تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأربعين النووية



shanzimer6
27-08-2007, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

موجودة في كل بيت من بيوتكم, مهجورة من القراءة والحفظ والتطبيق , إلا من رحم الله, ثمينة بمعانيها , غالية بمفرداتها وتعابيرها, أحاديث نبوية صحيحة, من عمل بها كانت سببا" له في تحقيق السعادة والطمأنينة والهناء في الدنيا, والشوق والحنين للقاء الله سبحانه وتعالى في الآخرة, نعم ...إنها " الأربعين النووية".
أحببت أن أعرض عليكم هذه الأحاديث تدريجيا", طمعا" في الأجر والثواب من ربّ العباد, وتحقيقا" للمنفعة بيننا بإذنه تعالى.

الحديث الأول: إنما الأعمال بالنيات.
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه, قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرىء ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"._رواه البخاري ومسلم.


الحديث الثاني: الإسلام والإيمان والإحسان.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم, إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب, شديد سواد الشعر, لا يرى عليه أثر السفر, ولا يعرفه منا أحد, حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فأسند ركبتيه إلى ركبتيه, ووضع كفيه عللى فخذيه, وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام لأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا" رسول الله, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلا, قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدّقه, قال: فأخبرني عن الإيمان, قال: أن تؤمن بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان, قال: أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة, قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أمارتها, قال: أن تلد الأمة ربّتها, وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في لبنيان. ثم انطلق, فلبثت مليا", ثم قال: يا عمر, أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم, قال: فإنه جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم"_ رواه مسلم.
(أمارتها: علاماتها).


الحديث الثالث: أركان الإسلام ودعائمه العظام.
عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا" عبده ورسوله, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وحج البيت, وصوم رمضان"._رواه البخاري ومسلم.

الحديث الرابع: أطوار خلق الإنسان وخاتمته.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما" نطفة", ثم يكون علقة" مثل ذلك, ثم يكون مضغة" مثل ذلك,ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه, وأجله, وعمله, وشقيّ أو سعيد, فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها".

الحديث الخامس: إبطال المنكرات والبدع.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ"_ رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم," من عمل عملا" ليس علبه أمرنا فهو ردّ".

الزاهر
12-11-2007, 09:09 PM
لحد علمي انهم 40 حديث يا أرايبةّ!!!!
وين البقية....ضيعو الطريق!!!
لوووووووووووول!!!!

الريس
12-11-2007, 09:59 PM
بصراحة هنة سمو أربعين لأنهم بالأربعينات ، ومش لأنهم أربعين ، يعني متل ما بتذكر انهم بيطلعولن شي 43 .

الزاهر
12-11-2007, 10:26 PM
يا زلمة.....قصدت المتابعة!!!!
لوووووووووووول!!!
بس منشان ذكرها بالوضوع!!!!

Nader 3:16
12-11-2007, 11:12 PM
أحببت أن أعرض عليكم هذه الأحاديث تدريجيا",

ولا ما بتقرأ يا زاهر!!!!!!!!!!!!!

الله يجزيكم كل خير:)

الزاهر
12-11-2007, 11:23 PM
صرلو الموضوع اشهر يا ابضاي!!!!!

shanzimer6
13-11-2007, 12:44 AM
السلام عليكم:
ما تؤاخذونا عالطولة بهالموضوع....وكان قصدي انو الواحد قاعد وقاعد عالصفحة فبيقراهن, لأن مني وعلي مالي خلاق أقرأ بكتاب كتير....
فانتظرت حتى تردوا, تعطوا رأيكن, فما حدا قال شي....ففضلت التروّي, وكنت مشغولة بمواضيع تانية...
الله يبارك فيكن....عن قريب ان شاء الله رح كفيّن. :)

دوكر
13-11-2007, 01:00 AM
يا هلا ابلست شانزيمر سته................

موضوع حلو بس عندي اقتراح زغير انو لو بتخلي الموضوع ب طرءة تانية.......

يعني بلا معلمية.........ليش ما بتعملاي كل اسبوع حديث مع شوية فوائد.......ساعتا بكون شي رائع..........هيكا شوية فوائد........و شوية اشياء بنستخلصا من الحديث..........
و شوية اشاء عملية................

يعطيكي العافية.............

shanzimer6
13-11-2007, 01:04 AM
تكرم يا معلم....ما منختلف بهالشغلة.... وما في مشكلة...
ان شاء الله رح ارجع اكتب فوائد الاحاديث القديمة, والجداد كمان.

shanzimer6
25-11-2007, 05:44 PM
الحديث الأول:
الحديث الأول: إنما الأعمال بالنيات.
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه, قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل امرىء ما نوى, فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"._رواه البخاري ومسلم.

معاني الكلمات:
النية: لغة: هي القصد, واصطلاحاً: القصد المقترن بالفعل.

امرىء: انسان كان رجلاً كان أم امرأة.

هجرته: الهجرة لغة: الترك. شرعاً: مفارقة دين الكفر إلى دار الاسلام خوف الفتنة.
والمراد بها في الحديث: الانتقال من مكة وغيرها إلى المدينة قبل فتح الاسلام.

إلى الله: إلى محل رضاه نية وقصداً.

فهجرته إلى الله ورسوله: قبولاً وجزاءً.

لدنيا يصيبها: لغرض دنيوي يريد تحصيله.

(والحديث هو أحد الأحاديث التي عليها مدار الاسلام. قال الإمام أحمد والشافعي رحمهما الله يدخل في حديث" إنما الأعمال بالنيات" ثلث العلم).
وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه, والنية أحد الأقسام الثلاثة.
سبب ورود الحديث:
ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها: أم قيس, فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر, فهاجر, فتزوجها, فكنا نسميه: مهاجر أم قيس.
ما يرشد إليه الحديث:
1- اشتراط النية: حيث اتفق العلماء على أن الأفعال الصادرة من المكلفين المؤمنين, لا تصير معتبرة شرعاً, ولا يترتب الثواب على فعلها إلا بنية, ووقتها أول العبادة ومحلها القلب.
2- وجوب الهجرة: من ديار الكفر إلى ديار الاسلام للذي يتمكن من إظهار دينه. وتطلق الهجرة أيضاً على هجر المعاصي وأماكنه ورفاق السوء و....
3- يفيد الحديث أن من نوى عملاً صالحاً فمنعه من القيام به عذر قاهر, فإنه يثاب عليه.
4- كل عمل نافع وخيّر يصبح بالنية والاخلاص عبادة, فبالاخلاص في العمل نحصّل الأجر والثواب.

دوكر
25-11-2007, 07:31 PM
يا هلا بالست شانزيمر........كويس كتير......هيكا الموضوع صار لو علاءة بحياتنا العملية.......صار الواحد هوني فاي يطبء الحديث.....فاي يعيشو بحاتو اليومية.......
لأنو الدين و المفاهيم و القيم الاسلامية...وكلشي لو علاءة بي دينا بنوخدو من الاحاديث و الايات......بس منو حسب تفسيرنا .....ع حسب تفسير الرسول صلى الله عليه و سلم .....و من بعدو الصحابة....و من بعدن التابعين.....هدولي سلف الامة....لي عرفو معنى لا اله الا الله .....و مارسو ع ارض الواقع....و ربنا رفعون بها......
يعطيكي العافية.....
اخوكم دوكر المعوكر.....

shanzimer6
26-11-2007, 03:27 PM
الحديث الثاني
الحديث الثاني: الإسلام والإيمان والإحسان.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم, إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب, شديد سواد الشعر, لا يرى عليه أثر السفر, ولا يعرفه منا أحد, حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم, فأسند ركبتيه إلى ركبتيه, ووضع كفيه عللى فخذيه, وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام لأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا" رسول الله, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلا, قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدّقه, قال: فأخبرني عن الإيمان, قال: أن تؤمن بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان, قال: أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة, قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أمارتها, قال: أن تلد الأمة ربّتها, وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في لبنيان. ثم انطلق, فلبثت مليا", ثم قال: يا عمر, أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم, قال: فإنه جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم"_ رواه مسلم.
(أمارتها: علاماتها).

معاني الكلمات:

أمارتها: علاماتها.

أن تلد الأمة ربّتها: كناية عن كثرة الإماء, حيث يصبح أولاد الإماء الأحرار سادة أو كناية عن عقوق الأولاد, حتى يخاف الوالد من ولده, كما يخاف الرقيق من سيّده, حيث يفسد الزمان وتنقلب الأحوال.

العالة: الفقير.

الشاء: جمع شاة.

فليثت ملياً: انتظرت طويلاً.

ما يرشد إليه الحديث:
1- تحسين الهيئة والثياب والتطيّب لدخول المساجد, وحضور مجالس العلم والعلماء, والتأدب معهم.

2- الاسلام: لغة: الانقياد والاستسلام لله تعالى, شرعاً: هو قائم على أسس خمسة كما في الحديث.

3- الايمان: لغة: التصديق, شرعاً: التصديق الجازم بوجود الله تعالى وملائكته ورسلو واليوم الآخر والقدر.

4- الاحسان: هو الاخلاص والاتقان في العبادة لله تعالى كأنك تراه, فأن لم تكن تراه فإنه يراك.

5- الساعة وعلاماتها: علم وقت قيام الساعة ممّ اختصّ الله بعلمه, ولكنه أجاب صلى الله عليه وسلم عن بعض علاماتها.

6- أشار الحديث إلى طريقة التعليم بالسؤال والجواب, والذي يعتبر أسلوباً ناجحاً في التعليم والتربية.

shanzimer6
26-11-2007, 10:56 PM
الحديث الثالث
الحديث الثالث: أركان الإسلام ودعائمه العظام.
عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا" عبده ورسوله, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وحج البيت, وصوم رمضان"._رواه البخاري ومسلم.

معاني الكلمات:
بني: أي أسّس.
على خمس: أي خمس دعائم.
شهادة: الإقرار والتصديق.
إقام الصلاة: المداومة عليها, وأدائها كاملة الشروط والأركان, مستوفية السنن والآداب.

ما يرشد إليه الحديث:

· شبّه الرسول صلى الله عليه وسلم الاسلام بالبناء المحكم, القائم على أسس وقواعد ثابتة, وخصّ الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأسس تأكيداً على أهميتها ( غير أنّه هناك أموراً كثيرة غيرها ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: الايمان بضع وسبعون شعبة), وهذه الأسس هي:
1- الشهادة: وهي الأساس بالنسبة لبقية الأركان, قال صلى الله عليه وسلم:" من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة".
2- إقام الصلاة: والمراد المحافظة عليها وأداؤها كاملة حتى تؤتي ثمارها, قال صلى الله عليه وسلم:" بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة".

وقال صلى الله عليه وسلم:" الصلاة عماد الدين".
فهي شعار المسلم, وعنوان المؤمن.
3- إيتاء الزكاة: وهي إعطاء نصيب معين من المال للفقراء, وهي عبادة مالية تتحقق بها العدالة الاجتماعية.
4- الحج: وهو قصد المسجد الحرام في أشهر الحج للمستطيع, والقيام بما بيّنه رسول الله من مناسك, قال صلى الله عليه وسلم:" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
5- صوم رمضان: وهو عبادة فيها تطهير للنفس, وسموّ للروح, وصحة للجسم, قال صلى الله عليه وسلم:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه".
· غاية العبادات ليس المراد بها صورها وأشكالها, وإنما غايتها الإخلاص بها, وتحقيق المقصود منها.
· الاسلام عقيدة وعمل, فلا ينفع عمل دون إيمان, كما أنّه لا وجود للإيمان دون عمل.

دوكر
26-11-2007, 11:01 PM
يا هلا بالست شانزيمر سته.......يعطيكي العافية......
يا ريت ترجعي توكتبي الاحاديث.....من شان يكون الموضوع منسء اكتر......بغري الواحد بوءرا الحديث و الفوائد و المعاني....و ما بيطر يرجع ع الصفحة لي ابلا......
يعطيكي العافية......
اخوكم دوكر المعوكر.....

shanzimer6
27-11-2007, 03:34 PM
الحديث الرابع
الحديث الرابع: أطوار خلق الإنسان وخاتمته.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما" نطفة", ثم يكون علقة" مثل ذلك, ثم يكون مضغة" مثل ذلك,ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه, وأجله, وعمله, وشقيّ أو سعيد, فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها".


معاني الكلمات:
يجمع: يضم ويحفظ.
نطفة: منياً.
علقة: قطعة دم لم تيبس.
مضغة: قطعة دم بقدر ما تمضغ.
فيسبق عليه الكتاب: أي يسبق في علم الله تعالى.


فقه الحديث:
· أطوار الجنين:
· أشار هذا الحديث النبوي إلى مراحل نموّ الجنين في الرحم, ولم يكشف علم التشريح وعلم الأجنّة عن هذه المراحل إلا في العصر الحديث, وهو إعجاز علمي ظاهر في القرآن والسنة.

قال تعالى:" ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين"_ المؤمنون:13- 14.

واتفق العلماء على تحريم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه, واعتبروه جريمة ( ونفخ الروح في الجنين يكون بعد مضيّ مئة وعشرين يوماً على الاجتماع بين الزوجين, والروح من أمر الله تعالى وهي التي يحيا بها الانسان), وأمّا إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه فحرام أيضاً عند أغلب الفقهاء, وفيه تفصيل.

· علم الله تعالى:
إنّ الله يعلم أحوال الخلق قبل أن يخلقهم, فما يكون منهم شيء من إيمان وطاعة, أو كفر ومعصية, وسعادة وشقاوة, إلا بعلم الله وإرادته.

وعلم الله تعالى لا يرفع عن العبد الاختيار والقصد, لأنّ العلم صفة غير مؤثرة, وقد أمر الله الخلق بالايمان والطاعة, ونهاهم عن الكفر والمعصية, وذلك برهان على أنّ للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد. قال تعالى:" قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسّاها"_ الشمس: 9-10.

· الاحتجاج بالقدر:
يكون بعد وقوع المقدور وهو المأذون به, لما يجد المؤمن من راحة عند خضوعه لقضاء الله تعالى, وقضاء الله تعالى للمؤمن يجري بالخير في صورتي السراء والضراء.

ولأنّ ما قدّره الله علينا قبل وقوعه هو مجهول بالنسبة لنا, لا علم لنا به, فلا يحتجّ صاحب الضلالة أو الفسق بقدر الله قبل وقوع ذلك منه, قال تعالى:" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله"_ التوبة:105.

· الأعمال بالخواتيم:
قال صلى الله عليه وسلم:" إنّما الأعمال بالخواتيم".
قال ابن حجر الهيثمي: ( إنّ خاتمة السوء تكون والعياذ بالله بسبب دسيسة باطنية للعبد, ولا يطلع عليها الناس, وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار, وفي باطنه خصلة خير خفية, تغلب عليه آخر عمره, فتوجب له حسن الخاتمة.
وحكى عبد العزيز بن داوود قال: حضرت عند محتضر لقن الشهادتين, فقال: هو كافر بهما, فسأل عنه, فإذا هو مدمن خمر, وكان عبد العزيز يقول: اتقوا الذنوب فإنّها هي التي أوقعته).

shanzimer6
01-12-2007, 09:33 PM
الحديث الخامس
الحديث الخامس: إبطال المنكرات والبدع.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ"_ رواه البخاري ومسلم. وفي رواية لمسلم," من عمل عملا" ليس علبه أمرنا فهو ردّ".


معاني الكلمات:

من أحدث: أنشأ واخترع من قبل نفسه وهواه.
في أمرنا: في ديننا وشرعنا الذي ارتضاه لنا.
ما ليس منه: مما ينافيه أو يناقضه, أو لا يشهد له شيء من قواعده وأدلّته العامة.
فهو ردّ: مردود على فاعله لبطلانه, وعدم الاعتداد به.


فقه الحديث وما يرشد إليه:

1- الاسلام اتباع لا ابتداع: الرسول صلى الله عليه وسلم حفظ الاسلام من غلو المتطرفين, وتحريف المبطلين بهذا الحديث الذي يعتبر من جوامع الكلم, وهو مستمدّ من آيات كثيرة في القرآن, نصّت على أنّ الفلاح والنجاة في اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم دون تزيد أو تنطع, كقوله تعالى: ﴿ قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾_ آل عمران:31 وقوله: ﴿ وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله﴾_ الأنعام:153.

وروى مسلم في صحيحيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته:" خير الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشرّ الأمور محدثاتها, وكلّ محدثة بدعة, وكلّ بدعة ضلالة"_ ورواه البيهقي وفيه زيادة " وكلّ ضلالة في النار".

2- الأعمال المردودة: وهي قسمان:

* العبادات: فما كان خارجاً عن حكم الله ورسوله بالكلية, فهو مردود على صاحبه كأن يتقرب إلى الله تعالى بشيء لم يرد في الشرع, كالتقرب إلى الله بسماع الأغاني أو بالرقص أو بتعذيب الجسد..... وفي كتب الفقه تفصيل أحكام العبادات في الاسلام, وما يردّ منها وما يبطل عند إحداث زيادة أو نقصان عما ثبت عن المشرع الحكيم.

* المعاملات: كالعقود والفسوخ, فما كان منافياً للشرع بالكلية فهو باطل مردود, دليل ذلك ما حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, فقد جاءه سائل يريد أن يغيّر حدّ الزنى المعهود إلى الفداء من المال والمتاع, فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحال وأبطل ما جاء به. وتفصيل ذلك في كتب الفقه.

3- الأعمال المقبولة: هناك أعمال وأمور مستحدثة, لا تنافي أحكام الشريعة, بل يوجد في أدلة الشرع وقواعده ما يؤيّدها, فهذه لا تردّ على فاعلها, بل هي مقبولة ومحمودة كما فعل الصحابة في جمع القرآن ونسخه وفي كتابة الأحاديث والأسانيد والنحو والحساب والطبّ... وغير ذلك من العلوم التي تخدم مصادر التشريع الأساسية, أو العلوم التجريبية النافعة التي تخدم الناس في معيشتهم.

4- البدعة المذمومة, والبدعة المحمودة: والنتيجة مما سبق أنّ بعض الأعمال المبتدعة المخالفة لشرع الله تعالى هي بدع سيئة وضالة, وبعض الأعمال المستحدثة لا تخالف الشرع, بل هي موافقة له مقبولة فيه, فهذه أعمال مقبولة محمودة, قال الشافعي: ما أحدث وخالف كتاباً أو سنة أو إجماعاً أو أثراً, فهو البدعة الضالة, وما أحدث من الخير ولم يخالف شيئاً من ذلك, فهو البدعة المحمودة.

والبدعة السيئة قد تكون مكروهة, وقد تكون حراماً لضررها وفسادها ومخالفتها مقاصد الاسلام وضروراته, كالانتماء إلى هيئات أو جماعات تنكر الوحي أو تتنكر لشرع الله, أو من يستحل التهاون في التكاليف الشرعية... وغير ذلك, ومن البدع السيئة عند عامة الناس تعظيم بعض الأشياء والتبرك بها, واعتقاد النفع بها, كتعظيم عين أو شجرة أو ضريح.....

5- وفي الحديث أنّ من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه, وعمله مردود عليه, وأنّه يستحق الوعيد.

دوكر
01-12-2007, 09:56 PM
يا هلا بالمعلم ابو رياض...يا هلا بالصديء و الله...طلما ؤلتون عني...بؤلك يعطيك العافية...

shanzimer6
03-12-2007, 09:17 PM
الحديث السادس

الحديث السادس: الحلال والحرام.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنّ الحلال بيّن وإنّ الحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه, ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام, كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه, ألا وإنّ لكل ملك حمى ألا وإنّ حمى الله محارمه, ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب"_ رواه البخاري ومسلم.


معاني الكلمات:

بيّن: ظاهر, وهو ما نصّ الله ورسوله أو أجمع المسلمون على تحليله بعينه أو تحريمه بعينه.
مشتبهات: جمع مشتبه وهو المشكل, لما فيه من عدم الوضوح في الحل والحرمة.
لا يعلمهنّ: لا يعلم حكمها, فهي تشبه مرةً الحلال ومرةً الحرام.
اتقى الشبهات: ابتعد عنها وتوقاها.
الحمى: المحمي.
أن يرتع فيه: أن تأكل منه ماشيته وتقيم فيه.
محارمه: المعاصي التي حرّمها الله.
مضغة: قطعة من اللحم بقدر ما يمضغ.


فقه الحديث:

1- الحلال بيّن والحرام بيّن, وبينهما أمور مشتبهات: قال النووي: معناه أنّ الأشياء ثلاثة أقسام: حلال واضح, لا يخفى حله, كأكل الطعام المباح والكلام... وحرام واضح: كالخمر والزنى...
وأما المشتبهات: فمعناه أنّها ليست بواضحة الحل والحرمة, ولهذا لا يعرفها كثير من الناس, أما العلماء فيعرفون حكمها بنصّ أو قياس أو اجتهاد...
ومن الورع ترك الشبهات مثل عدم معاملة إنسان في ماله شبهة أو خالط ماله الربا أو غير ذلك...

2- المشتبهات أقسام: قسّمها ابن المنذر إلى ثلاثة أقسام: شيء يعلمه المرء حراماً, ثم يشك فيه, هل هو باق على حله أم لا, فلا يحل الإقدام عليه إلا بيقين, كشاتين ذبح إحداهما وثني, وشككنا في تعيينها.
وعكسه أن يكون الشيء حلالاً فيشك في تحريمه, كالزوجة يشك في طلاقها, وكالحدث يشك فيه بعد يقين الطهارة, فلا أثر له. وشيء يشك في حرمته أو حلّه على السواء, فالأولى التنزّه عنه, كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:" إنّي لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي, فأرفعها لآكلها, ثم أخشى أن تكون من الصدقة فألقيها"_ رواه البخاري ومسلم.

3- صلاح القلب هو عنوان الفوز عند الله عز وجلّ, قال تعالى: ﴿ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم﴾_ الشعراء:88.
وصلاح القلب لا يكون إلا بالتزكية والتربية والتقوى, وإذا صلح الباطن صلح الظاهر.

shanzimer6
02-01-2008, 11:29 PM
الحديث السابع: الدّين النصيحة.

عن تميم الدّاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الدّين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله, ولكتابه, ولرسوله, ولأئمة المسلمين, وعامتهم"_ رواه مسلم.


مفردات الكلمات:

الدّين: المراد هنا: الملة وهي دين الاسلام, أي عماد الدين وقوامه النصيحة.
النصيحة: كلمة يعبّر بها عن إرادة الخير للمنصوح له, وأصل النصح في اللغة: الخلوص, ومنه نصحت العسل إذا صفيته من الشمع وخلصته منه, وقيل: مأخوذ من نصح الرجل ثوبه إذا خاطه, فشبّه فعل الناصح فيما يتحراه للمنصوح له بإصلاح الثوب.
أئمة المسلمين: حكامهم.
عامتهم: سائر المسلمين غير الحكام.


فقه الحديث:

1- النصيحة لله: أي لدين الله, وتكون بالإيمان به, والإخلاص في عبادته, والقيام بطاعته وتجنب معصيته...
2- النصيحة لكتاب الله: أي قراءته, وترتيله, وحفظه, وتدبّر معانيه, والتفقه, والعمل به, وتعليمه للأجيال المسلمة.
3- النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وتكون بتصديق رسالته, والإيمان بجميع ما جاء به , وبمحبته, وبالالتزام بسنته, والدفاع عنها.
4- النصيحة لائمة المسلمين: بطاعتهم, وأن نعينهم على الخير, وتوحيد كلمة المسلمين, ونسدي النصح لهم إن انحرفوا.
5- النصيحة لعامة المسلمين: وذلك بإرشادهم لمصالحهم في أمر آخرتهم ودنياهم وتعليمهم, ونصحهم بالقول والعمل.
6- ومن أدب النصيحة: أن ينصح المسلم أخاه سراً, لأن من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة, قال بعضهم: من وعظ أخاه سراً فقد زانه, ومن وعظه جهراً فقد شانه.
والمؤمن يستر وينصح, والفاجر يهتك ويعيّر.

shanzimer6
02-01-2008, 11:33 PM
الحديث الثامن: حرمة المسلم.

عن ابن عمر أنّ الرسول صلى اللله عليه وسلم قال:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله, ويقيموا الصلاة, ويؤتوا الزكاة, فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الاسلام وحسابهم على الله"_ رواه البخاري ومسلم.


مفردات الكلمات:

أمرت: أمرني الله تعالى.
الناس: المقصود عبدة الأوثان والمشركون.
يقيموا الصلاة: يأتوا بها على الوجه المأمور به.
يؤتوا الزكاة: يدفعوها إلى مستحقيها.
عصموا: حفظوا ومنعوا, ومنه اعتصمت بالله: امتنعت بلطفه عن معصيته.
إلا بحق الاسلام: هذا استثناء منقطع, معناه: لكن يجب عليهم بعد عصمة دمائهم وأموالهم أن يقوموا بحق الاسلام من فعل الواجبات وترك المنهيات.
وحسابهم على الله: حساب بواطنهم وصدق قلوبهم على الله, لأنه سبحانه هو المطلع على ما فيها.


فقه الحديث:

1- يرشدنا الحديث إلى وجوب قتال عبدة الأوثان حتى يسلموا, ويدل أيضاً على أنّ دماء المسلمين وأموالهم مصونة.
2- الحساب في الآخرة لله عزّ وجلّ, وهو يعلم السرائر ويحاسب عليها, فإن كان مؤمناً صادقاً, أدخله الجنة, وإن كان كاذباً مرائياً بإسلامه فإنه منافق في الدرك الأسفل من النار, أما في الدنيا فإن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم التذكير, قال صلى اللله عليه وسلم لخالد بن الوليد رضي الله عنه:" إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس, ولا أشق بطونهم"_ رواه البخاري ومسلم.

shanzimer6
02-01-2008, 11:35 PM
الحديث التاسع: الأخذ بالتيسير وترك العسير.

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما نهيتكم عنه فاجتنبوه, وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم, فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم"_ رواه البخاري ومسلم.


مفردات الكلمات:

أهلك: صار سبب الهلاك, إذ أوجب العقوبة في الدنيا والآخرة.
كثرة مسائلهم: أسئلتهم الكثيرة, لا سيما فيما لا حاجة إليه ولا ضرورة.
اختلافهم على أنبيائهم: عصيانهم لهم, وترددهم في أخبارهم, وجدالهم فيما جاؤووهم به من شرع.


وسبب ورود هذا الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" أيها الناس, قد فرض الله عليكم الحج فحجوا, فقال رجل أكلّ عام يا رسول الله؟ فسكت, ثم قالها ثلاثاً, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت, ولما استطعتم, ثم قال: ذروني ما تركتم, فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم, فإذا أمرتكم بشيء, فأتوا منه ما استطعتم, وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".


فقه الحديث:

يشير الحديث إلى الكثير من القواعد الفقهية منها:" المشقة تجلب التيسير" , " الميسور لا يسقط بالمعسور" , " الضرورات تبيح المحظورات وتقدّر بقدرها" , وغيرها من القواعد العامة التي عليها مدار الفقه وأحكامه, ولا بدّ من التوسع في فهمها من مراجعها.

الزاهر
03-01-2008, 12:37 AM
بارك الله بك أختي......بانتظار القادم!!!

دوكر
03-01-2008, 01:50 AM
يا هلا بالست شانزيمر سته...
اه اه اه ....ايام ...اديم بلاوي هل الموضوع...
يعطيكي العافية...
اخوكم دوكر المعوكر...

shanzimer6
09-01-2008, 09:52 PM
الحديث العاشر: الطيب الحلال شرط القبول.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنّ الله طيّب لا يقبل إلا طيباً, وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً﴾_ المؤمنون:51 وقال: ﴿ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم﴾_ البقرة: 172 ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السماء يا ربّ يا ربّ ومطعمه حرام, ومشربه حرام, وملبسه حرام, وغذّي بالحرام, فأنّى يستجاب له"_ رواه مسلم.


مفردات الكلمات:

لا يقبل إلا طيباً: لا يقبل من الأعمال والأموال إلا ما كان خالصاً من المفسدة, أو حلالاً.
أشعث: جعد شعر الرأس لعدم تمشيطه.
أغبر: غيّر الغبار لون شعره لطول سفره في الطاعات كالحج والجهاد.


فقه الحديث:

1- الطيّب المقبول: يشمل الأعمال والأموال والأقوال والاعتقادات. المؤمن كله طيّب ولسانه وجسده بما يسكن في قلبه من الايمان.
ويكون العمل مقبولاً طيباً بطيب المطعم والملبس, والحرام يفسد العمل ويمنع قبوله.

2-أسباب إجابة الدعاء: طيب المطعم, والانكسار بين يدي الله, والاستغفار والتذلل بين يديه, والالتزام بآداب الدعاء, واختيار الأوقات المخصوصة للعبادة والدعاء والإلحاح على الله عز وجلّ, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا قال العبد: يا ربّ, أربعاً, قال الله: لبيك عبدي, سل تعطه". فمن أراد الدعاء لزمه أن يعتني بالحلال في مأكله وملبسه حتى يقبل دعاؤه.

3- الدعاء مخ العبادة: لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله ممن سواه, وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص, ولا عبادة فوقها.

shanzimer6
09-01-2008, 09:55 PM
الحديث الحادي عشر: الأخذ باليقين والبعد عن الشبهات.

عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"_ رواه الترمذي والنسائي.


مفردات الكلمات:

دع ما يريبك: دع ما تشك فيه من الشبهات, الأمر للندب.
إلى ما لا يريبك: إلى ما لا تشك فيه من حلال بيّن.


فقه الحديث:

1- ترك الشبهات: إن ترك الشبهات في العبادة والمعاملات والمناكحات وسائر أبواب الأحكام, وإلتزام الحلال في كل ذلك, يؤدي بالمسلم إلى الورع, وهو عميم النفع في قطع وساوس الشيطان, وكثير الفائدة عظيم الجدوى في الدنيا والآخرة, فالحلال والصدق طمأنينة ورضا, والحرام والكذب ريبة وقلق ونفور, ويرشدنا الحديث إلى أن نبني أحكامنا وأمور حياتنا على اليقين.

2- الصدق طمأنينة والكذب ريبة: وقول النبي صلى الله عليه وسلم في رواية الترمذي :" إن الصدق طمأنينة والكذب ريبة" فيه إشارة إلى تحرّي القول الصادق الفصل, عندما يحتاج الانسان إلى جواب سؤال أو فتوى مسألة, وعلامة الصدق أن يطمئن القلب.
وعلامة الكذب أن تحصل به الشكوك, فلا يسكن القلب له, بل ينفر منه.

shanzimer6
09-01-2008, 09:59 PM
الحديث الثاني عشر: الاشتغال بما يفيد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"_ رواه الترمذي.


مفردات الكلمات:

من حسن إسلام المرء: من كمال إسلامه وتمامه, وعلامات صدق إيمانه, والمرء يراد به ذكراً كان أم أنثى.
ما لا يعنيه: ما لا يهمه من أمر الدين والدنيا , من الأفعال والأقوال.


فقه الحديث:

1- إقامة المجتمع الفاضل: يحرص الاسلام على سلامة المجتمع, وأن يعيش الناس في وئام ووفاق, لا منازعات بينهم ولا خصومات, وأكثر ما يثير الشقاق بين الناس, ويفسد المجتمع, ويورد الناس المهالك تدخّلهم فيما لا يعنيهم في شؤون غيرهم, ولذا كان من دلائل استقامة المسلم وصدق إيمانه, تركه التدخل فيما لا يخصه من شؤون غيره.

2- الاشتغال بما لا يعني هو تضييع وعنوان لضعف الايمان: روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: توفي رجل من الصحابة فقال رجل: أبشر بالجنة, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أو لا تدري, فلعله تكلم فيما لا يعنيه, أو بخل بما لا ينقصه" وروى ابن حبان: أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذرّ رضي الله عنه:" بحسب امرىء من الشر ما يجهل من نفسه, ويتكلف ما لا يعنيه".

3- الاعراض عما لا يعني طريق السلامة والنجاة, والقلب المشغول بالله تعالى معرض عما لا يعنيه من شؤون الخلق, ومن اشتغل بما لا يعنيه دلّ ذلك منه على عدم استحضار القرب من الله تعالى وعدم صدقه معه, وحبط عمله, وكان من الهالكين.

روي عن الحسن البصري أنه قال: من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه.
وذكر مالك في الموطأ أنه بلغه: أنه قيل للقمان: ما بلغ بك ما نرى؟ .
يريدون الفضل, فقال لقمان: صدق الحديث, وأداء الأمانة, وترك ما لا يعنيني.

4- ويرشد الحديث إلى أن من صفات المسلم الاشتغال بمعالي الأمور, والبعد عن السفساف ومحقرات الشؤون.

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كلام ابن آدم عليه لا له, إلا الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, وذكر الله تعالى".
وفيه تأديب للنفس وتهذيب لها عن النقائص والرذائل, وترك ما لا جدوى منه ولا نفع.

الزاهر
09-01-2008, 10:11 PM
من صفات المسلم الاشتغال بمعالي الأمور, والبعد عن السفساف ومحقرات الشؤون.


بارك الله بك.................هذا من أهم الأمور التي تنقص الشباب في أيامنا...........ومما لا يعنيني من العمل أن أضيع وقتي في متابعة المسلسلات (التي لا هدف منها!!!) وتمضية جل وقتي على الـ VIdeo Games ............بالنسبة لي.........هذا تابع للذي ذكرهته في الشرح!!!


الأخذ باليقين والبعد عن الشبهات.

كما أن هذا من أهم القضايا التي تنقص مجتمعنا القلموني........بتلائي الخبرية وصلت للجميع أبل ما حدا يتأكد من المعني بالأمر من صحتها !!!!
وبتلائي الواحد متشبث بـ "سمعتو آل" أكتر من ما يصدق ما تراه عينه........كما إنو الواحد _سبحان الله_ بيأيبل كيف بدو يحتال عالدين لمصالحو الشخصية......يا عمي هادي جنينة مسيجة.......وإنت لما عم تأرب عالشبهات بالدين كأنك عم تأرب معزاياتك عليها........ولك هالأرض منها لاك يا ابني...افهم شو عم ألك...بتلائيه ملبص عالحدود!!!

بانتظار الأحاديث القادمة!!!......بارك الله جهودكم

دوكر
10-01-2008, 12:24 AM
يا هلا بالست شانزيمر سته......
يعطيكي العافية ........
و يا هلا بالمعلم أطر........
كلامك مدوزن .....لو انا بنعرف نوجه طاءاتنا و ءدراتنا وينكانت الأمة الأسلامية......
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
انا بشوف بهل الحديث كتير من المعاني لي نحنا مأصرين فيا .....كل شغلة بدنا نحشر راسنا فيا ......كل زغيرا بدنا نعرفا ....كل تنين وشوشو بعضون بدنا نعرف شعم يؤلو.......
و منو هوني و بس بتؤف الؤصة ....بدنا ننظر ع كل الدنية ......فلان عمل هيكا كان الأفضل يعمل هيكا ....طيب انتا عارف ايشيا الظروف لي خلتو يعمل هيكا .....لأ.....بس كان لازم يعمل هيكا.......
و تنظيرنا ما بيءتصر ع الأفراد .....لأ .....احيان بيمتد ع منظمات.......و دول.....هههههه.......

يعطيكن العافية ......
اخوكم دوكر المعوكر.......

shanzimer6
13-01-2008, 08:24 PM
الحديث الثالث عشر: أخوة الايمان والاسلام.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"_ رواه البخاري ومسلم.


مفردات الكلمات:

لا يؤمن: الايمان الكامل.
أحدكم: من يدّعي الايمان والاسلام منكم.
لأخيه: المسلم والمسلمة, وقيل لأخيه الانسان.
ما يحب لنفسه: مثل الذي يحبه لنفسه من الخير.


فقه الحديث:

1- الايمان الكامل: إن أصل الايمان يتحقق بتصديق القلب الجازم, وإذعانه لربوبية الله عز وجلّ, والاعتقاد ببقية الأركان, وفي هذا الحديث يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الايمان لا ترسخ جذوره في النفس, ولا يتمكن من القلب إلا إذا أصبح الانسان خيّراً, بعيداً عن الأنانية والحقد والكراهية والحسد, فلا يحب للناس ما يحب لنفسه من السلامة من الشر والأذى, والتمتع برغد العيش, والفوز برضوان الله تعالى, والقرب منه, وبذلك يسمو المسلم في حبّه للخير, فيعمّ الخلق جميعاً.

2- إن المجتمع الفاضل هو ثمرة من ثمرات الايمان, حيث تضمحل الأنانية, ويسود الائتلاف في قلوب الناس, ويعمّ الخير بين أفراده, ويرتفع الظلم والشر, وتنتظم شؤون الحياة, فيحقق الله تعالى لهذا المجتمع العزة والسيادة. أما المجتمع غير الايماني, فهو مجتمع أناني, بغيض, تعم الكراهية والبغض والحسد والحقد ونية الغش بين أفراده, وبذلك تفسد الحياة, ويصبح الناس ذئاباً بشرية.

3- ويدل الحديث أن الايمان يزيد وينقص: تزيده الطاعة, وتنقصه المعصية.

shanzimer6
13-01-2008, 08:29 PM
الحديث الرابع عشر: حرمة دم المسلم.

عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيّب الزاني, والنفس بالنفس, والتارك لدينه المفارق للجماعة"_ رواه البخاري ومسلم.


مفردات الكلمات:

لا يحل دم: أي لا تحل إراقته والراد القتل.
الثيّب: المقصود من ليس ببكر رجلاً أو امرأة.
الزنى: النكاح الحرام.
المفارق الجماعة: التارك لجماعة المسلمين بالردة.


فقه الحديث:

1- حرمة دم المسلم: إن من شهد أن لا إلأه إلا الله وأن محمداً رسول الله, فأقرّ بوجوده سبحانه ووحدانيته, وصدق نبوة خانم الرسل صلى الله عليه وسلم واعترف برسالته, فقد عصم دمه وماله وصان نفسه, ولا يجوز لأحد ولا يحل له أن يريق دمه أو يزهق نفسه, وتبقى هذه العصمة ملازم للمسلم, ولا ترفع عنه إلا إذا اقترف إحدى جنايات ثلاث كل منها من شأنها أن ترفع العصمة عن فاعلها, وتجعله مهدر الدم, وهذه الجنايات هي: قتل النفس عمداً بغير حق – الزنا بعد الاحصان, وهو الزواج – الردّة.

2- الحث على إلتزام جماعة المسلمين, وعدم الشذوذ عنهم.

Nader 3:16
13-01-2008, 09:34 PM
طريقة ممتازة في عرض الاحاديث.....
ونسأل الله عز وجل ان يجعلنا ممن يستمعون القول قيتبعون احسنه..

و بارك الله بكم على جهدكم..

shanzimer6
14-01-2008, 09:19 PM
الحديث الخامس عشر: من خصال الإيمان.


عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت, ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره, ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"_ رواه البخاري ومسلم.


مفردات الكلمات:

يؤمن: الايمان الكامل المنجّي من عذاب الله تعالى , والموصل إلى رضوانه, وأصل الايمان التصديق والإذعان.
فليكرم جاره: يحصّل له الخير, ويكفّ عنه الأذى والشرّ.
فليكرم ضيفه: بأن يقدّم له الضيافة ويحسن إليه.


فقه الحديث:


1- من كمال الايمان قول الخير والصمت عما سواه, فالخوض في الكلام سبب الهلاك, وصون اللسان سبب للنجاة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه, ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"_ رواه أحمد.

وقال صلى الله عليه وسلم:" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى, ما يلقي لها بالاً, يرفعه الله بها درجات, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى, لا يلقي لها بالاً, يهوي بها في جهنم"_ رواه البخاري.

2- العناية بالجار والوصاية به: فالاحسان إلى الجار وإكرامه أمر مطلوب شرعاً, بل لقد وصلت العناية بالجار في الاسلام إلى درجة لم يعهد لها مثيل في العلاقات الاجتماعية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"_ رواه البخاري. أي ظننت أنه سيجعل له نصيباً من ميراث جاره من كثرة ما أبان لي من حقوق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم:" والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه"_ رواه البخاري. أي لا يسلم من شروره وأذاه.

ووسائل الاحسان إلى الجار عديدة منها: مواساته, ومساعدته, وتحصيل النفع له, والإهداء له.....

3- إكرام الضيف من الايمان, ومن مظاهر حسن الاسلام ومن مكارم الأخلاق. ومن أدب الضيافة وكرمها البشر والبشاشة في وجه الضيف, وطيب الحديث معه, والمبادرة بإحضار ما تيسر عنده من طعام وشراب.

4- وأهمية العمل بهذا الحديث بالغ الأهمية لأنه يحقق الألفة, ويذهب الضغائن والأحقاد, ويحقق وحدة المجتمع ويصلحه....

shanzimer6
15-01-2008, 10:38 AM
الحديث السادس عشر: لا تغضب ولك الجنة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني, قال:" لا تغضب فردّد مراراً, قال: لا تغضب"_ رواه البخاري.

قيل أن الرجل هو أبو الدرداء رضي الله عنه, فقد أخرج الطبراني عنه: قلت: يا رسول الله, دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال:" لا تغضب ولك الجنة". وقيل: هو جارية بن قدامة رضي الله عنه, فقد أخرج أحمد عنه أنه قال: سألت النبي فقلت له: يا رسول الله, قل لي قولاً, وأقلل عليّ لعلي أعقله؟ قال:" لا تغضب". فأعدت عليه مراراً, كل ذلك يقول:" لا تغضب". ولا مانع من تكرار الحادثة وتعدد السؤال.


مفردات الكلمات:

أوصني: دلني على عمل ينفعني.
لا تغضب: أي اجتنب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه, أو لا تعمل بمقتضى الغضب, والغضب ثوران في النفس يحملها على الرغبة في البطش والانتقام.
فردّد مراراً: كرر طلبه للوصية أكثر من مرة.


فقه الحديث:

1- الحلم وضبط النفس من أخلاق المسلم الحقيقي, والغضب جماع الشرّ, والتحرر منه جماع الخير.

2- آثار الغضب المقيتة: الغضب خلق ذميم, وطبع سيء, وسلاح فتاك, اذا استسلم له الانسان وقع صريع آثاره السيئة. فأضراره بالنفس جسيمة مادية, وخلقية معنوية, وروحية دينية, وتستطيع أن تدرك ذلك عندما تتصور الغضوب, وقد تغير لونه, وطفح دمه, وارتعدت أطرافه, وانطلق لسانه بالفواحش, وربما تصرف بشكل طائش يهدر به ماله, أو يؤذي جسمه. وضرره في المجتمع معروف, فهو يولّد الحقد والبغضاء في القلوب, وإضمار السوء للناس وغير ذلك... فتفسد الحياة وتنهار المجتمعات.

3- دفع الغضب ومعالجته: الغضب من طبع الانسان وجبلّته, ولكن المسلم المرتبط بالملكوت الأعلى يصون نفسه منه, ويروض نفسه ويدربها على التحلي بمكارم الأخلاق, والتأني في التصرف والحكم, ويدفع شرّ الغضب عنه بالبعد عن أسبابه حتى لا يحصل, ومعالجته اذا حصل:

· فيثبت نفسه ويضبطها إذا غضب, ويتذكر عاقبة الغضب, وفضل كظم الغيظ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من كظم غيظاً, وهو يستطيع أن ينفذه, دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق, حتى يخيّره في أيّ الحور شاء"_ رواه أحمد.

· ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

· ويترك الكلام.

· ويغير الحالة التي هو عليها, قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس, فإن ذهب عنه الغضب, وإلا فليضطجع"_ رواه أحمد. وذلك لأن القائم متهيء للانتقام وأقرب إليه, والجالس والمضطجع أبعد عنه.

· وليتوضأ.

4- الغضب لله تعالى: بسبب التعدي على حرمات الدين أو العقيدة أو ظلم.... فهو خلق محمود وسلوك مطلوب. ورد عنه صلى الله عليه وسلم:" كان لا يغضب لشيء, فاذا انتهكت حرمات الله عز وجلّ فحينئذ لا يقوم لغضبه شيء"_ رواه البخاري ومسلم.

دوكر
15-01-2008, 12:21 PM
يا هلا بالست شانزيمر سته...
سبحان الله...حديث بوءتو...
يعطيكي العافية...
اخوكم دوكر المعوكر...

shanzimer6
19-01-2008, 03:36 PM
الحديث السابع عشر: عموم الاحسان.

عن شدّاد بن أوس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء, فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة, وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة, وليُحدّ أحدُكم شفرته, وليُرح ذبيحته"_ رواه مسلم.


مفردات الكلمات:

الاحسان: مصدر أحسن إذا أتى بالحسن, وهو ما حسّنه الشرع, ويكون بإتقان العمل.
شقرته: السكين وما يذبح بها.


فقه الحديث:

1- الاحسان في القتل: وهو تحسين هيئة القتل بآلة حادّة, ويكون بالاسراع في قتل النفوس التي يباح قتلها على أسهل الوجوه,
والقتل المباح إما أن يكون في الجهاد المشروع, كقتال اليهود,
قال تعالى:" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"_ البقرة.
فجاز للمسلمين استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها من قبيل المعاملة بالمثل.
وإما أن يكون قصاصاً أو حداً من حدود الله تعالى. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحريق بالنار, وهذا النهي يشمل الحيوانات والهوام,
كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ الروح غرضاً أي هدفاً.

2- الاحسان في ذبح البهائم: وفي الاسلام آداب يلتزم بها المسلم عند الذبح,
وهي بمجموعها تجسيد عملي للاحسان والرفق حتى بالحيوان, فمثلاً: حد ّالشفرة, تساق للذبح قَوداً رفيقاً, وتُوارى السّكين عنها, ولا تذبح بحضرة أخرة....

shanzimer6
19-01-2008, 03:46 PM
الحديث الثامن عشر: تقوى الله وحسن الخلق.

عن أبي ذرّ جندب بن جنادة, وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" اتق الله حيثما كنت, وأتبع الحسنة السيئة تمحُها, وخالق الناس بخلقٍ حسن"_ رواه الترمذي.



مفردات الكلمات:

اتق الله: التقوى_ لغةً: اتخاذ وقاية مما تخاف وتحذر, وتقوى الله: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من عقابه وقاية, وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
حيثما كنت: في أي زمان ومكان.
تمحها: تزيلها من صحائف الملائكة الكاتبين, وترفع بالمؤاخذة عنها.


من فقه الحديث:

1- التقوى كلمة جامعة مانعة, تشمل كل ما جاء به الاسلام من عقيدة وعبادة ومعاملة وخلق, وهي علم وعمل.

2- وشرط تحققها توفر العلم بدين الله تعالى, ليعرف المسلم كيف يتقيه, لذلك وجب صحبة العلماء والعارفين, لأن الجاهل لا يعرف ما يجب عليه فعله وما يجب عليه تركه.

3- التوبة من الذنب والإسراع في عمل الخير خُلق المؤمنين المتقين, فنور الطاعة والخلق الحسن يبددان ظلمة المعصية.

دوكر
19-01-2008, 03:56 PM
يا هلا بالست شانزيمر سته.......
ما بعرف كلمات فيا توصف أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم........
سبحان الله ......ينبوع من المفاهيم .......و دستور حياة......
يمكن بالتفسير لي حطيتاي....نركز ع ؤصة الدبح أكتر من الشمولة تبعت الحديث........
إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء
الأحسان بكلشي.......بتعامل الاسنان مع العالم .......بحياتو اليومية .........بدراستو ........بعملو ...........
بالعمل السلامي ......شوفي اليوم مسلا عملنا الأسلامي .....بيعتمد ع العجءا.....و الأنية ..........ما في تخطيطات مهمة......غاب الأحسان هوني.........
الشب منا بشغلو......اد ما فاي يمرء عملو من أفا إدو ......بمرؤ ليش؟؟؟؟ وين الأحسان فاي ........
الله يعينا نكون من الناس المحسنة.........
يعطيكن العافية ..........
اخوكم دوكر المعوكر........

shanzimer6
21-01-2008, 05:08 PM
الحديث التاسع عشر: عَون الله تعالى وحفظُه.

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال:" يا غلام, إني أُعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجدْه تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعن فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رُفعت الأقلام وجفّت الصّحف"_ رواه الترمذي.


مفردات الكلمات:

احفظ الله: اعرف حدوده وقِف عندها, والتزم فرائضه, ولازم تقواه.
يحفظك: يصونك ويحميك في نفسك وأهلك.
تجاهك: أمامك, أي تجده معك بالحفظ والتأييد.
رُفعت الأقلام: تركت الكتابة بها, والمراد أنه قد قدّر كل شيء في علم الله وانتهى.


فقه الحديث:

1- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتوجيه الأمة الأمة مركّزاً على الشباب لتنشئة الجيل المؤمن المثالي, فهو المعلّم والمربّي والهادي والمبشّر والمنذر.

2- مَن حفظ الله تعالى كان معه, يعينه وينصره, ويحميه ويؤيّده. ولكن نصرة الله وتأييده مرتبطان بفعل أوامره واجتناب نواهيه, فمن أطاع الله تعالى نصره وأيّده, ومن عصاه خذله وأذلّه: إن ينصركم الله فلا غالب لكم.

3- مَن حفظ الله تعالى في شبابه وقوته, حفظه الله تعالى حال كبره, وضعف قوته, ومتّعه بسمعه وبصره وعقله, وأكرم نُزُله يوم القيامة.

4- التوجه إلى الله تعالى وحده بالاستعانة والسؤال, فهو القريب المجيب الذي لا يملّ العطاء, وعنده خزائن السماوات والأرض, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنّ الله عز وجلّ يقول: هل من داعٍ فأستجيب له دعاءه, هل من سائل فأعطيه سؤلَه, هل من مستغفر فأغفر له". وسؤال غير الله تعالى ذلّ ومهانة, والاستعانة بغيره استكانة وضعف. ومن يتوكل عليه فهو حسبُه.

5- الايمان بالقضاء والقدر سكينة واطمئنان وشجاعة وإقدام. وهو إيمان لا استسلام, وتوكل لا تواكل. فبَعد الثقة بحفظ الله تعالى وتأييده, لا يُبالي العبد المؤمن بما يدبّره الخلق أو يفعله العبد, بل يعلم أن الخير والشرّ بتقدير الله تعالى, وأن النفع والضرر بإرادته وليس للعالمين من الأمر شيء " قل كلّ من عند الله". ومع الايمان بالقضاء والقدر, أمرنا الله تعالى بالعمل والتوكل عليه, فعِلم الله تعالى الأزليّ لا يقتضي الإجبار, لأن علم الله لا يرفع عن العبد الاختيار والقصد " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم".

6- الصبر على فعل الطاعة وترك المعصية, والصبر على المصائب والصبر في ميدان الدعوة... فالنصر مع الصبر, وهذه صفة الأبرار: " رب السماوات والأرض فاعبده واصطبر"_ " إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب".

دوكر
21-01-2008, 08:06 PM
يا هلا بالست شانزيمر سته........
سبحان الله ......انا بدي أسأل سؤال....كيف واحد عاءل ....بس يوءع بمصيبة او ديء بروح و ببلش يشوف هدا عندو ...و هادا إدو وصلا ......و هادا و هاداك........منو عارف انو ربنا قادر ع كلشي؟
الأنسان بس يحس انو أنءطع فاي السبل ما يروح يشكي للناس ....و مايروح ع بواب العالم ......يتوجه لربنا..........و يطلب لي بدو ياه ......و يحط براسو شغلة .......انو ربنا ح يستجبلو ........و يعرف انو ازا ما مشية الأمور متل ما هوا متخيل انو هدا الخير لو ......يعرف انو الخير لو محل ما ربنا حطاو .........
يعطيكي العافية .........
اخوكم دوكر المعوكر..................

shanzimer6
01-02-2008, 12:26 AM
الحديث العشرون: الحياء من الايمان.


عن أبي مسعود عقبة بن عمر الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"_رواه البخاري.


مفردات الكلمات:

إذا لم تستحي: بإثبات الياء المكسورة, والياء الثانية المحذوفة علامة الجزم. وفي رواية تستحِ والأولى أصحّ وأفصح.


معنى الحديث:

1- إذا لم يكن عندك حياء, فاعمل ما شئت, فإن الله تعالى سيجازيك أشد الجزاء. وفيه تهديد ووعيد للمخالف.

2- الحياء امتناع النفس عن القبائح والنقائص والمنكرات, قال صلى الله عليه وسلم: " الحياء شعبة من الايمان", أما عندما يصبح الحياء زائداً عن حدّه المعقول, فيصل صاحبه إلى الاضطراب والتحيّر, وتنقبض نفسه من فعل الشيء الذي لا ينبغي الاستحياء منه, فإنه خلق يُذمّ في الانسان, ورد عن مراسيل الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم:" الحياء حياءان: طرف من الايمان والآخر عجز".

3- ويقابل الحياء الوقاحة, حيث ينغمس صاحبها في الشر, فلا يبالي بما يلحقه من الذمّ واللوم, حتى يصل به الحال إلى المجاهرة, قال صلى الله عليه وسلم:" كلّ أمتي معافى إلا المجاهرين".

دوكر
01-02-2008, 12:56 AM
يا هلا بالست شانزيمر سته.......
يا الله ..........اديش نحنا بحاجة انو نفهم هل الحديث........
يعطيكي العافية .......
اخوكم دوكر المعوكر............

الزاهر
01-02-2008, 03:56 AM
لا إله إلا الله................كل ما مر عالموضوع بسجلو عندي منشان علق عالأحاديث واحد ورا واحد........وما عم يصرلي وئت............خيرها بغيرها..........بركا بالكم يوم الجايين!!!!


وبارك الله بك أختي الإسراء.........موضوع رائع!!!

shanzimer6
03-02-2008, 01:54 AM
الحديث الحادي والعشرون: الاستقامة والايمان.

عن سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله! قل لي في الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك. قال صلى الله عليه وسلم:" قل آمنت بالله ثم استقم"_ رواه مسلم.


فقه الحديث:

1- الاستقامة: قال القشيري: الاستقامة درجة بها كمال الأمور, وبوجودها حصول الخيرات ونظامها, ومن لم يكن مستقيماً في حالته, ضاع سعيه وخاب جده. وقال ابن رجب: الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم, وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنةً ولا يسرة, ويشمل فعل الطاعات كلها الظاهرة والباطنة, وترك المنهيات كلها كذلك.

2- استقامة القلب واستقامة اللسان: وأصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد, ومتى استقام القلب على معرفة الله وخشيته, استقامت الجوارح كلها, وأولها اللسان الذي هو ترجمان القلب والمعبر عنه.

قال صلى الله عليه وسلم:" لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه, ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"_ رواه أحمد.

ونتائج الاستقامة ثبات وانتصار, ورجولة وفوز في معركة الطاعات والأهواء والرغبات, وفوز في الحياة الدنيا وفي الآخرة ان شاء الله تعالى.

دوكر
03-02-2008, 02:11 AM
يا هلا بالست شانزيمر سته...
بارك الله بكم...
يعطيكي العافية...
اخوكم دوكر المعوكر...

shanzimer6
03-02-2008, 11:10 PM
الحديث الثاني والعشرون: طريق الجنة.

عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" أرأيت إذا صلّيت الصلوات المكتوبة, وصُمت رمضان, وأحللت الحلال, وحرّمت الحرام, ولم أزد على ذلك شيئاً, أأدخل الجنة. قال: ( نعم)"_ رواه مسلم.


مفردات الكلمات:

أرأيت: الهمزة للاستفهام, والمراد أخبرني وأفتني.
المكتوبات: المفروضات, وهي الصلوات الخمس.


من فقه الحديث:

1- أرسل الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين, يُنقذهم من الضلال الذي يسوق إلى النار, ويسلك بهم طريق الهداية الموصلة إلى الجنة, وطريق الجنة واضحة سهلة, حدّ الله تعالى لها حدوداً, وفرض فيها سلوكاً, من وقف عندها والتزمها, قادته إلى الغاية, ومن تعداها وخالفها, ساقته إلى الهاوية, على أن ما حدّه الله تعالى وفرضه هو ضمن طاقة الانسان, وفي استطاعته, لأن الله تعالى يريد اليسر بعباده, ولا يريد بهم العسر. إن هذا الدين يسر, قال تعالى:" يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"_ البقرة: 185.

2- الشوق إلى الجنة والبحث عنها, وما أكثر ما يتكرر مثل هذا السؤال وذلك الاسترشاد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3- إلتزام الفرائض وترك المحرمات أساس النجاة ووقاية من النار: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما من عبدٍ يصلي الصلوات الخمس, ويصوم رمضان, ويخرج الزكاة, ويتجنب الكبائر السبع, إلا فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".

ثم تلا:" إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً"_ النساء: 31.

4- التحليل والتحريم تشريع, لا يكون إلا لله تعالى, ومعلوم أن أصل الايمان: أن يعتقد المسلم حِلّ ما أحلّ الله عز وجل, وحرمة ما حرّمه, سواء فعل المحرّم أم ترك الحلال, فمن اعتقد أن له أن يشرع خلاف ما شرّعه الله عز وجل فقد خرج من الاسلام.

5- الحنث باليمين والبرّ به:

* من حلف أن يفعل خيراً, وما فيه طاعة, فالأفضل له البرّ بيمينه, أي أن يفعل ما حلف على فعله لقوله تعالى:" واحفظوا أيمانكم"_ المائدة: 89 أي احفظوها عن أن تحنثوا فيها.

* ومن حلف على ترك واجب أو فعل معصية, وجب عليه الحنث بيمينه, أي أن يخالف يمينه, ولا يفعل ما أقسم على فعله, ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من حلف على معصية فلا يمين عليه"_ رواه أبو داوود.

* ومن حلف على ترك خير غير واجب عليه, فالأفضل في حقه أن يحنث, لأنه خير له, روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من حلف على يمين ورأى غيرها خيراً منها, فليأتِ الذي هو خير, وليكفّر عن يمينه".

دوكر
03-02-2008, 11:19 PM
يا هلا بالست شانزيمر سته.......
الله يبارك فيكون.....
بس من وين جايبن هل التوقيع .....فتكرتو تابع للفوائد تبعت الحديث........
يعطيكي العافية .......
اخوكم دوكر المعوكر..........

shanzimer6
04-02-2008, 08:10 PM
الحديث الثالث والعشرون : كلّ خير صدقة.

عن الحارث بن الحارث الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الطهور شطر الايمان, والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد لله تملآن _ أو تملأ_ ما بين السماوات والأرض, والصلاة نور, والصّدقة برهان, والصّبر ضياء, والقرآن حجّة لك أو عليك. كل الناس يغدو, فبائع نفسه, فمُعتقها أو موبقها"_ رواه مسلم.


مفردات الكلمات:

الطهور: إزالة النجس كتطهير الثوب والبدن والمكان, وقيل تشمل طهارة القلب.

شطر: نصف.

الميزان: كفة الحسنات من الميزان الذي توزن به أعمال العباد يوم القيامة.

بائع نفسه: لله تعالى بطاعته, أو لشيطانه وهواه بمعصية الله تعالى.

مُعتقها: مخلصها من الخزي في الدنيا والآخرة.

موبقها: مهلكها بارتكاب المعاصي وما يترتب عليها من الخزي والعذاب.


من فقه الحديث:

1- الطهارة شرط لصحة العبادة, وعنوان محبة الله تعالى, فبها يستعدّ لمناجات ربه, معبّراً عن إذعانه واستجابته لنداء الله.

والطهارة تشمل الطهارة المعنوية أيضاً, إذ لا قيمة للطهارة الحسية بدون المعنوية, وقلبية من حسن النية, والاستقامة, وترك المعاصي....

2- ذكر الله تعالى تعبير عن شكره تعالى, والذكر يملأ ثوابه كفة ميزان الأعمال الصالحة يوم القيامة, فترجح بها عن السيئات, ولا بد حال الذكر من استحضار القلب وفهم المعاني ما أمكن, حتى يكون لذلك أثر في نفس المسلم, فيطمئن قلبه, ويستقيم سلوكه.

3- المحافظة على الصلاة, وأدائها كاملة, والصبر على الشدائد, وخاصةً فيما ينال المسلم نتيجة الدعوة إلى الله تعالى.

4- الصدقة برهان على صحة الايمان, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ثلاث من فعلهنّ فقد طعِم طعم الايمان: من عَبَد الله وحده, وأنه لا إله إلا الله, وأدّى زكاة ماله طيّبة بها نفسه, رافدة عليه في كل عام"_ رواه أبو داوود.

( رافدة: أي معينة).

5- القرآن دستور المسلم, فعليه الاقبال على تلاوته, مع تفهّم معناه, والعمل بمقتضاه, وهو شفاء المؤمن, وداء الكافر والمنافق.

6- المسلم يسعى لأن يستفيد من عمره في طاعة الله عز وجلّ, ولا يشغل نفسه إلا بمولاه سبحانه, وما ينفعه في دنياه وآخرته, قال تعالى:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً"_ الأحزاب: 23.

shanzimer1
05-02-2008, 01:20 AM
السلام عليكم.........

بارك الله بك أختي الكريمة ....:)

متابعين...:)

shanzimer6
06-02-2008, 11:48 PM
الحديث الرابع والعشرون: تحريم الظلم.

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن ربه -عزّ وجلّ- أنه قال: "يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً؛ فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكـم عارٍ إلا مـن كسوته؛ فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً؛ فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني؛ فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه". (رواه مسلم).



شرح وفوائد الحديث:

قوله عز وجل : (( إني حرمت الظلم على نفسي )) أي تقدست عنه ، والظلم مستحيل في حق الله تعالى ، فإن الظلم مجاوزة الحد والتصرف في ملك الغير وهما جميعاً محال في حق الله تعالى .

قوله تعالى ( فلا تظالموا )) أي فلا يظلم بعضكم بعضاً.


قوله تعالى ( إنكم تَخطَأون بالليل والنهار )) بفتح التاء والطاء على أنه من خطىء بفتح الخاء وكسر الطاء يخطأ في المضارع ، ويجوز فيه ضم التاء على أنه من أخطاء ، والخطأ يستعمل في العمد والسهو ولا يصح إنكار هذه اللغة ويرد عليه قوله تعالى :{ إنَّ قَتْلهمُ كانَ خِطأً كبيراً }[الإسراء:31]. بفتح الخاء والطاء وقرىء((خطئاًكبيراً )) أيضاً.


قوله تعالى (لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم ))...إلخ دلت الأدلةالسمعية والعقلية على أن الله مستغن في ذاته عن كل شيء ، وأنه تعالى لا يتكثر بشيء من مخلوقاته ، وقد بين الله تعالى أن له ملك السماوات والأرض وما بينهما ، ثم بين أنهم مستغن عن ذلك قالتعالى :{يخلق الله ما يشاء }[آل عمران:47].


وهو قادر على أن يذهب هذا الوجود ويخلق غيره ، ومن قدر على أن يخلق كل شيء، فقد استغنى عن كل موجود ، ثم بين سبحانه وتعالى أنه مستغن عن الشريك فقال تعالى :{ولم يكن له شريك في الملك }.


ثم بيّن سبحانهوتعالى أنه مستغن عن المعين والظهير فقال تعالى :{ولم يكن له ولي من الذل }[الإسراء:111].

فوصف العز ثابت أبداً، ووصف الذل منتف عنه تعالى ، ومن كان كذلك فهو مستغن عن طاعة المطيع ،ولو أن الخلق كلهم أطاعوا كطاعة أتقى رجل منهم ، وبادروا إلى أوامرهونواهيه ولم يخالفوه، لم يتكثر سبحانه وتعالى بذلك ،ولا يكون ذلك زيادة في ملكه ،و طاعتهم إنما حصلت بتوفيقه وإعانته ،وطاعتهم نعمة منه عليهم ،ولو إنهم كلهم عصوه كمعصية أفجر رجل وهو إبليس ، وخالفوه أمره ونهيه لم يضره ذلك ولم ينقص ذلك من كمال ملكه شيئاً ، فإنه لو شاء أهلكهم وخلق غيرهم فسبحان من لا تنفعه الطاعة ، ولا تضره المعصية .


قوله تعالى ( فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط اذا أدخل البحر )) ومعلوم أن المخيط وهو الإبرة وذلك في المشاهدة لا تنقص من البحر شيئاً، والذي يتعلق بالمخيط لا يظهر له أثر في المشاهدة ولا الوزن .


قوله تعالى ( فمن وجد خيراً فليحمد الله )) أي على توفيقه لطاعته.


قوله تعالى( ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) حيث اعطاها مناها واتبع هواها.

shanzimer6
06-02-2008, 11:50 PM
الحديث الخامس والعشرون: فضل الله تعالى وسعة رحمته.

عن أبي ذر رضي الله عنه أيضاً: أن ناساً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالوا للنبي (صلى الله عليه وسلم) : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: "أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؛ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ž فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر". (رواه مسلم).


شرح وفوائد الحديث:

قوله: قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته وله فيها أجر؟ قال( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر )) اعلم أن شهوة الجماع أحبها الأنبياء والصالحون ، قالوا : لما فيها من المصالح الدينية والدنيوية من غضِّ البصر وكسر الشهوة عن الزنا وحصول النسل الذي تتم به عمارة الدنيا وتكثر الأمة إلى يوم القيامة ، قالوا : وسائر الشهوات يقسي تعاطيها القلب ، إلا هذه فإنها ترقق القلب.

shanzimer6
01-03-2008, 10:11 PM
الحديث السادس والعشرون: الاصلاح والعدل بين الناس.


عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلّ سُلامَى من النّاس عليه صدقة، كلّ يومٍ تطلع فيه الشمس, تعدلُ بين اثنين صدقة، وتُعين الرّجل في دابّته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيّبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة"_ رواه البخاري ومسلم.



شرح وفوائد الحديث:


قوله صلى الله عليه وسلم :(( كل سلامى من الناس عليه صدقة))...


والسلامى أعضاء الإنسان ،وذكر أنها ثلاث مائة وستون عضواً منها صدقة كل يوم ، وكل عمل بر من تسبيح أو تهليل أو تكبير أو خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، فمن أدى هذه في أول يومه فقد أدى زكاة بدنه, فيحفظ بقيته .


وجاء في الحديث: (( أن ركعتين من الضحى تقوم مقام ذلك)).


وفي الحديث: (( يقول الله تعالى : يا ابن آدم صلِّ لي أربع ركعات في أول اليوم أكفك في أول اليوم وأكفك في آخره)).

shanzimer6
01-03-2008, 10:19 PM
الحديث السابع والعشرون: البِرّ والإثم.

عن النواس بن سمعان رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس"_رواه مسلم.

وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال:

أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "جئت تسأل عن البر؟ قلت نعم، قال: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك". (حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين: أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن).

شرح وفوائد الحديث:


قوله صلى الله عليه وسلم:(( البٍِرّ حسن الخلق)) وقد تقدم الكلام في حسن الخلق ، قال ابن عمر : البر أمر هين ، وجه طلق ولسان لين . وقد ذكر الله تعالى آية جمعت أنواع البر فقال تعالى :{ولكن البرَّ مَنْآمَنَ بالله واليومِ الآخر} [البقرة177].

قوله صلى الله عليه وسلم :((والإثم ما حاك في نفسك)) أي اختلج وتردد ولم تطمئن النفس إلىفعله ، وفي الحديث دليل على أن الإنسان يراجع قلبه إذا أراد الإقدام على فعل شيء فإن اطمأنت عليه النفس فعله وإن لم تطمئن تركه ، وقد تقدم الكلام على الشبهة في حديث (( الحلال بيّن والحرام بيّن)).


ويروى أن آدم عليه الصلاة والسلام أوصى بنيه بوصايا، منها أنه قال :إذا أردتم فعل شيء فإن اضطربت قلوبكم فلا تفعلوه ، فإني لما دنوت من أكل الشجرة اضطرب قلبي عند الأكل.


ومنها أنه قال : إذا أردتم فعل شيء فانظروا في عاقبتهفإني لو نظرت في عاقبة الأكل ما أكلت من الشجرة.

ومنها أنه قال :إذا أردتم فعل شيء فاستشيروا الأخيار فإني لو استشرت الملائكة لأشاروا عليّ بترك الأكل من الشجرة .
قوله صلى الله عليه وسلم :((وكرهت أن يطلع عليه الناس)) لأن الناس قد يلومون الإنسان على أكل الشبهة وعلى أخذها وعلى نكاح امرأة قد قيل إنها أرضعت معه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :(( كيف وقد قيل)).

وكذلك الحرام إذا تعاطاه الشخص يكره أن يطلع عليه الناس ، ومثال الحرام الأكل من مال الغير ، فإن يجوز إن كان يتحقق رضاه ، فإن شك في رضاه حرم الأكل ،وكذلك التصرف في الوديعة بغير إذن صاحبها ، فإن الناس إذا اطلعوا على ذلك أنكروه عليه ، وهو يكره اطلاع الناس على ذلك لأنهم ينكرون عليه .

قوله صلى الله عليه وسلم: (( ما حاك في النفس ، وإن أفتاك الناس وأفتوك)).

مثاله الهدية إذا جاءتك من شخص ، غالب ماله حرام ،وترددت النفس في حلها ،وأفتاك المفتي بحل الأكل فإن الفتوى لاتزيل الشبهة ،وكذلك إذا أخبرته امرأة بأنه ارتضع مع فلانة ، فإن المفتي إذا أفتاه بجواز نكاحها لعدم استكمال النصاب لا تكون الفتوى مزيلة للشبهة ، بل ينبغي الورع وإن أفتاه الناس ،والله أعلم.

shanzimer6
01-03-2008, 10:24 PM
الحديث الثامن والعشرون: لزوم السنة واجتناب البدع.


عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظَنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :" موعظةً وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع، فأوصِنا، قال: أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار". (رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح).

شرح وفوائد الحديث:


قوله :((وعظنا)) الوعظ هو التخويف.

قوله :(( وذرفت منها العيون)) أي بكت ودمعت.

قوله صلى الله عليه وسلم :(( عليكم بسنتي))أي عند اختلاف الأمور الزموا سنتي ، وعضوا عليها بالنواجذ وهي مؤخر الأضراس وقيل : الأنياب ،والإنسان متى عض بنواجذه كأن يجمع أسنانه فيكون مبالغة ، فمن العض على السنة الأخذ بها وعدم اتباع آراء أهل الأهواء والبدع ، وعضوا : فعل أمر من عض يعض ، وهو بفتح العين ، وضمها لحن ،ولذلك تقول : بر أمك يازيد ، لأنه من بر يبر ولا تقول ، بر إمك بضم الباء .

قوله صلى الله عليه وسلم: ((وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)) رضي الله عنهم ، يريد الأربعة وهم : أبوبكر ، وعمر وعثمان، وعلي.

shanzimer6
01-03-2008, 10:28 PM
الحديث التاسع والعشرون: أبواب الخير ومسالك الهدى.


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار؟ قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) حتى بلغ (يعملون) ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: كفّ عليك هذا، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم". (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
شرح وفوائد الحديث:

قوله صلى الله عليه وسلم :(( وذروة سنامه)) أي أعلاه ، و((مِلاك الشيء)) بكسر الميم: أي مقصوده.
قوله صلى الله عليه وسلم :((ثكلتك أمك)) أي فقدتك ، ولم يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الدعاء بل جرى ذلك على عادة العرب في المخاطبات ، و((حصائد ألسنتهم)) جناياتها على الناس بالوقوع في أعراضهم والمشي بالنميمة ونحو ذلك ، وجنايات اللسان : الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وكلمة الكفر والسخرية وخلف الوعد ، قال الله تعالى :{كَبُرَ مقتاً عِنْدَ الله أنْ تقولوا ما لا تَفْعَلون} [الصف:30].

shanzimer6
01-03-2008, 10:30 PM
الحديث الثلاثون: حدود الله تعالى وحُرُماته.

عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله تعالى فرض فرائض فلاتضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها". (حديث حسن رواه الدار قطني وغيره).

شرح وفوائد الحديث:


وقوله صلى الله عليه وسلم :(( حرم أشياء فلا تنتهكوها)) أي فلا تدخلوا فيها.

قوله صلى الله عليه وسلم :(( وسكت عن أشياء رحمة لكم)) تقدم معناه.

الزاهر
02-03-2008, 06:42 PM
بالنسبة للحديث الأخير...........صرلي شي يومين عم أحصر موضوع براسي إن شاء الله بيكون شبه توسع فيه..............دعولنا خير!!!!

shanzimer6
04-03-2008, 05:06 PM
الحديث الحادي والثلاثون: حقيقة الزهد وثمراته.


عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله دلّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس". (حديث حسن، رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة).

شرح وفوائد الحديث:

قوله صلى الله عليه وسلم((ازهد في الدنيا يحبك الله) ) الزهد : ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا ،و إن كان حلالاً ،و الاقتصار على الكفاية ،والورع : ترك الشبهات قالوا : وأعقل الناس الزهاد ، لأنهم أحبوا ما أحب الله ، وكرهوا ما كره الله من جمع الدنيا ، واستعلموا الراحة لأنفسهم . قال الشافعي رحمه الله تعالى :لو أوصى لأعقل الناسصرف للزهاد.
أو ما ترى الخطّاف حرَّم زادهم --- فغدا رئيساً في الحجور قريباً .

وللشافعي رضي الله عنه في ذم الدنيا قوله : (( حرام على نفس التقي ارتكابها)) يدل على تحريم الفرح بالدنيا ، وقد صرح بذلك البغوي في تفسير قوله تعالى: {وفرحوا بالحياة الدنيا} [الرعد:26]. ثم المراد بالدنيا بالمذمومة : طلب الزائد على الكفاية ، أما طلب الكفاية فواجب ، قال بعضهم : وليس ذلك من الدنيا ، وأما الدنيا فالزائدة على الكفاية ،واستدل بقوله تعالى : {زُيِّن للناسِ حُبُّ الشهواتِ من النساءِ والبَنِينَ والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوُّمِة والأنعامِ والحرث ذلك متاعُ الحياةِ الدنيا والله عنده حسن المآب}[آل عمران :14].

فقوله تعالى ذلك إشارة إلى ما تقدم من طلب التوسع والتبسط ، قال الشافعي رحمه تعالى : طلب الزائد من الحلال عقوبة ابتلى الله بها أهل التوحيد. ثم بعد ذلك إذا فرح بها لأجل المباهاة والتفاخر والتطاول على الناس فهو مذموم ، ومن فرح بها لكونها من فضل الله عليه فهو محمود.

قال عمر رضي الله عنه : اللهم إنا لا نفرح إلا بما رزقتنا .وقد الله تعالى المقتصدين في العيش فقال تعالى :{والذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا ولم يَقتُروا وكان بين ذلك قواماً}[الفرقان:67].

وقال صلى الله عليه وسلم :(( ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ، ولا افتقر من اقتصد)). وكان يقال : القصد في المعيشة يكفي عنك نصف المؤنة ، والاقتصاد : الرضى بالكفاية ، قال بعض الصالحين : من اكتسب طيباً وأنفق قصداً قدم فضلاً.

shanzimer6
04-03-2008, 05:19 PM
الحديث الثاني والثلاثون: نفي الضرر في الاسلام.


عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "لا ضرر ولا ضرار". (حديث حسن رواه ابن ماجه والدار
قطني وغيرهما مسنداً، ورواه مالك في الموطأ مرسلاً عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسقط أبا سعيد، وله طرق يقوي بعضها بعضاً).
شرح وفوائد الحديث:

قوله صلى الله عليه وسلم :(( لا ضرار)) أي لا يضر أحدكم أحداً بغير حق ولا جناية سابقة.
قوله صلى الله عليه وسلم :(( ولا ضرار)) أي لاتضر من ضرك ، وإذا سبك أحد فلا تسبه ، وإن ضربك فلا تضربه ، بل اطلب حقك منه عند الحاكم من غير مسابة ، وإذا تساب رجلان أو تقاذفا لم يحصل التقاص ، بل كل واحد يأخذ حقه بالحاكم ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال : ((للمتسابين ما قالا ، وعلى البادي منهما الإثم ، ما لم يعتد المظلوم بسبب زائد )).

shanzimer6
04-03-2008, 05:22 PM
الحديث الثالث والثلاثون: أسس القضاء في الاسلام.


عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر". (حديث حسن رواه البيهقي وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين).
شرح وفوائد الحديث:

قوله صلى الله عليه وسلم ((البينة على المدعي واليمين على منأنكر)) إنما كانت البينة على المدعي لأنه يدعي خلاف الظاهر والأصل براءة الذمة ، وإنما كانت اليمين في جانب المدعى عليه لأنه يدعي ما وافق الأصل وهو براءة الذمة .
ويستثنى مسائل ، فيقبل المدعي بلا بينة فيما لا يعلم إلا من جهته كدعوى الأب حاجة إلى الإعفاف ، ودعوى السفيه التوقان إلى النكاح مع القرينة، ودعوى الخنثى الأنوثة والذكورة ، ودعوى الطفل البلوغ بالاحتلام ،ودعوى القريب عدم المال ليأخذ النفقة ، ودعوى المدين الإعسار في دين لزمه بلا مقابل ، كصداق الزوجة ،و الضمان ،وقيمة المتلف ،و دعوى المرأة انقضاء العدة بالإقراء ، أو بوضع الحمل ، ودعواها أنها استحلت وطلقت ،ودعوى المودع تلف الوديعة أو ضياعها بسرقة ونحوها .

ويستثنى أيضاً: القسامة فإن الإيمان يكون في جانب المدعي مع اللوث ، واللِعان فإن الزوج يقذف ويلاعن ويسقط عنه الحدود ،و دعوى الوطء في مدة اللعنة ، فإن المرأة اذا أنكرته يصدق الزوج بدعواه ، إلا أن تكون الزوجة بكراً ، وكذا لو ادعى أنه وطىء في مدة الإيلاء ،وتارك الصلاة إذا قال : صليت في البيت ،ومانع الزكاة إذا قال : أخرجتها إلا أن ينكر الفقراء وهم محصورون فعليه البينة ، وكذا لو ادعى الفقر وطلب الزكاة أعطي ولا يحلف ، بخلاف ما إذا ادعى العيال فإنه يحتاج إلى البينة ، ولو أكل في يوم الثلاثين من رمضان وادعى أنه رأى الهلال لم يقبل منه إن ادعى ذلك بعد الأكل ، فإنه ينفي عن نفسه التعزير، وإذا ادعى ذلك قبل الأكل قبل ولم يعزر، وينبغي أن يأكل سراً لأن شهادته وحده لا تقبل.
قوله صلى الله عليه وسلم :(( واليمين على من أنكر)) هذه اليمين تسمى يمين الصبر، وتسمى الغموس ، وسميت يمين الصبر لأنها تحبس صاحب الحق عن حقه والحبس : الصبر ، ومنه قيل للقتيل والمحبوس عن الدفن مصبر ، قال صلى الله عليه وسلم :(( من حلفعلى يمين صبر يقتطع به مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي وهو عليه غضبان)) وهذه اليمين لا تكون إلا على الماضي، ووقعت في القرآن العظيم في مواضع كثيرة : منها قوله تعالى :{يحِلُفون بالله ما قالوا} [التوبة:74]، ومنها قوله تعالى إخباراً عن الكفرة : {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا : والله ربّنا ما كُنَّا مُشرِكين}[الأنعام:23]. ومنها قوله تعالى:{إنَّ الذين يشترون بعهدِ الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لاخلاق لهم في الآخرة ولا يُكلمُهُم اللهُ ولا ينظرُ إليهم يوم القيامةِ ولا يُزكيهمْ ولُهمْ عذابِّ أليم}[آل عمران:77].
ويستحب للحاكم أن يقرأ هذه الآية عن تحليفه للخصم لينزجر.

shanzimer6
04-03-2008, 05:26 PM
الحديث الرابع والثلاثون: إزالة المنكر فريضة إسلامية.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". (رواه مسلم).
شرح وفوائد الحديث:

قوله صلى الله عليه وسلم :(( وذلك أضعف الإيمان)) ليس المراد أن العاجز إذا أنكر بقلبه يكون إيمانه أضعف من إيمان غيره ، وإنما المراد أن ذلك أدنى الإيمان وذلك أن العمل ثمرة الإيمان ،وأعلى ثمرة الإيمان في باب النهي عن المنكر أن ينهي بيده ، وإن قتل كان شهيداً، قال الله تعالى حاكياً عن لقمان :

{يا بُنَّي أقِمِ الصلاةَ وأمُرْ بالمعروفِ وانْه عن المُنكَرِ واصبِرْ على ما أصابَك}[لقمان:17]

ويجب النهي على القادر باللسان وإن لم يسمع منه ، كما إذا علم أنه إذا سلم لا يُرد عليه السلام فإنه يسلم.
فإن قيل قوله صلى الله عليه وسلم :(( فإن، لم يستطع فبلسانه، فإن لميستطع فبقلبه)) يقتضي أن غير المستطيع لا يجوز له التغيير بغير القلب والأمر للوجوب . فجوابه من وجهين : احدهما أن المفهوم مخصص بقوله تعالى :{واصبر على ما أصابك}.
والثاني أن الأمر فيه يعني رفع الحرج لا رفع المستحب. فإن قيل الإنكار بالقلب ليس تغيير المنكر فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ((فبقلبه)).
فجوابه : أن المراد أن ينكر ذلك ولا يرضاه ويشتغل بذكر الله ، وقد مدح الله تعالى العاملين بذلك فقال :{وإذا مرُّوا باللّغو مرُّوا كراماً}[الفرقان:72].

shanzimer6
04-03-2008, 05:31 PM
الحديث الخامس والثلاثون: أخوّة الاسلام وحقوق المسلم.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى ههنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه". (رواه مسلم).
شرح وفوائد الحديث:

قوله صلى الله عليه وسلم :((لا تحاسدوا)) قد تقدم أن الحسد على ثلاثة أنواع . والنجش: أصله الارتفاع والزيادة ،و هو أن يزيد في ثمن سلعة ليغر غيره ، وهو حرام ،لأنه غش وخديعة.
وقوله صلى الله عليه وسلم :(( ولا تدابروا)) أي لا يهجر أحدكم أخاه وإن رآه أعطاه دبره أو ظهره قال صلى الله عليه وسلم :((لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)).
والبيع على بيع أخيه ، صورته : أن يبيع أخوه شيئاً فيأمر المشتري بالفسخ ليبيعه مثله أ و أحسن منه بأقبل من ثمن ذلك ، والشراء علىالشراء حرام : بأن يأمر البائع بالفسخ ليشتريه منه بأغلى ثمن ، وكذلك يحرم السوم على سوم أخيه ، وكل هذا داخل في الحديث لحصول المعنى ،و هو التباغض والتدابر ، وتقييد النهي ببيع أخيه يقتضي أنه لا يحرم على بيع الكافر ، وهو وجه لابن خالويه ، والصحيح لا فرق لأنه من باب الوفاء بالذمة والعهد.
قوله صلى الله عليه وسلم :(( التقوى ههنا )) وأشار بيده إلى صدره وأراد القلب، وقدتقدم قوله صلى الله عليه وسلم :(( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله))

قوله صلى الله عليه وسلك :((ولا يخذله)) أي عند أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر ، أو عند مطالبته بحق من الحقوق ، بل ينصره ويعينه ويدفع عنه الأذى ما استطاع.
وقوله صلى الله عليه وسلم :((ولا يحقره)) أي فلا يحكم على نفسه بأنه خير من غيره ، بل يحكم على غيره بأنه خير منه ، أو لا يحكم بشيء فإن العاقبة منطوية ولا يدري العبد بما يختم له ، فإذا رأى صغيراً مسلماً حكم بأنه خير منه باعتبار أنه أخف ذنوباً منه ، وإن رأى من هو أكبر سناً منه حكم له بالخيرية باعتبار أنه أقدم هجره مه في الإسلام ، وإن رأى كافراً لم يقطع له بالنار لا حتمال أنه يسلم فيموت مسلماً.
قوله صلى الله عليه وسلم :(( بحسب امرىء من الشر)) . أي يكفيه من الشر ((أن يحقر أخاه)) يعني أن هذا شر عظيم يكفي فاعله عقوبة هذا الذنب ..
قوله صلى الله عليه وسلم :((كل المسلم إلخ)) قال في حجة الوداع :((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا )).

واستدل الكرابيسي بهذا الحديث على أن الغيبة الوقوع في عرض المسلمين كبيرة إما لدلالة الاقتران بالدم والمال إما لتشبيه بقوله :(( كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) وقد توعد الله تعالى بالعذاب الأليم عليه فقال تعالى :{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِبِإِلْحَادٍ بِظْلمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أليمٍ}[الحج:25].

shanzimer6
09-03-2008, 03:18 PM
الحديث السادس والثلاثون: جوامع الخير.


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من نفّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ". (رواه مسلم بهذا اللفظ).

شرح وفوائد الحديث:


قوله صلى الله عليه وسلم :(( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)) فيه دليل على استحباب خلاص الأسير من أيدي الكفار بماله يعطيه ،و على تخليص المسلم من أيدي الظلمة وخلاصه من السجن .يقال : إن يوسف عليه السلام لما خرج من السجن كتب على بابه :(( هذا قبر الأحياء ،وشماتة الأعداء ، وتجربة الأصدقاء)).

ويدخل في هذا الباب الضمان عن المعسر ، والكفالة ببدنه ، لمن هو قادر عليه ، أما العاجز فلا ينبغي له ذلك ،وقال بعض أصحاب القفال : إن في التوراة مكتوباً :((الكفالة مذمومةأولها ندامة وأوسطها ملامة، وآخرها غرامة )).

فإن قيل : قال الله تعالى :{ومن جاء بالحسنة فله عَشْرُ أمثالها}[الأنعام:160]. وهذا الحديث يدل على أن الحسنة بمثلها لأنها قوبلت بتنفيس كربة واحدة ،و لم تقابل بعشر كرب من يوم القيامة.

فجوابه من وجهين : أحدهما أن هذا من باب مفهوم العدد ، والحكم المعلق بعدد لا يدل على نفي الزيادة والنقصان .
والثاني : أن كل كربة من كرب يوم القيامة تشتمل على أهوال كثيرة وأحوال صعبة ومخاوف جمة ، وتلك الأهوال تزيد علىالعشرة وأضعافها . وفي الحديث سر آخر مكتوم يظهر بطريق اللازم للملزوم ،وذلك أن فيه وعداً بإخبار الصادق: أن من نفس الكربة عن المسلم يختم له بخير ، ويموت على الإسلام ، لأن الكفار لا يرحم في دار الآخرة ولا ينفس عنه من كربه شيء ، ففي الحديث إشارة إلى بشارة تضمنتها العبارة الواردة عن صاحب الإمارة ، فبهذا الوعد العظيم فليثق الواثقون {لمثل هذا فليعمل العاملون}[الصافات:61].فأفضل العمل تنفيس الكرب.

وفي الحديث دليل على استحباب ستر المسلم إذا اطلع عليه أنه عمل فاحشة قال الله تعالى :{إنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذينآمنوا، لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}[النور:19]. والمستحب للإنسان إذا اقترف ذنباً أن يستر علىنفسه ، وأما شهود الزنا ، فاختلف فيهم على وجهين ، احدهما : يستحب لهم الستر، والثاني : الشهادة.

وفصل بعضهم فقال : إن رأوا مصلحة في الشهادة شهدوا ، أو في الستر ستروا.

وفي الحديث دليل على استحباب المشي في طلب العلم ،ويروى أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى داود عليه الصلاة والسلام :أن خذ عصا من حديد ونعلين من حديد وامش في طلب العلم حتى يتخرق النعلان وتتكسر العصا.

وفيه دليل على خدمةالعلماء وملازمتهم والسفر معهم واكتساب العلم منهم ،قال الله تعالى حاكياً عن موسى عليه الصلاة والسلام:{هل أَتِبعُكَعلى أن تعلمني مما علمت رُشداً}[الكهف:66].

وعلم أن هذا الحديث له شرائط، منها العمل بما يعلمه ، وقال أنس رضي الله عنه : العلماء همتهم الرعاية ، والسفهاء همتهم الرواية.

ومن شرائطه نشره قال الله تعالى :{فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة لَيتَفَقَّهُوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}[التوبة:122]. وروى أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه :((ألا أخبركم عن أجود الأجواد)) قالوا بلى يا رسول الله ، قال :(( الله أجود الأجواد، وأنا أجود ولد آدم ، وأجودهم بعدي رجل علم علماً فنشره يبعث يوم القيامة أمةوحده،ورجل بنفسه في سبيل الله حتى قتل)).

ومن شرائطه ترك المباهاة والممارة . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :((من طلب العلم لأربعة دخل النار : ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يأخذ به الأموال ، أو يصرف به وجوه الناس إليه )).

ومن شرائطه الاحتساب في نشره وترك البخل به ، قال الله تعالى :{قل لا أسألكم عليه أجراً}[الأنعام:90].

ومن شرائطه ترك الأنفة من قول لا أدري ، قال صلى الله عليه وسلم في علو مرتبته لما سئل عن الساعة:((ما المسؤول عنها بأعلم منالسائل)) . وسئل عن الروح فقال :((لا أدري)).

ومن شرائطه التواضع قال الله تعالى :{وعبادُ الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ً}[الفرقان63]. قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر:(( يا أبا ذر احفظ وصية نبيك عسى أن ينفعك الله بها ، تواضع لله عزوجل عسى أن يرفعك القيامة ، وسلم على من لقيت من أمتي برَّها وفاجرها ، والبس الخشن من الثياب ، ولاتُرِدْ بذلك إلا وجه الله تعالى ، لعل الكبر والحمية لا يجدان في قبلك مساغاً)).

ومن شرائطه احتمال الأذى في بذل النصيحة والاقتداء بالسلف الصالح في ذلك قال الله تعالى :{وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك}[لقمان:17] . وقال صلى الله عليه وسلم :((ما أوذي نبِّي مثلما أوذيت)).

ومن شرائطه أن يقصد بعلمه من كان أحوج إلى التعليم ، كما يقصد بالصدقة بالمال الأحوج فالأحوج ، فمن أحيا جاهلاُ بتعليم العلم فكأنما أحيا الناس جمعياً ، ومما قيل في تنبيه الغافل ورده إلى الطاعة .


قوله صلى الله عليه وسلم :((إلا نزلت عليه السكينة )) هي فعيلة من السكون ، أي الطمأنينة من الله ، قال الله تعالى :{ألا بذكرِ تطمَئِنُّ القلوب}[الرعد:28]. وكفى بذكر الله شرفاً ذكر الله العبد في الملأ الأعلى .

قوله صلى الله عليه وسلم :(( ومن بطأ به عمله)) أي وإنكان نسيباً (( لم يسرع به نسبه)) إلى الجنة فيقدم العامل بالطاعة ولو كان عبداً حبشياً على غير العامل ولو كان شريفاً قرشياً ، قال الله تعالى :{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}[الحجرات:13].

الزاهر
24-04-2008, 03:08 AM
الهيئة صار لازم نطلع إصدار جديد نسميه "36 النووية!!!"............:)