shanzimer6
02-01-2008, 11:07 PM
حديث القمر :1 (1):( محمد الكيلاني)
في ليلة نفر الرقاد وأضناني السهر...
وتجمهرت في خاطري آلام ماض قد غبر...
ترنو إليّ بمقلة حمراء... تذهل من نظر....
فكأن أيامي الخوالي ليس فيها من خبر...
إلا حديثاً للهموم وما سقتني من كدر....
وكأن آلاماً أصابت من عليها من بشر...
لم تلق إلا مسكناً عندي... لتمنحني الوضر....
فكر تروح وأختها تأتي.... وعيني في سدر...
صور من الماضي ومن مستقبل فيه الخطر...
فكأنني أخشى الزمان وما يخط لي القدر...
ونسيت أني لو خبرت الأمر لن يغني الحذر....
لكن إبليس اللعين بهاجس لي قد حضر...
يدنو... يوسوس هامساً حتى يحقق ما نذر...
وتألمت روحي وضجّت من سهام كالمطر...
فتركت كرهاً مرقداً أضحى يداعب بالإبر....
الليل يبدو ساجياً والنجم يغفو والشجر...
والناس _ كل الناس_ قد ناموا... وقد ملّوا السمر..
لم يبق إلا عابد أو هائم... كذا الخفر...
وأنا... وتسري رعشة , تسري بعظمي كالشرر...
وأهبّ مذعوراً لأبصر من أكلّ ومن ظهر....
وبدا سمير العاشقين بوحهه الطلق الأغرّ....
فهرعت ألتمس السكينة والسلامة في القمر....
وتسلّل النور اللطيف برقّة فيها خفر....
فأنار بيداء الظلام وما لديها من صور...
ونظرت في الوجه البشوش مسرّحاً فيه النظر....
فسبحت في بحر الخيال وحبّه قلبي أسر....
وكأن معرفتي به ومحبتي منذ الصغر....
حتى إذا حصل ائتلاف وانسجام منتظر...
كان التواجد بيننا وكذا التحادث والخبر....
قال ابن أرض... ما لقلبك؟!... قد أضرّ بك السهر...
إني لأبصر في عيونك ما يجول من الفكر...
هيا فخبّرني... وسلني ما أهمك من ضجر....
فلديّ قلب قد رأى في دهره كل العبر....
ولسوف يمنحك المحبة والنصيحة والدرر....
قلت... ابن أمي.... لست من أهل المصائب والضرر...
لكن جفاني مرقدي وأغمني أمر البشر...
فهلمّ نسترق الحديث بخلوة حتى السحر...
وسألته... بالله خبّرني وصارح يا قمر....
لم قد أحبك من أضرّ به وأبكاه الدهر؟!
أو من تلوّع في هواه وحظه يوماً عثر؟!
وابسم لكل المتعبين ولا تسلهم ما الخبر...
فسيفتحون قلوبهم ولسوف يبدو ما استتر....
فانظر برقّة مشاعر واعزف برفق بالوتر....
وأنر ظلام نفوسهم وانثر ورودك والزهر...
فالنفس إن صلحت ستعطي في غد أشهى ثمر...
وغرقت في بحر الخيال وقد سباني ما ذكر...
فالحكمة العصماء كم تحيي بقلبي من أثر...
وتعيد لي صوراً من الماضي بها ألقى العبر....
لم لم أجد في الناس من يوماً بحبك قد كفر؟!
فأجاب بعد تأمل وعلا محيّاه الخفر...
قلبي الكبير أنرته للتائهين من البشر...
وجعلته محراب من شرب المرارة والكدر...
حتى إذا حطوا رحال قلوبهم بعد السفر....
أهديتهم نوري... فكان البلسم الشافي الأثر...
اجعل فؤادك يا بنيّ مسامحاً كل البشر....
واغفر ولو أهدى إليك مسيئهم كل الضرر....
فلربما شعر المسيء بطيب قلبك فاعتبر....
فأصوغ منها مسلكاً شطانه خير البشر...
حتى أفي بمبادئي وأعيد فجري المنتظر...
لكنه لما رأى مني التفكر والنظر...
ورأى بعيني ما يلحّ لكي يزيد من الدرر....
ألقى عليّ رداءه وأضاف قد قرب السحر...
إسمع فهذي صورة في فنها لا كالصور...
قد خطها الله العليّ... لكي يجلّ ويذّكر...
فأنا أنار لكي أنير ربوع أرضك يا بشر...
والنور ترسله التي تجري الدهور لمستقرّ....
حتى إذا كان الظلام ولم تجد فيه القمر....
فاعلم بأن الأرض قد حجبت شعاعي المنتظر...
أفهمت ما أعني... وأدركت المراد.... أيا بشر؟؟؟
الله قد أهداك نوراً لا يضلّ به بصر....
ولئن فتحت القلب للنور... فنورك قد ظهر....
وتضيء للدنيا ... وتنقذ من كبا في المنحدر....
أما إذا فاز التراب بحبّ قلبك وانتصر....
وغدا اللواء لواءه وغدا فؤادك من حجر....
ولصقت بالأرض الدنيئة طالباً منها الوطر...
فلقد خبا نور الهداية عن فؤادك وانحسر....
وبكيت وانسابت دموعي.... واستفاضت كالمطر....
رباه... يا رحمن.... جنّبنا شباكاً للخطر....
واغفر لنا الزلات وارزقنا التورّع والحذر....
حتى نعي غفلاتنا ولكي نسير بلا سدد....
ولكي تضيء قلوبنا ونكون في الكون القمر....
في ليلة نفر الرقاد وأضناني السهر...
وتجمهرت في خاطري آلام ماض قد غبر...
ترنو إليّ بمقلة حمراء... تذهل من نظر....
فكأن أيامي الخوالي ليس فيها من خبر...
إلا حديثاً للهموم وما سقتني من كدر....
وكأن آلاماً أصابت من عليها من بشر...
لم تلق إلا مسكناً عندي... لتمنحني الوضر....
فكر تروح وأختها تأتي.... وعيني في سدر...
صور من الماضي ومن مستقبل فيه الخطر...
فكأنني أخشى الزمان وما يخط لي القدر...
ونسيت أني لو خبرت الأمر لن يغني الحذر....
لكن إبليس اللعين بهاجس لي قد حضر...
يدنو... يوسوس هامساً حتى يحقق ما نذر...
وتألمت روحي وضجّت من سهام كالمطر...
فتركت كرهاً مرقداً أضحى يداعب بالإبر....
الليل يبدو ساجياً والنجم يغفو والشجر...
والناس _ كل الناس_ قد ناموا... وقد ملّوا السمر..
لم يبق إلا عابد أو هائم... كذا الخفر...
وأنا... وتسري رعشة , تسري بعظمي كالشرر...
وأهبّ مذعوراً لأبصر من أكلّ ومن ظهر....
وبدا سمير العاشقين بوحهه الطلق الأغرّ....
فهرعت ألتمس السكينة والسلامة في القمر....
وتسلّل النور اللطيف برقّة فيها خفر....
فأنار بيداء الظلام وما لديها من صور...
ونظرت في الوجه البشوش مسرّحاً فيه النظر....
فسبحت في بحر الخيال وحبّه قلبي أسر....
وكأن معرفتي به ومحبتي منذ الصغر....
حتى إذا حصل ائتلاف وانسجام منتظر...
كان التواجد بيننا وكذا التحادث والخبر....
قال ابن أرض... ما لقلبك؟!... قد أضرّ بك السهر...
إني لأبصر في عيونك ما يجول من الفكر...
هيا فخبّرني... وسلني ما أهمك من ضجر....
فلديّ قلب قد رأى في دهره كل العبر....
ولسوف يمنحك المحبة والنصيحة والدرر....
قلت... ابن أمي.... لست من أهل المصائب والضرر...
لكن جفاني مرقدي وأغمني أمر البشر...
فهلمّ نسترق الحديث بخلوة حتى السحر...
وسألته... بالله خبّرني وصارح يا قمر....
لم قد أحبك من أضرّ به وأبكاه الدهر؟!
أو من تلوّع في هواه وحظه يوماً عثر؟!
وابسم لكل المتعبين ولا تسلهم ما الخبر...
فسيفتحون قلوبهم ولسوف يبدو ما استتر....
فانظر برقّة مشاعر واعزف برفق بالوتر....
وأنر ظلام نفوسهم وانثر ورودك والزهر...
فالنفس إن صلحت ستعطي في غد أشهى ثمر...
وغرقت في بحر الخيال وقد سباني ما ذكر...
فالحكمة العصماء كم تحيي بقلبي من أثر...
وتعيد لي صوراً من الماضي بها ألقى العبر....
لم لم أجد في الناس من يوماً بحبك قد كفر؟!
فأجاب بعد تأمل وعلا محيّاه الخفر...
قلبي الكبير أنرته للتائهين من البشر...
وجعلته محراب من شرب المرارة والكدر...
حتى إذا حطوا رحال قلوبهم بعد السفر....
أهديتهم نوري... فكان البلسم الشافي الأثر...
اجعل فؤادك يا بنيّ مسامحاً كل البشر....
واغفر ولو أهدى إليك مسيئهم كل الضرر....
فلربما شعر المسيء بطيب قلبك فاعتبر....
فأصوغ منها مسلكاً شطانه خير البشر...
حتى أفي بمبادئي وأعيد فجري المنتظر...
لكنه لما رأى مني التفكر والنظر...
ورأى بعيني ما يلحّ لكي يزيد من الدرر....
ألقى عليّ رداءه وأضاف قد قرب السحر...
إسمع فهذي صورة في فنها لا كالصور...
قد خطها الله العليّ... لكي يجلّ ويذّكر...
فأنا أنار لكي أنير ربوع أرضك يا بشر...
والنور ترسله التي تجري الدهور لمستقرّ....
حتى إذا كان الظلام ولم تجد فيه القمر....
فاعلم بأن الأرض قد حجبت شعاعي المنتظر...
أفهمت ما أعني... وأدركت المراد.... أيا بشر؟؟؟
الله قد أهداك نوراً لا يضلّ به بصر....
ولئن فتحت القلب للنور... فنورك قد ظهر....
وتضيء للدنيا ... وتنقذ من كبا في المنحدر....
أما إذا فاز التراب بحبّ قلبك وانتصر....
وغدا اللواء لواءه وغدا فؤادك من حجر....
ولصقت بالأرض الدنيئة طالباً منها الوطر...
فلقد خبا نور الهداية عن فؤادك وانحسر....
وبكيت وانسابت دموعي.... واستفاضت كالمطر....
رباه... يا رحمن.... جنّبنا شباكاً للخطر....
واغفر لنا الزلات وارزقنا التورّع والحذر....
حتى نعي غفلاتنا ولكي نسير بلا سدد....
ولكي تضيء قلوبنا ونكون في الكون القمر....