روعة
27-11-2007, 12:54 PM
رسالة نسائية إلى مرشد "الإخوان المسلمين" *
بقلم - د. رشا أحمد
والدي الكريم: أنا ابنة لك من بين الآلاف من بناتك وأخواتك اللاتي يشرفن بالانتماء إلى هذه الدعوة المباركة، أبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما، وأعمل بوظيفة مدرس بكلية الطب بإحدى الجامعات المصرية، أكرمني الله بالانضمام إلى الدعوة.
وأنا طالبة في السنة الثانية بكلية الطب وجدت في هذه الدعوة نفسي وذاتي، وكان لارتباطي بها أكبر الأثر في تفوقي وتعييني بالكلية وإتمام مساري العلمي، ومع تدرجي في مراحل الدعوة وتنقلي من عمل دعوي إلى عمل آخر، أحمد الله أنني اكتسبت الكثير من المهارات والخبرات من خلال احتكاكي بالدعوة؛ ولأنني أحب هذه الدعوة وأشعر بأنها بيتي وعالمي وحضني الذي يحتويني أكتب إليكم هذه الكلمات.
قصور المناهج
والدي الكريم: أنا باقية إن شاء الله في هذه الدعوة شاء من شاء وأبى من أبى، وأسأل الله الثبات حتى الممات، ولكن هناك سيدي بعض الأشياء والمشاكل التي بح صوتنا من الحديث عنها ورفع الشكاوى منها، ولم نر استجابة أو تفاعلا معها.
والدي الكريم: أتحدث أولا عن المناهج التربوية التي نقوم بدراستها، وأتساءل في البداية: ألم يخاطب الله عز وجل المرأة كما خاطب الرجل في خطاب التكليف؟ فلماذا تكون هناك مناهج عندنا للرجال وأخرى للنساء؟!
أتفهم أن هناك بعض المعاني التي لا بد أن تصل للنساء ولها خصوصية دون الرجال، ولكني لا أتفهم على الإطلاق أن يكون التفاوت في المنهجين بهذا الشكل الذي نراه الآن، إن ما ندرسه سيدي بجلساتنا التربوية قليل قليل، ولا يسمن ولا يغني من جوع، ولا تحدثني أن هذا المنهج بداية والمطلوب من الأخت أن تستكمل بذاتيتها وإيجابيتها، فهذا كلام طيب ولكن لا ينطبق على حالتنا هذه؛ لأن الأصل في هذا المنهج باختلاف مراحله أنه يلبي الاحتياجات ويشبع الفكر وينمي الروح، وإلا فكيف يكون منهجا تربويا متكاملا؟! لقد تحولت جلساتنا كثيرا إلى جلسات "ستات بيوت" وتفقد أحوال وكلام عن الأطفال والخضار فقط، ولا أعمم في ذلك.
ضعف التوظيف
النقطة الثانية: هي توظيفنا الدعوي الذي يكون مقتصرا على بعض اللجان الخاصة بالأخوات، وهناك بعض اللجان غير مسموح بالاقتراب منها، مثلا اللجنة السياسية أو اللجنة الإعلامية، على الرغم من وجود عدد كبير من بنات الدعوة وسيداتها تخصصهن الحياتي هو هذه المجالات، وبلغ الكثير منهن أعلى الدرجات العلمية، ومنهن من يعملن بهيئات التدريس المختلفة، ومع ذلك لا يتم الاستفادة منهن بأي شكل على الرغم من رغبتهن في ذلك.
وعلى الرغم من أنهن بمشاركتهن لإخوانهم في هذه المجالات سيصنعن طفرة للدعوة نحن بحاجة إليها هذه الأيام، ونحن نتقدم بدعوتنا للناس ونخوض غمار العمل السياسي، نعم هناك في بعض المناطق تم استحداث بعض هذه اللجان بنفس المسميات لاحتواء الأخوات، ولكنها في رأيي لا تعدو تطييب خواطر ولا يتم تبنيها أو متابعتها بالشكل المطلوب.
الحرمان من حق الانتخاب
النقطة الثالثة: يعلم الجميع وجود عدد كبير من الأخوات في الجماعة وفي بعض المناطق يزيد عدد الأخوات عن عدد الإخوة بكثير، ويعلم الجميع كيف يكون عطاء الأخوات للدعوة عندما تحتاج جهودهن، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الأخوات لعبن دورا أساسيا في إيصال مرشحي الجماعة إلى قبة البرلمان بما قمن من أدوار شهد بها الحزب الوطني نفسه، ولا نمن على أحد بما قمنا به وما تحملناه، فغايتنا كانت رضا الله وإيصال الفكرة الإسلامية للمجتمع المصري كله.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت الأخوات يقمن بأدوار صعبة يقوم بها الرجال، فلماذا لا تتم معاملة المرأة كالرجل داخل الجماعة في حقها في اختيار مسئولي الجماعة؟ ولماذا الانتخابات الداخلية مقتصرة على الرجال؟ ألم يبايع الرسول عليه السلام بيعة النساء؟ ألم يستمع لخطيبة النساء؟ إذا كان اختيار مسئول الشعبة أو المنطقة أو المكتب الإداري يؤثر على عملي الدعوي وصورته وأسلوبه داخل الجماعة، فلماذا لا يكون لنا حق أو دور في اختياره؟
وأذكر الآن موقفا حز في نفسي للغاية عندما زارنا أحد أعضاء المكتب الإداري بمحافظتي وعرضت عليه هذه الرؤية فضحك ساخرا وقال: "يا أختي أنتم مجرد قسم من أقسام الجماعة زي لجنة الأشبال أو النشر، ما تكبريش الموضوع كدا"!!
ترى سيدي الفاضل، هل هو على حق فيما يقول؟ وهل قيادة جماعتنا تنظر لنا هذه النظرة الدونية؟ إنني أعلم أن اللائحة القديمة والجديدة لم تتطرق إلى هذا الأمر، ولكن مع تغير الظروف وتعمق الفهم أليس جديرا بنا أن نمكن المرأة داخل جماعتنا من ممارسة حقوقها في الاختيار والانتخاب ونقدم نموذجا لكل التيارات الأخرى ولكل العالم؟
إنني لا أطالب أن تتولى المرأة القيادة في أي من هذه المستويات، ولكنني أطالب بحقنا في الاختيار وانتخاب من يقود العمل الدعوي الذي نحن نتأثر به ولا أرى في ذلك أي تجاوز ولكن الأمر يحتاج إلى اجتهاد وقرارات جريئة، أما الكيفية فمن الممكن بحثها بعد أن يطرح الموضوع أصلا للنقاش.
التغييب الفكري
النقطة الرابعة: والدي الكريم، هناك حالة من التغييب الفكري للأخوات داخل الصف، والتوعية السياسية والفكرية تعطى بجرعات قليلة جدا، وقلَّ أن تجد أختا تتفهم الشأن العام بتفاصيله والظروف والمتغيرات إلا بجهد شخصي منها، هذا بالنسبة لجيلنا نحن وما فوقه، أما بالنسبة للجيل الجديد من مرحلة الجامعة أو حديثي التخرج فثورة الإنترنت والاتصالات أثرت بشكل رهيب على فكر هذا الجيل الذي أصبحت ثقافته "إنترنتية" فحسب.
فهو لا يقرأ ولا يبذل جهدا لتأصيل الأفكار وقياسها أو معرفة الثوابت أو إدراك المتغيرات، هذا الجيل سيدي إن لم يتم الاعتناء به ويتم استيعابه بشكل جيد فإنه سيمثل أزمة للدعوة على المدى القريب، وينبغي النظر لهذا الأمر بشيء من الجدية سواء للفتيات أو الشباب أيضا.
النقطة الخامسة: تتعلق بالشورى داخل الجماعة والتي ليس للمرأة أي دور فيها، أتساءل سيدي الكريم؟ هل سيستمر هذا الأمر كثيرا أم أن هناك تفكيرا في تغييره بتوسيع قاعدة الشورى لتشمل الأخوات ولو في مستويات معينة، حتى يتعمق الانتماء داخلنا أكثر ونشعر أننا مشاركات في تحديد مساراتنا وخططنا، فيكون بذلنا لها أكثر.
أين الرموز النسائية؟
النقطة الأخيرة: تتعلق بإعداد الرموز النسائية المؤهلة لخوض غمار العمل العام، أرى سيدي أن هذه النقطة غير موجودة على الإطلاق، ولا يوجد من يتبناها داخل الجماعة على الرغم من خطورتها وحاجتنا إليها، إننا يا سيدي لا نمتلك وجوها نسائية تستطيع أن تشارك في العمل السياسي وتتحدث إلى الناس، وأعجب من موضوع الحزب المزمع إنشاؤه، وأتساءل: "هل سيكون حزبا أيضا خاصًا بالرجال؟" إن من يريد الوصول إلى هدف يعمل له وقبله بفترة ليصل إليه، ولا أدري هل هذه النقطة ليست من أهدافنا أصلا أم ماذا؟
والدي الكريم: مللت من الحديث عن أننا جزء من المجتمع، ومشاكل المرأة الموجودة في المجتمع لا بد أن تنعكس علينا داخل الجماعة من إقصاء للمرأة وتهميش لها، على الرغم من أننا نعلن أننا جماعة وسطية مجددة ومتميزة، فلماذا لا نحاول أن نعالج هذه الظواهر داخل صفنا؟ ونقدم نموذجا لمجتمعنا يرى فيه المرأة شريكة للرجل وتتمتع بحقوقها وتقوم بواجباتها؟
البريد لا يصل!!
فضيلة المرشد: أرجو ألا يسأل أحد لماذا لم ترسلي هذه الرسالة عبر المسارات الداخلية الرسمية، فأقول إنني أرسلتها أكثر من مرة ولكن يبدو أن الحمام الزاجل لم يعد يقوم بدوره كما ينبغي، وأرجو أيضا ألا يعترض أحد على نشري هذه الرسالة بهذه المدونة ويتهمني بالخروج عن العرف أو حتى يصل لتكفيري كما حدث لإخوان لي يكتبون عن النقد الذاتي.
إن جماعتنا هي جماعة لكل المصريين ونقاشنا الموضوعي وصراحتنا يشرفنا كجماعة ديمقراطية لا يتم قمع الآراء فيها، ولا أنسى شكر القائمين على هذه المدونة بارك الله فيهم، فقد فتحوا لنا بابا للتواصل مع أساتذتنا ولإقامة جسر يربط بين أفكارنا ويربط بين أجيالنا المختلفة، وأتمنى أن يستمروا بهذه الروح، وأرجو المشاركين بالتعليقات وأن يحفظوا لتجربة التدوين رونقها وأن لا يسيئوا لجماعتنا بالخروج على آداب الحوار والاختلاف.
وأختم كلامي بمقولة خليفة رسول الله عليه السلام حين قال: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها. وجزاكم الله خيرا.
--------------------------------------------------------------------------------
* نقلا عن مدونة "أمواج التغيير".
بعد هذه الرسالة جاءت الردود كثيرة على موقع إسلام أونلاين
ما دفعني إلى نقلها هي تلك الردود التي جاءت ممن ينتسبون إلى الإخوان
لقد تحاملوا على الكاتبة وإتهموها بحب الظهور والخروج على الفطرة وووو
نشرت الرسالة لأقول:
هل تؤيدون أنه لا يجب نشر أخطائنا؟
هل النقد الذاتي ممدوح أو مذموم؟
......................
بقلم - د. رشا أحمد
والدي الكريم: أنا ابنة لك من بين الآلاف من بناتك وأخواتك اللاتي يشرفن بالانتماء إلى هذه الدعوة المباركة، أبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاما، وأعمل بوظيفة مدرس بكلية الطب بإحدى الجامعات المصرية، أكرمني الله بالانضمام إلى الدعوة.
وأنا طالبة في السنة الثانية بكلية الطب وجدت في هذه الدعوة نفسي وذاتي، وكان لارتباطي بها أكبر الأثر في تفوقي وتعييني بالكلية وإتمام مساري العلمي، ومع تدرجي في مراحل الدعوة وتنقلي من عمل دعوي إلى عمل آخر، أحمد الله أنني اكتسبت الكثير من المهارات والخبرات من خلال احتكاكي بالدعوة؛ ولأنني أحب هذه الدعوة وأشعر بأنها بيتي وعالمي وحضني الذي يحتويني أكتب إليكم هذه الكلمات.
قصور المناهج
والدي الكريم: أنا باقية إن شاء الله في هذه الدعوة شاء من شاء وأبى من أبى، وأسأل الله الثبات حتى الممات، ولكن هناك سيدي بعض الأشياء والمشاكل التي بح صوتنا من الحديث عنها ورفع الشكاوى منها، ولم نر استجابة أو تفاعلا معها.
والدي الكريم: أتحدث أولا عن المناهج التربوية التي نقوم بدراستها، وأتساءل في البداية: ألم يخاطب الله عز وجل المرأة كما خاطب الرجل في خطاب التكليف؟ فلماذا تكون هناك مناهج عندنا للرجال وأخرى للنساء؟!
أتفهم أن هناك بعض المعاني التي لا بد أن تصل للنساء ولها خصوصية دون الرجال، ولكني لا أتفهم على الإطلاق أن يكون التفاوت في المنهجين بهذا الشكل الذي نراه الآن، إن ما ندرسه سيدي بجلساتنا التربوية قليل قليل، ولا يسمن ولا يغني من جوع، ولا تحدثني أن هذا المنهج بداية والمطلوب من الأخت أن تستكمل بذاتيتها وإيجابيتها، فهذا كلام طيب ولكن لا ينطبق على حالتنا هذه؛ لأن الأصل في هذا المنهج باختلاف مراحله أنه يلبي الاحتياجات ويشبع الفكر وينمي الروح، وإلا فكيف يكون منهجا تربويا متكاملا؟! لقد تحولت جلساتنا كثيرا إلى جلسات "ستات بيوت" وتفقد أحوال وكلام عن الأطفال والخضار فقط، ولا أعمم في ذلك.
ضعف التوظيف
النقطة الثانية: هي توظيفنا الدعوي الذي يكون مقتصرا على بعض اللجان الخاصة بالأخوات، وهناك بعض اللجان غير مسموح بالاقتراب منها، مثلا اللجنة السياسية أو اللجنة الإعلامية، على الرغم من وجود عدد كبير من بنات الدعوة وسيداتها تخصصهن الحياتي هو هذه المجالات، وبلغ الكثير منهن أعلى الدرجات العلمية، ومنهن من يعملن بهيئات التدريس المختلفة، ومع ذلك لا يتم الاستفادة منهن بأي شكل على الرغم من رغبتهن في ذلك.
وعلى الرغم من أنهن بمشاركتهن لإخوانهم في هذه المجالات سيصنعن طفرة للدعوة نحن بحاجة إليها هذه الأيام، ونحن نتقدم بدعوتنا للناس ونخوض غمار العمل السياسي، نعم هناك في بعض المناطق تم استحداث بعض هذه اللجان بنفس المسميات لاحتواء الأخوات، ولكنها في رأيي لا تعدو تطييب خواطر ولا يتم تبنيها أو متابعتها بالشكل المطلوب.
الحرمان من حق الانتخاب
النقطة الثالثة: يعلم الجميع وجود عدد كبير من الأخوات في الجماعة وفي بعض المناطق يزيد عدد الأخوات عن عدد الإخوة بكثير، ويعلم الجميع كيف يكون عطاء الأخوات للدعوة عندما تحتاج جهودهن، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الأخوات لعبن دورا أساسيا في إيصال مرشحي الجماعة إلى قبة البرلمان بما قمن من أدوار شهد بها الحزب الوطني نفسه، ولا نمن على أحد بما قمنا به وما تحملناه، فغايتنا كانت رضا الله وإيصال الفكرة الإسلامية للمجتمع المصري كله.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت الأخوات يقمن بأدوار صعبة يقوم بها الرجال، فلماذا لا تتم معاملة المرأة كالرجل داخل الجماعة في حقها في اختيار مسئولي الجماعة؟ ولماذا الانتخابات الداخلية مقتصرة على الرجال؟ ألم يبايع الرسول عليه السلام بيعة النساء؟ ألم يستمع لخطيبة النساء؟ إذا كان اختيار مسئول الشعبة أو المنطقة أو المكتب الإداري يؤثر على عملي الدعوي وصورته وأسلوبه داخل الجماعة، فلماذا لا يكون لنا حق أو دور في اختياره؟
وأذكر الآن موقفا حز في نفسي للغاية عندما زارنا أحد أعضاء المكتب الإداري بمحافظتي وعرضت عليه هذه الرؤية فضحك ساخرا وقال: "يا أختي أنتم مجرد قسم من أقسام الجماعة زي لجنة الأشبال أو النشر، ما تكبريش الموضوع كدا"!!
ترى سيدي الفاضل، هل هو على حق فيما يقول؟ وهل قيادة جماعتنا تنظر لنا هذه النظرة الدونية؟ إنني أعلم أن اللائحة القديمة والجديدة لم تتطرق إلى هذا الأمر، ولكن مع تغير الظروف وتعمق الفهم أليس جديرا بنا أن نمكن المرأة داخل جماعتنا من ممارسة حقوقها في الاختيار والانتخاب ونقدم نموذجا لكل التيارات الأخرى ولكل العالم؟
إنني لا أطالب أن تتولى المرأة القيادة في أي من هذه المستويات، ولكنني أطالب بحقنا في الاختيار وانتخاب من يقود العمل الدعوي الذي نحن نتأثر به ولا أرى في ذلك أي تجاوز ولكن الأمر يحتاج إلى اجتهاد وقرارات جريئة، أما الكيفية فمن الممكن بحثها بعد أن يطرح الموضوع أصلا للنقاش.
التغييب الفكري
النقطة الرابعة: والدي الكريم، هناك حالة من التغييب الفكري للأخوات داخل الصف، والتوعية السياسية والفكرية تعطى بجرعات قليلة جدا، وقلَّ أن تجد أختا تتفهم الشأن العام بتفاصيله والظروف والمتغيرات إلا بجهد شخصي منها، هذا بالنسبة لجيلنا نحن وما فوقه، أما بالنسبة للجيل الجديد من مرحلة الجامعة أو حديثي التخرج فثورة الإنترنت والاتصالات أثرت بشكل رهيب على فكر هذا الجيل الذي أصبحت ثقافته "إنترنتية" فحسب.
فهو لا يقرأ ولا يبذل جهدا لتأصيل الأفكار وقياسها أو معرفة الثوابت أو إدراك المتغيرات، هذا الجيل سيدي إن لم يتم الاعتناء به ويتم استيعابه بشكل جيد فإنه سيمثل أزمة للدعوة على المدى القريب، وينبغي النظر لهذا الأمر بشيء من الجدية سواء للفتيات أو الشباب أيضا.
النقطة الخامسة: تتعلق بالشورى داخل الجماعة والتي ليس للمرأة أي دور فيها، أتساءل سيدي الكريم؟ هل سيستمر هذا الأمر كثيرا أم أن هناك تفكيرا في تغييره بتوسيع قاعدة الشورى لتشمل الأخوات ولو في مستويات معينة، حتى يتعمق الانتماء داخلنا أكثر ونشعر أننا مشاركات في تحديد مساراتنا وخططنا، فيكون بذلنا لها أكثر.
أين الرموز النسائية؟
النقطة الأخيرة: تتعلق بإعداد الرموز النسائية المؤهلة لخوض غمار العمل العام، أرى سيدي أن هذه النقطة غير موجودة على الإطلاق، ولا يوجد من يتبناها داخل الجماعة على الرغم من خطورتها وحاجتنا إليها، إننا يا سيدي لا نمتلك وجوها نسائية تستطيع أن تشارك في العمل السياسي وتتحدث إلى الناس، وأعجب من موضوع الحزب المزمع إنشاؤه، وأتساءل: "هل سيكون حزبا أيضا خاصًا بالرجال؟" إن من يريد الوصول إلى هدف يعمل له وقبله بفترة ليصل إليه، ولا أدري هل هذه النقطة ليست من أهدافنا أصلا أم ماذا؟
والدي الكريم: مللت من الحديث عن أننا جزء من المجتمع، ومشاكل المرأة الموجودة في المجتمع لا بد أن تنعكس علينا داخل الجماعة من إقصاء للمرأة وتهميش لها، على الرغم من أننا نعلن أننا جماعة وسطية مجددة ومتميزة، فلماذا لا نحاول أن نعالج هذه الظواهر داخل صفنا؟ ونقدم نموذجا لمجتمعنا يرى فيه المرأة شريكة للرجل وتتمتع بحقوقها وتقوم بواجباتها؟
البريد لا يصل!!
فضيلة المرشد: أرجو ألا يسأل أحد لماذا لم ترسلي هذه الرسالة عبر المسارات الداخلية الرسمية، فأقول إنني أرسلتها أكثر من مرة ولكن يبدو أن الحمام الزاجل لم يعد يقوم بدوره كما ينبغي، وأرجو أيضا ألا يعترض أحد على نشري هذه الرسالة بهذه المدونة ويتهمني بالخروج عن العرف أو حتى يصل لتكفيري كما حدث لإخوان لي يكتبون عن النقد الذاتي.
إن جماعتنا هي جماعة لكل المصريين ونقاشنا الموضوعي وصراحتنا يشرفنا كجماعة ديمقراطية لا يتم قمع الآراء فيها، ولا أنسى شكر القائمين على هذه المدونة بارك الله فيهم، فقد فتحوا لنا بابا للتواصل مع أساتذتنا ولإقامة جسر يربط بين أفكارنا ويربط بين أجيالنا المختلفة، وأتمنى أن يستمروا بهذه الروح، وأرجو المشاركين بالتعليقات وأن يحفظوا لتجربة التدوين رونقها وأن لا يسيئوا لجماعتنا بالخروج على آداب الحوار والاختلاف.
وأختم كلامي بمقولة خليفة رسول الله عليه السلام حين قال: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها. وجزاكم الله خيرا.
--------------------------------------------------------------------------------
* نقلا عن مدونة "أمواج التغيير".
بعد هذه الرسالة جاءت الردود كثيرة على موقع إسلام أونلاين
ما دفعني إلى نقلها هي تلك الردود التي جاءت ممن ينتسبون إلى الإخوان
لقد تحاملوا على الكاتبة وإتهموها بحب الظهور والخروج على الفطرة وووو
نشرت الرسالة لأقول:
هل تؤيدون أنه لا يجب نشر أخطائنا؟
هل النقد الذاتي ممدوح أو مذموم؟
......................