشر. ....
لماذا عندما تهب عاصفة رملية، تحمل معها أوساخ الشوارع، الكل يفزع إلى نوافذ بيته ليحكم إغلاقها جيداً، حتى لا يتسرب إلى البيوت شيئاً من تلك الرمال والأوساخ، بينما عندما يرسل شياطين الإنس والجن سمومهم، وكفرهم، وإلحادهم، وفسوقهم، وإباحيتهم .. إلى بيوت الناس .. عبر مئات القنوات التلفزيونية .. الكل يفتح لها الأبواب والنوافذ .. علماً أنها أشد فتكاً وضرراً على الناس وبيوتهم من الرمال والأوساخ. ...
منقول من كتاب " المنْهَجُ في الطَّلَبِ، والتَّلَقِّي، والاتِّبَاع " للطرطوسي.