المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقد بنديكت الفاتيكان عودة للشيطان المقدس



محمد الكوسا
01-05-2008, 05:38 PM
تم تنصيب الألماني جوزيف راتسنغر البابا رقم 265 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
وأطلق عليه اسم البابا بنديكت السادس عشر خلفاً للبابا يوحنا بولس الثاني، وقد شغل البابا الجديد -الذي أمضى قرابة العقدين في أروقة الفاتيكان- منصب عميد كلية الكرادلة، ورئيس التجمع من أجل ميثاق الإيمان، وهي مثل محاكم التفتيش، ولذلك يعده المراقبون والمحللون من المتشددين فيما يخص المذهب الكاثوليكي.

وعقب توليةِ بندكت قيادةَ الفاتيكان سرعان ما تحول شكل وخطاب الكنيسة -خاصة الموجه إلى المسلمين- من الناعم الخبيث خلال ولاية يوحنا إلى الحاقد الصارخ في عهد بنديكت الذي لم يُخفِ صليبيته مطلقاً.

وقد كان انتخاب بنديكت معبرًا عما اصطُلِح عليه إعلاميًّا باليمين المتطرف داخل الكنيسة لذلك سرعان ما رحب به العدو الصهيوني متمثلا في وزارة الخارجية وكبير الحاخامات "مائير لاو" القائل في وصف البابا الجديد: إنه صديق للشعب اليهودي.

وذكرت جريدة "دير شتاندرد" الألمانية أنَّ انتخاب "راتسنغر" قد خلق جوًا من الارتياح والبهجة داخل أوساط المؤتمر العالمي الصهيوني بنيويورك والولايات المتحدة الأمريكية قابلت انتخابه بترحيب بالغ.

وهنا نقف وقفة أولية في انتخاب بنديكت الذي جاء في ظل حرب على الإسلام لخصها الرئيس الأمريكي بوش بلفظ واضح: حرب صليبية.

وهذه الحرب المتنوعة كانت تحتاج لقيادة دينية تؤجج سعارَها ضد الإسلام والمسلمين؛ فلا يكفي القهر العسكري والسياسي الأمريكي للمسلمين في احتلال أراضيهم وقتل شبابهم ورجالهم ونسائهم وأطفالهم، وتغيير مناهجهم التعليمية وخطابهم الديني، بل لا بد من الغطاء الديني، وقد كان بنديكت هو أفضل المرشحين لتولي قيادة هذا الغطاء، فانتخب بفارق ضئيل داخل الفاتيكان وبتشجيع أمريكى.

فتاريخ بنديكت السادس عشر (جوزيف راتسنغر) يؤهله لذلك تمامًا؛ فهو صاحب الموقف الشهير الرافض لالتحاق تركيا بالاتحاد الأوربي باعتبار الاتحاد -على حد وصفه- (ناديًا مسيحيًّا).

وقد سوغ بنديكت رفضَه انضمامَ تركيا للاتحاد الأوربي بقوله: إنَّ أوربا ذات هُوية مسيحية.

وبنديكت أحد الذين ينظرون إلى الإسلام باعتباره الخطر الأكبر على المسيحية في العالم.

وبنديكت هو القائل عندما كان كبيرًا لعلماء اللاهوت في الفاتيكان: "إنَّ الغرب لم يعد يحب نفسه، ومن ثم لم يعد قادرًا على الرد على تحدي الإسلام الذي يتنامى؛ لأنه يجسد طاقة روحانية أكبر".

وبنديكت هو الذي وقف خلف وثيقة الفاتيكان الشهيرة التي صدرت محذرة الكاثوليكيات من الزواج بمسلمين؛ إذ دعت الوثيقة "الكاثوليكيات إلى التفكير مرتين قبل الإقدام على الزواج من مسلمين، وحثت الوثيقة المسلمين على إظهار مزيدٍ من الاحترام لحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والديمقراطية"، ووصفت الوثيقة المرأة بأنها الأقل حماية في الأسرة المسلمة.

وقالت الوثيقة: إنه عندما ترغب كاثوليكية ومسلم أن يتزوجا فإن التجارب المريرة تعلمنا ضرورة التحضير الحذر والشامل، وقالت: إنَّ إحدى المشاكل المحتملة تتعلق بأقارب الزوج، ونصحت اللائي على وشك أن يصبحن أمهات أنه يجب عليهن الإصرار على الالتزام بتعاليم الكنيسة الخاصة بتعميد الأطفال الذين يولدون من زواج مختلط الأديان، وتنشئتهم تنشئة كاثوليكية.

وقالت الوثيقة: إنه إذا كان الزواج موثقًا في قنصلية دولة مسلمة يجب أن تحذر الكاثوليكية من التوقيع على وثيقة أو أداء قسم يشمل النطق بالشهادتين وهو ما يرقى إلى التحول عن ديانتها، ودعت الوثيقة أيضًا الكنائس إلى عدم السماح لغير المسيحيين باستخدام أماكن العبادة الخاصة بهم.

لذلك دفعت قوى الكفر الصليبي ببنديكت لتولي قيادة الفاتيكان، ولم يتأخر بنديكت في إظهار العداء والحقد وتنفيذ المخطط، فعَقِبَ توليه كرسي البابوية مباشرة وفي لقاء جمع بنديكت بطلاب العالم في مايو عام 2005م وجَّه كلامه للطلاب المسلمين قائلا: "إنني أتمنى أن يأتي اليوم الذي ينزع فيه الحقد والغل من قلوب المسلمين" نعم لم يتأخر بنديكت، إذ أرسل بعد شهر واحد أول رسالة مغلفة بالحقد الأعمى.

والتاريخ لا يكذب؛ فحقد الصليبيين في كل مكان في العالم شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا لا يخفى على ذي عينين، وكله ضد المسلمين؛ سواء ما سمي بحملات الاستعمار البرتغالي والهولندي والإسباني ثم البريطاني والفرنسي والإيطالي وكيف احتلت بلاد المسلمين ونهبت خيراتها حتى وصلنا إلى التواطؤ الصليبي على احتلال فلسطين ثم احتلال العراق وأفغانستان.

وحديثا هل نسي بابا الفاتيكان بنديكت ما حدث في مسلمي البوسنة وخاصة مجزرة سربرنتشيا وكوسفا وهما على بعد خطوات منه؟

وفي شهر سبتمبر عام 2006م توّج بنديكت ولاءه للحرب الصليبية في كذب وحقد واضح لا يخفى وذلك عندما استغل وجوده في جامعة ألمانية لإلقاء محاضرة فأدخل على محاضرته كلمات لإمبراطور بيزنطي يتهم فيها النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم بأنه لم يأتِ إلا بكل شر ولم يأتِ بشيء إنساني، وتطاول بنديكت واتهم الإسلام أنه دين عنف، وعندما طالبه المسلمون بالاعتذار كان رده مملوءًا بالكبر والغرور والتحقير للمسلمين؛ إذ قال: إن المسلمين لم يفهموا قوله. ويلاحظ التوقيت في شهر سبتمبر الذي يحمل دلالات معينة عند الشعب الأمريكي بمرور خمس سنوات على حادثة 11 سبتمبر.

نعم التوقيت مهم جدًا في تبيان التوافق التام بين الفاتيكان والولايات المتحدة الأمريكية في حربها على الإسلام والمسلمين.

ولكن الحقائق لا تخفى والتاريخ ناطق في كل صفحة بما ارتكبه عباد الصليب من فظائع وعنف وحقد لا مثيل له، لذلك لا يفوتني هنا تذكيرُ بابا الفاتيكان بما حدث في الحروب الصليبية ومما جاء على لسان الغربيين وأتباع الكنيسة أنفسهم.

يقول (ستيفن رنسيمان) في كتابه "تاريخ الحروب الصليبية" عما حدث في القدس يوم أن دخلها هؤلاء، قال: (وفي الصباح الباكر من اليوم التالي اقتحم بابَ المسجد ثلةٌ من الصليبيين، فأجهزت على جميع اللاجئين إليه، وحينما توجه قائد القوة (ريموند أجيل) في الضحى لزيارة ساحة المعبد أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه، لقد تركت مذبحة بيت المقدس أثرًا عميقًا في جميع العالم، ومع أنه ليس معروفًا بالضبط عدد ضحاياها، غير أنها أدت إلى خلو المدينة من سكانها).

أما "غوستاف لوبون" فقد أكد تلك المجزرة، في كتابه "الحضارة العربية" نقلا عن روايات رهبان ومؤرخين، ممن رافقوا الحملة الصليبية على القدس، فكان من هؤلاء الراهب "روبرت" الذي استحسن سلوك قومه ووصف ذلك بقوله: (كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل، كانوا كاللبؤات التي خطفت صغارها! كانوا يذبحون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربًا إربًا، كانوا يشنقون أناسًا كثيرين بحبل واحد بغية السرعة، وكان قومنا يقبضون على كل شيء يجدونه فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ذهبية! فيا للشره وحب الذهب، وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث).

من الواضح أن الشر والحقد كان من عباد الصليب، ولكن بنديكت يغالط ويكذب على أشرف خلق الله الرحمة المهداة للعالمين، ثم إن تاريخ المسلمين يفضح حقد بنديكت، فلا ينسى التاريخ أبداً ما كان من أمير المؤمنين عمربن الخطاب عندما فتح بيت المقدس حيث عدل ورحم مع النصارى وأمن كل إنسان على نفسه وتركهم ودينهم وكنائسكم لم يهدمها وكذلك فعل السلطان العادل صلاح الدين الأيوبي عندما فتح القدس لم يرد بالمثل كما فعلتم ولم يغرق المدينة في أنهار الدم كما حدث في الحروب الصليبية بل عفا وتجاوز ووهب ورحم مما أثار عجبكم من فعله وسطره أتباعك في كتب التاريخ.

ولا يفوتني في هذا الصدد الإشارة إلى مذابح الكنيسة في العصور الوسطى فيما سمي بمحاكم التفتيش ضد أتباعها سواء لمعارضة دينية أو دنيوية إذ أعدم الآلاف بلا رحمة.

وفي شهر مارس 2008م وقد كان العالم الإسلامي يموج بالغضب من إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي في الدنمارك وظهور الفيلم الهولندي المسيء للقرآن والإسلام ولا يستبعد تواطؤ الفاتيكان على تلك الإساءات.

لكن نلاحظ هنا التوقيت؛ إذ خرج على العالم بابا الفاتيكان بنديكت مستغلا ما يسمى عند النصارى احتفال عيد الفصح وفي تقليد غير مسبوق قام بنديكت بتعميد صهيوني كان مصريًّا (اسمه مجدي علام) وهو مؤلف كتاب (تحيا إسرائيل) وانتسب للإسلام اسمًا.

ومن الواضح أن التعميد العلني كان مخططًا له في المكان والزمان والرسالة الإعلامية.

مما سبق يتضح أن بنديكت يؤجج سعار الحرب الصليبية ضد المسلمين، وينفذ بإخلاص مهمته في الغطاء الديني لحرب وقتل المسلمين في العراق وأفغانستان والصومال وباكستان، فالصليب على كل طلقة توجه للمسلمين.

وقريبًا نشرت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية في عددها الصادر يوم السبت 12 من إبريل 2008م أن بابا الفاتيكان سيقوم بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية، بدءًا من يوم 16 من إبريل الجاري للمرة الأولى منذ توليه منصبه في إبريل 2005م، وسيقيم قداسين الأول في واشنطن والثاني في موقع برجي التجارة بنيويورك.

وأشارت الصحيفة إلى الصلوات التي سيتلوها البابا ويقول فيها: "أيها الرب.. اهدِ إلى طريقك المفعم بالحب أولئك الذين أعمت الكراهية قلوبهم وعقولهم، إلهنا نطلب عونك وهدايتك في ذلك، ومن أجل الخروج من هذه المأساة التي أذهلتنا"، ومن أهم النقاط في تلك الزيارة:

1- أنها توافق عيد ميلاد بنديكت الذي اختار أن يحتفل به مع الرئيس الأمريكي بوش في البيت الأبيض، وهو احتفال له دلالة واضحة على التوافق والتآخي بين الطرفين تمامًا، وأن بنديكت يؤدي دوره المطلوب تمامًا

2- أنه سيقيم قداسًا صليبيًّا في موقع برجي مركز التجارة العالمي يتلو فيه ما ذكرناه من صلواته الضالة التي تهدف إلى التركيز على تأجيج السعار الصليبي، وهو يناقض نفسه تماماً في دعوته للسلام باستثارة أتباعه.

ويبقى أن في الفاتيكان من يعمل لحساب اليمين الأمريكي (المحافظين الجدد) الذين يعملون وفق أجندة عقدية صليبية حاقدة لا علاقة لها بالرسالات السماوية مطلقًا، بل وفق الكتب المحرفة الباطلة كما جاء فيما يسمى إنجيل متى:
لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً. (إنجيل متى 35)

وأخـيرًا..
إن بنديكت بحقده يكرر مسيرة بابا الفاتيكان كرديل السابع الذي أشعل شرارة الحروب الصليبية وأطلق عيه الكرادلة اسم الشيطان المقدس.

لذلك وجب أن ينتبه المسلمون في كل مكان أن الحرب ضدهم الآن سواء العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية هي حرب عقائدية مهما تسترت بأثواب بالية سواء تحت مسمى الديمقراطية أو المصالح الاقتصادية أو القانون الدولي، فكلها أقنعة زائفة يتسترون بها على السذج من المسلمين في ليل الجهل والغفلة، ولكنها سرعان ما تسقط مع أول ضوء من نور الحق والحقيقة.

أبو حسن
04-05-2008, 07:01 AM
الرجاء، دائما، ذكر المصدر الذي تنقل المواضيع منه

الزاهر
04-05-2008, 07:58 AM
يا باش إذا إسا بتكتب بهاللون بدي أوصك بس شوفك بالضيعة!!!!............:)

لك بيزيغ العيون!!!..........:):):)