sadik el fajer
31-05-2008, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا أعددت ليوم الرحيل
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
قال الله تعالى:{ كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
وقوله تعالى(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) تصغير لشأن الدنيا وتحقير لأمرها وأنها دنيئة فانية قليلة زائلة .كما قال تعالى(بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)
وقال(وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى)
وفي الحديث:"والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليَمِّ فلينظر بم ترجع إليه."(مسلم[2858])
وقال قتادة رحمه الله تعالى في قوله تعالى(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
قال:هي متاع متروكة أوشكت ـ والله الذي لا إله إلا هوـ أن تضمحل عن أهلها فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم،ولا قوة إلا بالله.( تفسير ابن كثير[1/436]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أكثروا ذكر هاذِمِ اللذات يعني الموت."(رواه الترمذي[2229]).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم:"استحوا من الله حق الحياء."
قال:قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله.قال:"ليس ذلك ولكن من استحَى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وليذكر الموت والبِلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء.(رواه أحمد[3489]).
عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلمقال:"الكَيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله." قال(الترمذي رحمه الله تعالى)هذا حديث حسن .
قال:ومعنى قوله[من دَانَ نَفْسَهُ]يقول:حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يُحَاسَبَ يوم القيامة.
ويُرْوَى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن لكم وإنما يَخِفُّ الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا.(الترمذي[2383]بتصرف يسير).
ـ 1 ـ
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : وَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ بِالْخُرُوجِ مِنْ الْمَظَالِمِ وَالإِقْلاعِ عَنْ الْمَعَاصِي وَالإِقْبَالِ عَلَى الطَّاعَاتِ لِمَا رَوَى الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ جَمَاعَةً يَحْفِرُونَ قَبْرًا،
فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى بِدُمُوعِهِ ، وَقَالَ : إخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا ."(المجموع شرح المهذب [ج/5])
هذا إمام المرسلين وحبيب رب العالمين بكى حتى بل الثرى بدموعه لما رآى قبراً يُحْفَر.وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.ونحن اليوم لايَرِفُّ لنا جفن،وفي كل يوم لنا ميت نُشَيِّعُهُ،ثم نعود إلى المعاصي.........هل تَخَيَّلَ كل واحد منا نفسه محمولاً على الأكتاف يؤخذ إلى قبره؟!!
لله در القائل: يا غـافلاً تتمادى ... غداً عليك يُنَادى
هذا الذي لم يُقَدِّم ... قبل التَّرَحُّـلِ زَادَا
ما بال أحدنا اليوم،يقف على القبر ويضحك..أويَسْخَر..والأعظم من هذا أن البعض يقف عند القبر وهو يشتم ربه ألا يتعظ وهو في أفظع وأخوف مكان في الدنيا..
قالصلى الله عليه وسلم:"ما رأيت منظراً قَطّ إلا والقبر أفظع منه."(رواه الإمام أحمد[425])
فَاحْمِل من دُنْيَاكَ لآخرتِكَ خيراً ولا تلتفت إلى لذة النفس وهواها.
قال الشاعر: يــامن بدنياه اشتغل ... وغَـرَّهُ طُــــولُ الأمل
الـموتُ يَأتي بَغْتَـتاً ... والقبرُ صنـدوق العمـــل
واعلم أن الدنيا دار مَمَرٍّ،والآخرة دار مَقَرٍّ،فخذ من مَمَرِّكَ لمَقَرِّكَ ولا تأخذ إلا طيباً.
وإنْ كُنْتَ مشغولاً بشيء فلا تَكُنْ ... بِغَيْرِ الذي يَرْضَى بِهِ اللهُ تُشْغَـلُ
فلن يصحبَ الإنسانُ من بعدِ موتِهِ ... إلى قبرهِ إلا الذي كان يَعْمَـلُ
ألا إنـما الإنسـانُ ضَيْفٌ لأهلِهِ ... يُقِيمُ قليلاً عِنْدَهُمْ ثم يَرْحَــلُ
وأوصي نفسي وإياكم بما كان صلى الله عليه وسلم يوصي به ابن عمرَ:"كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ."وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ " إذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ،وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ،وَخُذْ مِنْ صِحَّتِك لِمَرَضِكَ،وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ."(صحيح البخاري)
واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله
والحمد لله رب العالمين
ماذا أعددت ليوم الرحيل
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
قال الله تعالى:{ كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
وقوله تعالى(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) تصغير لشأن الدنيا وتحقير لأمرها وأنها دنيئة فانية قليلة زائلة .كما قال تعالى(بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)
وقال(وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى)
وفي الحديث:"والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم أصبعه في اليَمِّ فلينظر بم ترجع إليه."(مسلم[2858])
وقال قتادة رحمه الله تعالى في قوله تعالى(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
قال:هي متاع متروكة أوشكت ـ والله الذي لا إله إلا هوـ أن تضمحل عن أهلها فخذوا من هذا المتاع طاعة الله إن استطعتم،ولا قوة إلا بالله.( تفسير ابن كثير[1/436]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أكثروا ذكر هاذِمِ اللذات يعني الموت."(رواه الترمذي[2229]).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم:"استحوا من الله حق الحياء."
قال:قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله.قال:"ليس ذلك ولكن من استحَى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وليذكر الموت والبِلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء.(رواه أحمد[3489]).
عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلمقال:"الكَيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله." قال(الترمذي رحمه الله تعالى)هذا حديث حسن .
قال:ومعنى قوله[من دَانَ نَفْسَهُ]يقول:حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يُحَاسَبَ يوم القيامة.
ويُرْوَى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن لكم وإنما يَخِفُّ الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا.(الترمذي[2383]بتصرف يسير).
ـ 1 ـ
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : وَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ بِالْخُرُوجِ مِنْ الْمَظَالِمِ وَالإِقْلاعِ عَنْ الْمَعَاصِي وَالإِقْبَالِ عَلَى الطَّاعَاتِ لِمَا رَوَى الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ جَمَاعَةً يَحْفِرُونَ قَبْرًا،
فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى بِدُمُوعِهِ ، وَقَالَ : إخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا ."(المجموع شرح المهذب [ج/5])
هذا إمام المرسلين وحبيب رب العالمين بكى حتى بل الثرى بدموعه لما رآى قبراً يُحْفَر.وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.ونحن اليوم لايَرِفُّ لنا جفن،وفي كل يوم لنا ميت نُشَيِّعُهُ،ثم نعود إلى المعاصي.........هل تَخَيَّلَ كل واحد منا نفسه محمولاً على الأكتاف يؤخذ إلى قبره؟!!
لله در القائل: يا غـافلاً تتمادى ... غداً عليك يُنَادى
هذا الذي لم يُقَدِّم ... قبل التَّرَحُّـلِ زَادَا
ما بال أحدنا اليوم،يقف على القبر ويضحك..أويَسْخَر..والأعظم من هذا أن البعض يقف عند القبر وهو يشتم ربه ألا يتعظ وهو في أفظع وأخوف مكان في الدنيا..
قالصلى الله عليه وسلم:"ما رأيت منظراً قَطّ إلا والقبر أفظع منه."(رواه الإمام أحمد[425])
فَاحْمِل من دُنْيَاكَ لآخرتِكَ خيراً ولا تلتفت إلى لذة النفس وهواها.
قال الشاعر: يــامن بدنياه اشتغل ... وغَـرَّهُ طُــــولُ الأمل
الـموتُ يَأتي بَغْتَـتاً ... والقبرُ صنـدوق العمـــل
واعلم أن الدنيا دار مَمَرٍّ،والآخرة دار مَقَرٍّ،فخذ من مَمَرِّكَ لمَقَرِّكَ ولا تأخذ إلا طيباً.
وإنْ كُنْتَ مشغولاً بشيء فلا تَكُنْ ... بِغَيْرِ الذي يَرْضَى بِهِ اللهُ تُشْغَـلُ
فلن يصحبَ الإنسانُ من بعدِ موتِهِ ... إلى قبرهِ إلا الذي كان يَعْمَـلُ
ألا إنـما الإنسـانُ ضَيْفٌ لأهلِهِ ... يُقِيمُ قليلاً عِنْدَهُمْ ثم يَرْحَــلُ
وأوصي نفسي وإياكم بما كان صلى الله عليه وسلم يوصي به ابن عمرَ:"كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ."وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ " إذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ،وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ،وَخُذْ مِنْ صِحَّتِك لِمَرَضِكَ،وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ."(صحيح البخاري)
واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله
والحمد لله رب العالمين