تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى ابن باز رحمه الله حول التوسل بغير الله



المبـــارك
12-06-2011, 02:44 AM
يقول سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله- في جوابه على سؤال وجّه إليه في حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ما نصه:

"التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه تفصيل، فإن كان ذلك باتباعه ومحبته وطاعة أوامره وترك نواهية والإخلاص لله في العبادة فهذا هو الإسلام وهو دين الله الذي بعث به أنبياءه، وهو الواجب على كل مكلف.. وهو الوسيلة للسعادة في الدنيا والآخرة، أما التوسل بدعائه والاستغاثة به وطلبه النصر على الأعداء والشفاء للمرضى - فهذا هو الشرك الأكبر وهو دين أبي جهل وأشباهه من عبدة الأوثان، وهكذا فعل ذلك مع غيره من الأنبياء والأولياء أو الجن أو الملائكة أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام. وهناك نوع ثالث يسمى التوسل وهو التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم أو بحقه أو بذاته مثل أن يقول الإنسان: أسألك يا الله بنبيك أو جاه نبيك أو حق نبيك أو جاه الأنبياء أو حق الأنبياء أو جاه الأولياء أو الصالحين وأمثال ذلك فهذا بدعة ومن وسائل الشرك ولا يجوز فعله معه صلى الله عليه وسلم ولا مع غيره؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يشرع ذلك، والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر، وأما توسل الأعمى به في حياته صلى الله عليه وسلم فهو توسل به صلى الله عليه وسلم ليدعو له ويشفع له إلى الله في إعادة بصره إليه، وليس توسلاً بالذات أو الجاه أو الحق كما يعلم ذلك من سياق الحديث وكما أوضح ذلك علماء السنة في شرح الحديث.

وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في كتبه الكثيرة المفيدة، ومنها كتابه المسمى: (القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة) وهو كتاب مفيد جدير بالاطلاع عليه والاستفادة منه.

وهذا حكم جائز مع غيره صلى الله عليه وسلم من الأحياء كأن تقول لأخيك أو أبيك أو من تظن فيه الخير: ادع الله لي أن يشفيني من مرضي أو يرد عليّ بصري أو يرزقني الذرية الصالحة أو نحو ذلك بإجماع أهل العلم. والله ولي التوفيق".

وقال الشيخ ابن عثيمين في جوابه على سؤال وجّه إليه:
"واعلم أن المقصود بالزيارة أمران:
أحدهما: انتفاع الزائر بتذكر الآخرة والاعتبار والاتعاظ، فإن هؤلاء القوم الذين هم الآن في بطن الأرض، كانوا بالأمس على ظهرها، وسيجري لهذا الزائر ما جرى لهم، فيعتبر ويغتنم الأوقات والفرص، ويعمل لهذا اليوم الذي سيكون في هذا المثوى الذي كان عليه هؤلاء.وثانيهما: الدعاء لأهل القبور بما كان الرسول، صلى الله عليه وسلم يدعو به من السلام وسؤال الرحمة، وأما أن يسأل الأموات ويتوسل بهم فإن هذا محرم ومن الشرك؛ ولا فرق في هذا بين قبر النبي، صلى الله عليه وسلم وقبر غيره، فإنه لا يجوز أن يتوسل أحد بقبر النبي عليه الصلاة والسلام، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، فإن هذا من الشرك لأنه لو كان هذا حقاً لكان أسبق الناس إليه الصحابة- رضي الله عنهم- ومع ذلك فإنهم لا يتوسلون به بعد موته فقد استسقى عمر- رضي الله عنه- ذات يوم فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا) ثم قام العباس- رضي الله عنه- فدعا ، وهذا دليل على أنه لا يتوسل بالميت مهما كانت درجته ومنزلته عند الله - تعالى- وإنما يتوسل بدعاء الحي الذي ترجى إجابة دعوته؛ لصلاحه واستقامته في دين الله - عزّ وجلّ- فإذا كان الرجل ممن عرف بالدين والاستقامة وتوسل بدعائه، فإن هذا لا بأس به كما فعل أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه-، وأما الأموات فلا يتوسل بهم أبداً، ودعاؤهم شرك أكبر مخرج من الملة، قال الله - تعالى-: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]

وقال أيضاً:
"أما التوسل الممنوع فهو أن يتوسل الإنسان بالمخلوق، فإن هذا لا يجوز، فالتوسل بالمخلوق حرام، يعني لا بدعائه ولكن بذاته، مثل أن تقول (اللهم إني أسألك بمحمد صلى الله عليه وسلم كذا وكذا) فإن هذا لا يجوز، وكذلك لو سألت بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز، لأن هذا المسبب لم يجعله الله ورسوله سبباً".

هذا، وقد وجهت إلى اللجنة الدائمة أسئلة في هذا الموضوع ومما أجابت اللجنة عليها:
"التوسل إلى الله في الدعاء بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم أو ذاته أو منزلته غير مشروع لأنه ذريعة إلى الشرك، فكان البحث فيه لبيان ما هو الحق من مباحث العقيدة، وأما التوسل إلى الله بأسمائه جل شأنه وبصفاته وباتباع رسوله والعمل بما جاء به من عقيدة وأحكام فهذا مشروع. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".

"أولاً: التوسل على الله ببركة القرآن مشروع وليس شركاً.

ثانياً: التوسل ببركة بعض المخلوقين مثل النبي صلى الله عليه وسلم من البدع المنكرة، لأن التوسل من العبادات التوقيفية ولم يثبت في الشرع المطهر ما يدل على جوازه في المخلوقين أو حقهم أو جاههم أو بركتهم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد

Nader 3:16
12-06-2011, 03:00 AM
صاير وهابي من الطراز الرفيع!

انا لا اقتنع انّ التوسل بجاه الرسول عليه الصلاة والسلام هو نوع من انواع الشرك.
الشرك هو صرف نوع من انواع العبادة لغير الله.
والذي يتوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام انما يدعو الله وحده و يظنّ ان الله وحده القادر على الضر والنفع.
فهو لم يدع النبي عليه الصلاة والسلام حتى يعد انه صرف الدعاء لغير الله.
والتوسل غير الاستغاثة.

وهناك علماء كبار أجازوا التوسل و لديهم أدلّة .

وهذا الموضوع سبق وان نوقش في الماضي.

ويا مبارك ابقى افهم الفرق بين التوسل والاستغاثة ابل توصف الناس بالشرك!

لكن يبقى ان يعلم المسلم ان دعاء الله وحده هو أفضل الدعاء.
والله أعلم.

abounouh
12-06-2011, 11:59 AM
سبحان الله

يفتون بجواز دخول المشركين لجزيرة العرب

يقولو عن ناهبي بترول المسلمين أنهم ولاة أمر

و يحرمون علينا التوسل

شر البلية ما يضحك

ramo
12-06-2011, 12:03 PM
بعتأد يا أخ نادر إنّو الأخ مبارك الرزيل عم يلمح على عقيدة الشيعة الإثنا عشرية ...
صرلو فترة عم يهاجمن على المنتدى وعلى الفايسبوك.
أنا معو 100 %.
حتى لو مرّأنا موضوع التوسّل بالرسول صلّى الله عليه وسلّم أو الأئمة الإثني عشر , بالمقابل في طوام في عقيدة الشيعة القائمة على سبّ الصحابة وتكفيرهم وسبّ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها و عصمة علي رضي الله عنه وذريته والرجعة وآخر شي ( تكفير أهل السنة والجماعة :) )
وأخيراً : لا تنسَ موضوع صحيح البخاري يلي تناظرنا في سوى على المنتدى الطلابي ولم تصمد إلّا بضع مشاركات ...

المبـــارك
12-06-2011, 12:19 PM
أبو نوح : ما علاقة ما قلته أنت بالموضوع؟ ثم إن إبن باز رحمه الله اعتمد على فتاوى من الشيخين ابن تيمية وابن عثيمين رحمهما الله. هل هؤلاء من قالوا بعدم جواز التوسل بالنبي هم من أفتوا بجواز دخول المشركين لجزيرة العرب؟؟ زن كلامك يا أخي !

رامو: في هذا الموضوع لا أتعرض للشيعة، بل كنا نناقش خطأ يقع فيه الكثير من المسلمين كقول بجاه النبي والتوسل إليه فأحببت أن أنقل فتاوى ابن تيمية وابن عثيمين.

نادر: أنظر ماذا قال ابن عثيمين :فإنه لا يجوز أن يتوسل أحد بقبر النبي عليه الصلاة والسلام، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، فإن هذا من الشرك
ودليل ابن عثيمين جاء مباشرة بعد هذه الجملة... إقرأ جيدا ولا تقول أنه حرمها واعتبرها شركا من غير دليل. ثم إن الفتوى واضحة ولم يتكلم أحد عن الإستغاثة. الفتوى لشيخ الإسلام وهي واضحة كالشمس. التوسل بالنبي لا يجوز وابن عثيمين اعتبرها شركاً.

أرجو من أخي أبو حسن أن يعطينا رأيه...

abounouh
12-06-2011, 12:40 PM
أبو نوح : ما علاقة ما قلته أنت بالموضوع؟ ثم إن إبن باز رحمه الله اعتمد على فتاوى من الشيخين ابن تيمية وابن عثيمين رحمهما الله. هل هؤلاء من قالوا بعدم جواز التوسل بالنبي هم من أفتوا بجواز دخول المشركين لجزيرة العرب؟؟ زن كلامك يا أخي !



أخ مبارك و من قال لك أني أحلل التوسل

و لكن الفتوى في غير محلها و لا وقتها

هؤلاء يتشددون بسفاسف الأمور و يتهاونون بكبائرها

اليوم يفتون مثلا بتحريم قيادة المرأة للسيارة و أصغر طريق عندهم ستة خطوط فما المانع أن يجعلو خطين للنساء و أربعة للرجال

المبـــارك
12-06-2011, 12:48 PM
صاير وهابي من الطراز الرفيع!

انا لا اقتنع انّ التوسل بجاه الرسول عليه الصلاة والسلام هو نوع من انواع الشرك.
الشرك هو صرف نوع من انواع العبادة لغير الله.
والذي يتوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام انما يدعو الله وحده و يظنّ ان الله وحده القادر على الضر والنفع.
فهو لم يدع النبي عليه الصلاة والسلام حتى يعد انه صرف الدعاء لغير الله.
والتوسل غير الاستغاثة.

وهناك علماء كبار أجازوا التوسل و لديهم أدلّة .

وهذا الموضوع سبق وان نوقش في الماضي.

ويا مبارك ابقى افهم الفرق بين التوسل والاستغاثة ابل توصف الناس بالشرك!

لكن يبقى ان يعلم المسلم ان دعاء الله وحده هو أفضل الدعاء.
والله أعلم.

انا لا اقتنع انّ التوسل بجاه الرسول عليه الصلاة والسلام هو نوع من انواع الشرك. هذا لأنك لا تريد أن تقتنع...

الشرك هو صرف نوع من انواع العبادة لغير الله. هذا جزء من الشرك. والتوسل بغير الله كالنبي عليه الصلاة والسلام أو الصالحين والدعاء الذي يجب أن يصرف إلى الله وحده شركاً. أليس الدعاء عبادة؟

والذي يتوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام انما يدعو الله وحده و يظنّ ان الله وحده القادر على الضر والنفع. ما فائدة التوسل بالنبي إذا؟ ما هو الهدف من التوسل لغير الله؟

وهناك علماء كبار أجازوا التوسل و لديهم أدلّة. أحضر لنا الأدلة لو سمحت

ويا مبارك ابقى افهم الفرق بين التوسل والاستغاثة ابل توصف الناس بالشرك! مين جاب سيرة الإستغاثة؟؟

لكن يبقى ان يعلم المسلم ان دعاء الله وحده هو أفضل الدعاء.
والله أعلم. نسفت كل مشاركتك بجملتك الأخيرة لاعترافك أن أفضل الدعاء الذي تتوسل به إلى الله فقط!

المبـــارك
12-06-2011, 12:55 PM
أخ مبارك و من قال لك أني أحلل التوسل

و لكن الفتوى في غير محلها و لا وقتها

اليوم يفتون مثلا بتحريم قيادة المرأة للسيارة و أصغر طريق عندهم ستة خطوط فما المانع أن يجعلو خطين للنساء و أربعة للرجال


يا أخ أبو نوح كلامك غير دقيق. القصة ليست لها علاقة بعدد خطوط الطرقات. تحريم بعض مشايخ السعودية لقيادة المرأة ليس لسبب شرعي. بل حرموها لأن مجتمعهم الذي هم أدرى به ليس مستعدا أن يتقبل هكذا خطوة الآن.

ثم لا تخرجنا عن الموضوع الأساسي رجاء. هنا نناقش قضية التوسل إذا كانت شركا أو لا.

aboal3marayn@yahoo.com
12-06-2011, 01:36 PM
مبارك معو حق (على فكره انا ما برد على اشباح ) انا فادي الجبيلي يعني ما برد على اسماء وهميه اذا حدا حب النقاش بي هل موضوع يتفضل يطلع بي اسمو منو بي ابو فلان وفلان متل الشيعه يعني (فلان وفلان) ولا الشغله تقيه ومنا عارفين

Nader 3:16
12-06-2011, 04:38 PM
ما تقوم صدقت بحالك يا مبارك وآخدها بالعجئة وانو انا ما بدي اقتنع و انت هلء افحمتني.

انت جاوبني من فهمك و شلّي الفتوى ع جنب.

دلّني وين الشرك بقول " اللهم اني أسألك بجاه نبيّك"؟ أو اللهم إني أسألك بحبي لنبيّك

اقول لك دلني على وجه الشرك ...وما تقلي ما كانت واردة عن الصحابة و ....دلني عالشرك.

الشرك بالتعريف العام: صرف نوع من انواع العبادة -التي هي كمال الذل والخضوع لله- لغير الله.
والشرك انواع طبعاً...اصغر واكبر.

فجاوبني من خلال فهمك للشرك و العبادة وين الشرك بالتوسّل؟

المبـــارك
12-06-2011, 05:11 PM
انت جاوبني من فهمك و شلّي الفتوى ع جنب.

دلّني وين الشرك بقول " اللهم اني أسألك بجاه نبيّك"؟ أو اللهم إني أسألك بحبي لنبيّك

اقول لك دلني على وجه الشرك ...وما تقلي ما كانت واردة عن الصحابة و ....دلني عالشرك.

فجاوبني من خلال فهمك للشرك و العبادة وين الشرك بالتوسّل؟

هلق مين أفهم أنا وإنت أو شيخ الإسلام؟؟

سأعيد نسخ الجواب لك عن التوسل: أما التوسل الممنوع فهو أن يتوسل الإنسان بالمخلوق، فإن هذا لا يجوز، فالتوسل بالمخلوق حرام، يعني لا بدعائه ولكن بذاته، مثل أن تقول (اللهم إني أسألك بمحمد صلى الله عليه وسلم كذا وكذا) فإن هذا لا يجوز، وكذلك لو سألت بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز، لأن هذا المسبب لم يجعله الله ورسوله سبباً.

Nader 3:16
12-06-2011, 07:53 PM
وين شفت شيخ الاسلام وصفو بالشرك؟
بأسوأ الحالات هو بدعة.

وانا ما طلبت كنو بجوز او لأ...طلبت منك تبين وجه الشرك كما تدعي

ramo
12-06-2011, 08:25 PM
وين شفت شيخ الاسلام وصفو بالشرك؟
بأسوأ الحالات هو بدعة.

وانا ما طلبت كنو بجوز او لأ...طلبت منك تبين وجه الشرك كما تدعي

بأسوأ الحالات بدعة ؟؟ نعم بدعة لأنّها ما كانت مأثورة لا عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم ولا عن التابعين رحمهم الله

هل البدعة هينّة عندك ؟؟

مش كل بدعة في النار ؟ فيها نص نبوي صريح

ربح الأخ مبارك , دووووووووووووووووع
موء بدي حبّك , بدي حبّ مبارك

Nader 3:16
12-06-2011, 08:47 PM
قال تعالى: ( إنّ الله لا يغفر ان يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء)

البدعة قد يغفرها الله اما الشرك لا يغفره الله لمن لم يتب....كما توضح الآية.

gos
13-06-2011, 11:27 AM
رغم أني لا أقتنع بكثير من فتاوى ابن عثيمين وابن باز والألباني؛ فإنهم يصيبون ويخطئون، ومن قال بأن ذلك شرك غير صحيح، بغض النظر إذا كان ذلك يجوز أو لا يجوز، وفي الحقيقة تكلم الألباني رحمه الله عن هذا الموضوع كلاما جيدا وهو الذي أميل إليه، أنقله:
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة - الحديث رقم (22): (توسلوا بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم) (لا أصل له): مما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم ، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله: (وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً) [الأحزاب: 69] ، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى ، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى ، ولكن هذا شيء ، والتوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر ، فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم ، إذ إن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه ، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل ، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها ، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة ، وهذا مما لا سبيل إليه البتة ، فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين : صحيح ، وضعيف . أما الصحيح ، فلا دليل فيه البتة على المدعى ، مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ، وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ، لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم ، ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن ، كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن ، وغير جائز . ومما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر ، توسلوا بعمه صلى الله عليه وسلم العباس ، ولم يتوسلوا به صلى الله عليه وسلم ، وما ذلك إلا لأنهم يعلمون معنى التوسل المشروع ، وهو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ولذلك توسلوا بعده صلى الله عليه وسلم بدعاء عمه ، لأنه ممكن ومشروع ، وكذلك لم ينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى ، وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة....) ، وإنما السر الأكبر في دعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له ، ويشعر به قوله في دعائه : (اللهم فشفعه في) ، أي : أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم ، أي : دعاءه في ، (وشفعني فيه) ، أي : اقبل شفاعتي ، أي : دعائي في قبول دعائه صلى الله عليه وسلم في . فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء ، كما يتضح للقاريء الكريم بهذا الشرح الموجز ، فلا علاقة للحديث بالتوسل المبتدع ، ولهذا أنكره الإمام أبوحنيفة ، فقال : (أكره أن يسأل الله إلا بالله) كما في "الدر المختار" ، وغيره من كتب الحنفية . وأما قول الكوثري في " مقالاته " : (وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكورة في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح) . فمن مبالغاته ، بل مغالطاته ، فإنه يشير بذلك إلى ما أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : (إني لأتبرك بأني حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم – يعني زائراً – فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ، وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقتضى) ، فهذه رواية ضعيفة ، بل باطلة. وقد ذكر شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" معنى هذه الرواية ، ثم أثبت بطلانه فقال : (هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل فإن الشافعي لما قدم ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهد االشافعي معروفا وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن ابن زياد وطبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف). وأما القسم الثاني من أحاديث التوسل ، فهي أحاديث ضعيفة و تدل بظاهرها على التوسل المبتدع ، فيحسن بهذه المناسبة التحذير منها ، والتنبيه عليها فمنها: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها،بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) حديث ضعيف . ومن الأحاديث الضعيفة في التوسل ، الحديث الآتي :مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ) حديث ضعيف. ومن الأحاديث الضعيفة ، بل الموضوعة في التوسل : (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) موضوع. انتهى كلام العلامة الالباني من سلسلة الأحاديث الضعيفة الحديث رقم 22