aboo nizar
01-04-2011, 08:32 PM
حدثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصري أخبرني الوليد بن عبد الواحد الحراني ثنا حيان البصري عن إسحاق بن نوح عن محمد بن علي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأقبل على أسامة بن زيد فقال: يا أسامة عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلع دونها فقال يا رسول الله وما أسرع ما يقطع به ذلك الطريق قال الظمأ في الهواجر وحبس النفس عن لذة النساء يا أسامة وعليك بالصوم فإنه يقرب إلى الله انه ليس شئ احب إلى الله من ريح فم الصائم ترك الطعام والشراب لله فإن استطعت ان يأتيك الموت وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل فإنك تدرك بذلك شرف المنازل في الآخرة وتحل مع النبيين يفرح بقدوم روحك عليهم ويصلي عليك الجبار وإياك يا أسامة وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة وإياك يا أسامة ودعاء عباد قد اذابوا اللحوم واحرقوا الجلود بالرياح والسمائم وأظمأوا الاكباد حتى غشيت أبصارهم فان الله إذا نظر إليهم سر بهم الملائكة بهم تصرف الزلازل والفتن ثم بكى النبي صلى الله عليه وسلم حتى اشتد نحيبه وهاب الناس ان يكلموه حتى ظنوا ان أمرا قد حدث بهم من السماء ثم سكت فقال ويح لهذه الامة ما يلقى منهم من اطاع ربه منهم كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل انهم اطاعوا الله فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله والناس يومئذ على الاسلام قال نعم قال ففيم إذا يقتلون من اطاع الله وأمرهم بطاعته فقال يا عمر ترك القوم الطريق وركبوا الدواب ولبسوا
الين الثياب وخدمتهم أبناء فارس يتزين منهم تزين المرأة لزوجها وتبرج النساء زيهم زي الملوك ودينهم دين كسرى وهرمز يسمنون ما يعود بالجشا واللباس فإذا تكلم أولياء الله عليهم العبا محنية اصلابهم قد ذبحوا أنفسهم من العطش فإذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة تحرم زينة الله والطيبات من الرزق يتأولون كتاب الله عن غير دين استذلوا أولياء الله واعلم يا أسامة ان أقرب الناس من الله يوم القيامة لمن طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا الاخفياء الابرار الذين إذا شهدوا لم يقربوا وإذا غابوا لم يفتقدوا تعرفهم بقاع الارض يعرفون في أهل السماء ويخفون على الارض وتحف بهم الملائكة تنعم الناس وينعمون هم بالجوع والعطش لبس الناس لين الثب ولبسوا هم خشن الثياب افترش الناس الفرش وافترشوا الجباه والركب ضحك الناس وبكوا يا أسامة لا يجمع الله عليهم الشدة في الدنيا والآخرة لهم الجنة ويا ليتني قد رأيتهم يا أسامة لهم الشرف في الآخرة ويا ليتني قد رأيتهم الارض بهم رحيمة والجبار عنهم راض ضيع الناس فعل النبيين واخلاقهم وحفظوا هم الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم والخاسر من خالفهم تبكي الارض إذا فقدتهم ويسخط الله على كل بلد ليس فيها مثلهم يا أسامة وإذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لاهل تلك القرية لا يعذب الله قوما هم فيهم اتخذهم لنفسك عسى أن تنجو بهم وإياك ان تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوى في النار حرموا حلالا أحل لهم طلب الفضل في الآخرة وتركوا الطعام والشراب عن قدرة لم يتكابوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيفة شغل الناس بالدنيا وشغلوا أنفسهم بطاعة الله لبسوا الخرق وأكلوا الفلق تراهم شعثا غبرا يظن الناس ان بهم داء وما ذاك بهم ويظن الناس انهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت ولكن نظروا بقلوبهم إلى ما ذهب بعقولهم عن الدنيا فهم في الدنيا عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول
يا أسامة عقلوا حين ذهب عقول الناس لهم البشرى في الآخرة
بغية الحارث الجزء الأول الصفحة 119
الين الثياب وخدمتهم أبناء فارس يتزين منهم تزين المرأة لزوجها وتبرج النساء زيهم زي الملوك ودينهم دين كسرى وهرمز يسمنون ما يعود بالجشا واللباس فإذا تكلم أولياء الله عليهم العبا محنية اصلابهم قد ذبحوا أنفسهم من العطش فإذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة تحرم زينة الله والطيبات من الرزق يتأولون كتاب الله عن غير دين استذلوا أولياء الله واعلم يا أسامة ان أقرب الناس من الله يوم القيامة لمن طال حزنه وعطشه وجوعه في الدنيا الاخفياء الابرار الذين إذا شهدوا لم يقربوا وإذا غابوا لم يفتقدوا تعرفهم بقاع الارض يعرفون في أهل السماء ويخفون على الارض وتحف بهم الملائكة تنعم الناس وينعمون هم بالجوع والعطش لبس الناس لين الثب ولبسوا هم خشن الثياب افترش الناس الفرش وافترشوا الجباه والركب ضحك الناس وبكوا يا أسامة لا يجمع الله عليهم الشدة في الدنيا والآخرة لهم الجنة ويا ليتني قد رأيتهم يا أسامة لهم الشرف في الآخرة ويا ليتني قد رأيتهم الارض بهم رحيمة والجبار عنهم راض ضيع الناس فعل النبيين واخلاقهم وحفظوا هم الراغب من رغب إلى الله في مثل رغبتهم والخاسر من خالفهم تبكي الارض إذا فقدتهم ويسخط الله على كل بلد ليس فيها مثلهم يا أسامة وإذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لاهل تلك القرية لا يعذب الله قوما هم فيهم اتخذهم لنفسك عسى أن تنجو بهم وإياك ان تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوى في النار حرموا حلالا أحل لهم طلب الفضل في الآخرة وتركوا الطعام والشراب عن قدرة لم يتكابوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيفة شغل الناس بالدنيا وشغلوا أنفسهم بطاعة الله لبسوا الخرق وأكلوا الفلق تراهم شعثا غبرا يظن الناس ان بهم داء وما ذاك بهم ويظن الناس انهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت ولكن نظروا بقلوبهم إلى ما ذهب بعقولهم عن الدنيا فهم في الدنيا عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول
يا أسامة عقلوا حين ذهب عقول الناس لهم البشرى في الآخرة
بغية الحارث الجزء الأول الصفحة 119