sadik el fajer
28-04-2008, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الغيبة فاكهة المجالس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله تعالى:{..ولا يغتب بعضكم بعضاً..}الحجرات(12)
قال الطبري رحمه الله تعالى:وقوله{ولا يغتب بعضكم بعضا} يقول:ولا يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره المقول فيه ذلك أن يقال له في وجهه،وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أهل التأويل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال:"هو أن تقول لأخيك ما فيه فإن كنت صادقاً فقد اِغتبته وإن كنت كاذبا فقد بهته."[26/135]
وقال القرطبي رحمه الله تعالى :قوله تعالى:{أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً}مَثَّلَ اللهُ الغيبة بأكل الميتة لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه كما أن الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه.وقال ابن عباس رضي الله عنه:إنما ضرب الله هذا المثل للغيبة لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر وكذا الغيبة حرام في الدين وقبيح في النفوس. [16/335].
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"المسلم مَنْ سَلِمَ المسلمون مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه."مسلم(58).
وقوله [المسلم من سلم]وكأن فيه إشارة إلى أن من لم يسلم المسلمون من لسانه فإيمانه ناقص وليس بمسلم حق الإسلام. وقوله[من سلم المسلمون]فيه إشارة إلى جواز غيبة غير المسلم كالكافر ونحوه. وقوله[من لسانه]دليل على تحريم الغيبة والنميمة والسَّبِّ واللعن والكذب وغير ذلك مما هو من آفات اللسان التي حرمها الله تعالى علينا.
واعلم أن المستمع للغيبة شريك فيها ولا يتخلص من إثم سماعها إلا أن ينكر بلسانه،فإن خاف،فبقلبه وإن قدر على القيام،أو قطع الكلام بكلام آخر،لزمه ذلك.
وأما علاج الغيبة :فليعلم المغتاب أنه متعرض لسخط الله ومقته وأن حسناته تُنْقَلُ للمغتاب إليه وإن لم يكن له حسنات نُقِلَ إليه من سيئات خصمه،فمن استحضر ذلك لم يُطْلِقْ لسانه بالغيبة،وينبغي له أن يتفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحي أن يَعِيبَ وهو معيب كما قال بعضهم:
فإن عبت قوما بالذي فـيك مثـله ... فكيف يعيب الناسَ من هو أعور
وإن ظن أنه سليم من العيوب فليشتغل بالشكر على نِعَمِ اللهِ عليه
.مختصر منهاج القاصدين(170ــ172)
وأما ما رخص من الغيبة فهو في حلات محصورة وهي:
رفع المظلمة إلى من يحلها .
تحذير المسلمين،كمن يرى فقيهاً يتردد إلى مبتدع .
الاستعانة على تغيير المنكر .
أن لايكون معروفاً إلا بلقب كالأعرج،والأولى تركه.
الاستفتاء كقولك أخذ حقي فلان والأولى التعريض.
أن يكون المُتَكَلَّمُ عنه مجاهِراً بالفسق .
وأما كفارة الغيبة :فإن المغتاب قد جنى جنايتين:
1/مع ربه:إذ أنه عصاه فعليه بالتوبة وليكن صادقاً من قلبه .
2/مع الذي أُغْتِيبَ:إذ أنه تكلم بما لا يرضاه،فإن كانت الغيبة بلغت الرجل،جاء إليه واستسمحه وأظهر له الندامة على فعله.وإن لم تبلغه،فعليه بالإستغفار ولا يُخْبِرُهُ بذلك لئلا يحمل عليه،فتقع بينهما العداوة .
قال مجاهد رحمه الله تعالى:كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعوا له بالخير،وكذلك إن كان قد مات.مختصر منهاج القاصدين(173/174) .
المغتاب ممقوت عند الله تعالى وعند الناس،وذلك لأنه يوقع العداوة والبغضاء بين الناس .وعلى الذي يغتلب أن يتقي الله تعالى ولا يتكلم على غيره،وإن رأى سوءاً من أحد نصحه وبين له خطأه.والله تعالى أعلم وأحكم .
{هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين}
آل عمران(138)
والحمد لله رب العالمين...................... اللهم إني قد بلّغت اللهم فاشهد
الغيبة فاكهة المجالس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله تعالى:{..ولا يغتب بعضكم بعضاً..}الحجرات(12)
قال الطبري رحمه الله تعالى:وقوله{ولا يغتب بعضكم بعضا} يقول:ولا يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره المقول فيه ذلك أن يقال له في وجهه،وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أهل التأويل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال:"هو أن تقول لأخيك ما فيه فإن كنت صادقاً فقد اِغتبته وإن كنت كاذبا فقد بهته."[26/135]
وقال القرطبي رحمه الله تعالى :قوله تعالى:{أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً}مَثَّلَ اللهُ الغيبة بأكل الميتة لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه كما أن الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه.وقال ابن عباس رضي الله عنه:إنما ضرب الله هذا المثل للغيبة لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر وكذا الغيبة حرام في الدين وقبيح في النفوس. [16/335].
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"المسلم مَنْ سَلِمَ المسلمون مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِه."مسلم(58).
وقوله [المسلم من سلم]وكأن فيه إشارة إلى أن من لم يسلم المسلمون من لسانه فإيمانه ناقص وليس بمسلم حق الإسلام. وقوله[من سلم المسلمون]فيه إشارة إلى جواز غيبة غير المسلم كالكافر ونحوه. وقوله[من لسانه]دليل على تحريم الغيبة والنميمة والسَّبِّ واللعن والكذب وغير ذلك مما هو من آفات اللسان التي حرمها الله تعالى علينا.
واعلم أن المستمع للغيبة شريك فيها ولا يتخلص من إثم سماعها إلا أن ينكر بلسانه،فإن خاف،فبقلبه وإن قدر على القيام،أو قطع الكلام بكلام آخر،لزمه ذلك.
وأما علاج الغيبة :فليعلم المغتاب أنه متعرض لسخط الله ومقته وأن حسناته تُنْقَلُ للمغتاب إليه وإن لم يكن له حسنات نُقِلَ إليه من سيئات خصمه،فمن استحضر ذلك لم يُطْلِقْ لسانه بالغيبة،وينبغي له أن يتفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحي أن يَعِيبَ وهو معيب كما قال بعضهم:
فإن عبت قوما بالذي فـيك مثـله ... فكيف يعيب الناسَ من هو أعور
وإن ظن أنه سليم من العيوب فليشتغل بالشكر على نِعَمِ اللهِ عليه
.مختصر منهاج القاصدين(170ــ172)
وأما ما رخص من الغيبة فهو في حلات محصورة وهي:
رفع المظلمة إلى من يحلها .
تحذير المسلمين،كمن يرى فقيهاً يتردد إلى مبتدع .
الاستعانة على تغيير المنكر .
أن لايكون معروفاً إلا بلقب كالأعرج،والأولى تركه.
الاستفتاء كقولك أخذ حقي فلان والأولى التعريض.
أن يكون المُتَكَلَّمُ عنه مجاهِراً بالفسق .
وأما كفارة الغيبة :فإن المغتاب قد جنى جنايتين:
1/مع ربه:إذ أنه عصاه فعليه بالتوبة وليكن صادقاً من قلبه .
2/مع الذي أُغْتِيبَ:إذ أنه تكلم بما لا يرضاه،فإن كانت الغيبة بلغت الرجل،جاء إليه واستسمحه وأظهر له الندامة على فعله.وإن لم تبلغه،فعليه بالإستغفار ولا يُخْبِرُهُ بذلك لئلا يحمل عليه،فتقع بينهما العداوة .
قال مجاهد رحمه الله تعالى:كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعوا له بالخير،وكذلك إن كان قد مات.مختصر منهاج القاصدين(173/174) .
المغتاب ممقوت عند الله تعالى وعند الناس،وذلك لأنه يوقع العداوة والبغضاء بين الناس .وعلى الذي يغتلب أن يتقي الله تعالى ولا يتكلم على غيره،وإن رأى سوءاً من أحد نصحه وبين له خطأه.والله تعالى أعلم وأحكم .
{هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين}
آل عمران(138)
والحمد لله رب العالمين...................... اللهم إني قد بلّغت اللهم فاشهد