مشاهدة النسخة كاملة : حائرة...
حوريَّة الأقصى
07-04-2008, 04:28 PM
طُرق باب منزلنا...فتهلَّلت أسارير وجهي و سارعْت لإستقبالها...فتحْتُ الباب مرحّبة بها...فإذا بي أراها تقف شاردة الذهن والحزن قد ملأ عينيها....فقلت لها:ما بك؟؟؟ألست على ما يرام؟؟؟
فأجابت:آسفة...لقد فكّرت كثيرا ً و لم أجد سواك ِ كي أفضفض لها..
فسحبتها من يدها و أدخلتها و قلت لها :خيرا ً إن شاء الله....إستريحي..ثمّ حدّثيني بكلّ ما يزعجك علّني أساعدك ...
جلسنا دقائق بصمت...ثمّ قالت:أنا حائرة!!!...ثمّ صمتت قليلا ً وبدأت دموعها تتساقط من عينيها...ثمّ أكملت: لقد قلت ( لست موافقة) بالأمس ...و انتهت القصّة...
فقلت : لقد انتهى كلّ شيء فلم هذا الضيق؟؟؟
أجابتني:أوتظنّين أنّ كلّ شيء قد انتهى ...هي أصعب كلمة ٍ أنطقها...كم أكره أن أرفض...لقد كان على خلق ٍ و دين...وأهلي كانوا يتأمّلون أن أوافق...و لكن.. ما عساي أفعل..كيف سأقول نعم...أنتِ تعلمين أنّي أحبّ سواه...وأنّي لا أستطيع أن أكذِّب قلبي ....
قلت لها:وهو ؟؟ هل يعلم بالخاطب الجديد؟؟؟
فأجابت:و ما أدراني!!! ....لقد سافر...سافر وتركني وحيدة وسط أحزاني وآلامي....لم لا يصارحني؟؟؟أنا لا أريد سوى مبادرة صغيرة منه...كلمة صادقة وصريحة...حتّى أكون على بيّنة ..ولا أعيش في هذه الحيرة........
قلت : طيّب ...ما العمل الآن؟؟بماذا تفكّرين؟؟؟
أجابت :لا أعرف ....عليّ إعادة التفكير جيّدا ً ...لن أرضى لنفسي العيش بهذه الحيرة والضّياع.... أشعر أنّه عليّ إتّخاذ قرار ٍ حاسم...وإنفجرت بالبكاء...
يتبع إن شاء الله
wassim.h
07-04-2008, 05:06 PM
مشكوره عالقصه ...حلوه.....بس تحمست اعرف شبددو يصير:)....ايمتن بددك تكفيا؟؟؟؟؟
السجين
07-04-2008, 06:04 PM
السلام عليكم ..القصة حلوة بس ما تطولي علينا بدنا نعرف الكمالة
أبو الحسين
07-04-2008, 07:59 PM
ما تطولي علينا ها ..شكلو القصة كتير حلوة
яiиda
07-04-2008, 08:49 PM
مشكورة كتير اختنا (حوريّة الاقصى)على هيدي القصّة الحلوة.....و اتمنّا ما تطوليلنا كتير بالكمالة...طيّب.سلام:)
حوريَّة الأقصى
08-04-2008, 12:37 PM
في اليوم التالي ،تغيّبت بطلتنا عن الدروس...إتّصلت بها فور عودتي إلى المنزل ففاجأتني والدتها بخبر مرضها...يا إلهي...حرارتها مرتفعة و هي غير قادرة على مبارحة الفراش...لقد كنت أعلم أنّها فتاةٌ حسّاسة ...ولكني لم أتوقّع أن تصل بها معاناتها النفسيّة إلى هذا الحدّ...
ذهبت لزيارتها...دخلت غرفتها وأنا أقول: عافاك الله يا عزيزتي!!!
أجابتني بصعوبة:أهلا ً بك يا حور ...
قلت : ما الذي دهاك ؟؟؟؟أنا أعرفك قويّة ...لا حول ولا قوّة إلا بالله.
أجابت: صحيح...لا أدري ما الذي يحدث ...أشعر بخيبة أمل كبيرة....و انسداد في الأفق ...أحسّ بالنيران تأكل جسدي وتحرقني من الداخل...
قلت لها:لا بأس ...طهورٌ إن شاء الله...عليك بالصّبر... إنّها الحرارة ...ستزول قريبا إن شاء اللهً...
و لم تستطع بطلتنا أن تحدّثني كثيرا ً ... فقمت وأحضرت كتاب القرآن الكريم و قرأت عليها سورة النّور....فقالت لي : الآن أشعر بالأمان ... ثمّ ضمّت كتاب القرآن إلى صدرها و أغمضت عينيها واستسلمت للنّوم....
ثلاثة أيّام قضتها بطلتنا على هذه الحال...إلى أن منَّ الله عليها وبدأت تتماثل للشّفاء....في كلّ يوم ٍ كنت أزورها وأدعو لها بالشفاء العاجل....
يتبع إن شاء الله...
حوريَّة الأقصى
08-04-2008, 12:59 PM
إلى ضائع!!!
بلهيبِ الجمْر تلعبْ ورمادُ الموتِ في القلبْ
سادِرٌ في الغيِّ والأو هام ِ ، محزونٌ معذَّبْ
جاهلٌ لا تدرك الإيـ........مانَ أو للحقِّ تغضبْ
روحك الظَّمأى ستبقى من سراب الوهم تشربْ
لا ترى في هذه الدّنـ.......يا سوى اللَّذات مَطلبْ
أنت في الغفلة عن أُخْـ.......راك ، في دنياك ترغبْ
أنت للشَّيطان نابٌ أنت للآثام مخلبْ
أيُّها السَّادر فاعلمْ أن َّ فعل الخير أوْجَبْ
فتزوَّد قبل أن تَجْـ...... لو عن الدنيا وتذهبْ
إنّما الإيمان زادُ الرُّ وح ِ.. ما أزكى و أطيبْ
فاجعل القرآن دُستو را ً ، وَ لِلَّهِ تقرَّبْ
وَ الْتمِسْ عفْواً من الرَّ حْـ.......ـمن ِ .. عَفْوُ اللهِ أقْرَبْ
وانْطَلِقْ مِن أُفْقكَ المَسْـ......دُود ٍ ، دَربُ الحقِّ أرْحَبْ
محمّد الظاهر
حوريَّة الأقصى
14-04-2008, 03:30 PM
و بعد أسبوع،جلسنا نتبادل أطراف الحديث....
قالت لي:سأبوح لك بسرّ...هو ليس سّرا ً ...هو قرار ٌ إتّخذته... لقد كان قراراً صعبا ً...
قلت: خيرا ً إن شاء الله..
قالت: سأقولها لك بصراحة...لقد قلت (كلا) و رفضت الخاطب...ولكن بالمقابل.... قرّرت أن أدفن حبّي إلى الأبد...لا حبّ بعد اليوم...
قلت: ماذا؟؟؟!! لم أتوقّع منك هذا الكلام...
أجابت: صحيح ...و كيف ستتوقّعين ذلك...و قد كنت أحبـ.... كلا لن ألفظها بعد اليوم.....المهم!!! لقد فكّرت كثيرا ً ....لقد مررت بأصعب اللحظات...لقد انتظرت طويلا ً...سنوات ٌ مرّت من عمري وأنا أنتظره بشوق ...و لكن إلى متى؟؟؟؟؟لقد كنت مستعدّة لأن أنتظره لآخر العمر .... ولكن بصراحة ..لم يزدني الإنتظار إلا حيرة.....و ضياع...
قلت : ما الذي دفعك إلى إتّخاذ هذا القرار؟؟
أجابت: حور....أسئلةٌ كثيرةٌ خطرت ببالي في الأيام الصّعبة التي مررت بها...لقد قرأت القرآن الكريم...إنّها أوّل ختمة!!!!هل تصدّقين ذلك؟؟؟؟أتتخيّلين ذلك؟؟؟ لقد كنت في غفلة عن ديني.... ثمّ بدأت بالبكاء...
ثمّ استطردت: لقد فكّرت بكلّ شيء...الصّلاة....عماد ديننا...لماذا أصلّي؟؟؟لقد علّمتني أمّي الصّلاة منذ كان عمري سبع سنوات...وأنا أواظب عليها و الحمد لله...ولكن لماذا؟؟لأنّ أمّي تحُـثّي على أدائها و تشجّعني باستمرار...حتّى أنّها كانت تعاقبني و تنقطع عن محادثتي في صغري إن تركتها ...فمن شدّة حبّي لأمّي واظبت عليها و لم أتركها يوما ً....
لماذا تحجّبت؟؟؟؟...بناءً على طلب أبي...مع أنّي غير ملتزمة باللباس الشرعي...ولكن أيضا ً من شدّة حبّي لوالدي أطعته والتزمت بالحجاب...
لماذا أصوم؟؟؟؟العائلة إعتادت على الصّيام...وأنا ترعرعت في جوّ إسلامي وفي مجتمع ٍ إسلاميّ..
ثمّ عند مرضي ...وجدت نفسي ذليلة ...لا أقوى على الحراك...و ذكرت الموت في نفسي... وسألت نفسي ماذا أعددت لذلك اليوم؟؟؟و لآخرتي؟؟؟لقد كان قلبي يرتعش خوفا ً و لم أجده يطمئنّ إلا بقراءة القرآن الكريم ... والدّعاء ... ومناجاة الله سبحانه وتعالى...لذلك قرّرت أن أغيّر حياتي....و أن أنسى ما مضى...
قلت : وهو ...ربّما سيعود؟؟؟
قالت :أنا أؤمن بالقضاء والقدر... فسامحه الله ...عسى ربّي أن يغفر لي و له ما مضى ....كنت أظنّ أنّي لن أستطيع العيش من دونه...و لكنّي اليوم على قناعةٍ أنّ الزمن كفيلٌ بلملمة الجراح...سأنساه ...وسأنسى كلّ شيء ٍ بإذن الله...
قلت : إن شاء الله...
قالت:أتعلمين...سبحان الله...أشعر أنّي وُلدت من جديد...الإيمان ينبت في قلبي ...أشعر بصفاء في قلبي لم أشعر به منذ زمن....أشعر براحةٍ روحيّة و فكريّة لم أشعر بها من قبل... لن أدع شبابي ينفضي سُدا ً ...سأهجر الحبّ و الهوى إلى الأبد...إنّه و الله ليلهي القلب عن ذكر الله...ويجعل الإنسان يعيش في عالم ٍ من الخيال...و الحيرة و الضّياع...سأملأ قلبي بحبّ الله والرّسول والدّين...إن شاء الله
قلت : الحمد لله...
قالت و هي تبتسم:لقد قرّرت أيضا ً أن ألتزم باللباس الشرعي...لا كحل ولا ملابس ضيّقة بعد اليوم....
صرخت :ماذا!!! ... الحمد لله....مباركٌ يا عزيزتي...
و لم أستطع أن أملك نفسي من الفرحة ...عندها بدأت أنا بالبكاء...لطالما نصحتها و لكنّ الهوى كان قد أعمى قلبها...
قالت: الحمد لله الذي عافاني وهداني من الظّلمات إلى النّور...و ابتسمت وهي تقول:بعد أيّام ...سيأتي شهر رمضان الكريم...بلّغنا الله إيّاه إن شاء الله...سيكون شهر التوبةإن شاء الله....
لقد كان وجهها يشعّ نوراً...و رأيت في عينيها إشراقة لم أعهدها من قبل..نعم...إنّها إشـــــراقــــــــة الــــــتـــــوبــــــــــة ...و الأمــــــــــل...
تمّت بحمد الله....
وشكراً لقارئها....
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir