المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصةرائعة حقا" وبتبكّي اقرؤها ستعجبكم



malikatou lwouroud
27-03-2008, 09:39 PM
مأساة سارة


الدموع وحدها لا تكفي , والموت آلف مرة لا تعادل آهة واحدة تخرج من جوفيالمجروح وفؤادي المكلوم ..أنا الآن عرفت أن السعيد من وعظ بغيره ، والشقي منوعظ بنفسه.. ولله دره من قال هذا المثل ما أ صدقه , ولله دره ما أحكمه..
إنه الألم.. إنها الندامة على كل لحظات الحياة , كلما بدأ يوم جديد بدأت معاناتيفي كللحظة بل كل غمضةعين تحرق في قلبي كل شيء..
لاأدري أأكمل القصة أم أتوقف..والله إن القلم ليستحي مما أريد أن أكتب , وإصبغييردني ألف مرة ويريد أن يمنعني ولكن سأكتب قصتي
أنا شاب ميسور الحال من أسرة كتب الله لها الستر والرزق الطيبوالمبارك
منذ أن نشأنا ونحن نعيش سوياً يجمعنا بيت كله سعادة وأنس ومحبة..فيالبيت أمي وأبي وأم أبي ( جدتي ) لي أخت اسمها سارة تكبرني بسنة واحدة.فأنارب البيت الثاني بعد أبي والكل يعول عليَّ كثيراً .تابعت دراستي حتى وصلت للثانيثانوي وأختي سارة في الثالث الثانوي وبقية أخوتي في طريقنا وعلى دربنا يسيرون.
أنا كنت أتمنى أن أكون مهندساً ، وأمي كانت تعارض وتقول بل طياراً ، وأبى في صفي يريد أن أكونجامعياً في أي تخصص , وأختي سارة تريد أن تكون مدّرسة لتعلم الأجيال الدين والآداب ....ولكن يا للأحلام ويا للأمنيات ، كم من شخص انقطعت حياته قبل إتمام حلمه ، وكم منشخص عجز عن تحقيق حلمة لظروفه ، وكم من شخص حقق أحلامه ..ولكن أن يكون كما كنا لا أحدمثلنا انقطعتأحلامنا بما لا يصدق ولا يتخيله عاقل ولا مجنون ولا يخطر على بالبشر.
تعرفت في مدرستي على أصحاب كالعسل وكلامهم كالعسل ومعاملتهم كالعسل بلوأحلى..لاحظ أبى أن طلعاتي كثرت وعدم اهتمامي بالبيت قد زاد فلامنيولامتني أمي ..وأختي سارة كانت تدافع عني لأنها كانت تحبني كثيراً وتخاف علي من ضربأبى القاسي إذا ضرب وإذا غضبواستمرت أيام العطلة ولياليها التي لو كنت أعلم ماستنتهي به لقتلت نفسيبل قطعت جسدي قطعة قطعة ولا مضيت فيها ولكن إرادةالله.
كنا أنا وأصحابي في ملحق لمنزل أحد الشلة وقد دعانا لمشاهدة الفيديو وللعبسويا فجلسنا من المغربحتى الساعة الحادية عشر ليلاً وهو موعد عودتي للبيت فيتلك الأيام ، ولكنطالبني صاحب البيت بالجلوس لنصف ساعة ومن ثم نذهب كلنا إلىبيوتنا، أتدرون ما هو ثمن تلك النصف ساعة !!. إنه كان عمري لا إنه كان عمري وعمر أبى وعمر أمي وعائلتي كلها .نعم..كلهم.
كانت تلك النصف ساعة ثمناً لحياتنا وثمناً لنقلنا من السعادة إلى الشقاءالأبدي، بل تلك النصف ساعة مهدت لنقلي إلى نار تلظى لا يصلاها إلاالأشقى.
أتأسف لكم لأنني خرجت من القصة...تبرع أحد الأصحاب بإعداد إبريق منالشاي لنا حتى نقطع به الوقت , فأتى بالشاي وشربنا منه ونحن نتحادث ونتسلى ونتمازحبكل ماتعنية البراءة والطهر وصفاء النوايا من كلمة..ولكن بعد ما شربنا بقليلأصبحنا نتمايل ونتضاحك ونتقيأ بكل شكل ولون , كلنا نعم كلنا.... ولا أدري بما حدث حتى أيقظنا أول من تيقظ منا , فقام صاحب المنزل ولامنا وعاتبنا على ما فعلنا فقمناونحن لا ندري ما حدث ، ولماذا وكيف حدث ؟ فعاتبنا من أعد الشاي فقال إنها مزحة . فتنظفنا ونظفنا المكان وخرجنا إلى منازلنا , فدخلت بيتنا مع زقزقةالعصافير والناس نيام إلا أختي سارة التي أخذتني لغرفتها ونصحتني وهددتني بأنهاستكون أخر مرة أتأخر فيها عن المنزل ، فوعدتها بذلك، ولم تعلم المسكينة أن المهددةهي حياتها قبل حياتي , ليتها ما سامحتني .. ليتها ضربتني بل وقتلتني وماسامحتني....... يا رب ليتها ما سامحتني سامحها الله ليتها ما سامحتني..اعذروني لاأستطيع أن أواصل..
فاجتمعنا بعد أيام عند أحد الأصحاب وبدأنا نطلبإعادة تلك المزحة لأننا أحببناها وعشقناها ، فقال لنا صاحبنا إنها تباع بسعرلايستطيعه لوحده ، فعملنا جمعية فاشترينا بعددنا كبسولات صاحبنا..أظنكم عرفتم ماهي..إنها المخدرات .. إنها مزحة بحبة مخدرات ونحن لا ندري , دفعنا بعضنا إلى التهلكةبمزحةوضحكة وحبة من المخدرات.
فاتفقنا على عمل دورية كل أسبوعين على واحد مناوالحبوب نشتريها بالجمعية ، فمرت الأيام وتدهورت في المدرسة , فنقلني أبى إلى مدرسةأهلية لعلي أفلح وأخرج من الثانوي فقد تبخرت أحلاميوأحلامه وأحلام أميبالطيران.... فمرت الأيام ونحن في دوريتنا واجتماعنا الخبيث ولا أحديعلم ولا أحد يحس بما يجري .لقد أصبحت لا أطيق البعد عنها ولا عن أصحابي ، فجاءتنتائج نهاية العام مخيبة لكل أهلي، ولكن خفف علينا أن سارة نجحت وتخرجت بتقدير عالي ..مبروك يا سارة قلتها بكل إخلاص على الرغم مما قد كان أصابني.قلتهاوأنا لأول مره وكانت آخر مرة أحس فيها بفرح من أعماقي.
ماذا تريدين أنأشتري لك يا سارة بمناسبة نجاحك؟.أتدرون ما قالت ! كأنها حضرتنا أنا وأصحابي، كأنها عرفت حالنا : أريدك أن تنتبه لنفسك يا أخي ، فأنت سندي بعد الله_ لا أستطيعالمواصلة _ ..
لقد قالتها في ذلك اليوم مجرد كلمات لاتعلم هي أنها ستكون فيبقية حياتي
أشد من الطعنات ، ليتها ما قالتها ، وليتني ما سألتها، أي سند وعزوة ياسارة ترجين ..أي سند وأي عزوة يا سارة تريدين.حسبي الله ونعم الوكيل حسبي اللهحسبي الله حسبي الله ونعم الوكيل.
دخلت سارة معهد للمعلمات وجدت واجتهدت , وأنامن رسوب إلى رسوب، ومن ضلال وظلام إلى ضلال وظلام، ومن سيئ إلى أسوا ، ولكن أهليلا يعلمونونحن في زيادة في الغي حتى إننا لا نستطيع أن نستغني عن الحبة فوقيومين، فقال لنا صديق ؛ بل عدو رجيم ؛ بل شيطان رجيم؛
هناك ما هو أغلى أحلى وأطولمدة وسعادة فبحثنا عنه ووجدناه ، فدفعنا فيه المال الكثير وكل ذاكمن جيوب آباءناالذين لا نعلم هل هم مشاركون في ضياعنا آم لا وهل عليهم وزر وذنب أو لا.
وذاتمره و أنا عائد للبيت أحست سارة بوضعي وشكت في أمري وتركتني أنام وجاءالصباح،فجاءتني في غرفتي ونصحتني وهددتني بكشف أمري إن لم أخبرهابالحقيقة، فدخلت أمي علينا وقطعت النقاش بيننا وليتها ما دخلت ، بل ليتها ماتت قبل أن تدخل ، بل، ليتها ما كانت على الوجود لأعترف لأختي لعلها أن تساعدني، فأرسلتنيأمي في أغراض لها، فذهبت وأصبحت أتهرب عن أختي خوفاً منها على ما كتمته لأكثر منسنة أن ينكشف ، وقابلت أحد أصدقائي فذهبنا سوياً إلى بيت صديق آخر , فأخذنا نصيبنامن الإثم
فأخبرتهم بما حدث، فخفنا من الفضيحة وكلام الناس، ففكرنا ، بل فكرواشياطيننا، وقال أحدهم لي لدي الحل ولكن أريد رجلاً وليس أي كلام..أتدرون ما هوالحل!.أتدرون!والله لو أسال الشيطان ما هو الحل لما خطرت على بالهلحظةأتدرون ما قال ! أتدرون كيف فكر!.لا أحد يتوقع ماذا قال!أقال نقتلهاليته قالها، بل قال أعظم..أقال نقطع لسانها ونفقأ عيونها ، لا بل قالأعظم..أقال نحرقها ، لا بل قال أعظم..أتدرون ماذا قال!.حسبي الله ونعم الوكيلحسبي الله على الظالمين.حسبي الله على أهل المخدرات جميعاً وعلىمهربيها وعلى مروجيها وعلى شاربيها.حسبي الله على صاحبي ذاك.حسبي الله علىنفسي الملعونة .حسبي الله ونعم الوكيل.
لقد قال فصل الله عظامه وأعمى بصره و أفقده عقله ولا وفقه الله في الدنيا ولا في الآخرة. اللهم لاتقبل توبته . إنه شيطان. إنه السبب في كل ما بي وأنت تعلم.اللهم اقبضه قبل أن يتوب ، وعاقبة في الدنيا قبلالآخرة.
أتدرون ماذا قال!، لقد قال المنكر والظلم والبغي والعدوان .لقد قال: أفضل طريقة نخليها في صفنا ( جعله الله في صف فرعون وهامان يوم القيامة ( نضع لها حبة وتصير تحت يدينا ولا تقدر أن تفضحنا أبداً ، فرفضت..إنها سارة العفيفة الشريفةالحبيبة الحنونة..إنها سارة أختي، ولكن وسوسوا لي وقالوا هي لن تخسر شيء ، أنتتحضر لها في بيتكم وهي معززة مكرمة، وحبوباً فقط وأنت تعرف أنها لا تأثر ذاكالتأثير، وتحت تأثير المخدر وتحت ضغوط شياطينهم وشيطاني وافقت ورتبت معهم كلشيء.
رحت للبيت وقابلتني وطالبتني وقلت لها اصنعي شاياًَ وأنا أعترف لك بكل
شيء ، فراحتالمسكينة من عندي وكلها أمل في أن تحل مشكلتي ، وأنا في رأسي ألف شيطان وهمي هدمحياتها كلها، أحضرت الشاي ، وقلت صبي لي ولك فصبت ، ثم قلت لها أحضري كأس ماء لي، فراحت، وحين خرجت من الغرفة أقسم بالله من غير شعور نزلت من ي دمعة..ما أدري دمعةألم على مستقبلها، أم هي روحي التي خرجت من عيني ، أم هو ضميري،
أم دمعةفرح بأني أوفيت لأصحابي بالوعد وأني حفظت السر للأبد.
وضعت في كأسها حبة كاملة، وجاءت وهي تبتسم وأنا أراها أمامي كالحمل الصغيرالذي دخل في غابة الذئاب بكلنية طيبة وصافية.
رأت دموعي فصارت تمسحها وتقول الرجال ما يبكي وتحاول تواسينيتظنني نادماً ، وما درتأني أبكي عليها وليس على نفسي ،أبكي على مستقبلها ،على ضحكتها، على عيونها ، على قلبها الأبيض الطاهر، والشيطان في نفسي يقول : اصبر فلن يضرها ، غداً تتداوى أنت وهي, كما أنها يجب أن تعرف معاناتك
وتعيشها ، فهي لن تقدرها وتعذرك إلا إذاجربتها.
وراح يزين لي السوء والفسق والفساد_ حسبي الله عليه_ فقلت : دعينا نشرب الشاي إلى أن أهدأ ثم نتحدث.فشربت ويا ليتها ما شربت !.ويا ليتها ما صنعت الشاي!.ولكنجلست أجرها في الحديثحتى بدأت تغيب عن الوعي ، فصرت أبكي مرة وأضحك مرة ، لا أدري ماأصابني ؟! أضحك وأبكي ودموعي على خدي , وبدأ إبليس يوسوس لي أنني سأنكشف , وسيعلم أبواي إذا رأوا أختي بهذه الحالة .ففكرت في الهروب.
هربت إلى أصحابي وبشرتهم بالمصيبة التي فعلتها ، فباركوا لي وقالوا : ما يفعلها إلا الرجل ، الآن أنت زعيم شلتنا وأميرها ، ونحن بإمرتك . ونمناتلك الليلة . وعند الظهر بدأت أسال نفسي : ما ذا فعلت ؟ وماذا اقترفتيداي؟ فصاروا أصحابي يسلونني ويقولون نحن أول الناس معك في علاجها ، والمسألة بسيطة مادامتحبوباً فقط .وأهم شيء أنَّ سرنا في بئر .
وبعد يومين بدأ أبي يسأل عني بعد انقطاعي عنهم , فأرسلت أصحابي ليستكشفوا الوضع في البيت لأني خائف من أختي وعليها .فعادوا وطمأنوني أنكل شيء على ما يرام ولم يحصل أي شيء يريب .
فرحت للبيت وأنا مستعد للضرب والشتم والملام الذيلم يعد يجدي معي
فضربني أبي ولامتني أمي وأختي .
وبعد أيام جاءتني أختيوسألتني عن شيء وضعته لها في الشاي أعجبها وتريد منه . فرفضت فصارت تتوسل إليّ وتُقبّلقدمي تماماً كما أفعل مع أصحابي يوم أطلبهممنهم ، فرحمتها وأعطيتها . وتكرر هذا مراتكثيرة وبدأت أحوالها الدراسية تتدهور إلى أن تركت الدراسة بلا سبب واضح لأهلي الذين صبرواأنفسهم بأن البنت ليس لها في النهاية إلا بيتها . فتحولت الآمال إلى أخي الأصغر.ومرة ، وما أبشعها من مرة نفذت المخدرات من عندي فطلبتها من أحد أصحابي ، فرفض إلاإذا..أتدرون ما كان شرطه؟حسبي الله عليه وعلى إبليس حسبيالله عليه.شرطه أختي سارة ، يريد أن يزني بها. فرفضت وتشاجرت معه , وأصحابناالحاضرون يحاولون الإصلاح ويقولولي : ما فيها شيء ، ومرة لن تضر ، واسألها إذا هي موافقةما يضرك أنت ؟ لن تخسر شيئاً . صاروا معه ضدي . كلهم معه.وقلت له : أنت أول من كانيقول لي: أنا معك في طلب دوائها وعلاجها ، واليوم تطلب هذا ! واأسفاً على الصداقة.فقال ملء فمه: أية صداقة وأي علاج يا شيخ ؟ أنسَ ، أنسَ ، أنسَ . فتخاصمنا وقاطعتالشلة. وطالت الأيام وصبرت أنا ، وأختي بدأت تطلب المخدر ، وأنا ليس عندي وليس لي طريق سواهم. وبدأت حالة أختي تسوء ، وراحت تطالبني لو بكسرة حبة , فوسوس لي الشيطان أن أسألهاإذا وافقت مما نخسر شيئاًولن يدري أحد ، أنت وهي وصاحبك فقط . وخذ منه وعداً بألا يخبر أحداً وأن يبقى الأمر سراً بيننا .فصارحتها قائلاً : الذي عنده الحبوب يريدك أن يقابلك ويفعل بكثميعطينا كل ما نرد بدون مال ، بل ويعطينا مؤونة منه ولن نحتاج لأحد أبداً .فقالت على الفور : موافقة ، هيا بنا نذهب إليه . فخططنا أنا وأختي للخروج من البيت ، وفعلاً ذهبنا إليه وأخذت أختي إلى صاحبي وجلسنا فيشقته، وطلب مني أقضي مشواراً إلى أن ينتهي ، فرحت، وجئتهم بعد ساعة وإذا بأختي شبه عارية فيشقة صاحبي وأنا مغلوب على أمري ذاهل عن حالي أريد لو ريح هروين ، فجلسنا سوياً أنا وصاحبيوأختي من الظهر إلى بعد العشاء في جلسة سمر وشرب وعهر. يا ويلي من ربي ..يا ويليمن ربي ..ويلي من النار .أنا من أهلها آنا من أهلها. ليتني أموت يا رب موتني يا ربموتني .أنا حيوان ما أستاهل أن أعيش لو لحظة، فرجعنا أنا وأختي للبيت ولا كأن شيئاً صار , فصرت أقول لأختي هذه أول وآخر مرة ، وإذا صاحبي النجس أعطى أختي مواعيد وأرقامهالخاصة إذا أرادت فالأمر لا يحتاج وجوديوأنا ما دريت .
ومرت الأيام وأنا أرى أختي تخرج علىغير عادتها ، في البداية مع أختي الصغيرة بأي عذر للسوق وللمستشفى حتى إنها طلبت أن تسجل مرة ثانية بالمعهد، فحاول أبي المسكين بكل ما يملك وبكل من يعرف كييرجعها من جديد، وفرحت العائلة من جديد بعودتها للدراسة واهتمامها بها، ومرة وأنا عند أحد أصحابي قال : قوموا بنا نذهب إلى أحد أصحابنا ، ورحنا له ويا للمصيبة لقيتأختيعنده وبين أحضانه ، وانفجرت من الزعل فقامت أختي وقالت : مالك أنت ؟! إنها حياتي وأناحرةفأخذني صاحبي معه وأعطاني السم الهاري الذي ينسي الإنسان أعز وكل مايملكويجعله في نظره أبخس الأشياء وأرذلها، فرجعنا لصاحبنا وأنا متجرد من إنسانيتي ولعبوا مع أختي وأنا بينهم كالبهيمة بل أسوأ.ومع العصر رجعنا للبيت وأنا لا أدري ما أفعل فالعار جاء والمال والشرف ذهبا والمستقبل ذهب والعقل ذهب .كل شيء بالتأكيد ذهب، ومرت الأيام وأنا أبكي إذاصحوت وأضحك إذا سكرت.. حياة بهيمة بل أردى ..حياة رخيصة سافلة نجسة..
ومرة من المرات المشؤومة وكل حياتي مشؤومة . وفي إحدى الصباحات السوداء عند التاسعةإذابالشرطة تتصل على أبى في العمل ويقولون احضر فوراً.
فحضر فكانت الطامة التي لميتحملها ومات بعدها بأيام وأمي فقدت نطقها منها، أتدرون ما هي! أتدرون!! لقدكانت أختي برفقة شاب في منطقة استراحات خارج المدينة وهم في حالة سكر وحصل لهماحادث وتوفي الاثنان فوراً.
يالها من مصيبة تنطق الحجر ، وتبكي الصخر. يا لها مننهاية يا سارة لم تكتبيها ، ولم تختاريها ، ولم تتمنينها أبداً.. سارة الطاهرة أصبحتعاهرة، سارة الشريفة أصبحت زانية مومس، سارة الطيبة المؤمنة أصبحتداعرة. يالله ماذا فعلت أنا بأختي ، ألهذا الدرب أوصلتها ؟إلى نار جهنم دفعتهابيدي إلى اللعنة . أوصلتها أنا إلى السمعة السيئة.. يا رب ماذا أفعل؟ اللهم إنيأدعوك أن تأخذني وتعاقبني بدلاً عنها ، يا رب إنك تعلم أنها مظلومةوأنا الذيظلمتها وأنا الذي حرفتها وهي لم تكن تعلم.كانت تريد إصلاحي فأفسدتها ..لعن اللهالمخدرات وطريقها وأهلها.
أبى مات بعد أيام ، وأمي لم تنطق بعد ذلك اليوم ، وأنالازلت في طريقي الأسود، وإخواني على شفا حفرة من الضياع والهلاك.. لعن اللهالمخدرات وأهلها ، وبعدها بفترةفكرت أن أتوب ، ولم أستطع الصبر ، فاستأذنت من أمي في السفر إلى الخارجبحجة النزهة لمدة قد تطول أشهراً بحجة أني أريدالنسيان،
فذهبت إلى مستشفى الأمل بعد أن هدمت حياتي ، وحياة أسرتي ، وحياة أختيسارة.
رحمك الله يا سارة ، رحمك الله ، اللهم اغفر لها إنها مغلوبة ، اللهم ارحمها إنهامسكينة ، وعاقبني بدلاً عنها يا رب ، فعزمت على العلاج ، ولما سألوني عن التعاطي زعمت أنهمن الخارج ، وأن تعاطي المخدرات كان في أسفاري ، وبعد عدة أشهر تعالجت مما كانأصابني من المخدرات، ولكن بعد ماذا ! بعد ما قطعت كل حبل يضمن لنا حياة هانيةسعيدة.
عدت وإذا بأهلي يعيشون على ما يقدمه الناس لهم، لقد باعت أمي منزلنا، واستأجرت آخرمن بعد الفيلا الديلوكس إلى شقة فيها ثلاث غرف ونحن ثمانية أفراد، من بعد العز والنعيمورغد العيش إلى الحصير ومسألة الناس ،
لا علم لدي ولا عمل، وإخواني أصغر مني ونصفهم ترك الدراسة لعدم كفاية المصاريف، فأهلي إن ذكر اسم أختيسارة لعنوها وسبوها وجرحوها لأنها السبب في كل ما حصلودعوا عليها بالناروالثبور وقلبي يتقطع عليها لأنها مظلومة ، وعلى أهلي لانهم لا يعلمونولا أستطيعأن ابلغ عن أصحاب الشر والسوء الذين هدموا حياتي وحياة أختي لأني إذابلغتسأزيد جروح أهلي التي لم تندمل بعد على أختي وأبى وأمي وسمعتنا وعزناوشرفنا، لانهم سيعلمون أني السبب وستزيد جراحهم ، وسيورطني أصحاب السوء إن بلغتعنهم معهمفأنا في حيرة من أمري. إني أبكي في كل وقت ولا أحد يحس بي وأنا أرىأن المفروض أن أرجم بالحجارةولا يكفي ذلك ولا يكفر ما فعلت وما سببت.
انظروايا أخواني ماذا فعلت أنا.. إنها المخدرات ، ونزوات الشيطان ،
إنها المخدرات ..إنها أمالخبائث .. إنها الشر المستطير ..كم أفسدت من بيوت ؟وكم شردت من بشر ؟ وكم فرقت منأسر؟ لا تضحكوا يا إخواني ولا تعجبوا وقولوا اللهم لا شماتة.يا أخواني اعتبروا وانشروا قصتي على من تعرفون لعل الله أن يهدي بقصتيلو شخص واحد أكفر به عنخطئي العظيم الذي أعتقد أنه لن يُغفر.
أرجوكم أن تدعوا لأختي سارة في ليلكمونهاركم ولا تدعوا لي لعل الله أن يرحمها بدعواتكملأنه لن يقبل مني ، وأنا من فعلبها كل ما حدث لها .
اللهم ارحم سارة ، اللهم ارحمها واغفرلها،

منقول : أحمد سالم بادويلان

المحروم
28-03-2008, 10:16 AM
بارك الله بك أختي الكريمه بس ليش مابتنقلي لنا إلا القصص المبكيه

malikatou lwouroud
28-03-2008, 06:21 PM
واللّه أنا القصص للّي بتأثر فيني بحبّ أنأل لكم ياها وهدي وحدة منهم ان شاء اللّه تكون عجبتكن

المحروم
29-03-2008, 01:07 AM
بارك الله بك كتير مؤثره

wassim.h
07-04-2008, 11:57 PM
اللهم ارحم سارة ، اللهم ارحمها واغفرلها، اللهم ارحم سارة ، اللهم ارحمها واغفرلها،

....الله يسامحك صرتي مبكيتيني مرتين :((عقصه حب بتبكي و عهالقصه)....بس عن جد رائعه...مؤثره جداً...الله يبارك فيكي ...... والله لا يديءنا......و ان شاء الله ما بتصير مع حدا.....

السجين
08-04-2008, 12:06 AM
عنجد القصة كتييييييير حلوة و مؤثرة ..مشكورة كتير أختي

wassim.h
09-04-2008, 11:37 PM
بس الله يرضى عليكي أختي Malikatou lwouroud اذا فيكي تكبري خطك شوي او تغيري الخط المره الجايه اذا مفيا ازعاج يعني ........والله يبارك فيكي عكل حال...سلام

أبو الحسين
10-04-2008, 12:37 AM
هالقصة مؤثرة عنجد ..مشكورة كتير أختي malikatou lwouroud

nana
10-04-2008, 09:31 AM
شكرا إلك بس بتمنى المرة الجاي تكون قصه مفرحه لان يعني شي بيزعج بس نسمع هيك قصص

malikatou lwouroud
15-04-2008, 10:05 PM
ان شاء اللّه منكبّر الخط المرة الجاية وشاركت بقصص محرجة ومضحكة يمكن ما قرأتون مشكورين

محمد
15-04-2008, 10:40 PM
والله كنت رح إبكي ........
عنجد شي محزن................
معقول هلأد الموضوع كبير ............
أنا دموعي انهمرت لمن عرفت أنه ما رح إإدر إقرأ الموضوع إلا بالصيف لمن بيكون النهار طويل...........


ههههههههههه:):):):)

wassim.h
16-04-2008, 12:35 AM
شكرا إلك بس بتمنى المرة الجاي تكون قصه مفرحه لان يعني شي بيزعج بس نسمع هيك قصص


والله يا أخت ناره صحيح إنّو لمّا بءرا هالقصص بزعل و ببكي بس بنفس الوقت برضى وبرتاح وبحمد ربّي عالّي عاطيني ياه....وهالقصص فيون اهمّ العِبَر...متل قصّة مأساة سارة الّي ان شاء الله ما تصير مع حدن.....,وفي موضوع من هالنوع اسمو : (كما تدين تدان..قصة مؤثرة جداّ جداً جداً...اقرؤها!!!) ..كتير حلو

wassim.h
01-05-2008, 05:02 AM
استقيظت مبكرة كعادتي .. بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتي ، صغيرتي ريم كذلك ، اعتادت على الاستيقاظ مبكرا ..
كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي وأوراقي..
* ماما ماذا تكتبين ؟
* اكتب رسالة إلى الله .
* هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟
* لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب أن يقرأها أحد.
خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك .. فرفضي لها كان باستمرار..
مر على الموضوع عدة أسابيع , ذهبت إلى غرفة ريم و لأول مرة ترتبك ريم لدخولي ... يا ترى لماذا هي مرتبكة؟
* ريم .. ماذا تكتبين ؟
* زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما ، إنها أوراقي الخاصة..
ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه؟!!
* اكتب رسائل إلى الله كما تفعلين..
قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟
* طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..
لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت إلى زوجي المقعد "راشد" كي اقرأ له الجرائد كالعادة ، كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ راشد شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول إقناعي بأن اجلب له ممرضة .. كي تخفف علي هذا العبء..
يا إلهي لم أترد أن يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي أنا وابنته ريم .. واليوم يحسبني سأحزن من أجل ذلك .. وأوضحت له سبب حزني وشرودي...

ذهبت ريم إلى المدرسة ، وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة.
> وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف ، تناسيت أن ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها أن الطبيب أكد لي أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع ، انهارت ريم ، وظلت تبكي وتردد:
* لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟
* ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب أن تتحلي بالشجاعة ، ولا تنسي رحمة الله ، انه القادر على كل شئ .. فأنت ابنته الكبيرة والوحيدة .. أنصتت ريم إلى أمها ونسيت حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت :
* لن يموت أبي .
في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي .. فغمره حزن شديد فحاول اخفاءة وقال:
* إن شاء الله سيأتي يوما واوصلك فيه يا ريم.. وهو واثق أن أعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..
أوصلت ريم إلى المدرسة , وعندما عدت إلى البيت ، غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم أجد أي شئ .. وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى أين هي ؟!!
ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟
ربما يكون هنا .. لطالما أحبت ريم هذا الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه وأعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة ... وكلها إلى الله!
* يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني!!
* يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها هن قططها التي ماتت !!!
* يا رب ... ينجح ابن خالتي , لاني احبه !!!
* يا رب ... تكبر أزهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها معلمتي!!!
والكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة...
من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها :
* يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها أرهقت أمي ..
يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كاب جارنا منذ اكثر من أسبوع! , قطتنا
اصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق ، كبرت الأزهار , ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ...
يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! ....

> شردت كثيرا ليتها تدعوا له .. ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني :

سيدتي .. المدرسة ...

* المدرسة !! ... ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟
أخبرتني أن ريم وقعت من الدور الرابع هي في طريقها إلى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت ريم ...
كانت الصدمة قوية جدا لم أتحملها أنا ولا راشد... ومن شدة صدمته أصابه شلل في لسانه في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام
* لماذا ماتت ريم ؟ لا أستطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة...
كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأني أوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها , أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها .. وكأنه اليوم ...

في صباح يوم الجمعة أتت الخادمة وهي فزعة وتقول! أنها سمعت صوت صادر من غرفة ريم... يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا جنون ...
* أنت تتخيلين ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم..
أصر راشد على أن اذهب وارى ماذا هناك..
وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ... فتحت الباب فلم أتمالك نفسي ..
جلست ابكي وابكي ... ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز .. آه تذكرت !!
قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت أن اجلب النجار كي يصلحه لها ... ولكن لا فائدة الآن ...
لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها .. وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه !!
يا إلهي إنها إحدى الرسائل ..... يا ترى ، ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .. !!؟
ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة .. ؟!؟
إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم إلى الله وكان مكتوباَ فيها :
يا رب ... يا رب ... أموت أنا ويعيش بابا

مايا
01-05-2008, 12:59 PM
شكرا الكم على هالقصص يلي عن جد كتير حلوة

المحروم
01-05-2008, 01:22 PM
بارك الله بكم على هذه القصص

wassim.h
01-05-2008, 09:46 PM
وبكم بارك الله ......وفي قصة حطّيتا كتير حلوة ...إسما :"وصحوت إلي غير دنياكم"

яiиda
01-05-2008, 10:18 PM
مشكورين جدّا" على قصصكم الحلوة يا اخوة والله يبارك فيكن..... سلام

أبو رياض القلموني
10-06-2008, 06:52 PM
إذا بتريدو ..ما كل ما واحد عندو أصة يفتح موضوع جديد ... حطو الأصص بفرد موضوع ..
إساتني عم أول إذا بتريدو .. بعدين ما بعرف شبعمل !!




حدثنا احدهم قائلا






كان هناك صياد .. في عمله حريص جاد كان يصيد في اليوم السمكة فتبقى في بيته .. ما شاء الله أن تبقىحتى إذا انتهت .. ذهب إلى الشاطئ .. ليصطاد سمكة أخرى لا علينا في ذات يوم .. وبينما زوجة ذلك الصياد . تقطع ما اصطاده زوجها هذا اليوم إذ بها ترى أمرا عجبا رأت .. في داخل بطن تلك السمكة لؤلؤة تعجبت لؤلؤة .. في بطن سمكة ... ؟؟سبحان الله




*



زوجي .. زوجي .. انظر ماذا وجدت ..؟؟


*



ماذا ؟؟


*



إنها لؤلؤة


*



ما هي ؟؟


*



لؤلؤة .. فـ ــفـ ـفـي بــ ـبـ ــ ـبـطن السمـ ـمــ ــــمــكة


*



يا لك من زوجة رائعة .. أحضريها .. علنا أن نقتات بها يومنا هذا .. ونأكل شيئا غير السمك أخذ الصياد اللؤلؤة .. وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور


*



السلام عليكم


*



وعليكم السلام


*



القصة كذا وكذا .. وهذه هي اللؤلؤة


*



أعطني أنظر إليها .. يااااااااه .. إنها لا تقدر بثمن .. ولو بعت دكاني .. وبيت .. وبيت جاري وجار جاري .. ما أحضرت لك ثمنها .. لكن .. اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة .. عله يستطيع أن يشتريها منك ..!!! وفقك الله أخذ صاحبنا لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة


*



وهذه هي القصة يا أخي


*



دعني أنظر إليها .. الله .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن .. لكني وجدت لك حلا .. اذهب إلى والي هذه المدينة .. فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة


*



أشكرك على مساعدتكـ وعند باب قصر الوالي .. وقف صاحبنا .. ومعه كنزه الثمين .. ينتظر الإذن له بالدخول وعند الوالي



* سيدي .. هذا ما وجدته في بطنها



..


*



الله .. إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه ... لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها .. لكن سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة .. ستبقى فيها لمدة ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة


*



سيدي .. علك تجعلها ساعتان .. فست ساعات كثير على صياد مثلي


*



فلتكن ست ساعات .. خذ من الخزنة ما تشاء دخل صاحبنا خزنة الوالي .. وإذا به يرى منظرا مهولا .. غرفة كبيرة جدا .. مقسمة إلى ثلاث أقسام .. قسم .. مليء بالجواهر والذهب واللآلئ .. وقسم به فراش وثير .. لو نظر إليه نظرة نام من الراحة .. وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب
الصياد محدثا نفسه



*



ست ساعات ؟؟ إنها كثيرة فعلا على صياد بسيط الحال مثلي أنا ..؟؟ ماذا سأفعل في ست ساعات حسنا .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث .. سآكل حتى أملأ بطني .. حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث .. وقضى ساعتان من المكافأة .. يأكل ويأكل .. حتى إذا انتهى .. ذهب إلى القسم الأول .. وفي طريقه إلى ذلك القسم .. رأى ذلك الفراش الوثير .. فحدث نفسه



*



الآن .. أكلت حتى شبعت .. فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن .. هي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى .. وغط في نوم عمييييييييييييييييييييييييييييق وبعد برهة من الزمن


*



قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد انتهت المهلة



* هاه .. ماذا ؟؟


*



نعم .. هيا إلى الخارج



* أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية


*



هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة .. والآن أفقت من غفلتك .. تريد الاستزادة من الجواهر .. أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر .. حتى تخرج إلى الخارج ... فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده .. وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها ... لكنك أحمق غافل .. لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. خذوه إلى الخارج


*



لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا



((



انتهت قصتنا)) لكن العبرة لم تنتهي أرأيتم تلك الجوهرة هي روحك أيها المخلوق الضعيف إنها كنز لا يقدر بثمن .. لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز أرأيت تلك الخزنة ..؟؟ إنها الدنيا أنظر إلى عظمتها وأنظر إلى استغلالنا لها أما عن الجواهر فهي الأعمال الصالحة وأما عن الفراش الوثير فهو الغفلة وأما عن الطعام والشراب فهي الشهوات والآن .. أخي صياد السمك .. أما آن لك أن تستيقظ من نومك .. وتترك الفراش الوثير .. وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك .. قبل أن تنتهي تلك الست .. فتتحسر والجنود يخرجونك من هذه النعمة التي تنعم بها

wassim.h
11-06-2008, 12:24 AM
عبرة رائعة أخي أبو رياض....الله يبارك فيك.... وتكرم عينك رح حط كل قصصي هون....ولوّ

wassim.h
11-06-2008, 12:32 AM
عبرةُ كلِّ العِبَر...
السلام عيكم ورحمة الله
...
ولكنا لم نقرأها





شد انتباهي قصة مكتوبة في ورقة جريدة قديمة ..

فأخذت أقرأها



سافر أب إلى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة..

سافر سعيا وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام

أرسل الأب رسالته الأولى إلا أنهم لم يفتحوها ليقرءوا ما بها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب..

وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة في علبة قطيفة.. وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم



ومضت السنون

وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟

قال الابن : لقد أصابها مرض شديد, ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت

قال الأب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال

قال الابن: لا.. فسأله أبوه وأين أخوك؟؟

قال الابن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم

تعجب الأب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتي إليّ

رد الابن قائلا: لا.. قال الرجل: لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك؟

قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة

فقال الأب ثائرا: ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا الزواج

قال الابن: لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة القطيفة..

دائما نجملها ونقبلها



ولكنا لم نقرأها



تفكرت في شأن تلك الأسرة



وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها

ثم نظرت إلى المصحف..

إلى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة قطيفة على المكتب

ياويحي ..

إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم

إنني أغلق المصحف واضعه في مكتبي ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه وهو منهاج حياتي كلها

فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف.. وعزمت على أن لا أهجره أبدا
ارجو اني ماطولت عليكم وارجو انكم تستفيدون من الموضوع

منقول للعظة

wassim.h
11-06-2008, 12:35 AM
هل تعرف تلك الشجرة؟؟؟؟أرجو أن لا ننساها....
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبتني هذه القصة فنقلتها لكم ...اتمنى للجميع الفائدهـ


منذ زمن بعيد ولى...كان هناك شجرة تفاح في غاية الضخامة...


كان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة يوميا...


وكان يتسلق أغصان هذه الشجرة ويأكل من ثمارها ...وبعدها يغفو قليلا لينام في ظلها...


كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب لعبه معها...


مر الزمن... وكبر هذا الطفل...


وأصبح لا يلعب حول هذه الشجرة بعد ذلك...


في يوم من الأيام...رجع هذا الصبي وكان حزينا...!


فقالت له الشجرة: تعال والعب معي...



فأجابها الولد: لم أعد صغيرا لألعب حولك...


أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها...


فأجابته الشجرة: أنا لا يوجد معي أية نقود!!!


ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح إلى لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها...


الولد كان سعيدا للغاية...


فتسلق الشجرة وجمع جميع ثمار التفاح التي عليها ونزل من عليها سعيدا...


لم يعد الولد بعدها ...


كانت الشجرة في غاية الحزن بعدها لعدم عودته...


وفي يوم رجع هذا الولد للشجرة ولكنه لم يعد ولدا بل أصبح رجلا...!!!


وكانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال والعب معي...


ولكنه أجابها وقال لها:

أنا لم أعد طفلا لألعب حولك مرة أخرى فقد أصبحت رجلا مسئولا عن عائلة...


وأحتاج لبيت ليكون لهم مأوى...


هل يمكنك مساعدتي بهذا؟


آسفة!!!



فأنا ليس عندي لك بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أفرعي لتبني بها لك بيتا...


فأخذ الرجل كل الأفرع وغادر الشجرة وهو سعيدا...


وكانت الشجرة سعيدة لسعادته ورؤيته هكذا ...ولكنه لم يعد إليها ...


وأصبحت الشجرة حزينة مرة أخرى...


وفي يوم حار جدا...


عاد الرجل مرة أخرى وكانت الشجرة في منتهى السعادة....


فقالت له الشجرة: تعال والعب معي...


فقال لها الرجل أنا في غاية التعب وقد بدأت في الكبر...وأريد أن أبحر لأي مكان لأرتاح...



فقال لها الرجل: هل يمكنك إعطائي مركبا...



فأجابته يمكنك أخذ جزعي لبناء مركبك...وبعدها يمكنك أن تبحر به أينما تشاء...وتكون سعيدا...


فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبه!!!


فسافر مبحرا ولم يعد لمدة طويلة جدا........................


أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل وسنوات طويلة جدا........


ولكن الشجرة أجابت وقالت له : آسفة يا بني الحبيب ولكن لم يعد عندي أي شئ لأعطيه لك...



وقالت له:لا يوجد تفاح...



قال لها: لا عليك لم يعد عندي أي أسنان لأقضمها بها...


لم يعد عندي جذع لتتسلقه ولم يعد عندي فروع لتجلس عليها...


فأجابها الرجل لقد أصبحت عجوزا اليوم ولا أستطيع عمل أي شئ!!!


فأخبرته : أنا فعلا لا يوجد لدي ما أعطيه لك...



كل ما لدي الآن هو جذور ميتة...أجابته وهي تبكي...


فأجابها وقال لها: كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح به...


فأنا متعب بعد كل هذه السنين...




تعال ...تعال واجلس معي هنا تحت واسترح معي...


فنزل الرجل إليها وكانت الشجرة سعيدة به والدموع تملأ ابتسامتها...


هل تعرف من هي هذه الشجرة؟

إنها أبويك!!!!!!!!!!!!

wassim.h
11-06-2008, 12:41 AM
كما تدين تدان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اسعدالله اوقاتكم باالخير والمحبه

يقول صاحب القصه:::
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي..
ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات ..
كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ .. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة ..
كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم .. وغيبة الناس .. وهم يضحكون ..
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً..
كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد ..
بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه ..
أجل كنت أسخر من هذا وذاك .. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي ..
صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني ..
أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق.. والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول .. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق ..
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة ..
وجدت زوجتي في انتظاري .. كانت في حالة يرثى لها ..
قالت بصوت متهدج : راشد .. أين كنتَ ؟
قلت ساخراً : في المريخ .. عند أصحابي بالطبع ..
كان الإعياء ظاهراً عليها .. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
سقطت دمعة صامته على خدها ..
أحسست أنّي أهملت زوجتي ..
كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي .. خاصة أنّها في شهرها التاسع ..
حملتها إلى المستشفى بسرعة ..
دخلت غرفة الولادة .. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال ..
كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر .. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت .. فذهبت إلى البيت ..
وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني ..
بعد ساعة .. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ..
ذهبت إلى المستشفى فوراً ..
أول ما رأوني أسأل عن غرفتها ..
طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي ..
صرختُ بهم : أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم ..
قالوا .. أولاً .. راجع الطبيبة ..
دخلت على الطبيبة .. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار ..
ثم قالت : ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
خفضت رأسي .. وأنا أدافع عبراتي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى .. الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس ..
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً .. لا أدري ماذا أقول .. ثم تذكرت زوجتي وولدي ..
فشكرت الطبيبة على لطفها .. ومضيت لأرى زوجتي ..
لم تحزن زوجتي .. كانت مؤمنة بقضاء الله .. راضية .. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس ..
كانت تردد دائماً .. لا تغتب الناس ..
خرجنا من المستشفى .. وخرج سالم معنا ..
في الحقيقة .. لم أكن أهتم به كثيراً..
اعتبرته غير موجود في المنزل ..
حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها ..
كانت زوجتي تهتم به كثيراً .. وتحبّه كثيراً ..
أما أنا فلم أكن أكرهه .. لكني لم أستطع أن أحبّه !
كبر سالم .. بدأ يحبو .. كانت حبوته غريبة ..
قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي .. فاكتشفنا أنّه أعرج ..
أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر ..
أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً ..
مرّت السنوات .. وكبر سالم .. وكبر أخواه ..
كنت لا أحب الجلوس في البيت .. دائماً مع أصحابي ..
في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي..
كانت تدعو لي دائماً بالهداية .. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة ..
لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته ..
كبر سالم .. وكبُر معه همي ..
لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين ..
لم أكن أحس بمرور السنوات .. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر ..
في يوم جمعة ..
استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً..
ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي .. كنت مدعواً إلى وليمة ..
لبست وتعطّرت وهممت بالخروج ..
مررت بصالة المنزل .. استوقفني منظر سالم .. كان يبكي بحرقة !
إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً .. عشر سنوات مضت .. لم ألتفت إليه .. حاولت أن أتجاهله .. فلم أحتمل .. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة ..
التفت .. ثم اقتربت منه .. قلت : سالم ! لماذا تبكي ؟!
حين سمع صوتي توقّف عن البكاء .. فلما شعر بقربي ..
بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين .. ما بِه يا ترى؟!
اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني !!
وكأنه يقول : الآن أحسست بي .. أين أنت منذ عشر سنوات ؟!
تبعته .. كان قد دخل غرفته ..
رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه ..
حاولت التلطف معه ..
بدأ سالم يبين سبب بكائه .. وأنا أستمع إليه وأنتفض .. تدري ما السبب !!
تأخّر عليه أخوه عمر .. الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد ..
ولأنها صلاة جمعة .. خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل ..
نادى عمر .. ونادى والدته .. ولكن لا مجيب .. فبكى .. أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين ..
لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه ..
وضعت يدي على فمه .. وقلت : لذلك بكيت يا سالم !!..
قال : نعم ..
نسيت أصحابي .. ونسيت الوليمة .. وقلت :
سالم لا تحزن .. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟ ..
قال : أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..
قلت : لا .. بل أنا سأذهب بك ..
دهش سالم .. لم يصدّق .. ظنّ أنّي أسخر منه .. استعبر ثم بكى ..
مسحت دموعه بيدي .. وأمسكت يده ..
أردت أن أوصله بالسيّارة .. رفض قائلاً : المسجد قريب .. أريد أن أخطو إلى المسجد .. - إي والله قال لي ذلك - ..
لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد ..
لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف .. والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية ..
كان المسجد مليئاً بالمصلّين .. إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل ..
استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي .. بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً ..
استغربت !! كيف سيقرأ وهو أعمى ؟
كدت أن أتجاهل طلبه .. لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره .. ناولته المصحف ..
طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف..
أخذت أقلب الصفحات تارة .. وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها ..
أخذ مني المصحف .. ثم وضعه أمامه .. وبدأ في قراءة السورة .. وعيناه مغمضتان ..
يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة !!
خجلت من نفسي.. أمسكت مصحفاً ..
أحسست برعشة في أوصالي.. قرأت .. وقرأت..
دعوت الله أن يغفر لي ويهديني ..
لم أستطع الاحتمال .. فبدأت أبكي كالأطفال ..
كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة .. خجلت منهم .. فحاولت أن أكتم بكائي .. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ..
لم أشعر إلاّ بيد صغيرة تتلمس وجهي .. ثم تمسح عنّي دموعي ..
إنه سالم !! ضممته إلى صدري ..
نظرت إليه .. قلت في نفسي .. لست أنت الأعمى .. بل أنا الأعمى .. حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار ..
عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم ..
لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد ..
هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد..
ذقت طعم الإيمان معهم ..
عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا ..
لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر ..
ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر ..
رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس ..
أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي ..
اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي ..
الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم ..
من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها ..
حمدت الله كثيراً على نعمه ..
ذات يوم .. قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة ..
تردّدت في الذهاب.. استخرت الله .. واستشرت زوجتي ..
توقعت أنها سترفض .. لكن حدث العكس !
فرحت كثيراً .. بل شجّعتني ..فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً ..
توجهت إلى سالم .. أخبرته أني مسافر .. ضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً ..
تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف ..
كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي .. اشتقت إليهم كثيراً .. آآآه كم اشتقت إلى سالم !!
تمنّيت سماع صوته .. هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت ..
إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم ..
كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه .. كانت تضحك فرحاً وبشراً ..
إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها .. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة .. تغيّر صوتها ..
قلت لها : أبلغي سلامي لسالم .. فقالت : إن شاء الله .. وسكتت ..
أخيراً عدت إلى المنزل .. طرقت الباب ..
تمنّيت أن يفتح لي سالم ..
لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره ..
حملته بين ذراعي وهو يصرخ : بابا .. يابا ..
لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت ..
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
أقبلت إليّ زوجتي .. كان وجهها متغيراً .. كأنها تتصنع الفرح ..
تأمّلتها جيداً .. ثم سألتها : ما بكِ؟
قالت : لا شيء ..
فجأة تذكّرت سالماً .. فقلت .. أين سالم ؟
خفضت رأسها .. لم تجب .. سقطت دمعات حارة على خديها ..
صرخت بها .. سالم .. أين سالم ..؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد .. يقول بلثغته : بابا .. ثالم لاح الجنّة .. عند الله..
لم تتحمل زوجتي الموقف .. أجهشت بالبكاء .. كادت أن تسقط على الأرض .. فخرجت من الغرفة ..
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين ..
فأخذته زوجتي إلى المستشفى ..
فاشتدت عليه الحمى .. ولم تفارقه .. حين فارقت روحه جسده ..

منقول للعظة والعبرة

wassim.h
11-06-2008, 12:45 AM
وصحوت إلى غير دنياكم
صحوت من النوم فجأة في عيني نور غريب صحوت من النوم فجأة في عيني نور غريب وقوي جدا استعجبت أمر النور من أين أتى واندهشت عندما وجدت الساعة تشير إلى الساعة 3 صباحا وأن مصباح الغرفة كان طافياً؟!


حارت تساؤلاتي من أين هذا النور ؟؟؟!!!



وعندما التفت ؟؟؟ فزعت جداً ... وجدت نصف يدي داخل الجدار أخرجتها بسرعةخرجت يدي فنظرت إليها بعجب ؟؟!!



أرجعتها إلى الجدار مرة أخرى فوجدتها دخلت اندهشت ؟؟ !!



ما الذي يحصل؟؟بينما أنا بين تساؤلاتي إذا بي أسمع صوت ضحك نظرت إلى ناحية الصوت فوجدت أخي نائماً بجانبي ورأيته يحلم يحلم بأنه يركب سيارة حديثةوانه ذاهب إلى حفلة كبيره جداً لناس أغنياء جداًوانه في أبهى حله وليكون أجمل من في الحفلةوكان سعيد جداً وكان يضحك ابتسمت من روعة المنظر ... ولكن!!



شدني انتباهي إلى واقعي ... ما الذي يحصل؟؟؟فقمت من سريري ركضت إلى حجرة أمي ... لطالما ركضت إليها في مرضي وتعبي جلست إلى جوار رأسها وقمت أناديها بصوت خافت ... أمي ... أمي!



ولكن أمي لا تستجب لي .. فقمت أوكزها برقة ... ولكنها لا ترد ... وكأني لاألمسها ..!!



بدأ الخوف يتملكني ... وأخذت أرفع صوتي قليلاً .. أمي ... أمي ..!!



صرخت ... ولكن لم لا تستجيب لي .... هل ماتت ؟؟؟وأنا في ذهولي وصعقتي بتخيل موت أمي ... إذا بها تفوق من نومها كمن كانت بكابوس كانت فزعة جداً وتلهث ... وتنظر يمنة ويسرة ... فبرق دمعي على عيني وقلت بصوت خافت: أمي أنا هنا.



فلم ترد علي ...



أمي ألا تريني ؟؟؟!!



أمي ؟؟؟؟ورحت أقول أمي بكل عجب أمي ... أميأمي ..



أمي ..



وكانت تضع كفها على صدرها لتهدئ روعة قلبها وتقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم التفتت إلى أبي ... وبدأت توضقه من نومه ..



فأجابها ببرود.. نعم؟فقالت له قم لأطمئن على ولديّ فرد أبي: تعوذي من الشيطان ونامي فقالت أمي:أنا قلقة جداً ... أشعر بضيق ... وضنك يملأ صدري .. وأشعر أن هنا كمصيبةوأنا أنظر إليها بذهول ... وكنت أعلم جيداً إحساس الأم لا يخيب فقلت : يا أمي أنا هنا ... ألا تريني يا أماه ... أمي فقامت أمي ومشت إلى حجرتي حاولت أن أمسك لباسها ... لكن لم أستطع الإمساك به ..



وكأن يدي تخترقه ركضت إلى أمامها ووقفت ... ماداً ذراعي لها ..



فإذا بها تمر مني ؟؟!!



فأخذت ألحقها وأصيح أماه ... أمااااااه ؟؟ !



ووالدي كان خلفي ... فلم ألتفت إليه ... كي لا يتجاهلني ...



دخلت امى إلى حجرتي وأخي وأشعلت المصباح ..



الذي كان مضاءً بنظري صقعت عندما وجدتني نائماً على سريري فنظرت إلى يدي باستنكار ... من ذاك ... ومن أنا ...



كيف أصبحت هنا وهناك وقطع سيل اندهاشي صوت أبي : كلهم بخير .. هيا لننم.



فردت أمي : انتظر أريد أن أطمئن على محمد.



ورأيتها تقترب من سريري .



وتنظر إلي بعين حرص وتزيد قرباً من النائم على سريري.



وتضع يدها على كتفه... محمد .... محمدلكنه لم يرد ... فصحت أنا أمي .. أنا هنا أميبدأت تضربه على كتفه بقوه ... وتصيح ... محمد .... محمدلوت وجهه إليها وتلطمه .... محمد .... محمد .... وبدأت تعوي وهي تقول ...محمد ... محمدفركضت إليها ... أبكي على بكائها ... أمي ... أميأنا هنا يا أمي ... ردي علي أماه ... أنا هنا وفجأة صرخت ولقيت الصرخة توجع قلبي بكيت وقلت لها أمي لا تصرخي ... أنا هنا وهى تقول: محمدفركض أبي إلى سرير ووضع يده على صدري ... ليسمع نبضي ...



وآلمني بكاء أبي بهدوء ... وبهدوء يضع يده على وجهي ويمسح بوجهه على جبيني فتقول أمي : لم لا يرد محمد والبكاء يزيد وأنا لا أعرف ما العمل استيقظ أخي الصغير على الصوت أمي وهو يسال ما الذي يحصل؟؟فردت أمي صارخة: أخاك مات يا احمد.



مات فبكيت أقول: أمي أنا لم أمت .. أمي أنا هنا ... والله لم أمت ... ألا تريني أمي .... أمي أنا هنا انظري إليألا تسمعيني لكن بدون أمل رفعت يدي ...لأدعو ربيولكن لا يوجد سقف لمنزلنا ورأيت خلق غير البشر وأحسست بألم رهيب ألم جحظت له عيناي وسكتت عنه آلامي نظرت لأخي فوجدته يضرب بيده على رأسه وينظر إلى ذاك السرير قلت له: اسكت أنت تعذبني لكنه كان يزيد الصراخ وأمي تبكي في حضن أبي وزاد والنحيب وقفت أمامهم عاجزاً ومذهول رفعت راسي إلى السماء وقلت: يا رب ما الذي يحصل لي يا رب وسمعت صوت من حولي ... آتياً .. من بعيد ... بلا مصدر تمعنت في القول سمعي فوجدت الصوت يعلو ... ويزيد ... وكأنه قرآن نعم إنه قرآن والصوت بدأ يقوى ويقوى ويقوى هزنى من شدته كان يقول :" لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ"



شعرت به مخاطباً إياي .



وفى هول الصوت وجدت أيدي تمسك بي ليسوا مثل البشر يقولوا: تعال.



قلت لهم ومن انتم؟وماذا تريدون؟فشدوني إليهم فصرخت أتركوني لا تبعدوني عن أمي وأبي ... وأخي ...



هم يظنوا أني مت...



فردوا : وأنت فعلاً ميت قلت لهم: كيف وأنا أرى وأسمع وأحس بكي شيء ابتسموا وقالوا: عجيب أمركم يا معشر بشر أتظنون أن الموت نهاية الحياة؟ألا تدرون أنكم في البداية؟وحلم طويل ستصحون منه إلى عالم البرزخس قلت لهم أين أنا ؟؟ ... وإلى أين ستأخذوني؟؟قالا لي: نحنا حرسك إلى القبر ارتعشت خوفا أي قبر؟وهل ستدخلونني القبر فقالا: كل ابن آدم داخله فقلت: لكن..!



فقالا: هذا شرع الله في ابن آدم فقلت: لم أسعد بها من كلمة في حياتي .. كنت أخشاها ويرتعد لها جسمي ... وكنت أستعيذ الله منها وأتناساها.



لم أتخيل أني في يوم من الأيام داخل إلى القبر.



سألتهم وجسمي يرتعش من هول ما أنا به: هل ستتركونني في القبر وحدي؟فقالا: إنما عملك وحده معك.



فاستبشرت وقلت وكيف هو عملي؟؟ أهو صالح؟ ...... وحطم صمتنا صوت صريخ أحدهم فالتفت أليه ... ونظرت إلى آخر .. فوجدته مبتسماً بكل رضاوكل واحد منهم لديه نفس الاثنين مثلي.



سألتهم: لم يبكي؟!



فقالا: يعرف مصيره. كان من أهل الضلالقلت: أيدخل النار؟ واسترأفت بحاله وهذا؟؟ وكان متبسماً سعيداً رضياً .. أيدخل الجنة؟؟ماذا عني؟أين سأكون ؟هل إلى نعيم مثل هذا أم إلى جحيم مثل ذاك؟أجيبوني ..



فردا: هما كانا يعلمان أين هما في الدنيا. والآن يعلمون أين هم في الآخرة.



وأنت؟! كيف عشت دنياك؟؟فرددت : تائه؟ .. متردد؟قليلٌ من العمل الصالح وقليل من الطالح؟أتوب تارة وأعود بالمعاصي كما كنت؟لم أكن أعلم غير أن الدنيا تسوقني كالأنعام.



فقالا: وكيف أنت اليوم هل ستضل متردداً تائهاً؟فصرخت:ماذا تقصد .. أواقع في النار أنا؟فقالا: النار .. رحمة الله واسعةولا زالت رحلتك طويلة.



نظرت خلفي ... فوجدت عمي وأبي وأخي يبكون خلفي يحملون صندوق على أكتافهم ركضت مسرعاً إليهم صرخت .. وصرخت .. ولم يرد علي أحد أمي كانت بين الناس تبكي ... تقطع قلبي وذهبت إليها ... فقلت أماه ... لا تبكِ .. أنا هنا أسمعيني ... أمي ... أمي ... أدعي لي يا أمي وقفت بجانب أبي : وقتفي أذنه: أبي ... استودعتك الله وأمي يا أبي ... فلترعاها ... وتحبها كما أحببتنا .. وأحببناك ...



صرخت إلى أخي ... أحب إلى من نفسي ... وقلت له ... محمد فلتترك الدنيا خلفك ...



إياك ورفقة السوء وعليك بالعمل الصالح ... الخالص لوجه ربك ... ولا تنسى أنتدعوا لي وتتصدق لي .. وتعتمر لي ... فقد انقطع عملي .. فلا تقطع عملك .. حتىبعد موتك ... فقد فاتني .. ولم يفتك أنت ... وتذكرني ما دامت بك الروح وإياك والدنيا فإنها رخيصة ولا تنفع من زارها ... وقفت على رأسهم كلهم ... وصرخت بكل صوتي:وداعاً أحبتي .. لكم يحزنني فرقكم ... ولكن إلى دار المعاد معادنا .. نلتقي على سرر متقابلين .. أن كنا من أصحاب اليمين ..



لم يجبني أحد ... كلهم يبكون ... ولم يسمعني أحد ... تقطع قلبي من وداعهم بلا وداعلم أتمنى قبل ذهابي إلا أن يسمعوني وشدني صحبي .. وأنزلوني قبري ووضعوا روحي على جسدي في قبري ورأيت أبي يرش على جسدي التراب حتى ودعني .. وأغلق قبريلا يشعرون بما أشعر وأحسدهم على الدنيا ... لطالما كانت مرتع الحسنات ولم آخذ منها شيءلكن لا ينفعني ندم كنت أبكى وكانوا يبكون كنت أخاف عليهم من الدنيا وأتمنى إذا صرخت أن يسمعوني وخرجوا كلهم وسمعت قرع نعالهم وبدأت حياتي ... في البرزخ ..



لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله .... لا إله إلا الله منقول بتصرف للفائدة والأجر

wassim.h
11-06-2008, 12:12 PM
كأس من اللبن
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت هذه القصة في إحدى المنتديات وحبيت أنقلها لكم .....
......كأسا ً من َ الــلــّــَـــبن.......
في إحدى الأيام، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه، ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة، فبدلا من أن يطلب وجبة طعام طلب أن يشرب الماء.


وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع،أحضرت له كأسا من اللبن، فشربه ببطءوسألها:
بكم أدين لك؟
فأجابته:" لاتدين لي بشيء... لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير".

فقال:" أشكرك إذا من أعماق قلبي"، وعندما غادر هوارد كيلي المنزل، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط، بل أن إيمانه بالله وبالإنسانية قد إزداد
بعد أن كان يائسا ومحبطا.

بعد سنوات،تحسّنت أحوال هوارد وأصبح طبيباً ,
وفي ذاك تاوقت تعرضت تلك الشابة لمرض خطير
مما أربك الأطباء المحليين، فأرسلوها لمستشفى المدينة، حيث تم إستدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر، وقد أستدعي الدكتور هوارد كيلي للإستشارة الطبية

وعندما سمع إسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة لمعت عيناه بشكل غريب، وإنتفض في الحال عابرا المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها، وهو مرتديا الزي الطبي، لرؤية تلك المريضة وعرفها بمجرد أن رآها، فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء عاقدا العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها ومنذ ذلك اليوم أبدى إهتماما خاصا بحالتها.

وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه، وطلب الدكتور كيلي الفاتورةإلى مكتبه كي يعتمدها، فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة.

كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها تسدد في ثمن هذه الفاتورة، أخيرا... نظرت إليها، وأثار إنتباهها شيئا مدونا في الحاشية، فقرأت تلك الكلمات:

"مدفوعة بالكامل بكأس واحد من اللبن"
ما أعظم الوفاء فبكأس صغير من اللبن
أسر معروف تلك الفتاه قلب هذا الصبي الفقير
لو يتعامل كل بني آدم بأبسط معاني
الوفاءوالإخلاص
لأستمرت الحياه تنبض
بالسلام و الأمان و الحب و الخير

wassim.h
11-06-2008, 12:15 PM
كيف تواجه المشاعر؟؟؟؟أتغمض عينيك ؟!!

تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ
فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ..
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ...
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر
رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي .. وبعد ما يقاربَ
خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ ... وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ....
تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة ... وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ
والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر , لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية
حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ
المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي

wassim.h
11-06-2008, 12:18 PM
قصة اعمى أضاء حياة بصير


في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما به مرض عضال...أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة,أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت. كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء,وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج.ففي الحديقة كان هناكبحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة,وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين,فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى. وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها,ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل . ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه شد الحزن.........وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه, ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه،ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار ! وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي . وهنا كانت المفاجأة!!!!لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى!!!، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية!!!.نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي,فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.كان تعجب الممرضة أكبر إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.....
ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟ إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك ن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك.؟ وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القرآن الكريم :'وقولوا للناس حسناً..'

أبو رياض القلموني
11-06-2008, 12:22 PM
شوية شوية يا خيي وسيم ...
مين بدو يأرى كل هالأصص بفرد يوم ...
لك الحكواتي بزماناتو كان يحكيلنا أصة كل تلت ايام ...
مشكور عالأصص حلوين ...

wassim.h
11-06-2008, 12:32 PM
أهلاً بأبورياض....خلص هيدي آخر وحده:d

wassim.h
11-06-2008, 12:37 PM
طفلة ولا أروع

قصه أدمعت عيني بعد أن قرأتها وأثرت في نفسي

حولت طفلة في السادسة من عمرها فرحة العيد في مجلس والدها المقعد، إلى بكاء ودموع، بعد أن أحدثت مفاجأة مدهشة لم يصدقها الحضور.
فبعد جولة لها وقريباتها على منازل جيرانهن صبيحة يوم العيد من أجل جمع «العيدية»، حصلت الطفلة ليلى، التي تسكن إحدى قرى الأحساء الشرقية، على مبلغ من المال، يكفي لشراء ألعاب وحلوى، لكنها تركت قريباتها، وتوجهت إلى مركز تجاري كبير في قريتها، وقدمت لصاحب المحل ما جمعته، وطلبت منه حذاءً كبيراً، فتعجب منها، ولكنه حقق ما أرادت، وأعطاها حذاءً جلدياً ثمنه 25 ريالاً.
وعلى الفور انطلقت ليلى مسرعة إلى المنزل، ودخلت غرفة استقبال الرجال، حيث كان والدها المقعد يستقبل المعايدين، وتفاجأ من دخولها المسرع ولهفتها للوصول إليه، وهي تحمل كيساً به صندوق كرتوني وضعته في حجره.
وقالت له: «هذا من فلوس عيديتي يا بابا»، وفتح الأب الصندوق، وسط دهشة الحضور، ليجد حذاءً لا يمكن أن ينتعله، بسبب إعاقته، فانفجر بالبكاء، بعد أن احتضن طفلته، ما جعل بعض الحاضرين يبكون متأثرين من المشهد.
بيد أن ليلى لم تخسر عيديتها، إذ دفع موقفها الحضور إلى تعويضها عن العيدية، فكانت أقل عيدية حصلت عليها من أحد الحاضرين 50 ريالاً، وأكثرها مئة ريال، لتكون المحصلة النهائية 850 ريالاً، ما جعلها تطير فرحاً.
ومن جهته، أخبر الوالد الحاضرين عن مدى تعلق طفلته به قبل وقوع الحادثة المرورية له، التي جعلته حبيس الكرسي المتحرك، وزادت هذه العلاقة بعد الحادثة.
وبدأت قصة الحذاء حين اشترى الأب ملابس العيد ولوازمه لعائلته، ولكنه لم يشتر له سوى ثوب واحد وغترة، فسألته ابنته عن سبب عدم شراء بقية لوازم العيد، فأجابها ببراءة «كل شيء موجود إلا الحذاء، فلم أجد ما يناسبني»، قالها مازحاً، لأنه لم يكن بحاجة لأن يرتديه، مع وضعه الصحي، بيد أن هذه الكلمة بقيت في ذهن الطفلة، التي آثرت حرمان نفسها من «العيدية»، من أجل زرع البسمة على شفتي والدها.

Nader 3:16
11-06-2008, 12:53 PM
اهلين بالأميرال وسيم
شو كيفك يا زلمة؟؟؟يا عمي شو هالموضوع الحلو يلي حاطو.....طيب عيطلنا!!!...
و بعدين شباك نازل سفء بهل المشاركات عمهلك شوية و شوية!!!..

wassim.h
11-06-2008, 01:06 PM
اهلين بالأميرال وسيم
شو كيفك يا زلمة؟؟؟يا عمي شو هالموضوع الحلو يلي حاطو.....طيب عيطلنا!!!...
يا هلا فيك والله.... الشكر لأختي ملكة الورود...هي صاحبة الموضوع بالأصل....

و بعدين شباك نازل سفء بهل المشاركات عمهلك شوية و شوية!!!..
ءلت بحطون هلء ....لأن ءربو إمتحاناتي...يلا تسلو فيون ....كتير حلوين وكل ءصة وراها عبرة مفيدة...إن شاء الله تستفادو!!!!

Madiz
14-06-2008, 05:25 PM
شو هادا يا اخ وسيم...يا عمي رح تبكيني!!!!....عمهلك شوية و شوية علينا!.
و الله يبارك فيك على هذا الموضوع الهادف.

malikatou lwouroud
20-06-2008, 11:43 PM
الأم هي أغلى من في الدنيا اشكروا اللّه على أمّهاتكم فهنّ مهمى قسون رحمه وأمان وجنان اليكم هذه القصّة آمل أن تعجبكم وأن تأخذوا منها العبر
4 ـ ودمرت حياتي أمي الحبيبة

تقول ذات الخمسة والعشرين ربيعاً ً: من قال: إن ((الأم إذا أعددتها أعدت شعباً طيب الأعراق)) فأنا أكفر بهذه المقولة، واني أرى أن من قالها إما أن يكون شاعراً مجنوناً لم يذق منها المر، بل شرب العسل بكلتا يديه، أو أنه رجل يحلم أحلام اليقظة فيتخيل أن الأمهات مثاليات في تربيتهن بنسبة 100% لهذا قال ما قال. وإن كانت أقواله تلك وأشعاره مردودة عليه جملة وتفصيلاً لأن الواقع يكذبها أما حقيقتها وجوهرها فهو البهتان بعينه بل التزوير والكذب بمعانيه والتدليس إن صح كلامي هذا.

دعوني أفصل لكم ما قلت وأوجز عندما يقتضي الإيجاز وأعرج إلى الإسهاب إذا اقتضت الضرورة فقصدي وإن كنت أريد أن أشرح وأفصل قصتي ومعاناتي كاملة وشكواي بالحياة. إلا أنني أحب أن أبين للناس أنه ليس كل ما تفعله الأم صحيحاً وصواباً يصب في مصلحة الأبناء سواء كانوا من الأولاد أو البنات، بل أرى على العكس فأحياناً تدمر الأم أبناءها سواء كان ذلك بقصد أو من دون قصد. المهم أن النتيجة واحدة هي دمار وفشل على جميع الأصعدة.

لقد ولدت وإن كانت في فمي ملعقة من الذهب كما يقولون، وإن كنت من أسرة ثرية، إلا أن هذا الثراء لا يغير من الأمر شيئاً فالإفراط في تدليل الأبناء والبنات مفسدة للأخلاق ما بعدها مفسدة. ثم إن الإفراط والتدليل ليس مقصوراً على الأسرة الثرية بل حتى الأسرة الفقيرة تفرط فيها الأم بتدليل بناتها وأولادها حتى تتسبب بخسرانهم وخسرانهن. حيث أنها تقوم بكل شيء عنهم، بل وتحمل فوق ظهرها حتى مشاكلهم ومشاكلهن، وفي قرارة نفسها تقول دعوا كل شيء لي فأنا أتحمل عنكم. وهذا في تقديري هو الخطأ الفادح الذي وقعت فيه أمي وغيرها من الأمهات اللواتي لهن عندي الاحترام والتقدير، إلا أنني أختلف معهن في أسلوب تربيتهن.

فما وعيت على هذه الدنيا وبدأت أتفهم وأفهم حتى وجدت نفسي أتمتع بدلال عجيب. بل إن لي كلمة مسموعة عند والدي وإن كنت صغيرة في السن بل أن الساعة التي أبكي بها هي الساعة التي تشعر والدتي بالذات أن الدنيا إسودت في وجهها. ورغم أني كنت صغيرة كما أسلفت وعليه فلا أتذكر يوماً أني طلبت شيئاً إلا ووجدته أمامي في اليوم نفسه ومع هذا ومع كل ما جرى فإنني ألتمس لوالدتي العذر في ما تقدم منها، ولو بقدر معقول ولكن عندما كبرت كان يجب عليها أن تحملني شيئاً من المسؤولية وتتركني أعتمد على نفسي في حياتي ولو شيئاً قليلاً. ولكن والدتي هداها الله كرست حياتها لي وهذا هو الخطأ الكبير الذي دخلت هي فيه وأدخلتني معها، فلما كبرت زادت في تدليلي، وعدم تركي أعتمد على نفسي حتى في المذاكرة وحل الواجبات المنزلية. فلقد كانت تحاول أن تساعدني بها بل لم يكن لديها مانع أن تكتب عني الواجبات كلها، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فأنا أقسم بالله العظيم أني لو قلت لها أطعميني بيدك، لما تأخرت ولو لحظة واحدة، بل حتى لو قلت لها تعالي يا أمي وألبسيني ثيابي وملابسي لهبت وهرولت من مكانها لتفعل ذلك. فما تركت لي هذه الأم في الحياة من عمل فهي تقوم مقام يدي وقدمي فهي تدافع عني عند جميع الأهل والأقارب والأصدقاء، وتوهمهم بل وتجبرهم على الاعتقاد بأني على صواب. إلى أن تصورت وصدقت أن كل شيء أفعله هو الصواب بعينه، وأن من يخطئني ولو بأمر بسيط وصغير أنظر إليه باستغراب وباشمئزاز أحياناً، حيث كنت تلك الفتاة المدللة التي لم تتعود أن يخطئها أحد في بيتها. وهكذا نشأت على هذه التربية والطريقة التي عاملتني بها والدتي حيث ظنت أنها الطريقة المثلى في التربية، ولم تفكر يوماً أن اعتماد الأبناء والبنات على أنفسهم، هو السعادة للآباء. بل إن ثقتهم أي ((الأبناء)) في أنفسهم قمة التربية ولكن للأسف الشديد فتلك أمور لم تكن تدور في عقل والدتي لا من قريب أو من بعيد.

لقد حاولت أن أصدها وأنهاها، بل ونهيتها مرات ومرات، وأخبرتها بصريح العبارة أن طريقتها ومعاملتها لي بل وحتى تربيتها خطأ، في خطأ وأن الصواب في أن تتركني أعتمد على نفسي في حياتي كلها، وأنه ليس لها إلا النتائج. ولكنها للأسف الشديد كانت تقول: ما زلت صغيرة ويجب أن أساعدك فأنا أمك وعلى هذا الأساس لم يجد إصراري على أن تتركني وتدع حياتي شيئاً أن أقول الحقيقة فلقد كنت أشاركها بالخطأ ذلك أني لم أفكر في المستقبل، وفي الحياة العملية، ولم أتصور أني سأصل إلى طريق مسدود، وأن تربية أمي لي وإفراطها في تدليلي هو السبب بل سيكون وبالاً علي ونكسة وفشلاً. ولكن قد فات الأوان، وتغلغلت تربيتها في كياني ومشاعري ودمي، فلا أستطيع التخلص منها أو أن أفعل شيئاً حيالهما.

لقد تخطيت مرحلة الثانوية بنجاح، ودخلت الجامعة، وأنهيت دراستي منها ولم يبق إلا الوظيفة والزواج. وفعلاً وصلت الأولى وهي وظيفة مرموقة في إحدى الوزارات الحكومية. أما الثانية فقد تأخرت بسبب النصيب كما يقولون. لكني كنت واثقة أن ابن الحلال سيطرق يوماً باب بيتنا خاطباً يطلب يدي للزواج فهذه هي سنة الحياة وما على الفتاة إلا أن تصبر إلى أن يأتيها نصيبها.

لقد باشرت العمل ودخلت الوزارة ذات يوم، وأنا الفتاة الثرية المدللة، التي لم يؤنبها أو يخطئها أحد من قبل قط. وكانت بداية دوامي الساعة التاسعة صباحاً بعد بداية العمل الرسمي بساعة ونصف الساعة. فكتبوا اسمي في ورقة خارجية مع المتأخرين والمتأخرات من الموظفين والموظفات، واستدعاني في ذلك اليوم المسؤول عني ونصحني بضرورة التقيد بموعد الدوام ثم التمس لي العذر لأنها أول مرة ولكن بعد ذلك تكرر مني التأخير مرات ومرات، فلم يجد المسؤول مناصاً من كتابة تقرير عني. قال فيه: إني لا أصلح للعمل فأنا كثيرة التأخير والغياب وفوق هذا عندما يوكل لي عمل لا أنجزه وهكذا جلست في البيت وحيدة، وكانت هذه هي الضربة الأولى التي جاءتني فوق رأسي حيث كنت وكما أسلفت إنسانة مدللة لا تعبأ بشيء أبداً.

لقد هونت والدتي الأمر علي وقالت: اصبري. فصبرت ولم تمض إلا بضعة أشهر إلا وجاءني النصيب فتزوجت ودخلت القفص الذهبي كما يقولون وقد كنت أتمناه أن يكون كذلك لولا ما عودتني عليه والدتي حيث كنت إنسانة اتكالية بمعنى الكلمة لا تحسن عمل شيء ولا أقصد هنا الواجبات المنزلية فقط ، ولكن حتى الحديث. كنت أتمنى أن يتحدث عني زوجي فهل بعد هذه الاتكالية من شيء؟

أربع وعشرون شهراً مرت وزوجي يتحمل إنسانة جسمها كبير وعقلها صغير إنسانة مدللة عديمة الثقة في نفسها، اتكالية، تحاول دائماً أن تتسيد على من حولها وتأمرهم. إنسانة متسلطة على من حولها تطلب كل شيء ولا تقدم شيئاً إلى أن طفح الكيل بالزوج. فقال: لم ينفع الإمساك بمعروف فلا بأس من التسريح بإحسان. وهكذا فشلت حياتي وللمرة الثانية بسبب إفراط أمي في تدليلي.

والآن هذه هي قصتي وتلك هي رسالتي لكل أم في الخليج، وأقولها لهن بصراحة: إياكن والإفراط في تدليل بناتكن وعودنهن أن يعتمدن على أنفسهن في حياتهن، وإلا فإن الفشل سيكون من نصيبهن في الحياة. فهذه هي قصتي، فاعتبرن منها أيتها الأمهات قبل فوات الأوان. فالفشل في الحياة طعمه مر ومذاقه علقم، وقد ينتهي ويتلاشى إن حاولت المرأة ترتيب أوراقها من جديد، ولكن آثار الإفراط في التدليل من المستحيل أن تخبو جذوتها داخل القلب وتختفي وتتلاشى لأنه يسري سريان الدم في العروق(1) .

ـــــــــــــــــ
(1) جريدة الهدف الكويتية، العدد: 1868.

malikatou lwouroud
20-06-2008, 11:45 PM
7 ـ صفعات آثمة على وجه اليتيمة شهد!!

أجمل شيء في حياة الإنسان أيام الطفولة وبراءتها وعذوبة الصدق التي تتمتع بها تلك الأيام من لعب ولهو بالغ الصفاء، ولكن إذا تهاوت هذه السعادة أدراج الرياح دون إنذار ولا إذن مسبق حيث كانت الكلمة العليا لرب العالمين الذي اختارني من دون الناس كي أقضي بقية عمري من غير حضن الحنان الذي يتمناه كل إنسان مهما بلغ عمره وهو حضن الأم الدافئ الذي ليس له بديل مهما كان. قضيت بقية حياتي من دون صدر حنون يحميني من غدر الأيام ومصاعبها. لقد ذهبت أيام السعادة من حياتي وأنا ابنة السابعة من عمري ، حينما توفيت أمي وأنا في ذلك السن الصغير الذي يحتاج إلى الرعاية والاهتمام بعناية فائقة. رحلت أمي وأنا في سن ضعيف، يحتاج إلى كل لمسة حانية تضمد الجراح إذا ألمت بي. عشت أياماً في غاية الصعوبة، وتجرعت مرارة الحرمان من بداية هذه اللحظة. راحت أمي وتركت وراءها فراغاً كبيراً من الصعب جداً أن يملأه أي إنسان بعدها .. حتى أبي الذي يحبنا ولا يحرمنا من شيء حيث إن حالته المادية متوسطة ومستورة والحمد لله وتتكون أسرتي من ستة أولاد أحتل أنا المركز الثاني بعد أختي الكبيرة، وهذا كان السبب الرئيس والدافع الذي جعل والدي يفكر في الزواج من امرأة أخرى. ولم يكن لدينا أي مانع إذا كان لراحة أبي. وفعلاً تم زواجه لتأتي زوجته إلينا وتحتل مكان أغلى وأطيب وأحن الناس إلى قلبي.

دخلت المنزل بقناع العواطف والحب والحنية لتظهر به علينا في أول أيامها، وخصوصاً أمام أبي. ولكن القناع الثاني الذي يخفي وراءه القبح بجميع ألوانه.

وأرجو أن تلتمسوا لي العذر إذا تعديت عليها بأي لفظ. برغم أن أول مرة أقول فيها هذا الكلام، وعمري ما فكرت حتى بيني وبين نفسي أن انطق بتلك الحروف التي تسيء لها، لأني أخاف الله ولا أريد أن يغضب علي. وكذلك أبي فأني أحبه جداً ولا أريده أن يزعل مني ، وهو لا يدري ما تفعله زوجته بنا. كما أنه لا يتحدث معنا أبداً في أي شيء يهمنا أو يخصنا وهذا ما جعلها تكون سيدة المنزل وتقوم بدور زوجة الأب سليطة اللسان ببراعة ومهارة بالغة. وأخذت الأيام تمر، ونزداد حرماناً ومرارة، واشتدت أكثر عندما شرفنا طفل صغير أخ لنا منها فاحتويناه وأحببناه كثيراً ومن لحظتها تم رفع شعار ((اخدم نفسك بنفسك))، فكنت أنا الضحية عن طيب خاطر من أجل إخوتي والعمل على راحتهم وتلبية رغباتهم فتركت الدراسة من نصف الدبلوم، ولم أكمل تعليمي ، وجلست في المنزل من أجل ذلك أدير شؤون المنزل من الألف إلى الياء. وكما قلت باختياري ولم يجبرني أحد على ذلك، احتويت أخواتي بالتفاهم والحب كي نعوض بعضنا عن فقدان حنان الأم وحتى أخونا الصغير منها لأنه ليس له أي ذنب. ولكن مشكلتي أصبحت أكثر عندما قررت عدم إكمال تعليمي فقد انشغل كل واحد من أخواتي في دراسته وأحلامه، وبقيت أنا وحيدة لا يهتم بي أحد إلا إذا أراد مني شيئاً. حبست همومي بين أضلعي وتركتها لرب العالمين لأنه المعين الوحيد في تلك الأمور. ولكن كلما مر الوقت تزداد الأمور تعقيداً ولا أعرف ما السبب الذي يجعل زوجة أب توجه لي الشتائم في كل وقت ومن غير داع أو سبب. أتحامل على نفسي وأدخل غرفتي وأبكي وحيدة دون أن يعلم أحد ما بداخلي من قهر وحزن كما أنه لا يوجد من يسألني عما بي ووصل الأمر بزوجة أبي أن تدعو علي بعدم الراحة وقلة الهناء، وجعلتني أموت خوفاً من تلك الدعوات التي لا أستحقها كما أنها تزعم بين أقاربنا وجميع من يعرفنا بأنني شريرة وقلبي مغلف بالسواد والحقد عليها وعلى من حولها .. ولكن يشهد الله إنني لم أفعل أي شيء تقوله عني للناس. ولكن الآن أريد أن أوضح لكم جميعاً بأنني تغلبت على جميع أهوالي وأحزاني باللجوء إلى الله عز وجل، فهو حسبي ووكيلي وأنا إلى الآن وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها لكم أعاني العذاب بشتى ألوانه .. ولا أعرف كيف أتصرف مع تلك الإنسانة التي لا يكفيها أنني حرمت من حنان أمي وعطفها، بل على العكس فهي تتفنن في تجريحي وإهانتي وتتلذذ في التحدث عني والتشهير بي وبسمعتي ، وكما وصل بها الأمر بأنها تتهمني بسوء أخلاقي مع إني وأقسم بالله لم أخرج من المنزل .. إلا مع جميع أخواتي أو أبي ولا نذهب إلى أي مكان إلا منزل عمي القريب من منزلنا جداً وصدقوني بأنني ليس لدي أي تفسير لما يحدث معي فأنا لم يبدر مني أي شيء ضدها وأعمل على راحتها وكل ما تطلبه وذلك فقط من أجل حبي لأبي.
ولكن يبقى اللغز الذي يبحث عن حل دائماً، والذي لا يعرف أحد سره حتى من هم خبراء في العلاقات الأسرية، وهو لماذا تكره زوجة الأب أبناء زوجها وتعاملهم بقسوة من دون أي ذنب اقترفوه؟
لقد طفح الكيل بي ولم أعد أتحمل كل ذلك .. فما الذي أستطيع فعله كي أعيش بقية حياتي حتى يأتي لي النصيب بالزواج وأخرج من هذا الجحيم(1) .

ــــــــــــــــ
(1) جريدة الهدف، العدد: 1862.

malikatou lwouroud
22-06-2008, 11:15 AM
أن نزن الأمور بميزان الإيمان .. لأنه الميزان العادل .. الذي لا يخطيء .. مهما قال الآخرون.. ومهما وصفوا.

منذ صغري .. وأنا رقيقة وحساسة .. أحب المحافظة على ألعابي.. وترتيب غرفتي.. وأحب قراءة القصص.. والرسم..

وحتى في المدرسة .. كنت أتعامل مع الجميع بمنتهى اللطف .. وكان الجميع يحبني لأني مثال الطالبة المتفوقة والمؤدبة.

وكان والداي - جزاهما الله خيراً- يحرصان كثيراً على تربيتنا .. وتعليمنا الخطأ من الصواب منذ صغرنا .. دون إجبار أو ضغط.

لذا نشأنا ولله الحمد .. ولدينا اقتناع داخلي بكل ما زرعه والدانا في نفوسنا.

وتشربت قلوبنا بحب الله والخوف منه منذ نعومة أظفارنا .. وفي المدرسة .. وبحكم اختلاطي بأصناف من الطالبات .. كنت أشاهد بعض الطالبات اللاتي انحرفن عن الدين والأخلاق... وابتلين بداء المكالمات الهاتفية.. وكانت الواحدة منهن تتحدث عن مكالمتها مع (صديقها) وكأنها تتكلم عن بطولة أو مغامرة رائعة .. تحسدها عليها بعض الأخريات من قاصرات الدين.

وأذكر أنني عندما نصحت إحداهن .. قالت لي: (.. يوووه .. أنا اشسويت. بس أكلمه.. يعني صدقيني.. حب طاهر وعفيف)!!

(أي طهارة في هذا الحب .. إذا كان يكلمك وأنت أجنبية عنه؟ .. ويبادلك كلمات الغزل؟ .. لو كان يحبك حقاً .. أكان يكلمك خفية عن علم أهلك؟ أكان يعرضك لخطر اكتشاف أمرك في أية لحظة؟) قلت لها..

فردت عليّ: (أنت لا تعرفين كم هو متعلق بي وكيف يلاحقني بمكالماته.. حاولت أكثر من مرة أن أتجاهله ولكن لم أستطع.. فقد أحببته.. وقد وعدني بالزواج)..

(ولكن هذا حرام ..) قاطعتها..

فردت عليّ بحدة.. ذلك الرد الذي أخذ يدور في ذهني مدة طويلة.. (أنت لم تجربي الحب لكي تحكمي).

صعقت .. وصمت .. ولا أعرف لماذا لم أرد عليها.

كنت أقرأ كثيراً في قصص التراث العربي..
وفي قصائد الحب العذري .. وكثير وعزة. وجميل وبثينة.

وكنت أتساءل .. ترى ما هو الحب..

ما هو ذلك الشعور الغريب الذي قد يجعل شخصاً ما يموت من أجل شخص آخر .. كما حصل لقيس ليلى ..

كيف هو يا ترى هذا الشعور.

هو حقاً جميل كما قالت..

وهل أنا مسكينة لأني لم أجربه كما ألمحت أيضاً..

تساؤلات كثيرة كانت تدور في ذهني طوال يومي ذاك .. لم أتناول غدائي .. وأخذت أفكر..

من هي المسكينة يا ترى .. أنا أم هي؟

كان لدي زميلة .. تجلس بقربي في الفصل ..
ورغم أني لم أتعرف عليها إلا هذه السنة إلا أنني كنت مرتاحة لها..
وكان من الشائع بيننا أن أستعير دفاترها وتستعير دفاتري لإكمال ما نقص من دروس ..

وذات يوم..

أعادت لي دفتر الفيزياء .. فأخذته ووضعته في حقيبتي. وعندما وصلت إلى البيت .. وبعد الغداء .. أخذت قسطاً من الراحة .. ثم بدأت أفتح كتبي ودفاتري.

وبينما أنا أقلب في صفحات دفتر الفيزياء .. إذ لمحت بين الصفحات ورقة سماوية اللون فيها خط يد جميل..

فاعتقدت أنها لزميلتي ونسيتها في الدفتر .. فقررت أن لا أقرأها لأنها لا تخصني..

ولكني .. لمحت اسمي عليها..

يبدو أنها رسالة .. استغربت...

وبدأت أقرأها ..

ويا للهول .. كلمات حب وغزل .. موجهة لي..
ومدونة باسم شاب.

لقد كانت من شقيق زميلتي.. الذي يزعم في رسالته أنه أحبني قبل أن يراني..
ودون رسالته ببيت شعر: والأذن تعشق قبل العين أحياناً.

أحسست بقشعريرة تسري في أوصالي..

يا الله.. شيء مخيف ... غريب .. لا أعرف كيف أصفه..

سبحان الله .. أحسست بأن كل الناس يروني .. الله يراني .. وأنا في يدي هذه الرسالة.

شعرت برعب وكأنني قمت بجريمة .. دقات قلبي تتسارع ... وكذلك أنفاسي..

أسرعت ورميت الرسالة في سلة المهملات .. ثم .. كلا .. قد يراها أحد.

أخذتها ودسستها في أحد كتبي .. إلى أن أفكر في طريقة مناسبة للتخلص منها.

أشعر بأن الجميع يشك بي. حتى أمي .. عندما دخلت الغرفة .. حملقت بها كالبلهاء وأنا ارتعش من الداخل. فسألتني (ماذا هناك.. لماذا تنظرين إليّ..) أجبتها ودقات قلبي تتسارع (لا شيء لا شيء) استغربت وخرجت من الغرفة .. بينما أنا على حافة الانهيار والاعتراف وكأنني مذنبة في حقها لأنني لم أخبرها.

لم أستطع أن أحل شيئاً من واجباتي لهذا اليوم..

وبقيت سارحة. وأنا مستلقية على سريري طوال الليل..

أفكر في الكلمات التي وجهت إليّ لأول مرة في حياتي .. أخذت أفكر.. الحقيقة أن كلماته كانت جميلة..

أسرعت دون شعور مني وأقفلت باب الغرفة .. تم سحبت الورقة التي أخفيتها .. وأخذت أقرأها مرة أخرى.

لقد كانت كلماته رقيقة - هكذا زين لي الشيطان..

وكان يرجوني أن لا أجرحه وأرده.. كان يطلب مني الرد عليه ولو بكلمة واحدة... لأنه يريد أن يعرف موقفي تجاهه!!

لوهلة.. أحسست الشفقة عليه..

ولكن سرعان ما استيقظ جانب الإيمان لديّ وتعوذت بالله من الشيطان الرجيم..

وحاولت تمزيق الرسالة..

ولكني لم أستطع .. وقررت .. حسناً لن أرد عليه لأني أرفع من هذه الأفعال السخيفة .. ولكن لن يضرني الاحتفاظ بالرسالة..

وبقيت لعدة أيام وأنا في حالة مزرية .. بين النائمة والمستيقظة .. أجلس مع أهلي ولا أعي ما الذي يتحدثون عنه..

أجلس في الفصل ولا أعلم في أي حصة نحن لا أميز سوى صفارة الخروج التي تعلن عودتي إلى البيت لأكمل أحلامي. كنت أفكر طوال الوقت به..

ترى كيف شكله.. هل هو وسيم..

وأعود لإخراج الرسالة وتمعنها..

خطه جميل جداً .. .يبدو أنيقاً .. كلماته ساحرة .. يبدو شاعراً..

وهكذا..

أعيش في أوهام. وكأني مسحورة..

أفكر فيه ومشاعره .. وكيف أنني سأحطمه بتجاهلي هذا.. فأشعر بحزن شديد.. ورحمة له..

وذات يوم بينما أنا أتمعن في الرسالة..

إذ وسوس الشيطان لي أن أرد عليه.. ولو رداً محترماً لا لبس فيه .. فقط أخبره أنني أبادله المشاعر ولكن لا مجال للتواصل سوى عن طريق الخطبة والزواج..

واخترت ورقة .. وسحبت قلمي وبدأت أكتب.. وأكتب .. وأخرجت كل ما لديّ من مشاعر..

وعندما انتهيت. أخذت أقرأها..

ولكن .. يا إلهي.. ما هذا .. ماذا كتبت .. مالذي جرى لي؟

هل هذه أنا؟ .. ماذا لو علم والداي؟ كيف سيكون انطباعهما عني؟ .. سينهاران.. أنا .. ابنتهما التي ربياها على الأخلاق الحميدة..
تفعل هدا .. تراسل شاباً..

بل ماذا سيكون موقفي أمام الله.. الذي يراني الآن .. يا الله .. يا للعار ... كيف فعلت هذا؟ .. يا رب اغفر لي..
يا رب اغفر لي.. استغفر الله ..

هل ضعف إيماني إلى هذا الدرجة.. هل قصر عقلي إلى هذا الحد.؟ يا رب ارحمني واغفر لي...

إذا كان الشيطان قد وصل مني إلى هذا الموصل بسبب هذه الرسالة .. فسحقاً لها.. أسرعت أمزقها إرباً إرباً وأرميها.. في سلة المهملات.. وأنا أشعر بقوة تسري في جسمي .. قوة تمنحني الثقة.. والشعور بأنني على حق .. الحمد لله.

إنها قوة الإيمان .. التي تمنحك السعادة والراحة والطمأنينة.

أسرعت أتوضأ في جوف الليل .. وأصلي لله. وأدعو من أعماق قلبي..
(اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .. ثبت قلبي على دينك.)

وأحسست بأنني كالنائم الذي استيقظ من سبات عميق.. أو كالمسحور..
الذي فك عنه سحره..

ولأول مرة منذ أسابيع ذقت طعم النوم الهانىء.
وشعرت بالأمان.. وتخلصت من شعور الذنب الذي كان يلاحقني..

ترى أكان ذلك هو الحب الذي يبحثن عن في أسلاك الهاتف ... وبعيداً عن أعين الأهل والرقباء؟؟

أكان ذلك هو الحب الذي من أجله يبعن ثقة أهلهن وراحة نفوسهن.. وقبل ذلك كله؟ إيمانهن؟

سحقاً لذلك الحب الزائف الذي يبعدني عن ربي .. الذي يشاهدني في كل حين..

سحقاً لذلك الحب الذي كان عفيفاً صادقاً لما جاء من طرق ملتوية بل من أبواب البيوت..

الآن ... حين أفكر بذلك الشاب أشعر بسخافته وقلة إيمانه.. وقلة غيرته على محارم غيره .. وأنه فارغ لهذه التفاهات ولو كان صادقاً لطلب من أهله التقدم بالخطبة.. لا من خلال رسائل ملونة.. يغري بها الفتيات..

ومما زادني ضحكاً عليه فيما بعد..

إنني وجدت الكلمات التي كتبها بالنص في إحدى المجلات الأدبية القديمة... أي أنه لم يكتب حرفاً واحداً من نفسه!!

فالحمد لله الذي نجاني من مصيدته. وأنقذني ببقية من إيمان في قلبي..

وقبل أن أنتهي أود أن أخبركن أن زميلتي المسكينة التي سبق وقالت لي: (أنت لم تجربي الحب!) ... انقطعت عن الدراسة لأن والدها اكتشف أمرها ومنعها من الذهاب للمدرسة أما (صديقها) المزعوم فقد تزوج بفتاة أخرى .. مما أصابها بشبه انهيار بسبب الصدمة به .. وفضيحتها أمام أهلها..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس).

**
مجلة حياة العدد (10) صفر 1422هـ

تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

مايا
22-06-2008, 12:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورين على هالقصص يلي عنجد اكثر من رائعة وبانتظار المزيد من القصص الشيقة .

Barbie
22-06-2008, 12:12 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , بارك الله بك ِ , على هذه القصة الجميلة .

تحسينو
24-06-2008, 01:43 AM
عوافه....
ماشاء الله عليكي إنتي والأخ وسيم.أش ....هالئصص كتير حلوة متل البصل ....شو طيب بس ببكي.... لووووووول....
بس آخر ءصة يعني حسيتكون زايدينا فيا.....يعني إنو هلء كم كلمة من هالشب إلي مانا عارفة كمان كنو وسيم أو قبيح!!!!!!!!!سهرتا الليالي وحيرتا ولبكتا هاللبكة كلا !!!!! بعدين مانا هالشغلة كلا يعني وين هالحرام كلو؟............ هو أبدى مشاعرو لها وحبو وهادا من دون ما يشوفا ....وما طلب منا شي أصلاً والعياز بالله....يمكن حب يعرف رأيا وبس............هو الحب حرام؟؟؟؟!!!!!
أمرار الواحد يمكن يحب واحد لدرجة إنو ينسى هالأمور البسيطة بس منو معناتا مو منيح!!!!! يعني هي عملتو مَنو منيح بالمرة !!! وما بيستاهل هالأد إزا نيتو شريفة..... شعرّفا منو مستمني يطلبا بس حابب يعرف رأيا!!!!!!!
وكما هو الضعف منا ........عملت ءصة من ماشي .....إزا هي ما بتتأبل هالأصص ترجعلو الرسالة وتكتبلو عليا وتفهمو إن هي ما بتئبل هالشي عحالا..... كانت هي رتاحت وريحت ضميرا.... وهوا كان عرف الوضع إنو لازم يجرب ينسياها...........أنا بعرف إنا مانا هينة عالبنت تؤول هالحكي بس كمان مانا هينة عالشب ما يحكي ......كلكون بنات وبتعرفو من حالكن!!!!

malikatou lwouroud
24-06-2008, 01:19 PM
واللّه الشبّ لمّا بتكون نيّتو سليمة ما بيرضى لا على حالو ولا على حبيبتو(اذا كان بيحبّا أصلا") انو يحكّيا أبل ما يطلبا من أهلا ولك حتى عالأليلة يحكّيا مع علم أبوا لو ما خطبا رسمي المهمّ أنو الأهل يكونو عارفين
والحبّ منو عيب أبدا بالعكس تماما:..... بسّ هالنوع من .... ما حسمّي الحبّ بس خليني أعتبر أنو بيحبا فطريقة التعامل مع حبو غلطططططططططططططططططططط

تحسينو
24-06-2008, 01:42 PM
لك أنا معك بهالحكي....بس هو ما طلب يحكي معا ...!!! هيدي إسما مباردرة ليجسّ نبض الطرف التاني برأيو(ما بنكر إنو هون كان شوية زايدا) بس هي كمان عملت من الحبّة ءبّه ...السفيه الكاذب ال ال ال....وإنو كمان ما كل الناس والعيل عندها نفس المستوى في الدين والعادات والتقاليد ...وقبل الحكم إنظري من منظار الغير ......وخلينا ما ننسا إنو الإنسان منو كامل!!!!! بل يسعى للكمال!!!!!

أبو رياض القلموني
24-06-2008, 03:28 PM
وإنو كمان ما كل الناس والعيل عندها نفس المستوى في الدين والعادات والتقاليد ...

الغلط غلط .. أش ما كانت العادات ...
اللي بدوا يفوت عبيوت العالم لازم يدأ الباب بالأول ... ما تنط من الشباك ....

wassim.h
25-06-2008, 12:56 PM
عوافه....
ماشاء الله عليكي إنتي والأخ وسيم.أش ....هالئصص كتير حلوة متل البصل ....شو طيب بس ببكي.... لووووووول....
سبحان الله ....هيدي أول مرّة بتلقى مديح منّك!!!!شصاير بالدنية؟؟؟

الغلط غلط .. أش ما كانت العادات ...
اللي بدوا يفوت عبيوت العالم لازم يدأ الباب بالأول ... ما تنط من الشباك ....

لأول مرة أنا كمان بوافئ أخي تحسينو عفكرة الحكم......وأنا معك كمان أخي أبو رياض...بس بدّي إسألك!!!!! هلء مثلاً إذا إنسان سرء وكان فئير معتّر ....متل إذا إنسان سرء وكان مرتا ومعو مصاري؟؟!!! أكيد لأ.........أنا مني عم ءول إنو بتصير الشغلة صح بس بيختلف الحكم...



لك أنا معك بهالحكي....بس هو ما طلب يحكي معا ...!!! هيدي إسما مباردرة ليجسّ نبض الطرف التاني برأيو
من ناحية المبادرة بهالمشاركه عاطي رأيي <المشاركة> (http://qalamoun.com/Forum/showpost.php?p=48678&postcount=4)
(http://qalamoun.com/Forum/showpost.php?p=48678&postcount=4)

أبو رياض القلموني
25-06-2008, 04:39 PM
لأول مرة أنا كمان بوافئ أخي تحسينو عفكرة الحكم......وأنا معك كمان أخي أبو رياض...بس بدّي إسألك!!!!! هلء مثلاً إذا إنسان سرء وكان فئير معتّر ....متل إذا إنسان سرء وكان مرتا ومعو مصاري؟؟!!! أكيد لأ.........أنا مني عم ءول إنو بتصير الشغلة صح بس بيختلف الحكم...




عوافة بو السّوم ...إنتا هلأ جيت و لا صرلك زمان هون !!!
وين عم تغني يا معلم .. :1 (74):.....منين جايب هالمثل اللي ما دخلو بالموضوع !!!...

إلا إذا كان أصدك إنو الشب فقير معتر ما في بنت بتطلع في و راح سرألو كم نظرة !!!..كيفك إنتا ؟



يا سديكاي إحنا عم نحكي عن العادات عند العيل .. و تحسينو آل :"وإنو كمان ما كل الناس والعيل عندها نفس المستوى في الدين والعادات والتقاليد ..."



المشكلة إنو في عالم بالضيعة بكونو عايشين ببيوتن و عيلن بطريأة معينة .. فعندك عيل ما شالله حولن بتجي لعندو بنت عمو أو أرايبتو بتلائي ببوسا و بياعد هوا وياها عالكنباية عابطين بعضن ... هلأ هادا لما بدو يحكي مع واحدة أكيد مارح يدأ الباب و رح ينط من الشباك و يكسر إيدو , خصوصي إذا عيلة البنت كانت عيلة ملتزمة و محترمة ..

فطريقة طلب البنت ما خصا بالعادات اللي تعود علي الشب صاحبنا ... أوكي

wassim.h
25-06-2008, 05:47 PM
عوافة بو السّوم ...إنتا هلأ جيت و لا صرلك زمان هون !!!
وين عم تغني يا معلم .. :1 (74):.....منين جايب هالمثل اللي ما دخلو بالموضوع !!!...

إلا إذا كان أصدك إنو الشب فقير معتر ما في بنت بتطلع في و راح سرألو كم نظرة !!!..كيفك إنتا ؟



يا سديكاي إحنا عم نحكي عن العادات عند العيل .. و تحسينو آل :"وإنو كمان ما كل الناس والعيل عندها نفس المستوى في الدين والعادات والتقاليد ..."



المشكلة إنو في عالم بالضيعة بكونو عايشين ببيوتن و عيلن بطريأة معينة .. فعندك عيل ما شالله حولن بتجي لعندو بنت عمو أو أرايبتو بتلائي ببوسا و بياعد هوا وياها عالكنباية عابطين بعضن ... هلأ هادا لما بدو يحكي مع واحدة أكيد مارح يدأ الباب و رح ينط من الشباك و يكسر إيدو , خصوصي إذا عيلة البنت كانت عيلة ملتزمة و محترمة ..

فطريقة طلب البنت ما خصا بالعادات اللي تعود علي الشب صاحبنا ... أوكي



عأول 3 سطور ببئا بردّلك....

يا سيدنا إذا بتلاحظ أنا كاتب من ناحيت الحكم....لأن الأخ تحسينو كان عم يحكي عن هالفكرة

بس هي كمان عملت من الحبّة ءبّه ...السفيه الكاذب ال ال ال....وإنو كمان ما كل الناس والعيل عندها نفس المستوى في الدين والعادات والتقاليد ...وقبل الحكم إنظري من منظار الغير ......وخلينا ما ننسا إنو الإنسان منو كامل!!!!! بل يسعى للكمال!!!!! وإنتا ءلت الغلط بدل غلط ... وماحدا عم يؤول إنو الفكرة صارت صح"أ
أنا مني عم ءول إنو بتصير الشغلة صح بس بيختلف الحكم...
" وما حدا عم يحكي عن الطليبة والباب والشباك والبرندة وهالئصص..........خلي النقاش بيناتنا ضمن الفكر إلي طرحتا وهي "الحكم"

Barbie
02-07-2008, 10:30 PM
إليكم هذه العظة الواقعية من طفل في مرحلة رياض الأطفال ..

جلست الأم ذات مساء تساعد أبنائها في مراجعة دروسهم ...وأعطت طفلها الصغير البالغ الرابعة من عمره كراسة للرسم حتى لا يشغلها عن ما تقوم به من شرح ومذاكرة لأخوته الباقين ..

وتذكرت فجأة أنها لم تحضر طعام العشاء لوالد زوجها الشيخ المسّن الذي يعيش معهم في حجرة خارج المبني في حوش البيت ..وكانت تقوم بخدمته ماأمكنها ذلك والزوج راضي بما تؤديه من خدمه لوالده والذي كان لا يترك غرفته لضعف صحته .
..أسرعت بالطعام إليه ..وسألته إن كان بحاجة لأي خدمات أخرى ثم أنصرفت عنه .



عندما عادت إلى ما كانت عليه مع أبنائها ..لاحظت أن الطفل يقوم برسم دوائر ومربعات .ويضع فيها رموز ..فسألته : مالذي ترسمه يالحبيب ؟

أجابها بكل براءة : إني أرسم بيتي الذي سأعيش فيه عنما أكبر وأتزوج .
أسعدها رده ...وفقالت وأين ستنام ؟؟ فأخذ الطفل يريها كل مربع ويقول هذه غرفة النوم ..وهذا المطبخ . وهذه غرفة لإستقبال الضيوف ...وأخذ يعدد كل ما يعرفه من غرف البيت ...
وترك مربعاً منعزلاً خارج الإطار الذي رسمه ويضم جميع الغرف ..

فعجبت ..وقالت له : ولماذا هذه الغرفة خارج البيت ؟منعزله عن باقي الغرف ..؟

أجاب : إنها لك ِ سأضعك فيها تعيشين كما يعيش جدي الكبير..

صعقت الأم لما قاله وليدها !!!

هل سأكون وحيدة خارج البيت في الحوش دون أن أتمتع بالحديث مع إبني وأطفاله .وأنس بكلامهم ومرحهم ولعبهم عندما أعجز عن الحركة؟؟ ومن سأكلم حينها ؟؟وهل سأقضي ما بقي من عمري وحيدة بين أربع جدران دون أن أسمع لباقي أفراد أسرتي صوتاً ؟؟

أسرعت بمناداة الخدم ....ونقلت وبسرعة أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف والتي عادة ما تكون أجمل الغرف وأكثرها صدارة في الموقع ...وأحضرت سرير عمها .(والد زوجها )..ونقلت الأثاث المخصص للضيوف إلى غرفته خارجاً في الحوش .

وما أن عاد الزوج من الخارج تفاجئ بما رأى..وعجب له . فسألها ما الداعي لهذا التغيير ؟؟
أجابته والدموع تترقرق في عينيها ..:إني أختار أجمل الغرف التي سنعيش بها أنا وأنت إذا أعطانا الله عمراً وعجزنا عن الحركةوليبق الضيوف في غرفة الحوش .

ففهم الزوج ما قصدته وأثنى عليها لما فعلته لوالده الذي كان ينظر إليهم ويبتسم بعين راضية.
..فما كان من الطفل إلا ..أن مسح رسمه.... وابتسم .

منقول ...

اللهم جنبنا عقوق الوالدين ... و اغفر لهما و ارحمهما برحمتك يا رب العالمين ... اللهم آمين .

The Angel
03-07-2008, 01:45 PM
اللهم آمين .

مشكورة على نقل القصة ...جزاك الله خيرا ً أختي الكريمه ...

مايا
03-07-2008, 10:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا اخت باربي على هالقصة الرائعة الله يجزيكي الخير
اللهم جنبنا عقوق الوالدين ... و اغفر لهما و ارحمهما برحمتك يا رب العالمين ... آمين يا رب العالمين

flauritta
04-07-2008, 02:37 AM
السلام عليكم.
قرأت بعض القصص و بالفعل هي جداً مؤثرة.
بارك الله فيك يا اخ و سيم و بكل الاخوة و الاخوات الذين شاركوا بوضع القصص.

wassim.h
05-07-2008, 03:15 PM
وبكم بارك الله ......
قصة رائعة أخت باربي ...يسلمو..:)

Barbie
05-07-2008, 07:04 PM
و بكم بارك الله ... شكرا ً لكم .

THE TERRORIST
08-07-2008, 02:06 PM
مشكورين جميعاً ... الله يبارك فيكم...
بصراحة أحلى قصة عجبتني من يللي قريتن هي قصة ريم.... وبعدها قصة سارة....

أبو رياض القلموني
08-07-2008, 03:43 PM
وفاة ياسمين :1 (63):



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت لكم قصه واقعية مؤثرة وهي من أروع القصص التي قرأتها فأرجو قراءتها ومحاسبة أنفسكم ......
إنها قصة من أروع القصص الواقعية المؤثرة ، حصلت لطفلة صغيرة تقية صالحة رغم صغر سنها ، وهي قصة من أعجب القصص سيرويها لكم أبوها وهو لبناني اشتغل في السعودية فترة من الزمن .
قال: عشت في الدمام عشر سنين ورزقت فيها بابنة واحدة أسميتها ياسمين،
وكان قد ولد لي من قبلها ابن واحد وأسميته احمد وكان يكبرها بثمان سنين وكنت اعمل هنا في مهنة هندسية..فأنا مهندس وحائز على درجة الدكتوراة.. كانت ياسمين آية من الجمال لها وجه نوراني زاهر..ومع بلوغها التسع سنوات رأيتها من تلقاء نفسها تلبس الحجاب وتصلي وتواظب على قراءة القرآن بصورة ملفتة للنظر.. فكانت ما إن تنتهي من أداء واجباتها المدرسية حتى تقوم على الفور وتفترش سجادة صلاتها الصغيرة وتأخذ بقرآنها وهي ترتله ترتيلا طفوليا ساحرا..كنت أقول لها قومي العبي مع صديقاتك فكانت تقول:
صديقي هو قرآني وصديقي هو ربي
ونعم الصديق..ثم تواصل قراءة القرآن..
وذات يوم اشتكت من ألم في بطنها عند النوم .. فأخذتها إلى المستوصف القريب فأعطاها بعض المسكنات فتهدأ آلامها يومين.. ثم تعاودها.. وهكذا تكررت الحالة.. ولم أعط الأمر حينها أي جدية.. وشاء الله أن تفتح الشركة التي أعمل بها فرعا في الولايات المتحدة الأمريكية.. وعرضوا علي منصب المدير العام هناك فوافقت .. ولم ينقض شهر واحد حتى كنا في أحضان أمريكا مع زوجتي واحمد وياسمين..ولا أستطيع وصف سعادتنا بتلك الفرصة الذهبية والسفر للعيش في أمريكا هذا البلد العملاق الذي يحلم بالسفر إليه كل إنسان..
بعد مضي قرابة الشهرين على وصولنا إلى أمريكا عاودت الآلام ياسمين فأخذتها إلى دكتور باطني متخصص..فقام بفحصها
وقال: ستظهر النتائج بعد أسبوع ولا داعي للقلق
ادخل كلام الطبيب الاطمئنان إلى قلبي..وسرعان ما حجزت لنا مقاعد على أقرب رحلة إلى مدينة الألعاب (أورلاندو) وقضينا وقتا ممتعا مع ياسمين..بين الألعاب
والتنزه هنا وهناك .. وبينما نحن في متعة المرح..رن صوت هاتفي النقال .. فوقع قلبي .. لا أحد في أمريكا يعرف رقمي..عجبا أكيد الرقم خطأ فترددت في الإجابة .. وأخيرا ضغطت على زر الإجابة..
الو..من المتحدث ؟؟
أهلا يا حضرة المهندس.. معذرة على الإزعاج فأنا الدكتور ستيفن.. طبيب ياسمين هل يمكنني لقاؤك في عيادتي غدا ؟
وهل هناك ما يقلق في النتائج ؟!
في الواقع نعم .. لذا أود رؤية ياسمين .. وطرح عدد من الأسئلة قبل التشخيص النهائي..
حسنا سنكون عصر غد عند الخامسة في عيادتك إلى اللقاء.. اختلطت المخاوف والأفكار في رأسي..ولم ادر كيف أتصرف فقد بقي في برنامج الرحلة يومان وياسمين في قمة السعادة لأنها المرة الأولى التي تخرج فيها للتنزه منذ وصولنا إلى أمريكا .. وأخيرا أخبرتهم بأن الشركة تريد حضوري غدا إلى العمل لطارئ ما .. وهي فرصة جيدة لمتابعة تحاليل ياسمين فوافقوا جميعا على العودة بشرط أن نرجع إلى أورلاند في العطلة الصيفية وفي العيادة استهل الدكتور ستيفن حديثه لياسمين بقوله:
- مرحبا ياسمين
كيف حالك ؟
جيدة ولله الحمد..ولكني أحس بآلام وضعف، لا أدري مما ؟
وبدأ الدكتور يطرح الأسئلة الكثيرة..وأخيرا طأطأ رأسه وقال لي: -
تفضل
في الغرفة الأخرى..
وفي الحجرة انزل الدكتور على رأسي صاعقة..تمنيت عندها لو أن الأرض انشقت وبلعتني..
قال الدكتور: -
منذ متى وياسمين تعاني من المرض ؟
قلت: منذ سنة تقريبا وكنا نستعمل المهدئات وتتعافى ..
فقال الطبيب: ولكن مرضها لا يتعافى بالمهدئات..أنها مصابة بسرطان الدم
في مراحله الأخيرة جدا..ولم يبق لها من العمر إلا ستة اشهر..وقبل مجيئكم تم عرض التحاليل على أعضاء لجنة مرضى السرطان في المنطقة وقد أقروا جميعا
بذلك من واقع التحاليل ..
فلم أتمالك نفسي وانخرطت في البكاء
وقلت: مسكينة..والله مسكينة ياسمين هذه الوردة الجميلة..كيف ستموت
وترحل عن الدنيا..وسمعت زوجتي صوت بكائي فدخلت ولما علمت أغمى عليها..
وهنا دخلت ياسمين و‏ابني أحمد وعندما علم أحمد بالخبر احتضن أخته
وقال: مستحيل أن تموت ياسمين..
فقالت ياسمين ببراءتها المعهودة: أموت..يعني ماذا أموت ؟ فتلعثم الجميع من هذا السؤال..
فقال الطبيب: يعني سترحلين إلى الله..
فقالت ياسمين: حقا سأرحل إلى الله ؟!.. وهل هو سيئ الرحيل إلى الله
ألم تعلماني يا والدي بان الله أفضل من الوالدين والناس وكل الدنيا..
وهل رحيلي إلى الله
يجعلك تبكي يا أبي ويجعل أمي يغمى عليها..فوقع كلامها البريء الشفاف
مثل صاعقة أخرى فياسمين ترى في الموت رحلة شيقة فيها لقاء مع الحبيب..
عليك الآن أن تبدأ العلاج..
فقالت: إذا كان لابد لي من الموت فلماذا العلاج والدواء والمصاريف..
نعم يا ياسمين..نحن الأصحاء أيضا سنموت فهل يعني ذلك بان نمتنع عن الأكل والعلاج والسفر والنوم وبناء مستقبل..فلو فعلنا ذلك لتهدمت الحياة ولم يبق على وجه الأرض كائن حي..
الطبيب: تعلمين يا ياسمين بأن في جسد كل إنسان أجهزة وآلات كثيرة هي كلها أمانات من الله أعطانا إياها لنعتني بها..فأنت مثلا..إذا أعطتك صديقتك لعبة.. هل ستقومين بتكسيرها أم ستعتنين بها ؟
ياسمين - بل سأعتني بها وأحافظ عليها..
الطبيب : وكذلك هو الحال لجهازك الهضمي والعصبي والقلب والمعدة والعينين والأذنين ، كلها أجهزة ينبغي عليك الاهتمام بها وصيانتها من التلف.. والأدوية والمواد الكيميائية التي سنقوم بإعطائك إياها إنما لها هدفان..الأول تخفيف آلام المرض والثاني المحافظة قدر الإمكان على أجهزتك الداخلية من التلف حتى عندما تلتقين بربك وخالقك تقولين له لقد حافظت على الأمانات التي جعلتني مسئولة عنها..هأنذه أعيدها لك إلا ما تلف من غير قصد مني..
ياسمين : إذا كان الأمر كذلك..فأنا مستعدة لأخذ العلاج حتى لا أقف أمام الله كوقوفي أمام صديقتي إذا كسرت لعبها وحاجياتها..
مضت الستة اشهر ثقيلة وحزينة بالنسبة كأسرة ستفقد ابنتها المدللة والمحبوبة.. وعكس ذلك كان بالنسبة لابنتي ياسمين فكان كل يوم يمر يزيدها إشراقا وجمالا وقربا من الله تعالى..قامت بحفظ سور من القرآن..وسألناها لماذا تحفظين القرآن ؟
قالت: علمت بان الله يحب القرآن..فأردت أن أقول له يا رب حفظت بعض سور القرآن لأنك تحب من يحفظه..
وكانت كثيرة الصلاة وقوفا.. وأحيانا كثيرة تصلي على سريرها..
فسألتها عن ذلك فقالت: سمعت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول جعلت قرة عيني في الصلاة) فأحببت أن تكون لي الصلاة قرة عين..
وحان يوم رحيلها..وأشرق بالأنوار وجهها..وامتلأت شفتاها بابتسامة واسعة..وأخذت تقرأ سورة (يس) التي حفظتها وكانت تجد مشقة في قراءتها إلى أن ختمت السورة ثم قرأت سورة الحمد وسورة (قل هو الله أحد) ثم آية الكرسي..ثم قالت:
الحمد لله العظيم الذي علمني القرآن وحفظنيه وقوى جسمي للصلاة وساعدني وأنار حياتي بوالدين مؤمنين مسلمين صابرين ، حمدا كثيرا أبدا..واشكره بأنه لم يجعلني كافرة أو عاصية أو تاركة للصلاة..
ثم قالت: تنح يا والدي قليلا ، فإن سقف الحجرة قد انشق وأرى أناسا مبتسمين لابسين البياض وهم قادمون نحوي ويدعونني لمشاركتهم في التحليق معهم إلى الله تعالى ..
وما لبثت أن أغمضت عينيها وهي مبتسمة ورحلت إلى الله رب العالمين
اللهم ارحم هذه الطفلة الصالحة وارحمنا برحمتك وأحسن خاتمتنا
فهل نحن فعلنا مثل ما فعلت الطفلة وتعلق قلبها بخالقها وفعلت ما يقربها منه
هل نحن كذلك يا اخوتى
هل تركنا الاغانى المحرمة عندما عرفنا انها محرمة
هل ارتدينا الحجاب ؟؟؟؟؟
هل ما تخلينا عن ما يغضب الله
طفلة صغيرة السن شعرت بخالقها وتعلق قلبها به ففعلت ما يقربها منه وفرحت بلقائهه
اللهم انت من احب فأجعلنى ممن تحب ..

أبو رياض القلموني
08-07-2008, 03:50 PM
هبات الصبا


لم يعجبها انطلاق ابنها الصغير إلى المسجد لأداء الصلاة فيه جماعة خمس مرات في اليوم ، بل لم تكن راضية عن صلاته كلها ، كانت ترى – ويا لغريب ما ترى – إنه ما زال صغيراً على الصلاة ! وكأن صلاته تأخذ منه ولا تعطيه ، تتعبه ولا تريحه ، تضيع وقته ولا تنظمه ، على الرغم من أن ابنها ذا الأعوام العشرة
كان يرد بلطف على أمه شفقتها المزعومة مؤكداً لها أنه يشعر بسعادة غامرة في الصلاة ، وأنها تبعث فيه نشاطاً غير عادي ، وتنظم وقته حتى صار يكتب وظائفه المدرسية جميعها ويراجع دروسه دون أن يحرم نفسه من اللعب ، ولما عجزت الأم عن صرف ابنها عن التزامه بالصلاة ، التزامه الذي رأته ( تعلقاً مبكراً ) بها لجأت إلى أبيه تشكو إليه حال ولدهما الذي ( أخذت الصلاة عقله ) كما عبرت !
حاول الزوج أن يخفف من قلقها قائلاً : لا تحملي همه ، إنها هبة من هبات الصبا سرعان ما يمل ويسأم ويعود إلى ما كان عليه ، ومرت الأيام دون أن يتحقق ما منى أبوه به أمه ، فقد زاد الصغير حباً بصلاته وتمسكاً بها ، وحرصاً على أدائها جماعة في المسجد .
وصحت الأم صباح يوم الجمعة ، وثار في نفسها خاطر بأن ابنها لم يعد من صلاة الفجر التي قضيت قبل أكثر من نصف ساعة ، فهرعت إلى غرفته قلقة فزعة ، وما كادت تدخل من بابها المفتوح حتى سمعته يدعو الله بصوت خاشع باك وهو يقول : ( يا رب .. اهد أمي .. اهد أبي .. اجعلهما يصليان .. اجعلهما يطيعانك .. حتى لا يدخلا نار جهنم )
ولم تملك الأم عينيها وهي تسمع دعاء ولدها ، فانسابت الدموع على خديها تغسل قلبها وتشرح صدرها ، عادت إلى غرفتها وأيقظت زوجها ودعته ليسمع ما سمعت ، وجاء أبوه معها ليجد ولده يواصل الدعاء ويقول : ( يا رب وعدتنا بأن تجيب دعاءنا وأنا أرجوك يا رب أن تجيب دعائي وتهدي أبي وأمي .. فأنا أحبهما .. وهما يحباني ) لم تصبر الأم فأسرعت إلى ابنها تضمه إلى صدرها ولحق بها أبوه وهو يقول لولده : " قد أجاب الله دعاءك يا ولدي "
ومن وقتها حافظ والداه على الصلاة وأصبحا ملتزمين أوامر ربهما فكان ولدهما سبب هدايتهما

أبو رياض القلموني
08-07-2008, 03:55 PM
الدين المعاملة

نشأ الكابتن ( أرسيناس ) وتعلَّم في بيئة نصرانية في العاصمة مانيلا ، قدم إلى المملكة العربية السعودية للعمل كمدرب سباحة ، وكان أول اتصال له بالمسلمين ، بدأ يتعرف عليهم ، ويقف على أحوالهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وكان من بين الذين يدربهم على السباحة طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره ، يقول عن نفسه : ( كنت أرى في تصرفات هذا المسلم الصغير التزاماً شديداً ؛ فهو هادئ الطبع ، منظم في حياته ، لم يعدني مرة بشيء ويخلف هذا الوعد ، وكان يحرص على أداء الصلوات في أوقاتها ، وكنت أراه يكثر من قراءة القرآن في أوقات الراحة .. لقد كان هذا المسلم الصغير يتمتع بذكاء وقَّاد ، وقوة ملاحظة عجيبة ؛ فبمجرد أن لاحظ أنني أراقب تصرفاته وأرتاح لصحبته أحضر لي عدداً من الكتيبات المترجمة إلى اللغة الإنجليزية والتي تتحدث عن الأديان والمقارنة بينها ، كما أهدى لي نسخة من المصحف المترجم ، وقال لي المسلم الصغير : عندما تقرأ هذه الكتب ، ستعرف السر وراء تصرفاتي المنضبطة .. وكانت هذه أول مرة أقرأ فيها عن الإسلام ، ومع كثرة قراءاتي بدأت أقف على حقائق كانت غائبة عن كثيرين أمثالي ، لقد تأثرت كثيراً بما قرأت ، وخصوصاً عندما قرأت المصحف المترجم ، وكان ما قرأته عن وجود إله واحد خالق يتفق مع ما أفكر فيه وأقتنع به ، لقد انجذبت إلى الإسلام وأسلمت ، وسميت نفسي ( عبد الكريم ) وكان السبب في ذلك سلوك هذا المسلم الصغير الذي يرجع الفضل له – بعد الله عز وجل – في تعريفي بالإسلام .

مايا
08-07-2008, 04:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزيك الخير اخ ابو رياض القصص روعة بس أجمل وحدة فيهم ( وفاة ياسمين ) كتير حلوة .

أبو رياض القلموني
08-07-2008, 05:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزيك الخير اخ ابو رياض القصص روعة بس أجمل وحدة فيهم ( وفاة ياسمين ) كتير حلوة .


وبكم بارك الله , أهلين بأختي مايا ... مشكورة عذوقك الرفيع و مشاعرك الجياشة :)

malikatou lwouroud
16-07-2008, 08:25 AM
ما شاء اللّه عنكن شو هادا يا عمّي مشكورين على هالأصص الحلوة جمّلتو وأغنيتو الموضوع واللّه

ولك شو هاد عمّو أبو ريّاض؟؟؟!!!! نيّالا أم رياض فيك على هالأصص مشكور كتير.............................................. .................................................. ................................................

أم ريّاض
24-12-2009, 12:37 AM
آ واللّه أصص روعة صحيح بتبكّي بس واللّه فيا عبر وحلوة ! مشكورة أخت malikatou lworoudعهالموضوع الحلو يللي بيبسط الشّغوفين بقراءة القصص وبيسلّين ويفيدن بنفس الوقت.بتمنى على كل مين عندو قصة حلوة يحطّلنا الياها منتسلّى ومننبسط بأرايتا بما إنو ما عنّا شغل بهالأيام...

أم ريّاض
24-12-2009, 12:53 AM
وبكم بارك الله , أهلين بأختي مايا ... مشكورة عذوقك الرفيع و مشاعرك الجياشة :)




أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأحمممممممممممممممم!!! بدون تعليييققق!!؟؟!!!:1 (5):