أبو عبد الرحمن القلموني
21-02-2011, 02:12 AM
السلام عليكم
هذه مقطفات و فوائد علمية و لمحة تاريخية مبسطة لمراحل تدوين السنة النبوية من درس للأخ الشيخ طارق زيدان في المسجد الغربي بتاريخ 14-01-2011 سأوردها على مراحل وأرجو ان يجد الاخوة الفائدة .
- تعريف السنة في الاصطلاح
* السنة في اللغة: هي الطَّرِيقَةُ والسِّيرة.
* والسنة عند المحدثين: هي كل ما أضيف إلى النبي (عليه الصلاة و السلام). وهذا يشمل قوله و فعله و تقريره وصفته
- قال الإمام أحمد: [وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا: آثَارُ رَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام)] انتهى
رواه اللالكائي في [شرح أصول الاعتقاد]
- ذكر كون السنة هي وحي من الله تعالى
* قال الله عز وجل: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» [النجم/1-4]
* وقال الله تبارك وتعالى: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» [النحل: 44]
- قال ابن كثير: " ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: «وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ» يَعْنِي: الْقُرْآنَ «لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ» مِنْ رَبِّهِمْ، أَيْ: لِعِلْمِكَ بِمَعْنَى مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ وَحِرْصِكَ عَلَيْهِ وَاتِّبَاعِكَ لَهُ، وَلِعِلْمِنَا بِأَنَّكَ أَفْضَلُ الْخَلَائِقِ وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، فَتُفَصِّلَ لَهُمْ مَا أُجْمِلَ وَتُبَيِّنَ لَهُمْ مَا أُشْكِلَ «وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» أَيْ: يَنْظُرُونَ لِأَنْفُسِهِمْ فَيَهْتَدُونَ فَيَفُوزُونَ بِالنَّجَاةِ فِي الدارين" انتهى
- قال الألباني في [منزلة السنة في الإسلام]: " والذي أراه أن هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة يشتمل على نوعين من البيان:
الأول: بيان اللفظِ ونظمِه وهو تبليغُ القرآن وعدمُ كتمانه وأداؤه إلى الأمة كما أنزله الله تبارك وتعالى على قلبه (عليه الصلاة و السلام)
قال: "والآخر: بيان معنى اللفظ أو الجملة أو الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه وأكثر ما يكون ذلك في الآيات المجملة أو العامة أو المطلقة فتأتي السنة فتوضح المجمل وتخصص العام وتقيد المطلق. وذلك يكون بقوله (عليه الصلاة و السلام) كما يكون بفعله وإقراره" انتهى
* عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: "الْقُرْآنُ أَحْوَجُ إِلَى السُّنَّةِ مِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْقُرْآنِ"
رواه الخطيب البغدادي في [الكفاية] بإسناد صحيح.
* قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: "السُّنَّةُ قَاضِيَةٌ عَلَى الْكِتَابِ وَلَيْسَ الْكِتَابُ قَاضِيًا عَلَى السُّنَّةِ"
رواه الدارمي في [سننه] والخطيب في [الكفاية] بإسناد صحيح.
* وَسُئِلَ الإمام أحمد عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رُوِيَ أَنَّ السُّنَّةَ قَاضِيَةٌ عَلَى الْكِتَابِ، فَقَالَ:"مَا أَجْسِرُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَهُ وَلَكِنَّ السُّنَّةَ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ وَتُعَرِّفُ الْكِتَابَ وَتُبَيِّنُهُ"
رواه الخطيب في [الكفاية]
ذكر وجوب اتباع النبي (عليه الصلاة و السلام)
* قال تعالى: «وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ» [المائدة/92]
- قال عبد الرحمن السعدي: "طاعة الله وطاعة رسوله واحدة، فمن أطاع الله فقد أطاع الرسول، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله. وذلك شامل للقيام بما أمر الله به ورسوله من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، الواجبة والمستحبة، المتعلقة بحقوق الله وحقوق خلقه والانتهاء عما نهى الله ورسوله عنه كذلك.
وهذا الأمر أعم الأوامر فإنه - كما ترى - يدخل فيه كلُّ أمر ونهي ظاهر وباطن. وقوله: «وَاحْذَرُوا» أي: من معصية الله ومعصية رسوله، فإن في ذلك الشر والخسران المبين. «فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ» عما أمرتم به ونهيتم عنه، «فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ» وقد أدى ذلك. فإن اهتديتم فلأنفسكم وإن أسأتم فعليها، واللهُ هو الذي يحاسبكم، والرسولُ قد أدى ما عليه وما حمل به." انتهى
* وقال الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا» [الأحزاب/21]
- قال ابن كثير: "هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ أَصْلٌ كَبِيرٌ فِي التَّأَسِّي بِرَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ، وَلِهَذَا أُمِرَ النَّاسُ بِالتَّأَسِّي بِالنَّبِيِّ (عليه الصلاة و السلام) يَوْمَ الْأَحْزَابِ فِي صَبْرِهِ وَمُصَابَرَتِهِ وَمُرَابَطَتِهِ وَمُجَاهَدَتِهِ وَانْتِظَارِهِ الْفَرَجَ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ" انتهى
* وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (عليه الصلاة و السلام): ( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ. أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ)
رواه أحمد في [مسنده] وأبو داود في [سننه] والترمذي في [جامعه] وابن ماجه في [سننه] وصححه الألباني
* قال الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ فَقَالَ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَحَدِّثْنَا مِنَ الْقُرْآنِ. فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ مُضِلٌّ" قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: "يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ» وَ «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ» وَيَدْعُوهُ إِلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ".
أخرجه الخطيب البغدادي في [الكفاية] بإسناد صحيح
- ذكر كون النبي (عليه الصلاة و السلام) لا يقول إلا حقًا
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) أَنَّهُ قَالَ: (إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا) قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: فَإِنَّكَ تُدَاعِبُنَا يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ: (إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا)
رواه أحمد في [مسنده] - واللفظ له - والبخاري في [الأدب المفرد] والترمذي في [جامعه] وفي [الشمائل] وحسنه الترمذي والبغوي وصححه الألباني
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ فَقَالُوا: إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ، وَرَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ. فأمسكتُ عَنِ الْكِتَابِ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) فَقَالَ: (اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ)
رواه أحمد في [مسنده] - واللفظ له – وابن أبي شيبة في [مصنفه] والدارمي في [سننه] وأبو داود في [سننه] وإسناده صحيح
هذه مقطفات و فوائد علمية و لمحة تاريخية مبسطة لمراحل تدوين السنة النبوية من درس للأخ الشيخ طارق زيدان في المسجد الغربي بتاريخ 14-01-2011 سأوردها على مراحل وأرجو ان يجد الاخوة الفائدة .
- تعريف السنة في الاصطلاح
* السنة في اللغة: هي الطَّرِيقَةُ والسِّيرة.
* والسنة عند المحدثين: هي كل ما أضيف إلى النبي (عليه الصلاة و السلام). وهذا يشمل قوله و فعله و تقريره وصفته
- قال الإمام أحمد: [وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا: آثَارُ رَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام)] انتهى
رواه اللالكائي في [شرح أصول الاعتقاد]
- ذكر كون السنة هي وحي من الله تعالى
* قال الله عز وجل: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» [النجم/1-4]
* وقال الله تبارك وتعالى: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» [النحل: 44]
- قال ابن كثير: " ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: «وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ» يَعْنِي: الْقُرْآنَ «لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ» مِنْ رَبِّهِمْ، أَيْ: لِعِلْمِكَ بِمَعْنَى مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ وَحِرْصِكَ عَلَيْهِ وَاتِّبَاعِكَ لَهُ، وَلِعِلْمِنَا بِأَنَّكَ أَفْضَلُ الْخَلَائِقِ وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، فَتُفَصِّلَ لَهُمْ مَا أُجْمِلَ وَتُبَيِّنَ لَهُمْ مَا أُشْكِلَ «وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» أَيْ: يَنْظُرُونَ لِأَنْفُسِهِمْ فَيَهْتَدُونَ فَيَفُوزُونَ بِالنَّجَاةِ فِي الدارين" انتهى
- قال الألباني في [منزلة السنة في الإسلام]: " والذي أراه أن هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة يشتمل على نوعين من البيان:
الأول: بيان اللفظِ ونظمِه وهو تبليغُ القرآن وعدمُ كتمانه وأداؤه إلى الأمة كما أنزله الله تبارك وتعالى على قلبه (عليه الصلاة و السلام)
قال: "والآخر: بيان معنى اللفظ أو الجملة أو الآية الذي تحتاج الأمة إلى بيانه وأكثر ما يكون ذلك في الآيات المجملة أو العامة أو المطلقة فتأتي السنة فتوضح المجمل وتخصص العام وتقيد المطلق. وذلك يكون بقوله (عليه الصلاة و السلام) كما يكون بفعله وإقراره" انتهى
* عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: "الْقُرْآنُ أَحْوَجُ إِلَى السُّنَّةِ مِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْقُرْآنِ"
رواه الخطيب البغدادي في [الكفاية] بإسناد صحيح.
* قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: "السُّنَّةُ قَاضِيَةٌ عَلَى الْكِتَابِ وَلَيْسَ الْكِتَابُ قَاضِيًا عَلَى السُّنَّةِ"
رواه الدارمي في [سننه] والخطيب في [الكفاية] بإسناد صحيح.
* وَسُئِلَ الإمام أحمد عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رُوِيَ أَنَّ السُّنَّةَ قَاضِيَةٌ عَلَى الْكِتَابِ، فَقَالَ:"مَا أَجْسِرُ عَلَى هَذَا أَنْ أَقُولَهُ وَلَكِنَّ السُّنَّةَ تُفَسِّرُ الْكِتَابَ وَتُعَرِّفُ الْكِتَابَ وَتُبَيِّنُهُ"
رواه الخطيب في [الكفاية]
ذكر وجوب اتباع النبي (عليه الصلاة و السلام)
* قال تعالى: «وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ» [المائدة/92]
- قال عبد الرحمن السعدي: "طاعة الله وطاعة رسوله واحدة، فمن أطاع الله فقد أطاع الرسول، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله. وذلك شامل للقيام بما أمر الله به ورسوله من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، الواجبة والمستحبة، المتعلقة بحقوق الله وحقوق خلقه والانتهاء عما نهى الله ورسوله عنه كذلك.
وهذا الأمر أعم الأوامر فإنه - كما ترى - يدخل فيه كلُّ أمر ونهي ظاهر وباطن. وقوله: «وَاحْذَرُوا» أي: من معصية الله ومعصية رسوله، فإن في ذلك الشر والخسران المبين. «فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ» عما أمرتم به ونهيتم عنه، «فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ» وقد أدى ذلك. فإن اهتديتم فلأنفسكم وإن أسأتم فعليها، واللهُ هو الذي يحاسبكم، والرسولُ قد أدى ما عليه وما حمل به." انتهى
* وقال الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا» [الأحزاب/21]
- قال ابن كثير: "هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ أَصْلٌ كَبِيرٌ فِي التَّأَسِّي بِرَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ، وَلِهَذَا أُمِرَ النَّاسُ بِالتَّأَسِّي بِالنَّبِيِّ (عليه الصلاة و السلام) يَوْمَ الْأَحْزَابِ فِي صَبْرِهِ وَمُصَابَرَتِهِ وَمُرَابَطَتِهِ وَمُجَاهَدَتِهِ وَانْتِظَارِهِ الْفَرَجَ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ" انتهى
* وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (عليه الصلاة و السلام): ( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ. أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ)
رواه أحمد في [مسنده] وأبو داود في [سننه] والترمذي في [جامعه] وابن ماجه في [سننه] وصححه الألباني
* قال الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ فَقَالَ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَحَدِّثْنَا مِنَ الْقُرْآنِ. فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ مُضِلٌّ" قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: "يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ» وَ «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ» وَيَدْعُوهُ إِلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ".
أخرجه الخطيب البغدادي في [الكفاية] بإسناد صحيح
- ذكر كون النبي (عليه الصلاة و السلام) لا يقول إلا حقًا
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) أَنَّهُ قَالَ: (إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا) قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: فَإِنَّكَ تُدَاعِبُنَا يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ: (إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا)
رواه أحمد في [مسنده] - واللفظ له - والبخاري في [الأدب المفرد] والترمذي في [جامعه] وفي [الشمائل] وحسنه الترمذي والبغوي وصححه الألباني
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ فَقَالُوا: إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ، وَرَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ. فأمسكتُ عَنِ الْكِتَابِ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ (عليه الصلاة و السلام) فَقَالَ: (اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ)
رواه أحمد في [مسنده] - واللفظ له – وابن أبي شيبة في [مصنفه] والدارمي في [سننه] وأبو داود في [سننه] وإسناده صحيح