المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا دعتك نفسُك لمعصية الله، فاعصيه... ولكن !!!



شرشبيل
11-01-2008, 10:20 PM
أتى رجل إلى إبراهيم إبن أدهم رضي الله عنه، فقال: "يا أبا اسحق إني مُسرفٌ على نفسي، فأعرض علي ما يكون لها زاجراً ومستنقذاً ؟".
قال إبراهيم : "إن قبلت خمس خصال، وقدرت عليها لم تضرك المعصية ؟".
فقال الرجل : "هات يا أبا اسحق".
قال : "أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله تعالى، فلا تأكل من رزقه".
قال : "فمن أين آكل، وكل ما في الأرض رزقه ؟".
قال : "يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه ؟".
قال : "لا، هات الثانية".
قال : "وإذا أردت أن تعصيه فلا تسكن في شيئٍ من بلاده ؟".
قال : "هذه أعظم ، فأين أسكن ؟".
قال : "يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده وتعصيه ؟".
قال : "لا، هات الثالثة".
قال : "إذا اردت أن تعصيه، وأن تأكل من رزقه، وتسكن بلاده، فانظر موضعاً لا يراك فيه فاعصه فيه ؟".
قال : "يا إبراهيم ما هذا ؟، وهو يطلع على ما في السرائر؟".
قال : "يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه، وتسكن بلاده، وتعصيه، وهو يراك ويعلم ما تجاهر به وما تكتمه ؟".
قال : "لا، هات الرابعة".
قال : "فإذا جاءك الموت ليقبض روحك، فقل له أخرني حتى أتوب توبةًً نصوحاً، وأعمل لله صالحاًَ".
قال : "لا يُقبل مني".
قال : "يا هذا فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب، وتعلم أنه اذا جاءك لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص ؟".
قال : "هات الخامسة".
قال : "إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك الى النار، فلا تذهب معهم ؟".
قال : "إنهم لا يدعونني ولا يقبلون مني".
قال : "فكيف ترجو النجاة إذن ؟".
قال : يا إبراهيم، حسبي، حسبي، أستغفر الله وأتوب اليه".
فكان لتوبته وفياً، فلزم العبادة، واجتنب المعاصي حتى فارق الدنيا.

تذكر قبل أن تعصي:
- أن الله يراك، ويعلم ما تخفي وما تعلن.
- أن الملائكة تُحصي عليك جميع أقوالك وأعمالك، وتكتب ذلك في صحيفتك، لا تترك من ذلك ذرة أو أقل .
- يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميلٍ، ويعرق الناس.
- يوم يحشر الناس حفاة عراة.
- ملك الموت يقبض روحك.
- القبر وعذابه؛ وضيقه وظلمته؛ وديدانه وهوامه، فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
- وقوفك بين يدي الله تعالى يوم القيامة، ليس بينك وبينه حجاب أو ترجمان.
- شهادة أعضاء العُصاة عليهم، قال تعالى: ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُم عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُو خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [سورة: فُصلت - آية: 41].
- أن لذة المعصية مهما بلغت فإنها سريعة الزوال، مع ما يعقبها من ألم وحسرة وندم وضيق عيش في الدنيا.
- أن المعاصي ظُلمات بعضها فوق بعض، ومن أعظم عواقبها أنها تورث القطيعة بين العبد وربه، واذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير، واتصلت به أسباب الشر.

اللَّهم إني أسألك بحُبك للمصطفى صلى الله عليه وسلم، أن توفقني للطاعات، وتعصمني من المعاصي والزلات.
آميييييييييييين يا رب العالميييييييييييين.


منقولٌ بتصرفٍ للإفادةِ.

دوكر
11-01-2008, 10:43 PM
يا هلا بالمعلم شرشبيل......
الله يبارك فيك .......كلام رائع........
يعطيك العافية .....
اخوكم دوكر المعوكر.......

fadi
12-01-2008, 01:13 AM
مشكور يا شرشبيل على هذا الموضوع الذي تحتوي على تعابير رائعة