تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصص وعبر



Nadine
31-01-2008, 10:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذا الموضوع سوف اضع سلسلة من القصص .

حبذا لو أرى تعليقاتكم ومانستفيده ومانتعلمه ومانتعظ به من وراء كل قصة .


القصة الأولى


قــــــصــــة الـــــــتـــفـــاحـــــــــة


هل تعلمون ماهي قصة التفاحة ..؟؟


تابعوا معي وستعرفونها




يحكى أنه في القرن الأول الهجري عاش شاب تقي يطلب العلم متفرغاً له، ولكنه كان فقيراً.
وفي يوم من الأيام خرج من بيته من شدة الجوع ولم يجد ما يأكله، فانتهى به الطريق إلى أحد البساتين المملوءة بأشجار التفاح، وكان أحد الأغصان متدلياً في الطريق، فحدثته نفسه أن يأكل تفاحة ويسد بها رمقه فلا أحد يراه ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحدة!!


فقطف تفاحة واحدة وجلس يأكلها حتى ذهب عنه جوعه، ولما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه
(وهذا هو حال المؤمن دائمًا)

جلس يفكر ويقول كيف أكلت هذه التفاحة وهي مال لمسلم، ولم أستأذن منه ولم أستسمحه.


فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده


- فقال له الشاب: ياعم، بالأمس بلغ بي الجوع مبلغاً عظيماً وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وها أنا ذا اليوم استأذنك فيها!!..
- فقال له صاحب البستان: والله لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله



بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل إليه ليسامحه، وأخبره أنه مستعد لعمل أي شي بشرط أن يسامحه ويحلله من التفاحة...

(يتوسل إلى صاحب البستان وصاحب البستان لا يزداد إلا إصراراً من أجل تفاحة...
يااااااااااااااااااه ه ه ه ...
أين نحن من هؤلاء...)


وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل إليه حتى دخل بيته، وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه إلى صلاة العصر.


فلما خرج صاحب البستان وجد الشاب لازال واقفاً، ودموعه التي ذرفت على لحيته زادت وجهه نوراً إلى أنوار الطاعة والعلم.


- فقال الشاب لصاحب البستان: ياعم إنني مستعد للعمل فلاحاً في هذا البستان من دون أجر باقي عمري، أو أي أمر تريد ولكن بشرط أن تسامحني...
- عندها أطرق صاحب البستان يفكر ثم قال: يابني إنني مستعد لمسامحتك الآن ولكن بشرط...
- فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال: اشرط ما بدى لك ياعم...

- فقال صاحب البستان:

شرطي هو أن تتزوج ابنتي...

صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب بعد هذا الشرط...


- ثم أكمل صاحب البستان قوله:



ولكن يابني إعلم أن ابنتي عمياء وصماء وبكماء وأيضا مقعدة لا تمشي منذ زمن، وأنا أبحث لها عن زوج استأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها...

صدم الشاب مره اخرى بهذة المصيبة الثانية وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة خصوصاً أنه لايزال في مقتبل العمر، وكيف تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به وهي بهذه العاهات...

بدأ يحسبها ويقول اصبر عليها في الدنيا ولكن أنجو من ورطة التفاحة في الآخرة...


- ثم توجه إلى صاحب البستان وقال له: ياعم لقد قبلت ابنتك وأسال الله أن يعوضني خيراً مما أصابني...
- فقال صاحب البستان: حسنا يا بني موعدك يوم الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك، وأنا أتكفل لك بمهرها...


فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى حزين الفؤاد منكسر الخاطر... ليس كأي زوج ذاهب إلى يوم عرسه، فلما طرق الباب فتح له أبوها وأدخله البيت وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث،
- قال له يابني:





تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير...

وأخذه بيده وذهب به الى الغرفه التي تجلس فيها ابنته فلما فتح الباب ورآها فإذا فتاة غير الذي وصف صاحب البستان، فقامت ومشت اليه فإذا هي ممشوقة القوام، وسلمت عليه،


- وقالت سلام عليك يازوجي...


أما صاحبنا فقد وقف في مكانه يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة نزلت الى الارض وهو لا يصدق مايرى ولا يعلم ما الذي حدث، ولماذا قال أبوها ذلك الكلام...
ففهمت مايدور في باله فذهبت اليه وقبلت يده، وقالت:
إنني عمياء من النظر الى الحرام
وبكماء من الكلام في الحرام
وصماء من الاستماع الى الحرام
ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام
وإنني وحيدة أبي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج صالح، فلما أتيته تستأذنه في التفاحة وتبكي من أجلها قال أبي أن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له حري به أن يخاف الله في ابنتي فهنيئا لي بك زوجاً وهنيئاً لأبي بنسبك...

X-Man
31-01-2008, 10:30 AM
شكرا نادين، بس دخلك!! مآبيلك شي وحدة طرشة وعمية ومكرسحة متل هيدي؟؟ هههههه، شكرا قصة معبرة

دوكر
31-01-2008, 10:56 AM
يا هلا بالست نادين....
ؤصة متلانا بالعبر....بس أبل ما احكي ازا حدا فاي يدلنا ع شي بستان بركا بنلاءلنا شي تفاحة متل هادي....
من العبر لي فينا نشيلا من هل الؤصة...الانسان بس يتقي الله...ربنا بجازاي....بطلعو من ايا مصيبة ....
و فينا نتعلم شغلة...الأصرار ع التوبة...
و كمان...انو الواحد ازا كان الذنب لي عملو لو علاءة بالناس ...ف علاي انو يستسمحون....
يعطيكي العافية....
اخوكم دوكر المعوكر....

Nadine
31-01-2008, 11:54 AM
شكرا نادين، بس دخلك!! مآبيلك شي وحدة طرشة وعمية ومكرسحة متل هيدي؟؟ هههههه، شكرا قصة معبرة

اهلا بك اخ اكس مان , اذا بدك فيك تحط طلبك بموضضوع طلب عروس للاخ المذنب , وشوف شو بيصير معك.

مشكور على المشاركة.

Nadine
31-01-2008, 11:58 AM
يا هلا بالست نادين....
ؤصة متلانا بالعبر....بس أبل ما احكي ازا حدا فاي يدلنا ع شي بستان بركا بنلاءلنا شي تفاحة متل هادي....
من العبر لي فينا نشيلا من هل الؤصة...الانسان بس يتقي الله...ربنا بجازاي....بطلعو من ايا مصيبة ....
و فينا نتعلم شغلة...الأصرار ع التوبة...
و كمان...انو الواحد ازا كان الذنب لي عملو لو علاءة بالناس ...ف علاي انو يستسمحون....
يعطيكي العافية....
اخوكم دوكر المعوكر....

اهلا بك اخ دوكر , صدقت في قولك انو الانسان وئت بيتقي الله عزوجل يجعل له مخرجا .

Mohamad El Hajj
31-01-2008, 02:47 PM
القصة جميلة جدا و مؤثرة فرحم الله السلف و هدى الخلف فشتّان بين ما كانوا عليه و بين ما صرنا اليه,الواحد منهم كان يرى ذنبه كجبل يوشك ان يسقط عليه اما الواحد منا يرى ذنبه كذباب سقط على انفه.
و صدق الله عز و جل اذ يقول في محكم تنزيله:ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب.وقد ذكر ابن عمر او احد كبار التابعين(لا استحضر اسمه) انه صاحب اقواما لو قلت لأحدهم انك ميت بعد لحظات ما زاد في عمله شيئا(كانوا مستعدين للموت و وصلوا ذروة الطاعة و التقوى)

shanzimer1
31-01-2008, 03:42 PM
السلام عليكم
قصة معبّرة جداً ....بارك الله بك يا بنت العمّ...بانتظار قصص جديدة إن شاء الله.........
ههههههههه...:1 (43):حلوة هالصورة...أدّ ما في برد رح حطّا بركد بتدفى الصفحة؟؟:)........سلام

Nadine
01-02-2008, 03:26 AM
اهلا بك اخ محمد وجزاك الله خيرا على ردك الكريم

Nadine
01-02-2008, 03:32 AM
السلام عليكم
قصة معبّرة جداً ....بارك الله بك يا بنت العمّ...بانتظار قصص جديدة إن شاء الله.........
ههههههههه...:1 (43):حلوة هالصورة...أدّ ما في برد رح حطّا بركد بتدفى الصفحة؟؟:)........سلام

وعليكم السلام ,

اسا في قصص كتير حلوين رح حطن , خليكي متابعتينا.

وفيكم بارك الله , لك وينك يا بنت العم ,زمان والله ما شاركتي بالمنتدى.

الله يعينكم ويساعدكم على هالبردات, بتصدقني نحنا هون صيف على اساس , مبارح شتت وطافت وبرد كتير كان , ومن عشية رجعت الصيفية .

الزاهر
01-02-2008, 05:03 AM
ما شاء الله........قصة جميلة........ونحن بانتظار المزيد!!!

ويا دوكر إذا اسا بتكتب شي كنت بدي اكتبو بدي ازعل منك!!!!

Nadine
01-02-2008, 05:16 AM
ما شاء الله........قصة جميلة........ونحن بانتظار المزيد!!!

ويا دوكر إذا اسا بتكتب شي كنت بدي اكتبو بدي ازعل منك!!!!

اهلا بك اخ زاهر, مشكور على المشاركة

Nadine
01-02-2008, 05:18 AM
نتابع موضوعنا


في بيتهم باب؟!؟!؟!





في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل، عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة... إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى...


لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء، فالغرفة عبارة عن أربعة جدران، و بها باب خشبي، غير أنه ليس لها سقف!!!


و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة وضعيفة من الأمطار، إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة... و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها، فاحتمى الجميع في منازلهم...


أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب!!!...



نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل...


أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران، و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر...


فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على و جهه ابتسامة الرضا، و قا ل لأمه: "ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟!!"...


لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء...
ففي بيتهم باب !!!!!!....



ما أجمل الرضا...
إنه مصدر السعادة و هدوء البال...
ووقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد
وما أجمله عندما يكون لله...

shanzimer4
01-02-2008, 03:52 PM
سلام
عنجد القناعة كنز لايفنى......
وكما قال عليه الصلاة والسلام: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تَزْدَروا نعمة الله عليكم.
وإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل ،رأى نفسه يفوق قطعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها،وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال، فيزول همه وغمه وقلقه،ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.

shanzimer1
01-02-2008, 07:31 PM
السلام عليكم

اسا في قصص كتير حلوين رح حطن , خليكي متابعتينا.
ان شاء الله...:1 (85):
القصّة الثانية رائعة أيضاً...هي تجمع بين التضحية والقناعة والرّضى...صدق من قال :القناعة كنزٌ لا يفنى..

وفيكم بارك الله , لك وينك يا بنت العم ,زمان والله ما شاركتي بالمنتدى.
أنا دائماً أتابع كل المواضيع تقريباً ولكن مشاركاتي قليلة...يعني عالهمّةمتل ما بقولو....وحسب المواضيع..:1 (7):
الصمت زينٌ والسكوت سلامة
فاذا نطقت فلا تكن مهذارا
أنا ما ندمت على سكوتي مرّة
ولقد ندمت على الكلام مرارا

الله يعينكم ويساعدكم على هالبردات, بتصدقني نحنا هون صيف على اساس , مبارح شتت وطافت وبرد كتير كان , ومن عشية رجعت الصيفية .

أوف ...أوف...انتبهو عحالكم لكن..الطقس المتقلّب ما في من بعدو الا المرض..حفظكم الله:1 (43):

Nadine
03-02-2008, 02:02 PM
سلام
عنجد القناعة كنز لايفنى......
وكما قال عليه الصلاة والسلام: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تَزْدَروا نعمة الله عليكم.
وإن العبد إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل ،رأى نفسه يفوق قطعاً كثيراً من الخلق في العافية وتوابعها،وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال، فيزول همه وغمه وقلقه،ويزداد سروره واغتباطه بنعم الله التي فاق فيها غيره ممن هو دونه فيها.

وعليكم السلام,

اهلا بك اخت شانزيمر 4,

مشكورة على ذكرك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي نور الموضوع .

و صدق القائل
هـي القنـاعة لا تـرضى بهــا بـدلا
فيهــا النعيـم وفيهــا راحـة البـدنِ
انظـر لمـن ملــك الدنيـا بأجمـعـها
هـل راح منها بغيــر القطـن والكفـنِ

Nadine
03-02-2008, 02:04 PM
السلام عليكم

اسا في قصص كتير حلوين رح حطن , خليكي متابعتينا.
ان شاء الله...:1 (85):
القصّة الثانية رائعة أيضاً...هي تجمع بين التضحية والقناعة والرّضى...صدق من قال :القناعة كنزٌ لا يفنى..

وفيكم بارك الله , لك وينك يا بنت العم ,زمان والله ما شاركتي بالمنتدى.
أنا دائماً أتابع كل المواضيع تقريباً ولكن مشاركاتي قليلة...يعني عالهمّةمتل ما بقولو....وحسب المواضيع..:1 (7):
الصمت زينٌ والسكوت سلامة
فاذا نطقت فلا تكن مهذارا
أنا ما ندمت على سكوتي مرّة
ولقد ندمت على الكلام مرارا

الله يعينكم ويساعدكم على هالبردات, بتصدقني نحنا هون صيف على اساس , مبارح شتت وطافت وبرد كتير كان , ومن عشية رجعت الصيفية .

أوف ...أوف...انتبهو عحالكم لكن..الطقس المتقلّب ما في من بعدو الا المرض..حفظكم الله:1 (43):

يا هلا بالارايبة مرة تانية,

مشكورة اخت سارة على المشاركة, خليكي متابعتينا...

Nadine
03-02-2008, 02:08 PM
قصتنا اليوم فهي عن الرضا بقضاء الله تعالى والصبر على البلاء



عرف في سيرة عروة بن الزبير رضي الله عنه انه قد ابتلي بلايا عظيمة فصبر واحتسب.

فقد ذهب للشام، وفي زيارته لاسطبل خيل الوليد بن عبدالملك رفست فرس منها ابنه محمداً، فشجّ رأسه ومات.

ثم جاءته الآكلة في رجله، فاستدعى له الوليد الأطباء فقرروا قطعها على حدّ الكعب، فرفض، وسرت بسرعة وتألم منها كثيرا، فجيء بالأطباء، فقرروا قطعها من الركبة، والا فإنها سوف تسري الى الجسم كله.

فوافق ولما جاؤوا له بمن يقطعها، قال له: نسقيك المرقد حتى لا تحسّ بالألم...

فقال: لا أريد ان يذهب عقلي الذي منحني الله إياه

قالوا: اذاً نسقيك الخمر حتى نقطعها...

قال بلسان المؤمن الصابر المحتسب:
لا اريد ان استعين بمعصية الله على طاعة الله...

قالوا: اذاً نأتي لك برجال يشدونك وقت القطع...

قال: استعين بالله وأصبر،
ثم دعا بوضوء وتوضأ، وقال: اذا سجدت فسأمدها لكم، وشأنكم بها...
(انظر... واقرأ مرة ثانية... وهو ساجد... لأنه ليس في هذه الدنيا... بل في عبادة ومناجاة لا يحس فيها بأحد... فسبحان الله)
فقطعت ثم حسمت بالودك الحار، وهو ساجد لم يتحرك...

ولما انتهى من صلاته قال:
الحمد لله فقد وهبني الله اولاداً، وسبقني احدهم، وأعطاني اعضاء سبقني واحد منها، فلله ما اخذ وله ما أبقى، وكل شيء عنده بمقدار.

وماجزع وما تسخّط.


وبعد ايام وفد على الوليد بن عبدالملك شيخ اعمى من عبس، فكان يحدث في مجلس الوليد عما أصابه،

فقال: أمسيت يوماً وما في عبس اهل بيت اكثر جاهاً مني، ولا اكثر مالاً وولداً، وبتنا ليلة كأحسن مبيت، فطرقنا جريان الوادي ونحن نيام, فذهب بالمال كله، إبلاً وغنماً كثيرة جداً وخيولاً، وأخذ السيل معه جميع الاهل والولد، ولم يبق معي الا طفل رضيع وبعير واحد شرود.

حملت الطفل وأردت ركوب الجمل، ففرّ فلحقت به وازداد شروداً، فوضعت الرضيع على الأرض ولحقت بالجمل، فإذا بي اسمع صراخ الطفل، فالتفتّ فإذا الذئب يلتهمه وسكت صوت الطفل.

فحمدت الله، وطلبت من الله ان يخلف عليّ في مالي الذي كان آخره هذا الجمل الذي شرد، والولد والاهل، الذين انتهوا بالتهام الذئب آخرهم وهو الرضيع، قررت اللحاق بالجمل، فصار بيني وبينه مطاردة ومصاولة فرمحني على وجهي، وطرحني بعيدا ً وولى هارباً، وبعد ان افقت من الغيبوبة إذا بي لا أرى شيئاً، فقد ذهب بصري، فأصبحت، وقد ذهب المال والولد والأهل والنظر...
وغدوت صفر اليدين بلا مأوى،

وعندما سمع الوليد هذه الحكاية، من الشيخ الضرير العبسيّ، قال:اذهبوا به الى عروة بن الزبير، حتى يعلم ان في الدنيا من هو أكثر بلاء، وأشد مصيبة منه.



اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، ونسألك الصبر والرضا عند البلاء
آمين يا رب العالمين

shanzimer1
03-02-2008, 02:43 PM
بارك الله بك يا بنت العمّ ...:1:
صدق من قال:السعيد من وعظ بغيره،والشقي من وعظ بنفسه...والسلام عليكم:)

Nadine
04-02-2008, 11:04 AM
بارك الله بك يا بنت العمّ ...:1:
صدق من قال:السعيد من وعظ بغيره،والشقي من وعظ بنفسه...والسلام عليكم:)

يا هلا بالارايبة , مشكورة على المتابعة.

Nadine
04-02-2008, 11:12 AM
قصتنا لليوم مؤثرة جداً ومبكية حتى...
وهي بعنوان
يا رب يعيش بابا...
تقول القصة التي ترويها إحدى الأمهات:





استقيظت مبكراً كعادتي، بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتي.
صغيرتي "ريم" كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكراً.


كنت أجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي،
ماما ماذا تكتبين؟
اكتب رسالة الى الله.
هل تسمحين لي بقراءتها ماما؟؟
لا حبيبتي، هذه رسائلي الخاصة ولا احب أن يقرأها احد.




خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة، لكنها اعتادت على ذلك، فرفضي لها كان باستمرار. مر على الموضوع عدة اسابيع، ذهبت الى غرفة ريم و لأول مرة ارتبكت ريم لدخولي...
يا ترى لماذا هي مرتبكة؟
ريم.. ماذا تكتبين؟
زاد ارتباكها.. وردت: لا شئ ماما، إنها أوراقي الخاصة.


ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن اراه؟!!


أكتب رسائل الى الله كما تفعلين...
قطعت كلامها فجأة وقالت:
ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟
طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..


لم تسمح لي بقراءة ما كتبت، فخرجت من غرفتها واتجهت الى (راشد) كي اقرأ له الجرائد كالعادة، كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي،


فلاحظ (راشد) شرودي... ظن بأنه سبب حزني... فحاول اقناعي بأن أجلب له ممرضة كي تخفف علي هذا العبء..


يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا... فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي أنا وابنته ريم، واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك..
وأوضحت له سبب حزني وشرودي.


ذهبت ريم الى المدرسة، وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة.


وضح لي الطبيب سوء حالة (راشد) وانصرف،
تناسيت أن ريم ما زالت طفلة ودون رحمة صارحتها أن الطبيب أكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيراً وأنه لن يعيش لأكثر من ثلاث اسابيع.
انهارت ريم وظلت تبكي وتردد:
لماذا يحصل كل هذا لبابا؟ لماذا؟


ادعي له بالشفاء يا ريم، يجب أن تتحلي بالشجاعة، ولاتنسي رحمة الله فهو القادر على كل شئ...
أنصتت ريم الى أمها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت :
لن يموت أبي...


في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ، ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت:
ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي،


غمره حزن شديد فحاول اخفاءه وقال:
ان شاء الله سياتي يوم واوصلك فيه يا ريم..
وهو واثق أن اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..


أوصلت ريم الى المدرسة، وعندما عدت الى البيت، غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم الى الله، بحثت في مكتبها ولم اجد أي شيء...
وبعد بحث طويل لا جدوى منه... ترى اين هي؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟ ربما يكون هنا... لطالما أحبت ريم هذا الصندوق، طلبته مني مراراً فأفرغت مافيه وأعطيتها الصندوق... يا الهي إنه يحوي رسائل كثيرة وكلها الى الله!


يا رب... يا رب... يموت كلب جارنا سعيد، لأنه يخيفني!!
يا رب... قطتنا تلد قطط كثيرة.. لتعوضها قططها التي ماتت!!!
يا رب... ينجح ابن خالتي، لاني احبه !!!
يا رب... تكبر ازهار بيتنا بسرعة، لأقطف كل يوم زهرة واعطيها معلمتي!!!


والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة... من أطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها:
يا رب... يا رب... كبر عقل خادمتنا، لأنها ارهقت امي...


يا الهي كل الرسائل مستجابة،
لقد مات كلب جارنا منذ أكثر من اسبوع،
قطتنا أصبح لديها صغاراً،
ونجح احمد بتفوق،
كبرت الازهار وريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها...

يا الهي لماذا لم تدعو ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته؟؟!!....
شردت كثيراً ليتها تدعو له.. ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج،
ردت الخادمة ونادتني: سيدتي المدرسة
المدرسة!! ... ما بها ريم؟؟ هل فعلت شيء؟


أخبرتني أن ريم وقعت من الدور الرابع وهي في طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة وهي تطل من الشرفة... وقعت الزهرة... ووقعت ريم ... كانت الصدمة قوية جداً لم أتحملها أنا ولا راشد ... ومن شدة صدمته أصابه شلل في لسانه ومن يومها لا يستطيع الكلام...


لماذا ماتت ريم؟
لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة...
كنت أخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها،
كنت أفعل كل شيء صغيرتي كانت تحبه، كل زاوية في البيت تذكرني بها، أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة...


ومرت سنوات على وفاتها، وكأنه اليوم.
في صباح يوم الجمعة أتت الخادمة وهي فزعة وتقول أنها سمعت صوت صادر من غرفة ريم...
يا الهي هل يعقل أن ريم عادت؟؟ هذا جنون...
أنت تتخيلين... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم..


أصر راشد على أن أذهب وأرى ماذا هناك..
وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي...
فتحت الباب فلم أتمالك نفسي، جلست أبكي وأبكي...
ورميت نفسي على سريرها، إنه يهتز.. آه تذكرت قالت لي مراراً أنه يهتز ويصدر صوتاً عندما تتحرك، ونسيت أن أجلب النجار كي يصلحه لها... ولكن لا فائدة الآن...
لكن ما الذي أصدر الصوت... نعم إنه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي، التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها،
وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه،


ياالهي إنها احدى الرسائل.... يا ترى ما الذي كان مكتوباً في هذه الرسالة بالذات...
ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة...
إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم الى الله...




كان مكتوباً:
يا رب... يا رب ... أموت أنا ويعيش بابا...


...


و أترك التعليق لكم ...

X-Man
04-02-2008, 03:53 PM
الله يسامحك يا نادين عنجد قصة مؤلمة ، يعني انقمط قلبي لما قرأتها، مشكورة بس تعليق بسيط عنجد حلوة كتير ومؤثرة بس حسّيتها انقطشت قطش يعني متل المسلسلات السورية ختامتها ما كتير مظبوطة يعني كيف بدي قلك؟ مقطوشة قطش ، بانتظار قصص بروعتها ان شالله وشكرا

shanzimer1
05-02-2008, 01:09 AM
السلام عليكم.........

بارك الله بك يا بنت العم....
قصّة محزنة:1 (56):.....

لشدّة ما يحزن الإنسان لألم الأطفال الصّغار.... ومرضهم.....وسوء حالهم.....فكيف بفقدانهم؟؟؟؟؟ :1 (63):

Nadine
05-02-2008, 02:32 AM
الله يسامحك يا نادين عنجد قصة مؤلمة ، يعني انقمط قلبي لما قرأتها، مشكورة بس تعليق بسيط عنجد حلوة كتير ومؤثرة بس حسّيتها انقطشت قطش يعني متل المسلسلات السورية ختامتها ما كتير مظبوطة يعني كيف بدي قلك؟ مقطوشة قطش ، بانتظار قصص بروعتها ان شالله وشكرا

اهلا بك اخ اكس مان , مشكور على متابعتك للقصص والتعليق عليها.

Nadine
05-02-2008, 02:33 AM
السلام عليكم.........

بارك الله بك يا بنت العم....
قصّة محزنة:1 (56):.....

لشدّة ما يحزن الإنسان لألم الأطفال الصّغار.... ومرضهم.....وسوء حالهم.....فكيف بفقدانهم؟؟؟؟؟ :1 (63):

يا هلا ببنت العم.

وفيكم بارك الله ,و شكرا لك على متابعة القصص .

Nadine
05-02-2008, 02:41 AM
أما قصتنا لليوم فهي بعنوان:

كل أمر المؤمن خير
والقصة خير دليل...





كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان...
وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير "لعله خيراً" فيهدأ الملك...

وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير "لعله خيراً"،

فغضب الملك غضباً شديداً
وقال ما الخير في ذلك؟!

وأمر بحبس الوزير...

فقال الوزير الحكيم "لعله خيراً"،
ومكث الوزير فترة طويلة في السجن...

وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوع...

فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال:
أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك....

ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت "لعله خيراً" فما الخير في ذلك؟
فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه لَصاحَبَهُ فى الصيد فكان سيُقدم قرباناً بدلاً من الملك...
فكان في صنع الله كل الخير


في هذه القصة مواساة لكل مبتلى كي يطمئن قلبه ويرضى بقضاء الله عز وجل ويكن على يقين أن في هذا الابتلاء الخير له في الدنيا والآخرة

Nadine
07-02-2008, 09:43 AM
أما قصتنا لليوم تركت الماضي وأمجاده لتروي لنا قصة رجل في يوم القيامة...

لا تستغربوا فقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن قصة آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة، وما جرى من حوار بينه وبين ربه، وما أعطاه الله من الكرامة العظيمة التي لم يصدق أن الله أكرمه بها لعظمها.





وإليكم القصة كما وردت في السنة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:




آخر من يدخل الجنة رجل
فهو يمشي مرة
ويكبو مرة
وتسفعه النار مرة


فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال:
تبارك الذي نجاني منك
لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين



فترفع له شجرة، فيقول:

يا رب ادنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها، واشرب من مائها



فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟


فيقول: لا ، يارب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها،


قال : وربه عز وجل يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها فيستظل بظلها، ويشرب من مائها


ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى
فيقول: اي رب، ادنني من هذه لأشرب من مائها، وأستظل بظلها
لا أسألك غيرها


فيقول: يا ابن آدم، الم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟
فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟


فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه تعالى يعذره، لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها


ثم ترفع له شجرة له عند باب الجنة، وهي أحسن من الأوليين


فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها


فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟


قال : بلى، يا رب لا أسألك غيرها


وربه عز وجل يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع اصوات أهل الجنة


فيقول اي رب أدخلنيها


فيقول: يا ابن آدم ما يصريني منك (أي يقطع مسألتك مني)
أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟


قال : يارب، اتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟


فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟

قالوا مم تضحك؟


قال: هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا مما تضحك يا رسول الله؟


فقال : من ضحك رب العالمين، حين قال:
أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟


فيقول : إني لا استهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر




.....


آآآآآآآآآآه من طمعك يا ابن ءادم
...
وما أكرمك يا رب العالمين


سبحانك يا من حارت في عطاياه العقوووول

Nadine
20-02-2008, 11:38 AM
القصة اليوم هي قصة مؤثرة جدا,

حقاً ما أتعس الإنسان حين تستبد به عاداته وشهواته فينطلق معها إلى آخر مدى. لقد استعبدت محمداً الخطيئة والنزوة فأصبح منقاداً لها، لا يملك نفسه، ولا يستطيع تحريرها؛ فحرفته إلى حيث لا يملك لنفسه القياد؛ إلى حيث الهلاك.. فكان يسارع إلى انتهاك اللذات، ومقارفة المنكرات؛ فوصل إلى حال بلغ فيها الفزع منتهاه، والقلق أقصاه.. يتبدى ذلك واضحاً على قسمات وجهه ومحياه.

لم يركع لله ركعةً منذ زمن . ولم يعرف للمسجد طريقاً.. كم من السنين مضت وهو لم يصلّ.. يحس بالحرج والخجل إذا ما مرّ بجانب مسجد الأنصار -مسجد الحي الذي يقطنه- لكأني بمئذنة المسجد تخاطبه معاتبة: متى تزورنا...؟؟
كيما يفوح القلب بالتقى..
كيما تحس راحةً..
كيما تذوق لذة الرجا....
ليشرق الفؤاد بالسنا..
لتستنير الورح بالهدى...
..متى تتوب؟؟.. متى تؤوب؟؟..
فما يكون منه إلا أن يطرق رأسه خجلاً وحياءً.






شهر رمضان.. حيث تصفد مردة الشياطين، صوت الحق يدوي في الآفاق مالئا الكون رهبةً وخشوعاً.. وصوت ينبعث من مئذنة مسجد الأنصار... وصوت حزين يرتل آيات الذكر الحكيم.. إنها الراحة.. إنها الصلاة.. صلاة التروايح. وكالعادة؛ يمر محمد بجانب المسجد لا يلوي على شيء. أحد الشباب الطيبين يستوقفه، ويتحدث معه ثم يقول له: ما رأيك أن ندرك الصلاة؟ هيّا، هيّا بنا بسرعة.


سبحان الله...
إنظر كيف إذا أراد ربك بأحد خيراً كيف يهيئ له الأسباب





أراد محمد الاعتذار لكن الشاب الطيب مضى في حديثه مستعجلاً.. كانت روح محمد تغدو كعصفور صغير ينتشي عند الصباح، أو بلله رقراق الندى.. روحه تريد أن تشق طريقها نحو النور بعد أن أضناها التجوال في أقبية الضلال.

قال محمد: ولكن لا أعرف لا دعاء الاستفتاح ولا التحيات.. منذ زمن لم اصلِّ، لقد نسيتها.


كلا يا محمد لم تنسها؛ بل أنسيتها بفعل الشيطان وحزبه الخاسرين.. نعم لقد أنسيتها.





وبعد إصرار من الشاب الطيب، يدلف محمد المسجد بعد فراق طويل. فماذا يجد..؟ عيوناً غسلتها الدموع، وأذبلتها العبادة.. وجوهاً أنارتها التقوى.. مصلين قد حلّقوا في أجواء الإيمان العبقة..


كانت قراءة الإمام حزينة مترسلة.. في صوته رعشة تهز القلوب، ولأول مرة بعد فراق يقارب السبع سنين، يحلق محمد في ذلك الجو... بيد أنه لم يستطع إكمال الصلاة.. امتلأ قلبه رهبة.. تراجع إلى الخلف، استند إلى سارية قريبة منه.. تنهد بحسرة مخاطباً نفسه: بالله كيف يفوتني هذا الأجر العظيم؟! أين أنا من هذه الطمأنينة وهذه الراحة؟! ثم انخرط في بكاء طويل..


ها هو يبكي.. يبكي بكل قلبه، يبكي نفسه الضائعة.. يبكي حيرته وتيهه في بيداء وقفار موحشة.. يبكي أيامه الماضية.. يبكي مبارزته الجبار بالأوزار...!



كان قلبه يحترق.. فكأنما جمرة استقرت بين ضلوعه فلا تكاد تخبو إلا لتثور مرة أخرى وتلتهب فتحرقه.. إنها حرقة المعاصي... أنها حرقة الآثام.


لك الله أيها المذنب المنيب، كم تقلبت في لظى العصيان، بينما روحك كانت تكتوي يظمأ الشوق إلى سلوك طريق الإيمان..!

كان يبكي -كما يقول الإمام- كبكاء الثكلى.. لقد أخذتْه موجة ألمٍ وندمٍ أرجفتْ عقله فطبعتْ في ذهنه أن الله لن يغفر له. تحلّق الناس حوله.. سألوه عما دهاه.. فلم يشأ ان يجيبهم.. فقط كان يعيش تلك اللحظات مع نفسه الحزينة.. المتعبة، التي أتعبها التخبط في سراديب الهلاك. في داخله بركان ندمٍ وألمٍ، لم يستطع أحدٌ من المصلين إخماده.. فانصرفوا لإكمال صلاتهم..


وحشة الذنب صعبة جداً ... إيه والله صعبة جداً





وهنا يأتي عبد الله، وبعد محاولات؛ جاء صوت محمد متهدجاً، ينم عن ثورة مكبوتة:
لن يغفر الله لي.. لن يغفر الله لي.. ثم عاد لبكائه الطويل..

أخذ عبد الله يهون عليه قائلا: يا أخي، إن الله غفور رحيم.. إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
هنا يرفع محمد رأسه وعيناه مخضلتان بالدموع.. ونبرات صوته أصداء عميقة.. عميقة الغور قنوطاً من رحمة الله، قائلا: بشهقات كانت تتردد بين الفينة والأخرى:
كلا؛ لن يغفر الله لي.. لن يغفر الله لي..

ثم سكَتَ ليسترد أنفاسه؛ وليخرج من خزانة عمره ماحوت من أخبار.. وعاد الصوت مرة أخرى متحشرجاً يرمي بالأسئلة التائهة الباحثة عن فرار.. كان صوته ينزف بالحزن.. بالوجع.. ثم أردف قائلا:
أنت لا تتصور عظيم جرمي.. وعظم الذنوب التي تراكمتْ على قلبي.. لا ..لا.. لن يغفر الله لي، فأنا لم أصلِّ منذ سبع سنوات!!!

ويأبى عبد الله إلا أن يقنع محمداً بسعة عفو الله ورحمته، فها هو يعاود نصحه قائلا: يا أخي، احمد الله أنك لم تمت على هذه الحال.. يا أخي إن الله -سبحانه وتعالى-
يقول: (يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة)،

ثم إن قنوطك من رحمة الله عز وجل أعظم من عصيانك له.. ثم أخذ يتلو عليه آيات الرحمة والرجاء، وأحاديث التوبة، وكرم الله وجوده في قبول التائبين.. ولكأني به قد أيقظ في نفس محمد بارقة أمل،
فيحس محمد أن باب التوبة فد انفرج عن فتحة ضيقة يستطيع الدخول فيها.

وهنا تكسرت أمواج قنوط محمد العاتية على شطآن نصائح عبد الله الغالية، فشعر بثقل هائل ينزاح عن كاهله.. فيخف جناحه، وترفرف روحه، تريد التحليق في العالم الجديد.. في عالم الأوبة والتوبة..!

ها هو ذا صدره أرضاً بكراً يستقبل أول غرسة من النصائح المثمرة.. تلك النصائح التي نشرت الأمان والطمأنينة والرجاء في نفس محمد كما ينشر المطر -بإذن الله- الاخضرار على وجه الصحاري المفقرة المجدبة..!

وها هو ذا عبد الله يعرض عليه أمراً: ما رأيك يا أخي الكريم أن تذهب إلى دورة المياه لتغتسل.. لتريح نفسك.. ولتبدأ حياة جديدة..
فما كان من محمد إلا أن وافق ناشداً الراحة.. وأخذ يغتسل، ويغسل من قلبه كل أدران الذنوب وقذارتها التي علقت به.. لقد غسل قلبه هذه المرة، وملآه بمعان مادتها من نور..

وسارا نحو المسجد، وما زال الإمام يتلو آيات الله.. تتحرك بها شفتاه، وتهفو لها قلوب المصلين. وأخذا يتحدثان .. وصدرت الكلمات من شفتي عبد الله رصينة تفوح منها رائحة الصدق والحق والأمل، بريئة من كل بهتان..

وهز محمداً الحديث فكأنما عثر على كنز قد طال التنقيب عنه..! ثم أخذ يحدث نفسه:
أين أنا من هذا الطريق..؟ أين أنا من هذا الطريق..؟..
الحمد لله غص بها حلقه من جرّاء دموع قد تفجرت من عينيه.. سار والدموع تنساب على وجنتيه، فحاول أن يرسم ابتسامة على شفتيه، بيد أنها ابتسامة مخنوقة قد امتقع لونها؛ فنسيت طريقها إلى وجهه؛ فضاعت..
قال: عسى الله أن يغفر لي -إن شاء الله-.

فبادره عبد الله: بل قل اللهم اغفر لي واعزم في المسألة يا رجل.
واتجها صوب المسجد، ونفس محمد تزداد تطلعاً وطمعاً في عفو الله ورضاه..

دخل المسجد ولسان حاله يقول: اللهم اغفر لي.. اللهم ارحمني.. يا إلهي قد قضيت حياتي في المنحدر.. وها أنذا اليوم أحاول الصعود، فخذ بيدي يا رب العالمين..


يا أرحم الرحمين.. إن ذنوبي كثيرة .. ولكن رحمتتك أوسع..




ودخل في الصلاة وما زال يبكي.. الذنوب القديمة تداعى بناؤها.. وخرج من قلب الأنقاض والغبار قلباً ناصعاً مضيئاً بالإيمان..!

وأخذ يبكي.. وازداد بكاؤه.. فأبكى من حوله من المصلين.. توقف الإمام عن القراءة، ولم يتوقف محمد عن البكاء.. قال الإمام: الله أكبر وركع..



فركع المصلون وركع محمد.. ثم رفعوا جميعاً بعد قول الإمام: سمع الله لمن حمده..


وهنا تحدث المفاجأة!!!






لكن الله أراد أن لا يرتفع محمد بجسده.. بل ارتفعتْ روحه إلى بارئها.. فسقط جثة هامدة..


وبعد الصلاة.. حركوه.. قلبوه.. أسعفوه علهم أن يدركوه.. ولكن


(إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).


.....




أخي الحبيب
أختي الكريمة
ألا يمكن أن نكون ذلك الشخص
أيملك أحدنا مد عمره ومعرفة ساعة حينه
ألا نتوب فنقبل على الله راجين غفرانه وكريم عفوه
ألا نقبل على الغفور الرحيم

اللهم إني مذنب فارحمني
وخذ بيدي إلى نورك وطاعتك

Nadine
04-02-2009, 09:04 AM
حـذاء أبي القاسـم


عنوان عجيب، فتعالوا نقرأ قصة هذا الحذاء العجيب...


كان لأبي القاسم الطُّنْبوري حذاء لبسه سبع سنين، كلما تَقَطّع منه موضع جعل مكانه رقعةً إلى أن صار في غاية الثِّقل وصار الناسُ يضربون به المثل.‏ ‏


واتفق أنه دخل يوما سوق الزُّجاج، فقال له سمسار:
يا أبا القاسم، قد قدِم إلى بغداد اليوم تاجرٌ من حَلَب، ومعه حِمْلُ زجاج مُذَهّب قد كَسَدَ. فاشتَرِه منه وأنا أبيعه لك بعد مدة فتكسِبُ به المثل مِثلَين. ‏ ‏


فمضى أبو القاسم واشتراه بستين دينارا.‏


‏ ثم إنه دخل إلى سوق العطارين، فصادفه سمسار آخر
وقال له:
يا أبا القاسم، قد قَدِم إلينا اليوم من نَصيبين تاجر يبيع ماء ورد. ولِعَجَلَةِ سفره يمكن أن تشتريه منه رخيصًا، وأنا أبيعه لك فيما بعد فتكسِبُ به المثل مِثلين. ‏ ‏


فاشتراه أبو القاسم بستين دينارا أخرى، وملأ به الأواني الزجاجية المذهبة، ووضعها على رف من رفوف بيته. ‏ ‏

ثم إنه دخل الحمام يغتسل، فقال له بعض أصدقائه: ‏ ‏
يا أبا القاسم، غَيِّر حذاءك هذا فإنه في غاية الشناعة. وأنت ذو مال بحمد الله. ‏ ‏


فقال له أبو القاسم:
الحق معك. ‏ ‏


ثم إنه خرج من الحمام ولبس ثيابه، فرأى بجانب حذائه حذاء آخر جديداً.
فظن أن صديقه من كرمه قد اشتراه هدية له،
فلبسه ومضى إلى بيته.


وكان ذلك الحذاء الجديد للقاضي ، وقد جاء في ذلك اليوم إلى الحمام. فلما خرج فتّش عن حذائه فلم يجده.


فسأل الناس:
ألم يترك من لبس حذائي عوضه شيئاً؟ ‏ ‏


ففتشوا فلم يجدوا سوى حذاء أبي القاسم، فعرفوه إذ كان يُضرب به المثل. ‏ ‏

فأرسل القاضي خدمه فكبسوا بيت أبي القاسم، فوجدوا حذاء القاضي عنده.
فأخذوه فضربه القاضي تأديبا له، وحبسه مدة، وغرّمه بعض المال، ثم أطلقه. ‏



وخرج أبو القاسم من الحبس وأخذ حذاءه وهو غضبان عليه، ومضى إلى نهر دجلة فألقاه فيه، فغاص في الماء.
وأتى بعض الصيادين ورمى شبكته، فطلع الحذاء فيها! فلما رآه الصياد عرفه، وظن أنه وقع من أبي القاسم في دجلة.
فحمله وأتى به بيته فلم يجده.
ونظر فرأى نافذة في البيت مفتوحة فرمى الحذاء منها، فسقط على الرف الذي عليه الأواني الزجاجية فوقع، وتكسّرت الأواني وتبدّد ماء الورد!


‏وجاء أبو القاسم ونظر إلى ما حدث، فلطم وجهه وجعل يبكي ويلعن الحذاء. ‏ ‏


ثم إنه قام في الليل ليحفر له حفرة يدفنه فيها ويرتاح منه، فسمع الجيران حسّ الحفر فظنوا أن لصا ينقب عليهم، فقبضوا عليه وأحضروه إلى الحاكم فحبسه،
ولم يُطلقه حتى غَرِم بعض المال.‏ ‏



ثم خرج من السجن فحمل حذاءه إلى الخان فرماه في الكنيف، فَسَدَّ قصبتَه ففاض! وضجر الناس من الرائحة الكريهة وبحثوا عن السبب فوجدوا حذاء فتأمّلوه، فإذا هو حذاء أبي القاسم!
فحملوه إلى الوالي وأخبروه بما وقع،
فوبّخ الوالي أبا القاسم وغرّمه مالا لتصليح الكنيف، ثم أُطلق. ‏ ‏



وخرج أبو القاسم والحذاء معه. وقال في نفسه: ‏ ‏
والله ما عدتُ أفارق هذا الحذاء! ‏ ‏


ثم إنه غسله وجعله على سطح بيته حتى يجفّ.
فرآه كلب فظنّه رِمَّةً فحمله وعبر به إلى سطح آخر،
فسقط الحذاء على رأس رجل في الطريق فآلمه وجرحه جرحاً بليغاً.
وفتشوا لمن الحذاء فعرفوا أنه لأبي القاسم!
‏ورفعوا الأمر إلى الحاكم فألزمه بالعِوَض والقيام بلوازم المجروح مُدَّةَ مرضه. ‏ ‏



ثم إن أبا القاسم أخذ الحذاء، ومضى به إلى القاضي وقال له: ‏ ‏
أريد من مولانا القاضي أن يكتب بيني وبين هذا الحذاء مبارأة شرعية على أنه ليس مني ولستُ منه، وأن كلاً منا بريء من صاحبه، وأنه مهما يفعله هذا الحذاء لا أؤاخذ أنا به! ‏