المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصرانية تستهزئ بالقرآن في حرم الجامعة! فماذا أنت فاعل؟!



أبو محمد القلموني
17-08-2007, 12:18 PM
قبل مدة كنت منطلقا في سيارتي ومعي زوجتي، و ولدي ، و شقيقة زوجتي ، في طريقنا إلى مكان هادئ بارد نجلس فيه شيئا من الوقت نتجاذب أطراف الحديث و نروح عن النفوس. وفي ما أنا منهمك أبحث عن مخرج من طريق متعرجة مفاجئة إذا سمعي ينجذب إلى قصة ترويها زوجتي فتقول :
كنا في الجامعة في يوم اختبار لإحدى المواد الشفهية ، وكان الزحام شديدا. فاتفق موضعنا بالقرب من موضع فتاتين نصرانيتين يزين صدريهما صليب بارز. فلما وقعت الأعين علينا أنا و صديقتي المحجبة. رأينا الإمتعاض في وجه الفتاتين ثم سمعنا إحداهن تقول لصديقتها بلهجة مستهزئة ساخرة : هيا لنقرأ قليلا من القرآن! قل هو الله أحد ... وعلت القهقهات الوقحة !
تقول زوجتي : لقد هممت وصديقتي بتوبيخ الفتاتين بل و تعنيفهما وربما بالدخول في عراك معهما ! ولكن ذلك لم يحصل للأسف !

ذهبت مع الصورة التي رسمتها القصة فتخيلت زوجتي وقد اشتبكت في عراك بالايدي مع تلك النصرانية ، ثم بعد هنيهة يتدخل الطلاب من الفريقين كل ينحاز إلى ملته و مذهبه يكيل بعضهم لبعض الضربات القاسية الموجعة!

ويتطور الأمر فيتدخل من هم خارج أسوار الجامعة فيزداد الطين بلة وتعم الفوضى ! وربما حصل ما هو أكبر من ذلك مما لا أريد لمخيلتي أن تستحضره الآن!


كل هذا وأكثر منه قد يحصل بسبب نصرانية استهزأت بكلام الله الموحى!

شعرت بالضيق وأحسست بأنفاسي تكاد أن تحبس و تنقطع! أظلمت الدنيا أمامي حتى لكأنني في يوم شات عاصف وقد اصطف السحاب الأسود في السماء مفوتا الفرصة على أشعة الشمس أن تدخل لتبدد شيئا من دامس ظلام محدق !

لجأت إلى ما ألجأ إليه في أحايين مشابهة فطفقت أصلي و أسلم على حبيبي محمد ، و بينما أنا كذلك أنسى همي وغمي و أستغرق شيئا فشيئا مع أشواقي الحارة إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه و سلم . إذ ذهبت مخيلتي إليه صلى الله عليه و سلم هناك في مكة يوم كان مضطهدا يحاربه أهلها و يستهزئون به و برسالته ، و يكيدون له و لأصحابه. وبدات أستذكر سيرته العاطرة أستلهم منها الدواء الشافي المبلسم لجراحي.

وسريعا جدا وقفت على ما أبحث عنه ! فيا لله ! كم هو الفارق شاسع و بائن بيننا و بينك يا سيد ولد آدم!

مكة كلها تمد أيديها الآثمة لتنال منك و تؤذي جسدك الطاهر و تسعى بين الناس بما هو كذب و افتراء عليك! تسخر بما جئت به من عند الله و تلغو فيه ! وأنت ماض في دعوتك لا تحيد عنها قيد أنملة لا ترد الأذى و لا تدفع عن نفسك، بل تصبر و تصابر و تثابر في التبليغ و تبذل أقصى الجهد لهداية الناس إلى الحق!

ثم تدور الأيام دورتها ، و تدخل مكة فاتحا منتصرا !

فماذا فعلت بأبي أنت و أمي ! تطأطئ رأسك الشريف و تدخل مكة متواضعا شاكرا لله حامدا له ليس في قلبك غل و لا كره و لا رغبة في الإنتقام ! وحاشاك أن يتدنس قلبك بشيء من هذا !
ثم تقف في الجمع فتستمع إليهم يقولون بلسان منكسر ذليل ، وهم الذين كانت ترتعد فرائص الناس من أصواتهم إذا تكلموا : ما أنت فاعل بنا؟

فكأني بك يا سيدي وقد فعلت هذه الكلمة فعلتها في نفسك و آذتك أشد مما آذاتك رماحهم و سيوفهم وسياطهم بالأمس فتقول بصوت متهدج مثقل بالعشق و الحب و الشكر لله : اذهبوا فأنتم الطلقاء!


هل نحن حقا أتباعك يا سيدي؟! ترى هل لنا نصيب من قول الله تعالى : ( على بصيرة أنا و من اتبعني ) ؟!

و يذهب إلى الطائف ، بعد إذ آذته مكة ، فتتزين له هضابها و سهولها و أشجارها و تنشد طيورها ألحان الحب و يتهيأ كل شيء لحفل استقباله إلا أهل الطائف ! ما أشقاهم! وما أتعسهم! والله الذي لا إله إلا هو لا يبادل المحب ساعة وصل معك بنعيم الارض ! فأنى يؤفك هؤلاء؟!
يصل إليهم حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم فينشطون في إيذائه كما لم ينشط به أهل مكة ، فيحذفوه بالحصاة و يغروا به صبيانهم ! حتي يسيل الدم من جسده الطاهر ! فيتحول عنهم و يستقبل السماء بدعاء الخاشع العاشق.
يأتيه ملك الجبال ليضع نفسه في تصرفه: مرني أطبق عليهم الأخشبين !
فيرفض هذا العرض ، و يقول بروحي هو و ولدي و والدي و ما أملك : لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله!

كم هي صادمة و مفاجئة لنا تلك الكلمات اليسيرة التي تختزن في طياتها منهجا ، أصبح غريبا كل الغربة عن مفاهيمنا و تصوراتنا في زمن الأهواء الذي نعيشه اليوم!

بعبثنا و لهونا و عصبياتنا حولنا الدين من هدفه الدعوي الحقيقي إلى عنتريات ما أنزل الله بها من سلطان! فمتى نستفيق لنخرج دعوة التوحيد من قمقم الطائفية القبيحة و المذهبيات التافهة! ففي الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله قال: : كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فسمعها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا؟ فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة. وفي رواية : أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا.

فهذه أسماء ورد امتداحها في التنزيل و أثنى الله على أهلها في غير ما موضع ، لكنها لما اتخذت لتنسج منها أردية التعصب و التحزب مقتت و سماها رسول الله صلى الله عليه و سلم : دعوات جاهلية و نعتها بالنتن!

فهكذا يجب أن نصف نحن اليوم كل دعوة جاهلية أو راية مذهبية تستبدل دين الله دين الحرية ، الذي أرسل به محمد صلى الله عليه و سلم إلى الناس كافة ، بأفكار و طروحات متمحورة حول المصالح الطائفية النتنة!

محمد أحمد الفلو
17-08-2007, 03:55 PM
وانا أؤيد هذا الرأي في غالب الأحيان يا أخ أحمد وأزيد على اجتهاداتك تأييدا لموقفك بآيتين من كتاب الله تعالى
(و قد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزؤ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) ولم يقل فاضربوهم أو فتشاجروا معهم.

وقال كذلك:
(وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره)

أما من يسارع إالى الشجار في مثل هذه المواقف , فإن دافعه -كما قلت يا أحمد-غالبا مايكون غريزيا وليس مبنيا على مستند شرعي, فلا أسهل من الشجار مع الآخرين في مثل هذه الحالات ,
أما الموقف الأشجع والأسلم شرعا فهو أن نلتزم الآية الكريمة بالإعراض عنهم , ثم أن نحاول الإلتقاء بهؤلاء في جلسة أخرى وبذل النصح لهم .

وهاك قصة عن بعض من يتعامل مع هذه الحالة بمنطق الشجار

منذ سنوات عديدة قام نادي القلمون الرياضي للكرة الطائرة وضمن جولاته الصيفة في إطار المباريات الودية بزيارة لبلدة( قنات- قرية نصرانية-) للعب ضد ناديها في الكرة الطائرة
وخلال اللعب سمع أحد المشرفين على النادي شتما للنبي محمد صلى الله عليه وسلم . .. فما كان منه إلا أن طلب وقف اللعب طالبا بأن يعرف الشاتم بنفسه وأن يخرج من الملعب , مهددا بالإنسحاب والعودة الى القرية ما لم يلب مطلبه
وبعد فترة من الهرج انسحب فريق القرية عائدا بسبب عدم تلبية الطلب
وفي طريق العودة سئل (إنت أكتر واحد بالضيعة بتسب النبي-صلى الله عليه وسلم- شفي دقتك هالحمية؟؟)
فتأمل ما أسفهه من جواب صدر عن هذا الرجل
(محمد لنا , ونحنا منسبو ... بس هنه مسيحية ممنوع يسبوه)

وهلأ يا ما في ناس بيحكوا عن خطر الشيعة عالسنة ومن هالحكي !!!

وهنه لما بيجين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم .. يضربون به عرض الحائط