المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "دعاة أكاديمي" يختار أصغر داعية في إندونيسيا



عمار الفلو
10-10-2007, 06:09 PM
صعدت "رضا نيورال حاج" (6 أعوام) على المنصة مرتدية الحجاب وممسكة بلعبتها الصغيرة، ثم استهلت خطبتها عن الصيام بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].
وبينما تتنافس "رضا" مع أقرانها في إلقاء الخطب الدينية حبس ملايين الإندونيسيين أنفاسهم ترقبا لمعرفة أصغر داعية من التلاميذ ما بين 6 و9 أعوام، والذين يظهرون كل أسبوع في البرنامج التلفزيوني "الدعاة الصغار" لعرض مواهبهم في الدعوة ضمن مسابقة "الدعاة الصغار".
وبدأ عرض هذا البرنامج الذي يأخذ شكل البرنامج الغربي الشهير "ستار أكاديمي" للمرة الأولى عام 2004، لكن الفارق أن المتسابقين في البرنامج الإندونيسي يتنافسون بما حفظوه من علم شرعي للحصول على تذكرتين للحج إلى بيت الله الحرام.

"من المؤمن؟"
"من المؤمن؟"، هذا هو عنوان خطبة "رضا" التي دعت فيها الإندونيسيين إلى حسن صيام شهر رمضان المبارك.
وأضافت وهي تبكي: "لأن الصيام هو أمر من الله، فعلينا أداؤه، لنحظى بثواب من الله يمحو سيئاتنا".
وبعد الخطبة وجهت لجنة التحكيم سؤالا لـ"رضا" أثارت إجابتها البريئة عنه ضحكات الحضور في البرنامج، إذ سألتها اللجنة عن كيفية صومها في رمضان، فأجابت: "أصوم حتى العصر فقط".
ولا يكمل من هم في سن "رضا" الصيام حتى أذان المغرب مثل الكبار، إلى أن يشتد عودهم، ويمتلكون القدرة.

الفرصة الأخيرة
متسابق آخر يدعي "ريزال بورناما" (9 أعوام) يمتلك حافزا كبيرا للفوز، إذ إنه يخوض آخر محاولاته الخمسة في مسابقة "الدعاة الصغار"، فمن العام المقبل سيتخطى عمره العمر المسموح به.
وبالرغم من إخفاق ابنه المتكرر فإن "جنايدي" والد "ريزال" يقول مفتخرا: إن ابني دعي للمشاركة في المسابقة بعدما ذاعت خطبه في أرجاء البلاد.
وأردف الأب: "على الرغم من أنه لم يفز في النسخ الأربعة الماضية من المسابقة، فإننا نحمد الله لأن العديد من الناس معجبون به، ويطلبون منه إلقاء خطب في المناسبات الدينية"، مضيفا أن "مدارس إسلامية عديدة مهتمة بانضمام ريزال إليها بلا رسوم دراسية".

لا يدركون
وعلى الرغم من النجاح الكبير المحيط بالبرنامج، واختياره من قبل مجلس علماء إندونيسيا عام 2005 كأفضل برنامج تلفزيوني للأطفال، فإنه يلقى انتقادات لاذعة، من بينها أن المتسابقين لا يزالون صغارا على التحدث عن بعض الأمور مثل التحذير من مغبة الوقوع في كبيرة الزنا.
ويقول الخبير النفسي "ويراوان سارونو": "إن الأطفال لا يدركون حقيقة معنى التعاليم التي يرددونها".
وداعما ما ذهب إليه "سارونو" يرى مسلم عبد الرحمن الباحث في الدراسات الإسلامية أن "هؤلاء المتسابقين يتحدثون عن أشياء لا تتناسب مع عمرهم الصغير".
واعتبر عبد الرحمن أن المسابقة "تعكس الثقافة الإسلامية التي تمددت بصورة كبيرة في إندونيسيا منذ سقوط حكم الرئيس سوهارتو عام 1998".

غرس الإسلام
بالمقابل، يقول هيربو أجوس منتج البرنامج: "إن مهمتنا هو عرض نموذج طيب للشعب الإندونيسي". بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ويضيف أجوس أن "البرنامج يركز بالأساس على الأجيال الأصغر لغرس الإسلام في نفوسهم، وحمايتهم من الانحلال الأخلاقي"، مضيفا أن "البرنامج يؤسس نموذجا في تعليم الجيل الصغير في إندونيسيا بطريقة إسلامية".
ومع اختتام فعاليات نسخة هذا العام من "الدعاة الصغار"، سارعت "رضا" وصغير آخر إلى السجود لله شكرا بعد إعلان فوزهما بتذكرتي حج، بينما توجه آباء بقية المتسابقين لمواساة صغارهم الذين لم يحالفهم الحظ.
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1190886266175&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout