شرشبيل
05-06-2008, 11:37 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سيـارة بالكهــرباء... أحدث اختراع بغـزة المُحاصرة
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/8Vp91532.jpg (http://www.arb-up.com/)
عُلا عطا الله - محمد الصواف
غزة - شـوارع خاليـة من السيارات والمركبات.. وجـوه تلفحها الشمس الحارقة في انتظار فـرجٍ قـادم.. شلل يهطل على قطاعات الحيـاة بأكملها فترتدي الصمت الطويل.. حالات إغماء ودوار وغثيـان خلّفته عـوادم "زيت الطهي" المُستخدم كوقود بديل عن السـولار.. كمامات لا تُغادر الـوجوه هربا من هواءٍ ملوث.
هذه المشـاهد لغـزة المجـروحة تراءت أمام ناظري "فايـز أمان" الذي قرر أن يمـد يد العون لمدينته المُحاصرة، وأن يُحوّل شعار "الحاجة أم الاختراع" إلى واقعٍ مـرئي، من خلال تصنيع أول سيارة تعمل بالكهرباء في قطاع غزة.
فبعد عدة تجارب تمكن فايز وصديقه المهندس الكهربائي "وسيم الخازندار" من توصيل محرك سيارة بـ32 بطارية، ونجحا في السير بها لمسافة 250 كم وسط صيحات الإعجاب والانبهار، ونظرات الأمل في قهر الحصار والنجاة من كارثة صحية بسبب استخدام زيت الطعام كوقود للسيارات.
طالع:
* غزة.. سيارات بطعم البطاطا، وأخرى بالهمبورجر!
فايز الذي يصف اختراعه بـ"صديق البيئة" أكد في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الثلاثاء أن "نقص الوقود والرائحة السيئة لزيت الطعام والأضرار الصحية دفعته إلى مواصلة العمل بجـد إلى أن نجح وجعل السيارة تعمل".
وتحت وطأة الحصار الذي شددته إسرائيل بخفض كميات الوقود التي تضخها إلى غزة، اضطر أصحاب السيارات إلى استخدام زيت الطعام كوقود بديل.
وهو ما حدا بمنظمات حقوقية وصحية إلى إطلاق صيحات التحذير من كارثة صحية وبيئية إذا ما استمر الأمر لفترة طويلة، فضلا عن رائحته الكريهة.
2500 دولار فقط
بصوت ملأه الفرح أكد وسيم ريادة تجربته وصديقه فايز قائلا: "إنها الخطوة الأولى من نوعها في فلسطين، بل في المنطقة العربية كلها".
وتابع شارحا فكرة المشروع: "تقوم الفكرة على استخدام البطاريات وبعض الأجهزة المساعدة التي تقوم بتحويل الكهرباء إلى حركة لتحويل السيارة التي تعمل بالبنزين إلى العمل بالكهرباء، مع الاستغناء الكامل عن استخدام الوقود أو أي زيوت خاصة بالسيارات".
وأردف مشيرا إلى حجم الإنجاز الذي حققه المشروع: "يعطي المحرك الذي يعمل بالكهرباء قدرة تشغيلية للسيارة لمسافة 250 كم بسرعة 100 كم/ساعة، وتطلب تحويل السيارة العادية للعمل بالكهرباء 2500 دولار تتغير بحسب حجم السيارة ومحركها".
وبهذا تعتبر تكاليف المشروع منخفضة مقارنة مع أي أجهزة أخرى يمكن أن تستورد من الخارج؛ فالبطاريات المستخدمة في المشروع يتم تصنيعها في غزة، وهناك بعض الأجهزة الصغيرة المتوفرة وبتكلفة غير مرتفعة، بحسب القائمين على المشروع.
ونوه وسيم إلى أن المعضلة الوحيدة في المشروع هي حاجة السيارة للشحن كل 6 ساعات من العمل؛ ولذا فإن "التفكير يجري حاليا لتركيب مولد يعمل على شحن البطاريات بشكل تلقائي دون الحاجة لتوقف السيارة للشحن من مصدر كهربي".
وقود حيوي مجاناً !
ما أقـدم عليـه فايـز وصديقه لم يكن التجربة الأولى في غـزة؛ إذ تسابق سُكانها لالتقاط الأفكـار وتحويلها إلى بلسمٍ يشفي ما خلّفه الحصار من جـراحٍ وأزمات.
فبعد أن أوشك زيت الطعام على الانقراض من غزة بسبب الحصار ابتكر السائق محمود أحمد أسلوبا خاصا لاستخراج غاز الميثان القابل للاشتعال من آبار الصرف الصحي؛ ليكون بديلا جديدا عن الوقود التقليدي للسيارات.
فقد نجح السائق الحاصل على ماجستير في المحاسبة في استخراج الغاز عبر ماكينة لشفط الهواء وتعبئته في أسطوانة فارغة للغاز، لكن الكمية كانت قليلة؛ لاختلاط الغاز بالهواء الجوي.
وأكد محمود الذي له اهتمامات علمية متنوعة أنه لن ييأس من المحاولة، وسيبحث عن طرق أخرى لاستخراج غاز الميثان بكميات أكبر دون اختلاطه بالهواء، لافتا إلى أن الميثان غاز مثالي كوقود حيوي.
السمك لأكل البعوض
قبل أزمة الوقود، كان أبناء القطاع يستخدمون المبيدات الحشرية وسيارات الرش والسولار للقضاء على الحشرات الضارة، أما الآن، وبسبب نفاد الوقود ومنع الحكومة الإسرائيلية إدخال المبيدات إلى القطاع، أصبحت بلدية غزة تستعين بالأسماك لمكافحة الحشرات.
فايز أبو شمالة رئيس بلدية خان يونس جنوب غزة قال: "إن البلدية تستخدم الأسماك التي تستطيع العيش في برك المياه الراكدة والملوثة لتأكل يرقات البعوض المنتشرة بكثافة في هذه البرك المتواجدة في بعض المناطق الريفية بالقطاع".
وتابع: "هذه اليرقات التي تنتشر بقوة في فصل الصيف إن وجدت طريقها الطبيعي للنمو ستغزو الشوارع والمنازل مسببة أوبئة وأمراضا فتاكة في وقت تفتقر فيه غزة للإمكانيات الطبية اللازمة لمواجهة أية طوارئ صحية بسبب الحصار".
وتسبب الحصار في تعطل ما يزيد عن 80% من السيارات، بما في ذلك سيارات الإسعاف، وشلل العديد من القطاعات الخدمية والمؤسسات التعليمية والمهنية في غزة.
منقُول من إسلام أون لاين
http://www.islamonline.net/servlet/Satelli...-News/NWALayout (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1209357968522&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
سيـارة بالكهــرباء... أحدث اختراع بغـزة المُحاصرة
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-1/8Vp91532.jpg (http://www.arb-up.com/)
عُلا عطا الله - محمد الصواف
غزة - شـوارع خاليـة من السيارات والمركبات.. وجـوه تلفحها الشمس الحارقة في انتظار فـرجٍ قـادم.. شلل يهطل على قطاعات الحيـاة بأكملها فترتدي الصمت الطويل.. حالات إغماء ودوار وغثيـان خلّفته عـوادم "زيت الطهي" المُستخدم كوقود بديل عن السـولار.. كمامات لا تُغادر الـوجوه هربا من هواءٍ ملوث.
هذه المشـاهد لغـزة المجـروحة تراءت أمام ناظري "فايـز أمان" الذي قرر أن يمـد يد العون لمدينته المُحاصرة، وأن يُحوّل شعار "الحاجة أم الاختراع" إلى واقعٍ مـرئي، من خلال تصنيع أول سيارة تعمل بالكهرباء في قطاع غزة.
فبعد عدة تجارب تمكن فايز وصديقه المهندس الكهربائي "وسيم الخازندار" من توصيل محرك سيارة بـ32 بطارية، ونجحا في السير بها لمسافة 250 كم وسط صيحات الإعجاب والانبهار، ونظرات الأمل في قهر الحصار والنجاة من كارثة صحية بسبب استخدام زيت الطعام كوقود للسيارات.
طالع:
* غزة.. سيارات بطعم البطاطا، وأخرى بالهمبورجر!
فايز الذي يصف اختراعه بـ"صديق البيئة" أكد في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الثلاثاء أن "نقص الوقود والرائحة السيئة لزيت الطعام والأضرار الصحية دفعته إلى مواصلة العمل بجـد إلى أن نجح وجعل السيارة تعمل".
وتحت وطأة الحصار الذي شددته إسرائيل بخفض كميات الوقود التي تضخها إلى غزة، اضطر أصحاب السيارات إلى استخدام زيت الطعام كوقود بديل.
وهو ما حدا بمنظمات حقوقية وصحية إلى إطلاق صيحات التحذير من كارثة صحية وبيئية إذا ما استمر الأمر لفترة طويلة، فضلا عن رائحته الكريهة.
2500 دولار فقط
بصوت ملأه الفرح أكد وسيم ريادة تجربته وصديقه فايز قائلا: "إنها الخطوة الأولى من نوعها في فلسطين، بل في المنطقة العربية كلها".
وتابع شارحا فكرة المشروع: "تقوم الفكرة على استخدام البطاريات وبعض الأجهزة المساعدة التي تقوم بتحويل الكهرباء إلى حركة لتحويل السيارة التي تعمل بالبنزين إلى العمل بالكهرباء، مع الاستغناء الكامل عن استخدام الوقود أو أي زيوت خاصة بالسيارات".
وأردف مشيرا إلى حجم الإنجاز الذي حققه المشروع: "يعطي المحرك الذي يعمل بالكهرباء قدرة تشغيلية للسيارة لمسافة 250 كم بسرعة 100 كم/ساعة، وتطلب تحويل السيارة العادية للعمل بالكهرباء 2500 دولار تتغير بحسب حجم السيارة ومحركها".
وبهذا تعتبر تكاليف المشروع منخفضة مقارنة مع أي أجهزة أخرى يمكن أن تستورد من الخارج؛ فالبطاريات المستخدمة في المشروع يتم تصنيعها في غزة، وهناك بعض الأجهزة الصغيرة المتوفرة وبتكلفة غير مرتفعة، بحسب القائمين على المشروع.
ونوه وسيم إلى أن المعضلة الوحيدة في المشروع هي حاجة السيارة للشحن كل 6 ساعات من العمل؛ ولذا فإن "التفكير يجري حاليا لتركيب مولد يعمل على شحن البطاريات بشكل تلقائي دون الحاجة لتوقف السيارة للشحن من مصدر كهربي".
وقود حيوي مجاناً !
ما أقـدم عليـه فايـز وصديقه لم يكن التجربة الأولى في غـزة؛ إذ تسابق سُكانها لالتقاط الأفكـار وتحويلها إلى بلسمٍ يشفي ما خلّفه الحصار من جـراحٍ وأزمات.
فبعد أن أوشك زيت الطعام على الانقراض من غزة بسبب الحصار ابتكر السائق محمود أحمد أسلوبا خاصا لاستخراج غاز الميثان القابل للاشتعال من آبار الصرف الصحي؛ ليكون بديلا جديدا عن الوقود التقليدي للسيارات.
فقد نجح السائق الحاصل على ماجستير في المحاسبة في استخراج الغاز عبر ماكينة لشفط الهواء وتعبئته في أسطوانة فارغة للغاز، لكن الكمية كانت قليلة؛ لاختلاط الغاز بالهواء الجوي.
وأكد محمود الذي له اهتمامات علمية متنوعة أنه لن ييأس من المحاولة، وسيبحث عن طرق أخرى لاستخراج غاز الميثان بكميات أكبر دون اختلاطه بالهواء، لافتا إلى أن الميثان غاز مثالي كوقود حيوي.
السمك لأكل البعوض
قبل أزمة الوقود، كان أبناء القطاع يستخدمون المبيدات الحشرية وسيارات الرش والسولار للقضاء على الحشرات الضارة، أما الآن، وبسبب نفاد الوقود ومنع الحكومة الإسرائيلية إدخال المبيدات إلى القطاع، أصبحت بلدية غزة تستعين بالأسماك لمكافحة الحشرات.
فايز أبو شمالة رئيس بلدية خان يونس جنوب غزة قال: "إن البلدية تستخدم الأسماك التي تستطيع العيش في برك المياه الراكدة والملوثة لتأكل يرقات البعوض المنتشرة بكثافة في هذه البرك المتواجدة في بعض المناطق الريفية بالقطاع".
وتابع: "هذه اليرقات التي تنتشر بقوة في فصل الصيف إن وجدت طريقها الطبيعي للنمو ستغزو الشوارع والمنازل مسببة أوبئة وأمراضا فتاكة في وقت تفتقر فيه غزة للإمكانيات الطبية اللازمة لمواجهة أية طوارئ صحية بسبب الحصار".
وتسبب الحصار في تعطل ما يزيد عن 80% من السيارات، بما في ذلك سيارات الإسعاف، وشلل العديد من القطاعات الخدمية والمؤسسات التعليمية والمهنية في غزة.
منقُول من إسلام أون لاين
http://www.islamonline.net/servlet/Satelli...-News/NWALayout (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1209357968522&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)