أبو محمد القلموني
14-04-2007, 05:16 PM
لقاء جديد ماتع و مفيد مع الأستاذ الجليل محمد قطب .
بتاريخ السادس من شهر نيسان من عام 2007 ميلادي أمتعنا الله بلقاء الأستاذ محمد قطب حفظه الله تعالى في دارته بمكة المكرمة.
في بداية اللقاء افتتح الإخوة الحديث عن حماس و طلبوا من الشيخ أن يبدي رأيه. فأجاب الشيخ أنه كان يتمنى لو لم تتورط حماس في ما تورطت فيه. والضمانة بحسب رأي الشيخ الآن هي في تعنت إسرائيل و رفضها للصيغ الجديدة لتعود الأمور إلى سابق عهدها فتضطر حماس للرجوع إلى برنامجها الأساسي. و أثنى الشيخ على الإخوة في حماس و جزم بأن سريرتهم بيضاء و نياتهم سليمة فتخطأتنا لهم لا تستلزم الطعن في إخلاصهم.
ثم استمع الشيخ بإنصات بالغ إلى أحد الإخوة المقربين من حماس ينقل عن أحد قيادي الحركة اعترافه بتورطهم ، و أكثر من ذلك إحساسه بأن ثمة من دبر لهم ليوقعهم في هذا المأزق!
وكان الأخ أبو عبد الرحمن القلموني حفظه الله قد أرسل لي رسالة ، طلب مني أن أقرأها على الأستاذ. وفيها يخاطب الشيخ بكلام رقيق يذكر فيه إعجابه به و يعترف له بالفضل عليه . وتضمنت رسالته أربعة أسئلة ، أذكرها الآن ثم أتبع كل سؤال بجواب الأستاذ محمد عليه.
السؤال الأول :
(سبق لأستاذنا الفاضل أن تطرق لموضوعات معاصرة كأحداث البوسنة و الهرسك مثلا،و لكن حبذا لو أنه تطرق،بأسلوبه المعاصر و المقبول من شريحة واسعة من المسلمين المثقفين الغير معتادين على الأساليب اللغوية الشرعية التقليديه،حبذا لو تطرق لموضوع التشيع من جميع جوانبه و نحن نعرف أن هناك متخصصين في كل جانب،و لعل الأستاذ لا يرى نفسه في مثل هذه الموضوعات،و لكنني أرى و الله تعالى أعلم،أنه يمكن أن يطرح الموضوع بطريقة قد تكون مبتكرة،و أسلوب ميسر يلقي الضوء على كثير من الجوانب المخفية لهذا الموضوع الخطير و الذي تلبس على الكثيرين،خصوصا و كما أسلفت، أن كلمة الشيخ تصل الى الكثيرين ممن لم يعتادوا القراءة باللغة الأكاديمية البحتة لبعض المختصين بهذا الموضوع .و جزاكم الله خيرا ) إنتهى نص السؤال .
والآن أذكر جواب الشيخ عليه. يقول الشيخ حفظه الله تعالى :
بعد قيام الثورة في إيران أرسل الخميني وفدا رسميا لزيارتي ، مكونا من إثني عشرا نقيبا ، فيهم أربع آيات و بينهم مترجم يتقن العربية يقال له : الطبطبائي. ونقلوا لي تحيات الخميني و إعجابه بي و بأخي سيد رحمه الله. و قالوا أن كتبي و كتب سيد كانت غذاء لثورتهم ! فشكرتهم على هذه الكلمات و هذه المشاعر الطيبة.
ثم سألوني أن أبدي رأيي في الثورة .
فقلت ( أي الشيخ ) : أجيبكم بصراحة ! لما قلتم أنكم تريدون حكومة كحكومة علي رضي الله عنه و تجاوزتم الشيخين ( أبا بكر و عمر رضي الله عنهما ) عدتم بهذا إلى النقطة التي فصلت بيننا و بينكم !
يقول الشيخ : وهنا حصل توتر بينهم !
يتابع الشيخ فيقول : لو قلتم أننا بصدد بناء دولة إسلامية أو دولة على منهاج النبوة لكان أسلم. أما أن تتجاوزوا الشيخان فهذا غير مقبول عندنا و يعيدنا إلى نقطة الخلاف معكم.
أجاب الوفد فقالوا : نحن لم نعلن أننا سنقيم حكومة علي ، فهذا قول بعض الناس و هو لا يلزمنا.
تطوع أحدهم فقال : بعض الناس يقولون بتأليه علي و نحن نرفضه و لا نقبل به!
هنا أجاب الشيخ معلقا : لقد كان من سياستكم أنكم أيدتم تأييدا كاملا من يؤله عليا على من لا يؤلهه في إحدى البلدان !
أجاب الوفد : هي الدبلوماسية فقط.
فعلق الشيخ قائلا : الدبلوماسية يجب أن تكون دبلوماسية إسلامية !
يقول الشيخ : ثم جرى بينهم نقاش عصبي لم يترجم لي !
ثم قالوا : على أية حال سنبلغ ملاحظاتك للإمام الخميني و نجيب عليك قريبا.
يقول الشيخ : لكنهم ذهبوا و لم يصلني منهم شيء بعد ذلك !
يتابع الشيخ فيقول : في سنة 1954 زارني نواب صفوي في مصر ، وكان سيد رحمه الله معتقلا الإعتقال الأول ، وقد كان مطلوبا أن يبقى مع إخوانه في السجن ريثما يتم إبرام صلح مع إسرائيل !
يستطرد الشيخ هنا فيقول : وفي تلك الفترة حدثت حادثة سلاح الفرسان فذهب عبد الناصر إلى منزل المرشد الهضيبي وانتظره حتى رجع . ثم قبل يده و أعلن اعتذاره عن خلع نجيب و رغبته في إنفاذ ما قطعه من عهود سابقة ! ثم أطلق المسجونين لكي يكسب ثقة الإخوان و يهدئ من وراءهم . وذهب يخطط لمسرحية المنشية بعد أن انفرد بأولئك الضباط و أعطى كل واحد منهم صرة من النقود ليشغله بها !
يتابع الشيخ حديثه عن نواب صفوي فيقول :
و قد سألني : ألا تحبون آل البيت ؟ دعونا إذا نجتمع على حبهم جبهة واحدة ضد أعدائنا !
وقد كان نواب صفوي فصيحا جدا و كان إذا ذكر آية رتلها ترتيلا. ثم قال للشيخ محمد : أنا متألم جدا من اعتقال سيد و طرد نجيب ومستعد لفعل أي شيء!
يقول الشيخ محمد : ثم قتل نواب صفوي بعد ذلك!
يكمل الشيخ حديثه عن الشيعة فيقول : أهل السنة متقاعسون حاليا . فلما يأتيهم رجل يزعم أنه سيحرر و سيتصدى و سيفعل و الخ ... فالناس تفتتن به!
في فترة من الفترات كانت غالبية كبيرة من الشعب المصري تهتف لرومل ! وكنت لا أرضاه أبدا في وسط جمهرة من المعارف و الأصدقاء ، كلهم يعارضونني !
وهنا رجع الشيخ مستطردا إلى عام 1951. لما رجع سيد من أمريكا مقررا أن ينتمي إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين. وذلك على إثر ما جرى معه في سنة 1949 حين كان في مشفى في أمريكا. فشهد حفلا صاخبا ماجنا فرحا بموت الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى. فقال: هذه الجماعة التي تشهد الصليبية العالمية بعداوتها ، لا بد أن أكون جنديا في صفوفها !
يقول الشيخ محمد معارضا سيد : فقلت له أنت الآن مرحب بك من جميع الإسلاميين ، فالأفضل أن تبقى كذلك.
أجاب سيد رحمه الله : العمل لا يصلح إلا من داخل جماعة.
يقول الشيخ محمد : و كان رأيه صحيحا و إن كان رأيي ليس بخاطئ!
ثم يقول الشيخ : لولا الفراغ العقدي عند أهل السنة اليوم لما حصل هذا الإفتتان ! وعلى الدعاة أن يقفوا موقفا واضحا من القضايا الخلافية التي لا نستطيع أن نتنازل عن شيء منها. إنهم يشتمون الشيخين و يقولون في كتبهم أن ثمة سورا محذوفة الخ ... فإذا كانوا جادين في ما يدعوننا إليه فليغيروا هذا! فإذا رفضوا فنحن لا نريد معركة معهم!
لكن هناك فرق بين عدم قبول المعركة و بين السكوت عن مثل هذه الأمور و عدم توضيحها !
ومن جملة ما تحدث عنه الشيخ جوابا على السؤال الموجه إليه أنه إذا حصل وفاق بين أمريكا و إيران ، فإن هذا ربما يفضح المستور و يزيل الغبش . يقول : وأنا أتوقع أن يكون هذا قريبا من خلال تدبير رباني نستشرفه و نرجوه!
وختم الشيخ قائلا : لكنني لن أكتب عن هذا الأمر !
السؤال الثاني : ( لم يفتأالأستاذ و كذا غيره من الكتاب المعاصرين يذكر الصحوة الإسلامية المعاصرة،و لكننا حتى الان لا نرى معالم واضحة لها،فبالرغم من تبدل الكثير من المفاهيم منذ التجربة الأم(مع الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى) و حتى يومنا هذا،و توضحها بعد أن كانت غير واضحة بل و ربما غائبة بالكلية في السابق،إلا أننا لا نرى حتى الساعة أي تجسد جماعي في كيان محدد و خطوات واضحة المعالم،لنقول عندها أن هناك صحوة خفيفة،فتنظيماتنا مثلا لا تحسن إنتاج القادة و لا مؤسسات تربوية ناجحة و.......فأين هي هذه الصحوة؟؟؟؟؟ )
يجيب الشيخ فيقول :
هذا الكلام صحيح . لكن لو فرضنا الأسوأ : الأمة لم تصحو برغم الضربات الموجعة! و الحركات لم تستقم كما أمرت ! فهل نقول أن الأعداء سيعجزون الله تعالى ؟!!
إن قدر الله سينفذ لا محالة . و الله قدر أن دولة قادمة للإسلام ستأتي كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار ) ، ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ... ) . واليوم اليهود يسيطرون دوليا فهزيمتهم ستفتح الآفاق بلا شك لدين الله أن يبلغ ما بلغ الليل و النهار .
واليهود في كتاب الله لهم حالتان : حالة دائمة ( و إذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب و إنه لغفور رحيم ) ، وحالة استثنائية ( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس )
أما المسلمون فلا ينصرون إلا إذا كانوا مستقيمين على الطريق !
فالحديث الذي يحدد المعركة مع اليهود بالتفصيل المكاني سيقضي على اليهود لتتهاوى بالتالي سيطرتهم الدولية .
يقول الشيخ : بعد حرب الكويت تبين لي أن الوعي السياسي و الحركي منعدم! لكنني متفائل بل على يقين أن الحال سيتغير لصالح الإسلام . فإن كل حماقة ترتكبها أمريكا و إسرائيل هي هدية ربانية تكشف الغشاوة عن أعين المسلمين.
يتبع إن شاء الله
بتاريخ السادس من شهر نيسان من عام 2007 ميلادي أمتعنا الله بلقاء الأستاذ محمد قطب حفظه الله تعالى في دارته بمكة المكرمة.
في بداية اللقاء افتتح الإخوة الحديث عن حماس و طلبوا من الشيخ أن يبدي رأيه. فأجاب الشيخ أنه كان يتمنى لو لم تتورط حماس في ما تورطت فيه. والضمانة بحسب رأي الشيخ الآن هي في تعنت إسرائيل و رفضها للصيغ الجديدة لتعود الأمور إلى سابق عهدها فتضطر حماس للرجوع إلى برنامجها الأساسي. و أثنى الشيخ على الإخوة في حماس و جزم بأن سريرتهم بيضاء و نياتهم سليمة فتخطأتنا لهم لا تستلزم الطعن في إخلاصهم.
ثم استمع الشيخ بإنصات بالغ إلى أحد الإخوة المقربين من حماس ينقل عن أحد قيادي الحركة اعترافه بتورطهم ، و أكثر من ذلك إحساسه بأن ثمة من دبر لهم ليوقعهم في هذا المأزق!
وكان الأخ أبو عبد الرحمن القلموني حفظه الله قد أرسل لي رسالة ، طلب مني أن أقرأها على الأستاذ. وفيها يخاطب الشيخ بكلام رقيق يذكر فيه إعجابه به و يعترف له بالفضل عليه . وتضمنت رسالته أربعة أسئلة ، أذكرها الآن ثم أتبع كل سؤال بجواب الأستاذ محمد عليه.
السؤال الأول :
(سبق لأستاذنا الفاضل أن تطرق لموضوعات معاصرة كأحداث البوسنة و الهرسك مثلا،و لكن حبذا لو أنه تطرق،بأسلوبه المعاصر و المقبول من شريحة واسعة من المسلمين المثقفين الغير معتادين على الأساليب اللغوية الشرعية التقليديه،حبذا لو تطرق لموضوع التشيع من جميع جوانبه و نحن نعرف أن هناك متخصصين في كل جانب،و لعل الأستاذ لا يرى نفسه في مثل هذه الموضوعات،و لكنني أرى و الله تعالى أعلم،أنه يمكن أن يطرح الموضوع بطريقة قد تكون مبتكرة،و أسلوب ميسر يلقي الضوء على كثير من الجوانب المخفية لهذا الموضوع الخطير و الذي تلبس على الكثيرين،خصوصا و كما أسلفت، أن كلمة الشيخ تصل الى الكثيرين ممن لم يعتادوا القراءة باللغة الأكاديمية البحتة لبعض المختصين بهذا الموضوع .و جزاكم الله خيرا ) إنتهى نص السؤال .
والآن أذكر جواب الشيخ عليه. يقول الشيخ حفظه الله تعالى :
بعد قيام الثورة في إيران أرسل الخميني وفدا رسميا لزيارتي ، مكونا من إثني عشرا نقيبا ، فيهم أربع آيات و بينهم مترجم يتقن العربية يقال له : الطبطبائي. ونقلوا لي تحيات الخميني و إعجابه بي و بأخي سيد رحمه الله. و قالوا أن كتبي و كتب سيد كانت غذاء لثورتهم ! فشكرتهم على هذه الكلمات و هذه المشاعر الطيبة.
ثم سألوني أن أبدي رأيي في الثورة .
فقلت ( أي الشيخ ) : أجيبكم بصراحة ! لما قلتم أنكم تريدون حكومة كحكومة علي رضي الله عنه و تجاوزتم الشيخين ( أبا بكر و عمر رضي الله عنهما ) عدتم بهذا إلى النقطة التي فصلت بيننا و بينكم !
يقول الشيخ : وهنا حصل توتر بينهم !
يتابع الشيخ فيقول : لو قلتم أننا بصدد بناء دولة إسلامية أو دولة على منهاج النبوة لكان أسلم. أما أن تتجاوزوا الشيخان فهذا غير مقبول عندنا و يعيدنا إلى نقطة الخلاف معكم.
أجاب الوفد فقالوا : نحن لم نعلن أننا سنقيم حكومة علي ، فهذا قول بعض الناس و هو لا يلزمنا.
تطوع أحدهم فقال : بعض الناس يقولون بتأليه علي و نحن نرفضه و لا نقبل به!
هنا أجاب الشيخ معلقا : لقد كان من سياستكم أنكم أيدتم تأييدا كاملا من يؤله عليا على من لا يؤلهه في إحدى البلدان !
أجاب الوفد : هي الدبلوماسية فقط.
فعلق الشيخ قائلا : الدبلوماسية يجب أن تكون دبلوماسية إسلامية !
يقول الشيخ : ثم جرى بينهم نقاش عصبي لم يترجم لي !
ثم قالوا : على أية حال سنبلغ ملاحظاتك للإمام الخميني و نجيب عليك قريبا.
يقول الشيخ : لكنهم ذهبوا و لم يصلني منهم شيء بعد ذلك !
يتابع الشيخ فيقول : في سنة 1954 زارني نواب صفوي في مصر ، وكان سيد رحمه الله معتقلا الإعتقال الأول ، وقد كان مطلوبا أن يبقى مع إخوانه في السجن ريثما يتم إبرام صلح مع إسرائيل !
يستطرد الشيخ هنا فيقول : وفي تلك الفترة حدثت حادثة سلاح الفرسان فذهب عبد الناصر إلى منزل المرشد الهضيبي وانتظره حتى رجع . ثم قبل يده و أعلن اعتذاره عن خلع نجيب و رغبته في إنفاذ ما قطعه من عهود سابقة ! ثم أطلق المسجونين لكي يكسب ثقة الإخوان و يهدئ من وراءهم . وذهب يخطط لمسرحية المنشية بعد أن انفرد بأولئك الضباط و أعطى كل واحد منهم صرة من النقود ليشغله بها !
يتابع الشيخ حديثه عن نواب صفوي فيقول :
و قد سألني : ألا تحبون آل البيت ؟ دعونا إذا نجتمع على حبهم جبهة واحدة ضد أعدائنا !
وقد كان نواب صفوي فصيحا جدا و كان إذا ذكر آية رتلها ترتيلا. ثم قال للشيخ محمد : أنا متألم جدا من اعتقال سيد و طرد نجيب ومستعد لفعل أي شيء!
يقول الشيخ محمد : ثم قتل نواب صفوي بعد ذلك!
يكمل الشيخ حديثه عن الشيعة فيقول : أهل السنة متقاعسون حاليا . فلما يأتيهم رجل يزعم أنه سيحرر و سيتصدى و سيفعل و الخ ... فالناس تفتتن به!
في فترة من الفترات كانت غالبية كبيرة من الشعب المصري تهتف لرومل ! وكنت لا أرضاه أبدا في وسط جمهرة من المعارف و الأصدقاء ، كلهم يعارضونني !
وهنا رجع الشيخ مستطردا إلى عام 1951. لما رجع سيد من أمريكا مقررا أن ينتمي إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين. وذلك على إثر ما جرى معه في سنة 1949 حين كان في مشفى في أمريكا. فشهد حفلا صاخبا ماجنا فرحا بموت الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى. فقال: هذه الجماعة التي تشهد الصليبية العالمية بعداوتها ، لا بد أن أكون جنديا في صفوفها !
يقول الشيخ محمد معارضا سيد : فقلت له أنت الآن مرحب بك من جميع الإسلاميين ، فالأفضل أن تبقى كذلك.
أجاب سيد رحمه الله : العمل لا يصلح إلا من داخل جماعة.
يقول الشيخ محمد : و كان رأيه صحيحا و إن كان رأيي ليس بخاطئ!
ثم يقول الشيخ : لولا الفراغ العقدي عند أهل السنة اليوم لما حصل هذا الإفتتان ! وعلى الدعاة أن يقفوا موقفا واضحا من القضايا الخلافية التي لا نستطيع أن نتنازل عن شيء منها. إنهم يشتمون الشيخين و يقولون في كتبهم أن ثمة سورا محذوفة الخ ... فإذا كانوا جادين في ما يدعوننا إليه فليغيروا هذا! فإذا رفضوا فنحن لا نريد معركة معهم!
لكن هناك فرق بين عدم قبول المعركة و بين السكوت عن مثل هذه الأمور و عدم توضيحها !
ومن جملة ما تحدث عنه الشيخ جوابا على السؤال الموجه إليه أنه إذا حصل وفاق بين أمريكا و إيران ، فإن هذا ربما يفضح المستور و يزيل الغبش . يقول : وأنا أتوقع أن يكون هذا قريبا من خلال تدبير رباني نستشرفه و نرجوه!
وختم الشيخ قائلا : لكنني لن أكتب عن هذا الأمر !
السؤال الثاني : ( لم يفتأالأستاذ و كذا غيره من الكتاب المعاصرين يذكر الصحوة الإسلامية المعاصرة،و لكننا حتى الان لا نرى معالم واضحة لها،فبالرغم من تبدل الكثير من المفاهيم منذ التجربة الأم(مع الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى) و حتى يومنا هذا،و توضحها بعد أن كانت غير واضحة بل و ربما غائبة بالكلية في السابق،إلا أننا لا نرى حتى الساعة أي تجسد جماعي في كيان محدد و خطوات واضحة المعالم،لنقول عندها أن هناك صحوة خفيفة،فتنظيماتنا مثلا لا تحسن إنتاج القادة و لا مؤسسات تربوية ناجحة و.......فأين هي هذه الصحوة؟؟؟؟؟ )
يجيب الشيخ فيقول :
هذا الكلام صحيح . لكن لو فرضنا الأسوأ : الأمة لم تصحو برغم الضربات الموجعة! و الحركات لم تستقم كما أمرت ! فهل نقول أن الأعداء سيعجزون الله تعالى ؟!!
إن قدر الله سينفذ لا محالة . و الله قدر أن دولة قادمة للإسلام ستأتي كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار ) ، ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ... ) . واليوم اليهود يسيطرون دوليا فهزيمتهم ستفتح الآفاق بلا شك لدين الله أن يبلغ ما بلغ الليل و النهار .
واليهود في كتاب الله لهم حالتان : حالة دائمة ( و إذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب و إنه لغفور رحيم ) ، وحالة استثنائية ( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس )
أما المسلمون فلا ينصرون إلا إذا كانوا مستقيمين على الطريق !
فالحديث الذي يحدد المعركة مع اليهود بالتفصيل المكاني سيقضي على اليهود لتتهاوى بالتالي سيطرتهم الدولية .
يقول الشيخ : بعد حرب الكويت تبين لي أن الوعي السياسي و الحركي منعدم! لكنني متفائل بل على يقين أن الحال سيتغير لصالح الإسلام . فإن كل حماقة ترتكبها أمريكا و إسرائيل هي هدية ربانية تكشف الغشاوة عن أعين المسلمين.
يتبع إن شاء الله