مشاهدة النسخة كاملة : قرأت في إسلام أونلاين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا ما توصلت إليه كطريقة لمناقشة مقالات أقرأها في إسلام أونلاين أحب مناقشتها معكم!
وبما أن المقالات ربما تتجاوز أصابع اليد في اليوم الواحد و
كحل للمواضيع المنقولة وحتى لا أدخل المنتدى في مواضيع مشتتة
سأنقل ما يلفتني من مقالات وأنتظر نقاشاتكم
أقرأ أحياناً أكثر من عشرة مقالات تلفتني وفيها أفكار للنقاش
وحتى لا أفرد لكل منها موضوعاً سأنقلها إلى هنا حتى لا تكثر المواضيع المنقولة
مؤتمر علمي: توقيت مكة بدلا من جرينتش الوهمي
القرضاوي أيد استبدال توقيت مكة بتوقيت جرينتش الوهمي
الدوحة - دعا علماء مسلمون في مجال الجيولوجيا والشريعة إلى اعتماد توقيت مكة المكرمة كأساس للتوقيت العالمي الموحد بدلا من توقيت جرينتش المعروف؛ بعدما أثبتت الأبحاث العلمية دقة النظرية القائلة بأن مكة المكرمة هي مركز الكرة الأرضية.
جاء ذلك خلال المؤتمر العلمي "مكة مركز الأرض بين النظرية والتطبيق" الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة مساء السبت، وتم الكشف فيه عن ساعة إسلامية اعتبرها المشاركون بمثابة تطبيق عملي لدعوة استبدال توقيت مكة بتوقيت جرينتش، حيث إنها تقوم بتحديد اتجاه القبلة من أي مكان في العالم، وتدور عقاربها مع حركة الطواف حول الكعبة الشريفة من اليسار لليمين على عكس عقارب الساعة التقليدية.
وشارك في المؤتمر الذي عُقد ليوم واحد الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بجانب عدد من العلماء المتخصصين كالعالم الجيولوجي المصري الدكتور زغلول النجار أستاذ علوم الأرض بجامعة ويلز في بريطانيا وصاحب الدراسات المتعمقة حول الإعجاز في القرآن والسنة، والمهندس ياسين الشوك مخترع ساعة مكة.
وأيد الشيخ القرضاوي دعوات العلماء بتغيير توقيت جرينتش "الوهمي" بتوقيت مكة "الحقيقي" باعتبار أن المدينة المكرمة هي مركز الكرة الأرضية.
وأشاد في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر بالأبحاث والدراسات التي عرضها المتخصصون في الشريعة الإسلامية والهندسة والفلك والقانون حول سبب اختيار مكة مركزا للأرض، ولماذا جعل الله البيت الحرام قبلة للمسلمين.
وقال القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "نرحب بالبحث العلمي وبالنتائج التي يتوصل إليها لتأكيد عظمة قبلة المسلمين"، مشددا على أن "إثبات نظرية توسط مكة للأرض اليابسة هو تأكيد وتثبيت للهوية الإسلامية، وتدعيم لعزة المسلم بدينه وأمته وحضارته".
وأكد أنه "ليس هناك صراع في الإسلام بين العلم والدين كما هو الحال في ديانات أخرى وحضارات أخرى"، مستشهدًا بما جاء في آيات كثيرة للقرآن منها قول الله عز وجل: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}، وقوله سبحانه: {نبئوني بعلم إن كنتم صادقين}، وبقوله عز وجل: {هل عندكم من علم فتخرجوه لنا}.
مكة مركز الأرض
من جانبه أوضح د. زغلول النجار أن مكة المكرمة تتوسط اليابسة، واستشهد على ذلك بما توصل إليه الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين في أثناء تحديده لاتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم، فلاحظ تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات السبع التي تكون اليابسة.
وأشار النجار إلى أن الأماكن التي تشترك مع مكة المكرمة في نفس خط الطول ينطبق فيها الشمال المغناطيسي (الذي تحدده الإبرة الممغنطة في البوصلة) مع الشمال الحقيقي الذي يحدده النجم القطبي.
وأوضح العالم الجيولوجي أن ذلك يعني أنه "لا يوجد أي قدر من الانحراف المغناطيسي على خط طول مكة المكرمة، بينما يوجد عند جميع خطوط الطول الأخرى بما فيها خط جرينتش؛ حيث يبلغ مقدار الانحراف المغناطيسي عند خط جرينتش 5.8 درجات إلى الغرب".
وأشار النجار إلى أن "الإنجليز فرضوا خط جرينتش كمعيار للتوقيت على العالم بالقوة أثناء الهيمنة الاستعمارية البريطانية التي زال ظلها وبقيت آثارها".
بدوره عرض الدكتور يحيى وزيري أستاذ العمارة بجامعة القاهرة وعضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بحثا في المؤتمر حدد فيه الاتجاهات الدقيقة لموقع مكة المكرمة من المدن الرئيسية في العالم باستخدام الكمبيوتر، مؤكدا بالأرقام أنها تتوسط المسافة بين قارات العالم المختلفة.
أما الدكتور أحمد علي بدوي أستاذ الزلازل ومدير مركز مراقبة التفجيرات النووية بالمعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في حلوان فشرح وضع مكة المكرمة بالنسبة للزلازل، مشيرا إلى الخصوصية الجيولوجية لها حيث إنه نادرًا ما تقع زلازل يذكرها التاريخ لأم القرى؛ نتيجة لموقعها الفريد ضمن سلسلة جبال تعتبر سياجا إلهيا حاميا لها.
ساعة مكة
وخلال المؤتمر عرض المخترع ياسين الشوك الفلسطيني الأصل الفرنسي الجنسية قصة وتفاصيل اختراع "ساعة مكة" والتي أكدت بصورة عملية أن مكة هي مركز الأرض وهي الأحق بالتوقيت العالمي الصحيح بدلا من توقيت جرينتش.
ساعة مكة تحدد القبلة من أي مكان في العالم
كما يساعد تصميم الساعة الجديدة على اعتماد مكة كمركز للتوقيت العالمي بحسب الباحث.
وأعلنت المملكة العربية السعودية مؤخرا عزمها وضع الساعة الجديدة على أحد أبراج مكة المكرمة.
وقال الشوك: إن الساعة التي اخترعها تحدد القبلة من أي مكان في العالم وتدور عقاربها من اليسار إلى اليمين، كما هو الحال في كل الحركات الفطرية في الكون، مثل حركة الكواكب والمجرات حول الشمس، وحركة دوران الدورة الدموية في جسم الإنسان.
وأشار الشوك إلى أن قصة اختراع ساعة مكة بدأت عندما لاحظ أن كثيرا من المسلمين لا يستطيعون تحديد مكان القبلة في أثناء إقامتهم أو سفرهم في أماكن مختلفة من العالم، فعاد إلى النظريات الجغرافية للعلماء السابقين والتي ترى أن مكة هي مركز الأرض اليابسة معتمدا على أحدث الخرائط الطبوغرافية وخرائط المساحات وخرائط مكة المكرمة.
هذا هو الرابط لرؤية الساعة المعروضة
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203759204224&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
ما رأيكم بهذا الإختراع؟؟
هل تجدون له أهمية علمية ودينية؟
عبد الله
24-04-2008, 08:43 AM
رأيت مقابلة منذ فترة مع مخترع هذه الساعة وكان بانتظار الغرب أن يعطيه برائة اختراع لها
على كل حال جميل أن يكون لدينا هكذا ساعة لنتميز بها عن الغرب ونخرج عن نطاق التقليد والاستهلاك وجميل أن يكون لدينا مفكرين ومخترعين وما الى ذلك......
لبنان يتوحد على "فيس بوك"
أحمد فتحي
شعار مجموعة "محب لبنان"
غلّب عشرات الآلاف من اللبنانيين صوت العقل والحكمة في المواجهات الدامية التي جرت بين قوى المعارضة والموالاة في لبنان عبر اشتراكهم في مجموعات عديدة داخل موقع "فيس بوك" الشهير.
وتوافق هؤلاء اللبنانيون من خلال هذه المجموعات على تبني لاءات أربع هي: لا لعودة حرب أهلية في لبنان، لا للتفجيرات والاغتيالات، لا للمواجهات في الشوارع، لا للحرب الإعلامية والشحن الطائفي.
وأشهر المجموعات دشنها من أطلق على نفسه اسم "محب لبنان" وحملت عنوان: "إذا كنت ضد حرب أهلية ثانية في لبنان.. فانضم الآن"، ولاقت هذه الدعوة استجابة كبيرة، حيث انضم لها في غضون 48 ساعة أكثر من 13 ألف لبناني من مختلف الطوائف والانتماءات.
وجاء في نص الدعوة: "هذه المجموعة ليست لاستعادة الحرب الأهلية المدمرة التي قُتِل فيها الكثير وجُرِحَ وهُجِّر الآلاف من أولاد ونساء وشبّان وشابات، بل لنمحو من ذاكرتنا هذه الفكرة الدموية الأليمة بإنشاء حرب أهلية جديدة قد تؤدي بلبنان إلى الانهيار، هل أنتم أيها اللبنانيون ضد هذه الفكرة؟ نعم.. انضموا إلينا وأعطوا آراءكم".
ومن المجموعات الأخرى التي تم تدشينها وتحمل نفس المعنى الداعي للحوار ونبذ العنف مجموعة حملت اسم "لن تعاد الحرب الأهلية في لبنان". وقالت هذه المجموعة التي شارك فيها نحو 6000 مشارك: حذار من الفتنة في شوارع بيروت.. دقّ ناقوس الخطر.. استفاق تنين الفتنة ولم ينتظر قرع طبول الحرب".
وتساءلت المجموعة باستنكار: "اليوم نسأل: هل سنبقى نعيش حروبا أهلية كل 15 عاما؟! من حكم على لبنان بالعذاب المؤبد؟! إلى متى سنعيش بسلام؟! إلى متى سنبقى مسرحا للصراع الدولي دون أن نتمكن من بناء دولتنا مرة نهائية؟! الجواب في عهدة ما تبقى من ضمير في عقول هؤلاء الزعماء الذين حكموا علينا بالإعدام مع وقف التنفيذ".
4 لاءات
ورفع نشطاء هذه المجموعة اللاءات التالية: لا لحرب أهلية في لبنان، لا للتفجيرات والاغتيالات، لا للمواجهات في الشوارع، لا للحرب الإعلامية والشحن الطائفي.
ودعت مجموعات أخرى اللبنانيين إلى "الصلاة من أجل لبنان في هذا المنعطف التاريخي من حياته".
وفي المقابل، على موقع يوتيوب استطاع نشطاء تابعين لتيار المستقبل (قوى 14 آذار) الانتشار داخله وإعداد ورفع مقاطع فيديو تحمّل حزب الله مسئولية تدهور الأوضاع في البلاد وتعتبر ما حدث منه انقلابا مسلحا، ومحاولته إقامة دولة داخل دولة، واتهامه بتأجيج نيران الفتنة المذهبية بالبلاد.
ومن أشهر مقاطع الفيديو التي يتم تداولها بكثافة مقطع حمل عنوان: "طفل تحت وابل نيران ميليشيا حزب الله"، حيت حقق نحو 40 ألف مشاهدة إضافة إلى نحو 200 تعليق.
والمقطع لطفل مذعور يحتضنه في الغالب والده بين ذراعيه لحمايته بعد سماعه أصوات تراشق برصاص وقذائف بين مسلحين لم يستدل في المقطع على هويتهم أو مكانهم. وتم تسجيله من قناة العربية الفضائية التي اعتبرت ما قام به حزب الله "انقلابا مسلحا".
وظهر في المقابل مقاطع فيديو لنشطاء من المعارضة لكنها لم تكن بنفس الانتشار الذي حققته قوى الموالاة. ومنها مقطع حمل اسم "شبكة اتصالات حزب الله – خط أحمر".
إسلام أونلاين تهتم دائماً بأخبار المسلمين في ألبانيا
هذا ما نقلته منها:
كوسوفا.. بناء مسجد في أسبوعين! (عيون المشاهد)
http://www.islamonline.net/Arabic/in_depth/News/EyesOfWitness/general/2008/05/26-V.shtml
كوسوفا.. بناء مسجد في أسبوعين فقط!
بريشتينا- هاني صلاح- عيون المشاهد/21/5/2008
لم يكن في مدينة بوادييفا شمال غرب العاصمة الكوسوفية بريشتينا أي مسجد؛ حيث كان الحزب الشيوعي الكوسوفي والذي كان تابعاً للحزب الشيوعي الصربي في بلجراد يمنع بناء أي مساجد جديدة في كوسوفا. إلا أن مجموعة من سكان المدينة، في بدايات السبعينات من القرن الماضي، قررت بناء مسجد بها مهما كلفهم الأمر.
وبناءاً على ذلك بدأت هذه المجموعة في جميع التبرعات من سكان المدينة والمهاجرين منها في الدول الأوروبية؛ وقد تبرع بالطوب اللازم للبناء المرحوم ميت بوديافا والذي أطلق اسمه على المسجد فيما بعد.
كانت أصعب خطوة هي البدء في البناء لأن الشيوعيين كانوا بالمرصاد؛ وفعلاً لم يسمحوا لهذه المجموعة بالبدء في البناء؛ ونظراً لإصرارهم على البناء هدى الله رئيس البلدية.
ووافق بصفة شخصية إلا أنه لم يستطع إعطائهم إذنا رسميا بهذا خوفاً من محاسبة الحزب الشيوعي الألباني له.
إلا أنه اقترح عليهم اقتراحاً؛ وهو أن يقومون ببناء المسجد في مدة أسبوعين وهى المدة التي سوف يسافر فيها إلى اليونان لقضاء أجازته؛ وشدد عليهم بأن يعملوا في البناء ليل نهار لإتمام البناء قبل عودته.
وأخبرهم بأنه إذا ما اتصل به أحد من البلدية ليخبره بخبر البناء ليقوم بمنعه؛ فإنه سوف يطلب منه الانتظار لحين عودته ومن ثم سوف يقوم بمنع البناء؛ وأخبرهم بإنه إذا ما حضر ووجد المسجد مكتمل ؛ سوف يخبر البلدية بأن البناء تم وأصبح من العسير هدمه الآن.
وقد كان..
وبني المسجد واستمر إلى اليوم..
بفضل الله وتوفيقه..
وبإرادة المخلصين من عباده الصالحين وبحكمة رئيس البلدية الذي ساعد في حدود طاقته.
وبعد أن كان يصلي فيه بعض الشيوخ العجائز قبل حرب كوسوفا الأخيرة في عام 1999م؛ أصبح الآن معظم رواده من الشباب والذي يصل عددهم بالمئات.
http://www.islamonline.net/Arabic/in_depth/News/EyesOfWitness/general/2008/05/26-V.shtml
kalamouni2
23-05-2008, 11:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أختنا الكريمة بارك الله فيك على هذه النقولات وهي نقولات مميزة عسى أن تكون محط نفع الجميع وفي ميزان حسناتكم ، سأعلق إن سمحت على الموضوع قبل الأخير ( لبنان يتوحد ) نعم ، لبنان سيتوحد على حرب الإرهاب يعني المسلمين ، لبنان سيتوحد على حرب الفضيلة يعني نشر الفساد، لبنان سيتوحد على طمس هويته الاسلامية بكونه بلداً نهائياً لأبنائه يعني يإغلاق أفواه من يخالف، لبنان سيتوحد على........ أمور كثيرة لكن قطعاً غالبها إن لم يكن كلها على محاربة الاسلام فكرأ وأخلاقاً وقيماً وأحكاماً.......
والمهم
نحن على ماذا سنتوحد على لبنان؟ على السياسيين؟ على أصحاب المصالح الذين يكبرون على ظهور الشباب والشابات ذوي الطاقات المستغلة والغافلة عما يُفعل بها؟ على الحزبية الضيقة؟ على تيارات سنية تبث الفساد ليل نهار؟ على ماذا سنتوحد؟؟؟؟؟؟؟؟
أختي الكريمة وكل الأخوة والأخوات إن لم يوحدنا شرع الله وحبل الله ودين الله في هذه الظروف فلننتظر ( يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )
ثم ما هي لاءاتنا؟ لا للفرقة بين أبناء الصحوة!!!!!!، لا للفساد والرذيلة!!!!!!!!!، لا للتيارات التي تتاجر بنا وبقضايانا!!!!!!!!!!، لا للجهل والجاهلية بكل ألوانها وأحجامها!!!!!!!!، هل هذه هي لاءاتنا الأربع؟؟؟؟!
أم لاءاتنا لا لوحدتنا..... لا لمواجهة الفساد بل لمواجهة بعضنا ........ لا للمفاهيم لاسلامية الصافية بل للف والدوران.... لا لجمع الطاقات بل للمتاجرة بها وببراءتها وبإخلاصها.......
عذراً لكن لا بد من الصراحة..
أنا جديد على هذه الصفحة وأعجيت بها كثيراً ، لكن عندما سأكتشف أننا كلامييون فقط سأتعب كثيراً لكن الأمل بالله جد كبير والأمل بكم وبكن كبير ، فلنسلك الصراط حتى لا نقع عن الصراط ولنقل لا قبل أن يقال لنا ( لا مرحباً بكم) ولنقل لبعضنا سلام عليكم بكل معانيها حتى يقال لنا ( سلام عليكم طبتم فادخلوها آمنيين )
فالسلام عليك يا أختاه وعلى كل الطاقات الخيرة التي أسأل الله أن يجمعها على حبله المتين ويسخرها لخدمة دينه العظيم
[CENTER]COLOR]
[COLOR=magenta]أختي الكريمة وكل الأخوة والأخوات إن لم يوحدنا شرع الله وحبل الله ودين الله في هذه الظروف فلننتظر ( يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )
ثم ما هي لاءاتنا؟ لا للفرقة بين أبناء الصحوة!!!!!!، لا للفساد والرذيلة!!!!!!!!!، لا للتيارات التي تتاجر بنا وبقضايانا!!!!!!!!!!، لا للجهل والجاهلية بكل ألوانها وأحجامها!!!!!!!!، هل هذه هي لاءاتنا الأربع؟؟؟؟!
لم أجد أبلغ مما كتبت رداً على هذا النقل
kalamouni2
25-05-2008, 11:41 AM
لم أجد أبلغ مما كتبت رداً على هذا النقل
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ابنة الاسلام تردّدت في التعليق على هذه الجملة ، ثم مضيت سائلاً المولى الكريم أن يكرمنا جميعاً بعفوه آآآآآآآآآآمين.
ما أحتاجه أنا وأنت وجميع البلدة بل والأمة هو البلاغة في الرد العملي ردُُ يفرح المؤمنيين ويغيظ الكافرين والمنافقين ويعيدنا إلى عزة الدين وأخوة الدين وآداب الدين ومواقف الدين عسى أن يرحمنا أرحم الراحمين وهذا مقصدنا إن كنا صادقين..ألم يقل ربنا سبحانه ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) وفي المقابل قال ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ).
أختاه: أنا مدعو وأنت مدعوة وكل الغيورين والغيورات مدعووين ومدعوات لأن نكون من أهل البلاغة العملية والأدبية من أهل الآية الأولى لا وألف لا أن نكون من أهل الآية الثانية
ثم الواقع خير دليل
بارك الله بك بوكل الغيورين
علاء الدين البازيان و28 عاما في سجون الاحتلال
خاطوا عينيه وما زال صامدا في عسقلان
ظلمات بعضها فوق بعض طوقت 28 عامًا من عمره، لكنها أبدا لم تغز قلبه، فإن كانوا قد نجحوا في أسره، وانتزعوا نور عينيه، فإن فؤاده ما زال مشرقا كألف شمس ترسل بأشعتها إلى قبة الصخرة الذهبية، مخترقة القيود والجدران؛ لترسم لوحة الحرية في سماء القدس بخطوط من نور ودماء {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46].. وقلب علاء ما زال مبصرا.
في ليلة ربيعية هادئة عام 1979 تسلل علاء الدين البازيان ذو الـ21 عاما آنذاك، برفقة صديقه كمال النابلسي عبر دروب القدس العتيقة، حتى وصلا مبتغاهما.. سيارة عميل مقدسي يشي بالمقاومين الفلسطينيين لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وما هي إلا بضع دقائق حتى كانت العبوة الناسفة التي بحوزة علاء الدين وصديقه داخل سيارة العميل، واستعدا المقاومان للعودة، لكنهما كان على موعد آخر مع القدر.
انفجرت القنبلة فيهما؛ ليستشهد النابلسي، ويُصاب علاء الدين بجروح خطيرة في عينيه وأنحاء متفرقة من جسده، قبل أن تأسره قوات الاحتلال، وتقتاده إلى معتقل "المسكوبية"، لتبدأ رحلة مع العذاب لم تنته حتى اليوم، بحسب "مؤسسة القدس الدولية".
وداعًا أيها البصر
أقبية التحقيق.. وسياط العذاب تتوالى على الجسد المسجى بين يدي الجلادين لا يملك حراكا، وآلام الجراح النازفة تحت لهيب الجو الحارق تضاعف نار الوجع، وتشير إلى سرعة انهيار البدن الذي يسحقه الألم، وكذلك إرادة صاحبه.
لكن لا.. أصر علاء الدين على رفض الاعتراف بمسئوليته عن التفجير، الذي لم يكن المحتلون يريدونه لشيء إلا أن يكون بداية العقد في سلسلة اعترافات أخرى تنقله من درجة "مقاوم" إلى دركة "خائن".
"لم يعبأ بحياته؛ فالشهادة في سبيل ما يؤمن غاية كل مقاوم.. لكن من المؤكد أنه لن يحتمل الحياة بلقب (أعمى)".. هكذا ذهب تفكير المحققين الإسرائيليين، فراحوا يساومونه على الاعتراف أو فقدان البصر وحرمانه من علاج إصاباته الخطيرة، لكنه صمد على رفضه في إباء.
فما كان من جنود الاحتلال إلا أن قاموا بخياطة عينيه على ما بهما من جروح وإصابات، ليفقد البصر نهائيا بعد أن كان هناك أمل في علاجه، وفق ما أخبر به أحد الأطباء الإسرائيليين بمستشفى "هداسا عين كارم" أسرته.
وبعد ليال طويلة من التعذيب القاسي تردت أوضاع علاء الدين الصحية؛ مما اضطر سجانيه لنقله للمستشفى واستئصال طحاله، بعد أن باتت إصابته تشكل خطرا على حياته، وبرغم وجوده في المستشفى لم يتوقفوا عن تعذيبه وصب الماء البارد عليه وهو نائم.
وفضلا عن فقدان البصر ما زال علاء الدين الذي ينتمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، يعاني في أسره كثيرا من الأمراض، بجانب آثار إصابة رأسه بشظايا الانفجار الذي تعرض له، وآلام في ساقيه من أثر رطوبة الزنازين.
وتتعمد إدارة السجن إهماله وبقية الأسرى، بالرغم من معرفتها أن وضعه الصحي خطير جدا، ويحتاج إلى عناية فائقة.
مقاوم للأبد..
يتميز علاء الدين بشخصيته القيادية الهادئة، وقدرته على تشكيل مجموعات، وإعداد خطط؛ وهو ما دفع الاحتلال إلى إبقائه في الأسر، وقالوا لعائلته إنهم يعلمون أنه باللحظة التي سيخرج فيها من السجن، سيبدأ العمل على إعداد مجموعات فدائية والتخطيط لعمليات تستهدف القوات الإسرائيلية.
ومنذ أسروه للمرة الأولى عام 1979 حرص الاحتلال على إبقاء علاء الدين رهن القيد أطول فترة ممكنة، فبعد أقل من 8 أشهر على إطلاق سراحه؛ لعدم توفر الأدلة يوم 20-4-1981، عاود الاحتلال اعتقاله، وحكم عليه بالسجن 20 عاما.
وفي عام 1985 خرج علاء الدين في عملية تبادل للأسرى، دون أن يعترف بأي تهمة موجهة إليه، لكنه أعيد للأسر مرة أخرى في يونيو 1986، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة؛ بتهمة تشكيل وتنظيم مجموعات تعمل ضد جيش الاحتلال.
وبرغم فقدانه البصر، وقضائه 28 عاما في الأسر، لم يستسلم علاء الدين، ابن حارة السعدية بالقدس القديمة، فحصل على شهادة الثانوية العامة، وتمكن من إدخال آلة "بريل" للحروف البارزة، الخاصة بالمكفوفين؛ لتساعده على الدراسة، لكن إدارة السجن صادرتها بعد وقت قليل.
ونظرا لظروفه الاستثنائية أرسل زملاء علاء الدين في سجن عسقلان مناشدة إلى أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) والفريق الفلسطيني الذي يفاوض الجانب الفلسطيني؛ لاتخاذ خطوات فاعلة والنضال لإطلاق سراحه.
وانتقد علاء الدين المؤسسات الحكومية والأهلية والفريق الفلسطيني المفاوض؛ لأنهم "لا يولون قضية الأسرى الاهتمام اللازم، وخاصة المقدسيين"، في وقت يقبع فيه أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي
محمد الكوسا
06-06-2008, 01:49 AM
وفضلا عن فقدان البصر ما زال علاء الدين الذي ينتمي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"،
لو خرج لدقائق من السجن و رآهم على ما هم عليه اليوم لتبرّأ منهم
أيمن غ القلموني
14-06-2008, 11:27 PM
بما أن هذا الموضوع منقول من إسلام أونلاين ، لذلك إرتأيت أن أضعه هنا بدل فتح موضوع جديد.
محمد عبد العاطي
(عادات وتقاليد: الزواج ... في بلاد المسلمين)
شرب اللبن دليل الموافقة على العريس في أثيوبيا
في هرر وبالي وجيمه وهي مناطق تجمع المسلمين في إثيوبيا يغلب على عادات الزواج الكرم، فبعد الإعلان عن الخطبة يرسل الخاطب بقرة حلوب إلى بيت مخطوبته فتجمع والدتها لبن تلك البقرة وتصنع منه كميات من السمن تقدم للعريس كهدية ليلة زفافه، ويحدثنا ياسين أحمد إبراهيم الأثيوبي عن تلك الخطوات من بدايتها فيقول: بعد الموافقة تعلن الخطبة في حضور مشايخ القبائل، وتناول أم العروس العريس إناءً به لبن ليشربه، وهذا دليل رضا الأم عمن سيصبح زوجاً لابنتها.
ومن تلك اللحظة يكون الشاب في خدمة والد العروس حيث يساعده في المزرعة وفي الرعي وسائر الأعمال الأخرى، وطوال هذه الفترة تخزّن أم العروس السمن والعسل والقمح المطحون لبيت ابنتها، ويسلم للعريس هذه الأشياء بعد الانتهاء من حفل الزواج حيث يقف المعازيم صفين يتقدمهم شيوخ القبائل ويظهر والد العروس يسوق أمامه عددًا من الأبقار وصفائح السمن والعسل وأجولة الدقيق ويقول أمام الحضور: هذا ما أعددته لابنتي. فيرد عليه شيوخ القبائل: ونحن قبلنا، بعد ذلك يظهر العريس وفي يده سوط كنوع من أنواع استكمال الزينة؛ ويسمى هذا اليوم بيوم السوط. ويبدأ المعازيم في الجلوس ويقدم لهم الطعام، ولا يأكل العريس إلا من مائدة أعددتها والدة العروس بنفسها دليل رضاها عنه، وبعد الفراغ من الأكل تقف والدة العروس وتقدم إناءً من اللبن كذلك إلى العريس ليشرب هو وأصدقاؤه المقربون، فيأخذ الإناء من يدها ويسلمها بعض حبات البن ويمنح عمة العروس وخالتها هدية من المال في تلك اللحظة، وفي نهاية الاحتفال يعود المعازيم ليصطفوا صفين وتخرج العروس سائرة إلى بيت زوجها وسطهم؛ حيث ترتفع الأناشيد وتسود البهجة والفرحة .
هو موضوع مضحك مبكي
ظهر الفساد في الثانوية العامة!
هبـة زكـريا
لعقود عديدة، ظلت امتحانات الثانوية العامة -المؤهلة للالتحاق بالجامعات في الدول العربية- ينظر إليها على أنها من أكثر الأنظمة التعليمية عدلا ونزاهة، على الرغم من ما قد يعتريها من شوائب.. إلا أنه في العام الحالي انتقلت إليها في عدد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر، عدوى الفساد المتفشي في قطاعات أخرى.
فمن تسريب الامتحانات، إلى لجان خاصة لأبناء المسئولين، ومن الغش بأحدث وسائل التكنولوجيا، إلى الغش القسري بالتهديد والاعتداء على المراقبين.. انتقلت أماني المستقبل من لجان الامتحانات إلى أروقة المحاكم والشكاوى الاحتجاجية.
وفي مصر اكتشفت 8 لجان خاصة بمستشفى مغاغة بمحافظة المنيا-جنوب القاهرة- تم تشكيلها خصيصا؛ لكي يؤدي بها أبناء مسئولين الامتحانات في ظروف "ميسرة"، 4 منهم أبناء مستشارين، و3 أبناء ضباط شرطة، وآخرهم ابن عمدة، بحسب تقرير صحيفة "الأهرام" المصرية الرسمية اليوم الأحد 15-6-2008.
وبمجرد اكتشاف الواقعة، قرر أحمد بهاء الدين وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة إلغاء هذه اللجان، وإعادة الطلاب المقيدين بها إلى اللجان العامة لاستكمال امتحاناتهم، وتشكيل لجنة لمراجعة أوراق إجاباتهم في المواد السابقة.
وكانت المحافظة نفسها قد شهدت الأربعاء الماضي تسريب امتحان مادة "التفاضل وحساب المثلثات" للمرحلة الأولى من الثانوية العامة، مما أثار جدلا كبيرا، ما زالت التحقيقات الرسمية تجرى بشأنه حتى الآن.
ولازال التسريب مستمرا
وفي سياق متصل تقدم صباح أمس بشير حسن، رئيس تحرير برنامج «٩٠ دقيقة» بفضائية "المحور" المصرية الخاصة، ببلاغ للنائب العام، أكد فيه أنه تلقى فاكسا تضمن أجزاء من امتحانات اللغة الإنجليزية للمرحلة الأولى من الثانوية العامة، وإجابات الأسئلة الاختيارية، مع بدء الامتحان في التاسعة من صباح أمس السبت.
وقال بشير إنه تلقى فاكسًا ثانيًا تضمن امتحان مادة اللغة الفرنسية للثانوية الأزهرية أيضا، الذي أداه الطلاب أمس، وأضاف أنه تأكد أن الأجزاء التي تم تسريبها له من محافظة المنيا حقيقية، ومطابقة للامتحان الذي أداه الطلاب. بحسب تقرير "المصري اليوم".
وفي الجزائر شهدت امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) جدلا مماثلا، إثر العثور على نماذج امتحانات لمادتي الرياضيات والفلسفة مع بعض الطلاب، قيل إنها أسئلة مسربة من لجنة تحضير الامتحانات، ومدون أعلاها "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وزارة التربية الوطنية، امتحان مادة الفلسفة دورة جوان (يونيو) 2008". وفقا لصحيفة "الشروق" الجزائرية.
مراقبون ولكن..
بعض مراقبي امتحانات الثانوية العامة ومدرسيها أيضا لم يكونوا بعيدين عن التورط في دائرة الفساد؛ الذي يعصف بمبدأ تكافؤ الفرص أمام الطلاب.
فقد تقرر إلغاء انتداب رئيس لجنة مدرسة "بدوي محمد" بمحافظة الدقهلية (شمال القاهرة) وإحالته وثلاثة ملاحظين للتحقيق، وذلك بعد شكوى جيران المدرسة بقيام مواطنين بإذاعة أجوبة الامتحانات -التي يتم تسريبها بعد بدء اللجان بعشر دقائق- من خلال مكبرات الصوت خارج اللجان.
أما مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ –شمال القاهرة- فبمجرد أن تدق الساعة 9 ونصف صباحا تخرج ورقة الأسئلة عبر إلقائها من النافذة، بحسب تقرير صحيفة "الدستور" المصرية.
وحينئذ يتلقفها مدرسو المادة المرابطين خارج اللجنة؛ ليقوموا بحلها وتصوير مئات النسخ من الإجابة الصحيحة، وإدخالها مرة أخرى للجنة بنفس الطريقة، أو من خلال إملاء الإجابات بالهاتف "المحمول".
نفس المشهد تكرر في المغرب، حيث تقول "ب. م" إحدى المراقبات على الامتحانات: "أحيانا تكون الإدارة مع الغش، فقد طلب مني المراقب العام على اللجنة ومدير المدرسة مساعدة الطلاب في حل الامتحانات في بعض المواد، وخاصة اللغة الفرنسية والإنجليزية بسبب ضعف المستوى في المناطق النائية".
وأضافت مستنكرة هذا السلوك: "إنه أمر منافٍ للقانون، وفيه عدم تكافؤ للفرص، حيث إن كلمة واحدة قد تساهم في رسوب أو تفوق الطالب". بحسب صحيفة "التجديد" المغربية.
الغش للجميع!!
ومع تنامي التكنولوجيا الحديثة وانتشارها لم يعد الغش مقصورا على الكتابة على الملابس أو الأدوات الدراسية، وإنما أصبحت هناك آلات التصوير التي تصغر صفحات الكتب لوريقات لا يتعدى عرضها 5 سم، فضلا عن أجهز المحمول، وخواص البولوتوث "تبادل الرسائل عن بعد مجانا"، وأخيرا الغش القسري وتهديد الأساتذة والمراقبين.
ففي مصر قفز أحد الطلاب من النافذة، تاركا اللجنة بعد أن ضبط في حالة غش، وقام آخر بإخفاء ورقة الأسئلة بملابسه، والادعاء بعدم تسلمها؛ ليتمكن من تسريبها خارج اللجنة، وثالث ألقى بورقة الأسئلة من النافذة، ورابع هدد بالانتحار وعندما حاول المراقبون منعه هدد بالاعتداء عليهم واختطافهم.
وشهد امتحان اللغة الإنجليزية ضبط محاولتي غش لطالب وطالبة عبر الهاتف "المحمول".
كما أحيل أحد الطلاب الجزائريين إلى التحقيق بعد اعتدائه على المراقبين الذي حاولوا منعه من الغش أثناء مادة اللغة الفرنسية، بحسب تقرير صحيفة "الخبر" الجزائرية.
وسجلت أكاديمية الدار البيضاء بالمغرب 460 هاتفا "محمولا" بحوزة الطلاب، و504 حالات غش خلال امتحانات البكالوريا التي أجريت في الفترة من 3 إلى 5 يونيو الجاري.
وقام ضابط كبير بالقوات المسلحة الملكية المغربية بالاعتداء بالضرب والسب على مراقب سحب ورقة الامتحان من ابنة الضابط، بعد أن ضبطها متلبسة بالغش مرتين متتاليتين في امتحان البكالوريا.
وبعد إضرابات العمال، واحتجاجات القضاة، وأساتذة الجامعات، انضم ملف الثانوية العامة إلى قائمة قضايا المؤسسات الحقوقية، حيث أعلن عبد الحفيظ طايل، مدير مركز "الحق في التعليم"، (منظمة حقوقية مصرية) أن المركز سيرفع قضية ضد وزارة التربية والتعليم عقب تلقيه توكيلات من أولياء الأمور الذين تضرر أبناؤهم من تسريب الامتحان.
وأضاف طايل أن "المركز سيرفع القضايا لمواجهة ما حدث خلال الامتحانات الجارية؛ من انتهاك لحق الطلاب في التعليم، وإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص".
تعذيب الطلاب
ومثلت قضية تسريب الامتحانات التي شهدتها مصر القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث أججت الاحتجاجات والشكاوى المعتادة كل عام أثناء الامتحانات من صعوبتها، وفجرتها بصورة أكثر عنفا، وصفها د/ أحمد يوسف "الخبير التربوي بمركز البحوث التربوية" أنها تعكس "انعدام الثقة بين وزارة التربية والتعليم وأولياء الأمور الذين يتصورون أن الحكومة تعاقب أبناءهم".
وانتقد د. شبل بدران "الخبير التربوي" وضع الأسئلة بشكل صعب ومحير قائلا: "الغرض من هذا مجاملة الجامعات الخاصة للكسب والتربح، حيث تقلل صعوبة الامتحانات المجاميع وتدفع الطلاب للالتحاق بالجامعات الخاصة".
وأرجع د.خالد خليل "أحد خبراء التعليم" تصعيب الامتحانات إلى "معاناة واضعي أسئلتها أنفسهم، وتلذذهم بتعذيب الطلاب" مشيرا إلى أن التعليم لم يعد -كما قال د. طه حسين: "كالماء والهواء".
المؤمن وعناصر الجمال
بقلم - د. يوسف القرضاوي
الإسلام دين واقعي، يتعامل مع الإنسان كله: جسمه وروحه، وعقله ووجدانه، ويطالبه أن يغذي أركانه جميعا، بما يشبع حاجتها، في حدود الاعتدال، الذي هو صفة "عباد الرحمن": (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) "الفرقان:67"، وليس هذا خلقهم في أمر المال فقط، بل هو خلق أساسي عام في كل الأمور، هو المنهج الوسط للأمة الوسط. وإذا كانت الرياضة تغذي الجسم، والعبادة تغذي الروح، والعلم يغذي العقل، فإن الفن يغذي الوجدان.
ونريد بالفن: النوع الراقي الذي يسمو بالإنسان، لا الذي يهبط به.
المنفعة والجمال في الكون
وإذا كانت روح الفن هي الإحساس بالجمال وتذوقه، فهذا ما عني القرآن بالتنبيه إليه وتأكيده في أكثر من موضع. فهو يلفت النظر بقوة إلى عنصر "الحسن" أو "الجمال" الذي أودعه الله في كل ما خلق، إلى جوار عنصر "النفع" أو "الفائدة" فيها.
كما أنه شرع للإنسان الاستمتاع بالجمال أو "الزينة" مع المنفعة أيضا. يقول الله تعالى في معرض الامتنان بالأنعام: (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) "النحل:5"، وفي هذا تنبيه على جانب المنفعة والفائدة، ثم يقول: (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) "النحل:6"، فهذا تنبيه على جانب الجمال، حيث يلفتنا إلى هذه اللوحة الربانية الرائعة، التي لم ترسمها يد فنان مخلوق، بل رسمتها يد الخالق سبحانه.
وفي نفس السياق يقول سبحانه: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) "النحل: 8"، فالركوب يحقق منفعة مادية مؤكدة، أما الزينة فهي متعة جمالية فنية، بها يتحقق كمال الوفاء بحاجات الإنسان، كل الإنسان.
وفي هذا السياق من نفس السورة امتن الله تعالى بتسخير البحر فقال: (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها) "النحل:14"، فلم يقصر فائدة البحر على العنصر المادي المتمثل في اللحم الطري الذي يؤكل فينتفع به الجسم، بل ضم إليه الحلية التي تلبس للزينة فتستمتع بها العين والنفس.
وهذا التوجيه القرآني تكرر في أكثر من مجال، ومن ذلك: مجال النبات والزرع والنخيل والأعناب والزيتون والرمان المتشابه وغير متشابه، يقول تعالى في سورة الأنعام: (كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا) "الأنعام:141".
وفي موضع آخر من نفس السورة يقول بعد ذكر الزرع وجنات النخيل والعنب: (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون) "الأنعام:99".
فكما أن الجسم في حاجة إلى الثمر كذلك الوجدان في حاجة إلى الاستمتاع بالنظر إلى هذا الثمر إذا أثمر وينعه. وبهذا يرتفع الإنسان عن أن يكون همه الأول أو الأوحد هو هم البطن.
ومثل ذلك قوله تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) "الأعراف:31"، (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) "الأعراف:32"، فأخذ الزينة لحاجة الوجدان، والأكل والشرب لحاجة الجثمان، وكلاهما مطلوب.
وكذلك نجد الاستفهام الإنكاري في الآية الثانية الذي ينصب على أمرين تحريم "الطيبات من الرزق" و "زينة الله" يجسد عنصر الجمال الذي هيأه الله لعباده، بجوار عنصر "المنفعة" الذي يتمثل في "الطيبات من الرزق".. وتأمل إضافة كلمة "زينة" إلى لفظ الجلالة (زينة الله)، ففيها تشريف لهذه الزينة وتنويه بها.
وفي هذا السياق جاء قبل هاتين الآيتين قوله تعالى في شأن اللباس: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير) "الأعراف:26"، فقد جعلت الآية اللباس -الذي امتن الله تعالى بإنزاله- أنواعا، وإن شئت قلت: جعلت له مقاصد ومهمات، مقصد "الستر" المعبر عنه بقوله: (يواري سوءاتكم)، ومقصد "التجمل والزينة" المعبر عنه بقوله: (وريشا)، ومقصد "الوقاية" من الحر والبرد المعبر عنه بقوله: (ولباس التقوى).
المؤمن وعناصر الجمال
إن المتجول في رياض القرآن يرى بوضوح أنه يريد أن يغرس في عقل كل مؤمن وقلبه الشعور بالجمال المبثوث في أجزاء الكون من فوقه ومن تحته ومن حوله، في السماء والأرض والنبات والحيوان والإنسان.
في جمال السماء يقرأ قوله تعالى: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج) "ق:6"، (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين) "الحجر:16".
وفي جمال الأرض ونباتها يقرأ: (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج) "ق:7"، (وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة) "النمل:60".
وفي جمال الإنسان يقرأ: (وصوركم فأحسن صوركم) "التغابن:3"، (الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك) "الانفطار:7-8".
وفي جمال الحيوان يقرأ ما ذكرناه قبل عن الأنعام: (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) "النحل:6".
إن المؤمن يرى يد الله المبدعة في كل ما يشاهده في هذا الكون البديع، ويبصر جمال الله في جمال ما خلق وصور، يرى فيه (صنع الله الذي أتقن كل شيء ) "النمل:88"، (الذي أحسن كل شيء خلقه) "السجدة:7".
وبهذا يحب المؤمن الجمال في كل مظاهر الوجود من حوله؛ لأنه أثر جمال الله جل وعلا، وهو يحب الجمال كذلك لأن «الجميل» اسم من أسمائه تعالى الحسنى وصفة من صفاته العلا، وهو يحب الجمال أيضا لأن ربه جميل يحب الجمال.
أيمن غ القلموني
25-07-2008, 10:05 PM
السؤال : بنتي حبيبة حتى الآن تمص أصابع يدها اليسرى (السبابة والوسطى خصوصا) بشكل مستمر، وهي تلعب، وهي تدرس، وطبعا وهي نائمة.
وقد حاولنا مرارا وبأكثر من وسيلة وضع أشياء مرة على أصابعها وغيرها لنجعلها تكف، ولم نفلح، مع ملاحظة أنها طفلة اجتماعية في المدرسة ومتفوقة.
فما هو حل هذه المشكلة؟
وجزاكم الله خيرا.
كما هو واضح من بيانات طفلتنا حبيبة فهي في السابعة من عمرها، وبالتالي فلا يصلح معها وضع شيء مُر على أصابعها؛ فهذا يتم في سن أصغر من ذلك بكثير (السنتين)، أما حبيبة فيصلح معها برنامج سلوكي قائم على الحفز والتشجيع للتخلص من هذا الأمر.
ويبدأ هذا البرنامج بالاتفاق معها على عمل جدول ينقسم إلى ساعات اليوم، وكل ساعة تمر دون أن تمص أصابع يدها تضعين "استيكر" به نجمة أو علامة صح في مكان مخصص لذلك، وفي نهاية اليوم تجمعي النجوم وتتحول إلى مكافأة مادية أو إلى شيء تحبه.
ويتم الاتفاق أنه بالإضافة إلى تحول النجوم اليومي إلى مكافأة، فإن هناك مكافأة أسبوعية في حالة وصول النجوم إلى عدد يتفق عليه معها.
وهكذا يستمر هذا البرنامج على هذا المنوال، بحيث يصبح العقاب هو حرمانها من الحافز، ولا يتم نهرها أو ضربها على ذلك،
ويستمر العلاج لمدة ثلاثة أشهر متتالية دون انقطاع.
وكلما زادت فترات الامتناع كلما زادت المكافآت، ولا مناع من تشجيعها بموافقتها على لبس قفاز في بداية الأمر، حتى لا تصل إلى أصابعها، ولكن هذا بالطبع بدون ضغط أو إرغام.
وستنتهي هذه العادة مع انتهاء الشهور الثلاثة إن شاء الله، المهم هو الاستمرار والصبر.
بقلم - فتحي عبد الستار (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216208132062&pagename=Zone-Arabic-Tazkia%2FTZALayout#**1)
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1216815106464&ssbinary=true
الصخرة التي عرج منها الرسول صلى الله عليه وسلم
جاءت رحلة الإسراء والمعراج في خِضَمِّ أحداث اشتد وقعها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان لهذه الرحلة مقدمات كثيرة كانت بمثابة تهيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليقبل على هذه الرحلة مستشعرًا حاجته وحاجة الأمة كلها لها، كما كان لهذه الرحلة مغازٍ ومقاصد أراد الله عز وجل أن تصل إلى نبينا الكريم، وإلى عقولنا وقلوبنا جميعا؛ لندركها ونتبعها، ونسير على هداها.
حماية داخلية وحماية خارجية
كان محمد صلى الله عليه وسلم في حاجة إلى أن يُحمَى حمايتين ماديتين قيضهما له الله عز وجل: حماية خارجية وحماية داخلية: أما الحماية الخارجية فتمثلت في عمه أبي طالب، الذي كان يحميه من أذى المشركين، وكان عدم إسلام أبي طالب سببًا لمجاملة الكفار له، وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلته يحميه.
أما الحماية الداخلية في ساعة راحته وسكونه وهدوئه في البيت، فتمثلت في السيدة خديجة رضي الله عنها، فكانت السكن الذي يلجأ إليه رسول الله في البيت، فتمسح بيد الحنان والعطف، وبيد الرعاية على متاعبه من حركة الحياة التي يحياها.
وبذلك هيأ المولى عز وجل لحماية النبي صلى الله عليه وسلم ولنصرته ولمؤازرته مصدرًا إيمانيًّا في البيت، ومصدرًا غير إيماني في الخارج، فحين يكون هذان المصدران بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون حياته في الخارج مكفولة الحماية بسبب عمه، وفي الداخل مكفولة الأمن والاطمئنان والاستقرار والهدوء بواسطة زوجه الحنون.
ولكن الله عز وجل شاء أن تموت زوجه خديجة في نفس العام الذي يموت فيه عمه أبو طالب، العام العاشر من بعثته صلى الله عليه وسلم، وهنا يفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم السكن الذي كان يأوي إلى حنانه وعطفه، كما فقد الحماية الخارجية.
البحث عن آفاق جديدة
مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم تمامًا أن الله عز وجل لا يسلمه ولا يتخلى عنه، إلا أنه مع ذلك أخذ يُعمِل فكره وبصيرته، ويخطط لينطلق بالدعوة بالأسباب التي يقدر عليها، فما كان منه في هذا الجو الخانق بمكة إلا أن يلتمس منطلقًا للدعوة لعله يجد نصيرًا خارجيًّا، فقام برحلته إلى الطائف.
وتبعد الطائف عن مكـة نحو ستين ميلا، قطعها النبي صلى الله عليه وسلم ماشيًا على قدميه، ذهابًا وإيابا، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تستجب إليه واحدة منها.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، لا يدَع أحدًا من أشرافهم ورؤسائهم إلا جاءه وكلَّمه فرفضوا جميعًا دعوته، واستهزءوا به صلى الله عليه وسلم.
أحزان فوق أحزان
لم يكتف أهل الطائف برفض دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وطرده من بلادهم، بل أغروا به سفهاءهم، فلما أراد الخروج تبعه السفهاء والعبيد يسبُّونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس فوقفوا له صفين، وجعلوا يرمونه بالحجارة، وبكلمات سفيهة، ورجموا قدميه الشريفتين بالحجارة، حتى اختضب نعلاه بالدماء، وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه جرح كبير في رأسه.
ضراعة ما بعدها ضراعة
ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الطائف معتقدًا أنه سيجد النصير، ولكنه وجد خلاف ما اعتقد، فوقف موقفه الضارع إلى الله سبحانه وتعالى بعد أن فقد أسباب البشر، وتوجه إلى الله عز وجل قائلا: "اللَّهُمَّ إليْكَ أشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وقِلَّةَ حِيلَتِي، وهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أنتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أنتَ رَبُّ المسْتَضْعَفِينَ وأنْتَ رَبِّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟، إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أمْ إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أمْرِي، إن لمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَليَّ فَلا أُبَالي، غَيْرَ أنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أوْسَعُ لي، أعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الذِي أشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أمْرُ الدُّنيَا والآخِرَةِ، أن يحِلَّ عَليَّ غَضَبُكَ، أو أَن ينْزِلَ بِي سَخَطُكَ، لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِكَ". [رواه الطبراني، وحسنه السيوطي، وضعفه الألباني].
دعاء فيه كل مقومات الإيمان واليقين، ودعاء يعني أنه صلى الله عليه وسلم قد استنفد الأسباب، وأنه لم يجد إلا عدوًّا أو بعيدًا، فلابد إذن أن تتدخل السماء.
الله يسمع ويجيب
سمع الله عز وجل ضراعة رسوله، فأراد أن يثبت فؤاده، ويبين له أن جفاء الأرض له لا يعني أن السماء قد تخلت عنه، وأنه سبحانه وتعالى سيعوضه عن جفاء الأرض بحفاوة السماء، وعن جفاء عالم الناس بعالم الملأ الأعلى، فيريه من آياته، ومن قدرته، ومن أسراره في كونه، ما يعطيه طاقة وشحنة إيمانية، تزيد يقينه بأن الله عز وجل الذي أراه هذا كله قادر على نصرته، وأنه لن يتخلى عنه، ولكن الله تركه للأسباب أولا؛ ليجتهد فيها، حتى يكون صلى الله عليه وسلم أسوة لأمته في عدم ترك الأسباب مع رفع أيديها إلى السماء، وكانت هذه الرحلة المباركة.
أقدس مكان لأعظم فريضة
ولعل من دواعي هذه الرحلة المباركة أنَّه لم يكن هناك مكان أجَل وأقْدَس من سدرة المنتهى، وبالقرب من عرش الرحمن عز وجل؛ ليفرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين فيه هذه الفريضة العظمى؛ ليغرس في نفوس المسلمين مكانة الصلاة وأهميتها، وكونها معراجًا لكل المسلمين، يعرجون فيه خمس مرات في اليوم إلى ربهم عز وجل، كما عرج إليه نبيهم صلى الله عليه وسلم من قبل.
الربط بين العقائد والمقدسات
إن تقدير الله عز وجل لأن تكون رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، لا يخلو من حكمة عظيمة وإشارة بليغة، فهذا المسار المخطط من قبل الله عز وجل قد ربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدُن إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- إلى محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، كما يربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعًا، وكأنما أريد بهذه الرحلة الكبرى إعلان وراثة الرسول الأخير لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، واحتضانها لها، وحمايتها لها، وارتباط هذه الرسالة بتلك الأماكن جميعًا، فتصبح هذه الأماكن جزءًا لا يتجزأ من الرسالة الخاتمة، ولا يحق لأحد أن ينكر على أصحاب هذه الرسالة اهتمامهم بتلك الأماكن، والمطالبة بحقهم فيها، والدفاع عنها ضد أي اعتداء.
اختبار وتنقية للصف المؤمن
لم تَخْلُ هذه الرحلة أيضًا من مغزًى آخر، وهو أن الله عز وجل أراد أن يبلوَ ويختبر المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم، فيرى مدى صدق إيمانهم، ومدى ثبات عقيدتهم، عندما يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم أخبار هذه الرحلة التي لا يتصورها عقل في هذه الحقبة من الزمن، هل سيثبتون على تصديقه صلى الله عليه وسلم، أم ستتخلخل عقيدتهم، وينهار إيمانهم.
ولذا لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم لتخوُّف أم هانئ -رضي الله عنها- من تكذيب القوم له بسبب غرابة الواقعة، ولم يدفعه ذلك لكتمان أمر هذه الرحلة، فإن ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالحق الذي جاء به، والحق الذي وقع له، جعلته يصارح القوم بما رأى، كائنًا ما كان رأيهم فيه.
وقد بادر كثير من المؤمنين بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، واهتزت قلوب بعض منهم، فارتدوا عن الإسلام بالفعل، واتخذها بعضهم مادة للسخرية والتشكيك، ولكن هذا كله لم يكن ليُقعِدَ الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجهر بالحق الذي آمن به، وفي هذا مثل لأصحاب الدعوة أن يجهروا بالحق، ولا يخشون وقعه في نفوس الناس، ولا يتحسسون مواضع الرضا والاستحسان عند هؤلاء الناس، إذا تعارضت مع كلمة الحق.
هل من إسراء جديد؟
كان الإسراء والمعراج مواساة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توالت عليه شدائد الأحداث وقسوتها، جاء الإسراء بعد هذه الشدائد ليمسح أحزانها جميعًا، وينقل الرسول إلى عالم أرحب، وأفق أقدس وأطهر، فلئن مات أبو طالب، وانتقلت خديجة إلى جوار الله عز وجل، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعين الله يحوطه ويرعاه، يحرسه ويصونه، ولئن ضاقت سبل الأرض، وسدت أبوابها، فهذه آفاق السماء مفتَّحة، وأبوابها مشرعة، وطريق ولوجها سهلة، فما ودعه ربه، وما قلاه، ولا هجره، ولا جفاه، وإنه بعين المشيئة تتولاه بالنصر والتأييد.
ولئن بُعِثَ كل نبي إلى قومه خاصة، فإنه المبعوث رحمة للعالمين كافة، والوارث لكل ما سبقه من الأديان، يكمل مكارمها، ويقوِّم ما حرفت أيدي البغي من تعاليمها، ويرد للدنيا فطرتها، وللإنسانية كرامتها، ويصلح الملة العوجاء، وينشر الحنيفية السمحة، والناس لدينه تبع.
ولعل هذا كان من أسرار مسراه صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى المبارك، قلب الأرض المقدسة، التي أسكنها الله عز وجل بني إسرائيل ثم أخرجهم منها.
يقول صاحب الظلال -رحمه الله-: والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، إلى محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعًا، وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول الأخير لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات، وارتباط رسالته بها جميعًا، فهي رحلة ترمز إلى أبعد من حدود الزمان والمكان، وتشمل آمادا وآفاقًا أوسع من الزمان والمكان، وتتضمن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تتكشف عنها للنظرة الأولى.
أين الأقصى الآن؟
إن الأقصى جريح طال أنينه، واستشرت عِلَّته حتى شملت الأرض المباركة من حوله، والمسعفون معرضون عنه.
إن الأقصى ينادي، وليس ثمة مجيب، ويستجير ولات حين مجيب، خرس القوم فلا ينطقون، وصُمَّت آذانهم فلا يسمعون، وعميت منهم الأبصار والبصائر، فلا يرون ولا يعقلون، فهل يجود الزمان بقائد يجمع الأمة على الهدى، ويقودها تحت راية العقيدة، ويجدد ما مضى من عزها، وسالف مجدها؟
إننا برحمة الله وفرجه واثقون، ولنصره وتأييده مؤملون، "إنَّهُ لا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إلا القَوْمُ الكَافِرُونَ" [يوسف: 87]، ولن تعقم الأمة -بإذن الله- أن تلد مثل خالد، وصلاح الدين، وإذ ذاك تعود السيوف مسلمة حقًّا، وفرسانها يطلبون الموت أكثر مما يحرصون على الحياة.
أيمن غ القلموني
12-09-2008, 12:07 AM
نجلاء محفوظ (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1190885926809&pagename=Zone-Arabic-AdamEve%2FAEALayout#***1)
نصائح رمضانية للزوجة الذكية
من أجل الفوز بخير رمضان وجعله بداية لعلاقات أفضل مع الزوج والأبناء نفتح أمام كل زوجة سبل اكتساب حب كل أفراد أسرتها لتتدرب عليه جيدًا في رمضان؛ ليقود باقي حياتها في سعادة ونجاح، ونقدم لك الإجابات الواعية في الأسطر التالية...
كيف تحمي نفسك من الأخطاء الشائعة في المظهر والتفكير والسلوكيات الشائعة عند الزوجات العربيات في رمضان؟ وكيف تربحين علاقات أكثر حميمية مع زوجك وأولادك، وغير ذلك من الأسئلة الحيوية...
إحباط ولكن!
كثير من الزوجات يشعرن بإحباط ءتتراوح حدتهء من أزواجهن ولا تسامح الواحدة منهن زوجها على هذا الشعور، ويرسخ المشاعر العدوانية بداخلها ءدون وعي في أغلب الأحيانء مما يجعلها تضخم من عيوبه وتقلل من مزاياه، ولا يوجد زوج بدون أي ميزة، حتى إن كانت استمراره في الزواج، مهما كان غير موفق.
وكما يقولون فإن عين السخط تبدي المساوئ، كما أنها تؤذي المرأة وحدها، بينما يمضي الزوج في حياته غير عابئ بمشاعر زوجته، بل ربما يتصور أنه ضحية ويكابد الإحساس المرير بالظلم!!.
ومع الشعور بالإرهاق من الصيام تزداد حدة المشاجرات، ونتمنى لكل هؤلاء الزوجات أن يمنحن أنفسهن فرصة (ثمينة) للتصالح مع الحياة، وللنظر إلى عيوب الزوج بالنَّظارة التي تصغِّر وليس بالنظَّارة التي تضخم، وأن تدرك الواحدة منهن أنها ستفعل ذلك ليس من أجل تدليل الزوج أو إسعاده، لكن من أجل نفسها ما دامت تنوي الاستمرار في الزواج؛ فمن الذكاء أن تحاول (تجميل) حياتها بقدر الإمكان؛ فالزوجة الذكية هي التي تستفيد من شهر رمضان لبدء صفحة جديدة مع الزوج بدون خطب أو محاضرات، أو محاولة إشراك زوجها فيما تنوي فعله، حتى لا تساوره الشكوك في أنها ستفرض عليه أمورًا لا يحبها، مما قد يدفعه إلى العناد، أو إلى التسفيه من محاولاتها، وبدلاً من ذلك عليها بتغيير أفكارها عن الزوج وأن تقتنع أنه ليس أسوأ زوج في العالم، وأن هذا وحده يشكل بداية جيدة، كما أنها ليست أحسن امرأة في العالم، وهذا وحده يشكل دافعًا لها كي تبذل الجهد لتحسن قدر الإمكان من حياتها في الشكل والمضمون، ولتقترب من تحقيق أحلامها السابقة في الحياة والتي تخلت عن قدر كبير منها بعد الزواج.
ومن أهم أسباب التكدير (المقيم)، هو أن الزوجة تظل تتمنى وتحلم (وتقاتل) بشراسة لتغيير طباع زوجها وتحرم نفسها من فرص (الاستمتاع) بما لديها من نِعم، وترهن كل البهجة بالحصول على ما تريد من تغييرات في طباع الزوج، وتنسى أن الإنسان لا يتغير إلا إذا أراد هو ذلك، وأنه (يسعى) للتغيير إذا ما شعر أنه يخسر من عدم التغيير؛ لذا على الزوجة أن تحاول ءدون خطب ومواعظء بل بوسائل عملية وغير مباشرة ترغيب زوجها في التغيير المطلوب، وأن تشعره أن في ذلك مكسبًا كبيرًا له شخصيًّا، ثم لا تُلِحّ عليه في ذلك حتى لا يلجأ إلى العناد لإثبات أنه الرجل وصاحب الكلمة الأولى وما إلى ذلك، وعليها أن تكون ذكية فتتشاغل بالاهتمام بأمورها حتى يحدث هذا التغيير، وألا توقف حياتها حتى يحصل ما تحب؛ ففي ذلك إضاعة لأيام العمر ويضخم من استجابتها السلبية لأي شيء يحدث من زوجها غير رد العدوان بمثله أو بما هو أقوى.
مكافآت معنوية وحسية
وعلى الزوجة أن تحفز زوجها بلطف وبذكاء ليكون أكثر لطفًا معها، وتشجيعه ومكافأته معنويًّا وحسيًّا على أي تقدم يفعله مهما كان بسيطًا، والابتعاد عن التشنجات والصراخ ولغة الأوامر، والتقرب إلى الله بالتودد إلى الزوج والتحبب إليه، وتذكر أن هذا التودد من صفات الحور العين وهن نساء الجنة فلتحاول التشبه بهن بالقول وباللمسة الحانية وبحسن المظهر، وتتجاهل أي استجابة (سخيفة) من الزوج لعدم اعتياده ذلك، ولظنه بأن الزوجة إنما (تناور) لتحقيق مطلب شخصي أو ما شابه ذلك، ولتداوم فعل ذلك خلال شهر رمضان بدأب وبتدرج وستحصل على نتيجة رائعة، مهما كان عمرها ومهما بلغت حدة الخلافات الزوجية، وعلى الرغم من تراكمها عبر السنوات.
وقد تصرخ زوجة مؤكدة بأن الزوج لا يستحق، كما يوجد رصيد هائل من المشاحنات، بل وبعض الكراهية المكبوتة لتصرفاته وطباعه و... و...
ونهمس لها: ولكنك تستحقين حياة زوجية أفضل، والفوز بثواب الزوجة الصالحة، كما أن الله أمر الزوجة بحسن التعامل مع الزوج بصفة عامة، ولم يشترط أن يكون الزوج رائعًا في تصرفاته معها، وهذا لا يعني أن تكون المرأة سلبية مع زوجها؛ فديننا دين الإيجابية الجميلة، ولكننا ننادي بعدم تأجيج نيران العدوانية بين الزوجين، مع عدم تصعيد المشاكل إلى درجة العدوان اللفظي أو البدني، وفي ذلك مكاسب كثيرة لكل زوجة ذكية، فإذا لم تستطع الوصول إلى السعادة التي تحلم بها، فمن الذكاء تقليل أسباب الشقاء إلى أقل درجة ممكنة والاحتفال بذلك، بدلاً من التباكي على ما لم نصل إليه، والانشغال بتنمية سعادتنا في سائر الأمور الأخرى مثل زيادة الاستمتاع بالأمومة، وبصلة الرحم، وبالعمل سواء داخل البيت أو خارجه، وبتنمية الهوايات والاستمتاع بها إلى أقصى درجة.
أخطاء اللقاء الخاص
وعلى الزوجة الذكية أن تنأى بنفسها من هذه الخسائر المتلاحقة، وأن تنتهز فرصة رمضان للتودد إلى الزوج بحسن مراعاة أموره في نهار رمضان والتغاضي عن هفواته وبعض الصغائر التي تصدر منه، وإعطاء الزوج حقوقه الحسية كاملة وعدم التعلل بالعبادة ءكما تفعل الكثيراتء وأن تحسن من تجاوبها العاطفي معه في اللقاء الحميم في ليل رمضان، مما سيزيد من إمكانية ترميم أوجه الصدع في علاقتهما، وإن طالت؛ فالبحوث النفسية الحديثة تؤكد أن معظم المشاكل تبدأ بسبب فشل العلاقة الحميمة، وأن الزوجة تستطيع احتواء زوجها حسيًّا متى أرادت ذلك ومتى تمتعت بالذكاء الأنثوي الذي يدفعها إلى التصرف برقّة ونعومة والتحلي بالمظهر النظيف والجذاب، ليس في أثناء هذه العلاقة وحدها ولكن عبر اليوم كله، وألا يعلو صوتها، ولا يتجهم وجهها أو يترهل جسدها بسبب البدانة، أو ترتدي الملابس المكررة الخالية من الألوان المشرقة والبعيدة عن التصميمات الشبابية المبهجة والتي يراها الزوج أينما ذهب خارج البيت، وفي الفضائيات داخل البيت، ويفتقدها مع زوجته.
ولا ننسى أهمية ذلك في استمرار انجذاب زوجها إليها وفرحة أبنائها بجمال وحيوية أمهم، مع مراعاة أن الحفاظ على المظهر الجميل لا يتطلب إلا أن تدرك المرأة أهميته، ثم تعطي الأمر لعقلها بأن يذكرها ذلك عدة مرات يوميًّا، وأن تعي أنه لا يتطلب سوى بضع دقائق يوميًّا.
مع تجاهل التعليقات (السلبية) وربما الغبية من الزوج الذي لا يعتاد هذا التجمل من زوجته، وعدم السماح للأبناء بأية تعليقات سخيفة، وإجهاضها بهدوء، ولكن بحزم مع الاحتفاظ بالاسترخاء الذهني والنفسي، وأن تردد لنفسها: حسنًا.. سيحتاجون بعض الوقت حتى يعتادوا على صورتي الجديدة والدائمة بإذن الله.
احتواء الأبناء
ونتمنى في رمضان فتح صفحة جديدة مع الأبناء ءدون إخبارهمء حتى لا يتخذوا موقفًا مضادًّا والقيام بمنحهم المزيد والمزيد من الحنان والإشباع العاطفي، مع فتح باب الحوار والإجابة على أسئلتهم بهدوء وحب واحتواء، والتركيز على احترام مشاعرهم وتقدير كل مرحلة عمرية يمرون بها وإعطائها حقها من جميع النواحي قدر الإمكان، ومحاولة إشباع حاجتهم فيها، وملاطفتهم بذكاء ودون افتعال، مع الحرص على احترام علاقاتهم، وضرورة الابتعاد تمامًا عن الاستخفاف والاستهزاء بهم أو بأفكارهم مهما كانت ساذجة أو غير منطقية، والتنبه إلى أهمية الثناء عليهم أمام الآخرين؛ لما في ذلك من رفع لمعنوياتهم ولإحساسهم بقيمتهم، مع المحاولة الجادة والدائمة ءوغير المباشرةء لجذبهم واتخاذهم أصدقاء والاستماع لأحاديثهم والإنصات لهم وتوجيههم دون إشعارهم باللوم والتأنيب، وعدم إفشاء أسرارهم والاهتمام باستشارتهم بأحد الأمور، مما يسعدهم ويرضيهم ويعطيهم الفرصة للشعور بالنمو العقلي والعاطفي.
مضايقات الزوج
ولكن ماذا تفعل الزوجة الذكية عندما يضايقها زوجها في رمضان؟
نؤكد لهذه الزوجة أنها لن تستفيد دينيًّا ولا دنيويًّا من الرد على العصبية بصراخ أو بعصبية أشد، فعليها ألا تنظر في وجه زوجها الثائر حتى لا تنتقل إليها عدوى العصبية، وأن تتذكر أن أي مشاجرة لكي تنشأ لا بد لها من طرفين يرغبان في نشوئها، وأن المسألة لا تتعلق بالكرامة أو بالكبرياء، ولا بالانتصار على الزوج؛ لأن الزواج ليس حلبة للمصارعة، وأن الطرف الأذكى لا يدخل في معارك جانبية ليس لها أي فائدة، بل تجلب أكثر الضرر، وأهمه الضرر الديني وفقدان ثواب الصيام، وهي خسارة فادحة بالتأكيد، فضلاً عن زيادة مساحة المشاكل الزوجية.
ونوصي هنا الزوجة أن تردد في سرِّها جملة اللهم إني صائمة، دون أن تشعر أنها مظلومة أو أنها تقدم تنازلات، بل عليها أن تفخر بنفسها؛ لأنها الطرف الأذكى الذي يتمكن من السيطرة على مشاعره، وأنها ليست بغبية حتى تتصرف كرد فعل لغضبه، وتدريجيًّا سيعتاد الزوج على أسلوب زوجته الجديد، وإن قاومه لفترة، وهذه الفترة ستتقلص كثيرًا تحت إصرار زوجته على التزام الهدوء تجاه ثورته، وعدم استجابتها لاستدراجه (المتكرر) لها لدفعها إلى الرد على العصبية بما هو أكثر منها.
ولا نطالب الزوجة بكبت ما يضايقها، بل عليها بطرده أولاً فأولاً، واستبدال التفكير في أي شيء تحبه وتود أن تفعله مهما كان بسيطًا به، وإن استطاعت الاسترخاء الجسدي فإن عليها الإسراع به وتذكير نفسها بأنها لن تتراجع أبدًا عن النهوض بنفسها دينيًّا ودنيويًّا، ولن تسمح لأي إنسان، حتى لو كان زوجها أو أحد أبنائها، بإعاقة هذا النهوض، والمرأة الذكية هي التي (تختار) طواعية وبكامل وعيها وإرادتها الاحتفال بكل النعم التي لديها وإفساح أكبر حيز في قلبها وعقلها لها، وترك أقل حيز ممكن للانشغال بالمنغصات ليس للألم منها، ولكن لمحاولة تغييرها بالذكاء والفطنة وبالصبر (الجميل) إن أمكن، وإذا لم يمكن ذلك فعلى المرأة الذكية أن تهز كتفيها قائلة: وماذا يهم في ذلك، الجميع لديهم ما يضايقهم، وأنا أختار أن أكون محظوظة تنعم بما لديها، وأن أشكر الله سبحانه وتعالى القائل "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لََأَزِيْدَنَّكُم"، وأنا أثق في وعد ربي، ولن أكون شقية فأخسر ديني ودنياي.
في رمضـان.. بيوت غــزة عامرة بالحزن
علا عطا الله
الإفطار والسحور على ضوء الشموع
يهل رمضان على غزة والحصار الخانق المفروض عليها منذ أكثر من عام تمتد أذرعه وتزداد لتحرق يابس الأرض وأخضرها.. في كل بيت ثمة حكاية تتدلى من حروفها رائحة الحزن، وتنبعث من كلماتها أصداء أصوات لقلوب مجروحة تهمس بألم: "بأي حالٍ جئت يا رمضان!".
"إسلام أون لاين.نت" تجولت في شوارع غزة، ومشت على أرصفة طرقاتها، واستمعت لأنين مآذنها وهي تشكو تعب الحصار، وسيف الانقسام، وقسوة الاحتلال.
في منزل "أم عادل قاسم" التقطنا بطاقة الاعتذار الأولى "الشموع" الحاضر الأول على مائدة الإفطار، فعلى ضوئها النحيل تتناول العائلة طعامها، ليتكرر نفس المشهد على السحور.
الكهرباء تغادرهم لأوقاتٍ كثيرة وبالكاد تأتي.. بصوتٍ مرهق تعترف أم عادل لـ"إسلام أون لاين.نت": رمضان هذا العام جاء في ظل أجواء خانقة.. لا وقود.. لا كهرباء... على ضوء الشموع نصوم وعليها نفطر.
في الصباح تبدأ رحلة بحثها عن عيدان القش وأوراق الشجر.. يأتيها زوجها بأكوامٍ من الحطب والخشب لتبدأ رحلة الطهي على "فرن الطين"؛ فقد نفد الغاز، ويلزمهم للحصول على نصف أسطوانة الوقوف في طابورٍ طويل لأيامٍ وأسابيع.
نكهات التقشف
على مقربة من بيته استوقفتنا بطاقة مكتوب على غلافها: "الغلاء لا يصوم"، فأمام حرارة فواتير الحياة فستضطر العائلة لحذف خيارات كثيرة من القائمة الرمضانية مكتفية بنكهات التقشف.
بنبراتٍ حزينة يسرد "محمود صبيح" حروف الحكاية: "لم يحدث أبدا أن استقبلنا شهر رمضان على هذا القدر من المرارة.. استمرار الحصاد أرهقنا.. الأساسيات تحولت إلى كماليات.. لم نتمكن من توفير سوى أهم الأهم".
تلتقط زوجته طرف الحوار: "نكتفي بتحضير صنف واحد فقط.. الأسعار ترتفع بشكل خيالي وجنوني.. ألا يكفي ما لاقيناه في توفير مستلزمات العام الدراسي الجديد؟! جيوبنا خاوية، والأسعار عالية جدا".
بوجهٍ شاحب وعيونٍ دامعة يلوح الطفل "لؤي مهنا" صاحب الثمانية أعوام ببطاقته: "بابا أخبرني أن فانوس رمضان ارتفع ثمنه، ولن يكون بمقدوره شراؤه لي".
لؤي استبدل الفانوس بعلبةٍ حديدية فارغة.. وفي داخلها وضع شمعة وأنارها، ضوؤها لم يُضاه ألوان الفوانيس الزاهية والجميلة، لكن "الفانوس الجديد" كان كفيلا برسم ابتسامة كبيرة على شفتيه.
بطاقة التاجر "هاني مقداد" جاءت مُحملة برائحة التعب: "القدرة الشرائية لدى المواطنين تراجعت كثيرا.. تكاد تكون معدومة، جميع من يمر أمام المحلات يتفرج على ما هو معروض دون أن يشتري، الأسعار تجعلهم ينصرفون تاركين السوق بما حوى".
دموع الأسر
وللمرة الثانية تستقبل غزة شهر رمضان، وجرح الخلاف الداخلي، وانقسام جناحي الوطن لا زال غائرا لم يندمل.
بكلماتٍ تنتفض في وجه واقع مؤلم يروي لنا الطالب الجامعي "أحمد السوسي" ما حوته بطاقته": نريد لهذا الوطن أن يتحد، لقد ذبحنا الانقسام وطول أمد الخلاف، لنتوحد.. ولنودع لغة التجريح والكراهية، رمضان شهر المحبة فلم لا نستغل حضوره ونفحاته؟!".
وبحروف الوجع تسرد أم الأسير"عبد الحليم عبد الله" المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بطاقتها قائلة: "دموعنا لا تجف.. مذاق الطعام لا نشعر به، 14عاما وأنا أحلم أن يأتي ليفطر معنا، تجمعنا مائدة واحدة، أنصت لصوته وهو يقرأ القرآن.. يُوقظني بحنان، في كل يوم من رمضان نموت ألف مرة"
.رمضان بلسم الجراح
"لوحات الألم والدمعات النازفة ستخلف أزمات وضغوطا نفسية تنغص على القلوب استقبال الشهر الكريم، والاحتفاء بقدومه بشكلٍ يليق به"..
بهذه الكلمات بدأ الدكتور "درداح الشاعر" -أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى بمدينة غزة- حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت"، ليضيف وهو يقلب البطاقات ويقرأ سطورها: "انقسام.. حصار.. وجراح خلفها الاحتلال، كل هذه التراكمات تترك آثارها الواضحة على الجميع، فهذه أم لا يُمكنها إعداد الطعام لنفاد الوقود، وهذا أب عاجز عن توفير فانوس واحد لطفله، وآخر يقف حائرا أمام طلبات لا تنتهي.. شعور هؤلاء بالقهر وبعدم الاطمئنان يولد العديد من الأمراض النفسية أبرزها الاكتئاب، والقلق الدائم".
أيضا افتقاد أسر غزة لحاجات رمضان الأساسية، وتغيير نمطهم الاجتماعي كفيل بزيادة معدلات التوتر النفسي والإحباط، فكيف بعائلة كانت تحتفي العام الماضي بالولائم وإعداد ما لذ وطاب في شهر رمضان، وجدت نفسها اليوم أمام مائدة فارغة.. طبيعي أن تتذمر ويلفها الحزن.
ويتمنى أستاذ علم النفس أن يكون رمضان فرصة لأن تتصافى القلوب وتتآلف؛ لاحتواء الانقسام السياسي الذي يزيد من أوجاع المدينة فيقول: "قدوم رمضان والخلافات الداخلية تسكن كل شارع وحارة يعمق الضغط النفسي، ويصيب الكثيرين بألم حاد، نعم نعيش ظروفا استثنائية ولكن بلسم شهر الصبر والتسامح كفيل بمداواة كل الجراح".
--------------------------------------------------------------------------------
كتب د.أيمن الجندي وهو طبيب وكاتب من زوار "إسلام أون لاين.نت" هذا المقال:
أعرف أن أحداً ربما لن يهتم لمثل هذه المقالات في هذه الأيام, لكن من عاشر الشيعة أحب أن يعرف أجوبةً على أسئلة هم أجهدوا في التعمق فيها.
إن وجدتم أسئلة كثيرة كما وجدت أنا في هذا المقال, أرجو أن تضعوا تفسيراً لها !!
حينما تتحول " فوبيا التشيع " إلى هوس !
كتبت مقالا عن السيدة فاطمة الزهراء فاتهمني أحد القراء بالتشيع في تعليق له على الموضوع، وطالب بالتحري عن ميولي الخفية!! هكذا صارت الكتابة عن بنت الرسول تهمة!! فيا رب صبرنا على ما ابتلينا به.. كنا مرتاحين من المشكلة الشيعية، خصوصا وعندنا من المشاكل ما يكفينا.. فمصر كتلة سنية خالصة لا تعرف عن الشيعة سوى أنهم هؤلاء الذين حكمونا منذ ألف عام ثم رحلوا بعد أن تركوا لنا الأزهر وفوانيس رمضان!!
منذ ذلك الحين لم تتغير تركيبة الشعب المصري السني واستحال اختراقهم، وخصوصا أن بضاعة الشيعة في حب آل البيت تشبه بيع الماء في حارة السقايين، فنحن –والحمد لله– لا يبارينا شعب في التعلق بآل البيت، لدرجة أننا سمينا أحياء بأكملها بالسيدة والحسين، ومن أغضبتها ضرة كنست عليها مسجد السيدة، حركة كفاية نفسها كنست مسجد السيدة زينب على الحكومة في مشهد رمزي خطف القلوب، خصوصًا حين رأى المصريون –والدموع تبلل عيونهم– صفوة المجتمع من كهول وشيوخ ونساء أرستقراطيات يحملن المقشات على رءوسهن متجهين إلى مسجد رئيسة الديوان!!
تقاليد عمرها من عمر الإسلام، حين خرج المصريون على بكرة أبيهم لاستقبال السيدة زينب بالشموع والدموع، عانقتها النساء، وتطلع الرجال إلى ميراث النبوة في الحفيدة المباركة.. منذ ذلك الحين وقع المصريون في غرام آل البيت كسمكة (تتلعبط) في شباك لا فكاك منه.. كم احترقت قلوب في عشق الحسين!! حتى الريف المصري اختلطت سماحته بحب آل البيت، واخضر عود النعناع في كل غيط، وهو يعلم أنه سيعطر كوب الشاي الذي سيشربه المداحون في الأمسيات الحافلة بالذكر والمديح.
هيستريا التشيع
وجاء الغزاة الجدد، وتغير المناخ في مصر فجأة: صار حب آل البيت تهمة!! وأصبح الواحد منا يحذر أن يكتب مقالا عن الزهراء أو يمدح عليا، أو يبكي الحسين.. امتلأت الساحة بنوعيات عجيبة من البشر، تمتلئ بالشك والتربص، والريبة والاتهام، وبدأنا نسمع كلمة الشيعة والتشيع بكثرة حتى تحول الأمر إلى هستيريا حقيقية، وكأن إنسانا محبا لآل البيت هو شيعي محتمل يجب قمعه والحذر منه، مع أن وقود الفتنة بترول!! هذه المصادفة الجغرافية التي جعلت منابع البترول تتدفق تحت أقدام الشيعة في الخليج والعراق وإيران.
هذا لا يعني أن الشيعة على حق، على الأقل من وجهة نظري أنا كمسلم يعتنق العقيدة السنية، ولكي تكون الأمور مدققة فإننا يجب أن نحدد المصطلح أولا: السني هو ذلك المسلم الذي يعتقد أن الرسول لم يوص لأحد من أصحابه بخلافته، في حين يكون الشيعي هو ذلك (المسلم) الذي يعتقد أن الرسول أوصى لعلي بخلافته وصية جازمة يعرفها جميع المسلمين القاصي منهم والداني. بذلك المفهوم اعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية المذهب الزيدي مذهبا سنيا لا شيعيا؛ لأنه لا يعتقد أساسا في وجود وصية من النبي لعلي، وبالتالي يوقر ويعترف بصحة خلافة الشيخين من بعده برغم اعتباره عليا أفضل الصحابة، وهي قضية فرعية جدا لا تشكل أي خطورة عقائدية على العاقلين.
وأنا بهذا المفهوم سني المذهب تماما؛ لأنني لا أعتقد وجود أي وصية من الرسول للإمام علي رضي الله عنه، بالتأكيد كان الرسول يحبه حبا جما، بل كان في اعتقادي أحب الناس إليه، وكانت الوسيلة المؤكدة لجلب غضبه (نعوذ بالله من غضب رسول الله) أن ينتقده أحد أمامه حتى لو كان من كبار الصحابة كالزبير رضي الله عنه. لكنه كان يحب أن يختاره المسلمون –إذا اختاروه- بإرادتهم الحرة وليس بوصية منه، والحق أن الرسول لم يحذر من شيء حذره أن يظن بالدعوة أنها هاشمية، وكان يحرص على تأكيد الصبغة العالمية للإسلام، وفي كل الأحوال "يصعب بلع أن تكون خلافة علي ركنا من أركان الإسلام" (كما يعتقد الشيعة الإمامية) ثم لا تذكر في القرآن بوضوح، ولو بدون تفصيل، كما ذكر الصوم والصلاة!!.
نعم، بكل تأكيد أؤمن أن الرسول لم يوص لعلي بخلافته، هذا يهدم فكرة الإمامية من أساسها، وإنه –والله– ليدهشني جدا ألا يفطن إخواننا الإمامية –رغم عقلهم الرشيد– إلى جو الأساطير في تلك القضية، عصمة الأئمة وعلمهم اللدني، وموضوع السرداب الذي غاب فيه المهدي المنتظر منذ ألف عام، كلها أشياء بعيدة عن نقاء وصفاء ووضوح القرآن الكريم الذي يخلو تماما من هذا الجو المعبأ بالأساطير!.
الأفضل والمفضول
لقد ترتب على فكرة الإمامية أشياء خطيرة جدا، وهي عدم تنفيذ وصية الرسول من قبل الصحابة (في زعمهم)، بما يتناقض مع مديحهم المتكرر في القرآن الكريم (محمد رسول الله والذين معه..) الآيات / (كنتم خير أمة أخرجت للناس..) الآيات.. / (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)، وهدمت شرعية الخلفاء الراشدين مما يجعلنا نتساءل: أمن المعقول أن محمدا لم يفلح في تربية رجاله!!، وترتب على ذلك معضلة أخرى بالنسبة لهم، وهي أن الإمام علي بايع الخلفاء الثلاثة ونصح لهم وتزاوج معهم، فكيف يتفق هذا مع إهدار وصية الرسول؟، كان المخرج هو فكرة التقية. وهي لعمري تتناقض البتة مع فروسية الإمام علي وقوته الخارقة وثباته فيما يعتقد أنه الحق.
والخلاصة أن فكرة وصية الرسول للإمام علي ورطتهم في متناقضات كثيرة جر بعضها بعضا، وكان الأفضل هو تبني تفسير الإمام زيد بن علي بن الحسين الذي قال "علي بن أبي طالب أفضل الصحابة، لكن تجوز إمامة المفضول مع وجود الأفضل؛ لأن المسلمين رأوا في خلافة أبي بكر مصلحة لهم في تسكين ثائرة الفتنة وتطييب قلوب العامة، فعهد الحروب كان قريبا وسيف علي لم يجف بعد من دماء قريش، والضغائن موجودة في صدور من طلبوا الثأر.. فما كانت له القلوب تميل ولا الرقاب تنقاد، وكانت المصلحة أن يقوم بهذا الشأن من عرف باللين والتودد، والتقدم بالسن، والقرب من الرسول".
شرفاء وأدعياء
وتفسيري الخاص لبقاء المذهب الشيعي برغم متناقضاته هو وجود قضية حقيقية عادلة عندهم وهي مظلومية آل البيت، وهي مظلومية حقيقية، وصمة عار في التاريخ الإسلامي، وجرح لا يندمل في وجداننا الجمعي، لقد تم تقطيع لحم آل محمد (يجب أن نسمي الأمور بأسمائها)، ولم تكن هذه هي أفضل وسيلة لرد جميله علينا!! قتلوا الإمام علي بعد أن أضجروه حد تمني الموت!! ثم خذلوا الحسن وذبحوا الحسين ميتة بشعة تقشعر لها الأبدان، وفعلوا الأعاجيب بحفيده زيد، صلبوه بعد موته عامين كاملين، ألا لعنة الله على الظالمين.
والعجب، كل العجب، أن نجد من يدافع عن الهرقلية الأموية، والسفاحين القتلة من بني أمية الذين كانوا في الفريق الآخر حين حمل الإمام علي -مع أبي بكر وعمر وباقي الصحابة- عبء الرسالة، ولسان حالهم يقول: أغشى الوغى وأعف عند المغنم، حتى ظهر الإسلام وانتشرت الدعوة وكثرت المغانم فسارع الأمويون إلى انتهاب الفرص ولسان حالهم يقول: (أقش) عند المغنم!!.. الشرفاء في مقابل الأدعياء، والأريحية في مواجهة النفعية، هذه ليست قضية دينية فحسب بل قضية عدالة وضمير وإنسانية يتساوى فيها من يؤمن بالإسلام ومن لا يؤمن به.
ليس عجيبا أن يسب هؤلاء إمام الهدى علي المنابر سبعين عاما!!، إنما العجيب أن يجدوا من يدافع عنهم حتى الآن ويحمل المذهب السني أوزارا لا علاقة له بها. لقد أعطيناهم –بحماقة- قضيتهم العادلة التي حفظت بقاء مذهبهم حتى الآن، تطير عقولهم (والحق معهم) حينما يسمعون المديح يكال لمعاوية بن أبي سفيان برغم الدماء الغزيرة التي أريقت في قتاله الإمام علي (وهو خير منه)، والمفاسد السياسية المستمرة حتى اللحظة نتيجة لتوريثه الملك لابنه يزيد وتحويل الخلافة لملك عضوض، وما ترتب على التوريث من ذبح الحسين (وكان يعلم أنه لن يبايع يزيد أبدًا)، وقد كان النبي إذا سمع بكاء الحسين عاتب أمه لأن بكاءه يؤذيه!!
لماذا نقبل أن نهدر عقولنا وتنتفخ أوداجنا إذا ذكروه بسوء؟، هل اتخذ عند الله عهدا أن يفعل ما يشاء بحجة أنه صحابي!!! وهل كان الرسول يرضى عن أفعال شقت عصا الأمة!.
والعدل يقول إننا إذا كنا نطلب من الشيعة –والحق معنا– احترام مشاعرنا فيما يتعلق بكبار الصحابة، فمن حقهم أن يطالبونا بنفس الشيء ونكف عن تمجيد القتلة من بني أمية.
وسطية الإسلام
وتبقى حكمة الوسطية الإسلامية وشيوخ الأزهر العظام في عصره الذهبي الذين انتصروا للإمام علي (حرام أن نمجد قاتليه ونظلمه حيا وميتا)، ولعلها فرصة أن نتذكر ما قاله الإمام محمد أبو زهرة في سفره الضخم "الإمام الصادق" الذي ناقش فيه باستفاضة أصول المذهب الجعفري، فأثنى كل الثناء على الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، ولكنه رفض –لأسباب علمية مطولة– نسبة عقيدة الإمامية إليه، ثم قال رحمه الله "خلافنا مع الإمامية خلاف في الرأي والنظر لا في العقيدة والإيمان، خلاف نظري أقرب أن يكون خلافا في وقائع التاريخ كاختلاف المؤرخين في الوقائع والنظر إليها وليس اختلافا في عقيدة لأن اعتقادهم لا يخرجهم من الإسلام.
والمذهب الجعفري ليس قولا واحدا ولكنه أقوال مختلفة فإذا وجدنا رواية تقول إنه زعم أن في القرآن نقصا وأخرى تكفر قائل هذا القول فإن الحق يلوح في الثانية.. وإن هذه الأقوال التي تخالف إجماع جماهير المسلمين ليست كثيرة ولذلك يقرر أن الفقه "الإثنا عشري" ليس بعيدا كل البعد عن فقه أهل الأمصار، وفي الناحية المقابلة فإذا كان إخواننا من الأمامية يرون أمر الإمامة عقيدة ويرتبونها ترتيبا تاريخيا بالصورة التي ذكروها فهم معنا في أصل التوحيد والرسالة المحمدية، وإنا لنرجو ملحين في الرجاء ألا يعتبروا عدم أخذنا بهذا الجزء من الاعتقاد موجبا لنقص إيماننا أو موجبا لتأثيمنا، وأن يعلنوا هذا على الملأ من الأمة ويخطئوا الكتب التي كتبت في هذا أو على الأقل يعلنوا عدم الأخذ بها وبذلك تتلاقى القلوب على مودة وإيمان، فإن الخصومة يجب ألا تورث"..
يؤكد الشيخ أيضا أن في الآراء الفقهية التي وصلت إليها الزيدية والإمامية ما يصح الأخذ به ويكون علاجا لبعض أدوائنا الاجتماعية وهو في ذاته لا يخالف كتابا ولا سنة، كما يؤكد أن للحكم الأموي أثرًا في اختفاء بعض مرويات الإمام علي وفقهه في كتب السنة؛ لأنه من غير المعقول أن يلعنوه على المنابر ويتركوا العلماء يتحدثون بعلمه.
كما يجب ألا يصدنا عن علمهم أمور نفسية كسب الصحابة الكرام فعلينا أن نتذكر أنها أقوال منحرفين يبوءون بإثمها إلى يوم القيامة تبرأ منها السادة حتى أن جعفر الصادق استحل دماء من يلعن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما. كما تبرأ جده علي زين العابدين وأبوه محمد الباقر من سب أبي بكر وعمر وعثمان وقد روى ذلك من الشيعة الجعفرية جابر الجعفي، وكان الباقر يستشهد بأعمال أبي بكر وعمر، وإذا كان كثيرون ممن يدعون الانتماء "للإثني عشرية" لا يوالون أبا بكر وعمر فإن بعضهم يؤكدون وجوب احترامهما؛ لأن الإمام علي صلى خلفهم وبايعهم وأنكحهم وأكل معهم.
يؤكد الشيخ أن الخلاف بين الجعفرية وغيرهم كالاختلاف بين الحنفية والشافعية.. يجب أن يؤمن كل صاحب مذهب أن رأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب.. فإذا حلت المذهبية محل الطائفية أصبح لكل إنسان أن يعتنق من الآراء الفكرية ما يشاء فيكون للجعفري أن يختار من الحنفي وللشافعي أن يختار من الجعفري ذلك أن المذهبية لا عيب من التنقل الفكري فيها، أما الطائفية فإنها تورث مع الدم فيكون ابن الشيعي شيعيا وابن الزيدي زيديا وهكذا.. وليت معتنقيه أيضا ينظرون إليه أنه مذهب وليس طائفة بحيث يكون اختيارا وليس وراثة. (انتهى مع تصرف في الصياغة ودقة وأمانة في نقل المعاني).
اللهم رد أهل السنة إلى حب وتوقير آل بيت رسول الله، واهد إخواننا الشيعة إلى معرفة قدر الصحابة الأجلاء أبي بكر وعمر وعثمان كما عرفوا قدر ومقام الإمام علي رضي الله عنه.. واهدنا يا رب ولا تضلنا، واجمعنا ولا تفرقنا، واحقن دماء المسلمين واحفظ أعراضهم واحشدهم صفا في مواجهة أعدائهم.
اللهم آمين، اللهم استجب.
أبو حسن
06-10-2008, 09:33 AM
بما أني لست من متابعي مقالات الكاتب المذكور، فقد قرأت مقالته هذه كاملة، ثم قرأت مقالته عن فاطمة الزهراء التي أشار إليها في مطلع مقالته هذه... وحتى لا أظلم الكاتب في حكمي عليه، ألقيت نظرة سريعة على مقالاته الأخرى... فأنصحه لوجه الله لو يستمر في كتابة مقالات على منوال "بابا حيتجوز" فهي خير له مما يكتبه حاليا وأرجى أن تكون في ميزان حسناته...
فالكاتب لا يطبّق مبدأ "خالف تعرف"، بل يريد أن يدفعنا دفعا للإعتقاد بأنه مختلف حتى يُعرف... ولا أدل على ذلك من إشارته إلى اتهام أحد القراء له بالتشيع وهذا غير صحيح لمن تابع تعليقات القراء على مقالته عن الزهراء... فبعض القراء إنما اعترضوا، وهم محقين، على وصفه فاطمة الزهراء رضي الله عنها بالأنوثة المقدسة... فاستغل هذا الإعتراض استغلالا دنيئا ليروّج لنفسه وآرائه...
عودة إلى مقالته هذه، ففيها الكثير من التجني وقلة التحقيق والشبهات، وهي مكتوبة على طريقة "ألق كلمتك وامش"، فإن أراد أحدهم تتبع ما فيها ونقضه لزمه وقت طويل... بيد أنا لا نحتاج هذا الوقت ليقيننا أن ما فيها مخالف لواقعنا...
ملاحظاتي على المقالة:
الكاتب يكثر من استعمال المصطلحات الشيعية (مظلومية آل البيت، الهرقلية الأموية، تعريضه بمعاوية، إلخ)
إلماحه إلى أن السنة لا يتحملون وزر قتل الحسين فقط بل وزر قتل علي رضي الله عنهما !!! وإلا كيف نفسر قوله (مظلومية حقيقية، وصمة عار في التاريخ الإسلامي، وجرح لا يندمل في وجداننا الجمعي) ؟؟؟
تناول الخلاف بين علي ومعاوية بطريقة خاطئة فيها إلماح إلى الطعن في معاوية، فإن أراد ذم معاوية نتيجة هذا الخلاف، فهل سيذم عائشة وطلحة والزبير وغيرهم من الصحابة ممن قاتلوا مع علي؟ وهل بهذه الطريقة يتم تناول هذه المسألة؟
90% من عوام السنة لا يعرفون من هو يزيد، فضلا عن أن يدافعوا عنه
هل يتحمل بني أمية جميعهم جريرة قتل الحسين رضي الله عنه؟ وهل خلا تاريخ دولتهم إلا من هذه الواقعة؟
هل المطلوب منا سب معاوية أو حذفه من تاريخنا ووجداننا "الجمعي" حتى يتوقف الشيعة عن سب أبي بكر وعمر؟
هل جوهر الخلاف بيننا وبين الشيعة هو فقهي بحت؟ هل عامة السنة ينقمون على الشيعة إسدال أيديهم في الصلاة بدل قبضها؟ أم ينقمون عليهم سب الصحابة وأمهات المسلمين؟ وفي عقيدتهم طوام أخرى لا يعلمها عامة المسلمين... مثل القول بالبداء وعصمة الأئمة وتصرفهم بالكون وغيرها الكثير...
ملاحظة أخيرة: لينظر الكاتب نظرة تامل واعتبار إلى ما حصل مع القرضاوي مؤخرا ففيه كل العبرة...
وليكثر من النظر في الكتب التي كتبها أئمة الإسلام الأوائل حول الخلاف بين السنة والشيعة بدل أن يستقي معلوماته من مصدر واحد ظاهر في مقالته...
عندما دخلت الموضوع تذكرت أني كنت قد كتبت أسئلة كنت أود التعقيب بها على ما ذكرت أخ أبو حسن
لا أعلم أين هو الآن
سجدة أبو تريكة.. هدف للإسلام في مرمى الكونغو
مصطفي الجعفري
طرابلس- سجل هدف الفوز لبلاده فخَرّ ساجدا لله شكرا دون أن يدري أن تلك السجدة ستسدد هدفا أبعد مدى، يسكن قلوب أنصار الفريق المنافس.
فقد كشف مفتي الكونغو الشيخ عبد الله منجالا لوابا في تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين" أن سجدة كابتن منتخب مصر محمد أبو تريكة بعد تسجيله هدف الفوز في مرمى الكونغو خلال المباراة التي دارت بين الفريقين في سبتمبر الماضي كانت سببا في اعتناق العديد من الكونغويين الإسلام.
وأوضح المفتي: "أثار سجود أبو تريكة وزملائه شكرا لله كلما أحرزوا هدفا جديدا خلال مباريات المنتخب المصري مع الفرق الإفريقية فضول عدد كبير من مشجعي كرة القدم ببلادنا".
ودفعهم هذا الفضول- يواصل لوابا- "إلى القدوم إلينا وسؤالنا عن سبب ما قام به الفريق المصري ودلالته، فأجبناهم بأن تلك هي سجدة شكر لله سبحانه وتعالى على ما أنعم به على اللاعبين من نعمة، وأن الإسلام يحث على ذلك، فأخذوا يسألون عن الإسلام وشريعته ونجيبهم حتى أسلم عدد كبير منهم".
وسجل كابتن المنتخب المصري أبو تريكة المعروف بـ"الساحر" لمهارته الكروية الهدف الذي حقق به الفوز لفريقه ضد منتخب الكونغو في المباراة التي جرت في السابع من سبتمبر الماضي في إطار المرحلة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، ثم خر ساجدا شكرا لله هو وعدد من أفراد المنتخب المصري على أرض الإستاد الوطني بالعاصمة الكونغوية كنشاسا.
"الداعية الكروي"
ووصف مفتى الكونغو أبو تريكة وزملاءه الذين يحرصون على السجود عقب تسجيل أهداف بأنهم "دعاة للإسلام دون أن يشعروا".
وأضاف الشيخ منجالا لوابا الذي التقاه مراسل "إسلام أون لاين" خلال مشاركته بالمؤتمر العام الثامن للدعوة الإسلامية الذي عُقد بالعاصمة الليبية طرابلس قبل أيام تحت عنوان: "إن الدين عند الله الإسلام": "وهكذا يجب أن يكون المسلم.. قدوة طيبة وصورة حسنة في كل أعماله وأفعاله؛ لأن الكثيرين ينظرون إليه، فإذا كان متمثّلا قيم ومبادئ دينه الحنيف أصبح داعية وهاديا لغيره إلى دين الله تعالى فيجزيه الله خير الجزاء".
محمد علي كلاي
ونوه مفتي الكونغو إلى موقف مشابه قائلا: " لقد تكرر هذا الأمر من قبل عندما سجد الملاكم العالمي محمد علي كلاي على حلبة الملاكمة شكرا لله بعد فوزه بالضربة القاضية على أحد الملاكمين العالميين، فتساءل عدد من الكونغويين آنذاك عن سبب تلك السجدة، مما دفعهم للتعرف أكثر على الإسلام، بعد أن شعروا لأول وهلة أن إله وعقيدة هذا المنتصر أفضل من إله وعقيدة ذلك المنهزم".
ويتمتع اللاعب المصري أبو تريكة بشعبية جارفة بين جماهير كرة القدم المصرية والعربية، بل والإفريقية، على اختلاف انتماءاتها؛ لما حباه الله به من موهبة كروية لافتة وأخلاق حميدة، وإحساس بقضايا الأمة العربية.
ومن مواقفه المشهودة في هذا الإطار كشفه عن "فانلة" يرتديها تحت قميص المنتخب كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية: "تعاطفا مع غزة"، وذلك خلال مباراة منتخب بلاده والسودان في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في يناير الماضي، والتي تواكبت مع تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكد أبو تريكة عقب المباراة التي انتهت بفوز مصر بثلاثة أهداف مقابل لا شيء للسودان أن ما فعله لم يكن له دلالة سياسية مقصودة، وإنما يعبر عن بادرة شخصية منه لإبداء تضامنه مع أهالي غزة من ناحية إنسانية.
بعد 61 سنة.. الأذان عاد إلى عكبرة! سليمان بشارات
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%
سكان القرية يأملون في أن يكون المسجد الجديد أحد وسائل الحفاظ على هويتها الإسلامية
"الله أكبر الله أكبر.. حي على الصلاة .. حي على الفلاح".. نداء الصلاة الذي غاب 61 عاما عن الفلسطينيين في قرية عكبرة داخل أراضي 48، عاد إليهم مؤخرا من داخل أول مسجد يقام في القرية منذ أن هدم الإسرائيليون مسجدها القديم في نكبة 1948، وليبشر بعودة أجواء الإيمان لشباب القرية الذي "تأثر بشدة بالتقاليد اليهودية المحيطة به".
وببناء من الحجر الأبيض المنقوش.. وبأقواس تعلو نوافذه وأبوابه.. وبقبة صفراء ذهبية تشع نورا في أرجاء المكان، ارتسمت ملامح الصورة لـ"مسجد الهدى" في قرية عكبرة المهجرة إلى الجنوب من مدينة صفد شمال إسرائيل.
ومع ارتفاع صوت المؤذن صادحا بنداء الحق مؤخرا تلألأت إشراقة الأمل والفرحة على وجوه سكان القرية الذين كانوا يتكبدون عناء السفر إلى القرى المجاورة طيلة الأعوام الـ61 الماضية لأداء صلاة الجمعة وبعض الصلوات العادية، بينما كان يضطر الكبار للصلاة في بيوتهم، والحسرة تملأ قلوبهم على حرمانهم من فضائل الصلاة في المسجد.
وكانت الإذاعة والتليفزيون هما المصدر الوحيد لمعرفة أوقات الصلاة في القرية التي حرمها الاحتلال كذلك -ولا يزال- من بناء أي مدرسة ترحم أبناءها من عناء قطع الكيلومترات إلى مدارس المناطق المجاورة.
وارتفع الأذان لأول مرة في مايو الماضي، وتأخر وصول هذا الخبر الهام إلى وسائل الإعلام منذ ذلك الوقت يكشف العزلة التي يفرضها الاحتلال على القرية؛ فهي تقع في منطقة صفد التي أصبحت يهودية بالكامل، وأضحى سكان القرية أقلية عربية تفتقد إلى وسائل العيش الكريم التي تؤهلها للتواصل السريع مع العالم الخارجي.
ومن اللافت في ذلك أن كثيرا من فلسطينيي 48 في مناطق أخرى من إسرائيل استغربوا من أن هناك فلسطينيين يعيشون في تلك القرية، التي ظنوا أنها أصبحت يهودية بالكامل منذ أجبر الاحتلال سكانها الأصليين على الرحيل في أجواء النكبة.
معوقات الاحتلال
غازي حليحل "أبو عبد الله" (54 عاما)، عضو جمعية الهدى التي تدير شئون قرية عكبرة، ورئيس اللجنة التي تشرف على بناء المسجد، لم تكن الكلمات لتسعفه في الحديث عن المشوار الذي امتد ما يزيد عن 25 عاما حتى بدأ البناء بالفعل؛ وذلك بسبب العراقيل التي ألقاها الاحتلال في طريقهم للحيلولة دون تحقيق أملهم.
يقول أبو عبد الله لـ"إسلام أون لاين" عن بعض ملامح المعاناة الممزوجة بالصبر والمصابرة: "منذ عام 88 تم تشكيل لجنة بناء المسجد، وبعدها بعشرة أعوام كاملة أي في عام 98 فقط تمت الموافقة على اللجنة وأعضائها من قبل بلدية صفد التي يديرها الاحتلال، وبدأت المماطلات إلى أن تم فك اللجنة، وأعيد في عام 2001 منح موافقة على لجنة جديدة".
"ثم بدأنا -يضيف أبو عبد الله- معركة الحصول على ترخيص لبدء البناء، وفي فبراير من عام 2005 حصلنا على هذه الموافقة؛ لنبدأ في مرحلة جمع التبرعات المالية اللازمة لإعمار المسجد".
يتنهد قليلا، ويلملم حروفه بصوته الذي غير من نبرته الزمن، ثم يتابع: "وفي عام 2006 بدأنا فعليا بناء المسجد، ومنذ ذلك الوقت ونحن نقوم بالبناء وفقا لما يتوافر لدينا من أموال".
ومع كل هذا المشوار الطويل، فإن بلدية الاحتلال لم تتوقف عن مضايقاتها؛ فهي لا تزال ترفض منح المسجد الاشتراك الرسمي بالكهرباء والماء، وكذلك تعوق عملية تركيب نظام إنذار الحرائق، والعائلات اليهودية القريبة من القرية لا تزال تبعث للبلدية بشكاوى تدعي فيها انزعاجها من صوت الأذان بمكبرات الصوت، خاصة أذان الفجر؛ ما اضطر إدارة المسجد إلى خفض صوت السماعات عما كانت عليه من قبل، بحسب حليحل.
وإضافة لذلك يشير الرجل الفلسطيني إلى أن ما تم جمعه من أموال ليست كافية لإنهاء البناء بالشكل الكامل؛ فما زالت مئذنة المسجد تنتظر دورها، مشيرا إلى أن البناء تكلف حتى الآن 3 ملايين شيكل إسرائيلي (806.8 آلاف دولار).
وعلى هذا الأساس وجه حليحل نداء إلى القادرين على التبرع لإتمام ما تبقى من مرافق وبناء المئذنة الخاصة به، وشراء جهاز الإنذار المبكر للحرائق.
ويتكون المسجد من مسطح 230 مترا مربعا، ويضم جزءا خاصا بالرجال وآخر بالنساء، إلى جانب المرفقات كأماكن الوضوء.
بدون إمام
وتعطش الكثيرون من أهالي القرية لمسجد قريب منهم جعلهم يباشرون أداء الصلاة فيه قبل عدة شهور، إلا أنه ما زال ينقصهم الإمام الذي يؤمهم في صلاتهم.
ويقول حليحل: "في بداية الأمر كان يحضر إلينا إمام من مدينة القدس ليصلي بنا الجمعة وبعض الأوقات الأخرى، إلا أنه لم يعد يحضر بعد أن التزم بوظيفة أخرى صعَّبت عليه القدوم إلى القرية.. ومنذ ذلك الوقت يأتي إمام آخر وفقا لوقته، وما زلنا حتى اليوم بدون إمام متفرغ".
وعدم وجود إمام متفرغ للمسجد، وحرمان أهالي القرية من المسجد لسنوات طويلة انعكس على الالتزام الديني لدى فئة الشباب في القرية، وفي هذا يقول حليحل: "غياب دور المسجد، واضطرار الأطفال والشباب إلى الاختلاط بالإسرائيليين في المناطق المجاورة للذهاب إلى المدارس أو البحث عن فرص عمل جعل الوازع الديني في نفوسهم ضعيفا".
ولذا "نحن نحتاج إلى إمام قريب من قلوب الشباب، ويمتلك من العلم والاطلاع الكثير؛ حتى ينهض بسكان هذه القرية الذين عاشوا لفترة طويلة بعيدين عن العبادة والمسجد".
"ارتعش جسدي"
الحاج أبو الخير (60 عاما) يصف مشاعر اللحظات الأولى التي اجتاحته فور سماعه صوت الأذان بالقرية لأول مرة منذ عام 48: "اعتدنا على سماع الأذان من خلال الراديو أو جهاز التلفاز.. وما إن سمعناه عبر مكبرات صوت المسجد حتى ارتعش جسدي".ويتابع لـ"إسلام أون لاين": "شعرت بلحظات إيمانية.. إنها لذة الإيمان وحلاوته التي حاول الاحتلال حرماننا منها طيلة هذه الأعوام، ونحن اليوم نثبت له أنه إذا استطاع سلب أرضنا فلن يستطيع سلب الإيمان منا".
تتابع الكلمات، وتتلألأ بهجة الابتسامة على وجهه وهو يواصل: "كنت أذهب للصلاة في قرية جيش المجاورة والتي تبعد نحو 13 كيلومترا عن قريتنا.. كنا نعاني كثيرا من ذلك، ونركز على صلاة الجمعة فقط.. أما اليوم فبإمكاننا الصلاة بالمسجد كل الأوقات".
عكبرة
إلى الجنوب من مدينة صفد، وعلى مساحة من الأرض تبلغ قرابة 3 آلاف كيلو متر مربع تمتد قرية عكبرة بمنازلها المتواضعة التي ترتسم عليها ملامح الفقر والبساطة، بينما يبلغ عدد سكانها نحو 500 شخص.
هجَّر الاحتلال سكانها في عام 48، فما كان من أهالي القرى المهجرة في شمال فلسطين إلا أن أتوا للسكن مكان عائلاتها.. ومنذ ذلك الوقت منعتهم قوات الاحتلال من بناء المنازل، وتركتهم يعيشون في بيوت من صفيح، وبقي الأمر على ذلك حتى أواسط الثمانينيات لتسمح لهم سلطات الاحتلال ببناء بيوت مشيدة من الأسمنت.
اشتهرت عائلاتها بتربية الماشية، وبالزراعة؛ لطبيعة التضاريس ومساحات الأرض الفارغة، إلا أن قيود الاحتلال على تربية الماشية جعلتهم يتخلون عن مصدر رزقهم هذا، ويبدءون بالبحث عن وظائف تعيش عائلاتهم منها.
وطول الأعوام الماضية والسلطات الإسرائيلية تسعى لإخراج السكان العرب من القرية بوسائل مختلفة، منها حرمانهم من بناء المساجد والمدارس والمنازل اللائقة، والمياه النظيفة، وأغرت جزءا منهم بالتوجه للسكن في أماكن أخرى، بينما بقي الكثيرون مرابطين.
Powered by vBulletin® Version 4.1.11 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir