تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطب تاريخية ....



مصطفى معتوق
17-10-2007, 02:37 PM
في هذا الموضوع سأنقل لكم عديد الخطب التي كان لها اثر مي رسم تاريخ الامم.
فمعروف عن فن الخطابة دوره الرائد لما للخطبة من تاثير مباشر على معنويات الجماهير وحثهم على القيام باعمال كان لبعضها الاثر الواضح في مجرى التاريخ الانساني ...
فمن ابرز الخطب الواردة في ادبيات الشعوب اخترت لكم .....

مصطفى معتوق
17-10-2007, 02:44 PM
خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي في مكة المكرمة

عن الأصمعي وأبي زيد، عن معاذ بن العلاء - أخي أبي عمرو بن العلاء - قال: لما قتل الحجاج ابن الزبير ارتجت مكة (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=826%20) بالبكاء، فأمر الناس فجمعوا في المسجد، ثم صعد المنبر، فقال:

بعد حمد الله والثناء عليه: يا أهل مكة (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=826%20) بلغني إكباركم قتل ابن الزبير، ألا وإن ابن الزبير كان من خيار هذه الأمة، حتى رغب في الخلافة ونازع فيها أهلها، فنزع طاعة الله واستكن بحرم الله ولو كان شيء مانع العصاة لمنعت آدم حرمة الله، إن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته وأباح له كرامته، وأسكنه جنته، فلما أخطأ أخرجه من الجنة بخطيئته، وآدم أكرم على الله من ابن الزبير والجنة أعظم حرمة من الكعبة، اذكروا الله يذكركم.

مصطفى معتوق
17-10-2007, 03:00 PM
خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي في اهل العراق والشام بعد موقعة دير الجماجم



قال القاضي المعافى بن زكريا: ثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا محمد - يعني ابن عبيد الله بن عباس - عن عطاء - يعني ابن مصعب - عن عاصم قال: خطب الحجاج أهل العراق بعد دير الجماجم (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=502%20) فقال:




يا أهل العراق، إن الشيطان قد استبطنكم فخالط اللحم والدم والعصب والمسامع والأطراف ثم أفضى إلى الأسماخ والأمخاخ والأشباح والأرواح ثم ارتفع فعشش ثم باض وفرخ ثم دب ودرج فحشاكم نفاقا وشقاقا وأشعركم خلافا، اتخذتموه دليلا تتبعونه، وقائدا تطيعونه، ومؤامرا تشاورونه وتستأمرونه، فكيف تنفعكم تجربة أو ينفعكم بيان؟ ألستم أصحابي بالأهواز حيث رمتم المكر وأجمعتم على الكفر، وظننتم أن الله يخذل دينه وخلافته؟ وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون لواذا، وتنهزمون سراعا، يوم الزاوية (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=189%20) وما يوم الزاوية؟ مما كان من فشلكم وتنازعكم وتخاذلكم وبراءة الله منكم ونكوس قلوبكم؛ إذ وليتم كالإبل الشاردة عن أوطانها النوازع، لا يسأل المرء عن أخيه ولا يلوي الشيخ على بنيه حين عضكم السلاح وتخستكم الرماح. يوم دير الجماجم (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=502%20) وما يوم دير الجماجم! بها كانت المعارك والملاحم، بضرب يزيل الهام عن مقيله، ويذهل الخليل عن خليله، يا أهل العراق، يا أهل الكفرات بعد الفجرات، والغدرات بعد الخترات، والنزوة بعد النزوات، إن بعثناكم إلى ثغوركم غللتم وخنتم وإن أمنتم أرجفتم، وإن خفتم نافقتم، لا تذكرون نعمة ولا تشكرون معروفا، ما استخفكم ناكث أو استغواكم غاو، أو استنقذكم عاص، أو استنصركم ظالم، أو استعضدكم خالع - إلا لبيتم دعوته وأجبتم صيحته، ونفرتم إليه خفافا وثقالا وفرسانا ورجالا؟ يا أهل العراق، هل شغب (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=583%20) شاغب أو نعب ناعب أو زفر زافر إلا كنتم أتباعه وأنصاره؟ يا أهل العراق ألم تنفعكم المواعظ؟ ألم تزجركم الوقائع؟ ألم يشدد الله عليكم وطأته ويذقكم حر سيفه وأليم بأسه ومثلاته؟



ثم التفت إلى أهل الشام (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=202%20) فقال: يا أهل الشام (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=202%20) إنما أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه ينفي عنه القذر ويباعد عنها الحجر ويكنها من المطر ويحميها من الضباب ويحرسها من الذباب، يا أهل الشام (http://history.al-islam.com/Placesdef.asp?Place=202%20) أنتم الجنة والرداء وأنتم الملاءة والحذاء، أنتم الأولياء والأنصار والشعار والدثار بكم يذب عن البيعة والحوزة وبكم ترمى كتائب الأعداء ويهزم من عاند وتولى.

مصطفى معتوق
18-10-2007, 03:51 PM
دعا ابو عبيدة المسلمين اليه بعد ان اصابه الطاعون في الاردن فلما دخلو عليه خطب فيهم قائلاً :

إني أوصيكم بوصية إن قبلتموها لم تزالوا بخير ما بقيتم، وبعد ما تهلكون.
أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا، وتصدقوا، وحجوا، واعتمروا، وتواصلوا، وتحابوا، واصدقوا أمراءكم ولا تغشوهم، ولا تلهكم الدنيا؛ فإن امرأ لو عمر ألف حول ما كان له بد من أن يصير إلى مصرعي هذا الذى ترون، وإن الله قد كتب الموت على بني آدم فهم ميتون.
وأكرمهم منهم أطوعهم لربه، وأعلمهم ليوم معاده.
ثم قال : يا معاذ، صل بالناس. فصلى معاذ بالناس، ومات أبو عبيدة -رحمه الله-.

مصطفى معتوق
18-10-2007, 04:06 PM
وهي عظة القاها الشيخ واصل بن العطاء احد شيوخ المعتزلة في العصر الاموي .
وقد خطب في الناس قائلاً :

الحمدُ للهِ القَدِيمِ بلا غَايَةٍ، والبَاقِي بلا نِهَايَةٍ، الذي علا في دُنُوِّه، وَدَنَا في عُلُوِّه؛ فلا يَحْوِيه زَمَانٌ، ولا يُحِيطُ به مَكَانٌ، ولا يَؤُودُه حِفْظُ ما خَلَقَ، ولم يَخْلُقْه على مِثَالٍ سَبَقَ، بل أَنْشَأَه ابْتِدَاعًا، وَعَدَّلَه اصْطِنَاعًا، فأحسنَ كلَّ شَيءٍ خَلَقَه، وَتَمَّمَ مَشِيئَتَه، وأَوْضَحَ حِكْمَتَه؛ فَدَلَ على أُلُوهِيَّته، فسبحانَه لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِه، ولا دَافِعَ لِقَضَائِه، تَوَاضَعَ كلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِه، وذَلَّ كلُّ شَيءٍ لِسُلْطَانِه، وَوَسِعَ كلَّ شَيءٍ فَضْلُهُ، لا يَعْزُبُ عنه مِثْقَالُ حَبَّةٍ وهو السَّمِيعُ العَلِيمُ.
وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَه، إِلِهًا تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُه، وَعَظُمَتْ آلاؤُه، وعلا عن صِفَاتِ كُلِّ مَخْلُوقٍ، وَتَنَزَّه عن شَبِيه كلِّ مَصْنُوعٍ؛ فلا تَبْلُغُه الأَوْهَامُ، ولا تُحِيطُ به العُقُولُ ولا الأَفْهامُ، يُعْصَى فَيْحَلُمُ، ويُدْعَى فَيَسْمَعُ، ويَقْبَلُ التَّوبةَ مِن عبادِه ويَعْفُو عن السَّيِّئَاتِ ويعلمُ ما تفعلون.
وأشهدُ شهادةَ حَقٍّ، وقولِ صِدْقٍ بإخلاصِ نِيَّةٍ وَصِحَّةِ طَوْيَّةٍ أَنَّ محمدَ بنَ عبدِ اللهِ عبدُه ونَبِيُّه وخَالِصَتُه وَصَفِيُّه، ابْتَعَثَه إلى خَلْقِه بالبَيِّنَةِ والهُدَى ودِينِ الحَقِّ فَبَلَّغَ مَأْلُكَتَه، وَنَصَحَ لأُمَّتِه، وجاهدَ في سبيلِ اللهِ لا تَأْخُذُه في الحَقِّ لَوْمَةُ لائِمٍ، ولا يَصُدُّه عنه زَعْمُ زَاعِمٍ، مَاضِيًا على سُنَّتِه، مُوفِيًا على قَصْدِه حتى أَتَاهُ اليَقِينُ فصلى الله على محمدٍ وعلى آل محمدٍ أَفْضَلَ وأَزْكَى وأَتَّم وأَنْمَى وأَجَلَّ وأعلى صَلاةٍ صَلاَّها على صَفْوَةِ أَنْبيائِه، وخَالِصَةِ مَلائكتِه، وأضعافَ ذلك إِنَّه حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
أُوصيكم عبادَ اللهِ مع نفسي بتقوى اللهِ، والعملِ بطاعتِه، والمُجَانَبَةِ لِمَعْصِيَتِه، وأَحُضِّكُم على ما يُدْنِيكم منه، ويُزْلِفُكم لديه؛ فإِنَّ تقوى اللهِ أفضلُ زادٍ، وأحسنُ عاقِبَةٍ في مَعَادٍ، ولا تُلْهِيَنَّكم الحياةَ الدّنيا بِزَيْنَتِها وخَدْعِها، وَفَوَاتِنِ لِذَّاتِها، وشَهَوَاتِ آمَالِها؛ فإِنَّها مَتَاعٌ قَلِيلٌ، ومُدَّةٌ إلى حينٍ، وكلُّ شيءٍ منها يزولُ فكم عَاينْتم مِن أَعَاجِيبِها، وكم نَصَبَتْ لكم مِن حَبَائِلِها، وأَهَلَكَتْ مَن جَنَحَ إليها، واعْتَمَدَ عليها، أَذَاقَتْهم حُلْوًا، ومَزَجَتْ لَهُم سُمًّا، أينَ الملوكُ الذين بَنَوا المدائنَ، وشَيَّدُوا المَصَانِعَ وَأَوْثَقُوا الأبوابَ، وكاثَفُوا الحِجَابَ، وَأَعَدُّوا الجِيادَ، ومَلَكُوا البِلادَ، واسْتَخْدَمُوا التِّلادَ؟!
قَبَضَتْهُم بِمِحْمَلِها، وطَحَنَتْهم بِكَلْكَلِها، وعَضَّتْهم بأنيابِها، وعاضَتْهم مِن السِّعةِ ضِيقًا، ومِن العِزَّةِ ذُلاًّ، ومِن الحياةِ فَنَاءً؛ فَسَكَنُوا اللُّحودَ، وَأَكَلَهُم الدُّودُ، وَأَصْبَحوا لا تُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهم، ولا تَجِدُ إِلاَّ مَعَالِمَهم، ولا تُحِسُّ مِنهم مِن أَحَدٍ، ولا تَسْمَعُ لهم نَبْسًا، فَتَزَوَّدُوا عافاكم اللهُ؛ فإِنَّ أفضلَ الزَّادِ التّقوى، واتَّقوا اللهَ يا أولي الألبابِ لعلَّكم تُفْلِحونَ، جَعَلَنا اللهُ وإيَّاكم مِمَّن يَنْتَفِعُ بِمَواعِظِه، ويعملُ لِحَظِّه وَسَعَادَتِه، وَمِمَّن يَسْتَمِعُ القولَ فَيَتَّبِعُ أحسنَه، أولئك الذين هداهم اللهُ وأولئك هم أولوا الألبابِ، إِنَّ أحسنَ قَصَصِ المؤمنينَ وأبلغَ مواعِظِ المُتَّقينَ كتابُ اللهِ الزَّكِيَّةُ آياتُه، الوَاضِحَةُ بِيَّنَاتُه؛ فإذا تُلِيَ عليكم فَأَنْصِتُوا له واسْمَعُوا لعلَّكم تُفْلِحونَ.
أعوذُ بالله القَوِيِّ مِن الشَّيطانِ الغَوِيِّ، إِنَّ اللهَ هو السميعُ العليمُ، قل هو اللهُ أحدٌ اللهُ الصّمدُ لم يَلِدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوَا أَحَدٌ.

نَفَعَنَا اللهُ وإيَّاكم بالكتابِ الحكيمِ، والوَحْي المُبِينِ، وأعادَنا وإيَّاكم مِن العذابِ الأليمِ، وأَدْخَلَنا وإيَّاكم جناتِ النَّعيمِ.

مصطفى معتوق
20-10-2007, 11:47 PM
تسمى البتراء لانه لم يبدأها بالبسملة والحمدلة مع وجود رواية اخرى تقول انه حمد الله واليكم نص الخطبة :

أما بعدُ، فإِنَّ الجهالةَ الجهلاءَ، والضَّلالةَ العمياءَ، والغَيَّ المُوَفِّيَ بأهلِه على النارِ ما فيه سفهاؤُكم، ويشتملُ عليه حُلَماؤُكم مِن الأمورِ العظامِ يَنْبُتُ فيها الصغيرُ، ولا يتحاشى عنها الكبيرُ كأنَّكم لم تقرؤوا كتابَ اللهِ ولم تسمعوا ما أَعَدَّ اللهُ مِن الثَّوابِ الكبيرِ لأهلِ طاعتِه، والعذابِ الأليمِ لأهلِ معصيتِه في الزَّمنِ السَرْمَدِيِّ الذي لا يزولُ، أتكونون كَمَن طَرَفَتْ عَيْنَيْه الدّنيا، وسَدَّتْ مسامِعَه الشهواتُ، واختارَ الفانيةَ على الباقيةَ، ولا تذكرون أنَّكم أحدثتم في الإسلام الحَدَثَ الذي لم تُسْبَقُوا إليه؛ مِن تَرْكِكُم الضَّعيفَ يُقْهَرُ ويُؤْخَذُ ماله، هذه الموَاخيرَ المنصوبةَ والضعيفةَ المسلوبةَ في النهارِ المُبْصِرِ والعَدَدَ غيرُ قليلٍ، ألم يكن منكم نُهَاةٌ تَمْنَعُ الغُوَاةَ عن دَلَجِ الليلِ وغَارَةِ النَّهارِ، قرَّبتم القرابةَ، وباعدتم الدَّينَ، تعتذرون بغيرِ العُذْرِ، وتُغْضُون على المُخْتَلِسِ، كلُّ امرئٍ منكم يَذُبُّ عن سفيهه صنيعَ مَن لا يخافُ عاقبةً ولا يرجو معادًا، ما أنتم بالحلماءِ ولقد اتَّبعتم السفهاءَ، فلم يزلْ بكم ما ترون مِن قيامِكم دونَه حتى انتهكوا حُرَمَ الإسلامِ، ثم أطرقوا وراءَكم كنوسًا في مَكَانِسِ الرَّيبِ، حَرَامٌ عَلَيَّ الطعامُ والشرابُ حتى أُسَوِّيَها بالأرضِ هَدْمًا وإحراقًا.
إِنِّي رأيتَ آخرَ هذا الأمرِ لا يَصْلُحُ إِلاَّ بما صَلُحَ به أَوَّلُه : لِيْنٌ في غيرِ ضَعْفٍ، وشِدَّةٌ في غير عُنْفٍ. وإِنِّي أقسمُ بالله لآخُذَنَّ الوَلِيَّ بالمُوْلَى، والمقيمَ بالظَّاعنِ، والمقبلَ بالمدبرِ، والمطيعَ بالعاصِي، والصحيحَ منكم في نفسِه بالسقيمِ حتى يلقيَ الرجلُ منكم أخاه فيقول :انجْ سَعْدٌ فقد هلك سُعَيدٌ، أو تستقيمَ لي قناتُكم.
إِنَّ كَذْبَةَ المنبرِ بَلْقَاءُ مَشْهورةٌ؛ فإذا تَعَلَّقتم عَلَيَّ بِكَذْبَةٍ فقد حَلَّتْ لكم معصيتي، فإذا سَمِعْتُموها مني فاغْتَمِزُوها فِيَّ، واعلموا أنَّ عندي أمثالَها.
مَن نُقِبَ منكم عليه فأنا ضَامِنٌ لِمَا ذَهَبَ منه، فإيايَ وَدَلَجَ الليلِ؛ فإِنِّي لا أُوتَى بِمُدْلِجٍ إلاَّ سَفَكْتُ دَمَهُ، وقد أَجَّلْتكم في ذلك بمقدارِ ما يأتي الخبرَ الكوفةُ ويرجعُ إليكم، وإيايَ ودعوى الجاهليةِ؛ فإِنِّي لا أجد أحدًا دعا بها إلاَّ قَطَعْتُ لسانَه، وقد أحدثتم أحداثًا لم تكن وقد أحدثنا لكل ذنبٍ عقوبةً؛ فَمَن غَرَّقَ قومًا غَرَّقْنَاهُ، ومَن أَحْرَقَ قومًا أَحْرَقْنَاهُ، ومَن نَقَبَ بيتًا نَقَبْنا عن قلبِه، ومَن نَبَشَ قبرًا دَفَنَّاهُ حَيًّا فيه، فَكُفُّوا عني أيديَكم وألسنتَكم أَكْفُفْ عنكم يدي ولساني، ولا تَظْهرُ مِن أحدٍ منكم ريبةٍ بخلافِ ما عليه عامّتُكم إلا ضربتُ عنقَه، وقد كانت بيني وبين أقوامٍ إِحَنٌ فجعلتَ ذلك دُبَرَ أُذُنِي وتحت قدمي، فمَن كان منكم مُحْسِنًا فليَزْدَدْ إحسانًا، ومَن كان منكم مُسِيئًَا فليَنْزِعْ عن إساءَتِه.
إني لو علمتُ أَنَّ أحدَكم قد قتلَه السُّلُّ مِن بُغْضِي لم أكشفْ له قناعًا، ولم أهتكْ له سِترًا حتى يبديَ لي صفحتَه؛ فإذا فعل ذلك لم أُنَاظِرْهُ، فاستأنفوا أمورَكم، وأعينوا على أنفسِكم، فربَّ مُبْتَئِسٍ بقدومِنا سُيَسَرُّ، ومسرورٍ بقدومنا سَيَبْتَئِسُ.
أيّها الناسُ، إنا أصبحنا لكم ساسةً، وعنكم ذادةً، نسوسُكم بسلطانِ اللهِ الذي أعطانا، ونذودُ عنكم بفيءِ الله الذي خَوَّلَنا، فلنا عليكم السمعُ والطاعةُ فيما أَحْبَبْنا، ولكم علينا العَدْلُ فيما وَلِينا، فاستوجبوا عَدْلَنا وفيئَنا بمناصحتِكم لنا، واعلموا أني مهما قَصَّرْتُ عنه فلن أُقَصِّرَ عن ثلاثٍ : لستُ مُحْتَجِبًا عن طالبِ حاجةٍ منكم ولو أتاني طارقًا بليلٍ، ولا حابِسًا عطاءً ولا رِزْقًا عن إبانه، ولا مجمرا لكم بعثًا، فادعوا اللهَ بالصلاحِ لأئمَّتِكم؛ فإنهم سَاسَتُكم المُؤَدِّبونَ لكم، وكهفُكم الذي إليه تأوون، ومتى يَصْلُحوا تَصْلُحُوا، ولا تُشْرِبُوا قلوبَكم بغضَهم، فيشتدَّ لذلك غيظُكم، ويطولُ له حُزْنُكم، ولا تُدْرِكُوا له حاجتَكم مع أَنَّه لو استجيبَ لكم فيهم لكان شَرًّا لكم.
أسألُ اللهَ أَنْ يُعِين كُلاًّ على ُكلٍّ، وإذا رأيتموني أُنْفِذُ فيكم الأمرَ فَأَنْفِذُوه على أَذْلالِهِ، وايم اللهِ إِنَّ لي فيكم لَصَرْعَى كَثَيرةً فَلْيَحْذَرْ كلُّ امرئٍ منكم أن يكونَ مِن صَرْعَاي.
فقام إليه عبدُ الله بنُ الأهتمِ، فقال :
أشهدُ أيُّها الأميرُ لقد أُوتيتَ الحكمةَ، وفصلَ الخطابِ.
فقال له :
كَذَبْتَ، ذاك نبي اللهِ داودُ صلوات الله عليه.
فقام الأحنفُ بنُ قيسٍ فقال :
إنما الثناءُ بعدَ البلاءِ، والحمدُ بعد العطاءِ، وإنا لن نُثْنِيَ حتى نَبْتَلِيَ.
فقال له زيادٌ :
صَدَقْتَ.
فقام أبو بلال مرداسُ بنُ أُدَيَّةَ وهو يَهْمِسُ ويقول :
أنبأنا اللهُ بغيرِ ما قُلْتَ؛ قال الله تعالى { وإبراهيمَ الذي وَفَّى * ألا تَزِرُ وَازِرَةُ وِزْرَ أخرى *وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } وأنت تزعمُ أنَّك تأخذ البريءَ بالسقيمِ، والمطيعَ بالعاصي، والمقبلَ بالمدبرِ.
فسَمِعَها زيادٌ، فقالَ :
إنَّا لا نَبْلُغَ ما نريدَ فيك وفي أصحابك حتى نَخوضَ إليكم الباطِلَ خَوْضًا.

moustafa
21-10-2007, 01:49 PM
شكراً يا أخ معتوق على جهودك في هذا الموضوع..... و اعذرني على كل شي عملتو ضدك
.................................................. .................................................. ...
يا الله سلامـــــــــــ:cool:

fadi
02-01-2008, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم،

فهذه خطبة ليس فيها حرف الألف ، وتروى عن علي رضي الله عنه ، أنه كان يتذاكر مع أصحابه عن أكثر حرف يتداول في الكلام فقالو:حرف الألف ،
فارتجل رضي الله عنه بخطبة خالية من الألف،

فقال:حمدت وعظمت من عظمت منته , وسبغت نعمته , وسبقت غضبه رحمته , وتمت كلمته , ونفذت مشيئته وبلغت قضيته . حمدته حمد مقر بتوحيده , ومؤمن من ربه مغفرة تنجيه , يوم يشغل عن فصيلته وبنيه ونستعينه ونسترشده ونشهد به , ونؤمن به , ونتوكل عليه , ونشهد له تشهد مخلص موقن , وتفريد ممتن ونوحده توحيد عبد مذعن , ليس له شريك في ملكه , ولم يكن له ولي في صنعه , جل عن وزير ومشير
وعون ومعين ونظير , علم فستر , ونظر فجبر , وملك فقهر , وعصي فغفر, وحكم فعدل , لم يزل ولم يزول , ليس كمثله شئ , وهو قبل كل شئ , وبعد كل شئ , رب متفرد بعزته , متمكن بقوته , متقدس بعلوه , متكبر بسموه , ليس يدركه بصر , وليس يحيطه نظر , قوي منيع , رؤوف رحيم , عجز عن وصفه من يصفه , وصل به من نعمته من يعرفه قرب فبعد , وبعد فقرب , مجيب دعوة من يدعوه ويرزقه ويحبوه , ذو لطف خفي , وبطش قوي , ورحمته موسعه , وعقوبته موجعة , رحمته جنة عريضة مونقة , وعقوبته جحيم ممدودة موثقة . وشهدت ببعث محمد عبده ورسوله , وصفيه ونبيه وحبيبه وخليله , صلة تحظيه , وتزلفه وتعليه , وتقربه وتدنيه , بعثه في خير عصر وحين فترة كفر رحمة لعبيده , ومنة لمزيده , ختم به نبوته , ووضح به حجته فوعظ ونصح وبلغ وكدح , رؤوف بكل مؤمن رحيم , رضي ولي زكي عليه رحمة وتسليم , وبركة وتكريم من رب رؤوف رحيم , قريب مجيب .موصيكم جميع من حضر , بوصية ربكم , ومذكركم بسنة نبيكم , فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ,وخشية تذرف دموعكم وتنجيكم , قبل يوم تذهلكم وتبلدكم , يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته , وخف وزن سيئته وليكن سؤلكم سؤل ذلة وخضوع , وشكر وخشوع , وتوبة ونزوع وندم ورجوع , وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه , وشبيبته قبل هرمه فكبره ومرضه , وسعته وفرغته قبل شغله وثروته قبل فقره وحضره قبل سفره , من قبل يكبر ويهرم ويمرض ويسقم ويمله طبيبه ويعرض عنه حبيبه , وينقطع عمره ويتغير عقله . قبل قولهم هو معلوم , وجسمه مكهول , وقبل وجوده في نزع شديد , وحضور كل قريب وبعيد , وقلب شخوص بصره , وطموح نظره , ورشح جبينه , وخطف عرينه , وسكون حنينه وحديث نفسه , وحفر رمسه , وبكي عرسه , ويتم منه ولده , وتفرق عنه عدوه وصديقه وقسم جمعه وذهب بصره وسمعه , ولقي ومدد , ووجه وجرد , وعري وغسل , وجفف وسجى وبسط له وهيئ ونشر عليه كفنه , وشد منه ذقنه , وقبض وودع وسلم عليه , وحمل فوق سريره وصلي عليه , ونقل من دور مزخرفة وقصور مشيدة , وحجر متحدة , فجعل في طريح ملحود , ضيق موصود بلبن منضود مسعف بجلمود , وهيل عليه عفره , وحشي عليه مدره , وتخفق صدره , ونسي خبره ورجع عنه وليه وصفيه ونديمه ونسيبه , وتبدل به قريبه وحبيبه , فهو حشو قبر , ورهين قفر , يسعى في جسمه دود قبره ويسيل صديده على صدره ونحره , يسحق تربه لحمه , وينشف دمه ويرم عظمه حتى يوم محشرة ونشره , فينشر من قبره وينفخ في صوره , ويدعى لحشره ونشوره , فتلم بعزه قبور وتحصل سريرة صدور , وجئ بكل صديق , وشهيد ونطيق , وقعد للفصل قدير , بعبده خبير بصير , فكم من زفرة تعنيه , وحسرة تقصيه في موقف مهيل ومشهد جليل بين يدي ملك عظيم بكل صغيرة وكبيرة عليم حينئذ يجمعه عرفه ومصيره , قلعة عبرته غير مرحومة , وصرخته غير مسموعة , وحجته غير مقبولة تنشر صحيفته , وتبين جريرته , حين نطر في سور عمله , وشهدت عينه بنظره ويده ببطشه ورجله بخطوه , وفرجه بلمسه , وجلده بمسه , وشهد منكر ونكير , وكشف له من حيث يصير , وغلل ملكه يده وسيق وسحب وحده , فورد جهنم بكرب وشده , فظل يعذب في جحيم ,ويسقى شربة من حميم , يشوى وجهه , ويسلخ جلده , ويضربه زبينه بمقمعة من حديد , يعود جلده بعد نضجه وهو جلد جديد يستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم , ويستصرخ فلم يجده ندم ة, ولم ينفعه حينئذ ندمه . نعوذ برب قدير من شر كل مضير , ونطلب منه عفو من رضي عنه , ومغفرة من قبل منه , فهو ولي سؤلي , ومنجح طلبتي , فمن زحزح عن تعذيب ربه , جعل في جنة قربه , خلد في قصور مشيده , وملك حور عين وعده , وطيف عليه بكؤوس , وسكن في جنة فردوس , وتقلب في نعيم , وسقي من تسنيم , وشرب من عين سلسبيل قـد مزج بزنجبيل , ختم بمسك , مستديم للملك , مستشعر بسرور ,يشرب من خمور , في روض مغدق ليس يبرق , فهذه منزلة من خشي ربه ,وحذر ذنبه ونفسه , قوله قول فصل , وحكمه حكم عدل , قص قصص , ووعظ نصبتنزيل من حكيم حميد , نزل به روح قدس متين , مبين من عند رب كريم , على نبي مهدي رحمة للمؤمنين , وسيد حلت عليه سفره ,مكرمون برره , وعذت برب عليم حكيم , قدير رحيم , من شر عدو ولعين رجيم , يتضرع متضرع كل منكم ويبتهل مبتهلكم , ويستغفر رب كل مذنوب لي ولكم (تمت) والله أعلم . ثم قرأ بعدها قوله تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين .

مصطفى معتوق
02-01-2008, 07:29 PM
تم نقل موضوع الأخ fadi "خطبة ليس فيها حرف الألف ، وتروى عن علي رضي الله عنه" ودمجه مع موضوع الأخ مصطفى معتوق لتشابه الموضوعين

مصطفى معتوق
02-01-2008, 08:52 PM
هي خطبة القاها الحجاج بن يوسف الثقفي حين دخل الكوفة والياً عليها وعلى كامل العراق عام 75 هــ وتقول الرواية :

حدث عبد الملك بن عمير الليثي قال :
بينا نحن في المسجد الجامع بالكوفة -وأهل الكوفة يومئذ ذوو حال حسنة، يخرج الرجل منهم في العشرة والعشرين من مواليه- إذ أتى آت فقال :
هذا الحجاج قد قدم أميرا على العراق.
فإذا به قد دخل المسجد معتما بعمامة قد غطى بها أكثر وجهه، متقلدا سيفا، متنكبا قوسا، يؤم المنبر، فقام الناس نحوه حتى صعد المنبر، فمكث ساعة لا يتكلم، فقال الناس بعضهم لبعض :
قبح الله بني أمية؛ حيث تستعمل مثل هذا على العراق.
حتى قال عمير بن ضابئ البرجمي :
ألا أحصبه لكم؟
فقالوا :
أمهل حتى ننظر.
فلما رأى عيون الناس إليه حسر اللثام عن فيه، ونهض، فقال :

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني

ثم قال :

يا أهل الكوفة، أما والله إني لأحمل الشر بحمله، وأحذوه بنعله، وأجزيه بمثله، وإني لأرى أبصارا طامحة، وأعناقا متطاولة، ورؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها وكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى تترقرق، ثم قال :

هذا أوان الشد فاشتدي زيم *** قد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل ولا غنم *** ولا بجزار على ظهر وضم
ثم قال :

قد لفها الليل بعصلبي *** أروع خراج من الدوي
مهاجر ليس بأعرابي
ثم قال :

قد شمرت عن ساقها فشدوا *** وجدت الحرب بكم فجدوا
والقوس فيها وتر عرد *** مثل ذراع البكر أو أشد
لا بد مما ليس منه بد

إني والله يا أهل العراق، ومعدن الشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق ما يقعقع لي بالشنان، ولا يغمز جانبي كتغماز التين، ولقد فررت عن ذكاء، وفتشت عن تجربة، وجريت إلى الغاية القصوى، وإن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه نثر كنانته بين يديه، فعجم عيدانها، فوجدني أمرها عودا وأصلبها مكسرا، فرماكم بي لأنكم طالما أوضعتم في الفتن، واضطجعتم في مراقد الضلال، وسننتم سنن الغي.

أما والله لألحونكم لحو العصا، ولأقرعنكم قرع المروءة، ولأعصبنكم عصب السلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل؛ فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.

وإني والله لا أعد إلا وفيت، ولا أهم إلا أمضيت، ولا أخلق إلا فريت؛ فإياي وهذه الشفعاء والزرافات والجماعات، وقالا وقيلا، و«ما تقول؟» و«فيم أنتم وذاك؟».

أما والله لتستقيمن على طريق الحق أو لأدعن لكل رجل منكم شغلا في جسده!

وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلف بعد أخذ عطائه بثلاثة أيام إلا سفكت دمه، وأنهبت ماله، وهدمت منزله!

مصطفى معتوق
07-01-2008, 03:49 PM
لا نملك معلومات كافية حول النص

استوصوا بثلاثة منكم خيرا : الشريف، والعالم، والشيخ؛ فوالله لا يأتيني شيخ بشاب قد استخف به إلا أوجعته، ولا يأتيني عالم بجاهل استخف به إلا نكلت به، ولا يأتيني شريف بوضيع استخف به إلا انتقمت له منه.

مصطفى معتوق
07-01-2008, 03:51 PM
خطبة زياد بن أبيه وقد ضمت إليه الكوفة

ولما مات المغيرة بن شعبة أمير الكوفة سنة 50هـ ضم معاوية الكوفة إلى زياد، فكان أول من جمع له الكوفة والبصرة، فاستخلف على البصرة وشخص إلى الكوفة، فأتاها فصعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال :

إن هذا الأمر أتاني وأنا بالبصرة فأردت أن أشخص إليكم في ألفين من شرطة البصرة، ثم ذكرت أنكم أهل حق، وأن حقكم طالما دفع الباطل، فأتيتكم في أهل بيتي، فالحمد لله الذي رفع مني ما وضع الناس، وحفظ مني ما ضيعوا.

مصطفى معتوق
07-01-2008, 03:53 PM
خطبة أخرى لزياد بن أبيه في الكوفة

وروى الطبري قال: فجمعت الكوفة والبصرة لزياد بن أبي سفيان فأقبل حتى دخل القصر بالكوفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد، فإنا قد جربنا وجربنا، وسسنا وساسنا السائسون، فوجدنا هذا الأمر لا يصلح آخره إلا بما صلح أوله بالطاعة اللينة المشبه سرها بعلانيتها، وغيب أهلها بشاهدهم، وقلوبهم بألسنتهم. ووجدنا الناس لا يصلحهم إلا لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف. وإني والله لا أقوم فيكم بأمر إلا أمضيته على أذلاله، وليس من كذبة الشاهد عليها من الله والناس أكبر من كذبة إمام على المنبر، ثم ذكر عثمان وأصحابه فقرظهم وذكر قتلته ولعنهم

مصطفى معتوق
10-01-2008, 05:37 AM
خطبة الصحابي الجليل ابو الدرداء في اهل دمشق.


حمد الله، وأثنى عليه، ثم صلى على النبي، ثم قال :
أما بعد :
يا أهل دمشق، اسمعوا مقالة أخ لكم ناصح، فما بالكم تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون.
وقد كان من كان قبلكم جمعوا كثيرا، وبنوا شديدا، وأملوا بعيدا، وماتوا قريبا؛ فأصبحت أعمالهم بورا، ومساكنهم قبورا، وأملهم غرورا.
ألا وإن عادا وثمود كانوا قد ملؤوا ما بين بصرى وعدن أموالا وأولادا ونعما، فمن يشتري مني ما تركوا بدرهمين.

fadi
11-01-2008, 01:16 AM
مشكور يا معتوق على هل الخطب القيمة

مصطفى معتوق
11-01-2008, 02:19 AM
مشكور يا معتوق على هل الخطب القيمة


اهلين فادي

100 وردة

مصطفى معتوق
17-01-2008, 11:18 AM
خطبة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد البيعة:

حمد الله، وأثنى عليه، ثم قال :
أيها الناس، إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني.
أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم.
ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

مصطفى معتوق
17-01-2008, 11:19 AM
خطبة أبي بكر الصديق يوم قبض الرسول صلى الله عليه وسلم

دخل أبو بكر الصديق -رضوان الله عليه- على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مسجى بثوب، فكشف عنه الثوب، وقال :

بأبي أنت وأمي، طبت حيا، وطبت ميتا، وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من الأنبياء من النبوة، فعظمت عن الصفة، وجللت عن البكاء وخصصت حتى صرت مسلاة، وعممت حتى صرنا فيك سواء، ولولا أن موتك كان اختيارا منك لجدنا لموتك بالنفوس، ولولا أنك نهيت عن البكاء لأنفدنا عليك ماء الشوؤن.
فأما ما لا نستطيع نفيه عنا فكمد وإدناف يتخالفان ولا يبرحان.
اللهم فأبلغه عنا السلام، اذكرنا يا محمد عند ربك، ولنكن من بالك فلولا ما خلفت من السكينة لم نقم لما خلفت من الوحشة.
اللهم أبلغ نبيك عنا، واحفظه فينا.
ثم خرج إلى الناس وهم في شديد غمراتهم، وعظيم سكراتهم، فخطب خطبة قال فيها:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن الكتاب كما نزل، وأن الدين كما شرع، وأن الحديث كما حدث، وأن القول كما قال، وأن الله هو الحق المبين ، ثم قال :
أيها الناس، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وإن الله قد تقدم إليكم في أمره فلا تدعوه جزعا، وإن الله قد اختار لنبيه ما عنده على ما عندكم، وقبضه إلى ثوابه، وخلف فيكم كتابه وسنة نبيه. فمن أخذ بهما عرف، ومن فرق بينهما أنكر.
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط، ولا يشغلنكم الشيطان بموت نبيكم، ولا يفتننكم عن دينكم، فعاجلوه بالذي تعجزونه، ولا تستنظروه فيلحق بكم.