تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دليل الحيارى في بيان عبارة : لحوم العلماء مسمومة .... جمع وترتيب



أيمن غ القلموني
28-12-2010, 06:54 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

أما بعد :

( بيان معنى قول السلف: " لحوم العلماء مسمومه ")

إن هذه المقوله من المقولات التي يريد بها الحق أُناس ويريد بها الباطل أخرون,
( الحركيون ودعاة الحزبية)

فالحركيون، وأساطين فقه الواقع، ودعاة الحزبية، يلوونها إليهم ويرفعونها في وجه كل من يتصدى لهم، كاشفاً لنحرافهم، فيقولون: (( لحوم العلماء مسمومه ))، ويعنون أنفسهم ورموزهم وقاداتهم.

ومرادهم أن لا يرد على أحد، ولا يبين عوار أحد، ولا يكشف عوار أحد، حتى يخلوا لهم الجو، فيوجهوا الناس كما شاءوا، ويقودوهم إلى البدع والإنحراف والضلال وتفريق كلمة هذه الجماعة، جماعة أهل السنة والأثر.

( أهل السنة والجماعة)

وأهل السنة يستعملونها، وهي لصالحهم، وأهل السنة يرفعون هذه الكلمة في وجوه المبتدعة دفاعاً عن أئمة الهدى وأئمة الحق، فلحومهم مسمومه، بلا شك.

أما أهل البدع والضلال والإنحراف، فلحومهم لا كرامة لها، ونحن حينما نرد على هؤلاء، لا نرد عليهم لذاتهم ولا لأشخاصهم، لكن لما نشروه بيننا من الإنحراف والجهالات والضلالات، ولما أشاعوه من الفرقة، بركوبهم البدع، فلا كرامة لهم حتى يعودوا إلى الحق والسنة.

وقام الدليل من الكتاب والسنة وإجماع الأئمة على أنه لا كرامة لهؤلاء، والذي يتأمل النصوص يظهر له ذلك جليا.

قال صلى الله عليه وسلم: (( سيكون أُناس يحدثونكم بما لم تسمعوه أنتم ولا أباءكم ، فإياكم وإياهم ))،وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الأهواء، وحذر من الخوارج، وأمر بقتلهم وقتالهم، ووعد أن يقاتلهم إن لقيهم، ووعد على ذلك بالأجر.

وحذر من القدرية وقال فيهم: (( إنهم مجوس هذه الأمة ))، وحذر من المسيح الدجال الذي يخرج أخر الزمان حتى قال قائلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " إن كنا لنظنه أنه في طائفة النخل " أي قريب منهم.

وحذر من الرافضة في حديث صححه شيخ الإسلام ابن تيميه بمجموع طرقه، فقال: (( يكون قوم لهم نبزٌ يقال لهم الرافضة، فقتلوهم فإنهم مشركون )).

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم تحذيراً عاماً، وتحذيراً خاصاً، من ذلكم حديث افتراق الأمم، ومشى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأئمة السنة من بعده على ذلك.

وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه، يقول: " إياكم وأهل الرأي، فإنهم أعيتهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفظوها فقالوا بالرأي، فضلوا وأضلوا ".


** " جميل جداً هذا القول ، خاصةً في هذه الأيام الخداعة " **


وروى اللاكائي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: " والله ما أظن أن أحد أحب إلى الشيطان هلاكاً مني اليوم "، قيل: وكيف؟ قال: " تحدث البدعة في المشرق أو المغرب، فيحملها الرجل إلي، فإذا أنتهت إلي قمعتها بالسنة فترد عليهم ".

وذكر الذهبي في السير وغيره عند ترجمته عمر بن عبيد المعتزلي القدري عن عاصم الأحول، قال: كنا في مجلس قتاده، فذكر عمر بن عبيد، فوقع فيه، قلت ( أي عاصماً ): " ما أرى أهل العلم يرد بعضهم " أو قال: " يقع بعضهم في بعض "، قال قتاده: " أما تدري يا أحول أن الرجل إذا ابتدع بدعه، يجب أن يذكر ليعلم ".

والذي خبر كتب أهل السنة، مثل: الإبانة لابن بطه، وشرح أصول الاعتقاد للاكائي وغيرها، يظهر له ذلك جليا، وأن السلف مجمعون على التحذير من البدع وأهلها،
من ذلكم ما قاله مصعب بن سعد رحمه الله، قال: " لا تجالس مفتوناً، فإنه لن يخطئك منه إحدى اثنتين، إما أن يفتنك فتتابعه أو يؤذيك قبل أن تفارقه "

العلامة عبيد الجابري



ملاحظة : الذي بين ** : من تعليقي


يتبع إن شاء الله

أبو حسن
28-12-2010, 08:45 AM
( بيان معنى قول السلف: " لحوم العلماء مسمومه ")


ممكن أخي أيمن تذكر لنا مَن مِن السلف قال هذه العبارة ؟

Tarek-France
31-12-2010, 03:21 AM
العبارة الشهيرة : " لحوم العلماء مسمومة " ذكرها ابن عساكر - رحمه الله - في كتابه " تبيين كذب المفتري " ( ص 29 )

www.saaid.net

Tarek-France
31-12-2010, 03:22 AM
العبارة الشهيرة : " لحوم العلماء مسمومة " ذكرها ابن عساكر - رحمه الله - في كتابه " تبيين كذب المفتري " ( ص 29 ) ، وفهم منها البعضُ فهمين خاطئين دعاهما إلى السخرية منها ، وعدم قبولها :

الفهم الأول : أن العلماء معصومون من الخطأ ، لايُستدرك عليهم . وهذا ما لم يفهمه عاقل يعي أن العلماء بشر كغيرهم ، وإن فُضّلوا بحمل ميراث الأنبياء عليهم السلام . ولكن يكون الاستدراك عليهم بعلم وأدب .

الفهم الثاني : أن هذا يدعو إلى التهوين من غيبة غير العلماء ! وهذا أيضًا خطأ على قائل العبارة أو من يستشهد بها . ولتوضيح المقصد الصحيح من هذه العبارة ، وأنها لا تعني الفهمين السابقين ؛ أحببتُ أن أنقل كلمات متفرقة من شرح "رياض الصالحين " للشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - .

- قال – رحمه الله – في شرح حديث " يا عبادي إني حرمتُ الظلم .. " : ( إن غيبة العلماء تُقلل من شأن العلم الذي في صدورهم ، والذي يعلمونه الناس ، فلا يَقبل الناس ما يأتون به من العلم ، وهذا ضرر على الدين ) . ( 2/122) .

- وقال : ( الكلام في أهل العلم جرح في العلماء وجرح فيما يحملونه من الشريعة، لأن الناس لن يثقوا بهم إذا كثر القول فيهم والخوض فيهم، ولهذا يجب عند كثرة الكلام وخوض الناس في أمر من الأمور أن يحرص الإنسان على كف لسانه، وعدم الكلام إلا فيما كانت مصلحته ظاهرة، حتى لو سئل فإنه يقول: نسأل الله الهداية: نسأل الله أن يهدي الجميع ) . ( 7/118-119) .

- وقال – رحمه الله – تعليقًا على " باب : توقير العلماء والكبار وأهل الفضل .. " : ( يريد المؤلف رحمه الله بالعلماء : علماء الشريعة الذين هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء .. وإذا كان الأنبياء لهم حق التبجيل والتعظيم والتكريم ، فلمن ورثهم نصيب من ذلك ، أن يُبجل ويُعظم ويُكرم .. وبتوقير العلماء توقر الشريعة ؛ لأنهم حاملوها ، وبإهانة العلماء تهان الشريعة ؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلت الشريعة التي يحملونها ، ولم يبق لها قيمة عند الناس ، وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم ؛ فتضيع الشريعة . فإذا استهان الناس بالعلماء لقال كل واحد: أنا العالم، أنا النحرير، أنا الفهامة، أنا العلامة، أنا البحر الذي لا ساحل له، ولما بقي عالمٌ، ولصار كل يتكلم بما شاء، ويفتي بما شاء، ولتمزقت الشريعة بسبب هذا الذي يحصل من بعض السفهاء ) . ( 3/230-232) .

- وقال : ( ثم قال صلى الله عليه وسلم "يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر" والشاهد هذه الكلمة وهي أن الأنبياء يُؤذون ويصبرون، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم قيل له هذا الكلام بعد ثماني سنين من هجرته. يعني ليس في أول الدعوة بل بعدما مكّن الله له وبعدما عُرف صدقه وبعدما أظهر الله آيات الرسول في الآفاق وفي أنفسهم، مع ذلك يقال هذه القسمة لم يعدل فيها ولم يُرِد بها وجه الله.

فإذا كان هذا قول رجل في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام للنبي صلى الله عليه وسلم فلا تستغرب أن يقول الناس في عالم من العلماء إن هذا العالم فيه كذا وفيه كذا ويصفونه بالعيوب، لأن الشيطان هو الذي يؤز هؤلاء على أن يقدحوا في العلماء.

لأنهم إذا قدحوا في العلماء وسقطت أقوالهم عند الناس ما بقي للناس أحدٌ يقودهم بكتاب الله. بل تقودهم الشياطين وحزب الشيطان ، ولذلك كانت غيبة العلماء أعظم بكثير من غيبة غير العلماء، لأن غيبة غير العلماء غيبة شخصية إن ضرَّت فإنها لا تضر إلا الذي اغتاب والذي قيلت فيه الغيبة، لكن غيبة العلماء تضرُّ الإسلام كلَّه ؛ لأن العلماء حملة لواء الإسلام فإذا سقطت الثقة بأقوالهم، سقط لواءُ الإسلام، وصار في هذا ضرر على الأمة الإسلامية.

فإذا كانت لحوم الناس بالغيبة لحوم ميتة فإن لحوم العلماء لحوم ميتة مسمومة لما فيها من الضرر العظيم.

فأقول لا تستغرب إذا سمعت أحداً يسبُّ العلماء! وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل فيه ما قيل، فاصبر، واحتسب الأجر من الله عز وجل واعلم أن العاقبة للتقوى ) . ( 1/255-256) .

فائدة : قال الشيخ : ( العلماء ثلاثة أقسام: عالم ملة، وعالم دولة، وعالم أمة.

أما عالم الملة : فهو الذي ينشر دين الإسلام، ويفتي بدين الإسلام عن علم، ولا يبالي بما دل عليه الشرع أوافق أهواء الناس أم لم يوافق.

وأما عالم الدولة : فهو الذي ينظر ماذا تريد الدولة فيفتي بما تريد الدولة، ولو كان في ذلك تحريف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

وأما عالم الأمة : فهو الذي ينظر ماذا يرضي الناس، إذا رأى الناس على شيء أفتى بما يرضيهم، ثم يحاول أن يحرف نصوص الكتاب والسنة من أجل موافقة أهواء الناس . نسأل الله أن يجعلنا من علماء الملة العاملين بها ) . ( 4/307-308 ) .


فهمان خاطئان لعبارة ( لحوم العلماء مسمومة ) ..



سليمان بن صالح الخراشي

أبو حسن
31-12-2010, 11:15 PM
بارك الله فيكم أخي طارق

العبارة مشهورة، ونسبتها لابن عساكر أشهر، لذا استغربت نسبتها للسلف...

أيمن غ القلموني
01-01-2011, 02:42 AM
أولاً، بارك الله بالأخ طارق على رده ، لأني لا استطيع الدخول إلى المنتدى بسبب كمبيوتري الجميل ^^_^^



ثانياً ، يا أخ ابو حسن ، كل ما جمعته جاء فيه أنه إبن عساكر ، وكنت سأبدأ بذكر ذلك في المقدمة ؛ أما المشاركة الأولى فهي تمهيد للموضوع .



ربما المعني بنسبته إلى السلف أي الذين على مذهب أهل السنة والجماعة وليس السلف : الصحابة رضي الله عنهم والقرون الثلاثة بعدهم


يمكن ذلك ، أليس كذلك أخ أبو حسن !!!!!


سأكمل الموضوع قريباً إن شاء الله

أيمن غ القلموني
04-01-2011, 03:13 AM
بعد التمهيد وإعطاء فكرة عامة ، ندخل الآن في المقدمة والتي ستتناول أصل عبارة : لحوم العلماء المسمومة .


هل هي حديث نبوي ؟


هل هي من أقوال الصحابة رضوان الله عليهم ؟


من الذي قالها ؟


المقدمة ستكون بعنوان : نزع الغشاوة بإيراد أصل العبارة



http://vip-chart.freeiz.com/4/1.gif


د. سعد العتيبي يرد على هذه الإشكالية ويجيب بجواب واضح البيان ، سهل الفهم وبسيط على الذهن :



http://vip-chart.freeiz.com/4/1.gif




لا أعرف أنه ورد بشأنها بلفظها حديث نبوي عن النبي صلى الله عليه وسلم .


والمعروف أنها من كلام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي رحمه الله ، وعبارته التي وقفت عليها في ( تبيين كذب المفتري :29ء30 ) فيها تعليل واستدلال ، إذ قال رحمه الله : " واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم ، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم ... والارتكاب لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاغتياب وسبّ الأموات جسيم ، ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )" والله تعالى أعلم .


إنتهى

http://vip-chart.freeiz.com/4/2.gif


يتبع إن شاء الله


http://vip-chart.freeiz.com/4/2.gif