المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ندوة علمية عن نتائج بحوث الزلازل والتكتونيك في لبنان



وسيم أحمد الفلو
31-08-2007, 01:22 PM
ندوة علمية عن نتائج بحوث الزلازل والتكتونيك في لبنان والإعلان عن اكتشاف فالق جديد قبالة الشاطئ بين صيدا وطرابلس


عقد المجلس الوطني للبحوث العلمية ندوة علمية عن بحوث علم الزلازل والتكتونيك في لبنان عرض خلالها نتائج البحوث التي أجراها المركز الوطني للجيوفيزياء والباحثون اللبنانيون حول نشاط الفوالق الزلزالية في لبنان وأسس البناء المقاوم لمخاطر الزلازل وعلاقتها بقوانين البناء. وحضر الندوة حشد من الاختصاصيين واساتذة الجامعات وطلاب، واستهلت بالنشيد الوطني ثم كلمة للأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة الذي أكد أهمية تحفيز المؤسسات الرسمية والاهلية لاتخاذ الاجراءات التي لم يعد ممكنا التهاون بها لحماية اللبنانيين من الكوارث الطبيعية.


وقال: اننا ندرك ان اهتمام الرأي العام باحتمالات الكوارث الزلزالية يتمحور حول الاسئلة البسيطة الآتية: ما هي نسبة المخاطر الحقيقية للنشاط الزلزالي في لبنان? أين يقع الخط الفاصل بين التوقعات الموضوعية (إن وجدت) والشائعات المسببة للهلع غير المجدي? ما هي الاجراءات الوقائية وأين القوانين والتشريعات والمؤسسات الراعية لحسن التنفيذ والحماية، كيف يجب ان يتصرف اللبنانيون في الأوقات الحرجة وعند حدوث الزلازل?. وشدد على أهمية البحث العلمي الذي هو في اساس المعرفة، ولا حقيقة الا تلك المبنية على نتائجه. فالمعلومة العلمية ليست مطلقة، بل عرضة للنقاش والمساءلة، مؤكدا ان بحوث اللبنانيين في مجال نشاط الفوالق الزلزالية، هي من المستوى العالمي. ضومط ثم كانت مداخلة لنقيب المهندسين سمير ضومط تناول فيها دور النقابة في تدارك اخطار الزلازل، مشيرا الى المعايير التي يستند الخبراء اليها في احتمال حصول زلازل في المستقبل وأهمها: موقع المنطقة وجيولوجيتها، ومواقع التصدعات الموجودة وأشكالها، وتاريخ المنطقة الزلزالي، وفترة تكرار حصول الزلازل، والمراكز السطحية لهذه الزلازل، بالاضافة الى النشاطات الزلزالية التي تسجلها محطات رصد الزلازل، لافتا الى ان احتمال حصول زلزال في المستقبل يستند الى علم احتمالي، ولا يمكن، من خلال هذه العوامل، تحديد ساعة او لحظة حصول الزلزال، مشيرا الى ان الزلازل ظاهرة كونية طبيعية لا نعلم لحظة حدوثها بالضبط، ولا يمكن منعها، ولكن يمكن التخفيف من مخاطرها من خلال اتخاذ الاجراءات المناسبة على كل الأصعدة والمستويات.
وأوضح ان الدراسات التي أجريت في دول المنطقة أظهرت ان اقصى درجة للزلازل المحتملة، من المتوقع الا تزيد على ست درجات ونصف او سبع درجات بحسب مقياس ريختر، وهذه الدرجة عموما تصنف بالقوية نسبيا، ويمكن المباني والبنى التحتية اذا صممت ونفذت وفقا لمتطلبات الحد الادنى للمباني المقاومة للزلازل ان تقاوم هذه الدرجة، وهذا من الممكن تحقيقه بسهولة، لافتا الى ان المشكلة الحقيقية لا تكمن في الزلزال نفسه، فالزلزال لا يقتل، وما يفعل ذلك هو المباني او الحرائق والانزلاقات التي تثيرها الزلازل، بل تكمن في عدم جاهزيتنا وعدم وجود ادارة فاعلة لادارة الكوارث واسناد الطوارىء بالاضافة الى عدم معرفة الانسان اللبناني لمفاهيم واجراءات التهيئة والاستعداد للكوارث.
فالعديد من المباني والبنى التحتية لا تتوافر فيها متطلبات الحد الادنى للمباني المقاومة للزلازل وكذلك عدم وجود سياسة وطنية لاستخدامات الاراضي يمكن من خلالها تجنب البناء على الاراضي القابلة للانزلاق في المناطق الجبلية او التي يمكن ان تتعرض للتميؤ في التربة الرملية، موضحا ان نقابة المهندسين ساهمت خلال السنوات العشر الماضية، في وضع المواصفات التي تأخذ في الاعتبار التصميم الزلزالي للمنشآت وباشرت اتخاذ بعض الاجراءات في موضوع التصميم الزلزالي للمباني بحيث لا يعطى الترخيص بالبناء الجديد قبل وضع دراسة مقاومة للزلازل لهذا البناء.

وشدد خلال عملية بناء المنازل على ضرورة: الاهتمام بالسلامة العامة على اختلافها، التزام التصميم والتنفيذ الزلزالي للمباني الجديدة، الاهتمام بسياسة استخدام الاراضي لتجنب الأماكن القابلة للانزلاقات الأرضية ومناطق التضخيم الزلزالي وغيرها من العوامل، وضع برامج تهيئة للمواطنين، من خلال اهتمام وسائل الاعلام المختلفة المكتوبة والمسموعة والمرئية بالبرامج التي تعنى بالتربية الزلزالية واجراءات الوقاية والتهيئة، ضرورة وجود ادارة للكوارث وهيكلية واضحة لاسناد الطوارىء تشارك فيها كل المؤسسات ذات العلاقة الحكومية وغير الحكومية، وتشكيل لجان لاسناد الطوارىء (اسعاف، انقاذ، إجلاء، مواصلات، تموين، معلومات عن المفقودين وغيرها)، ضرورة الاهتمام بدورات التعليم المستمر للمخططين وللمهندسين والمقاولين، للاطلاع على التقدم الذي يحدث في العالم في موضوع التصميم والتنفيذ الزلزالي للمنشآت، وكذلك التعلم، وأخذ العبر من الزلازل التي حصلت في الدول الأخرى.

سرسق

وعرض الدكتوراسكندر سرسق تاريخ الزلازل والمد البحري في لبنان، فلفت الى ان مراقبة النشاط الزلزالي في لبنان ابتداء من عام 1920 في مرصد كسارة، وانتقل هذا العمل عام 1980 الى المركز الوطني للجيوفيزياء (بحنس) التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية والذي يؤمن الرقابة الفورية للنشاط الزلزالي من دون انقطاع منذ ذلك الوقت، مشيراً الى وجود 90 سنة من القياسات الآلية الزلزالية المدونة في نشرات شهرية متتالية توزع بشكل واسع الانتشار، لافتا الى انه منذ العام 2002 تم تطوير شبكة محطات رصد موزعة في الاراضي اللبنانية كافة، مما جعل امكانات التحسس بالغة الدقة يمكن عبرها تحديد بؤر الزلازل بصورة سريعة وسليمة، موضحا ان حصيلة هذه التسجيلات المتراكمة منذ عام 2002 مبنية على الخريطة المسماة زلزلة لبنان 2002 - 2006 وهي تعطي صورة مدهشة على الضغوطات العاملة في القشرة الارضية في منطقة لبنان، مشيرا الى ان جبل لبنان يشكل حالة جيولوجية استثنائية في منطقته الجغرافية، وبطريقة أشمل على امتداد شواطىء البحر الأبيض المتوسط، وهو جبل عال ذو انحدار قوي، يغوص مباشرة في البحر، محاط بسهول ومنخفضات، يقطعه فالق الشرق الكبير (المسمى فالق اليمونة في لبنان) وهذا الفالق يتفرع الى فوالق عدة عند دخوله لبنان من الجنوب.

واضاف: على غرار الشريط الساحلي في لبنان الوسطي، يضيق المسطح القاري ايضا بشكل لافت بحيث يصل عمق البحر الى 1500 متر على بعد فقط بضعة كيلومترات من الشاطىء، موضحا ان هذه الحالة الجيومورفولوجية دليل على شدة التفاعل التكتوني في المنطقة، لذلك ليس من المستغرب ان تكون الهزات الارضية ولو كنت نادرة، قد طبعت تاريخ هذا البلد منذ الايام التوراتية.

ولفت الى ان موقع اليمونة الذي كان مغمورا بمياه بحيرة حتى عام 1930، وهكذا سجلت الطبقات الرسوبية في قعرها حدوث العديد من الهزات الكبيرة، وان لبنان تعرض لهزتين كبيرتين خلال القرن العشرين، الا ان الفارق بينهما خمسون عاما، مؤكدا ان جيولوجية لبنان خالصة جدا من الناحية التكتونية.

واشار الى ان المد البحري تسونامي هو أمر مألوف في البحر الابيض المتوسط، مشيرا الى ان تسونامي الذي شعر يه لبنان كان عام 1885 وكان مكانه في رودوس وتضرر جراءها بعض المناطق اللبنانية، مؤكدا ان حماية شواطىء المتوسط وسكانها ضد أخطار التسونامي هي اليوم من صلب اهتمام المؤسسات الدولية وخصوصا اللجنة الدولية الحكومية للمحيطات COI.ان لبنان ممثل في المجموعة التأسيسة من اجل وضع نظام انذار مبكر وان المرحلة الأولية ستكون في وضع عملي انطلاقا من نهاية هذا العام.

الياس

وتوقف الدكتور عطا الياس عند الاكتشاف الجديد لفالق جديد قبالة الشاطىء اللبناني، متحدثا عن الجيوفيزياء اللبنانية وكيفية تشكلها، وقال: منذ العام 1998 يتابع فريق علمي مشترك لبناني-فرنسي يضم باحثين من المركز الوطني للجيوفيزياء- التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية اللبناني ومعهد فيزياء الارض في باريس (IPGP) ومعهد البحوث الفرنسي لاستثمار البحر (IFREMER) ومعهد البحوث العلمية الفرنسي، أبحاثا علمية في مجال الجيوفيزياء والجيولوجيا في لبنان.

ولقد أدت هذه الأبحاث الى اكتشافات عدة تشكل تطورا مهما للمفاهيم السائدة عن التاريخ الجيولوجي والزلزالي للبنان والمنطقة. ومن أهمها: اكتشاف فالق كبير اساسي وناشط يحد سلسلة جبال لبنان الغربية من الغرب ويرتبط بفالق اليمونة في الجنوب والشمال عند منطقتي مرجعيون والقبيات على التوالي. وعلى عكس الفالقين الأساسيين الآخرين، أي فالقي اليمونة وسرغايا، فان الخط الذي يرسمه هذا الفالق على سطح الأرض يقع في معظمه تحت سطح البحر. ينحدر هذا الفالق شرقا تحت السفح الغربي لجبل لبنان ليلتقي بفالق اليمونة على عمق 20-30 كيلومترا تحت سطح الأرض. ينتج من النشاط الزلزالي لهذا الفالق تكون وارتفاع جبل لبنان ولهذا السبب كانت تسميته بفالق جبل لبنان، كاشفا ان نتيجة الدراسات الحقلية التي قام بها فريق باحثين توقعت ظهور الفالق على قعر البحر قبالة الشاطىء.

ولقد أثبتت المسوحات المتنوعة وجوده على عمق 1300-1500 متر بطول 100-150 كيلومترا قبالة الشاطىء بين صيدا جنوبا وطرابلس شمالا، ومن مظاهر النشاط الزلزالي لهذا الفالق التي يمكن ايا كان رؤيتها، وجود معالم لشواطىء مرتفعة على طول الساحل اللبناني بين طرابلس وصيدا، وسبب ارتفاعها وابتعادها عن مستوى البحر هي الزلازل المتتالية على فالق جبل لبنان التي أدت في كل مرة الى رفع الشاطىء بمقدار يصل الى 100 سنتيمترا احيانا.

ولفت الى ان المعرفة بوجود هذا الفالق تمكننا من احتساب أفضل لمخاطر الهزات الارضية المحتملة في لبنان وتداركها، ويذكرنا اكتشاف هذا الفالق بأن ساحل لبنان المنفتح على البحر المتوسط هو عرضة لأمواج المد البحري تسونامي المتأتية من الهزات الأرضية في الحوض الشرقي للمتوسط، وهذا يستدعي التفكير مليا بالخطوات التي يجب اتخاذها على المستوى العام والخاص لتجنب مخاطر هذه الظاهرة.

ورأى ان التطور الكبير في علم الزلازل لم يصل بعد الى درجة القدرة على المعرفة المسبقة لموعد حصول الهزات الأرضية، لذلك، فان الخطوة الأهم والأكثر فاعلية في تفادي الخسائر البشرية، تبقى التوعية العامة في المدارس والجامعات والأندية لشرح هذه الظاهرة وتلقين المجتمع أفضل الممارسات والتصرفات في حال ملاحظة حصول هزة ارضية او مد بحري، واذا كنا لا نستطيع تفادي حصول الهزة او تسونامي، الا انه يمكن المجتمعات التخفيف الكبير من مدى تأثيرها.

وسيم أحمد الفلو
31-08-2007, 01:23 PM
حراجلي

ثم تحدث الدكتور محمد حراجلي عن وسائل تخفيف مخاطر الزلازل في لبنان، متناولا الأحداث الزلزالية في لبنان وشرق المتوسط، مشيرا الى ان لبنان يقع على امتداد فالق جيولوجي يقطع في وسط الاراضي اللبنانية ويبلغ طوله الف كيلومتر، مؤكدا ان لبنان مهدد بحسب السجل التاريخي لأحداث الهزات الأرضية بوقوع زلزال قوي في أي لحظة في المستقبل، مشددا على أهمية السلامة العامة لمواجهة مخاطر الزلازل من خلال تصميم أبنية ضد الهزات الارضية والتي لم تنفذ في لبنان بعد على رغم وجود قوانين للسلامة العامة تفرض ذلك، موضحا ان خطر الزلازل في لبنان متوسط وليس قويا كبلدان أخرى.

وعدد العوامل الواجب توافرها للحد من الخطر الزلزالي من خلال: الزام المهندسين اتباع الشروط الفنية والقوانين اللازمة لتصميم المنشآت لمقاومة الهزات الارضية وايضا مراقبة طرق البناء والمواد المستعملة، تقوية المنشآت الحالية لتقاوم الهزات الارضية للتخفيف من الدمار والخسائر البشرية والمادية، بالأخص المنشآت الحكومية (المدارس، المستشفيات، الخ) التي يمكن استعمالها لتؤوي السكان بعد حدوث الكارثة، منشآت توزيع المياه والكهرباء، السدود، الجسور والأماكن التاريخية، زيادة الوعي لدى الافراد بالنسبة الى مخاطر الهزة وما يجب عمله ابان الهزة الارضية وبعدها من خلال برامج توعية وافلام وثائقية تبث عبر محطات التلفزة.

تحديد المناطق الأكثر عرضة لكوارث الزلازل، ويأخذ هذا التحديد الذي يتم بالأخص على مستوى المدن المكتظة بالسكان العوامل الآتية: المسافة من مصدر الزلزال، بسبب جغرافية الفوالق التكتونية في لبنان، المناطق في لبنان على مسافة واحدة من مصدر الزلزال وبالأخص المناطق الساحلية الكثيفة السكان، التوزيع الجغرافي للأبنية والمنشآت الأخرى، حركة الافراد وتوزيع الكثافة السكانية في خلال أوقات مختلفة، قدرة الأبنية في المناطق المختلفة على مقاومة الهزات الارضية، نوعية التربة في المناطق المختلفة في ما يتعلق بتأثيرها على مقاومة المباني مع الأخذ في الاعتبار احتمال انزلاق التربة، تدحرج الصخور أو تسييل التربة، وصلاحية وسلامة شبكة المواصلات (طرقات، جسور، أنفاق) بالعلاقة مع مستوى الخطر الزلزالي في المناطق المختلفة لتسهيل عمليات الاغاثة.

وشدد على ضرورة وضع خطة شاملة وواضحة لتعزيز الجهوزية وادارة كوارث الهزات، والتي تستوجب الموازنة بين الموارد البشرية والمادية المتوافرة وحجم الكارثة المتوقعة في منطقة معينة وتأخذ هذه الخطة في الاعتبار، توافر الموارد المادية لمواجهة الكارثة (المستشفيات والأسرة، الخيم، المياه، الكساء، سيارات الاسعاف، الدواء والمعدات الثقيلة لجرف الركام وازالة الانقاض، توافر المساحات المفتوحة او الابنية العامة لاقامة مستشفيات موقتة او لايواء الافراد (مواقف سيارات، انفاق، ابنية حكومية. الخ)، توافر وجهوزية الموارد البشرية المعنية بشكل مباشر او غير مباشر بعمليات الانقاذ بعد وقوع الكارثة.

جعارة

ثم تناول الدكتور فادي جعارة المواصفات اللبنانية للبناء المقاوم للزلازل عارضا تاريخ الهزات الارضية وتحرك الصفائح التكتونية التي لا يمكن مواجهتها سوى من خلال بناء مقاوم للزلازل بمواصفات علمية وقانونية واقتصادية بحيث تخضع الابنية لمواصفات محددة تلتزم قواعد البناء الجيد ومواصفاته لحماية الانسان والحد من الاضرار المادية، مؤكدا وجود قوانين واضحة لكل مهندس لدرس الابنية المقاومة للزلازل

Nader 3:16
31-08-2007, 04:27 PM
بالله يبارك فيك يا دكتور وسيم على هذه المعلومات....

بس بدي وقت تحتا اقرأهم!!!!

الزاهر
01-09-2007, 06:31 AM
مباشرة إلا دفتر الملاحظات!!!!!


الله يبارك فيكم!!!!