المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و سقط القناع



Nader 3:16
28-01-2011, 04:15 AM
لم يكن يتصور يوماً ان يتراجع عن مبادئه ، و ان يسقط في هذا المستنقع العميق الذي لا خروج منه الا بكسر من نوع آخر.
لم يكن يتخيل ساعةً انّه من الممكن ان ينزلق و كان قد ثبّت قدميه جيداً في أرض اصوله التي لطالما نافح عنها امام اخوانه ،!
ولكنه اكتشف انّ نفسه الضعيفة وقلبه المتفطر قد خالف تصوراته العقليه ، فرجحت لغة القلب على لغة العقل.
ومن هنا تبدأ القصة.
دوكر الشاب الذي نشأ في طاعة الله ، حيث تربى في حلقات الدعوة ، وتخرج من معهد النبوّة ، من مساجد الله ، شاباً زُرعت في قلبه محبة الله و محبة الرسول عليه الصلاة و السلام و اقتداء الصراط المستقيم ، خُزّنت في سجلات عقله المفاهيم الاسلامية الصافية فأصبحت من ابجديات حياته اليومية داعياً اليها في البيت و المدرسة و الشارع ، فطوبى لمن ربّاه ذاك المعهد.
كان في مرحلة الثانوية ككل الشباب اصحاب الهمم العالية يتنقل بين صفحات كتاب الله ، كم كان يشعر بلذة عارمة تتملكه حين ينهي حفظ جزء من اجزاءه ، وكم كانت الفرحة تغمره كلما حفظ حديثاً من هدي النبوّة... واستمر على هذا النشاط ، فكانت حياته في هذه الفترة مليئة بما يفيد من دين و دنيا ...
كان دوكر اكثر ما يسحره ، منظر غروب الشمس حيث كان يجلس على شاطئ البحر يراقب قرص الشمس يهبط في البحر حتى يتوارى عن الانظار...ولسان حاله و مقاله " سبحان من أبدع هذا الكون" !
كان دوكر في تلك اللحظات الساحرة انساناً آخر ، فإنسجام حركات الجوارح من سمع و بصر مع العقل من مراقبة وتحليل يجسد ويركز في قلبه عقيدة التوحيد فيلهج لسانه بحمد الله و الثناء عليه ،"ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك"...
لم يكن دوكر من المميزين في الدراسة ولكنه كان شديد الحرص على النجاح في المدرسة و تحقيق نتائج مرضية له و لأهله ، فلم يعتقد يوماً انّ الدراسة قد تكون عائقاً للإلتزام الديني ، على العكس تماما فقد كان من قناعته انّ الشاب المسلم لا بد له ان يكون مميز في كل شيء على قدر طاقته التي منحه اياها الله عزّ وجلّ .....ومضت الايام سريعاً قضاها دوكر بتحصيل النفع متنقلا بين مجالس تحفها الملائكة ....
اصبح دوكر الآن الطالب الجامعي في فرع الرياضيات ،!
الجامعة مليئة بالتجاذبات الفكرية و العقائدية ، فكان لدوكر تحدياً له على الصعيد النفسي ، و اختبار عملي لما تلقاه في فترة شبابه من زخم فكري اسلامي أصيل...
كان يستغل اي فرصة لطرح فكرته الاسلامية و لو كانت في ابسط الاشياء (الأكل باليمين) ولطالما خاض في نقاشات مع اصحاب التيارات العلمانية حول جدوى حاكمية الاسلام و اجاد في هذه الحوارات حيث كان همه الدعوة الى الله و ترقيق القلوب لا العناد و الافحام و الانتصار للنفس.
الكتلة الإسلامية في الجامعة كانت تضم جمعاً من الشباب و البنات ممن تعاهدوا عن نشر الدعوة في وسط الجامعة بشكل منظّم ،!
رغم انّه كان في بداية الأمر يعارض فكرة مشاركة الفتيات في العمل بهذا الشكل لما يترتب عليها من محظورات في نظره ، فقد كان لا بد من لقاءات بين الجنسين في سبيل انجاح العمل...لكنه رضخ للأمر بعد ان احسّ بحاجة العمل المنظّم ، وأنّ العمل الاسلامي ليس حكراً على جنس دون الآخر.
كان دوكر يفضل عدم المشاركة في اللقاءات ، و ثبت على رأيه و أثبت انّه رجل والرجال قليل (منشان وسيم هادَيْ ، في غيرو رجال).
كان دوكر قد بنى علاقته مع الجنس الآخر على اساس انّ الكلام و التعامل معهنّ هو في حدود ما يلزم -فلم يكن يجد حرج في السؤال او الكلام في الدراسة في حدود الادب- ولطالما استنكر على بعض زملائه تعلقهم بفتيات في الجامعة والكلام معهنّ على اساس الخطبة ولم يكن يرى انّ هذه الطريقة شرعية ، وانها لا تليق بشاب وفتاة ضمن دائرة الملتزمين ...
الى ان حصل له أمر لم يكن في الحسبان ،،!
في يوم من الأيام وبينما كان ينتظر صديقه من ان يخرج من اجتماع مع العنصر النسائي اذ وقعت عينه على فتاة يزينها جلباب ساحر يصدق فيها قوله تعالى (تمشي على استحياء)
نظرة واحدة كانت كفيلة ان تسقط جميع دفاعاته التي بناها ، احسّ بإزدياد في نبضات قلبه التي أخذت بالتسارع بشكل exponentiel ، لم يستطع ان يفسّر ما يحصل له ،!
ما الذي حصل؟
حاول ان يصرف نظره ، لكنه لم يستطع...!
في تلك الليلة لم يفارق طيفها مخيلته ، حاول ان ينسى وان يعيد حساباته قبل ان يقدم على شيء يخالف أصوله.
لم يستطع ان يفسر هذه الحالة العارضة التي بدأت تزحف بثقلها الى القلب و تلغي شيئاً فشيئاً حسابات العقل ،!
هل يحدث صديقه و اخاه فيما يختلج قلبه من مشاعر تجاه الفتاة؟
هل يكلمها مباشرةً ؟
انا لست ألعب ، و هذه المشاعر شيء طبيعي ، فأنا أصبحت في عمر يسمح لي بالخطبة.
عاش دوامة من التناقضات عصفت في عقله خالطتها لغة القلب بشكل عجيب ولكنّ دوكر لم يكن يريد ليخرج من أصوله و ثوابته التي لطالما لام اخوانه في الخروج عنها .....ولكنه أحسّ في نفس الوقت بميل عاطفي تجاه الفتاة.
زادت حيرته و تخبطه في تناقضاته!
جلس يوماً عند الغروب كعادته يسترجع ايام نشاطه و همته العالية التي بدأت بالتراجع بعد هذا العارض العاطفي المفاجئ الذي طرق باب القلب داخلا بلا استئذان....سقطت من عينية دمعات خطت أخاديداً على وجهه ، وراحت النفس اللوامة تلوم صاحبها..وتعاتبه.
قرر دوكر عدم الصعود للجامعة من الآن فصاعداً علّ البعاد ينسيه شيئاً من هذا العَرَضْ.!
دوكر لم يصرح بهذه المشاعر لاحد من قبل ، وكان يضبط نفسه كي لا يلفت انتباه احد...
لكن الى متى ؟
وكيف؟
المصارحة..النسيان...!
عنوانان كانا شعار المرحلة العاطفية التي عاشها دوكر..رغم انو بيني وبينكم (دوكر ما بدو ينسى)!

A7MAD
28-01-2011, 04:27 AM
حلوة حلوو حلوة

ما شاء الله اسلوب حلو ... وحبكة حلوة ... والأهم الفكرة خطييييرة

ما بقول غير شغلة

وككم من تلميذ فاق استاذه

يسلمووووووووا

الزاهر
28-01-2011, 12:50 PM
انت اكيد يا نادر انو عم يدرس رياضيات ؟
ليش حاسس انو عم يدرس شيميا انا ؟

Nader 3:16
28-01-2011, 01:01 PM
انت اكيد يا نادر انو عم يدرس رياضيات ؟
ليش حاسس انو عم يدرس شيميا انا ؟

لأنك إنسان ضويع.:o

للقصة تتمة ..بس لنشوف شبدو يصير مع دوكر...هل يجرؤ على المصارحة كما فعل من يدعي انه الرجل الوحيد في الضيعة؟

Nader 3:16
28-01-2011, 01:02 PM
حلوة حلوو حلوة

ما شاء الله اسلوب حلو ... وحبكة حلوة ... والأهم الفكرة خطييييرة

ما بقول غير شغلة

وككم من تلميذ فاق استاذه

يسلمووووووووا

اهلين بالأخ أحمد ...ولا ما تقوم انتا دوكر؟
شعم تدرس انتا؟

وسيم أحمد الفلو
28-01-2011, 02:24 PM
هلأ كلكن عمتقلدو الأرسينيك

بعد الأرسينيك مفيي كتاب، فيا نادر دلك بالشيمي وتروك الأدب لأهلو

Nader 3:16
28-01-2011, 03:53 PM
هلأ كلكن عمتقلدو الأرسينيك

بعد الأرسينيك مفيي كتاب، فيا نادر دلك بالشيمي وتروك الأدب لأهلو


أخ وسيم فلو ، انا افتخر اني تلميذ عند الارسنيك ، و كلانا يفتخر بإنتسابه للّجنة العظمى تحت قيادة الدكتور المهندس القائد الاعلى حفظه الله.
ومحاولتك المكشوفه هذه للإيقاع بين القيادات مصيرها الفشل.

بس شرأيك بالؤصة؟ لو كنت محل دوكر شبتعمل؟

عمار الفلو
28-01-2011, 04:16 PM
أخ وسيم فلو ، انا افتخر اني تلميذ عند الارسنيك ، و كلانا يفتخر بإنتسابه للّجنة العظمى تحت قيادة الدكتور المهندس القائد الاعلى حفظه الله.
ومحاولتك المكشوفه هذه للإيقاع بين القيادات مصيرها الفشل.

بس شرأيك بالؤصة؟ لو كنت محل دوكر شبتعمل؟
يحكيها و يتكل على الله .. مبدو يعرف رأيها كمان !!!

ramo
28-01-2011, 05:12 PM
عاش دوامة من التناقضات عصفت في عقله خالطتها لغة القلب بشكل عجيب ولكنّ دوكر لم يكن يريد ليخرج من أصوله و ثوابته التي لطالما لام اخوانه في الخروج عنها .....ولكنه أحسّ في نفس الوقت بميل عاطفي تجاه الفتاة.

كيف ناقضت الأمرين ؟؟
مش ضروري إذا حبّ البنت إنّو يتنازل عن مبادئو الإسلاميّة يليّ تربّى عليها !!!
أنا من رأي الأخ عمّار , يتوكّل على الله سبحانه وتعالى ويصارحها
قصّة جميلة , بارك الله بكم :1 (20):

Nader 3:16
29-01-2011, 12:16 AM
لم يكن دوكر يريد ان يتجرد من فلسفته السلفية التي تستمد قواعدها من فهم سلف الأمة رضوان الله عليهم !
فبنظره ان الطريقة الصحيحة للخطبة لا تكون بالتوجه للفتاة مباشرةً وانما ان يبعث احداً ليجسّ النبض قبل الاتيان بأي حركة.
كان بعمر العشرينات و بعمر يسمح له بالخطبة كما اسلفنا ، لكنّ الطريق امامه طويل بعض الشيء لإكمال علمه و ايجاد عمل و تأمين مستلزمات الزواج ! فالخطبة وربط الفتاة بمصير يجهله بسبب سوء وضع البلد الاقتصادي كان يقلقه....

استمر دوكر في حبّه المبطّن وكان يتعرف على خصال الفتاة بشكل مباشر وغير مباشر ، فقد كان يهمه ان يعرف ولو ادنى معلومة عنها ، وكان قلبه يخفق بسرعة و تتلون خدوده بلون ورديّ كلما لمحها !

(شبدنا نسمي البنت؟)
طيب
كانت دوكرة ذات ال 20 ربيعاً فتاة متفوقة في دراستها ، ملتزمة بدينها ، عند شيء من التأصيل العلمي الشرعي ، ذكية و نشيطة جداً في مجال العمل الطلابي الاسلامي وكانت تتقن الفوتوشوب (هادَيْ مِنْشان وسيم غنوم)...
لم تكن دوكرة تدري ما يحصل لدوكر من صراع عاطفي ، بل كل ما تعلمه عنه انه شاب خلوق ملتزم ، و يحب العمل للإسلام و التضحية ولم يسبق لها ان كلمته من قبل ، بل اقتصرت العلاقة على القاء السلام في بعض الاحيان ...

أيام يسيرة وتنتهي الإمتحانات الجامعية و ينتقل الطلاب الى 3 اشهر خارج الحرم الجامعي.
قرّر دوكر ان يُقدم على ما لم يتصوره أحد من اخوانه.
اما ان انسى وهذا اصبح محالاً!
واما ان اصارح فأريح قلبي و احصل على الجواب الشافي...

وللقصة تتمة...

الوسام
29-01-2011, 02:21 AM
والله يا ندور منك هوين طلعت !!! ... ناطرين الباقي خيو :)

A7MAD
29-01-2011, 02:41 AM
بلشت تنزعها هيك

كنا مبسوطين وعين الله علينا
ايش نزعت الحبكة وحولته لفلم هندي


اهلين بالأخ أحمد ...ولا ما تقوم انتا دوكر؟
شعم تدرس انتا؟
مين انا لا لا تخافلا من دوكر
انا بدرس فنون جميلة ورقص شرقي

ههههه

متابع

Nader 3:16
30-01-2011, 02:33 AM
في اليوم الاخير في الجامعة توجه دوكر الى المصلى لأداء صلاة الظهر...وبينما هو في طريقه اذ صادف اختنا الفاضلة دوكرة تمشي مع صديقتها نحوه...قال في نفسه (هذه هي فرصتك يا دوكر) ..
ومع اقتراب دوكرة من دوكر بدأت حركات القلب تتسارع على وقع خطوات دوكرة ...
عرق يسيل من الوجه..
احمرار...

مرت دوكرة و صديقتها من قرب دوكر والقت السلام عليه...
وكانت عبارة السلام بمثابة الرصاصة القاتلة لدوكر.
من شدة الموقف عليه ...
تجمدت رجلاه في الارض و لم يستطع ان يحرك شفاهه لرد السلام..وهو يراقب دوكرة تغادر متجهة الى بوابة الجامعة...
لم يكن يتخيل انّ الموقف بهذه الصعوبة!
....
.....
انطلقت دوكرة الى مدينتها تاركةً ورائها قلباً شغوفاً....!


كانت العطلة الصيفية التي استمرت ل 3 اشهر كفيلة ان تغير دوكر وان تنسيه طيف دوكرة الذي كان يزوره في منامه احياناً ثم ما لبث ان تلاشى شيئاً فشيئاً..!
بين لقاء الأصحاب...
ورحلات البحر والجبل...
ومنظر الغروب....
وحلقات العلم.....
عاد دوكر ذاك الشاب في الفترة الثانوية المليئة بالنشاط ...


فصل دراسيّ جديد بدأ و سنة جديدة سيخوض غمارها...!
عند دخوله الجامعة للتسجيل.
لمح دوكر ما لم يكن يتوقعه ...
دوكرة تدخل الى مركز التسجيل وبجانبها شاب لم يره من قبل...ظنّه اخاها او احد محارمها...
لكنه لاحظ انّ دوكرة تحمل في يدها اليمنى شيئاً يلمع من بعيد...


ابتسم دوكر ابتسامة عفوية
وقال في نفسه: " ان شاء الله الف مبروك و عقبالي"


تمت القصة بعونه تعالى.
أخوكم أبو عبد الرحمن القلموني .

الوسام
30-01-2011, 03:03 AM
هههههه عجبتني منك هادي آخر جملة "ان شاء الله الف مبروك و عقبالي" يا ضياااع :):) ...
أيمتن القصة التانية؟؟؟ :)

A7MAD
27-02-2011, 12:24 AM
من ورا قصتك هي حظرونا في المنتدى هداك

عجبك هيك

Nader 3:16
27-02-2011, 01:45 AM
من ورا قصتك هي حظرونا في المنتدى هداك

عجبك هيك


منو الحء عليي ..الحء عليك لأنك تحمست للؤصة...انا شلاي علاءة فيك...روح حكي البنت و خلصنا منك بءا...

لكن على قولة الاخ ابو حسن هالقصة تفتقر الى الروح الديستوفسكية ولم ترقى الى الادب الفكري الممزوج بالعمق الفلسفي.

أبو حسن
27-02-2011, 08:24 AM
لكن على قولة الاخ ابو حسن هالقصة تفتقر الى الروح الديستوفسكية ولم ترقى الى الادب الفكري الممزوج بالعمق الفلسفي.

:)

له له خيي نادر

على العكس، أنا أجد في كتاباتك موهبة بحاجة إلى تنمية...

وتنمية هذه الموهبة لا يكون إلا بمطالعة الروايات للأدباء المجيدين، مثل روايات النجيبين الكيلاني ومحفوظ كبداية، وإن أحببت مطالعة شيء أكثر حداثة، فأنصحك بروايتي يوسف زيدان "عزازيل" و"القبطي" (مع أني لم أقرأ الأخيرة بعد)

وقد اخترت هذه الروايات لأنه يظهر من خلالها تكنيك كتابة الرواية بشكل واضح...

فالفكرة تلعب دورا مهما في صياغة حبكة الرواية، لكن تكنيك الكتابة يظل هو الأساس، لأن نجاح وصول الفكرة إلى القارئ لا يتم إلا من خلال تكنيك ذكي ومبدع في كتابة الرواية

Nader 3:16
27-02-2011, 09:48 AM
ان شاء الله يا اخي ابا الحسن ، لكن ليس قبل ان نفهم رواية [ لهيب الجمال في أزمنة الجليد ] للأخ المشرف العام أبو محمد القلموني الشكسبيري الديستوفسكي فأنا بحاجة لإعادتها مرات و مرات حتى افهم الفكر المدفون بين فلسفة الكلمات و التعابير.

ولا نخفيك ان كتابات الارسنيك الممزوجة بالعبق الولائي الصارخ للأخ رامو [أبو حسان القلموني]:d قد ساهمت بشكل كبير في التطور الادبي .

يا اهلين بالأخ ابو حسن...