المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجدتها أخيراً



أم أحمد القلموني
23-01-2011, 10:41 PM
هذه قصة واقعية قد تحصل في كل زمان ومكان تترجم حال الحياة المرير الممزوج بالسعادة والألم في آن معاً. فلا شيء يدوم إلا وجهه عز وجل. لا أريد أن أطيل عليكم. والآن هكذا بدأت القصة:


وجدها، وهو عائد إلى البيت، على حافة الطريق: يا الله! كم أنت جميلة! أخذها بين ذراعيه وراح يضمها إلى صدره ثم ينظر إلى وجهها الأخاذ: ما هذه الخلقة الربانية؟! وجه يقول للبدر تنحّى كي أجلس مكانك، شفتاها السميكتان بلون الورد الأحمر، عيناها الواسعتان بلون السماء الصافية وشعرها الناعم القصير بلون حقول القمح الأشقر، وكأن كل ألوان الطبيعة نسجت خيوطها لتبدع هذا الجمال...

أخذ يناغيها فترد بضحكات خافتة عميقة تشق صمت الليل المخيف... لم يستطع أن يتركها وحيدة، وكأن حنان الدنيا جمع في قلبه ليحضن تلك الطفلة الصغيرة وينقذ حياتها، فيسير بها نحو منزله المتواضع ولسان حاله يقول: ألهذا الحد وصلت القسوة في قلوب البشر؟ هل تحجرت أفئدتهم؟ أيكون لأحدهم قوة بأن يرمي هذا الملاك الطاهر البريء؟ لا حول ولا قوة إلا بالله! ثم أجهش بالبكاء..........



أمييييي... أمييييي... أخذ ينادي بلهفة ويطرق الباب بقوة... إفتحي يا أمي... أجابته الأم بصوت مضطرب: لقد تأخرت يا بني، قلقت عليك كثيراًُ، ثم فتحت الباب: أنظري ماذا وجدت يا أمي، أنظري... لم تفهم الأم شيئاً... يا لها من طفلة جميلة! طفلة من هذه يا بني؟

لا أدري يا أمي! وجدتها ملقاة على جنب الطريق فخفت عليها وقلت في نفسي لمذا لا تكون فرداً من أسرتنا؟ أنظري إليها يا أمي أليست رائعة؟! ولكن يا بني أنت تعلم أن والدك أصبح عاطلا عن العمل بسبب ذلك الحادث، ولن نستطيع تحمل عبء طفلة بسنها...



ماذا هناك؟ عما تتحدثان ؟ها؟ قالها الأب بنبرة قوية وكأنه سمع أطراف الحديث! أنظر يا أبي... لقد وجدت هذه الطفلة ملقاة على الطريق، فحملتها، و.....

وماذا تنوي أن تفعل بها ؟ها؟ لماذا يجب علي أن أتحمل أخطاء الآخرين دائما؟ أنت ترى أننا لم نعد نملك شيئاً، وكيف أن الحال تسوء بنا يوماً بعد يوم... ألا تفهم؟ ثم أخذ الأب يصرخ بشدة: إذهب وأعدها إلى مكانها من غير أن يراك أحد! هييييا!

تجمد الولد في مكانه-هذا الولد الذي لم يكمل الحادية عشرة من عمره بعد- تجمد الدم في عروقه، تبعثرت الأمور في رأسه، وكاد أن يغمى عليه... ولكن الأب انتشل الطفلة من بين يديه وقال بلهجة شديدة القسوة إن لم تفعل ذلك فسأفعله بنفسي...

عندها انكب الولد على قدمي أبيه يقبلهما وهو يقول: أرجوك يا أبي لا تفعل ذلك، ما ذنب تلك الطفلة البريئة؟ أنتركها للكلاب الشاردة أم للوحوش البشرية؟ أرجوك يا أبي! إنها لم تفعل شيئاً يستحق معاملتها بهذه القسوة، أرجوك يا أبي إنها لا ذنب لها! أرجوك!


ولكن الأب ركل ابنه بعيداً برجله: إبتعد، يكفيني ما أنا فيه من هموم ومشاكل! واتجه نحو الباب... عندها قال الولد بلهجة المتجرئ: إن تفعل ذلك يا أبي فلن ترى وجهي بعد الآن! سأذهب من غير رجعة!


ساد الصمت المنزل ولم يعد يسمع فيه سوى خفق صدر الولد المحروق على هذه الطفلة...


وللقصة تتمة...

Nader 3:16
23-01-2011, 11:08 PM
السلام عليكم

بإنتظار التتمة.

والله شكلو هال arsenic فتح قريحة الكتّاب بالمنتدى.

الشامي
24-01-2011, 07:11 AM
شي بيزعل ... اييييه ... لنشوف بركد بيتحسن الوقت بعدين ... بداية مؤثرة ...

أم أحمد القلموني
24-01-2011, 09:19 PM
هدأ الأب قليلاً، ثم وجه نظره نحو الطفلة التي تبسمت له وكأنها تعرفه منذ سنين عديدة... فأحس رقة في قلبه... وهنا قالت الأم: أرجوك يا أبا جهاد، تمهل قليلاً قبل أن تفعل ذلك... لماذا لا نتخذ من هذه الطفلة بنتاً علها تكون عوناً لنا عندما تكبر... وهنا أردف جهاد: نعم يا أبي... ولا تقلق بشأن مصاريفها فقد قررت أن أعمل إلى جانب دراستي لكي أستطيع أن أسد ولو بشق بسيط حاجيات أسرتنا المتواضعة...



أعطى الأب الطفلة لأم جهاد ثم ترك المكان وذهب إلى النوم من دون تعليق على كلامهما... وهنا جلس جهاد مع أمه وقال لها بلهجة حنونة: والآن يا أمي، قولي لي بصراحة، ألست سعيدة بهذه الطفلة؟... بالطبع يا بني... فكيف إذا كانت كهذه فائقة الجمال؟! قل لي يا بني ماذا ستسميها؟... سأسميها...............جميلة أليس اسماً يليق بها؟ بلى... أحسنت الاختيار يا بني...



وهكذا كان وجود جميلة في أسرة أبي جهاد منعطفا كبيراً بدل حياتها، فقد أصبح جهاد يذهب إلى المدرسة ويعمل بعدها بأعمال متفرقة وكأنه أصبح هو رب الأسرة ومعيلها الوحيد.... ولكنه سعيد جداً بذلك فقد تعلق كثيراً بجميلة وأحبها حبا لا مثيل له، فهو الذي وجدها وقرر أن يحافظ عليها مهما كلف الثمن...

أما الأب المسكين فكان قد تعرض لحادث تعطلت إثره كلية كاملة لديه ونصف الكلية الأخرى... فأضحى يعيش بنصف كلية فقط، مهددة بالتعطل في أي وقت...



وأما أم جهاد فكانت سعيدة جدا لأنها ترى ابنها جهاد يكبر أمام عينيها وكيف أنه من عمر مبكرة استطاع أن يدير أسرةً من دون أن يؤثر ذلك على دراسته فقد كان متفوقاً على الدوام...



وهكذا تمر الأيام والأعوام وتكبر جميلةفي كنف أسرتها الصغيرة حتى تبلغ الثامنة من عمرها وهي لا تعلم شيئاً عن ماضيها المرير... أحبها الجميع وتعلقوا بها.... كما كانت تزداد جمالاً في الخلق والخُلُق يوما بعد يوم...



أحب جهاد جميلة حبا جماً... لم يعد يعرف لشيء طعماً حلواً إلا بوجودها... إحتلت جزءاً كبيراً من تفكيره... كان يخاف عليها كثيراً.... لا يستطيع أن يراها متألمة أو مستاءة، كلن يعمل المستحيل حتى يسعدها... فلم يمر عليه يوم من ساعة وجدها من دون أن يراها ... أن يجلس معها ... أو يلعب معها... وكانت هي أيضاً تبادله نفس المشاعر...



ولكن لحظات الفرح لا تدوم فهذه حال الدنيا... فقد توفي أبو جهاد بسبب تسمم في دمه إثر تعطل ما تبقى من كليته اليسرى... ولذلك فلم تكتمل فرحة الأسرة بتفوق جهاد وحصوله على منحة لإكمال دراسته في الخارج...


وللقصة تتمة...

أمين أحمد الحاج محمد
24-01-2011, 10:35 PM
إييييييييييييييييييييييييييييييييييييه .....

والله شكلو يا شامي ساءت الأوضاع وما تحسنت كتير ....

هادي حال الدنيا يا صاحبي ...

ما لها أمان .... بتضحكنا شهر وبتبكينا دهر ....

الشامي
24-01-2011, 10:47 PM
أقله صارت جميلة من الأسرة ... لنشوف ، طول بالك إلا ما تُفرج ...

أم سفيان
25-01-2011, 04:35 AM
يلا ناطرين التكملة

أم أحمد القلموني
26-01-2011, 01:19 AM
قرر جهاد السفر... ففي الخارج يستطيع أن يعمل ويكمل دراسته في آن معاً، وبذلك يرسل إلى أمه وجميلة كل شهر مبلغاً صغيراً من المال يعينهما على ظروف الحياة القاسية...



وحانت لحظة الوداع التي لا بد منها... لحظة تمنى لو أن الزمن يتوقف عندها، فلا تسبح أرض ولا يدور قمر...



كان يلملم حوائجه على مضض، وأمه كلما وضعت غرضاً في حقيبته تبكي وتقول: سأشتاق لك كثيراً يا بني... لا تطل علينا الفراق.. أرجوك يا ولدي... لم يعد لي في هذه الدنيا سواك... أنت تعلم كيف تخلى عنا الجميع وتركونا نواجه مصيرنا المؤلم لوحدنا... إنتبه لنفسك يا ولدي...



لا تقلقي يا أمي... فأنا لم أعد صغيراً... لقد علمتني الحياة الكثير... تعلمت كيف أخوض معتركها بصبر وقوة... أرجوك لا تبكي، فإن كل دمعة تذرفينها تخط في قلبي جرحاً عميقاً... أرجوك... ثم أمسك يدها وأخذ يقبلها... لن أنساك يا أمي ما حييت... أطلبي لي العون من الله...

بالمناسبة! أين جميلة؟... إنها في المطبخ... حسن سوف أخرج معها قليلاً ثم أعود...



وخرج جهاد مع جميلة بنت الثمانية أعوام إلى كرم قريب من المزل.. كان يمسك بيدها ويشد عليها أما هي فآخذة بالتأرجح من الفرح... جلسا على صخرة... وضعها على فخذه وراح يلمس على شعرها الناعم الأشقر الطويل!... بعد قليل سأرحل يا عزيزتي... ستشتاقين لي، أليس كذلك؟!



لماذا لا تأخذني معك؟ ردت جميلة بسذاجة وكأنها لم تفهم معنى ما يقوله جهاد... أنا مسافر إلى بلاد بعييييييييدة، ولن أستطيع اصطحابك فأنت ما زلت صغيرة... إذاً انتظرني حتى أكبر ثم نسافر سويةً...



هاهاهاهاها... كم أنت بريئة يا جميلة... غداً تكبرين وتتزوجين وتنسي أنه كان لك أخ اسمه جهاد...فأنا لن أعود قبل تسع أو عشر سنوات!... لا، لا تقل ذلك يا أخي... فأنا لا أحب غيرك، لماذا لا تتزوجني أنت؟!...



هاهاهاهاها... حقاً ما زلت طفلة! إن الأخ لا يتزوج أخته يا عزيزتي!... إممممممم... فهمت... إذاً، سأنتظرك هنا.. وكل يوم سوف أفتح النافذة ليلاً وأناجي القمر... إنه يشبهك... هل ستسمعني؟...



أنا مهما بعدت عنك يا حبيبتي فأنت في قلبي لن تفارقيه ولا لحظة... حتى لو تحدثت في سرك فإني سأمعك...نزلت جميلة عن فخذه وراحت تقطف بعض الأزهار وهو ينظر إليها... إلى هذه الطفولة والبراءة التي ملأت قلبه سعادة... كان يتأملها ويرقب حركاتها وسكناتها وكأنه يريد أن يطبع آخر صورة لها في قلبه...



أحس أن جميلة أضحت رئته التي يتنفس بها وقلبه الذي ينبض... صعب عليّ فراقك يا عزيزتي... ركض نحوها وهو يصرخ: جميييييييييييييييييييله... ثم حملها وراح يدور بها... أحبك... أحبك... أحبك...



خذ هذه الأزهار يا أخي لكي تتذكرني كلما نظرت إليها... فسال الدمع من عينيه مدراراً... إنه دمع ممزوج بضحك وبكاء في آن معاً...



وهكذا سافر جهاد ولم ينس أن يأخذ معه باقة الزهور التي أهدتها إليه جميلة... كان يرى في هذه الأزهار لون عينيها ووجنتيها وشفتيها وشعرها... ولكن تبقى جميلة هي الأجمل ورائحتها هي الأزكى...





وللقصة تتمة...

الشامي
26-01-2011, 11:25 PM
ناطرين كمالة القصة ... قصة مؤثرة ... كبرو الحلقة شوية :)

أم أحمد القلموني
27-01-2011, 12:16 AM
كانت رحلة شاقة بالنسبة لجهاد، فهذه أول مرة يذهب فيها خارج بلده، لم تكن لغته الإنكليزية جيدة ولكنه يستطيع أن يقول بعض الكلمات التي ساعدته ليصل إلى الجامعة ويستدل على الغرفة المخصصة له...



في أيامه الأولى لم يعرف جهاد للنوم سبيلاً، فقد كان قلقاً جداً على أمه وجميلة ماذا سيعملان بغيابه، كما وأن الدراسة في أمريكا ليست بالشيء السهل... كان عليه أن يبحث عن كل شيء بنفسه... ولكن نفسه الطويل وصبره على الشدائد كاننا عنواناً يوصله إلى كل ما يريد...



عضّ جهاد على كل آلامه وانطلق في خضم الحياة ليدخل نفقاً جديداً لا يعلم شيئاً عنه... لا يعلم إن كان بداخله أسلاك شائكة، أو مطبات عالية، أو حفراً عميقة... ولا يعلم أيضاً أين سينتهي؟...



بعد شهر واحد، تحسنت الحال واستطاع جهاد أن يجد عملاً في مقهىً يبعد بعض الأميال عن الجامعة... كان يتقاضى إزاء ذلك أجراً لا بأس به... فيدّخره كله إلا القليل ليبعث به إلى أمه في نهاية الشهر مرفقاً برسالة يخبرها فيها عن كل ما يجري معه في المهجر...



وهكذا مرت أعوام، وتعرف جهاد على أصدقاء كثر في الجامعة وخارجها، ولكن لم يكن منهم شخص واحد عربياً أو مسلماً... كانوا يشربون الخمر... ويعبثون بحرمات الله... لكن جهاد كان شديد الحرص على دينه، فلم يكن يخالطهم إلا في الدراسة أو العمل، ولم يعرف لما يفعلونه سبيلاً بالرغم من تشجيهم له على المعاصي وزجّهم إياه في مواقف تدعو إلى الفتنة... ولكن إيمانه السوي منعه من كل ذلك، كان يرى الحسناوات، الكاسيات العاريات، المائلات المميلات وكأنهن شيطانات فلا يعبأ بهن ولا يدر لهن الطرف...



أين هؤلاء من جميلة؟!... كان يقولها دائماً في نفسه... لا بد أنها تزداد جمالاً... كم أنا مشتاق لرؤيتها... لا بد أنها أصبحت شابةً الآن... أتراها تفكر بي وتتذكرني؟!... لقد قاسيت الآلام لأجلها... فعلت المستحيل لأسعدها... طلقت الدنيا واللهو واللعب وجميع ما يفعله الآخرون في سن الطفولة والشباب لأجلها... أتراها تعلم ذلك؟!... آآآآآآآآآآه... كم أحبها... لن أتخلّى عنها مهما كلفني الثمن... تعبت جداً وما زلت أتعب لأجلها... لأجل أن أؤمّن لها حياة بعيدة عن الفقر والحرمان الذي عشناه أثناء طفولتنا... كانت طفولة قاسية ولكنها جميلة... وأحلى ما فيها *جميلة*...


وللقصة تتمة...

Nader 3:16
27-01-2011, 01:13 AM
اولكم شبدو يصير؟
بإنتظار التتمة بأسرع وقت...!

أمين أحمد الحاج محمد
27-01-2011, 01:43 AM
إيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه لو بتعرف يا ندور هلا بلشت القصة .... الله وكيلك أنا عم احضرها عرض متواصل شي سبع تمن حلقات بالنهار وفي شي مكرر ومنعاد وبأوقات مختلفة .........

رجعتلي ذكريات الماضي مع قصص نجيب الكيلاني منو الميقاتي

ramo
27-01-2011, 02:59 AM
اليوم حضرت أنا وميرا sponge bob :o

أم أحمد القلموني
27-01-2011, 02:12 PM
أنا أشكر الجميع على قرآة هذه القصة وأحب أن أعلق على رد الأخ ramo يعني عنجد لولا هالمشاركة القيمة أنا ما كنت رح إئدر كفي كتابة

ايمان
27-01-2011, 10:01 PM
ما شاء الله والله يا خالتي مؤلفة
عنجد قصة كتييييييير حلوة يلا ناطرين التكملة

الوسام
27-01-2011, 11:00 PM
عنجد قصة مؤثرة وتستحق الإعجاب ... ناطرين الحلقة القادمة إن شاء الله

Nader 3:16
28-01-2011, 01:34 AM
اليوم حضرت أنا وميرا sponge bob :o

أيا حلقة؟
اخ رامو جزاك الله خيراً و بارك الله بك اخانا الفاضل على مرورك العطر و مشاركتك الفواحة بالعبق الولائي الصارخ الذي يفجر بحار الشوق و انهر الحنين و سواقي الذكريات و مستنقعات الماضي الموحل المصبوغ بلون المرار والضياع.

ramo
28-01-2011, 01:53 AM
أيا حلقة؟
اخ رامو جزاك الله خيراً و بارك الله بك اخانا الفاضل على مرورك العطر و مشاركتك الفواحة بالعبق الولائي الصارخ الذي يفجر بحار الشوق و انهر الحنين و سواقي الذكريات و مستنقعات الماضي الموحل المصبوغ بلون المرار والضياع.



أنا بحبك

ramo
28-01-2011, 05:17 PM
كنّا نمزح
بارك الله بكم , قصّة جميلة

أم أحمد القلموني
28-01-2011, 06:57 PM
ها قد أصبحت جميلة في سن الخامسة عشر، كانت نعم الصبية:جمال فتان، قلب طاهر، أخلاق عالية رفيعة، دين قوي متين... أحبت أم جهاد حباً لا مثيل له، فهي لم تكن لها أماً فحسب، بل مربية، معلمة، وخادمة، في الوقت نفسه... لقد ربتها على الحلم والصبر، وعلمتها كل ما تحتاجه من أمور دينها ودنياها: علمتها الطبخ والغزل وجميع الأعمال المنزلية... كما وأعانتها على حفظ البعض من سور القرآن الكريم والأحاديث الشريفة... إرتدت جميلة الحجاب فكان تاجاً يزين رأسها...لم يحجب من جمالها بل على العكس زادها روعة ورفعة...


لم تعان الأسرة كثيراً بغياب جهاد عنها، لأن امرأة طيبة تدعى أم إحسان قد سكنت بالقرب منهما، فكانت لهما نعم الجارة، شاركتهما كل شيء، آنستهما في وحشتهما، وأعانتهما داخل المنزل وخارجه...


كانت أم جهاد تطلعها على كل رسائل جهاد لتقرأها لها... فقد ضعف بصرها بعد أن شبت النار في وجهها يوما... كانت حادثة مؤلمة خلفت في وجهها حروقا دائمة...


أحبت أم إحسان جهاداً مع أنها لم تره... كانت ترى فيه صورة ابنها الوحيد إحسان الذي كان باراً جدا بها... ولكنه توفي منذ خمس سنوات إثر ظهور سرطان في رأسه...


حافظت أم إحسان على جميلة وأحبتها تماماً كأم جهاد ولكنها لم تكن تعلم هي الأخرى أن جميلة ليست بنتاً لأم جهاد... لم تكن تعلم بتاتاً شيئاً عن قصتها...


وفي أحد الأيام، استيقظت أم إحسان في ساعة متأخرة من الليل على قرع الباب بقوة... من؟ من خلف الباب؟!... إفتحي يا خالة أرجوك... أنا جميلة... أسرعي يا خالة أرجوك... خيراً يا ابنتي... ما بك؟


أمي يا خالة أمي... لا أدري ماذا أصابها... إنها تتصبب عرقاً... وجهها أحمر كالدم... وقلبها يخفق بسرعة... لا أدري يا خالتي... أرجوك تعالي بسرعة...


هرعت أم إحسان إلى بيت أم جهاد... وجدتها نائمة في السرير تقلب رأسها يمنة ويسرة وتتفوه بكلمات غير مترابطة: جهاد... جميلة... زواج... دكتور...أمريكا...


أحضرت أم إحسان خرقة ووعاء ماء لتخفيف حرارة أم جهاد... كانت تمسح بالخرقة المبللة على رأسها وتقرأ لها بعض آيات من القرآن...


أحست أم إحسان بأن جميلة جد مضطربة وخائفة على أمها،فقالت لها: إذهبي إلى النوم يا جميلة... فأنت منهكة جداً... أما أنا فسأسهر إلى جانب أمك حتى تستعيد وعيها!...حسن... سآوي إلى الفراش... قبلت جميلة أم جهاد ثم غادرت الغرفة...


سنعود بعد قليل...

أم أحمد القلموني
28-01-2011, 10:02 PM
توقفت أم جهاد عن الهذيان... أم جهاد هل أنت بخير؟!... فتحت عينيها وقالت:هل جميلة هنا؟ لا ... هل أناديها؟! إجلسي بالقرب مني... أريد أن أصارحك في أمر... خيراً يا أم جهاد لقد أفزعتني...

أحس أنه لم يعد بيني وبين المنية إلا القليل من الوقت... فلا بد من أن أطلعك على سر أرجو أن تكتميه إلى حينه... أتعاهدينني على ذلك؟...بالطبع يا أم جهاد... سرك محفوظ في قلبي...

في هذه الأثناء، كانت جميلة تهم بالدخول إلى الغرفة التي تجلسان فيها لأنها لم تستطع النوم من شدة قلقها عى أمها... ولكنها سمعت ما قالته أم إحسان فبقيت في الخارج ... واسترقت السمع...

إن جميلة ليست ابنتي... وجدها جهاد ملقاة على الطريق وهي ابنة الأربعة أشهر... فقررنا أن نربيها ونجعلها ابنة لنا...

وهنا سمعت جميلة ما قالته أم جهاد... كانت حقيقة مرة فعلاً.. أحست جميلة في هذه اللحظات أنها وحيدة في هذا العالم الموحش... لا أم لها، لا أب لها، لا إخوة ولا أقرباء... أحست بأنها عاشت في الكذب مدة 15 سنة... لم تفكر حينها في ما بذله الجميع من أجلها... أعمى الشيطان قلبها عن الحق...

كانت صدمة كبرى... خرجت جميلة من المنزل مسرعة، غير عابئة بظلام الليل المخيف... أخذت تركض وتردد في نفسها: لم أتوقع أن يكون في هذه الدنيا إجرام لهذا الحد... من أنا؟... من هي أمي؟... من هو أبي؟...أنا لست جميلة... كذبوا علي... ليتهم تركوني ملقاة على الأرض لتأكلني الذئاب... أكرههم... أكره كل الناس... أكره كل الدنيا... لماذا حملت بي أمي إن كانت تريد أن ترميني؟ ... لماذا لم تجهض من ساعة حملت بي؟... لماذا فعلت ذلك؟... أهي أمّ أم وحش كاسر؟...
لم تتمالك نفسها فأخذت تصرخ بقوة: أريد أن أمووووووووووووت... أريد أن أموووووووووووووت... أريد أن أمووووووووووووووت... ثم وقعت على الأرض في وسط الطريق مغمىً عليها بعد أن أجهدتها كثرة الركض والبكاء...

وها هي جميلة ملقاة في الشارع مرة أخرى... وكأن عجلة الزمن أكملت دورتها في 15 سنة لتعود إلى نقطة الصفر ويتكرر المشهد نفسه: فتاة في عمر الزهر وريعان الشباب... ملقاة على طريق بعيد... مجهولة الهوية والمصير.. تنتظر الراحة الأبدية التي وحدها تستطيع أن تخرجها من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة حيث تنكشف الحجب وينال كل ظالم جزاءه...


وللقصة تتمة...

أم سفيان
28-01-2011, 10:23 PM
خلي النهاية فراحية شوية بزيادة الأخبار اللي عم نشوفا بهالإيام
بس حلوة الأصا

أسامة طوط
31-01-2011, 03:27 AM
صار مارء يومين .......... وما عرفنا شصار مع جميلة !

أو إساتا هربانة من البيت ؟؟؟؟

تسجيل مشاركة !!! بانتظار الأجزاء المتبقية !

Nader 3:16
31-01-2011, 07:02 PM
صار مارء يومين .......... وما عرفنا شصار مع جميلة !

أو إساتا هربانة من البيت ؟؟؟؟

تسجيل مشاركة !!! بانتظار الأجزاء المتبقية !

الظاهر طلعت بسرعة و نسيت الشمسية بالبيت.
وهلء بتكون آعدتلا بشي دروة لبينما توءف شتا.

عودة للجدية: حسيت الاخت الفاضلة جميلة تسرعت شوية بهالقرار ، و الغريب بالأمر انو ردّة الفعل القوية يلي تمخضت عن جميلة لم يكن لها مقدمات منطقية...!

بإنتظار التتمة.

أم أحمد القلموني
31-01-2011, 07:53 PM
والله هو صحيح إنو قرار متسرع ولا يليق ببنت مثل جميلة تربت على الآداب الإسلامية... ولكن ما علمته عن حالها هو آخر ما كانت تتوقعه في حياتها ... ففي تلك اللحظة لم تحس إلا أنها في واقع من الكذب ... وهروبها كان تخلصاً من هذا الكذب من جهة وبحثا عن الحقيقة من جهة أخرى..
ثم إنها عندما خرجت لم تكن تعلم أنها لن تستطيع العودة... فكل ما حصل معها كان بغير إرادتها.. فقدت السيطرة على أعصابها... يعني كان أشبه ما يكون بأزمة نفسية كبيرة بينها وبين الجنون عرض شعرة...
إنتو اعذوروا كمان.. والله يللي صار معا منو هين!!!!!!!!
على كل إنتظروا التتمة قريبا بإذن الله

أم أحمد القلموني
03-02-2011, 11:52 PM
وما لبثت أم جهاد أن أنهت كلامها حتى فارقت روحها الطاهرة الحياة...نادتها أم إحسان عدة مرات... ولكن لا حياة لمن تنادي...بكت كثيراً على رفيقة عاشت معها ما يقارب السبع سنوات لم تعرف منها إلا الخير فارتقت صداقتهما إلى مرتبة الأخوة الصادقة التي لا يمكن أن تشوبها شائبة...

عاهدت أم إحسان نفسها في هذا الظرف الأليم أن تحافظ على جميلة تماما كأم جهاد... وأن تبلغ قصار جهدها لتحقيق رغبة أم جهاد في زواج جهاد من جميلة...

قبلت أم جهاد وغطت وجهها ثم تركت الغرفة لتوقظ جميلة... كيف ستخبرها... إن جميلة فتاة حساسة جدا... لن تتحمل الخبر... كان الله في عونها...

دخلت الغرفة فلم تجدها...ذهبت تبحث عنها فلاحظت الباب مفتوحاً... حملت المصباح في يدها وخرجت لترى إن كانت جميلة تجلس على صخرتها المعتادة... هذه الصخرة التي كان عليها آخر لقاء لها بجهاد... كانت كل صباح تخرج لتقطف الزهور ثم تجلس عليها لتصنع منها عقداً لجهاد حتى تؤكد له أنها لم تنسه يوما مذ رحل عنها... ولكن العقود كانت تذبل وتيبس يوماً بعد يوم ... أما حب جهاد في قلبها فكان يكبر يوماً بعد يوم ... إلى أن أتى ذلك اليوم المشؤوم الذي تركت فيه جميلة دنياها... خرجت من دنيا جهاد إطلاقاً... فضلت الوحدة المريرة على واقع وجدت أنه كان كذباً بكذب... ووجدت أن سعادتها لم تكن إلا سعادة مزعومة...

مسكينة أم إحسان ماذا ستفعل الآن... لم تجد جميلة بحثت في كل الأرجاء القريبة... أحست أن في الأمر شيئاً... أرجو أن لا تكون جميلة قد سمعت ما دار بيني وبين أم جهاد... يا الله ماذا لو كان ذلك ما حصل...عادت إلى المنزل متثاقلة الخطى تجر نفسها جرا... ففي لمح البصر فقدت أغلى صديقتين لها... أم جهاد وجميلة...

دخلت المنزل... لم يعد هو... انتقل من الحياة إلى الموت... من الأنس إلى الوحشة... من السعادة إلى البؤس... لا حول ولا قوة إلا بالله... هذا ما ظلت تردده... جلست إلى جانب أم جهاد وأخذت تبكي حتى تعبت ... لم تعلم ماذا ستصنع... أين جميلة يا ترى؟؟... ماذا ستفعل بأم جهاد...كيف ستخبر جهاد؟... كان موقفاً صعبا جدا...إنهارت قواها وأجهدها البكاء حتى نامت...



نستكمل بعد قليل إن شاء الله

أم أحمد القلموني
04-02-2011, 02:46 AM
في صباح اليوم التالي، خرجت أم إحسان بحثا عن جميلة في الأحياء المجاورة... لم تجدها... صارت تسأل المارة وتطرق الأبواب لكن أحداً لم ير بنتاً بهذه الصفات...
صعدت إلى الجبل القريب علها تجد لها أثراً لكنها لم تعثر على شيء...عادت إلى البيت مستاءة... أحست أنها ضيعت ما أمنتها عليه أم جهاد... ولكن ما العمل يجب أن تتحرك بسرعة... فقد مضى يوم تقريباً على وفاة أم جهاد ولم تدفن بعد...
غسلتها وكفنتها ثم نادت على عدد من سكان الحي ليحملوها إلى المسجد ويصلوا عليها ومن ثم يدفنوها...
كانت لحظات عصيبة تمر بها أم إحسان... كان لا بد لها من أن تبعث برسالة إلى جهاد تخبره فيها عن وفاة والدته...
لجأت إلى إحدى الرسائل التي كان قد بعث بها لتستدل على عنوانه...
كتبت الرسالة ثم ذهبت إلى المدينة التي تبعد 6 ساعات عن المنزل سيرا على الأقدام لتستطيع أن ترسلها إليه...
وهي في طريق عودتها أرخى الليل غطاءه... كان الطريق موحشا جداً...
ليتها مرت على هذه الطريق منذ يومين... لكانت وجدت جميلة عندها... ولكن المقادير لا تجري كيف نشاء... فقد وجد جميلة شخص آخر...
إنه رجل ذو مقام مرموق وثروة طائلة، متزوج ولكن لا أولاد له... كان مارا في عربته يومها عندما رأى فتاة ذات وجه كالبدر مستلقية على الأرض من غير حراك...
حملها إلى منزله الشبيه بقصر صغير...
أحسن إليها هو وزوجته في المعاملة... ولكن جميلة المسكينة قد وقعت في أزمة نفسية حقيقية: صار لديها ردة فعل على كل البشر... صارت تتوهم أن كل الناس أشراراً... صارت مشيتها مشية مذعورة... لا تريد أن تخالط أحدا من الناس...
صارا يسألانها عن إسمها... عن أهلها... عن مسكنها... ولكن ما من مجيب...أدرك الرجل أن هذه البنت مصابة بمرض ما ربما يكون نفسيا أو عصبيا لا يدري.. فحالتها لم تثبت على ذلك فقط... فعدة مرات حاولت الهروب من المنزل ولكنه استعادها... وفي مرة أخرى حاولت أن تلقي بنفسها من النافذة فصار يغلق النوافذ ويقفلها... وفي يوم حاولت أن تطعن نفسها بسكين ولكن زوجته استدركت الكارثة قبل وقوعها...
كانت أيضا تصاب بحالات من فقدان الوعي الكامل الذي يأتيها بعد حالة من التشنج العصبي تقوم خلالها بالصراخ والتكشف والتفوه بكلمات غير موزونة.
أشفق الرجل جداً عليها فققر أن يصطحبها إلى طبيب مختص بالأمراض العقلية والنفسية... وهنا كانت الصدمة الكبرى...
لقد أخبره الطبيب أن حالتها لا علاج لها في هذه البلاد ولذلك فلا حل سوى أن يضعها في مشفى الأمراض العقلية...

ترى هل سيفعل ذلك فعلاً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ما سنعرفه في المرة القادمة

الشامي
04-02-2011, 03:49 AM
اوعا تحطيها بمستشفى المجانين ، من هلأ غيري الحلقة الجاية ... بزيادة اللي صايب الريس مبارك ، ما تقوم تحضى فيه هونيك ...

ايمان
04-02-2011, 04:06 PM
اوعا ها خلي النهاية حلوة

أمين أحمد الحاج محمد
05-02-2011, 12:55 AM
القصة حلوة كتير بس في شوية ملاحظات :

1. مانا حلوة ابدا من جميلة إنا تترك اللي ربتا هي وعم تموت منشان شغلة بايخة كان فيا تقول supposant إنا أمي وتكمل الحلقة بلا هالدوشة والحركات والأفلام بس هنه هيك البنات ما بيعرفوا يقولوا الحمد لله عشي . إنو لو تركا جهاد عالأرض كان أحسن.... ما موت حالو منشانا واشتغل بالمجارير تيعيشا ...... إيييييييييييييييييييييييييييييييه .... وهنا يحضرني في هذا الموقف أغنية غريبة الناس....

2. انو بدي اعرف ما بيحضا بجميلة الا اللي ما عندن ولاد او ما عندن اخوة. وهلق بعد ما بحكمها هالرجال بترجع يمكن بتزعل من مرتو لانا يمكن بتغار منا شوية وبترجع بتنسى انو هو اللي لما عن الارض وحلا مع جميلة بقا ...لئيمة جميلة

أنا أدعو الأرسينيك أن يصف لنا حالة جهاد في هذا الظرف كونو عندو خبرة بحالات الصدمات العاطفية ....

الوسام
05-02-2011, 05:13 PM
هههههههههههه يحرق ديبك يا أمينو :) .... شكلك مقهور كتير من جميلة والحكي طالع من جوات قلبك بس معك شوية حق :) ... لنشوف سبدو يصير بعدين !!!

أم أحمد القلموني
05-02-2011, 09:17 PM
شكراً على إعجاب الجميع بالقصة... وأنا سعيدة جداً بالمشاركات لأنا بتخليني حس الجمهور شو حابب إنا تكون النهاية...
بس بدي رد على الأستاذ أبو أحمد القلموني:
1- جميلة ما كانت بتعرف فرنسي حتى تقول supposant que
2- جميلة كل يللي صار معا كان ينم عن قلة وعي... يعني هية ما كانت مدركة عاقبة خروجا من المنزل... وما كانت مأدرة إنو أم جهاد هلأ عم تموت...
3- جميلة في عمر المراهقة... وهي فترة الإضطرابات النفسية وردات الفعل المبالغ فيا والقرارات المتهورة...
4- بعدين بالنسبة ليللي بيحضو فيا...وإذا يعني... هادي صدف... بتصير أيمتن من كان...
على كل انتظرو النهاية... رح تعجبكن...

أمين أحمد الحاج محمد
06-02-2011, 12:16 AM
تنسوف سبدو يصير قولت وشام ....

متل الأفلام المصرية بيموت نص الممثلين ولك حتى المصور بالآخر بيموت ....

ramo
06-02-2011, 12:44 AM
القصة حلوة كتير بس في شوية ملاحظات :

1. مانا حلوة ابدا من جميلة إنا تترك اللي ربتا هي وعم تموت منشان شغلة بايخة كان فيا تقول supposant إنا أمي وتكمل الحلقة بلا هالدوشة والحركات والأفلام بس هنه هيك البنات ما بيعرفوا يقولوا الحمد لله عشي . إنو لو تركا جهاد عالأرض كان أحسن.... ما موت حالو منشانا واشتغل بالمجارير تيعيشا ...... إيييييييييييييييييييييييييييييييه .... وهنا يحضرني في هذا الموقف أغنية غريبة الناس....

2. انو بدي اعرف ما بيحضا بجميلة الا اللي ما عندن ولاد او ما عندن اخوة. وهلق بعد ما بحكمها هالرجال بترجع يمكن بتزعل من مرتو لانا يمكن بتغار منا شوية وبترجع بتنسى انو هو اللي لما عن الارض وحلا مع جميلة بقا ...لئيمة جميلة

أنا أدعو الأرسينيك أن يصف لنا حالة جهاد في هذا الظرف كونو عندو خبرة بحالات الصدمات العاطفية ....



ههههههههههههههههههههه

أسامة طوط
06-02-2011, 01:21 AM
صحيح إنو القصة حلوة ..........بس في أحداث - الواحد بيتوقف عليا --------

وبيحط فرضيات وإحتمالات وتساؤلات بمحاولة منه لفهم الواقع !!!!!!!!!!

أولا : إنو أم إحسان بدلها قاعدة عالمسنجر - ما بتعرف تبعتلو إيميل للشب جهاد وتخبرو بهالمصاب ؟

ثانيا : ما بعتت إيميل واضطرت إنا تمشي 6 ساعات لتوصل الرسالة عالبريد ؟أوووووووف - طيب كانت تروح عالسكوتر!! يمكن أحسن !!!

ثالثا : بعد ما اختفت جميلة - ليش ما حطت أم إحسان صورتا عالفيسبوك ومعلومات عنها؟؟؟؟ ولم يجد هذه الفتاة الرجاء الإتصال على الرقم .......... أو مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني ......... !!!!!

رابعا وأخيرا : كم دولة تحتفل بيوم الأب في 21 يونيو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الوسام
06-02-2011, 01:22 AM
هههههههههههههههه ... حديدي والله يا أمين ... بس انا عن قصد قلتا كنت عم لطف جو ولوو قولت أسعد تبيع ضيعة ضايعة :):)

أمين أحمد الحاج محمد
06-02-2011, 11:51 AM
أسامة يا أزعر قلنا انو حابب تشوف صورة جميلة ....

بس ولا يهمك أنا رح فلفش بوراق القصة واذا لقيتلك صورتا بدي فقعك وما ورجيك ياها ..... لرلرلرلرلرلرللرلرلرللر دووووووووووووووووووع

أم أحمد القلموني
11-02-2011, 11:47 AM
أكمل جهاد سبع سنين بنجاح، ودخل المرحلة العملية في أحسن مستشفايات أمريكا بسسب تفوقه الدائم على زملائه... وهكذا ترك العمل في المقهى فقد أصبح يتقاضى من المشفى مبلغاً يغنيه عن العمل الإضافي...

وذات يوم، وقبل أن يغادر السكن الجامعي، إذ بالموظفة تنادي عليه: دكتور جهاد... لديك رسالة من الخارج... إستغرب جهاد كثيراً فمنذ أن جاء إلى أمريكا لم تصله رسالة قط... لم يدر ما يفعل حتى مشاعره اضطربت... جالت أفكار كثيرة في رأسه... حمل الرسالة بيد مرتعشة... خيراً إن شاء الله: قالها في نفسه وهو يفتح الرسالة...

السلام عليكم... كيف حالك يا جهاد... لم أبعث إليك بهذه الرسالة إلا لحاجة ملحة... أرجو أن تتقبل ما سأقوله لك بقلب صبور ومقتنع بقضاء الله... فأرواحنا ملك لله، أودعها أمانة في أجسادنا، ويأخذها متى يشاء... لقد توفيت أم جهاد بعد أن أصيبت بحمى قاسية جداً... عذراً يا جهاد... ولكن لا يسعني إلا أن أخبرك... فإنا لله وإنا إليه راجعون... أم إحسان...

وهنا لم تقدر ركبتاه على حمله فجلس على ساقيه والدموع تتدفق من عينيه... جهاد، هذا الرجل الصبور، الجلد، القوي، يبكي، ولم لا... أليست من ربته، وحضنته، وقاست لأجله، أليست من أهدته عمرها حتى يكبر...

لقد ودعها عندما رحل على أمل اللقاء... لم يعلم حينها أن ذلك الفراق سيكون أبدياً... فلكم اشتاق في سفره إلى لمسة من يدها تخفف عنه آلام رأسه... ولكم اشتاق إلى قبلة من شفتيها تعطيه القوة ليكمل مسيرة علمه.. ولكم اشتاق إلى ضمة بين ذراعيها تجدد له حياته... ولكنه الآن حرم حتى من رؤيتها...

يا إلهي... الحمى اللعينة... الويل لي... لماذا لم تخبرني بما أصابها؟!...حبيبتي يا أمي... سامحيني يا أمي أرجوك... لقد تعذبت كثيراً لأجل إسعادي... وتألمت كثيراً عند مرضي... وسهرت كثيراً على راحتي...أما أنا فقد غادرتك وتركتك تموتين وحيدة... كم أنت لئيم يا جهاد... سامحيني يا أمي...

وجد جهاد أنه لا بد من العودة إلى الوطن...فجميلة الآن أصبحت وحيدة... عليي أن أخبارها بالحقيقة... فالوضع الراهن لم يعد يحتمل الكتمان مطلقاً... وجميلة لم تعد فتاة صغيرة...

وبعد يومين أكمل جهاد ترتيبات سفره... وها هو الآن في طريق العودة إلى الوطن... كانت رحلة مؤلمة مجبولة بمرارة الفرقة وحرقة الموت... لم تفارق صورة أمه مخيلته...وكأن شريط حياته يمر من أمامه فيحاول انتزاع صورة أمه من مشاهده السريعة...

كانت لحظات مؤلمة... وصل جهاد إلى المنزل... طرق الباب طرقا خفيفاً... فتح الباب... لا بد أن هذه هي أم إحسان...
السلام عليك يا خالة.. أنت جهاد؟! أهلا بك يا عزيزي في منزلك... واغرورقت عيناها بالدموع... ترك جهاد الحقيبة من يده وانطلق إلى غرفة أمه... كان يعتقد أنه سيراها للمرة الأخيرة... ولكن يا للأسف لقد وارى التراب جسدها الطاهر... صار يتحسس أغراضها... يمسك بأشيائها وأثوابها القديمة... يشمها، يضمها، يقبلها... ويبكي... لقد كبر جهاد ولكنه الآن يبكي كالطفل الوضيع... أنت لم تموتي يا أمي... ما زلت حية في قلبي ما عشت يا حبيبتي...

كانت أم إحسان ترى ما يفعل جهاد... مسكينة هي الأخرى... فقدت أعز الناس عليها، واحداً تلو الآخر... لقد كانت أمك نعم الأخت يا جهاد... أحببتها كثيراً... صعب عليي فراقها جداً... أتدري؟ ما زلت أحس بوجودها معي...لا بد أنها مشتاقة إليك الآن ... دعنا نزور قبرها...

ذهب جهاد برفقة أم إحسان... لم يتذكر جميلة في تلك الأثناء... أو ربما ظن أنها جالسة بقرب أمه... بقرب من ربتها وحضنتها، وخلصتها من حياة البؤس التي كانت ستعيشها لولا حنان أم جهاد وعطفها...

السلام عليك يا أمي... وانحنى جهاد على قبرها يقبل ثراه الطاهر ويبكي... ليتني كنت مكانك الآن يا أمي... سامحيني أرجوك... اللهم ارحمها وتلطف بها يا رب... اللهم جازها بالإحسان إحسانا... وبالمعصية عفواً وغفرانها... اللهم خفف عنها عذاب القبر... اللهم اجعل لها في قبرها أنيساً إلى يوم القيامة... لا يسعني إلا الدعاء لك يا حبيبتي... فأنت الآن في ذمة أرحم الراحمين... ثم قرأ الفاتحة لروحها الطاهرة...

وفي طريق العودة إلى المنزل، سأل جهاد أم إحسان: أين جميلة؟! لم أرها أبداً... حسن يا جهاد سوف أخبرك بالحقيقة ... وأخذت أم إحسان تحدثه بكل ما جرى معها في تلك الأوقات العصيبة... وبعد أن أنتهت أم إحسان كلامها أيقن جهاد أنه فقد في آن واحد أعز الناس على قلبه... لم يبق له في هذه الدنيا أحداً...

تساؤلات كثيرة جالت في خاطره... ترى أين هي جميلة؟ لماذا فعلت ذلك... كيف تركت أمي تموت وحيدة؟... هل ما زالت على قيد الحياة أم ماتت هي الأخرى؟!لا ... لا... لا بد أن أجدها...لم يبق لي من حياتي سوى هذا الخيط أتمسك به... لن أفقد الأمل... فقد بذلت الكثير لأجلها.. لن أيأس أبداً... جميلة لي وستظل لي... وتوجه إلى الله بدعاء نابع من قلبه الحزين: اللهم كما جمعتني بجميلة في البداية... إجمعني بها مجدداً... أنت ولي ذلك والقادر عليه...

عزم جهاد البحث عن جميلة... أخبر عن إسمها وصفاتها لدى الجهات الرسمية... ولم يكتف بذلك، جاب شوارع الأحياء البعيدة والقريبة... سأل المارة... طرق الأبواب... جاب الحقول والبراري عله يجد لها أثراً... ولكن كان قد فات الأوان... فالرجل الذي وجد جميلة قد تباناها وسماها بغير اسمها... فجميلة لم تفصح له عن اسمها... ولكن الضرورة لعلاجها في الخارج هي ما أجبره على فعل ذلك... لقد سماها غادة وهو أيضا اسم يليق بها... وهي الآن في طريقها إلى أمريكا مع ذلك الرجل الطيب وزوجته لتلقي العلاج هناك علها تتخلص من أزمتها النفسية... فلم يستطع أن يرم بهذه الحسناء في مشفى الأمراض العقلية... أراد أن يكسب بمساعدتها الأجر والثواب عند الله...

وللقصة تتمة

أمين أحمد الحاج محمد
11-02-2011, 08:26 PM
أول شي كان جهاد لازم يعمل سيرش عالجوجل قبل ما ينهزم .....

تاني شي مانا حلوة منك أبداً علقتينا بجميلة وبالآخر طلعتيلنا هيه غادة ... شو الحلقة الجاية شإسما افتكار .... أرجوك كفى عذاب تنحي وريحينا ... لحو مبارك تنحى ....

أم أحمد القلموني
15-02-2011, 05:20 AM
ها قد انقضت ثلاثة أشهر بأيامها ولياليها وجهاد ما زال يبحث عن جميلة... وفي صباح أحد الأيام ... تصله رسالة ... يا إلهي إنها من المستشفى... كانت رسالة تحذير ....


إن المهلة المسموحة بالغياب عن التدريب العملي (الإجازة) قد انتهت فإن لم تعاود التدريب في غضون خمسة أيام فستضطر المستشفى إلى إلغائك من الفصل الحالي


كان وقع الرسالة شديداً جداً على جهاد ... الآن هو مخير بين أمرين أحلاهما مرّ... كيف سيعود من دون جميلة؟! كيف سيبقى ويضيع على نفسه فصلاً بأكمله؟! وقع جهاد في حيرة كبيرة من أمره ...


استشار أم إحسان فنصحته بالسفر... صلى صلاة الاستخارة ثم وكل أمره إلى الله ... ودّع أم إحسان ولم ينس أن يزور الصخرة التي كان عليها آخر لقاء له بجميلة وهي بنت ثمان سنين ... تذكر ذلك اللقاء بكل حذافيره وكأنه يعيشه مرّةً أخرى ... صار الدمع يسيل من عينيه بغير قصد ... لقد فقد كل شيء ... كانت آماله تكبر ... أما الآن ... فلقد تبددت كل أحلامه ... فلم يعد مبالياً بشيء... لم يعد هناك ما يضحك ... لم يعد هناك ما يبكي ... لم يعد هناك ما يفرح ... لم يعد هناك ما يؤلم ... حلو الحياة ومرّها صار عنده سيّان...




وصل جهاد إلى أمريكا قبل انقضاء المهلة التحذيرية ... كانت تنتظره هناك أيضاً هموم كثيرة ولكن من نوع آخر ...




كانت جميلة في تلك الأثناء تتلقى العلاج في نفس المشفى الذي يدرس فيه جهاد ... كان الرجل الطيب قد حجز لها في أفضل غرفة على الإطلاق ولم تغادرها زوجته مطلقاً... كانت تعتني بها وترعاها رعايةً تامّة ... أما جميلة المسكينة فلم تكن تبد تحسناً... كانت المهدآت تجعلها تنام نوماً عميقاً... ولكنها عندما تستيقظ ... لم تكن تع شيئاً ... كانت لا تتقبل أحداً ... تصرخ بوجه الجميع ... ثم إن النوبات العصبية القوية كانت تتكرر معها كثيراً... كانت نوبات أشبه بالجنون...




وهنا كانت الصدفة بأن الطبيب الذي يعالج جميلة هو نفسه الطبيب الذي يدرس جهاد على يديه في هذا الفصل... فجهاد كان قد اختار طب الأمراض العصبية كاختصاص له...


كان جهاد يطّلع على ملفات المرضى لديه ويعاينهم برفقة الطبيب ليدرس حالاتهم ويتابع طريقته في العلاج...




كان الطبيب سعيداً جداً من أداء جهاد واستيعابه السريع وقدرته على الحفظ والتركيز والفهم والتشخيص... فأطلعه على جميع حالات المرضى لديه ... قال له يوماً لقد وصلتنا مؤخراً حالة من أصعب الحالات العصبية التي مرّت عليّ... إنها بنت في مقتبل العمر ... والداها في عمر متقدم وليس لديهما سواها... قالا أنها فجأةً وقعت في أزمة عصبية ولم يعلما لماذا... ما زالت إلى الآن حالتها غامضة قليلاً بالنسبة لي... فقد مضى ما يقارب الثلاثة أشهر على علاجها ولكنها لا تبدي أي تحسّن... دعنا نذهب لنعاينها...




دخل جهاد برفقة الطبيب إلى غرفتها ... كانت جالسة ولكنها في حالة من الارتعاش والرجل الطيب وزوجته بجانبها ...




مرحباً! كيف هي الآن؟! ... سأل الطبيب ... أما جهاد فما إن نظر إليها حتى اضطربت نفسه... ولم يعد يستطيع أن يبعد عينيه عنها... يا إلهي ... إنها تشبهها... نعم تشبهها كثيراً ... هذه عيناها ... هذا أنفها ... هذا فمها ... نعم إنها هي... لا ... ماذا حلّ بي ... لا بد أني أتوهم ... لقد سلبت جميلة مخيلتي ... اللعنة على الشيطان ...




اقترب الطبيب منها وأمسك بيدها وأخذ يسألها بعض الأسئلة... عندها بدأ الارتعاش بالتطور ... وقف جهاد مصدوماً ... بدأت بالصراخ وانتفضت من الفراش محاولة الهرب ... حينها أشار الطبيب إلى جهاد بإمساكها من اليد الأخرى ففعل ... أمسك الرجل الطيب بقدميها ... أما زوجته فنادت على عدد من الممرضين والممرضات ... كان الجميع في حالة استنفار ... فجميلة تصرخ بشدة ... وتقاوم بكل قوتها ... محاولة نزع يديها ورجليها ... كانت تدير رأسها يمنةً ويسرةً ... وإذ بجهاد يلمح في عنقها شامة بشكل زهرة تماماً كالتي في عنق جميلة ... ومن دون أن يشعر صاح بصوت عال جميلة... جميلة... وهنا توقفت جميلة عن الحركة ... كانت صدمةً لها فمنذ فترة طويلة لم ينادها أحد بهذا الاسم... أخذت تنظر إليه نظرات استغراب ...وساد الصمت المكان... لم يدر أحد لماذا؟!!!!!!!!!!




وللقصة تتمة

أمين أحمد الحاج محمد
15-02-2011, 05:33 AM
رجعنا ورجعوا حبايبنا ...

يعني بدي علق لأنو ما فيني ... القصة مشوقة وأحداثها واقعية وخصوصاً انو الأخ جهاد بارك الله في وجزاه الله كل خير إستخار ومن ثم توجه نحو صخرة الآلام ونسي انو أمو اللي ربتو وحملتو ببطنا تسع تشهر ما طلعلا يروح ويقرالها الفاتحة عقبرا ... منرجع منعيد استشهادنا بالأغنية " غريبة الناس "

اييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه آ والله غريبة الناس ....

ولك منيح انو الواحد يحب واحدة بس منو لدرجة انو ينسى أمو ....

بعدين ما دام جهاد ما بقا فرقانا معو شي ليش عجل وركب اول طيارة وترك كمان هو التاني جميلة ضايعة ... بس صحيح قلب العاشق دليلو يمكن كان حاسس انو بدو يلقيها بالمستشفى محل ما بيشتغل ....

يالله ان شاء الله تكون النهاية سعيدة مو متل الأفلام المصرية بيموتو كل الممثلين ولك حتى الجمهور بيموت بالآخر .....

الشامي
15-02-2011, 09:34 PM
حلو حلو ... ناطرين لنشوف شو بدو يصير ... يعني أنا فكرت رح تمطمط أكتر ... بس شكلو عرفها ... ايييييييييه ...

أم أحمد القلموني
20-02-2011, 12:50 PM
نظرات لا يفهم ما المراد من ورائها جميلة وجهاد كل منهما يحدق في الآخر عله يرى فيه أو يلمح منه شيئاً من الماضي الذي طالما اشتاق إليه جهاد والذي كرهته جميلة وحقدت عليه كل الحقد....

أما الطبيب وجميع الممرضين فلم يفهموا شيئاً... كانوا ينظرون إليهما وعلامات التعجب بادية على وجوههم... ولكن الرجل الطيب أحس بقليل من الراحة فقد رأى أنه قد أمسك بطرف الخيط الذي يربط لغز تلك الفتاة المسكينة...

أنا جهاد يا جميلة... أنا أخوك... حدقت جميلة في عينيه وكأنها تريد قتله: أنت كاذب... أنت لست أخي... أنا وحيدة في هذا العالم... وهذا ليس أبي... إبتعدوا عني جميعاً... دعوني أهرب... دعوني أموت... وانتفضت من الفراش ولكن الجميع أمسك بها إلا جهاد...

فقد وقف أسير أفكاره... لقد بدا له الآن لماذا هربت جميلة إذاَ... لقد علمت الحقيقة... ولكن حبل أفكاره انقطع بكلامها... كانت تصرخ متحدثة إليه: لماذا انتشلتني من الشارع ... ماذا تريد مني؟! أليست أمي هي من ألقت بي لأموت وتأكلني الوحوش... إنها حرة... لقد حكمت علي بالإعدام منذ صغري... حاكمتني بذنبها... حاكمتني بذنب لم أقترفه بيدي... قضت على طفولتي وبراءتي... لو لم تفعل أنت ذلك لكنت الآن في عداد الأموات مرتاحة من شر الدنيا كله... البشر مجرمون... دعوني أعمل ما يحلو لي... لا علاقة لكم بي... أتركووووووووووني... كانت تقول هذه الكلمات وهي تقاوم أربعة رجال يحاولون إمساكها...

جهاد المسكين... وقف مندهشاً من هول ما يسمعه ويراه... أحس أن قلبه يقتلع من مكانه مع كل نفس يخرج من صدرها... أهذه جميلة؟! هل آل بها الحال إلى هذا الحد؟ يا إلهي كيف السبيل للخروج من هذه الأزمة؟

أشار الطبيب إلى وجوب إعطاء جميلة إبرة دواء لتهدئتها... خرج الجميع من الغرفة بعد أن غطت جميلة في نوم عميق...

دخل الطبيب برفقة جهاد والرجل الطيب إلى غرفته و استفسر منهم عن القصة...فهو لم يفهم الحديث الذي دار بينهما والكلام الذي كانت تتلفظ به جميلة... وبعد انتهاء الكلام... طمأنهم الطبيب بأن هذه الأزمة ستزول عنها بإذن الله ولكنها ستحتاج قليلاً من الوقت وكثيراً من العناية لتخرج منها بشكل صحيح...


وللقصة تتمة

أمين أحمد الحاج محمد
20-02-2011, 04:57 PM
يا معتر يا جهاد سنين وايام راحت وما حدا ممنون .... والله صعبة يا زلمة ... اييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه قولت الشامي .... بس لا بد ترجع الموية لمجاريرها ... طالما المعلم علقلو موجود فما حدا يعتل هم ...

لنشوف شبدا تعمل الاخت أم أحمد هالمرة رح تهربا من المستشفى كمان

نظالب قوى الأمن بمراقبة المستشفى مراقبة مشددة

ودووووووع اسامة خوتت جميلة .... طق وفقاع

أسامة طوط
20-02-2011, 09:06 PM
حسيت ........ وكأني عم إتفرج عفيلم ... لإيميلي روز !!!!!

اه والله يا أمين ..... لدرجة إنو هالشي أثر سلبا على إمتحاناتي الجامعية !!

بعدين هذه الظروف التي تمر بها جميلة هي على الأرجح ... عملية للتخلص من " غادة " وبكرا بتصير تمام التمام !@!

تتمة القصة : تهرب جميلة من المستشفى وتنتقل لجهة مجهولة على الحدود ليتم بعد ذلك نقلها بطريقة غير شرعية إلى " ميانمار

ويشعر جهاد بعد عدة سنوات من اليأس لأنه لم يعثر عليها !!!!!

فجأة ، يصاب رئيس ميانمار بأزمة صحية ، تستدعي طبيبا ماهرا ، وكان وقع الإختيار على جهاد ، امهر الأطباء


يذهب جهاد إلى ميانمار - وعند المطار يصعق لرؤية غادة التي كانت تنوي السفر إلى " هنولولو " ولكنه استطاع ان يقنعها بالعدول عن ذلك والعودة إلى الصخرة التي كانو يتسامرون عليها

تحولت غادة إلى جميلة ، وذهبت مع جهاد !!!


ومات الرئيس الميانماري !!!!
*

أم أحمد القلموني
21-02-2011, 08:16 PM
أنا أشكر الأخ أسامة طوط على هذه الخاتمة المؤثرة...بارك الله في... مبآ في داعي لكن كفيلكن الأصة...
بس عندي تعليق بسيط... هي جميلة متل الرجل الحديدي يعني ( غرندايزر ودوك فليت)... ساعة بتتحول على غادة وساعة بتتحول على جميلة...
عدنو أهم شي الواحد يكون بيإدر يتحول!!!
أما بالنسبة للأخ أبو أحمد فمنأللو ما تخاف على جميلة... كللو خير بإذن الله... إنتو دعولا وبس...

Nader 3:16
22-02-2011, 03:14 AM
السلام عليكم
بإنتظار التتمة
ونرجو فتح المجال للنقد الفني للقصة.

وكمانا نطلب من الاخ امين موء يكتب من اسم غيرو.(دووووووووووووع)

أم أحمد القلموني
25-02-2011, 03:59 PM
بعد طول غياب وبعد بحث دام شهوراً عديدة... إلتقى جهاد بجميلة... ولكن ليس على الصورة المتوقعة... لقد انتظر جهاد للقياها ما يقارب الثمان سنوات... كان خلالها يكد ويجد ويتعب من أجل تأمين حياة سعيدة لأمه ولفتاة أحلامه...ليرى بعد ذلك أن كل شيء قد تبدد في لحظة واحدة... فأمه قد غادرت إلى عالم الغيب... وأما جميلة فلم يجد فيها جميلة التي يعرفها... لقد كان طيفها يلازمه أينما اتجه... فقد سكنت قلبه وعقله طيلة السنين التي قضاها في المهجر... لم تغادرهما لحظة واحدة... كان يحس بها في كل أحيانه...

أما الآن فماذا حل به؟... لقد خطت رؤية جميلة في قلبه جرحاً عميقاً من الصعب أن يلتئم...

عاد جهاد إلى مسكنه بعد انتهاء النهار الحافل بالمفاجآت المفجعة... لم يستطع أن يزور جميلة قبل ذهابه... لم يدر لماذا؟...بالرغم من أن قلبه كان يتقطع لرؤيتها... إلا أن الإحساس بالعجز تجاه ما تعانيه قد أسره عن ذلك...

ارتمى جهاد على فراشه وأخذ يبكي كالطفل الصغير... جميلة!... حبيبتي... لماذا تفعلين ذلك؟... هل حقاً جننت؟!... لا أرجوكم لا تقولوا ذلك... لا أستطيع أن أعيش من دونك يا عزيزتي... لم أعد أملك من هذه الدنيا سواك...

أنا لن أتحمل أن أراك هكذا... كان يقول هذه الكلمات والدمع لا يفارق وجنتيه... صمت قليلاً... ثم انتفض واقفاً ممسكاً بوسادته ولسان حاله يقول أنا لن أيأس أبداً... لن أدعك وحيدةً مهما كلفني ذلك... فكما أنقذتك في الماضي وقاصيت من أجلك... فإني سأجدد اليوم هذا العهد على نفسي... فأنت الآن في حاجتي من أكثر أي وقت مضى... سأظل إلى جانبك حتى أخفف عنك... ولو كلفني ذلك كل ما تبقى من أيام حياتي... إن الوقت الذي ضيعته من دونك ليس من عمري.. أما الآن فها أنا ذا أعيش مجدداً لأنني أصبحت قريباً منك... أجل... عسى أن يأتي الأمل بعد كل هذا الألم...

في تلك الليلة... لم يعرف النوم إلى عينيه سبيلاً... كيف أنام وجميلة طريحة فراش المشفى... توضأ وصلى ما شا الله له أن يصلي... ملجئاً أكف الضراعة إلى الله عز وجل... عسى أن يخفف عن جميلة هذا المصاب ويقذف السكينة في قلبها وعقلها... ثم غط في نوم عميق وهو ساجد...

وللقصة تتمة

الشامي
26-02-2011, 06:53 PM
وبعدين؟

ناطرين لا تطولي...

أمين أحمد الحاج محمد
01-03-2011, 10:37 PM
الرجاء قراءة المشاركة باللغة الطرابلسية حتى تعم الفائدة

يا حبيبي بلش الغزل

بدك يا معلمي يلتقي اخوى لجمول ويطلع من باب الرمل معلمي ...

ويشوفو لجهاد هو وعم يحط ايدو عليا يا محمد العربي ... وبيبلش ساعتا الأتال .... والشفر والمواس السبع تقات ... وبيجيبا للشلة وبيجيبوا العدة وبينطروا للمنظوم جهاد تحت المستشفى وأتال يا معلمي

آ خرجو ... لكان ... اللي بيحب النبي يضرب ...

ودووووووووووووووووووووووع يا اوس ..... بركا ان شاء الله بيلحقلا اتال لجميلة كمان .....

أم أحمد القلموني
08-03-2011, 01:34 AM
في تلك الليلة لم يعرف النوم إلى عينيه سبيلاً... دقت الساعة السابعة فانتفض عن الأرض وكأن موعداً هاماً بانتطاره... أنهى تحضيراته الصباحية سريعاُ ثم توجه إلى المستشفى...استأذن بالدخول إلى غرفة جميلة... كانت زوجة الرجل الطيب تجلس إلى جانبها... أهلاً بك يا دكتور جهاد... قالتها وهي تمسك بيد جميلة... فأفلتت جميلة يدها بسرعة وبدا عليها الإضطراب...



كيف حالها اليوم ... أهي بخير؟ الحمد لله... ما زالت على حالها بعض الشيء...اقترب جهاد من السرير فوجدها مستيقظة... تبسم في وجهها ثم قال... كيف حالك اليوم؟... لم تجب جميلة بشيء... ما شاء الله! تبدين بصحة جيدة...



جلس على كرسي بجانب السرير...حاولت جميلة أن لا تنظر إليه، لقد اكتفت بسماع ما يقوله فقط... ثم بدأ يحدثها: هل تعلمين يا جميلة كم أمضيت من الوقت بحثاً عنك؟... خمسة أشهر... وكان آخر مكان توقعت أن أجدك فيه هو هذا المكان... وخاصة هنا في أمريكا... ولكن ليس مهماً... المهم هو أنني التقيت بك بعد طول انتظار...



كانت جميلة تسمع تلك الكلمات وذاكرتها تحلق في الماضي، أيام كانت هي وجهاد في بيت واحد يغمره الحب والسكينة...ما زال جهاد هو نفسه الذي أعرفه ... كلام هادئ وطبع حنون... المسكين يبحث عن بائسة مثلي... أنا لم أعد جميلة التي يعرفها...أنا إنسانة شريدة لا تنتظر سوى لحد يحويها وقبر يؤويها...



تحدث جهاد كثيراً أما هي فلم تتفوه بكلمة واحدة... أخبرها عن سنين الدراسة التي أمضاها في الغربة بعيداً عنها وكيف أنه كان يذكرها في كل لحظة... أراد من ذلك أن يعيد لها الثقة في نفسها... فتعلم أنها ليست وحيدة في هذا العالم ... وأن هناك من يهتم بها أشد الاهتمام ويحبها أشد المحبة...

لقد توقع جهاد منها الصمت... ففي حالتها يصعب على الإنسان أن يترجم ما يجول في رأسه من أفكار حتى ولو بعبارات بسيطة...



هم جهاد بالخروج... أراك لاحقاً يا جميلة... فلدي عمل كثير الآن... فتح الباب وإذ بصوت رقيق مس شغاف قلبه... "جهاد انتظر"... إنها جميلة... في هذه اللحظة غمرته سعادة لا توصف... لم يدر ما فعل به ذلك الصوت... عاد مسرعاً... هل ناديتني؟... فوجدها قد جلست في الفراش شعرها الأشقر يتدلى فوق كتفيها... عيناها تنظران إلى الأسفل... لماذا لم تدعني ملقاة في الطريق؟... أليست أمي هي من ألقت بي هناك؟...



تعجب جهاد من سؤالها... ولكنه أجابها قائلاً: وماذا كنت تريدين مني أن أفعل؟إني لو وجدت عصفوراً لأخذته واعتنيت به... فما بالك إن وجدت طفلة؟! لو كنت مكاني ماذا كنت فاعلة؟! ثم من قال لك أن أمك هي من ألقت بك في الطريق... ربما كان ذلك فعل مجرم قد أراد بك وبأمك مكروهاً... ما يدريك؟!... وما يدرينا نحن ... إنا لم نر شيئاً يثبت ما تقولين... أيعقل لأم أن ترمي بفتاتها الصغيرة... إني لا أظن ذلك... فلا شيء في الدنيا أحن من قلب الأم على وليدها يا جميلة... أرجوك أطردي تلك الأفكار من رأسك... إنها وساوس شيطان تضر ولا تنفع... عودي إلى رشدك وفكري ملياً بحياتك من جانبها الإجابي لا السلبي... وستكتشفين بنفسك صحة ما أقوله لك...



لقد كان وقع تلك الكلمات ثقيلاً على قلبها هكذا دفعة واحدة... فارتمت على الفراش مغمىً عليها من دون حراك...










وللقصة تتمة....

أم أحمد القلموني
13-03-2011, 01:26 PM
في هذه الأثناء كان الطبيب داخلاً إلى الغرفة فأخبره جهاد بما حصل... لا بأس ... بما أنها تحدثت معك فهذا يعني أنها في تحسن... دعها ترتاح اليوم ثم عد غداً واطمئن عليها... أريد أن أرى إن كانت سوف تسأل عنك عندما تستيقظ...


أقبلت نحوها زوجة الرجل الطيب.. ثم أمسكت بيدها وقبلتها... والدمع ينهمر من عينيها لما سمعته من حديث جهاد... ولما تراه من حال جميلة... في كل يوم تحس أنها تتعلق بها أكثر فأكثر... هذه المرأة التي ناهزت الخمسين ولم ترزق بأولاد، باتت تحس بأن حب جميلة هذه الفتاة البريئة، قد ملأ قلبها واحتل منه كل موقع...


توالت الأيام وتوالت معها زيارات جهاد لجميلة... كان خلالها حال جميلة يتحول إلى الأحسن بشكل ملحوظ... إلى أن شفيت تماماً لله الحمد والمنة...
خرجت جميلة من المستشفى بعد أن مكثت فيها ما يقارب النصف عام... وذهبت مع الرجل الطيب وزوجته إلى منزلهما الذي لا يبعد إلا القليل عن مسكن جهاد...


كم كانت فرحة الرجل الطيب وزوجته كبيرة بشفاء جميلة... فبالرغم من المصاريف الباهظة التي دفعاها للمستشفى إلا أن رؤية جميلة في صحة جيدة كانت أغلى على قلبيهما من كل ذلك...


وحانت اللحظة التي طالما انتظرها جهاد... ها هي جميلة تعود رائعة كالوردة... جذابة كالقمر... كلامها عذب... وحركاتها ناعمة هادئة... لطالما أحبها وجاهد من أجلها... لطالما صبر على بعدها وعلى مرضها... أما الآن فهو يحبها أكثر من أي وقت مضى... لا يستطيع أن يمضي يوماً من دون أن يراها... فكان يزورها في بيت الرجل الطيب كل يوم... ولكنه لم يفصح لها عن ما يدور في باله مراعاةً منه لما كان بها من حالة نفسية صعبة...


ولكن زوجة الرجل الطيب كانت تحس بما يعتمل في قلبه... وكانت ترى أن لا أحد يستطيع أن يحافظ على جميلة ويصونها كجهاد... كانت ترى أن شغفه بها قد فاق كل الحدود... فقررت أن تصارحه بأن يتقدم لخطبتها...


كم كانت فرحة جهاد غامرة عندما سمع هذا الكلام من زوجة الرجل الطيب... ولكنه أجابها: أنا قلق جداً بشأن جميلة وأخاف أن لا تتقبل ذلك االأمر... لا عليك يا جهاد... أنا سوف أتحدث إليها وأحاول إقناعها إن هي رفضت... مع أني لا أظن بأنها سترفض...



وللقصة تتمة

الشامي
13-03-2011, 09:49 PM
أها الحمد لله .... هانت ...

أمين أحمد الحاج محمد
18-03-2011, 02:05 AM
أنا بتصور إنا هالمرة رح تهرب لعند أبو سياف وتقلوا يخطفها كرهينة ...

ويتصل بالرجال الغني اللي حكمها ويطلب منو مبلغ فدية ....

وهون جهاد بياخد تختها اللي بالمستشفى اللي بيحكم فيها لأنو ما بيعاد في يوقف عإجري ....

الله وكيلك شغلتولنا شركة ميموزا بهالقصة ....

لحق عتمخيط وبكاء ....

بس ان شاء الله تكون النهاية سعيدة وجميلة وحسنة ورواء وابتهاج واكتمال .....وام محمود

أم أحمد القلموني
04-04-2011, 01:45 AM
صارحت زوجة الرجل الطيب جميلة بالأمر، فتفاجأت جداً من ردها... لقد كان رداً حكيماً يدل على أن جميلة بنت واعية ومتفهمة...وكأنها لم تمر بفترة من المرض النفسي الذي كاد أن يفقدها عقلها...


أجابتها جميلة: إن جهاد يا خالة يعني لي الكثير... لقد كان لي نعم الأخ، ونعم الرفيق، عوضني كل الحنان الذي شاءت الأقدار أن أفقده، حل محل الأب المضحي الذي يكد ويتعب ليؤمن لقمة العيش لأبناءه... حل محل الأم التي تهب كل الحنان والحب لعائلتها... لقد أحببته يا خالة منذ نعومة أظفاري، فأنا لم أعرف سواه شاباً في حياتي... كنت أرى فيه الدنيا كلها... والسعادة كلها... لم أتوقع أن أبعد عنه يوماً ما... ربما كانت معرفتي للحقيقة مرة وقاسية... أما الآن فأنا أشعر بسعادة بالغة لأنني لم أعد أختا لجهاد فحسب... ولكنني على مشارف أن أصبح شريكة حياته... وهذا أقل ما يمكن أن أقدمه إليه بأن أنزل عند رغبته وأقبل به زوجاً لي...


كم كانت سعادة جهاد غامرة عندما علم برد جميلة التي امتنعت عن رؤيته عندما أفصح عن رغبته بالزواج منها... ربما كان قصدها من ذلك أن يزداد الشوق بينهما... فما أجمل اللقاء بعد طول فراق...


رتب الرجل الطيب وزوجته مع جهاد الأمر وتم عقد القران... وحانت اللحظة التي طالما انتظرها جهاد... ومع كل شوقه لجميلة إلا أن لوعته لوجود أمه إلى جانبه في هذا الوقت كان يحتل جزءاً كبيراً من قلبه... إنها الوحيدة التي تفهمت مشاعره وربت له جميلة على الأخلاق التي يحبها، ضحت وقاست لأجلهما معاً... ثم رحلت وهي تفكر بأمرهما... ليتك الآن إلى جانبي... أقبل قدميك... وأنعم بالقرب منك... تضميني إلى صدرك الحاني وتقبلين جبيني تماماً كما كنت تفعلين عندما كنت طفلاً... حبيبتي يا أمي... ثم أغمض عينيه وراح يتذكر أيام الطفولة... فسال الدمع على وجنتيه...


وهو على هذه الحال... وإذ بأنامل ناعمة تمر على وجنته فتمسح دمعه... فتح عينيه وإذا به يرى عروساً بأجمل حلة... لم يعلم إن كان في حقيقة أم حلم... جميلة؟!...


لقد وجدها أخيراً... إن السعادة التي يعيشها الآن لا تقدر بثمن ... وهكذا التقى جهاد بفتاة أحلامه وسعد بقربها بعد طول انتظار...


طلبت جميلة إلى جهاد أن يسافرا لزيارة الوالدة أم جهاد... وهنا قلق جهاد كثيراً فهو لم يخبرها بعد بما جرى... فبعد تلك الحادثة الأليمة صار جهاد يتحاشى أن يحدثها بأشياء تحزنها... ولكن جميلة أصرت على السفر فلم يقدر أن يخالفها... وأخبرها بالحقيقة... بكت جميلة بكاءً شديداً على الأم الحنونة التي ربتها ومنحتها من الرعاية ما لا تستحقه... فأبت إلا أن تزور قبرها...


وهكذا قرر الجميع العودة إلى الوطن فالرجل الطيب وزروجته أصبحا لا يستطيعان الصبر على فراق جهاد وجميلة ... وكأن هذا الثنائي الرائع قد ملأ حياتهما أنساً ومحبة بعد عمر طويل...


كم كانت لحظات صعبة عندما وصلوا إلى قبر أم جهاد... كاد الصخر يبكي لبكاء جميلة وهي تقبل ثرى ذلك القبر الطاهر الذي ضم أحن فؤاد وأطيب قلب...وكذلك كان حال جهاد... ثم ذهبوا إلى المنزل... وهناك كانت أم إحسان تجلس على عتبة بابها... وحيدة كعادتها... المسكينة لم يعد هناك أحد بجوارها... كانت تفضل أن تصبح بجوار أم جهاد على هذه العزلة التي تعانيها...


تفاجأت أم إحسان وانتفضت وكأن الروح ارتدت إليها من جديد... جهاد!!! قبل جهاد يدها... وكأنه رأى في وجهها صورة أمه التي كانت صديقتها الحميمة... أما جميلة فانتظرت لترى إن كانت أم إحسان ستعرفها أم لا...


لم تعرفني بضيوفنا يا جهاد... هذه عروسي يا خالة وهذان والداها... أنظري جيداً هل تعرفينها من قبل؟... حدقت أم إحسان بوجه جميلة... لقد أحست أنها هي منذ أول نظرة ولكن ما جعلها تتردد في الإجابة هو وجود الوالدين ... وهنا قطعت جميلة عليها أفكارها وقالت: أنا جميلة يا خالة... ألا تذكرينني؟!... وتعانقتا والدمع يسيل من عينيهما حزناً وفرحاً في آن معاً...


دخل الجميع إلى المنزل... وهناك أخذ جهاد وجميلة يتبادلون الحديث عن ذكرياتهما فيه... دخلت جميلة إلى غرفتها وأخرجت صندوقاً من خزانتها... ثم أعطت جهاد جميع عقود الزهر التي صنعتها وخبأتها له في سفره...


وكان لا بد من زيارة الصخرة التي اشتاقت إليهما معاً... وهناك على تلك الصخرة تكرر المشهد نفسه... ولكن هذه المرة بسعادة عارمة... أتذكرين الحديث الذي دار بيننا يا عزيزتي على هذه الصخرة في يوم سفري... بصراحة لا... أما أنا فأذكر جيداً عندما قلت لي: لماذا لا تتزوجني أنت؟؟ لقد كنت طفلة بريئة... ضحكت جميلة وقالت وما أدراك ؟ ربما كنت جادة حينها!... لا تصدق أنا أمزح...ثم صنعت جميلة لجهاد أجمل عقد من الزهور تعبيراً منها عن تجدد الحب في قلبها... ثم انطلق الإثنان يتسابقان في الحقل تماماً كما كانا يفعلان في الصغر... كان جهاد يركض وأنفاسه تعلو ولكنها تقول: لحظات جميلة ... وأجمل ما فيها دائماً جميلة!


وهكذا عاش الإثنان حياة سعيدة ملؤها الحب والوئام والإيمان... وأنجبت جميلة لجهاد ولدان وبنتان وأكمل جهاد دراسته وكان طبيباً ناجحاً... أما الرجل الطيب وزوجته فقد وهبا جميع أموالهما لجهاد وجميلة وعاش الجميع في منزل الرجل الطيب حتى أم إحسان أصر الجميع على وجودها معهم...


إنتهت قصتي ... أتمنى أن تكون قد نالت إعجاب كل من قرأها... بانتظار ردودكم...

EVA
05-04-2011, 11:29 PM
رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـع ......قصّة تشوبها المآسي و تكلّلها نهاية سعيدة :)
جزاك الله خيرا أختي و سلمت يمينك :):d

أمين أحمد الحاج محمد
07-04-2011, 10:49 PM
بعد ان انتهت القصة وبعد المشاغبات الكثيرة التي قمت بها خلال الحلقات أجدني اليوم أخجل أن افعل فعلي السابق وأبوح بإعجابي الكبير بهذه القصة وبكل مشاهدها وأفكارها فبارك الله بك يا أم احمد وان شاء الله الى الأمام دوماً وبانتظار قصة جديدة مشوقة ومفيدة بإذن الله ....

الشامي
07-04-2011, 11:35 PM
بعد ان انتهت القصة وبعد المشاغبات الكثيرة التي قمت بها خلال الحلقات أجدني اليوم أخجل أن افعل فعلي السابق وأبوح بإعجابي الكبير بهذه القصة وبكل مشاهدها وأفكارها فبارك الله بك يا أم احمد وان شاء الله الى الأمام دوماً وبانتظار قصة جديدة مشوقة ومفيدة بإذن الله ....


السلام عليكم

شكلها أم أحمد اللي كاتبة المشاركة باسمك :)

الصراحة القصة حلوة ، صحيح فيها كتير عذابات ، بس بالآخر زبط كل شي :)

أمين أحمد الحاج محمد
09-04-2011, 12:21 AM
لا والله يا شامي انا اللي كتبتها لكفر عن خطاياي وذنوبي .... بركا بيرضوا عنا وعلينا .... الله يرضى علينا جميعاً

hajar
09-04-2011, 08:35 PM
ايوا يا خالتي منلك هالمواهب؟؟؟؟:p

بس عنجد قصة رائعة ...... و الحمدلله النهاية سعيدة

بتمني انو ما تقطعي المنتدي من ابداعاتك :)

ايمان
09-04-2011, 09:53 PM
الله اكبر قصة رائعة والحمدالله النهاية سعيدة

يلا ناطرين باقي القصص....

أم أحمد القلموني
24-04-2011, 09:02 PM
أشكر كل من وهب القليل من وقته لمتابعة هذه القصة وأشكر لكم تعليقاتكم التي لا تقدر عندي بثمن بل وأفرح جدا عندما أقرؤها... وان شاء الله يا إيمان تكرم عينك رح حط أصة غيرا ولو لم تكن من تأليفي... هلأ عم أقرأ أصص للكاتب القدير نجيب الكيلاني... بركة بكتبلكن منا كل مرة شوية...