المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة: كيف ترد على من يزعم وجود أخطاء لغوية في القرآن ؟



أبو حسن
19-02-2008, 12:54 PM
منقول عن الشبكة بتصرف للفائدة:

يثير بعض المشككين في الإسلام، بين فينة وأخرى، موضوع أخطاء لغوية مزعومة في القرآن الكريم. ومما يثير الحزن أن تجد بعض الإخوة المسلمين لا يحسنون الرد عليهم، فتجدهم يبحثون في كتب النحو عن الوجوه والنظائر لتوجيه كلمة مرفوعة في القرآن أو لتبرير كلمة منصوبة يرى المشكك أنها مرفوعة حسب القاعدة...

كل هذا لا يجدي... فالمشكك لا يفقه شيئا في النحو ولا في لغة العرب... لكنه يكسب جولة معنوية كبيره عندما يتخندق المسلم للدفاع عن القرآن...

أوَ يحتاج القرآن الى مدافع عنه...؟ أوَ ليس هو قذيفة الحق الدامغة لكل باطل...؟

بدل هذه الإستراتيجية السلبية كان الأجدر بالمسلم أن يلزم خصومه بأنهم لا يعقلون... فهم بادعائهم وجود أخطاء لغوية في القرآن قد نادوا على أنفسه بالجهل المركب... وعلى المسلم أن يثبت عليهم ذلك ليلقمهم حجرا بدل الفرار الى كتب اللغة والبلاغة والنحو والصرف.

كيف ذلك؟

ليس من العجب أن يرشدنا القرآن العظيم نفسه إلى المسلك الصحيح. إقرؤوا هذه الآية:

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (65) سورة آل عمران

قال ابن كثير:

عن ابن عباس رضي الله عنه قال :

إجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار : ما كان إبراهيم إلا يهوديا وقالت النصارى : ما كان إبراهيم إلا نصرانيا فأنزل الله تعالى : { يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم } الاية أي كيف تدعون أيها اليهود أنه كان يهوديا وقد كان زمنه قبل أن ينزل الله التوراة على موسى ؟ وكيف تدعون أيها النصارى أنه كان نصرانيا وإنما حدثت النصرانية بعد زمنه بدهر ؟ ولهذا قال تعالى : {أفلا تعقلون}


انتبهوا أيها المسلمون إلى تذييل الآية بـ "أفلا تعقلون". فاليهود والنصارى بادعائهم أن خليل الرحمن منهم قد ارتكبوا خطأ فاحشا من شأنه أن يلحظه صبي. فالخطأ هنا مغالطة تاريخية لا تخفى على أحد... كما لو شاهدنا زجاجة كوكاكولا في خيمة عنترة !!!.

هؤلاء لا يعقلون... فهل من العقل أن تنسب شخصا إلى مذهب سيظهر بعد قرون...؟ (كما ادعى أحدهم أن ابن تيمية وهابي!)

يا أهل الكتاب لم تحاجون في القرآن وما وضعت القواعد إلا من بعده أفلا تعقلون.
هؤلاء لا يعلمون شيئا عن تاريخ الأفكار عند المسلمين ولا عند غير المسلمين... فالنحو لم يكن قالبا لتصب فيه اللغة العربية وإنما هو نموذج ذهني منطقي لتفسير كلام العرب... من غباوتهم أنهم لا ينتبهون إلى الترتيب الصحيح : كلام العرب أولا ... ثم تفسير نظامه ثانيا ... فالنحو هو الذي ينبغي أن يطابق كلام العرب لا العكس... أما الذين لا يعقلون فيرون أن النحو هو الأول في الوجود ثم جاء كلام العرب وفقه... فيخطؤون امرأ القيس بسبب قاعدة سيقترحها الكسائي بعد قرون!!

ولو سألتهم: هذه القواعد التي استنبطها النحاة في عصر التدوين من أين جاءتهم...؟ لقالوا من كلام العرب...

والآن هل يعقل أن تستنبط قاعدة من كلام ثم يخطأ ذلك الكلام نفسه بتلك القاعدة؟ هذا هو الجنون المحض... تذكروا تذييل الآية مرة أخرى (أفلا تعقلون).

ثم تعالوا لتنظروا حماقة مدّعي هذه الدعوى من جهة أخرى: هم يعتقدون أنهم بصنيعهم ذاك يثبتون أن القرآن ليس من عند الله... ويغيب عنهم أن القرآن على فرض أنه من عند محمد صلى الله عليه وسلم فهو من كلام العرب الذي ينبغي أن يخضع له عنق النحوي وأعناق قواعد النحوي. فالامر هنا لا يتعلق بوحي أوحي أو افتراء افتري... بل يتعلق بالحجة اللغوية. والنحاة المسلمون احتجوا بكلام الكفار من الجاهليين ولم يحتجوا بكلام أئمة المسلمين الذين تأخر بهم الزمان... فلم يكن همهم النقاء العقدي بل النقاء اللغوي.

وهل في الدنيا أنقى من لغة القرآن -على فرض أنه مفترى- متواتر تكلم به عربي في بيئة عربية وتحدى به عربا فصحاء بلغاء... لم ينتبهوا إلى أخطائه وانتبه إليها لكع بن لكع من نصراني أعجمي وعلماني أخذا اللغة العربية من كتاب "كيف تتكلم اللغة العربية في خمسة أيام بدون معلم"!!!!!


على الهامش:

قال الإمام الطاهر بن عاشور رحمه الله ونوّر ضريحه:

رُوي أن ابن الراوندي ـ وكان يزنّ بالإلحاد ـ قال لابن الأعرابي (اللغوي المعروف) : أتقول العرب "لباس التقوى" ؟

فقال ابن الأعرابي : لا بَاسْ لا بَاسْ، وإذا أنجى الله الناس، فلا نَجَّى ذلك الرأس.
هبك يا ابن الرواندي تنكر أن يكون محمد نبيا، أفتنكر أن يكون فصيحا عربيا ؟

أبو حسن
02-06-2010, 09:47 PM
هذا الموضوع هو واحد من المواضيع التي أحبها كثيرا... بارك الله في كاتبه... أعيد رفعه للفائدة...

nour
03-06-2010, 08:41 AM
موضوع رائع بالفعل.