تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصّة حبّ تبكي...



malikatou lwouroud
27-03-2008, 09:14 PM
قصة حب تبكي


قرر صاحبنا الزواج وطلب من أهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين، وكما جرت العادات والتقاليد حين وجدوا إحدى قريباته وشعروا بأنها تناسبه ذهبوالخطبتها ولم يتردد أهل البنت في الموافقة لما كان يتحلى به صاحبنا من مقومات تغرىأية أسرة بمصاهرته وسارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحتهم ، وفي عرس جميل متواضعاجتمع الأهل والأصحاب للتهنئة .
وشيئاً فشيئاً بعد الزواج وبمرور الأياملاحظ المحيطون بصحابنا هيامه وغرامه الجارف بزوجته وتعلقه بها ، وبالمقابل أهل البنتاستغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها للسانها . أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه يزدادبالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم ببال أنهما سيتعلقان ببعضها إلى هذهالدرجة .
وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما بدؤوا يواجهون الضغوط منأهاليهم في مسألة الإنجاب، لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ أصبح لديهمطفل أو اثنان وهم مازالوا كما هم ، وأخذت الزوجةتلح على زوجها أن يكشفوا عندالطبيب عل وعسى أن يكون أمراً بسيطاً يتنهى بعلاج أو توجيهات طبية .
وهناوقع ما لم يكن بالحسبان ، حيث اكتشفوا أن الزوجة (عقيم)!!
وبدأتالتلميحات من أهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد إلى أن صارحته والدته وطلبت منهأن يتزوج بثانية ويطلق زوجته أو يبقها على ذمته بغرض الإنجاب من أخرى ، فطفح كيلصاحبنا الذي جمع أهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه تظنون أن زوجتي عقيم ؟! إنالعقم الحقيقي لا يتعلق بالإنجاب ، أنا أراه في المشاعر الصادقة والحب الطاهرالعفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم الواحد أكثر من مائة مولودوراض بها وهي راضية فلا تعيدوا لها سيرة الموضوع التافه أبداً .
وأصبح العقمالذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به ، سبباً اكتشفت به الزوجة مدى التضحية والحبالذي يكنه صاحبنا لها وبعد مرور أكثر من تسع سنوات قضاها الزوجان على أروع ما يكونمن الحب والرومانسية بدأت تهاجم الزوجة أعراض مرض غريبة اضطرتهم إلى الكشف عليهابقلق في إحدى المستشفيات ، الذي حولهم إلى ( مستشفى الملك فيصل التخصصي ) وهنا زادالقلق لمعرفة الزوج وعلمه أن المحولين إلى هذا المستشفى عادةً ما يكونون مصابينبأمراض خطيرة .
وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي ، صارحالأطباء زوجها بأنها مريضة بداء عضال عدد المصابين به معدود على الأصابع في الشرقالأوسط ، وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأية حال من الأحوال والأعماربيد الله .
ولكن الذي يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسوء في كل سنة أكثرمن سابقتها، والأفضل إبقاؤها في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة إلى أن يأخذالله أمانته . ولم يخضع الزوج لرغبة الأطباء ورفض إبقاءها لديهم وقاوم أعصابه كي لاتنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقىزوجته به الرعاية فابتاع ما تجاوزت قيمته الـ ( 260000 ريال ) من أجهزة ومعدات طبية، جهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد الخروج من المستشفى ، وكان أغلب المبلغ المذكورقد تدينه بالإضافة إلى سلفة اقترضها من البنك .
واستقدم لزوجته ممرضةمتفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها ، وتقدم بطلب لإدارته ليأخذ أجازة من دونراتب ، ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها ، فهو في أشد الحالة لكلريال من الراتب ، فكان في أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما إن ينتهي منها حتىيأذن له رئيسه بالخروج ، وكان أحياناً لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضىباقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيده ، ويضمها إلى صدره ويحكي لها القصصوالروايات ليسليها وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهداً التخفيفعنها . وكانت قد أعطت ممرضتها صندوقاً صغيراً طلبت منها الحفاظ عليه وعدم تقديمهلأي كائن كان ، إلا لزوجها إذا وافتها المنية .
وفي يوم الاثنين مساءً بعدصلاة العشاء كان الجو ممطراً وصوت زخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لهاالقلب فرحاً .. أخذ صاحبنا ينشد الشعر على حبيبته ويتغزل في عينيها ، فنظرت له نظرةالمودع وهي مبتسمة له .. فنزلت الدمعة من عينه لإدراكه بحلول ساعة الصفر .. وشهقت بعدابتسامتها شهقة خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها . ولاأرغب في تقطيع قلبي وقلوبكم بذكر ما فعله حين توفاها الله ، ولكن بعد الصلاة عليهاودفنها بيومين جاءت الممرضة التي كانت تتابع حالة زوجته فوجدته كالخرقة البالية ،فواسته وقدمت له صندوقاً صغيراً قالت له إن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد أنيتوفاها الله ... فماذا وجد في الصندوق ؟‍! زجاجة عطر فارغة ، وهي أول هدية قدمهالها بعد الزواج ... وصورة لهما في ليلة زفافهم . وكلمة ( أحبك في الله ) منقوشة علىقطعة مستطيلة من الفضة وأعظم أنواع الحب هو الذي يكون في الله ورسالة قصيرة سأنقلهاكما جاء نصها تقريباً مع مراعاة حذف الأسماء واستبدالها بصلة القرابة .
الرسالة :
زوجي الغالي : لا تحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثانلاخترت أن أبدأه معك ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .
أخي فلان : كنت أتمنى أن أراك عريساً قبل وفاتي .
أختي فلانة : لا تقسي على أبنائك بضربهمفهم أحباب الله ولا يحس بالنعمة غير فاقدها .
عمتي فلانة ( أم زوجها ) : أحسنتالتصرف حين طلبت من ابنك أن يتزوج من غيري لأنه جدير بمن يحمل اسمه من صالح الذريةبإذن الله .
كلمتي الأخيرة لك يا زوجي الحبيب أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق لكعذر ، وأرجو أن تسمى أول بناتك بأسمي ، واعلم أني سأغار من زوجتك الجديدة حتى وأنافي قبري..
النهاية .

أبو الحسين
27-03-2008, 11:22 PM
سلام مشكورة عالقصة بس بعتقد انها مكتوبة من قبل بالمنتدى و شكرا

malikatou lwouroud
28-03-2008, 06:28 PM
واللّه أنا عضو جديد متل مانك شايف وحبّيت أكتبا لانا عجبتني وأثرت فيني وخاصّة وفاء هالرّجال وموقف هالمرأة للي بيبكي واللّه يجعل كلّ رجال المسلمين أوفياااااااااااااااااااااااااااااااااااءءءءءءءءءءء ءءء متل هالرجال وأكتر (مع انّا صععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع ببببببببببببببببببببببة الّا اللهم البعض القليل اللّه يكتّرن)

malikatou lwouroud
28-03-2008, 11:21 PM
بسّ بحبّ أول أنو القصة منقولة عن :قصص مؤثرة للفتيات لأحمد سالم بادويلان

Nader 3:16
28-03-2008, 11:35 PM
سلام
وين آريا يا عبد الله!!!!
انا صرلي زمان بالمنتدى و ما مرءت عليي!!!!!

لكن القصة جميلة و مؤثرة....يعني ما بها شي....
مرسي:1 (22):

malikatou lwouroud
29-03-2008, 05:03 PM
مشكور أخ نادر هدا من ذوقك ... بسّ في قصّة مؤثرة أكتر اسما مأساة سارة...ان شاء اللّه تعجبكن وما يكون الأخ عبد اللّه آريا بالمنتدى...

أبو الحسين
29-03-2008, 06:00 PM
والله يا نادر معناتو انك كتير بتقرا ..دور منيح بعام من الأول و بتلاقي ..
بعدين أنا مين قال ما عجبني الموضوع ..حلو بس انت منك عارفة انو موجود من قبل ..سلام

wassim.h
07-04-2008, 10:30 AM
الله يبارك بالاخت malikatou lwouroud
قصه كتير كتير حلوه.....يعني رائعه.... اثرت فيني كتير......ان شاء الله بتنشط وفاء كل شب بيءريا.....و اللهم آمين ع دعائك:)

مايا
08-04-2008, 04:19 PM
عن جد القصة كتير حلوة و مؤثرة مشكورة كتير على القصة

wassim.h
10-04-2008, 03:22 PM
و هي قصه من سياق الحديث.....ان شاء الله تعجبكن....

wassim.h
10-04-2008, 03:29 PM
كانت تجلس إلى جوار زوجها .. وهو يكتب رجل هادئ متواضع حنون، يتحمل منها الكثير، في صبر وصمت ما ذنبه؟سألت نفسها، لماذا أعذبه وهو غير مسؤول عن رواسب في داخلي؟
إنه يتألم، بل أصابه العذاب في جسده، وأصبح زائراً مستمراً للأطباء، كل هذا لأنه يحبني، فيحتملني كما أنا، من أنا إذن؟أنا إنسانة أصبحتُ لا أثق بأي رجل، بعد تجربة مضت لزوج خائن وغادر، حاولت أن أنسى الجرح القديم دون جدوى. شيء ما يؤكد لأعماقي أن كل الرجال متشابهون، كلهم خائنون، كذابون، لا وعد لهم ولا ذمة، كيف تقول هذا الكلام إنسانة متعلمة مثلي؟ كيف تشبعت أعماقي بهذه الاتهامات لجنس الرجال في الكرة الأرضية شرقاً وغرباً؟ كيف أظلم بذنب رجل واحد كل الرجال، ومنهم زوجي الطيب جداً، والذي يتألم لعدم ثقتي به كرجل وزوج وأب لأولادي؟ إنني أرفض أن أطلعه على راتبي، وأقول له بلهجة ناهرة: ليس من حقك أن تعرف كم راتبي، تماماً كما لا أسألك عن راتبك! فصمت .. والأكثر من هذا أنني رفضت المساهمة معه بأي مبلغ نقدي لمصروفات البيت، ومنذ زواجنا قلت له بحدة: هذه مسؤولية الرجل وحده، ولن أسمع بقلب الأوضاع، كل ما سأدفعه أجر الخادمة التي تقوم بعملي أثناء غيابي في العمل، غير ذلك أنت مسؤول عنا جميعاً، تنفق عليَّ وعلى أولادك، هذه مسؤولية الرجل شرعاً، وهو - زوجي – يصمت، ليته يثور أو ينفعل أو يعبّر عما بداخله، إن صمته يحقرني، يمزقني، يجعلني أفكر هل أهملني، أم هو رجل ضعيف لا يستطيع مواجهتي بقوة كزوجي الأول، الذي أكرهه اسماً وذكرى، هل صمت الرجل دائماً ضعف؟
حينما انتهى زوجها من كتابة تقرير مهم في العمل، التفت إليها قائلاً: لماذا تسهرين بجواري لهذا الوقت؟
وكيف تذهبين لعملك مبكراً بعد هذا السهر الطويل؟ هل تحتاجين شيئاً؟لم تتمالك نفسها، تساقطت دموعها قائلة: بل هل تحتاج أنت شيئاً؟ أشعر أنك تفكر بقلق منذ أيام، هل تعاني شيئاً في عملك أو في البيت؟قال باسماً: لا يا عزيزتي، كل الأمور على ما يرام، فقط معدتي، والقرحة، تؤلمني سواء أتناول طعاماً خفيفاً أم ثقيلاً، يبدو أنني كبرت، بينما أنت ما شاء الله، تزدادين جمالاً.. فجأة فوجئت به يتقيأ بحراً من الدماء، ويسقط مغشياً عليه. صرخت، الهاتف، الدكتور، المستشفى، من المستشفي أكد الطبيب على ضرورة مراعاة انفعالات زوجي، وتجنيبه كل الضغوط ، ومزاولته لعمل سهل. عدنا إلى البيت بعد عدة أيام، كان زوجي شاحباً هزيلاً، كأنه خيال، يستند إلى كتفي، ويعتذر أنه أرهقني في ليالي المستشفى الطويلة، وظل يشكرني بعبارات تفيض حباً وحناناً، قائلاً: لست أدري ماذا كنت أفعل لو لم يرزقني الله بزوجة تحبني وتحنو عليّ مثلك، إنني أحبك أكثر من نفسي، لكني سأصبح عبئاً عليك؛ لأن صلاحية معدتي قد انتهت، وأصبحت في حالة يرثى لها، كان وجهي قد غمرته دموعي، وزوجي الطيب لا يلاحظ ذلك، بل هو مسترسل في تعبيره الرقيق لي عن امتنانه، لا يعرف أنه يقتلني بهذه الكلمات، لأنني كثيراً ما آلمته بالشك وبفقد الثقة وبالحدة والعنف. لكنه رجل رقيق بطبعه فلا يذكر حالياً، إلا حناني معه وهو مريض راقد بالمستشفى!آه يا قلبي القاسي، كم قسوت على هذا الرجل حتى أمرضته، وآه يا خيالي المريض الذي عاقب رجلاً بريئاً بذنب آخر. نام زوجي كطفل شاحب، وتسللت إلى مكتبه، أرى التقرير الأخير الذي لم يرسله لعمله بسبب مرضه الأخير. فوجئت بأن الورقة، كان زوجي يسجل فيها حساباته، فعرفت أنه مدين بمبلغ كبير لأحد الأصدقاء، ولم يخبرني. نعم هو المبلغ الذي اشترى به السيارة حينما طلبت منه ذلك، كان زوجي يسهر إذن مؤرقاً لهذا الدين الكبير، لم يخبرني؛ لأنه فقد الأمل في تعاوني معه، كم أنا قاسية حقاً لتجربة ضيعت الأمان من نفسي، يا للماضي الذي كاد يحطم حاضري.
في صباح اليوم التالي دخلت لزوجي وهو يتناول شاي الصباح، ووضعت أمامه كل مجوهراتي، وكل مدخراتي وكل حياتي،وفتحت له قلبي بكلمات الحب والحنان, وبكيت بين يديه عله ينسى

malikatou lwouroud
16-04-2008, 04:48 PM
مشكور عالقصّة كتيير حلوة وكمان قصة سالم رائعة كنت ناوية حطّا بسّ سبقتني ياللّه ان شاء اللّه يكون اللي قرأها أخذ العبر جزاكم اللّه خيرا

яiиda
16-04-2008, 05:51 PM
مشكورين اخ وسيم واخت malikatou lwouroud على القصص الحلوة.سلام

أبو رياض القلموني
16-04-2008, 11:25 PM
الله يبارك فيكن عهالأصص الحلوة ...
ذكرتوني بمغامراتي مع أم رياض...

wassim.h
17-04-2008, 04:41 PM
مشكور عالقصّة كتيير حلوة وكمان قصة سالم رائعة كنت ناوية حطّا بسّ سبقتني ياللّه ان شاء اللّه يكون اللي قرأها أخذ العبر جزاكم اللّه خيرا


والله هيدا من ذوءك أختي Malikatou lwouroud ...يلّا معليش سبأتك هالمرّة,:)
خلّيكي عم تتحفينا بقصصك الحلوة والمعبّرة...

malikatou lwouroud
17-04-2008, 05:23 PM
ان شاء اللّه مشكورين

ach
17-04-2008, 07:50 PM
قصة غاية الدقة تذرف لها الدموع برقة

يسأل الانسان نفسه حين ينتهي..... أهناك على الأرض مثل هذا الحب الهني ؟

الجواب نعم لكن....... ليس في كل الأماكن.

أبو رياض القلموني
23-04-2008, 11:51 AM
السلام عليكم

وينكن يا جماعة ... وين الأصص ...
شوأتونا للقصص الحلوة...

وينك يا ملكة الورود .. وين اختفيتي !!
يالله ..ناطرين أصصك الجديدة..

مايا
27-04-2008, 10:02 PM
مشكور يا اخ وسيم على هالقصة كتير حلوة ومؤثرة
ونحنا بانتظار القصص التالية:1 (32):

wassim.h
29-04-2008, 03:59 AM
مشكور يا اخ وسيم على هالقصة كتير حلوة ومؤثرة
ونحنا بانتظار القصص التالية:1 (32):

أهلين بأختي مايا والله هيدا من زوءك.....
يعطيكي العافيه...

wassim.h
29-04-2008, 04:51 AM
السلام عليكم

وينكن يا جماعة ... وين الأصص ...
شوأتونا للقصص الحلوة...

وينك يا ملكة الورود .. وين اختفيتي !!
يالله ..ناطرين أصصك الجديدة..



يلّا بيماءنو أختي ملكة الورود مانا عم تبيّن..... ءرولي هلقصة,, كتير رائعة....

wassim.h
29-04-2008, 05:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(انقل لكم هذه القصه كم حدثت وعلى لسان صاحبها مع تمنياتي لكم بقضاء احلىالاوقات في قرائتها)









سأنتُرُ بينًكُمْ أصدقَ معاني الْوفاء تجسَّدتْ بِقِصًّةِ حَبيبينْ
أبىَ القَدر إلا فِراقََهمْ
قال تعالى (وَبَشِرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينّ إِذأ أِصَابَِتْهـُمْ مُـصـِيـبَةً قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وّ إنَّا إِِلـيْهِ رَاجِعُـونْ )

الحُـبُّ أحد الأشياء التي لم تكترث"م"يوماً بها
لإقتناعها بأنَّ الحب الصادق الخالد رحل مع ناسهِ الأوفياءْ
ولـكـن
ذات يوم وعلى أعتاب * ريفييرا هوتيل * بمدينة باريس إلتقت نظراتها
بشاب وسيم كان يحمل بين يديه رواية (البؤساء)
ولشدة توقها للحصول عليها
وبلا شعورٍ تقدمت وسألته بلطف أن يُعطيها الرواية مُقابل شيك مفتوح القيمة
لم يستغلَّ الشاب إصرارها ولم يطلب مقابلاً بل
إشترط أن تقبلها هدية
في ذات الوقت تعده أن يتبادلا كُتُباً قيِّمة لا يملكها
قبلت " م " دون تردد
إختفت أياماً ليست قليلة أوهكذا ظن"س"ذلك الشاب الذي إنتظرها كثيراً
بعد حينٍ ،، قدمت له عدة رواياتٍ تملكها بتوقيعٍ مضمونهُ
&أتمنى أن تُشاركني شغف الأدب الفرنسي& الذي هو بالطبع تخصصها العلمي
إنتشى" س " فرحاً لثقتها فيه وإهتمامها الذي أبدته
وبعد عودته لمملكته مرت الأيام طويلةً في ديار الغربة حيث تحيا هي
أستمر شغفها بالقراءة وجمع الكتب
وحرِصَ هو على دوام علاقة ذات طابعٍ أخويٍّ ثقافيٍّ
شيئاً فشيئاً تزايد إعجابه بتلك الفاتنة الشغوفة بحب الأدب
ناهيكم عن تفكيرها الدائم فيه وغرابة الصدفة التي جمعتهما
: ولطالما تساءلت:
هل يُمكن أن يكون هذا الشخص هو من عاشت طِوال حياتها تختبيء من
ظِلالِ علاقةٍ تربطها بهِ ؟؟
ليس خوفاً من إنسانٍ معين بل لأنها لم تعتد على إستعمار الغرباءِ لخصوصيتها وقلبها
فلقد عاشت 19 عاماً بين 3 أشقاء ذكور
ولذلك لم تثق بأن ثمة شخص يُمكن أن يتفهم مشاعرها
ولن تلعب يوماً في سيرك الحياة العاطفية لتمنح من تُقابله شيئاً منها
وفي ليلة شتاءٍ باردة أقسى من برودة تلك المدينة صارحها بأنه
مفتونٌ بها من قمة رأسهِ إلى أخمص قدميه!!
رغم أن علاقتهما إنحصرت بإطار تبادل الكتب الأدبية ولكنها مشيئة الأقدار
وأنه يُقَدر فيها إلتزامها وحرصها على إبقاء مسافةً كبيرةً تفصل العواطف
عن لذَّةِ التمتع بإمتلاك الكتب الأدبية
* صُعِقَت مما سمعته*
رغم أنها إنتظرت سماع هذا الإعتراف
لأنه البرهان الوحيد الذي يُثبت مصداقيته
غَرِقَتْ بذهولٍ عميق لا تعلم معه كيف السبيل لإتخاذ قرارٍ لا تندمَ عليه بقيةُ حياتها
وفي قمة حيرة عاشتها ليالٍ طوال حزمت أمرها وكان ؛؛
ستعترف بأن إعجابها به تحول لحبٍّ لم تستطع مقاومة مده الجارف
وأنه أول شخصٍ تنجذبُ إليه
تملكتها جُرأة حين هتفت في أول إتصال تبادر به بأنها تُحبهُ حد الجنون!
ولا تدري سبب شعورها ذاك؟
غير أن كُلَّ ساعةٍ تمضي تزيدها حباً له
جمعهما الإخلاص والحب وتفانى كليهما بتقديم الولاء؛؛
وتقديم التضحيات بلا مقابل؛؛
ولم تكن المسافة الهائلة التي تفصلهما سبباً لفتور الحب؛؛
أو بعثرت الأشواق؛؛أو إنتقاص الوفاء؛؛
بل زادت قلبيهما تعلقاً وتفانياً
حرصت "م"أن تكون بمثابة نجمةٍ تُضيء طريقه ليستكمل تعليمه العالي
فكانت العين التي يقرأ بها؛؛والأذن التي يستمع بها؛؛
وشفاةً يتحدث بها؛؛وقلباً صادقاً يمده بالحب وبه يعيش
عاشا أربعة أعوامٍ مخمليةً من العشق،،
لم يُكدر صفوها
غير بُعدها عن دياره
فكم تمنوا أن يسمح القدر لهما بالإجتماع بحدودٍ واحدة
وفي كل مرةٍ كان"س"يشكي ألم البُعد والفراق
كانت تُصبره بأن مشيئة الله سوف تجمعهما يوماً؛؛
ولكنها لم تدرك بأن تلك المشيئة ستجمعهما ولكن
على فراش المرض؟!
فبينما هي بكل سعادةٍ تحزم حقائبها لتعود للوطن سقطت بإغماءة مُفاجئة
إستمرت أُسبوعاً كاملاً ظلت خلاله بسباتٍ عميق
أُسبوعاً كاملاً مر عليه في توتر وفوضى مزاجية لا يعلم أين هي؟؟
هل غادرت بإتجاه بلده؟؟
هل أصابها مكروه؟؟
أسئلة جنونية تدافعت بعقله المضطرب خوفاً وقلقاً
بعد أُسبوعٍ قضاهُ يهذي بكل ثانية فيه
أتاه صوتها؛؛لكن هذه المرة ضعيفاً واهناً
لم تستطع معه إخفاء ألمها!!فرح جداً أنها مازالت تنعم بالحياة,,
في حين سكب دموعاً حارقة على مرضها
حاول مواساتها والتخفيف عنها
وذكرها بأن حبهما سيمدها بالشجاعة الكافية
لتقهر الألم
حسرة عميقة عاشتها وهي تُخفي عنه حقيقة مرضها
في حين إعتقد بتماثلها للشفاء كما أوهمته
حتى لا يزداد عذابها بأنها تسببت له بالتعاسة
عانت أياماً كثيرة والألم ينهشها
سهرت ليالٍ أطول تشكو الأوجاع القاتلة
ساعات المرض الأليمة أفقدتها قدرة التحمل وأستسلمت له
وأصبحت طريحة الفراش لا تقوى حتى نطق الآه !
حاولت مراراً أن تقتل حبها’’حتى لاتعذبه إذا قتلها المرض
أدركت أن مرضها قاتل وأنها لن تعيش كثيراً
ولم تجرؤ على إخباره
ذات جنون :إستجمعت ما تبقى من شجاعتها
وذكرته بأن عهدها الذي قطعته نكثت به وأنها لم تعد تحبه؛؛
ولم تعد ترغب الإرتباط به أو الحياة معه؛!لأنها أحبت غيره!!
دُهِشَ من كلامها الغريب المتناقض’’وأستمع لها حتى النهاية
فهو متأكد بأنها تُخفي شيئا ًأقسى مما قالته
فحبها فناراً يُنير دربه فكيف له أن ينطفيء بسهولة؟؟
حاول تهدئتها وأخبرها حتى وإن تخلت عنه فهو لن يتركها
ليقينه أنها لم ولن تحب غيره
كيف لمن عاشت متفانيةً أربعة أعوامٍ لحبيبٍ بعيد
أن تحب غيره حتى لو إمتلك كنوز الأرض؟!
بكت بحرقةٍ أدمت أشلاء قلبها حين سمعته
بكت لأنها سوف تموت
بكت لأن حلمها الوحيد الذي عاشت لأجله سيتلاشى ولا تستطيع فعل شيء
إنتهت المكالمة وبدأ عذابهما يزداد
هي لم ولن تخبره بأنها ستموت
هو لم يصدق كلامها وأرتاب أحس ولأول مرةٍ أنها تخفي شيئاً حزيناً!!
عَمِلَ جاهداً ليسافر إليها ويعرف الحقيقة
وفي مدينتها إلتقى مصادفةً بصديقتها والتي حاولت تخفيف الأمر عليه
ورجته أن يكون صلباً شجاعاً ويساندها لتتجاوز مصيبتها؛!
إستفسر متعجباً’’ مالذي حدث ؟؟ ماذا ألَمَّ بها ؟؟
عَلِمَ بإصابتها بداءٍ عُضال ليس له شفاء إلا رحمة الله عز وجل
الآن فقط ..
أدرك سبب بُعدها وقسوتها وعنفها معه
هي لا تريده أن يعلم حقيقة مرضها؛!
هي تخاف عليه أكثر من أي شيء آخر؛!
قررت إبتلاع ألمها حتى لا يتألم هو؛!
قررت مصارعة دائها بعيداً عنه حتى لايشقى معها؛!
يـا إلهي ما أعظمها
فهي حاولت نكران ذاتها حتى لا يحزن
إزداد حباً ولهفةً لها’’وقام بزيارتها في المشفى
ذُهلت حين رأته؛ تعجبت كيف عَلِمَ رغمِ حرصها على الكتمان؟؟
أخبرها بهدوءٍ أنها إرادة الله التي تأبى إلا إجتماعهما.!
طلب من طبيبها تقريراً بحالتها؛وحين قرأه تزلزلت الأرض تحت قدميه
أدرك أن لا أمل لها بعد مشيئة الله إلا؛؛
إجراء جراحة دقيقة عاجلة
وفي حال نجاحها فقط تستمر بالتداوي لمدة عامان
هي الآن بحاجةٍ ماسةٍ لمتبرعٍ يقبل أن يضع حياته في كفه
إن وافق رفض كثيرون ومنهم أخوتها التبرع لها
رغم ضخامة الجائزة المالية التي رصدها والدها لمن يقبل
"س"دون تفكير وافق على التبرع
ولم يفعل طمعاً بالمكافأة بل لأنها كانت بالنسبة له الحياة
ولم يشأ رؤية حياته تضيع منه وهو ساكنٌ بلا حراك
رفضت إجراء الجراحة حتى لا يصاب بأذىً
وأصر هو حتى لو دفع حياته ثمناً لها
وأمام إصراره وافق والدها بإجراء الجراحة دون إستشارتها
ووعده بمكافأته حال خروجه من المشفى سليماً معافى ؛؛ لكنه ،،
طلب طلباً غريباً
(لا أريد نقودك أو أي ثمن باهظ آخر،
فقط أريدها هي لنكمل حياتنا سوياً )
أُصيب الوالد بذهول فمن يرفض مبلغاً طائلاً في ذات الوقت الذي يطلب مكافأته
مجرد الإقتران بتلك المريضة؟!
تنامى إعجاب الوالد بالشاب الذي لم يفكر بالمال
وصمم على مكافأته وأنه سيلبي له طلبه
إستعد"س" للجراحة ،، وكان يبتهل إلى الله أن يمن بالشفاء على حبيبته
تقرر فوراً توجههما لحجرة العمليات
وطلب رؤيتها؛؛وحين رآها لم يستطع منع دموعه؛؛قبَّل كفيها
وطلب منها أن تطلب الله تعالى أن يهديهما السعادة بأن يرد عافيتها
ولا يصاب هو بأذى ليجتمعا ويحققا حلماً عاشا لأجله
بكت"م"بأسى وطلبت منه التراجع,,فحياته لديها أثمن من حياتها
أجابها بخنوعٍ واضح:من توكل على الله فهو حسبه
وأنا توكلت عليه ولن أرتجي غيره؛؛
فقط إدعي الله عز وجل
إنتهى لقاؤهما وبدأت الجراحة ثمانية عشر ساعةً مرت
وهي تحت رحمة الله؛؛وبين أيدي ستة أطباءٍ متخصصين
شهرٌ كاملُ من الغيبوبة لا تشعر بما حولها
شهران إبتلعهما"س" كالجمر المتقد ينتظر خبراً يسعد قلبه
شهران مرت بثوانيها كأنها دهوراً أضاعت صبره
شهران أمضاها بالحضور يومياً ليطمئن عليها ويقف بجوارغرفتها
لعله يلمح إلتفاتةٍ منها
شاءت الأقدار أن ينقطع يومان عن زيارتها بسبب حمى أصابته
وحين عاود زيارتها أصيب بصدمةٍ أفقدته عقله التائه
توجه لغرفتها و لم يجد سوى سريراً فارغاً؟؟
ركض كالمجنون باحثاً عن طبيبها ليسأل عنها
قابله الطبيب بإبتسامة أطفأت ناراً إلتهبت بجوفه
أخبره تجاوزها مرحلة الخطر
أخذه لزيارتها
رآها وأصبح قريباً منها أخذها بين أحضانه
أحس أنه لايريد الإبتعاد عنها
إبتسمت له بتعبٍ واضح لم تكن قادرة على الكلام
لكن نظراتها أكدت أنه حبيبها الوحيد وأنها لن تعيش بدونه
تركها لتستريح وترك روحه بين يديها
أُضطر آسفاً للسفر وتركها تكمل دورة العلاج
وبصفة يومية كان يطمئن عليها
إلى أن أستطاعت الكلام,,فكانت المفاجأة’’قامت بالإتصال به
وأول كلمةٍ سمعها:أحبك يا
ولن أتخلى عنك وبإذن الله سوف نجتمع سوياً
وبعد عامان قصيران من عمر الزمن؛؛طويلان من عمريهما
تم عقد قرانهما وسط سعادتهما فقد بدأت أولى خطوات حلمهما بالتحقق
عاد إلى مملكته على وعدٍ بأنها ستلحق به قريباً
ليتما مراسم الزفاف
غمرت الفرحة دنياه وبدأ التجهيز والعمل بجد لتهيئة المنزل
الذي سيشهد تتويج حبهما
إقترب حلول عيد الفطر والذي كان موعدهما
سافر لرؤيتها قبل حلول العيد لأن رؤيتها كانت عنده عيداً يحتفل به
وكأن الأقدار تقف لسعادتهما بالمرصاد
هو لم يخبرها بقدومه،،
وهي لم تجده لتخبره بعودتها المبكرة لأرض الوطن
هـو سافر؛؛ وهي عادت!!
مضت ألأيام الخمس الأُول من العيد وكلاً منهم يبحث عن الآخر
حتى عاد؛؛عاتبته على عدم إخبارها بسفره
تنهد بحسرة بالغة على أنه لم يقضي ساعة العيد قربها
ووعدها بعد أن يرتاح قليلاً من عناء السفر سيزورها
أصرت هي أن شوقها له لا يُحتمل و تريد رؤيته اليوم وليس غداً
هـــو حاول الإعتذار؛؛ هــي أصرت على حضوره
أخبرها أنه قادم
إنتظرته يوماً كاملاً ولم يأتي
إتصلت بهاتفه الذ ي كان يرن ببرودة أحستها بأعماقها
هاتفت أخيه الأكبر لتسأل عنه
أخبرها أنه و إرضاءً لها وهو يعاني التعب والإرهاق سافر حتى يراها
وفي الطريق ؛؛ تعرض لحادث سيرٍ أرداه قتيلاً وأشلاءً متناثرة
أحست بدوارٍ لم تفق بعده إلا ووالدها يقف أمامها
سألته::
هل صحيح أنني فقدت روحي قبل إغماءتي؟
هل صحيح أن"س"إنتقل لجوار ربه’’وكنت سبباً ليلاقي حتفه؟
ذكرها والدها أنها إرادة الله ولا راد لقضائه وقدره
بكت و بكت و بكت و بكت
لم تحتمل فكرة أن من أهداها الأمل بالحياة رحل عنها قبل أن تهديه قربها
لم تحتمل فكرة تلاشي سبعة أعوامٍ من الحب
بلحظة إصرارٍ مقيتٍ منها برؤيته!!
لم تحتمل فكرة موته
لم تحتمل التفكير بأنها ستعيش من دونه؟!
وبكت وبكت ومازالت تبكي إنهيار حياتها
وبكت وبكت ومازالت تبكي ضياع روحها
وبكت وبكت ومازالت تبكي موت حبيبها
بوفاته إنتهت سعادتها
بوفاته إنتقلت "م" إلى رحمة لله تعالى ,فلم تحتمل كلَّ التعب والآلم زالحزن, وكان هذا مناها, فبعده ليس لها حياة 00000



رحمهم الله رحمةًً واسعةً وأسكنهم فسيح جناته وأنزلهم منزلة الصديقين والأنبياء والشهداء وغفر لهم خطاياهم

مايا
29-04-2008, 05:18 PM
شكرا اخ وسيم بصراحة ما بعرف شو بدي قول بس بصراحة قصصك روعة وبانتظار المزيد ان شاء الله تعالى

أبو رياض القلموني
29-04-2008, 07:14 PM
السلام عليك
أحب أن انقل لكم هذه القصة التي أبكتني عندما قرأتها ولكم الحكم..



هذه قصتي مع أسماء



تعودت كل ليلة أن امشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم اعود.. وفي خط سيري يوميا كنت اشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر.. كانت تلاحق فراشا اجتمع حول احدى انوار الاضاءة المعلقة في سور احد المنازل ... لفت انتباهي شكلها وملابسها .. فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءاً .. وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان .. كانت في البداية لا تلاحظ مروري .. ولكن مع مرور الايام .. اصبحت تنظر إلي ثم تبتسم ..
في احد الايام استوقفتها وسالتها عن اسمها فقالت اسماء .. فسألتها اين منزلكم .. فأشارت الى غرفة خشبية بجانب سور احد المنازل .. وقالت هذا هو عالمنا ، اعيش فيه مع امي واخي بدر.. وسالتها عن ابيها .. فقالت ابي كان يعمل سائقا في احدى الشركات الكبيرة .. ثم توفي في حادث مروري .. ثم انطلقت تجري عندما شاهدت اخيها بدر يخرج راكضا الى الشارع .. فمضيت في حال



سبيلي .. ويوما مع يوم .. كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها اطراف الحديث .. سالتها : ماذا تتمنين ؟ قالت كل صباح اخرج الى نهاية الشارع .. لاشاهد دخول الطالبات الى المدرسه .. اشاهدهم يدخلون الى هذا العالم الصغير .. مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ... ولااعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور .. امنيتي ان اصحو كل صباح .. لالبس زيهم .. واذهب وادخل مع هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءة والكتابة .. لااعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة .. قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبه .. وقد تكون عينيها .. لااعلم حتى الان السبب .. كنت كلما مررت مع هذا الشارع .. احضر لها شيئا معي .. حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل .. وقالت لي في إحدى المرات .. بأن خادمة تعمل في احد البيوت القريبة منهم قد علمتهاالخياطة والتطريز .. وطلبت مني ان احضر لها قماشا وادوات خياطه .. فاحضرت لها ما طلبت .. وطلبت مني في احد الايام طلبا غريبا .. قالت لي : اريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة احبك.. ؟



مباشرة جلست انا وهي على الارض .. وبدأت اخط لها على الرمل كلمة احبك .. على ضوء عمود انارة في الشارع .. كانت تراقبني وتبتسم .. وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة احبك .. حتى اجادت كتابتها بشكل رائع .. وفي ليلة غاب قمرها ... حضرت اليها .. وبعد ان تجاذبنا اطراف الحديث .. قالت لي اغمض عينيك .. ولااعلم لماذا اصرت على ذلك .. فأغمضت عيني .. وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضه .. وتختفي داخل الغرفة الخشبيه .. وفي الغد حصل لي ظرف طاريء استوجب سفري خارج المدينة لاسبوعين متواصلين .. لم استطع ان اودعها .. فرحلت وكنت اعلم انها تنتظرني كل ليله .. وعند عودتي .. لم اشتاق لشي في مدينتي .. اكثر من شوقي لاسماء .. في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لا يضيء.. كان الشارع هادئا .. احسست بشي غريب .. انتظرت كثيرا فلم تحضر .. فعدت ادراجي ..



وهكذا لمدة خمسة ايام .. كنت احضر كل ليلة فلا أجدها .. عندها صممت على زيارة امها لسؤالها عنها .. فقد تكون مريضه .. استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية .. طرقت الباب على استحياء.. فخرج بدر .. ثم خرجت امه من بعده .. وقالت عندما شاهدتني .. يا إلهي .. لقد حضرت .. وقد وصفتك كما انت تماما .. ثم اجهشت في البكاء .. علمت حينها ان شيئا قد حصل .. ولكني لااعلم ما هو؟؟؟؟



عندما هدأت الام سالتها ماذا حصل؟؟ اجيبيني ارجوك .. قالت لي : لقد ماتت اسماء .. وقبل وفاتها .. قالت لي سيحضر احدهم للسؤال عني فاعطيه هذا وعندما سالتها من يكون ..قالت اعلم انه سياتي .. سياتي لا محالة ليسأل عني؟؟ اعطيه هذه القطعه .. فسالت امها ماذا حصل؟؟ فقالت لي توفيت اسماء .. في احدى الليالي احست ابنتي بحرارة واعياء شديدين .. فخرجت بها الى احد المستوصفات الخاصة القريبه .. فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه .. فتركتهم وذهبت الى احد المستشفيات العامة .. وكانت حالتها تزداد سوءا..فرفضوا ادخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى .. فعدت الى المنزل .. لكي اضع لها الكمادات .. ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي .. ثم اجهشت في بكاء مرير .. لقد ماتت .. ماتت أسماء ..



لااعلم لماذا خانتني دموعي .. نعم لقد خانتني .. لاني لم استطع البكاء .. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها .. لااعلم كيف اصف شعوري .. لااستطيع وصفه لا أستطيع .. خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم اعد الى مسكني ... بل اخذت اذرع الشارع .. فجأة تذكرت الشي الذي اعطتني اياه ام أسماء ..



فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعه .. وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك .. وامتزجت بقطرات دم متخثره ... يالهي .. لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمه .. وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها في اخر لقاء .. كانت اصابعها تعاني من وخز الابره التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز .. كانت اصدق كلمة حب في حياتي .. لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها .. كانت تلك الليلة هي اخر ليلة لي في ذلك الشارع .. فلم ارغب في العودة اليه مرة اخرى.. فهو كما يحمل ذكريات جميله .. يحمل ذكرى الم وحزن .. يحمل ذكرى اسمـــــــــــاء احتفظت بقطعة القماش معي .. وكنت احملها معي في كل مكان اذهب اليه .. وبعدها بشهر .. واثناء تواجدي في احدى الدول .. وعند ركوبي لاحد المراكب في البحر الابيض المتوسط .. اخرجت قطعة القماش من جيبي..



وقررت ان ارميها في البحر .. لا أعلم لماذا ؟؟ ولكن لانها تحمل اقسى ذكرى في حياتي .. وقبل غروب الشمس .. امتزجت دموعي بدم أسماء بكلمة أحبك .. ورفعت يدي عاليا .. ورميتها في البحر .. واخذت ارقبها وهي تختفي عن نظري شيئا فشيئا .. ودموعي تسالني لماذا ؟؟ ولكنني كنت لا أملك جوابا ؟؟ أسماء سامحيني .. فلم أعد أحتمل الذكرى ؟؟ اسماء سامحيني .. فقد حملتني اكبر مما اتحمل؟؟ اسماء سامحيني فأنا لااستحق الكلمات التي نقشتيها .. أسماء سامحيني...


منقولللللللللللل

wassim.h
29-04-2008, 10:17 PM
100 عوافه لأخي أبو رياض القلموني......قصّة كتير حلوة ....يا زلمه كنت بدّي حطّا بس ءلت تءيلة حطّ قصتين مع بعضن....يلا بسيطة!!!الله يبارك فيك

Arsenic
30-04-2008, 04:21 PM
عنجد ؤصص كتير حلوة بس ملي مروة ءءريون كلن
بس اكتر ؤصة عجبتني اول ؤصة (قصة حب تبكي)...