aboo nizar
30-08-2011, 04:43 PM
موضوع من ثمان صفحات قيه خير كثير سأنقل الصفحة الأولى و المهتم يكمله من الرابط
مقدمة
ثمة إجماع يسود الأوساط السياسية والفكرية والاقتصادية على أن الأمة الإسلامية تعيش في الفترة الراهنة منعطفا تاريخيا يتسم بالصعوبة البالغة والتعقيد الشديد ، إذ تعددت تحدياته وتنوعت متغيراته وتسارعت أحداثه وتشابكت لتضرب بجذورها في مختلف الميادين والمجالات وتنتج أخطاراً حقيقية تطال جميع الأصعدة والمسارات في حياة الفرد والمجتمع .
ومن بين هذه الأخطار الماحقة تربعت قضايا الإرهاب على مسرح الأحداث المحلية والإقليمية والدولية ، واحتلت المشهد الأمامي الذي يسوع ويقود خطط وإستراتيجيات سياسة الهيمنة على مستوى القوى العالمية ، كما يدفع الأفراد والجماعات - وفق تأويل خاص للأحداث والحياة - إلى اتخاذ مواقف فكرية تترجم عملياً على أرض الواقع إلى عمليات عنف تعصف بمفاهيم الأمن والاطمئنان ، وتنسف بكل مقومات الاستقرار الذي يعد الركيزة الأساس لحياة المجتمع والشرط اللازم لرقيه .
وإذا كان الإرهاب وما ماثله من مصطلحات تدور في فلكه كالعنف والتطرف أحد الآليات التي يشهد التاريخ على استخدامها في مواجهة الظلم والاستعباد ، أو أداة لإدارة الصراع في كثير من بقاع العالم ، فإن اللافت للنظر والمثير للاستغراب والدهشة أن تمتد هذه الأداة إلى المجتمعات الإسلامية - ليس هذا فحسب - وإنما ينسب - الإرهاب - إلى الإسلام ويربط بثقافته ، ويفرض ذلك وينتشر في وعي العالم المعاصر بقوة وسائل الاتصال وما تلعبه من تزييف للوعي وتشويه للتاريخ ، بدافع المصلحة وتحقيق المآرب ، أو بغرض التبرير والتمهيد لإحكام السيطرة من خلال مقومات القوة .
وعلى الرغم من ذلك فإن قضايا الإرهاب تلفتنا - خاصة في المجتمعات الإسلامية - إلى مسألة خطيرة تعبر عنها التساؤلات الآتية :
* لماذا تنطلي قضايا الإرهاب وما يرتبط بها من تهويمات وزيف على ثقافة البعض ؟
* وكيف وجدت طريقها إلى الممارسة الفعلية في المجتمع المسلم ؟
* وما أهم الأسس والقناعات الفكرية التي تمثل خلفية نظرية لتلك الممارسات ؟
* والأهم : كيف تكونت في ظل البيئة الإسلامية ، ووجدت من يعتنقها ويمارسها وأحيانا يقبلها ويؤديها صمتاً إن لم يكن علناً ؟
* وكيف انتشرت ثقافة عالمية تبرئ الإرهابيين الفعليين وتلصق التهمة بمن هم منها برآء ؟
إلى غير ذلك من التساؤلات التي تضع العديد من علامات الاستفهام حول أدوار ومسؤوليات الأوساط الفكرية والثقافية والسياسية في كشف المقولات الخاطئة والزيف والتشويه التاريخي الذي لحق بالمفاهيم والدلالات والمضامين ، وبناء القناعات الفكرية والثقافية التي تمثل سياجاً يحمي المسلم من اتباع الأساطير المعاصرة وممارسة العمليات المدمرة .
في هذا السياق تتزايد الحاجة إلى دراسة الإشكالية وبيان المسؤوليات المنوطة بكل من المفكر والداعية والمثقف الإسلامي ، وتتنامي الدعوة إلى ضرورة عقد المؤتمرات والندوات والمحافل الفكرية التي تتناول دورهم في قضايا الإرهاب والعنف والتطرف وما ماثلها من قضايا أممية معاصرة ، ومن ثم تأتي الدراسة الحالية إسهاماً في هذا الجهد الرائد الذي تقوم به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، من خلال منهج تحليلي نقدي يستهدف بحث مسؤوليات المثقف الإسلامي تجاه قضايا الإرهاب .
ووفق ما تسعى إليه الدراسة الحالية ، وحسب ما تقتضيه إجراءات المنهج المستخدم ، فإن هذه الدراسة تهدف إلى التأصيل لمفهوم المثقف الإسلامي ودوره في تكوين البنية الفكرية للمجتمع ، والمساهمة في تحديد هويته الثقافية ، وإلقاء الضوء على أهمية موقعه في تفعيل الساحة الجماهيرية وتحريكها لتكون أقدر على تحمل رسالتها الدينية والتاريخية ، من خلال القضايا المطروحة على الساحة عامة وقضايا الإرهاب والتطرف والعنف خاصة ، وتحديد أبعادها الداخلية والخارجية .
وفي هذا الإطار تأتي الدراسة في محورين :
المحور الأول : التأصيل النظري لمفهوم المثقف الإسلامي .
المحور الثاني : المسؤوليات المنوطة بالمثقف الإسلامي حيال قضايا الإرهاب .
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/book/6004.html?p=1#ixzz1WW0iL400
مقدمة
ثمة إجماع يسود الأوساط السياسية والفكرية والاقتصادية على أن الأمة الإسلامية تعيش في الفترة الراهنة منعطفا تاريخيا يتسم بالصعوبة البالغة والتعقيد الشديد ، إذ تعددت تحدياته وتنوعت متغيراته وتسارعت أحداثه وتشابكت لتضرب بجذورها في مختلف الميادين والمجالات وتنتج أخطاراً حقيقية تطال جميع الأصعدة والمسارات في حياة الفرد والمجتمع .
ومن بين هذه الأخطار الماحقة تربعت قضايا الإرهاب على مسرح الأحداث المحلية والإقليمية والدولية ، واحتلت المشهد الأمامي الذي يسوع ويقود خطط وإستراتيجيات سياسة الهيمنة على مستوى القوى العالمية ، كما يدفع الأفراد والجماعات - وفق تأويل خاص للأحداث والحياة - إلى اتخاذ مواقف فكرية تترجم عملياً على أرض الواقع إلى عمليات عنف تعصف بمفاهيم الأمن والاطمئنان ، وتنسف بكل مقومات الاستقرار الذي يعد الركيزة الأساس لحياة المجتمع والشرط اللازم لرقيه .
وإذا كان الإرهاب وما ماثله من مصطلحات تدور في فلكه كالعنف والتطرف أحد الآليات التي يشهد التاريخ على استخدامها في مواجهة الظلم والاستعباد ، أو أداة لإدارة الصراع في كثير من بقاع العالم ، فإن اللافت للنظر والمثير للاستغراب والدهشة أن تمتد هذه الأداة إلى المجتمعات الإسلامية - ليس هذا فحسب - وإنما ينسب - الإرهاب - إلى الإسلام ويربط بثقافته ، ويفرض ذلك وينتشر في وعي العالم المعاصر بقوة وسائل الاتصال وما تلعبه من تزييف للوعي وتشويه للتاريخ ، بدافع المصلحة وتحقيق المآرب ، أو بغرض التبرير والتمهيد لإحكام السيطرة من خلال مقومات القوة .
وعلى الرغم من ذلك فإن قضايا الإرهاب تلفتنا - خاصة في المجتمعات الإسلامية - إلى مسألة خطيرة تعبر عنها التساؤلات الآتية :
* لماذا تنطلي قضايا الإرهاب وما يرتبط بها من تهويمات وزيف على ثقافة البعض ؟
* وكيف وجدت طريقها إلى الممارسة الفعلية في المجتمع المسلم ؟
* وما أهم الأسس والقناعات الفكرية التي تمثل خلفية نظرية لتلك الممارسات ؟
* والأهم : كيف تكونت في ظل البيئة الإسلامية ، ووجدت من يعتنقها ويمارسها وأحيانا يقبلها ويؤديها صمتاً إن لم يكن علناً ؟
* وكيف انتشرت ثقافة عالمية تبرئ الإرهابيين الفعليين وتلصق التهمة بمن هم منها برآء ؟
إلى غير ذلك من التساؤلات التي تضع العديد من علامات الاستفهام حول أدوار ومسؤوليات الأوساط الفكرية والثقافية والسياسية في كشف المقولات الخاطئة والزيف والتشويه التاريخي الذي لحق بالمفاهيم والدلالات والمضامين ، وبناء القناعات الفكرية والثقافية التي تمثل سياجاً يحمي المسلم من اتباع الأساطير المعاصرة وممارسة العمليات المدمرة .
في هذا السياق تتزايد الحاجة إلى دراسة الإشكالية وبيان المسؤوليات المنوطة بكل من المفكر والداعية والمثقف الإسلامي ، وتتنامي الدعوة إلى ضرورة عقد المؤتمرات والندوات والمحافل الفكرية التي تتناول دورهم في قضايا الإرهاب والعنف والتطرف وما ماثلها من قضايا أممية معاصرة ، ومن ثم تأتي الدراسة الحالية إسهاماً في هذا الجهد الرائد الذي تقوم به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، من خلال منهج تحليلي نقدي يستهدف بحث مسؤوليات المثقف الإسلامي تجاه قضايا الإرهاب .
ووفق ما تسعى إليه الدراسة الحالية ، وحسب ما تقتضيه إجراءات المنهج المستخدم ، فإن هذه الدراسة تهدف إلى التأصيل لمفهوم المثقف الإسلامي ودوره في تكوين البنية الفكرية للمجتمع ، والمساهمة في تحديد هويته الثقافية ، وإلقاء الضوء على أهمية موقعه في تفعيل الساحة الجماهيرية وتحريكها لتكون أقدر على تحمل رسالتها الدينية والتاريخية ، من خلال القضايا المطروحة على الساحة عامة وقضايا الإرهاب والتطرف والعنف خاصة ، وتحديد أبعادها الداخلية والخارجية .
وفي هذا الإطار تأتي الدراسة في محورين :
المحور الأول : التأصيل النظري لمفهوم المثقف الإسلامي .
المحور الثاني : المسؤوليات المنوطة بالمثقف الإسلامي حيال قضايا الإرهاب .
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/book/6004.html?p=1#ixzz1WW0iL400