تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يافارس الكرسي / إلى روح شيخ الانتفاضة أحمد ياسين/ د.عبد الرحمن العشماوي



نور
19-06-2008, 01:31 PM
هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا
فربحتَ أنتَ و أدركوا الخسرانا



هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم
فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا



إني لأرجو أن تكون بنارهم
لما رموك بها ، بلغتَ جِنانا



غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً
أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا



أهل الإساءة هم ، و لكنْ ما دروا
كم قدَّموا لشموخك الإحسانا



لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر
وُسْعَاً لتحمله فكنتَ و كانا



يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً
بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا



ما كنتَ إلا همّة ًو عزيمة ً
و شموخَ صبرٍ أعجز العدوانا



فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي
ببشارتي و يُخفِّف الأحزانا



وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما
صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا



و تَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً
متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا



و وضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً
إنَّ السجود ليرفع الإنسانا



و خرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا
أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا



كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى
و طوى بك الآفاقَ و الأزمانا



علَّمتَه معنى الإباءِ ، فلم يكن
مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا



معك استلذ َّ الموتَ ، صار وفاؤه
مَثَلاً ، و صار إِباؤه عنوانا



أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ
عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا



لكأنني أبصرت في عجلاته
أَلَماً لفقدكَ ، لوعةً و حنانا



حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ
تمشي به ، كالطود لا تتوانى



إني لَتَسألُني العدالة ُبعد ما
لقيتْ جحود القوم ، و النكرانا



هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى
أم أنَّها لا تملك الأَجفانا ؟



و عيون أوروبا تُراها لم تزلْ
في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا



هل أبصروا جسداً على كرسيِّه
لما تناثَر في الصَّباح عِيانا



أين الحضارة أيها الغربُ الذي
جعل الحضارةَ جمرةً ، و دخانا



عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ
قد ضلَّ من يستعطف البركانا



هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه
من يعبد الأَهواءَ و الشيطانا



يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا
فلقد تركتَ الصدق و الإيمانا



أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على
مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا



أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي
أبكي الخلافَ المُرَّ، و الأضغانا



أبكي و لي أملٌ كبيرٌ أن أرى
في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا



يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ
إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا



في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ
للفجر حين يبشِّر الأكوانا



فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني
بك عندهنَّ مغرِّداً جَذلانا



قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ و ربما
بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا



هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي
شيَّدتُ في قلبي له بنيانا



دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي
تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا



روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ
ما أجمل الأنهارَ و البستانا



ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا
يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا