راشد
10-04-2011, 01:31 PM
نار شوق.. و حنين..
الطقس ربيعي صاف.. قرص ذهبي يزيّن سماء البلدة مرخيا أشعة لطيفة تداعب الوجنات.. نسمات ناعمة تهز بهدوء عشب الربيع الأخضر..
لكم أحبّ هذا الطقس.. أشعر فيه براحة غامرة.. و سعادة غامضة لا أحسن تفسير كنهها..
اقترب موعد المغرب.. خرجت أريد المسجد..
الطريق يعجّ بالمتنزّهين.. رجال يناقشون في حدّة ما آلت إليه أوضاع البلد و الجوار.. و نسوة يتبادلن آخر أخبار الخطّاب و المتزوجين.. و صبايا تلمز إحداهن الأخرى يتهامسن أسماء الشباب.. و صبية يلعبون على قارعة الطريق..
لكم أحب هذه البلدة.. مساجدها.. شبابها الملتزم.. دروبها.. جبلها.. بحرها.. كلّ شيء فيها..
كنت أسير و أنا في شبه غيبوبة عمّا حولي.. مسحورا بما أشعر و أسمع و أرى..
وصلت المسجد الذي فيه ترعرعت.. دلفت في سكون..أخذت بالذهاب و المجيء بخطوات هادئة أنتظر الأذان..
استوقفني صوت من خلفي.." عمّو راشد ".. التفتّ فإذا به ‘ الفلبيني‘ الصغير –حسبما يسمّيه صبية المسجد- حاملا المصحف.. سألني ببراءة بالغة " متى يعود بليغ ؟ " .. بسمت له.. " ما لك و له ".. لوّح بمصحفه و قال " وعدني أن يسمّع لي سورة فصّلت و قد شارفت على إنهاء حفظها "..
أصابت كلماته منّي مقتلا.. مسحت رأسه براحتي.. ووعدته بأن أسمّع له عقب صلاة المغرب..
انصرفت عنه في شيء من الذهول.. لقد فجّرت كلماته في نفسي كوامن و لواعج لطالما قاومتها..
انزويت في طرف المسجد متربعا.. احتضنت رأسي بين كفيّ.. و استسلمت لأفكاري و أشواقي..
وا حرّ شوقي لأخواني..
كم أحنّ الى " طارق1 " يدرسّ الحديث أو العقيدة أو الفقه.. يأتي بغريب أخبار السلف و طريفها.. يروي لنا ضاحكا قصة حمار توما عن الجهل البسيط و الجهل المركّب.. أحنّ اليه يدرّسني التجويد صبورا على تواضع أدائي..
أشتاق " محمدا2 " يذرع المسجد حاملا مصحفه.. أو غارقا في جلسة مع ‘شبيبات الحارة‘ يبني معهم جسور المحبّة و يصلهم بالمسجد..أو يرشد شباب الجامعات على عوامل النجاح و التفوّق.. أشتاقه و يحزّ في نفسي غيابي عن عقد قرانه..
أحن إلى " أسامة3 " و قد تحلّق مع عامر4 و ضاهر يعدّون لرحلة صيد يشوون غلّتها في النبعة.. أحن إليه غارقا في ضحكه اثر تعليق عامري لطيف..
أشتاق " طه5 " يملأ المسجد حيوية و نشاطا.. يدير مشروعا خيريا.. ينظّم رحلة مع شباب أسرته..أحنّ إليه يحدّثني عن نفسه و عتابها و تهذيبها.. أحنّ إليه يطيل قربي سجودا أسمع منه صوت دعائه..
أحن إلى " ضاهر6 " جالسا يرتّل مترسلا.. أو يتصفّح كتابا فكريا يعصر ما جاء فيه من أفكار.. أحنّ إليه يلخّص لي في كلمات معدودة خلاصة فكرية ثم يعمد إلى شرحها و إيجاز أسسها و دلائلها..
أحنّ إلى " مصطفى7 " يخطّط مع الشباب لعشاء ملوكي...أو غزوة فيموسيّة..أحنّ إليه جوادا كريما عند كلّ مشروع خير..
أشتاق " عبد الرحمن8 " بهدوئه الرائع.. بدماثته الآسرة.. أشتاقه يشرح لي حدثا سياسيا.. يعرضه بوضوح.. يحلّله بهدوء.. و يعطيني فيه رأيا قلّما جانب الصّواب..
أحنّ إلى " مازن9 " متربعا يراجع ورده و كأنه في انقطاع تامّ عن كلّ ما حوله..
أشتاق " عدنانا10 " يترنّم بتلاوة القران.. أشتاقه بسّاما قليل الكلام الّا من نافع.. أحنّ إليه يحكي لي طرفة أو حادثة جامعية..
أشتاق " بليغا11 " على كتفه الأيسر همتارو.. و كفه اليمنى تمسك بيد الفلبيني..ينظم عشاءا جبليا.. أو سهرة بحرية.. أشتاقه ينصح شابا يشكو إليه مشكلة عائلية.. أشتاقه مناقشا أبا حسّان12 و ممازحا.. أشتاقه ضاحكا مع حامد13 يطالبه بنصيب من ربح الكعك..
أحنّ إلى " عامر14 " يحدثني عن أحلامه بمزرعة جميلة كبيرة.. أحن اليه يخبرني عن لذيذ طعم الشاي بعد أن أضاف إليه غريب الأعشاب البريّة.. أحنّ إليه يردّد عليّ " كلّ البلاد تصدّر ما لا حاجة لها به و تدّخر عوامل قوّتها و نجاحها..إلا بلادنا يا راشد..فإنها تصدّر خيرة شبابها.." .. و صدق عامر..
أشتاق " فراسا15 " يعلّم القران حلقة بعد حلقة.. حفظ له المسجد ترديده و تعليمه..
أحنّ إلى " عمّار16 " متكئا على إحدى السواري يشرح جديد أفكاره.. أحن إليه يبسّط الأمور و يبدي وجهها المنير.. أحنّ إليه لا يتوان عن المشاركة في فعل خير..
استفقت على صوت الشيخ جمال يكبر تكبيرة الإحرام.. لم أشعر بأذان أو إقامة.. ملك علي ذكر إخواني قلبي و عقلي..
كبّرت و دخلت الصلاة بعينين دامعتين.. تسألان الله تعالى أن يعيد إخواننا سالمين غير مفتونين.. و أن ينفع بهم و بعلمهم.. و إن يحفظهم من كلّ سوء.. و أن يجمعنا بهم مع خاتم النبيين.
أولئك إخواني فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
******************
1.طارق زيدان
2.محمّد الفلو
3.أسامة زيدان
4.عامر الطبشة
5.طه ملّاط
6.ضاهر ضاهر
7.مصطفى بقاعي
8.عبد الرحمن الفلو
9.مازن الفلو
10.عدنان عبيد
11.بليغ اسماعيل
12.الحاجّ عبد القادر الخبّاز
13.حامد قوطة
14.عامر الزعبي
15.فراس طوط
16.عمّار الفلو
**************
الطقس ربيعي صاف.. قرص ذهبي يزيّن سماء البلدة مرخيا أشعة لطيفة تداعب الوجنات.. نسمات ناعمة تهز بهدوء عشب الربيع الأخضر..
لكم أحبّ هذا الطقس.. أشعر فيه براحة غامرة.. و سعادة غامضة لا أحسن تفسير كنهها..
اقترب موعد المغرب.. خرجت أريد المسجد..
الطريق يعجّ بالمتنزّهين.. رجال يناقشون في حدّة ما آلت إليه أوضاع البلد و الجوار.. و نسوة يتبادلن آخر أخبار الخطّاب و المتزوجين.. و صبايا تلمز إحداهن الأخرى يتهامسن أسماء الشباب.. و صبية يلعبون على قارعة الطريق..
لكم أحب هذه البلدة.. مساجدها.. شبابها الملتزم.. دروبها.. جبلها.. بحرها.. كلّ شيء فيها..
كنت أسير و أنا في شبه غيبوبة عمّا حولي.. مسحورا بما أشعر و أسمع و أرى..
وصلت المسجد الذي فيه ترعرعت.. دلفت في سكون..أخذت بالذهاب و المجيء بخطوات هادئة أنتظر الأذان..
استوقفني صوت من خلفي.." عمّو راشد ".. التفتّ فإذا به ‘ الفلبيني‘ الصغير –حسبما يسمّيه صبية المسجد- حاملا المصحف.. سألني ببراءة بالغة " متى يعود بليغ ؟ " .. بسمت له.. " ما لك و له ".. لوّح بمصحفه و قال " وعدني أن يسمّع لي سورة فصّلت و قد شارفت على إنهاء حفظها "..
أصابت كلماته منّي مقتلا.. مسحت رأسه براحتي.. ووعدته بأن أسمّع له عقب صلاة المغرب..
انصرفت عنه في شيء من الذهول.. لقد فجّرت كلماته في نفسي كوامن و لواعج لطالما قاومتها..
انزويت في طرف المسجد متربعا.. احتضنت رأسي بين كفيّ.. و استسلمت لأفكاري و أشواقي..
وا حرّ شوقي لأخواني..
كم أحنّ الى " طارق1 " يدرسّ الحديث أو العقيدة أو الفقه.. يأتي بغريب أخبار السلف و طريفها.. يروي لنا ضاحكا قصة حمار توما عن الجهل البسيط و الجهل المركّب.. أحنّ اليه يدرّسني التجويد صبورا على تواضع أدائي..
أشتاق " محمدا2 " يذرع المسجد حاملا مصحفه.. أو غارقا في جلسة مع ‘شبيبات الحارة‘ يبني معهم جسور المحبّة و يصلهم بالمسجد..أو يرشد شباب الجامعات على عوامل النجاح و التفوّق.. أشتاقه و يحزّ في نفسي غيابي عن عقد قرانه..
أحن إلى " أسامة3 " و قد تحلّق مع عامر4 و ضاهر يعدّون لرحلة صيد يشوون غلّتها في النبعة.. أحن إليه غارقا في ضحكه اثر تعليق عامري لطيف..
أشتاق " طه5 " يملأ المسجد حيوية و نشاطا.. يدير مشروعا خيريا.. ينظّم رحلة مع شباب أسرته..أحنّ إليه يحدّثني عن نفسه و عتابها و تهذيبها.. أحنّ إليه يطيل قربي سجودا أسمع منه صوت دعائه..
أحن إلى " ضاهر6 " جالسا يرتّل مترسلا.. أو يتصفّح كتابا فكريا يعصر ما جاء فيه من أفكار.. أحنّ إليه يلخّص لي في كلمات معدودة خلاصة فكرية ثم يعمد إلى شرحها و إيجاز أسسها و دلائلها..
أحنّ إلى " مصطفى7 " يخطّط مع الشباب لعشاء ملوكي...أو غزوة فيموسيّة..أحنّ إليه جوادا كريما عند كلّ مشروع خير..
أشتاق " عبد الرحمن8 " بهدوئه الرائع.. بدماثته الآسرة.. أشتاقه يشرح لي حدثا سياسيا.. يعرضه بوضوح.. يحلّله بهدوء.. و يعطيني فيه رأيا قلّما جانب الصّواب..
أحنّ إلى " مازن9 " متربعا يراجع ورده و كأنه في انقطاع تامّ عن كلّ ما حوله..
أشتاق " عدنانا10 " يترنّم بتلاوة القران.. أشتاقه بسّاما قليل الكلام الّا من نافع.. أحنّ إليه يحكي لي طرفة أو حادثة جامعية..
أشتاق " بليغا11 " على كتفه الأيسر همتارو.. و كفه اليمنى تمسك بيد الفلبيني..ينظم عشاءا جبليا.. أو سهرة بحرية.. أشتاقه ينصح شابا يشكو إليه مشكلة عائلية.. أشتاقه مناقشا أبا حسّان12 و ممازحا.. أشتاقه ضاحكا مع حامد13 يطالبه بنصيب من ربح الكعك..
أحنّ إلى " عامر14 " يحدثني عن أحلامه بمزرعة جميلة كبيرة.. أحن اليه يخبرني عن لذيذ طعم الشاي بعد أن أضاف إليه غريب الأعشاب البريّة.. أحنّ إليه يردّد عليّ " كلّ البلاد تصدّر ما لا حاجة لها به و تدّخر عوامل قوّتها و نجاحها..إلا بلادنا يا راشد..فإنها تصدّر خيرة شبابها.." .. و صدق عامر..
أشتاق " فراسا15 " يعلّم القران حلقة بعد حلقة.. حفظ له المسجد ترديده و تعليمه..
أحنّ إلى " عمّار16 " متكئا على إحدى السواري يشرح جديد أفكاره.. أحن إليه يبسّط الأمور و يبدي وجهها المنير.. أحنّ إليه لا يتوان عن المشاركة في فعل خير..
استفقت على صوت الشيخ جمال يكبر تكبيرة الإحرام.. لم أشعر بأذان أو إقامة.. ملك علي ذكر إخواني قلبي و عقلي..
كبّرت و دخلت الصلاة بعينين دامعتين.. تسألان الله تعالى أن يعيد إخواننا سالمين غير مفتونين.. و أن ينفع بهم و بعلمهم.. و إن يحفظهم من كلّ سوء.. و أن يجمعنا بهم مع خاتم النبيين.
أولئك إخواني فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
******************
1.طارق زيدان
2.محمّد الفلو
3.أسامة زيدان
4.عامر الطبشة
5.طه ملّاط
6.ضاهر ضاهر
7.مصطفى بقاعي
8.عبد الرحمن الفلو
9.مازن الفلو
10.عدنان عبيد
11.بليغ اسماعيل
12.الحاجّ عبد القادر الخبّاز
13.حامد قوطة
14.عامر الزعبي
15.فراس طوط
16.عمّار الفلو
**************