بحيرا
26-04-2008, 03:39 AM
مناجاة!!!
بعد أربعين يوما على الفراش، من مرض أوهن العظم، وأنقض الظهر أقعدني عن جامعي وجامعتي، وحال بيني وبين أحبابي وطلابي - حنّت النفس إلى الشعر بعد هجر طويل - فجاد الخاطر بهذه الأبيات أناجي بها ربي، وأذكر ذنبي
ـ(من منتصف شعبان سنة 1405 هـ ، في أوائل مايو 1985)ـ
يارب ها جسمي يشيخ و يمرض --- والوهن وافاني سريعا يوفض
ولَّت سِنُو عمري كرؤيا نائم --- ومضى شبابي مثل برق يومض
ودنا الرحيل ولم أهيئ زاده --- وخيام أيامي تكاد تُقَوَّض
كل النفائس قد تعوض إن تضع --- والعمر -إن ضَيعتَ- ليس يُعوّض
ما بعد نضج الزرع غير حصاده --- هي سنة لله ليست تنقض
وإذا أتى الأجل المقدر وقته --- لم يغن عنك مطبب وممرض
****
ما لي - وقد فرطت في أمري - سوى --- رب إلى نفحاته أتعرض
ماكان من عذر لتقصيري سوى --- نفس تقاد إلى الجنان فتُعرض
كسلَى عن الخير جد ثقيلة --- وهي الجواد إلى البطالة يَركض
نامت و أهل الجد قوام ولم --- تنفض غبار النوم فيما يُنْفض
لم تحذ حذو الصادقين، وظهرها --- من زحمة الأوزار أوشك ينقض
قعدت، ولم تبذل كما بذلوا، ولم --- تسمع دعاء الله :"من ذا يُقرضُ؟"
أشهدتَها، ربي: ألست بربكم؟ --- قالت: بلى، فلما تحيد وتنقض؟
ودنوتَ منها بالعطاء وتحببا --- يا ويحها، بالجهل، منك تبغّض!
****
يارب في الأولى سترت نقائصي --- فأتمَّ سترك يوم عندك أعرض
مالي سواك إذا الخطوب تفاقمت --- أمري إليك على الداوم مفوض
لو كان لي رب سواك رجوته --- فلمن أمد يدي ومن أستقرض
رباه إن رضاك غاية مطلبي --- ما ضرني سخط البرية أم رضوا
يا جابر العثرات، كن لي جابرا --- كم عاثر إن ترض عنه سينهض!
وارفع مكاني رب عندك بالتقى --- من ترفع اللهم من ذا يخفض؟
وابسط عليّ عطاء رب باسط --- بَرٍّ، فإن تبسط فمن ذا يقبض ؟!
أنا عائد لحماك، فاقبلني على --- ما بي، وإن تقبل فمن ذا يرفض
آتيتني القرآن فانفعني به --- وأقم به لي حجة لا تدحض
بيض به وجهي بيوم قادم --- فيه الوجوه مسود ومبيض
****
ياخير من أعطى وأكرم من عفا --- وإذا دعاه مذنب لا يعرض
رب اسمك الغفار فاعف تكرما --- يدعوك مكسور الجناح مهيض
عبد بضاعته الكلام، جهاده --- صحف تُسَطّر، أو قريضٌ يقرَض
يدعوا الورى للصالحات، وسِفره --- في صالح الأعمال خِلوٌ أبيض
ويحب درب الصالحين، وإن أكن --- قصرت فيما طوّلوه وعرّضوا
لكن له قلب يحبك كله --- وقلوب أهل الحب لا تتبعّض
سِلمٌ لمن والاك، حرب للأُلَى --- عادوك، فهو يحب فيك ويبغض
يأسى لِهَمّ المسلمين، وهمهم --- شمُّ الجبال بحمله لا تنهض
فعساي يشفع لي إلهي أنني --- أبدا لحزبك ناصر ومحرض
أنت الذي أكرمتني منذ الصبا --- ورعيتني والخير منك مُقيّض
وغرستني في الدين منذ حداثتي --- ووهبتني فضلا يطول ويعرض
ورزقتني حب الأنام تفضلا --- إن المحبة بالعصا لا تُفرض
وغمرتني بالفضل من قرني إلى --- قدمي يراه محدق أو مغمض
فأتم بالغفران فضلك والرضا --- من ذاق حلوك لم يطق ما يحمض
واحشرني في ركب الحبيب المصطفى --- ومع الذين لوجه دينك بيضوا
واجعل من العلم الذي علمتني --- نورا يضيء وروح بعث ينهض
وارزقني الإخلاص حتى لاأُرى --- إلا وكلي في رضاك ممحض
وأتم بالتوفيق ما أرجو، فلا --- يُغتال، أو أعيا به، أو يُجهًضُ
وامنن علي بنفحة علوية --- أُشفى بها من كل داء يمرض
لأظل لاسمك ذاكرا ومسبحا --- كي أرتضي فيمن لديك قد ارتُضُوا
وأعيش يارب لدينك داعيا --- مادام بي نفس، وعرق ينبض
****
الشيخ الدكتور \يوسف القرضاوي - حفظه الله تعالى
بعد أربعين يوما على الفراش، من مرض أوهن العظم، وأنقض الظهر أقعدني عن جامعي وجامعتي، وحال بيني وبين أحبابي وطلابي - حنّت النفس إلى الشعر بعد هجر طويل - فجاد الخاطر بهذه الأبيات أناجي بها ربي، وأذكر ذنبي
ـ(من منتصف شعبان سنة 1405 هـ ، في أوائل مايو 1985)ـ
يارب ها جسمي يشيخ و يمرض --- والوهن وافاني سريعا يوفض
ولَّت سِنُو عمري كرؤيا نائم --- ومضى شبابي مثل برق يومض
ودنا الرحيل ولم أهيئ زاده --- وخيام أيامي تكاد تُقَوَّض
كل النفائس قد تعوض إن تضع --- والعمر -إن ضَيعتَ- ليس يُعوّض
ما بعد نضج الزرع غير حصاده --- هي سنة لله ليست تنقض
وإذا أتى الأجل المقدر وقته --- لم يغن عنك مطبب وممرض
****
ما لي - وقد فرطت في أمري - سوى --- رب إلى نفحاته أتعرض
ماكان من عذر لتقصيري سوى --- نفس تقاد إلى الجنان فتُعرض
كسلَى عن الخير جد ثقيلة --- وهي الجواد إلى البطالة يَركض
نامت و أهل الجد قوام ولم --- تنفض غبار النوم فيما يُنْفض
لم تحذ حذو الصادقين، وظهرها --- من زحمة الأوزار أوشك ينقض
قعدت، ولم تبذل كما بذلوا، ولم --- تسمع دعاء الله :"من ذا يُقرضُ؟"
أشهدتَها، ربي: ألست بربكم؟ --- قالت: بلى، فلما تحيد وتنقض؟
ودنوتَ منها بالعطاء وتحببا --- يا ويحها، بالجهل، منك تبغّض!
****
يارب في الأولى سترت نقائصي --- فأتمَّ سترك يوم عندك أعرض
مالي سواك إذا الخطوب تفاقمت --- أمري إليك على الداوم مفوض
لو كان لي رب سواك رجوته --- فلمن أمد يدي ومن أستقرض
رباه إن رضاك غاية مطلبي --- ما ضرني سخط البرية أم رضوا
يا جابر العثرات، كن لي جابرا --- كم عاثر إن ترض عنه سينهض!
وارفع مكاني رب عندك بالتقى --- من ترفع اللهم من ذا يخفض؟
وابسط عليّ عطاء رب باسط --- بَرٍّ، فإن تبسط فمن ذا يقبض ؟!
أنا عائد لحماك، فاقبلني على --- ما بي، وإن تقبل فمن ذا يرفض
آتيتني القرآن فانفعني به --- وأقم به لي حجة لا تدحض
بيض به وجهي بيوم قادم --- فيه الوجوه مسود ومبيض
****
ياخير من أعطى وأكرم من عفا --- وإذا دعاه مذنب لا يعرض
رب اسمك الغفار فاعف تكرما --- يدعوك مكسور الجناح مهيض
عبد بضاعته الكلام، جهاده --- صحف تُسَطّر، أو قريضٌ يقرَض
يدعوا الورى للصالحات، وسِفره --- في صالح الأعمال خِلوٌ أبيض
ويحب درب الصالحين، وإن أكن --- قصرت فيما طوّلوه وعرّضوا
لكن له قلب يحبك كله --- وقلوب أهل الحب لا تتبعّض
سِلمٌ لمن والاك، حرب للأُلَى --- عادوك، فهو يحب فيك ويبغض
يأسى لِهَمّ المسلمين، وهمهم --- شمُّ الجبال بحمله لا تنهض
فعساي يشفع لي إلهي أنني --- أبدا لحزبك ناصر ومحرض
أنت الذي أكرمتني منذ الصبا --- ورعيتني والخير منك مُقيّض
وغرستني في الدين منذ حداثتي --- ووهبتني فضلا يطول ويعرض
ورزقتني حب الأنام تفضلا --- إن المحبة بالعصا لا تُفرض
وغمرتني بالفضل من قرني إلى --- قدمي يراه محدق أو مغمض
فأتم بالغفران فضلك والرضا --- من ذاق حلوك لم يطق ما يحمض
واحشرني في ركب الحبيب المصطفى --- ومع الذين لوجه دينك بيضوا
واجعل من العلم الذي علمتني --- نورا يضيء وروح بعث ينهض
وارزقني الإخلاص حتى لاأُرى --- إلا وكلي في رضاك ممحض
وأتم بالتوفيق ما أرجو، فلا --- يُغتال، أو أعيا به، أو يُجهًضُ
وامنن علي بنفحة علوية --- أُشفى بها من كل داء يمرض
لأظل لاسمك ذاكرا ومسبحا --- كي أرتضي فيمن لديك قد ارتُضُوا
وأعيش يارب لدينك داعيا --- مادام بي نفس، وعرق ينبض
****
الشيخ الدكتور \يوسف القرضاوي - حفظه الله تعالى