تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا نعاقب ؟!



أسامة طوط
27-02-2011, 04:21 PM
موضوع عجبني ! فيه وجهة نظر ! ربما تكون محقة




لماذا نعاقب ؟!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد :
لماذا نعاقب بهذه العقوبات المتوالية ؟ إلى متى الذل والهوان الذي نعيشه منذ أمد بعيد ؟ لماذا يتركنا الله هكذا نسام سوء العذاب من الأعداء وهو سبحانه قادر على أن يكف بأسهم عنا وينصرنا عليهم ؟
إن الرؤية الإيمانية لهذه العقوبات لابد وأن تنطلق من عدة أمور :
· أن هذه العقويات تأتي بعلم الله وإذنه ومشيئته ( وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ) – آل عمران \ 166

· أن هذه العقوبات صورة من صور التأديب الإلهي لنا, لأننا تخلينا عن رسالتنا, ولم نعمل بما تضمنته, وتركنا مهمة توصيلها وإبلاغها للبشر جميعا ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) – آل عمران \ 165


أن هذه العقوبات, وسيلة قوية لإيقاظنا ولإيفاقتنا من غفلتنا, وإعادتنا إلى رشدنا ( وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) – الزخرف \ 48
.
.
.
..... يتبع ............!!!!

أبو عائشة
27-02-2011, 05:48 PM
بارك الله بكم...موضوع مهم ويحتاج لدراسة وتأمل....لتغيير واقعنا
وبدايتة موفقة..وننتظر المزيد

أسامة طوط
28-02-2011, 12:16 AM
من هنا نقول إن نقطة البداية الصحيحة لرفع العقوبات عن الأمة, وتغيير ما حاق بها ونزل بساحتها هي صلاحها من الداخل ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) – الرعد \ 11 .

فإن لم يحدث ذلك, فستسمر العقوبات والمحن تتوالى عليها, ولن يرفعها مجرد الدعاء أو المساعدات أو التحالفات بل لابد من دفع ضريبة التغيير الحقيقي .

وحتى لو هدمت المساجد, وقتل النساء والأطفال هنا وهناك, فلن يرفع البلاء إلا إذا سرنا في طريق التغيير ( وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ) – الإسراء \ 8 .
.
.
.
...... يتبع ...............!!!!!!!!!

أسامة طوط
28-02-2011, 11:08 PM
والتغيير المنشود يشمل كيان الإنسان بمحاوره الأربعة :

أولا : تغيير وإصلاح المفاهيم والتصورات في العقول .

ثانيا : إصلاح الإيمان في القلوب وتقوية الإرادة وتحريرها من أسر الهوى, ليتولد عن ذلك قوة روحية, ودافع ذاتي يدفع صاحبه للقيام بما يحبه ربه ويرضاه, مع نفسه ومع الآخرين .

ثالثا : ترويض النفس وجهادها على لزوم الصدق والإخلاص لله عز وجل, مع نكران الذات والتواضع غير المصطنع .

رابعا : التعود على بذل الجهد في سبيل الله, وأن يكون هذا الجهد بالأساس في الدعوة إلى الله وتحبيب خلقه فيه .

.... عندما تكتمل هذه الحلقات الأربع, سيحدث - بإذن الله – التغيير الحقيقي للفرد, ومن ثم الأمة .

إن التغيير المطلوب ليس تغييرا لحظيا بل تغييرا يحدث أثرا إيجابيا دائما, وهذا يستلزم التربية الصحيحة لأفراد الأمة .. هذا إن أردنا إصلاحا حقيقيا لها .

ولنعلم جميعا أنه مهما ألقيت الدروس والمواعظ, ومهما نثرت المقالات إلا أنها – مع أهميتها – لن يكون لها نفع حقيقي ودائم إلا إذا مورست من خلال منظومة تربوية تعنى بإحداث أثر إيجابي دائم – وليس لحظيا – ينتج عنه ظهور المؤمن الصالح المصلح, الذي تتأسس عليه الأسرة الصالحة ثم المجتمع الصالح .
.
.
.
.
.......... يتبع ...........!!!!!!!!!!!!

ramo
01-03-2011, 12:31 AM
السلام عليكم
تسجيل متابعة
واصلوا بارك الله بكم

راشد
01-03-2011, 12:31 AM
السلام عليكم و رحمة الله..
أشكرك أخي الفاضل على الكلمات النافعة..
بانتظار المزيد..وجزاك الله كلّ خير..

أسامة طوط
01-03-2011, 09:38 PM
أهلين بكل من الإخوة أبو عائشة وراشد ...!!!!!!!!!

وكما نفخر بمرور الأخ أبو حسان الأثري ............... !!!!!

أسامة طوط
01-03-2011, 09:40 PM
لا بديل عن التربية


إن التغيير المنشود يستلزم تربية الأفراد تربية صحيحة متكاملة, والتربية تحتاج إلى استمرارية ممارسة معاني الإسلام, من خلال وسط تربوي تتم فيه المعايشة والتعاهد وبث الروح وضبط الفهم وتوجيه الجهد واستنهاض الهمم .... هكذا فعل معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وهو يبني الأمة الجديدة .... تأمل قوله تعالى وهو يخاطبه ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) – الكهف \ 28 .


لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يقوم على تربية أصحابه وتواعدهم ودوام توجيههم من خلال
تواجده المستمر بينهم, ولقائه الدائم بهم ومعايشتهم ومتابعة أحوالهم ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) – الجمعة \ 2
.
.
.
.
........ يتبع .................!!!!!!!!!!!!

أسامة طوط
02-03-2011, 09:40 PM
ضرورة المعية والصحبة :


لابد إذا من أن يقوم الدعاة بالتواجد بين الناس وممارسة معني الإسلام معهم حتى يتم التغيير المنشود, ولقد كان هذا دأب الرسل – عليهم الصلاة والسلام – تأمل قوله تعالى في قصة هود عليه السلام ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ) – هود \ 58 .

وفي قصة شعيب عليه السلام : ( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ) – الأعراف \ 88 .

وفي قصة موسى عليه السلام : ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ) – غافر \ 25 .

فالملاحظ في هذه الآيات قوله تعالى عن إتباع كل رسول ( الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ ) وهي مهمة زائدة على " آمنوا به " – فلفظ " مع " يعطي دلالة على المعية والصحبة والمعايشة كمرحلة ضرورية بعد الإيمان به, وهذا يحمل في طياته بعض الدلالات على أن كل رسول كان يقوم على تربية من يؤمن بالدعوة, ولا يكتفي بإبلاغهم فقط .
.
.
.
.
........... يتبع ..............!!!!!!

أبو عائشة
02-03-2011, 11:10 PM
صدقت..فالعالم الذي يجلس بين الناس يعلم ويرد على الأسئلة ويوجه...
كان يسمى: بالمربي