سحر الشرق
05-01-2008, 11:58 AM
قبل أسابيع كنت أتحدث إلى الشيخ الدكتور سلمان العودة عبر الهاتف عن نجاحات برنامجه الرمضاني: حجر الزاوية،
ثم سحب الحديث بعضه، إلى كونه زار دبي صيفاً، فلم يرني. قلت للشيخ الذي تحول صديقاً صدوقاً: من سوء حظي، أني هربت من رمضاء صيف الإمارات، إلى التزامات اخترت بعضها غرباً، تخفيفاً لحرارة الجو، ولكن كم يوماً قضيت في صيف دبي؟! قال: نحواً من شهرين!
تملكتني الدهشة، واعتراني الذهول، وسألتُ على الفور: شهران في دبي صيفاً! خيراً إن شاء الله؟! فعاجلني الشيخ المتطور قائلاً: كنت أطلب العلم! لجمتني المفاجأةُ من جديد.
تساءلتُ وأنا الذي أحسبُ أن الإقامة في الإمارات نحواً من سبع سنين جعلتني خبيراً في الشأن الإماراتي، من من الشيوخ، وطلبة العلم، يقيم هنا، ليطلب سلمان العودة لديه العلم؟!
وبينما كنتُ سادراً في غي تفكيري، عاجلني أبو معاذ قائلاً: كنتُ أدرس اللغة الإنجليزية! سكتُ، بما يظهر وجومي، بل إطراقي تفكيراً، فزاد: كنتُ حدثتك أني بدأتُ دروساً في الإنجليزية أيام السجن. وجدتني بحاجة إلى المزيد، فقصدتُ معهداً في دبي، فانخرطتُ به، وأخذت في التدرج في الطلب، وارتقاء سلم التعلم، وسلوك درب التتلمذ، في محاولة لتحصيل اللغة، بعيداً عن اعتبارات قد تمنحني خصوصية، تعيق طبعية التلقي.
زاد الشيخ قائلاً: أكثر ما استمتعت به أني استطعتُ ترويض نفسي في العودة إلى صفوف التلاميذ. لقد كنتُ أمسح السبورة، بعد أن ينتهي الأستاذ من الشرح، مرة تلو الأخرى، كما يفعل كل التلاميذ والطلاب، وقد سعدتُ بقسر نفسي على العودة إلى مراحل التتلمذ والطلب، بعد الانقاطاع عنها عقوداً.
ألم أقل لكم بالأمس:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام!
*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودي
ثم سحب الحديث بعضه، إلى كونه زار دبي صيفاً، فلم يرني. قلت للشيخ الذي تحول صديقاً صدوقاً: من سوء حظي، أني هربت من رمضاء صيف الإمارات، إلى التزامات اخترت بعضها غرباً، تخفيفاً لحرارة الجو، ولكن كم يوماً قضيت في صيف دبي؟! قال: نحواً من شهرين!
تملكتني الدهشة، واعتراني الذهول، وسألتُ على الفور: شهران في دبي صيفاً! خيراً إن شاء الله؟! فعاجلني الشيخ المتطور قائلاً: كنت أطلب العلم! لجمتني المفاجأةُ من جديد.
تساءلتُ وأنا الذي أحسبُ أن الإقامة في الإمارات نحواً من سبع سنين جعلتني خبيراً في الشأن الإماراتي، من من الشيوخ، وطلبة العلم، يقيم هنا، ليطلب سلمان العودة لديه العلم؟!
وبينما كنتُ سادراً في غي تفكيري، عاجلني أبو معاذ قائلاً: كنتُ أدرس اللغة الإنجليزية! سكتُ، بما يظهر وجومي، بل إطراقي تفكيراً، فزاد: كنتُ حدثتك أني بدأتُ دروساً في الإنجليزية أيام السجن. وجدتني بحاجة إلى المزيد، فقصدتُ معهداً في دبي، فانخرطتُ به، وأخذت في التدرج في الطلب، وارتقاء سلم التعلم، وسلوك درب التتلمذ، في محاولة لتحصيل اللغة، بعيداً عن اعتبارات قد تمنحني خصوصية، تعيق طبعية التلقي.
زاد الشيخ قائلاً: أكثر ما استمتعت به أني استطعتُ ترويض نفسي في العودة إلى صفوف التلاميذ. لقد كنتُ أمسح السبورة، بعد أن ينتهي الأستاذ من الشرح، مرة تلو الأخرى، كما يفعل كل التلاميذ والطلاب، وقد سعدتُ بقسر نفسي على العودة إلى مراحل التتلمذ والطلب، بعد الانقاطاع عنها عقوداً.
ألم أقل لكم بالأمس:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام!
*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودي