عمار الفلو
04-04-2008, 01:06 AM
http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2008/4/318158.htm
نبيل العوضي
منذ ان كتب الدكتور عائض القرني مقاله (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة) والى اليوم لم تهدأ الاقلام تعليقا على المقال، فمن مؤيد ومن رافض ومن متوسط، والحق يقال ان الشيخ ابدع في مقاله ووضع النقاط على الحروف وتكلم عن تجربة، ولا يعني حديثه نفي ما عند القوم من اخطاء وسلبيات ولكنه جانب مهم نفتقده في مجتمعاتنا العربية وان كان ديننا يدعو له من حسن الخلق ولين الجانب، ولعل بعض الردود على الدكتور تدل على صدق مقاله، وهذا مقال الشيخ لمن فاته:
(اكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين واخشى ان اتهم بميلي الى الغرب وانا اكتب عنهم شهادة حق وانصاف، والله ان غبار حذاء محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) احب اليَّ من امريكا واوروبا مجتمعتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: (ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة).
وقد اقمت في باريس اراجع الاطباء وادخل المكتبات واشاهد الناس وانظر الى تعاملهم فاجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، اصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة، اما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة. وانا افخر بأني عربي، لأن القرآن عربي والنبي عربي، ولولا ان الوحي هذّب اتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.
نحن مجتمع غلظة وفظاظة الا من رحم الله، فبعض المشايخ وطلبة العلم وانا منهم جفاة في الخلق، وتصحر في النفوس، حتى ان بعض العلماء اذا سألته اكفهر وعبس وبسر، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس، من الازواج زوج شجاع مهيب واسد هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحية تسعى، من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كبرا وخيلاء حتى انه اذا سلم على الناس يرى ان الجميل له، واذا جلس معهم ادى ذلك تفضلا وتكرما منه، الشرطي صاحب عبارات مؤذية، الاستاذ جافي مع طلابه، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخلق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس، وبحاجة لكلية لتعليم الازواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
المجتمع عندنا يحتاج الى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا. في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكبر وطفش وزهق ونزق وقلق، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصياً وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة، وكلما قلت: ما السبب؟
قالوا: الحضارة ترقق الطباع، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وانت جالس في سيارتك، نمشي في الشارع والامطار تهطل علينا فيرفع احد المارة مظلته على رؤوسنا، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف، اجد كثيرا من الاحاديث النبوية تطبق هنا، احترام متبادل، عبارات راقية، اساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد ابناء يعرب اذا غضبوا لعنوا وشتموا واقذعوا وافحشوا، اين منهج القرآن: (وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن)، (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، (فاصفح الصفح الجميل)، (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير). وفي الحديث: »الراحمون يرحمهم الرحمن«، و»المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده«، و»لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا«. عندنا شريعة ربانية مباركة لكن التطبيق ضعيف، يقول عالم هندي: (المرعى اخضر ولكن العنز مريضة). انتهى كلام الشيخ (حفظ الله الشيخ وشفاه وعافاه وسدد قلمه وخطاه
نبيل العوضي
منذ ان كتب الدكتور عائض القرني مقاله (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة) والى اليوم لم تهدأ الاقلام تعليقا على المقال، فمن مؤيد ومن رافض ومن متوسط، والحق يقال ان الشيخ ابدع في مقاله ووضع النقاط على الحروف وتكلم عن تجربة، ولا يعني حديثه نفي ما عند القوم من اخطاء وسلبيات ولكنه جانب مهم نفتقده في مجتمعاتنا العربية وان كان ديننا يدعو له من حسن الخلق ولين الجانب، ولعل بعض الردود على الدكتور تدل على صدق مقاله، وهذا مقال الشيخ لمن فاته:
(اكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين واخشى ان اتهم بميلي الى الغرب وانا اكتب عنهم شهادة حق وانصاف، والله ان غبار حذاء محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) احب اليَّ من امريكا واوروبا مجتمعتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: (ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة).
وقد اقمت في باريس اراجع الاطباء وادخل المكتبات واشاهد الناس وانظر الى تعاملهم فاجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، اصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة، اما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة. وانا افخر بأني عربي، لأن القرآن عربي والنبي عربي، ولولا ان الوحي هذّب اتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.
نحن مجتمع غلظة وفظاظة الا من رحم الله، فبعض المشايخ وطلبة العلم وانا منهم جفاة في الخلق، وتصحر في النفوس، حتى ان بعض العلماء اذا سألته اكفهر وعبس وبسر، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس، من الازواج زوج شجاع مهيب واسد هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحية تسعى، من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كبرا وخيلاء حتى انه اذا سلم على الناس يرى ان الجميل له، واذا جلس معهم ادى ذلك تفضلا وتكرما منه، الشرطي صاحب عبارات مؤذية، الاستاذ جافي مع طلابه، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخلق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس، وبحاجة لكلية لتعليم الازواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
المجتمع عندنا يحتاج الى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا. في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكبر وطفش وزهق ونزق وقلق، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصياً وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة، وكلما قلت: ما السبب؟
قالوا: الحضارة ترقق الطباع، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وانت جالس في سيارتك، نمشي في الشارع والامطار تهطل علينا فيرفع احد المارة مظلته على رؤوسنا، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف، اجد كثيرا من الاحاديث النبوية تطبق هنا، احترام متبادل، عبارات راقية، اساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد ابناء يعرب اذا غضبوا لعنوا وشتموا واقذعوا وافحشوا، اين منهج القرآن: (وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن)، (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، (فاصفح الصفح الجميل)، (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير). وفي الحديث: »الراحمون يرحمهم الرحمن«، و»المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده«، و»لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا«. عندنا شريعة ربانية مباركة لكن التطبيق ضعيف، يقول عالم هندي: (المرعى اخضر ولكن العنز مريضة). انتهى كلام الشيخ (حفظ الله الشيخ وشفاه وعافاه وسدد قلمه وخطاه