ساميا
23-09-2007, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، الحمد لله رب الأرض والسموات، رفيع الدرجات، عالم ما تخفيه السرائر والنيات، المطلع على كل ما أخفاه العبد وهو الذي يرفع لعباده الحسنات بالحسنات ويكتب لهم السيئات سيئات..
والصلاة والسلام على خير من أفطر وصام، ونام وقام، وطاف بالبيت الحرام.. أما بعد:
فلا زال سوق الجنة قائماً، فيا باغي الخير أقبل.. وهنيئاً لأكباد ظمأت لمرضاة الله، هنيئاً لمن صام إيماناً وإحتسابا، وإن كان منا لا يزال هنالك متخلفين، فهيا وهلموا قبل فوات الأوان فقد إمتدت إليكم يد الله سبحانه!
إنقضت العشر الأوائل من رمضان، ولا بد لنا اليوم من وقفة نجدد فيها التوبة لرب العالمين ونحاسب أنفسنا حساباً دقيقاً: هل تحققت فينا أسرار الصيام ومقاصده وعلى رأسها تقوى الله عزوجل؟!...
في بلدتنا عند كثير من الناس اليوم في شهر رمضان ظاهرة أو عادات فيها كثير من الخطأ ونراها تتكرر من رمضان إلى آخر..
فكثير منهم لا يعرفون الله إلا في رمضان، أحد عشر شهراً يبتعدون عن تلاوة القرآن ويرتكبون المخالفات والمعاصي، لكنهم في رمضان يجتهدون في العبادة والطاعة وتلاوة القرآن ويقبلون على صلاة التراويح.. فإلى هؤلاء نقول: من عرف الله في رمضان فليصل بمعرفته كل آن فإن رب رمضان هو رب شوال ورب شعبان ورب سائر الشهور والأزمان.. فاغنتموا شهر البر والطاعة وإجابة الدعاء واستعينوا بالله وتضرعوا إليه كما أعانكم على الطاعة في رمضان أن يعينكم على الطاعة والعبادة في كل آن...
الأمر الثاني، مع بداية رمضان لاحظنا الإقبال الشديد على صلاة التراويح، فترى الناس ينسكبون من الأحياء بإتجاه الجوامع يصلون صلاة التراويح، ثم وبعد أيام تبدأ الأعداد بالتناقص، ونرى فتوراً في الهمة، وتعباً يعتري الأبدان، يزداد مع تقدم الأيام، مع أن الأولى زيادة الهمة مع زيادة أيام الصيام وإقتراب الأوقات المفضلة في العشر الأواخر ..
والأمر الثالث، إن كثيراً من الناس ينامون كل اليوم أو أكثره، فمنهم من لا يستيقظ إلا بعد الظهر ، وربما ينام بعد الظهر إلى العصر، أو بعد العصر إلى الغروب.. فأين التلذذ بالصيام، وأين حرارة الجوع، وأين مشقة الظمأ؟...
أين مفهوم رمضان لمن أمضى الليل كله في سهر ولغو وسمر، وأمضى النهار في غيبوبة أو نوم، وإن استيقظ في فترة من فترات النهار تراه ضيق النفس متجهم الوجه لا يتحمل كلمة ممن حوله، فاته قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: " فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم.."
أيها الإخوة الأحباء:
للصيام معانٍ وأسرار لا يستقيم إلا بها، فهو قبل أن يكون صيام بطن عن الطعام والشراب، إنه صيام عين عن نظر الحرام، وعن نظر الفتنة، وعن نظر المعصية، عن النظر إلى المسلسلات والبرامج التي تسيء إلى الشهر الفضيل، ولا أفهم اليوم معنى لهذا التعلق الأعمى بالبرامج السيئة التي لم تراع حرمة الشهر ولا الصائمين فيه؟ بماذا نفسر التعلق بمسلسل "باب الحارة" لدرجة أن بعض أصحاب المولدات الكهربائية يقطع الإشتراك في فترة إنقطاع الكهرباء في النهار إلا إذا كان وقت المسلسل فإنه يعطي الكهرباء ليتسنى للصائمين متابعة المسلسل ولا يفوتهم شيئ من خيراته!... وأدهى من ذلك ما أكرمتنا به قنواتنا المحلية من برامج خصصت للشهر الكريم، فبرنامج "لا يمل" مثلاً أصبح برنامجاً يومياً لا أسبوعياً، وربما هذا من حرص القائمين على هذه القنوات على بث أكبر قدر من السموم التي تفسد صوم الصائمين وتحرق حسناتهم!!!!!!!!!
والصيام هو صوم الأذن عن سماع الغناء الفاحش الذي يغرس الغرائز في القلوب ويحبب الفاحشة والخنا، وسماع الغيبة والنميمة والكلام الفاحش أو البذيء..
وهو صوم الرجل عن المشي إلى الحرام وعن كل مشوار يغضب الله عزوجل أو جلسة في ملهى أو مقهى مع رفقاء سوء، أو تسكع في الطريق بلا هدف أو معنى في محيط من الإختلاط الماجن، والعيون الزائغة والغمز واللمز وكشف العورات دون أدنى إحترام أو إكرام لمثل هذه الأيام الكريمة المباركة.. فإلى من يضيع أو تضيع أيامها ولياليها في مثل هذا، ماذا ستقولين لربك حين يسألك عن عمرك فيم أفنيته وشبابك فيم أمضيته؟
والصوم صوم اليدين عن البطش والمهاترة والخيانة وأكل مال الحرام والإختلاس والرشوة، هو صوم للجوارح كل الجوارح عن كل مخالفة أو نهي أو شبهة حرام.. فهل سعينا إلى تحقيق كل هذه المعاني في صيامنا؟!!
أيها الأحبة لا زال في الوقت متسع، فأدعو نفسي وإياكم إلى التوبة من المعاصي ما ظهر منها وما بطن، ونسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا ويعتق رقابنا من النار أجمعين...
اللهم إننا حرمنا على بطوننا الطعام والشراب لمرضاتك، فأطعمنا من روضات الجنات واسقنا من الحوض المورود شربة لا نظمأ بعدها أبدا.. اللهم إنا قد صمنا لمرضاتك فاجعلنا يا رب العالمين من المفطرين يوم القيامة على موائد نعمائك إنك على كل شي قدير وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...
الحمد لله، الحمد لله رب الأرض والسموات، رفيع الدرجات، عالم ما تخفيه السرائر والنيات، المطلع على كل ما أخفاه العبد وهو الذي يرفع لعباده الحسنات بالحسنات ويكتب لهم السيئات سيئات..
والصلاة والسلام على خير من أفطر وصام، ونام وقام، وطاف بالبيت الحرام.. أما بعد:
فلا زال سوق الجنة قائماً، فيا باغي الخير أقبل.. وهنيئاً لأكباد ظمأت لمرضاة الله، هنيئاً لمن صام إيماناً وإحتسابا، وإن كان منا لا يزال هنالك متخلفين، فهيا وهلموا قبل فوات الأوان فقد إمتدت إليكم يد الله سبحانه!
إنقضت العشر الأوائل من رمضان، ولا بد لنا اليوم من وقفة نجدد فيها التوبة لرب العالمين ونحاسب أنفسنا حساباً دقيقاً: هل تحققت فينا أسرار الصيام ومقاصده وعلى رأسها تقوى الله عزوجل؟!...
في بلدتنا عند كثير من الناس اليوم في شهر رمضان ظاهرة أو عادات فيها كثير من الخطأ ونراها تتكرر من رمضان إلى آخر..
فكثير منهم لا يعرفون الله إلا في رمضان، أحد عشر شهراً يبتعدون عن تلاوة القرآن ويرتكبون المخالفات والمعاصي، لكنهم في رمضان يجتهدون في العبادة والطاعة وتلاوة القرآن ويقبلون على صلاة التراويح.. فإلى هؤلاء نقول: من عرف الله في رمضان فليصل بمعرفته كل آن فإن رب رمضان هو رب شوال ورب شعبان ورب سائر الشهور والأزمان.. فاغنتموا شهر البر والطاعة وإجابة الدعاء واستعينوا بالله وتضرعوا إليه كما أعانكم على الطاعة في رمضان أن يعينكم على الطاعة والعبادة في كل آن...
الأمر الثاني، مع بداية رمضان لاحظنا الإقبال الشديد على صلاة التراويح، فترى الناس ينسكبون من الأحياء بإتجاه الجوامع يصلون صلاة التراويح، ثم وبعد أيام تبدأ الأعداد بالتناقص، ونرى فتوراً في الهمة، وتعباً يعتري الأبدان، يزداد مع تقدم الأيام، مع أن الأولى زيادة الهمة مع زيادة أيام الصيام وإقتراب الأوقات المفضلة في العشر الأواخر ..
والأمر الثالث، إن كثيراً من الناس ينامون كل اليوم أو أكثره، فمنهم من لا يستيقظ إلا بعد الظهر ، وربما ينام بعد الظهر إلى العصر، أو بعد العصر إلى الغروب.. فأين التلذذ بالصيام، وأين حرارة الجوع، وأين مشقة الظمأ؟...
أين مفهوم رمضان لمن أمضى الليل كله في سهر ولغو وسمر، وأمضى النهار في غيبوبة أو نوم، وإن استيقظ في فترة من فترات النهار تراه ضيق النفس متجهم الوجه لا يتحمل كلمة ممن حوله، فاته قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: " فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم.."
أيها الإخوة الأحباء:
للصيام معانٍ وأسرار لا يستقيم إلا بها، فهو قبل أن يكون صيام بطن عن الطعام والشراب، إنه صيام عين عن نظر الحرام، وعن نظر الفتنة، وعن نظر المعصية، عن النظر إلى المسلسلات والبرامج التي تسيء إلى الشهر الفضيل، ولا أفهم اليوم معنى لهذا التعلق الأعمى بالبرامج السيئة التي لم تراع حرمة الشهر ولا الصائمين فيه؟ بماذا نفسر التعلق بمسلسل "باب الحارة" لدرجة أن بعض أصحاب المولدات الكهربائية يقطع الإشتراك في فترة إنقطاع الكهرباء في النهار إلا إذا كان وقت المسلسل فإنه يعطي الكهرباء ليتسنى للصائمين متابعة المسلسل ولا يفوتهم شيئ من خيراته!... وأدهى من ذلك ما أكرمتنا به قنواتنا المحلية من برامج خصصت للشهر الكريم، فبرنامج "لا يمل" مثلاً أصبح برنامجاً يومياً لا أسبوعياً، وربما هذا من حرص القائمين على هذه القنوات على بث أكبر قدر من السموم التي تفسد صوم الصائمين وتحرق حسناتهم!!!!!!!!!
والصيام هو صوم الأذن عن سماع الغناء الفاحش الذي يغرس الغرائز في القلوب ويحبب الفاحشة والخنا، وسماع الغيبة والنميمة والكلام الفاحش أو البذيء..
وهو صوم الرجل عن المشي إلى الحرام وعن كل مشوار يغضب الله عزوجل أو جلسة في ملهى أو مقهى مع رفقاء سوء، أو تسكع في الطريق بلا هدف أو معنى في محيط من الإختلاط الماجن، والعيون الزائغة والغمز واللمز وكشف العورات دون أدنى إحترام أو إكرام لمثل هذه الأيام الكريمة المباركة.. فإلى من يضيع أو تضيع أيامها ولياليها في مثل هذا، ماذا ستقولين لربك حين يسألك عن عمرك فيم أفنيته وشبابك فيم أمضيته؟
والصوم صوم اليدين عن البطش والمهاترة والخيانة وأكل مال الحرام والإختلاس والرشوة، هو صوم للجوارح كل الجوارح عن كل مخالفة أو نهي أو شبهة حرام.. فهل سعينا إلى تحقيق كل هذه المعاني في صيامنا؟!!
أيها الأحبة لا زال في الوقت متسع، فأدعو نفسي وإياكم إلى التوبة من المعاصي ما ظهر منها وما بطن، ونسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا ويعتق رقابنا من النار أجمعين...
اللهم إننا حرمنا على بطوننا الطعام والشراب لمرضاتك، فأطعمنا من روضات الجنات واسقنا من الحوض المورود شربة لا نظمأ بعدها أبدا.. اللهم إنا قد صمنا لمرضاتك فاجعلنا يا رب العالمين من المفطرين يوم القيامة على موائد نعمائك إنك على كل شي قدير وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...