وسيم أحمد الفلو
27-04-2008, 01:49 PM
حساسية التنفس الربيعية تفاقم وضع مريض الربو... والعلاجات متوافرة إذا تزامن الداءان.
المرض الرابع في العالم من حيث الانتشار ويصيب ربع سكان الأرض
النهار
رلى معوض - حساسية التنفس الربيعية آن أوانها، حكة في العيون، تعطيس متتال، احتقان في الانف ثم سيلانه، صعوبة في التنفس من الانف، تعب ووهن، فقدان حاسة الشم جزئيا او كليا. هكذا تتحول حياة المرضى ازعاجا، وخصوصا اولئك الذين يعانون الربو، حيث تزداد المخاطر التي تهدد صحتهم مع بداية فصل الربيع، اذا لم يحصلوا على العلاج الملائم والمخصص للحالتين معاً.
أظهرت دراسة شملت 517 مصاباً بداء الربو في لبنان أن 87 في المئة منهم يعانون أيضاً حساسية الأنف، وهي حالة مقترنة باحتقان في الأنف، وسيلانه، وعينين دامعتين ومصابتين بالحكة، وتزداد هذه الأعراض خلال موسم الربيع عند ارتفاع نسبة غبار الطلع. وهذا يظهر أن ملازمة حساسية الأنف داء الربو على الصعيد المحلي تتوافق مع الأرقام العالمية، التي أكدت أن 80 في المئة من مرضى الربو في العالم يعانون أيضاً حساسية الأنف.
إنّ الصلة بين الربو وحساسية الأنف التي اصبحت اخيرا معروفة بصورة أفضل في المجتمع الطبي، تترافق مع التدني في نوعية الحياة اليومية لمريض الربو، وتفاقم النوبات التي قد تشكل خطراً على الحياة وتؤدي إلى الاستشفاء بشكل متزايد، وإلى ارتفاع التكاليف الطبية عموما. وأشار التقرير الى ان أكثر من 75% من المرضى الذين شملتهم الدراسة اللبنانية تؤثر أعراض الربو وحساسية الأنف المتزامنة سلباً على نشاطاتهم اليومية.
وتعتبر الحساسية المرض الرابع في العالم، وفي بعض البلدان تصيب من 20 الى 25 في المئة من الناس، ومن المتوقع ان تصل الى 50 في المئة بحلول العام 2050، كما اوضح الاختصاصي في الامراض الصدرية والربو الدكتور بيار بو خليل. ويضيف ان الاعراض بسيطة جدا والظاهرة هي الحساسية على الرحيق، ويمكنها ان تكون ردة فعل على انواع من الشجر مثل السرو او السنديان او غيرهما من الاشجار، او على انواع من الاعشاب. ولا يجب اهمال العلاقة بين الحساسية وتلوث الجو، لأن جزيئات التلوث في الهواء تزيد من تفاقم مشكلة الحساسية المرتبطة بالرحيق. ومن المهم داخل المنزل تفادي التدخين والحيوانات الاليفة وخصوصا الهررة وسوسة الغبار.
ومشكلة سيلان الانف التحسسي متصلة اكثر في الفصول، وخصوصا من نيسان الى تموز، مع اختلاف في المناطق. ولكن حاليا، مع الاحتباس الحراري، اصبح فصل الرحيق يمتد خارج نطاق الفصول، لأن الاشجار تزهر قبل موسمها. وفي الجبل يطول موسم الرحيق وقد يصل الى شهر تشرين الثاني.
ربو ام تحسس ربيعي؟
80 في المئة من الاشخاص المصابين بالربو يعانون الحساسية الربيعية، و40 في المئة من الذين يعانون الحساسية الربيعية يعانون ايضا الربو. ومعظم الذين يعانون الربو ينزعجون جدا في فترة "التحسس الربيعي"، الذي يضاعف المشاكل عندهم، وهذه النتيجة متوقعة لأن الاسباب التي تؤدي الى تفاقم الربو هي نفسها التي تسبب الحساسية الربيعية.
والربو مرض مزمن ينتج من التهابات في الشعب الهوائية في الرئتين، اي من خلل في الجهاز التنفسي عندما لا تستطيع المسالك الهوائية السماح بدخول الهواء او خروجه الى الرئتين بانتظام، مما يسبب القحة، والصفير، وقصر النفس. هذا الضيق قد يكون موقتا ويمكن التخلص منه، او حالة مزمنة يعيش معها المريض كل يوم طوال حياته. واحيانا ثمة نوبات شديدة قد تؤدي الى الموت.
ويصيب الربو الذكور والاناث في مراحل العمر كلها. وتنتاب المريض الازمات الربوية المتكررة والشعور بضيق النفس والسعال. ولهذا يتركز العلاج في السيطرة على الالتهابات الشعبية، ومنع الاعراض المزمنة وضيق التنفس في الليل او الصباح الباكر او عند بذل اي مجهود.
العلاجات
اصبح للربو علاج خاص، وليس كما كان الاعتقاد في السابق، والهدف منه ان يعيش المريض بشكل طبيعي مع ممارسة النشاطات البدنية من دون اعراض.
ولكن اذا عالجنا الربو من دون علاج الحساسية الانفية لا يتحسن المريض كما يجب، وهذا الامر احيانا يغيب عن بال بعض الاطباء والمرضى لأن الربو يكوّن عادة الاهتمام الاول اثناء العلاج، فيسترعي الانتباه ويبعد التركيز على مشكلة الحساسية الانفية. ويبدأ العلاج بتشخيص يحدد بدقة اسباب المشكلة.
ويستعمل الكورتيزون في علاج الربو عبر البخاخات التي تؤخذ من طريق الفم وتوصل العلاج مباشرة الى الرئتين، وفي الحالات المستعصية يمكن اعطاء الكورتيزون في الحبوب او في الشرايين. وثمة بخاخات توسع الشعب الهوائية (بيتا اغونيست) وهي تحسن اعراض الربو، ولكنها لا تعالج مشكلة الربو الاساسية، اي التهاب الشعب الهوائية التي يعالجها الكورتيزون. هذه البخاخات لا تعالج الحساسية الانفية، اذ لها بخاخات في الانف، والادوية المضادة للحساسية وفعاليتها اكبر على حساسية الانف وليس على الربو، اضافة الى حبوب اساسها "المونتيلوكاس"، وهي فعالة لحالتي الربو والحساسية.
وفي بعض الحالات الخاصة يمكن اجراء فحص تحت الجلد، وفي الامكان البدء في هذا الفحص باكرا ابتداء من عمر الـ 3 اشهر. وبعد تحديد مصدر الحساسية، على المريض ان يبتعد عن كل ما يضايقه.
والمصابون بالرشح التحسسي يساعدهم التغيير في بعض التصرفات على التخفيف من الاتصال بمصدر الحساسية مثلا: غسل الشعر قبل التوجه الى النوم، او تهوئة الغرفة في الصباح الباكر.
ما الحاجة الى فحص الحساسية؟
هذا الفحص يؤدي الى حساسية مفتعلة تحت الجلد وهي نوع من "التحسس" الذي يشبه التحسس الفعلي داخل الجسم. ويجري الطبيب المعالج هذا الفحص بعد التحقق من مجموعة مصادر للحساسية مثل الرشح التحسسي، او الربو على بعض الحيوانات الاليفة، او على سوسة الغبار، او على بعض المنتوجات الغذائية، او على بعض الادوية، او عندما تتشابك مصادر عدة. وهنا في اغلب الحالات على الاطباء اتقان الفحص بدقة للتوصل الى التشخيص الواضح.
وثمة تقنيتان للفحص: اما من خلال لصقة على الجسم او من خلال حقنة. اللصقة كناية عن اتصال مباشر بجسم الانسان تجرى على المصابين بالحساسية على بعض المنتجات الغذائية. وتركز اللصقة ويوضع فوقها نوع من المواد التي يشك في انها مصدر الحساسية مع تركيزات دوائية مختلفة. تترك على جسم المريض ساعات او ايام عدة للتوصل الى نتيجة محددة تشبه الاعراض التي قد تحصل على من يعاني الحساسية على الانواع الموضوعة على اللصقة. وهنا اصبح في امكان الطبيب المتخصص تحديد نوع الاكزيما التي تصيب الجلد والناتجة من ممارسة مهنة معينة.
يستفيد الاولاد من هذه التقنية بعمر صغير، وهي تساعد على تحديد المصدر سواء كان ناتجا من مواد تستخدم في الاستحمام او المواد المستعملة لغسل الثياب او المواد المعطرة او الاكزيما التي مصدرها المواد الغذائية. وقد اصبح في امكان الطبيب ان يحدد مصادر غذائية مهمة للحساسية، مثل الحليب وبياض البيض، وبعض الخضار. وعلى رغم صعوبة الموضوع لا بد من تحديد الحساسية على انواع من الفاكهة الاستوائية او بعض الصبغات التي تستخدم في الاكل.
اما على صعيد الفحص الذي يجري تحت الجلد فيقضي بادخال حقن رفيعة جدا تحت الجلد بعمق ميليمترا للمادة المسببة الحساسية، لمعرفة ردة فعل الجلد في بضع دقائق، فيصبح في امكان الطبيب تحديد مصادر الحساسية التي غالبا ما تكون عديدة، فيبدأ بعشرات العوامل المسببة للحساسية مثل سوسة الغبار ثم "الغبرة" ثم الغبار المنزلي، او الطحين في الافران، والخشب، او العفونة في الجو، او الرحيق، او وبر الحيوانات، والمأكولات وكل المشتقات الكيميائية المتعلقة بها. كل هذه الفحوص تراقب بدقة عبر فحص الدم. وثمة انواع من الحساسية لا يمكن التعرف عليها الا من خلال فحص الدم مثل الحساسية على الاسبيرين والمضادات الحيوية.
هل بالامكان تخفيف الحساسية على التحسس؟
وفي حالات معينة، يمكن تخفيف الحساسية. وتعتمد هذه الطريقة على تعريض الشخص الحساس لمصدر "التحسس"، بطريقة خفيفة وتدريجية، ليكوّن ردات فعل وقائية تسمح بتخطي ظهور الربو. هذه التقنية قديمة بدأ استعمالها عام 1900 ولكي تكون ناجحة وفعالة يجب البدء بها بعمر باكر، لأن العلاج مدته طويلة. في السابق كانت طريقة العلاج تخضع للوخز بالابر مع بعض التعقيدات مثل حقنة يومية الى مرة في الشهر حتى تختفي الحساسية. اليوم اصبحت الطريقة افضل بسبب الحبوب التي توضع تحت اللسان، او نقطة على اللسان واعطت هذه الطريقة نتائج ايجابية في بعض الحالات. والحقن كانت تؤخذ اسبوعيا اما بواسطة اللسان، فاصبحت العلاجات يوميا. واكثر المستفيدين هم الاولاد في سن مبكرة. ولكن قبل البدء بهذه الطريقة لا بد من الكشف على العنصر المسبب للحساسية.
ووقت العلاج الاجمالي هو من 3 الى 5 سنوات للتوصل الى نتيجة ايجابية مقسمة الى مرحلتين: الاساسية تراوح بين 13 الى 14 اسبوعا، في حال الحقن، و13 الى 14 يوما اذا كانت من خلال الفم. وعلى ان تزاد بطريقة تصاعدية كمية المواد المسببة للحساسية.
والمرحلة الثانية تراوح من 3 الى 5 سنوات، وفيها يحاول المعالجون الابقاء على نفس الكمية التي وصل اليها الجسم من 3 الى 5 سنوات.
وقد ساعدت طريقة العلاج هذه الاشخاص المصابين بالحساسية على لسع النحل والزراقط بنسبة 95 في المئة، اكثر من المصابين بالحساسية على سوسة الغبار. وهذا العلاج يساعد على خفض الرشح التحسسي وتناول الادوية. ويجري العلاج الطبيب المتخصص بامراض الحساسية، ولا بد من الانتباه الى التعليمات والارشادات وتنفيذها بدقة للتوصل الى نتيجة جيدة.
حافظوا على توازنكم
"حافظوا على توازنكم" حملة تطلق في فصل الربيع، وتنظمها "الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية"، و"الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة"، وشركة Msd بإعادة إطلاق استمارة تقويم شخصية، تستفسر عما إذا عانى مرضى الربو خلال الأشهر الـ 12 الماضية احتقانا أو سيلانا في الأنف لا يعود سببه إلى الإصابة بالرشح، أو اختبروا أعراضاً مرافقة كعينين دامعتين والعطاس، لمساعدة المرضى في معرفة اذا كانوا مصابين بالربو وحساسية الأنف.
واوضح رئيس الحملة الاختصاصي في الأمراض الصدرية الدكتور جودي بحوث، أن الهدف منها نشر الوعي إزاء الصلة التي تربط بين داء الربو وحساسية الأنف، وهي مسألة يجهلها حتى الآن بعض الأطباء ومعظم الناس، وتحسين قدرة الأطباء والمرضى على اكتشاف الإصابة المزدوجة المحتملة.
ويعتبر داء الربو أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم، إذ يصيب أكثر من 300 مليون شخص في العالم. وهو يتصف بمشاكل التنفس المتكررة، وتشمل أعراضه: ضيق في التنفس، وصفير، وضيق في الصدر، وسعالا. تختلف أعراض داء الربو مع تبدل الوقت، وبحسب الفئات العمرية، ومن مصاب إلى آخر. وأكثر من 80% من المرضى المصابين بالربو يعانون أيضاً أعراضاً أنفية سببها حساسية الأنف، و40% من المصابين بهذا الداء يعانون أيضاً الربو.
إنّ حساسية الأنف التي تصيب على الأقل 20% من السكان، هي المرض التنفسي الأكثر شيوعاً بعد الرشح. فالتعرض للعوامل المسببة للحساسية في الأماكن الخارجية والداخلية كالعث، أو غبار الطلع، أو العفن، يؤدي إلى الإصابة بالحساسية التي تسبب ظهور أعراض عدّة كسيلان الأنف، أو احتقانه، أو الحكة في الأنف، أو نوبات من العطاس، أو حكة في الحلق، أو عينين دامعتين تثيران الحكاك. وقد يصاب المريض بحساسية الأنف خلال فترات متقطعة طوال السنة أو بشكل موسمي. وإن حساسية الأنف التي تنتج من غبار الطلع في الربيع وتعرف بحمى القش أيضاً، يمكن أن تؤدي إلى إصابة المريض بالوهن، وأن تسبب تفاقم أعراض الربو لدى المرضى المصابين بهذا الداء.
ويؤكد رئيس "الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة" الدكتور فارس زيتون ان "من المهم بالنسبة إلى مرضى الربو الذين تتفاقم أعراض الحساسية لديهم خلال فصل الربيع أن يباشروا اتخاذ التدابير الوقائية قبل بداية فصل الربيع. ووفق حالة المريض، قد يقرر الطبيب اعتماد إستراتيجية علاجية معينة من أجل الوقاية من ظهور هذه الأعراض".
وعند رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية" الدكتور وجدي أبي صالح أنّه: "ورغم وجود العوامل المسببة للربو وحساسية الأنف في الجو طيلة أيام السنة، كالغبار، والروائح أو الترسبات المختلفة التي تنتقل في الجو، فان ارتفاع نسبة غبار الطلع والغبار الناجم عمّا يعرف "برياح الخمسين" في هذه الفترة من السنة، يجعل الربيع فصلاً حساساً جدّاً بالنسبة إلى المصابين بالربو".
وبحسب مقررات الخبراء في لجنة Aria (المبادرة العالمية لحساسية الأنف ووقعها على داء الربو) "يجب معاينة مرضى الربو بدقة لمعرفة اذا كانوا مصابين بحساسية الأنف " إذ أظهرت دراسات عدة نسباً عالية لانتشار هاتين الحالتين المرضيتين بشكل متزامن. ونصحت الإرشادات باتباع استراتيجيات علاجية تستهدف المجاري الهوائية العلوية والسفلية، والتي تشمل حالياً عدداً من الخيارات، من بينها علاج مخصص لهذين الدائين معاً.
المرض الرابع في العالم من حيث الانتشار ويصيب ربع سكان الأرض
النهار
رلى معوض - حساسية التنفس الربيعية آن أوانها، حكة في العيون، تعطيس متتال، احتقان في الانف ثم سيلانه، صعوبة في التنفس من الانف، تعب ووهن، فقدان حاسة الشم جزئيا او كليا. هكذا تتحول حياة المرضى ازعاجا، وخصوصا اولئك الذين يعانون الربو، حيث تزداد المخاطر التي تهدد صحتهم مع بداية فصل الربيع، اذا لم يحصلوا على العلاج الملائم والمخصص للحالتين معاً.
أظهرت دراسة شملت 517 مصاباً بداء الربو في لبنان أن 87 في المئة منهم يعانون أيضاً حساسية الأنف، وهي حالة مقترنة باحتقان في الأنف، وسيلانه، وعينين دامعتين ومصابتين بالحكة، وتزداد هذه الأعراض خلال موسم الربيع عند ارتفاع نسبة غبار الطلع. وهذا يظهر أن ملازمة حساسية الأنف داء الربو على الصعيد المحلي تتوافق مع الأرقام العالمية، التي أكدت أن 80 في المئة من مرضى الربو في العالم يعانون أيضاً حساسية الأنف.
إنّ الصلة بين الربو وحساسية الأنف التي اصبحت اخيرا معروفة بصورة أفضل في المجتمع الطبي، تترافق مع التدني في نوعية الحياة اليومية لمريض الربو، وتفاقم النوبات التي قد تشكل خطراً على الحياة وتؤدي إلى الاستشفاء بشكل متزايد، وإلى ارتفاع التكاليف الطبية عموما. وأشار التقرير الى ان أكثر من 75% من المرضى الذين شملتهم الدراسة اللبنانية تؤثر أعراض الربو وحساسية الأنف المتزامنة سلباً على نشاطاتهم اليومية.
وتعتبر الحساسية المرض الرابع في العالم، وفي بعض البلدان تصيب من 20 الى 25 في المئة من الناس، ومن المتوقع ان تصل الى 50 في المئة بحلول العام 2050، كما اوضح الاختصاصي في الامراض الصدرية والربو الدكتور بيار بو خليل. ويضيف ان الاعراض بسيطة جدا والظاهرة هي الحساسية على الرحيق، ويمكنها ان تكون ردة فعل على انواع من الشجر مثل السرو او السنديان او غيرهما من الاشجار، او على انواع من الاعشاب. ولا يجب اهمال العلاقة بين الحساسية وتلوث الجو، لأن جزيئات التلوث في الهواء تزيد من تفاقم مشكلة الحساسية المرتبطة بالرحيق. ومن المهم داخل المنزل تفادي التدخين والحيوانات الاليفة وخصوصا الهررة وسوسة الغبار.
ومشكلة سيلان الانف التحسسي متصلة اكثر في الفصول، وخصوصا من نيسان الى تموز، مع اختلاف في المناطق. ولكن حاليا، مع الاحتباس الحراري، اصبح فصل الرحيق يمتد خارج نطاق الفصول، لأن الاشجار تزهر قبل موسمها. وفي الجبل يطول موسم الرحيق وقد يصل الى شهر تشرين الثاني.
ربو ام تحسس ربيعي؟
80 في المئة من الاشخاص المصابين بالربو يعانون الحساسية الربيعية، و40 في المئة من الذين يعانون الحساسية الربيعية يعانون ايضا الربو. ومعظم الذين يعانون الربو ينزعجون جدا في فترة "التحسس الربيعي"، الذي يضاعف المشاكل عندهم، وهذه النتيجة متوقعة لأن الاسباب التي تؤدي الى تفاقم الربو هي نفسها التي تسبب الحساسية الربيعية.
والربو مرض مزمن ينتج من التهابات في الشعب الهوائية في الرئتين، اي من خلل في الجهاز التنفسي عندما لا تستطيع المسالك الهوائية السماح بدخول الهواء او خروجه الى الرئتين بانتظام، مما يسبب القحة، والصفير، وقصر النفس. هذا الضيق قد يكون موقتا ويمكن التخلص منه، او حالة مزمنة يعيش معها المريض كل يوم طوال حياته. واحيانا ثمة نوبات شديدة قد تؤدي الى الموت.
ويصيب الربو الذكور والاناث في مراحل العمر كلها. وتنتاب المريض الازمات الربوية المتكررة والشعور بضيق النفس والسعال. ولهذا يتركز العلاج في السيطرة على الالتهابات الشعبية، ومنع الاعراض المزمنة وضيق التنفس في الليل او الصباح الباكر او عند بذل اي مجهود.
العلاجات
اصبح للربو علاج خاص، وليس كما كان الاعتقاد في السابق، والهدف منه ان يعيش المريض بشكل طبيعي مع ممارسة النشاطات البدنية من دون اعراض.
ولكن اذا عالجنا الربو من دون علاج الحساسية الانفية لا يتحسن المريض كما يجب، وهذا الامر احيانا يغيب عن بال بعض الاطباء والمرضى لأن الربو يكوّن عادة الاهتمام الاول اثناء العلاج، فيسترعي الانتباه ويبعد التركيز على مشكلة الحساسية الانفية. ويبدأ العلاج بتشخيص يحدد بدقة اسباب المشكلة.
ويستعمل الكورتيزون في علاج الربو عبر البخاخات التي تؤخذ من طريق الفم وتوصل العلاج مباشرة الى الرئتين، وفي الحالات المستعصية يمكن اعطاء الكورتيزون في الحبوب او في الشرايين. وثمة بخاخات توسع الشعب الهوائية (بيتا اغونيست) وهي تحسن اعراض الربو، ولكنها لا تعالج مشكلة الربو الاساسية، اي التهاب الشعب الهوائية التي يعالجها الكورتيزون. هذه البخاخات لا تعالج الحساسية الانفية، اذ لها بخاخات في الانف، والادوية المضادة للحساسية وفعاليتها اكبر على حساسية الانف وليس على الربو، اضافة الى حبوب اساسها "المونتيلوكاس"، وهي فعالة لحالتي الربو والحساسية.
وفي بعض الحالات الخاصة يمكن اجراء فحص تحت الجلد، وفي الامكان البدء في هذا الفحص باكرا ابتداء من عمر الـ 3 اشهر. وبعد تحديد مصدر الحساسية، على المريض ان يبتعد عن كل ما يضايقه.
والمصابون بالرشح التحسسي يساعدهم التغيير في بعض التصرفات على التخفيف من الاتصال بمصدر الحساسية مثلا: غسل الشعر قبل التوجه الى النوم، او تهوئة الغرفة في الصباح الباكر.
ما الحاجة الى فحص الحساسية؟
هذا الفحص يؤدي الى حساسية مفتعلة تحت الجلد وهي نوع من "التحسس" الذي يشبه التحسس الفعلي داخل الجسم. ويجري الطبيب المعالج هذا الفحص بعد التحقق من مجموعة مصادر للحساسية مثل الرشح التحسسي، او الربو على بعض الحيوانات الاليفة، او على سوسة الغبار، او على بعض المنتوجات الغذائية، او على بعض الادوية، او عندما تتشابك مصادر عدة. وهنا في اغلب الحالات على الاطباء اتقان الفحص بدقة للتوصل الى التشخيص الواضح.
وثمة تقنيتان للفحص: اما من خلال لصقة على الجسم او من خلال حقنة. اللصقة كناية عن اتصال مباشر بجسم الانسان تجرى على المصابين بالحساسية على بعض المنتجات الغذائية. وتركز اللصقة ويوضع فوقها نوع من المواد التي يشك في انها مصدر الحساسية مع تركيزات دوائية مختلفة. تترك على جسم المريض ساعات او ايام عدة للتوصل الى نتيجة محددة تشبه الاعراض التي قد تحصل على من يعاني الحساسية على الانواع الموضوعة على اللصقة. وهنا اصبح في امكان الطبيب المتخصص تحديد نوع الاكزيما التي تصيب الجلد والناتجة من ممارسة مهنة معينة.
يستفيد الاولاد من هذه التقنية بعمر صغير، وهي تساعد على تحديد المصدر سواء كان ناتجا من مواد تستخدم في الاستحمام او المواد المستعملة لغسل الثياب او المواد المعطرة او الاكزيما التي مصدرها المواد الغذائية. وقد اصبح في امكان الطبيب ان يحدد مصادر غذائية مهمة للحساسية، مثل الحليب وبياض البيض، وبعض الخضار. وعلى رغم صعوبة الموضوع لا بد من تحديد الحساسية على انواع من الفاكهة الاستوائية او بعض الصبغات التي تستخدم في الاكل.
اما على صعيد الفحص الذي يجري تحت الجلد فيقضي بادخال حقن رفيعة جدا تحت الجلد بعمق ميليمترا للمادة المسببة الحساسية، لمعرفة ردة فعل الجلد في بضع دقائق، فيصبح في امكان الطبيب تحديد مصادر الحساسية التي غالبا ما تكون عديدة، فيبدأ بعشرات العوامل المسببة للحساسية مثل سوسة الغبار ثم "الغبرة" ثم الغبار المنزلي، او الطحين في الافران، والخشب، او العفونة في الجو، او الرحيق، او وبر الحيوانات، والمأكولات وكل المشتقات الكيميائية المتعلقة بها. كل هذه الفحوص تراقب بدقة عبر فحص الدم. وثمة انواع من الحساسية لا يمكن التعرف عليها الا من خلال فحص الدم مثل الحساسية على الاسبيرين والمضادات الحيوية.
هل بالامكان تخفيف الحساسية على التحسس؟
وفي حالات معينة، يمكن تخفيف الحساسية. وتعتمد هذه الطريقة على تعريض الشخص الحساس لمصدر "التحسس"، بطريقة خفيفة وتدريجية، ليكوّن ردات فعل وقائية تسمح بتخطي ظهور الربو. هذه التقنية قديمة بدأ استعمالها عام 1900 ولكي تكون ناجحة وفعالة يجب البدء بها بعمر باكر، لأن العلاج مدته طويلة. في السابق كانت طريقة العلاج تخضع للوخز بالابر مع بعض التعقيدات مثل حقنة يومية الى مرة في الشهر حتى تختفي الحساسية. اليوم اصبحت الطريقة افضل بسبب الحبوب التي توضع تحت اللسان، او نقطة على اللسان واعطت هذه الطريقة نتائج ايجابية في بعض الحالات. والحقن كانت تؤخذ اسبوعيا اما بواسطة اللسان، فاصبحت العلاجات يوميا. واكثر المستفيدين هم الاولاد في سن مبكرة. ولكن قبل البدء بهذه الطريقة لا بد من الكشف على العنصر المسبب للحساسية.
ووقت العلاج الاجمالي هو من 3 الى 5 سنوات للتوصل الى نتيجة ايجابية مقسمة الى مرحلتين: الاساسية تراوح بين 13 الى 14 اسبوعا، في حال الحقن، و13 الى 14 يوما اذا كانت من خلال الفم. وعلى ان تزاد بطريقة تصاعدية كمية المواد المسببة للحساسية.
والمرحلة الثانية تراوح من 3 الى 5 سنوات، وفيها يحاول المعالجون الابقاء على نفس الكمية التي وصل اليها الجسم من 3 الى 5 سنوات.
وقد ساعدت طريقة العلاج هذه الاشخاص المصابين بالحساسية على لسع النحل والزراقط بنسبة 95 في المئة، اكثر من المصابين بالحساسية على سوسة الغبار. وهذا العلاج يساعد على خفض الرشح التحسسي وتناول الادوية. ويجري العلاج الطبيب المتخصص بامراض الحساسية، ولا بد من الانتباه الى التعليمات والارشادات وتنفيذها بدقة للتوصل الى نتيجة جيدة.
حافظوا على توازنكم
"حافظوا على توازنكم" حملة تطلق في فصل الربيع، وتنظمها "الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية"، و"الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة"، وشركة Msd بإعادة إطلاق استمارة تقويم شخصية، تستفسر عما إذا عانى مرضى الربو خلال الأشهر الـ 12 الماضية احتقانا أو سيلانا في الأنف لا يعود سببه إلى الإصابة بالرشح، أو اختبروا أعراضاً مرافقة كعينين دامعتين والعطاس، لمساعدة المرضى في معرفة اذا كانوا مصابين بالربو وحساسية الأنف.
واوضح رئيس الحملة الاختصاصي في الأمراض الصدرية الدكتور جودي بحوث، أن الهدف منها نشر الوعي إزاء الصلة التي تربط بين داء الربو وحساسية الأنف، وهي مسألة يجهلها حتى الآن بعض الأطباء ومعظم الناس، وتحسين قدرة الأطباء والمرضى على اكتشاف الإصابة المزدوجة المحتملة.
ويعتبر داء الربو أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم، إذ يصيب أكثر من 300 مليون شخص في العالم. وهو يتصف بمشاكل التنفس المتكررة، وتشمل أعراضه: ضيق في التنفس، وصفير، وضيق في الصدر، وسعالا. تختلف أعراض داء الربو مع تبدل الوقت، وبحسب الفئات العمرية، ومن مصاب إلى آخر. وأكثر من 80% من المرضى المصابين بالربو يعانون أيضاً أعراضاً أنفية سببها حساسية الأنف، و40% من المصابين بهذا الداء يعانون أيضاً الربو.
إنّ حساسية الأنف التي تصيب على الأقل 20% من السكان، هي المرض التنفسي الأكثر شيوعاً بعد الرشح. فالتعرض للعوامل المسببة للحساسية في الأماكن الخارجية والداخلية كالعث، أو غبار الطلع، أو العفن، يؤدي إلى الإصابة بالحساسية التي تسبب ظهور أعراض عدّة كسيلان الأنف، أو احتقانه، أو الحكة في الأنف، أو نوبات من العطاس، أو حكة في الحلق، أو عينين دامعتين تثيران الحكاك. وقد يصاب المريض بحساسية الأنف خلال فترات متقطعة طوال السنة أو بشكل موسمي. وإن حساسية الأنف التي تنتج من غبار الطلع في الربيع وتعرف بحمى القش أيضاً، يمكن أن تؤدي إلى إصابة المريض بالوهن، وأن تسبب تفاقم أعراض الربو لدى المرضى المصابين بهذا الداء.
ويؤكد رئيس "الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة" الدكتور فارس زيتون ان "من المهم بالنسبة إلى مرضى الربو الذين تتفاقم أعراض الحساسية لديهم خلال فصل الربيع أن يباشروا اتخاذ التدابير الوقائية قبل بداية فصل الربيع. ووفق حالة المريض، قد يقرر الطبيب اعتماد إستراتيجية علاجية معينة من أجل الوقاية من ظهور هذه الأعراض".
وعند رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية" الدكتور وجدي أبي صالح أنّه: "ورغم وجود العوامل المسببة للربو وحساسية الأنف في الجو طيلة أيام السنة، كالغبار، والروائح أو الترسبات المختلفة التي تنتقل في الجو، فان ارتفاع نسبة غبار الطلع والغبار الناجم عمّا يعرف "برياح الخمسين" في هذه الفترة من السنة، يجعل الربيع فصلاً حساساً جدّاً بالنسبة إلى المصابين بالربو".
وبحسب مقررات الخبراء في لجنة Aria (المبادرة العالمية لحساسية الأنف ووقعها على داء الربو) "يجب معاينة مرضى الربو بدقة لمعرفة اذا كانوا مصابين بحساسية الأنف " إذ أظهرت دراسات عدة نسباً عالية لانتشار هاتين الحالتين المرضيتين بشكل متزامن. ونصحت الإرشادات باتباع استراتيجيات علاجية تستهدف المجاري الهوائية العلوية والسفلية، والتي تشمل حالياً عدداً من الخيارات، من بينها علاج مخصص لهذين الدائين معاً.