المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوجه الخفي لمحمود درويش !!!



شرشبيل
18-08-2008, 09:19 PM
محمود درويش غرمٌ وليس غُنمًا
د / محمد بن خالد الفاضل
اختيار الشيخ سليمان بن صالح الخراشي


عجبت من الكاتب حسن المصطفى حديثه باسم الشعراء ومحبي الشعر في السعودية، ونيابته عنهم في الترحيب بمحمود درويش والتلهف على تشريفه لنا، ومبالغته عندما قال: "قد يكون أحد أحلام الشعراء وجمهور الشعر في السعودية أن يحل الشاعر العربي محمود درويش ضيفاً عليهم ولو لمرة واحدة في العمر، قارئاً ما تيسر من شعره وسط أناس طالما ظلوا يحسدون من حولهم على نعمة وجود هذا الشاعر بينهم، خصوصاً أن يوم الشعر العالمي مر عليهم وكأنهم أيتام ثكلوا أمهم وأباهم" !! (صحيفة "الاقتصادية" الثلاثاء 2/2/1425)،

إلى آخر ما دبجه الكاتب في مقاله من عبارات الوجد والشوق والهيام، التي يخيل إليك عند قراءتها أنها قيلت في رجل سيكون خلاص الأمة من ضعفها وهوانها وتأخرها على يديه، مع أن الحقيقة أن هذا الشاعر وأمثاله سبب رئيس من أسباب تأخر الأمة وهزائمها في كل الميادين.

وما دام الكاتب الكريم قد سمح لنفسه أن يتكلم باسم شعراء المملكة ومثقفيها ومحبي الشعر فيها، فليسمح لي أن أتكلم أيضاً باسمهم جميعاً، وعندي مستند قوي للحديث باسمهم، وليس عنده ذلك المستند،

فأقول: أجزم أن الكاتب الكريم يتفق معي في أن شعب المملكة شعب مسلم بكل فئاته من مثقفين وعامة، وأن المسلم مهما كانت درجة التزامه وتدينه لا يرضى أن يسب أحد دينه أمامه أو خلفه، ولا يسمح بأن يتطاول أحد على ربه أو نبيه أو قرآنه حتى ولو كان بعيدا عنه، فكيف سيحلم بأن يحتفي به أو يستضيفه ؟!

كما أن المسلم كيفما كان وحيثما كان لن يفتح صدره وقلبه وبيته لشخص قد وضع يده في يد عدوه، وكيف يجرؤ على ذلك والله سبحانه يقول في آية صريحة واضحة محكمة: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه...) فانظر أخي حسن في هذه الآية الواضحة واعرض نفسك عليها وكل من يحلم معك بالتشرف بالجلوس تحت منصة يسخر فيها من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأذكرك ونفسي والقراء بأن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ؛كما قال الحسن، وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإسلام –وفي رواية الإيمان- الحب في الله والبغض في الله" رواه أحمد والطبراني وغيرهما وصححه الألباني.

فهل بعد هذه النصوص وغيرها كثير يهون علينا ديننا وربنا ونبينا وقرآننا، فنجلب بأموالنا من يسب ذلك كله في ديارنا ؟! ووالله إننا لا نحسد من حولنا على استضافة هذا الرجل وأمثاله كأدونيس وغيره، وإنما نشفق عليهم ونرثي لحال شبابهم الذين سيتربون على شعر الإلحاد والزندقة الذي خدر الأمة وضيعها، واحتفى به أعداؤها الصهاينة، ولعلك قد قرأت كما قرأ غيرك أن وزير التربية الإسرائيلي قد كافأ محمود درويش على نضاله وكفاحه بتضمين المناهج الإسرائيلية نصوصاً من شعره في المقاومة! ولا أدري أي مقاومة كافأه عليها اليهود؟! هل هي مقاومة الاحتلال، أو مقاومة الانتفاضة؟!

ولعلك قد قرأت أيضاً أن السفير الإسرائيلي في باريس قد سلم قبل عامين تقريباً محمود درويش وأدونيس وبعض زملائهما خطاب شكر على البيان الذي وقعوه ونشرته صحيفة اللوموند الفرنسية يستنكرون فيه المؤتمر الذي كان سيعقد في بيروت لفضح الصهيونية (الهولوكست)، وأحيلك على تفصيل القضية في المقال الذي كتبه الأستاذ محمد رضا نصر الله في جريدة "الرياض" 14/1/1422هـ وعلى مقال قبله للأستاذ نصر الله في الصحيفة نفسها 30/12/1421هـ، كشف فيه حقيقة الشاعر سميح القاسم –زميل درويش في النضال- ورد عليه سخريته بالمملكة ودول الخليج في ندوة عقدها نادي الصحافة العربية في باريس.

وإن العجب لا ينقضي منا نحن أهل الخليج، فما رأيت شعباً يحتفي بمن يحتقره ويزدريه ويسبه في أقدس ما لديه ويراه ما زال بدوياً متخلفاً لا يحسن التصرف في هذه الثروة التي هبطت عليه فجأة : مثلنا؟

متى سنصحو ونعرف الصديق من العدو؟

متى سنميز الشريف من الخائن؟

متى سنفرق بين المناضل والعميل؟

لا أدري : هل أخي حسن قد قرأ ما كتبه الأديب رجاء النقاش في كتابه (محمود درويش شاعر الأرض المحتلة) -وهو غير متهم بالتجني عليه لأنه من المعجبين به- فقد ذكر في صفحة 133: أن محمود درويش قد عمل في جريدة الاتحاد، ومجلة الجديد، وهما من صحف الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وعلاقة درويش بهذا الحزب وعضويته فيه ثابتة لا شك فيها، وقد أفاض فيها النقاش في كتابه المذكور، وأكدها حسين مروة في كتابه: "دراسات نقدية" حينما قال على لسان درويش: "وصرنا نقرأ مبادئ الماركسية التي أشعلتنا حماساً وأملاً، وتعمق شعورنا بضرورة الانتماء إلى الحزب الشيوعي الذي كان يخوض المعارك دفاعاً عن الحقوق القومية"؟ ثم أسأله أين الحقوق القومية عند شاعر يحتفي اليهود بشعره في مناهجهم وتأتيه رسائل الشكر من سفرائهم على مواقفه القومية؟!

وإن أردت شواهد على سخرية الرجل بديننا ومقدساتنا، فاقرأ قوله: "رأيت الأنبياء يؤجرون صليبهم واستأجرتني آية الكرسي دهراً ثم صرت بطاقة للتهنئات" !!

وقوله: "وتناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة، دم كالمياه وليس تجففه غير سورة عم وقبعة الشرطي وخادمه الآسيوي" !!

وقوله: "ونمت على وتر المعجزات ارتدتني يداك نشيداً إذا أنزلوه على جبل كان سورة ينتصرون" !! وهي مقاطع من ديوانه.

ثم اقرأ قوله عن أخته: "أبي من أجلها صلى وصام وجاب أرض الهند والإغريق إلهاً راكعاً لغبار رجليها، وجاع لأجلها في البيد أجيالاً يشد النوق، أقسم تحت عينيها قناعة الخالق بالمخلوق، تنام فتحلم اليقظة في عيني مع السهر فدائي الربيع أنا وعبد نعاس عينيها وصوفي الحصى والرمل والحجر فاعبدهم لتلعب كالملاك وظل رجليها على الدنيا صلاة الأرض للمطر"!!

وإني بعد هذه النصوص القليلة جداً من شعر هذا الرجل لأسأل أخي حسن: هل يعجبك هذا الاستهزاء بآية الكرسي وسورة عمَّ وسورة ينصرون؟ وابتذال ألفاظ الصلاة والصيام والعبادة والإله بهذه الصورة الساقطة المهينة، وتحويل الإله من معبود يسجد له الناس ويركعون إلى عبد حقير يركع لغبار رجليها؟

تعالى الله علواً كبيراً عما يقول الظالمون الجاحدون.

ثم لو حاولنا أن نصرف النظر جانباً عن المضامين الإلحادية التي في شعر هذا الرجل، وحاولنا أن نمعن النظر فيه من الناحية الفنية والبيانية والصور الشعرية الجميلة، لما وجدنا فيه شيئاً يفهم، ولرأيناه أقرب إلى سجع الكهان وهلوسة المجانين منه إلى أخيلة الشعر وصوره الجميلة، إلا إن كان يقرأ أو يُفهم بلغة غير اللغة العربية التي درسناها وعشنا معها العمر كله وحصلنا فيها على أعلى الدرجات العلمية، وهذا ليس شعوري وحدي بل شعور كل زملاء التخصص في جامعات المملكة، الذين لم تسحرهم الآلة الإعلامية الضخمة المشبوهة التي تروج لهذا الأدب المشبوه، وليس أهل الحداثة وجمهورها بأكثر علماً وفهماً من فحول أساتذة اللغة العربية، وإنما هم تحت تأثير مخدر لعبت فيه الحزبية والشللية دورها، وقد بدأ الأمر ينكشف عندما انفض سامرها وبطل سحرها، وصرنا نقرأ هذه الأيام في الصحف تراشقاً بين أبطالها واتهامات وهجوماً عليها وعلى قصيدة النثر ورموزها، وكل هذا من بركات كتاب "حكاية الحداثة" وصاحبه، وليست هذه أولى بركاته، فمن بركاته التي كشفت الموضوع للمبصرين في وقت مبكر إشادته البالغة بكلمة (تَمّتْ) التي خُتمت بها إحدى القصائد، وجعلها بيت القصيد في هذه القصيدة العظيمة، ثم يتبين أنها ليست من القصيدة وإنما زيادة من الناسخ الباكستاني الذي طبع القصيدة !! فأي فهم هذا، وأي عبقرية هذه؟ .

منقول بتصرفٍ للإفادة.



<!-- / message --> <!-- sig -->
<hr style="text-align: center; height: 1px; width: 50%; color: rgb(180, 180, 180);" align="right">

أبو عبد الملك
18-08-2008, 11:06 PM
<TABLE id=HB_Mail_Container height="100%" cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0 UNSELECTABLE="on"><TBODY><TR height="100%" UNSELECTABLE="on" width="100%"><TD id=HB_Focus_Element vAlign=top width="100%" background="" height=250 UNSELECTABLE="off">جزاك الله خيرا اخي على توضيح حقيقة هذا الملحد


الله يرحم المسلمين
</TD></TR><TR UNSELECTABLE="on" hb_tag="1"><TD style="FONT-SIZE: 1pt" height=1 UNSELECTABLE="on">
</TD></TR></TBODY></TABLE>

وسيم أحمد الفلو
24-08-2008, 01:39 PM
الامان الثقافي

بقلم: د. علي عقلة عرسان
الشاعر محمود درويش حضور لا يعرف الغياب، صدى صوته يتردد في النفوس ويحمله الريح ليجوب شعاب الوطن، يقرع أبواباً ويصافح مسامع ويندب الناس للمهمات الصعبة، في شعره يتعانق حب الحياة والناس والوطن مع الجمال والحرف المضيء والحرية، وفي حياته تماهى الحب مع القضية، وكل منهما راسخ رسوخ الزمن، فلا الحب يشحُب أو يزول ولا قضية فلسطين تُنسى أو تضمحل أو تضيع ما دام يرويها الدم والإبداع صباح مساء، وتسيّجها قلوب المنتمين لها المستعدة للشهادة في كل حين.

محمود هو أحد أهم مكونات ذاكرتنا الوطنية، وجمرة توهّج وجداننا في كل وقت ينداح فيه نجيع شهيد ليحنّي الأرض ويجدد العهد ويطالب بمتابعة النضال حتى يتحقق هدف التحرير، تحرير فلسطين من المحتل. محمود أينما كان، نحن حيثما كنا، ولا سيما في ذاكرة الزمن ومذكّرات الأيام من «سجّل أنا عربي»، وخبز أمي، إلى أحمد الزعتر وآفاق الحزن المحنَّاة بالجراح، والحب الذي لا يعرف الانطفاء والهمة التي لا تعرف الانكفاء.. إن غاب عنّا اليوم فسفر جسد، وإن طالت غيبته علينا هذه المرة فهو على مشارف الرؤية دوماً، يرتاد ويوغل في ارتياد ثم يلوّح لنا بمنديل من زهر ليمون البيّارات في مفصل من مفاصل المدى، ويقول موعدنا في رحاب ذاكرة الشعب وقلب الحب وعيون الوطن ومدى الحرية.. سيروا وأنا شعلة المدلجين، والصبح والنصر قريبان.

عرفته في السبعينات من القرن العشرين، ورافقته في الثمانينات والتسعينات منه في العمل والسفر، رئيساً لاتحاد كتاب فلسطين، ونجماً من نجوم الشعر في الوطن العربي، وزميلاً في اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، ومدافعاً عن قضية شعبه في كل موقع يصل إليه شعره وجسده، ومصوراً للحظة الإنسانية والهم الوطني والبعد القومي، ينقش خطوطه على العصب والوريد، يلوّن النفوس بلون رؤاه.. حمل قضيته وحملته فأصبحا يسكنان وجدان البشرية كلها.

في رفقتي له وقفت على جوهره الطيب وقيمه الرفيعة وصلابته النضالية وعمق انتمائه لأمته، وإضافاته الإبداعية والإنسانية، وإنصافه للمبدعين ودفاعه عنهم، ومحبته للآخرين، كما لمست توقه العظيم ليكون جناح طائر الحرية يخفق في بقاع الأرض ويقول للناس كافة : « أنا صوتكم والصدى».. وكل ذلك جعله موضع تقديري واحترامي كما هي حال كل من عرفه معرفة عميقة.

محمود درويش رمز أمة ومنارة إبداع، شاعر تجاوز مداه أفق أمته وزمنه، وصار نزوعه التحرري والإنساني رايةً من رايات طلاب الحرية والإبداع وفرسان الكلام.. سكن القارات الخمس، وتغرب واغترب ولم تغب عنه قريته « البرْوَة» التي تدافع اليوم عن قبور موتاها بوجه الهمجية الصهيونية التي تريد أن تحوّل المقابر إلى حظائر للأبقار، لم تغب عنه حيفا التي أحبها وأحب بحرها حب الصبي لضرع أمه، ولا القدس، ولا فلسطين التي لن يغيب هو عن أهازيج فتيانها وفتياتها وحداة نضالها من أجل دحر الاحتلال والاستقلال..

مات محمود .. عاش محمود، كل إلى منتهى، وأنا حزين يتدفق على لساني دم الفجيعة كلمات، وهو الغائب حضور الغياب..

قادني محمود إلى مفصل الشعر، أوقفني على حافة بحيرة رائقة رائعة ومضى، تشتت منى الفكر والنظر.. قادتني اللحظة إلى الشعر.. قال المتنبي «أنام ملء عيوني عن شواردها»، وقال غيره وقيل.. وبقي شعر وبقي شعراء وغاب شعر وغاب شعراء.. فما الشعر في هذا الزمن.. زمن المعلوماتية والشبكة العنكبوتية والفضائيات والصواريخ العابرة للقارات.. هل يغير ذلك فيه وفي جدواه ولغته وتواصله وتأثيره ومفاصله، أم تراه يبقى ما بقي نبض في القلب وتوق في الروح وحياة في الشعب؟ وقفت لا أدري لماذا وكيف، ألقي على نفسي أسئلة في الشعر ومستقبله، أدحض فكرة لتتلبّسني أخرى، وأجد أن البحيرة التي ألقاني محمود عند شاطئها قد تحولت إلى البحر الميّت، شديد الملوحة عديم الحياة.. أبحث في الكلمات عن معان للكلمات.

الشعر لغة وفن من فنون التعامل مع اللغة وتوظيفها في مجال إبداع أدبي ذي خصوصية أداء، ومقومات فنية، وقيم وطنية وإنسانية وجمالية، تجعله متمايزاً عن سواه من أجناس الأدب والفن، إنه كنز المحسِّنات البيانية والبديعية والصور وما يجتَرِحه الخيال ويقدمه التخييل، وهو الكثافة النوعية للكلمة حيث تكتسب وزناً وقيمة وتزداد توهجاً في الصّوغ والتداول البشريين، مما قد لا يوجد على المستوى نفسه في فنون أخرى.. إنه يترنح على الإيقاع والموسيقى، ويحلق بأجنحة من نور ونار، سيوفه المعاني، ومغانيه الجمال، وميدانه الحياة ورحمه الذي يتخلّق فيه النفس البشرية المشبعة بالحب والشوق والتوق والتمرد. هو ربيع الروح، ولسان الحب، وتوأم الحرية، وبمعنى ما هو الكلمات مغموسة بالمشاعر وماء الحياة وطين الواقع..

من هنا نعتقد أن الشعر من حيث هو لغة فياضة بالمعني والدلالات، ومناخ روحي ثري، وتعبير إنساني شفيف أو ثوري عميق. لا بدّ من أن يتأثر بالتقدم التقني الذي يظهر في مصطلحات وصور ولمحات ودلالات وتطور معانٍ، ولكنه لا يمكن أن يفقد هويته وصلته بالمعنوي والروحي والدلالي والنضالي ليتحول إلى معلومة أو حركة في ركاب المادة، لأنه يتماهى عضوياً مع جوهر الإنسان وتكوينه العاطفي والثقافي والاجتماعي والروحي والنفسي. وقد نلمس تأثير التقدم التقني والمعلوماتي والعلمي في ألفاظ وصور وتشبيهات وشطحات خيال، وفي مقاربة الشعراء لأحداث ومواضيع ومعطيات ومتغيرات تمتّ إلى تلك البيئة المعلوماتية والتقنية بصلة، ولن نظن أن يبلغ التأثر حداً يجعل الشعر تعبيراً آلياً أو إخبارياً أو تدفق معلومات بهذا الاتجاه أو ذاك.. لأن الشعر في الأساس تعبير الشاعر الإنسان عن إنسانية الإنسان في أثناء العيش بعمق، والتواصل والتعامل مع الناس والمعطيات والدلالات والتطلعات، وهو توق متجدد لتقديم رؤية إنسانية أغنى وأعلى وأسمى، قد تكون حبلى بالأمل والحلم ولكنها تجعل الحياة محسوسة بأكثر تفاصيلها في بؤرة الرؤية ومشهد التخييل، وأكثر جمالاً وجذباً للجمال والسعادة، تليق بالإنسان ويُقبل عليها بشغف، ويتذوق متعة العيش مع الآخر أو مرارة ذلك العيش معه عندما يصبح الآخر هو الجحيم.

http://www.al-aman.com/photos/issue_821/Mahmud_darweesh2.jpg

صلاح الفلو
26-08-2008, 03:18 PM
<table width="100%" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tbody><tr><td dir="rtl" style="padding-bottom: 6pt;" valign="top">هواياتنا المؤسفة..وهزائمنا المجيدة :
كفوا ألسنتكم عن محمود درويش!
</td> </tr> <tr> <td valign="top" align="right"> <table class="authorBox" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tbody><tr> <td style="padding-bottom: 7px; padding-top: 7px;" align="right"> د.هبة رؤوف عزت (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1219339719873&pagename=Zone-Arabic-AdamEve%2FAEALayout#***1)
</td> </tr> </tbody></table></td> </tr> <tr> <td height="6">
</td> </tr> <tr> <td dir="rtl" valign="top"><table align="left" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"> <tbody><tr> <td> http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1184236741549&ssbinary=true </td> </tr> </tbody></table> مؤلم لي أن أجلس لأكتب في معنى الإنصاف والقسط وأدب التعامل مع الاختلاف، والتمييز بين الخطابات والنصوص.
مؤلم ألا نملك سوى الدفاع عن الحرية بدلا من ممارستها بعنفوان باتجاه النهضة، والتحرر الفعلي، وهل صار لزاما أن نأمر إخواننا في كل يوم بالرحمة وننهي عن قسوة القلوب، أبسط معاني الإسلام؟ ونطلب منهم عدم الاجتراء على الله بالتفتيش في الأفئدة بدلا من الرهان على الفطرة، والتسليم بأن الله وحده هو الذي يعلم ما تخفي الصدور، وهو وحده الذي يحكم بين عباده يوم القيامة.

للإنصاف فقط
<table class="RelatedLinksInside" width="230" align="left"> <tbody> <tr> <td> طالع أيضا للكاتبة:
في رثاء محمود درويش (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1219185311708&pagename=Zone-Arabic-AdamEve%2FAEALayout) </td> </tr> </tbody> </table> عاتبني إخوة كرام على ما كتبت في رثاء محمود درويش، وأحالني بعضهم لصفحات "... تفضح كفره وإلحاده"، ولست في مقام المدافع عن عقيدة محمود درويش، ولا عن عقيدة غيره، ولا الحكم على مقره الأخير في الآخرة، فهذا ليس من شأني، ولا من سلطاتي. لكن كان لزاما علي التذكير بمعنى الإنصاف، وعدم التطفيف كما أمرني الله، فلا بأس من وقفة سريعة وإطلالة، وتنبيه لما غاب عمن اقتبسوا مقاطع، وأهملوا أخرى عمدا، وتجاهلوا مبدئيا أن الشعر خيال، ومجاز، وصور، فانتقوا وتداولوا أبياتا رأوا فيها الكفر البواح، ولم أر أحدا ساق ما كتبه نفس الشاعر، ونفس القلم من آيات تفيض بالإيمان، ولو وضعوا الاثنين في كفتي الميزان لاحتاروا، وتلك الحيرة سبب كاف للقول بـ"الله أعلم"، وهو خيار أكرم لهم وله من القطع بالكفر على رجل أفضى إلى ما قدم، وصار بين يدي رب رحيم.
سآخذ على سبيل المثال مقاطع من قصيدته: "جدارية"، ففيها جمل عديدة تستحق التأمل، فلنقرأ محمود درويش حين غرد:
((..... أرض قصيدتي خضراء عالية
كلام الله عند الفجر أرض قصيدتي
وأنا البعيد
أنا البعيد))
......
ومحمود درويش كان يعلم أنه شاعر.. فحسب، لم يزعم قداسة ولا ادعى اجتهادا، ولا سلطة دينية.. وليس مطلوبا من الشاعر أن يكون فقيها ولا واعظا، أو أن يهجر شعره ليدافع عن إيمانه، أمام قرائه المتشككين.. فيقول محمود درويش ببساطة وتواضع:
((.. غنيت كي أزن المدى المهدور
في وجع الحمامة
لا لأشرح ما يقول الله للإنسان
لست أنا النبي لأدعي وحيا
وأعلن أن هاويتي صعود
... وأنا الغريب
تعبت من درب الحليب
إلى الحبيب..
تعبت من صفتي
يضيق الشكل
يتسع الكلام
........
حقا.. يضيق الشكل يتسع الكلام.. ويعلو المقام على جناح الحمام.
والشاعر يدرك أن الكلمة ترسانة عزم وأن الحرف مسئولية المناضل.. بالأبجدية، وما أصعبها من مهمة، ولو كان الشعر بلا قيمة مجتمعية ولا مهمة سياسية لما خلع رسول الله بردته وأهداها لـ "شاعر"، فليس مطلوبا من الكل أن يحمل السلاح.. بل رسالة البعض امتشاق الكلام.. ونصرة القضايا بالفكر والقلم والإبداع.
يقول محمود درويش ببلاغة مدهشة، أثر "اقرأ" فيها جلي واضح:
((..أنا لست مني إن أتيت ولم أصِل
أنا لست مني إن نطقت ولم أقل
أنا من تقول له الحروف الغامضات
اكتب تكن!
واقرأ تجد!
وإذا أردت القول فافعل، يتحد
ضداك في المعنى...
وباطنك الشفيف هو القصيد))
......
ولا يخوض درويش في ترهات خاض فيها غيره، ولا هاجم العقيدة بحثا عن شهرة لم تكن تنقصه، وما اقتبسه من كفروه من أبياته فله تأويل؛ لأنه رمزي.. فلماذا لم يقرءوا ما يقول بلسان المؤمن العاشق:
((..لم أولد لأعرف أني سأموت
بل لأحب محتويات ظل الله
يأخذني الجمال إلى الجميل
وأحب حبكَ هكذا..
متحررا من ذاته وصفاته))
......
ويستخدم لفظ "الإشراق" بما له من مركزية في الشعر الصوفي:
((يا موتنا
خذنا إليك على طريقتنا
فقد نتعلم الإشراق))
........
ومن أجمل ما كتب وأرق ما قرأت:
((...سأقول صبوني بحرف النون
حيث تَعُبُّ روحي.. سورة الرحمن في القرآن
وامشوا صامتين معي على خطوات أجدادي
ووقع الناي في أزلي
ولا تضعوا على قبري البنفسج
فهو زهر المحبطين
يذكر الموتى بموت الحب قبل أوانه
وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء
إن وجدت
وبعض شقائق النعمان
إن وجدت))
.......
ورغم كثرة ترديده لكلمة العدم خاصة في قصيدته الأخيرة (لاعب النرد)، لكنه كان قد قال بوضوح وعمق في الجدارية:
((... لم يمت أحد تماما
تلك أرواح تغير شكلها.. ومقامها))
.......
وكان يرى الموت محض انتقال للأبدية، فيقول مخاطبا الموت:
..((.. أنا وأنت على طريق الله
صوفيان محكومان بالرؤيا ولا يريان
عد يا موت وحدك سالما
فأنا طليق هاهنا في لا هنا
أو لا هناك
وعد إلى منفاك
وحدك))
......
وفي ديوان "كزهر اللوز أو أبعد" يخاطب ذاته التي طالما تحدث إليها حديث النفس في أشعاره قائلا:
(("فبأي آلاء ربكما تكذبان"
وغائبان أنا وأنت، وحاضران أنا وأنت
وغائبان
"فبأي آلاء ربكما تكذبان"))
..
ويتحدث في كتاباته الأخيرة عن: ((افتتان الشعر.. بنثر القرآن..))
...
وكان آخر ما كتبه نص "أنت منذ الآن غيرك" وهو ما أغاظ الكثيرين من نقاده حين تحدث بمرارة عن الدم الفلسطيني الذي سقط في قتال بين الإخوة:
((.. لولا أن محمدا هو خاتم الأنبياء لصار لكل عصابة نبي، ولكل صحابي ميليشيا!))
فقد كان ضد سفك الدم الفلسطيني على يد الأشقاء، لكن بدلا من الوعي بقيمة ما يقول، وبدلا من افتراض المقولة كإعلان للإيمان إذا بمن يقرأ يرى في خلافه السياسي مع حماس دليلا على الكفر.. ببساطة.

شعر.. وكفى
تلك مقتطفات، والقائمة طويلة لمن أراد أن يفتش في كلمات محمود درويش عن الإيمان، وهي أطول لمن أراد بالطبع أن يفتش عن الكفر في خيال شاعر له لغة تستعصي على الترويض.. حرة فياضة.. تتسم بالجموح والتجريب في التراكيب.. وكأنني ومن كفروه كمثل الملائكة حين تنازعوا على جثة التائب، فعد ملائكة النار المسافة بينه وبين أرض الذنوب، وعد ملائكة الجنة خطواته لأرض التوبة.. والله رحيم يرسل ريح الغفران لمن يشاء.. ليقترب.. وله الحكم، وإليه يرجع الأمر كله.
فلنتذكر أخيرا أن الشعر ليس نص عقيدة، ولا بيانا سياسيا مباشرا، الشعر شعر.. وكفى، أو شعر.. وزيادة في زمن النضالات التحررية.. ولنتذكر أن الشعراء يقولون ما لا يفعلون.. ولنتذكر: وإن.. وإن.. رغم أنف أبي ذر.
أما خلط المواقف السياسية بالمسائل العقيدية، والولع بتكفير الخصوم فمحزن، لكن تاريخنا عريق في هذا المضمار، وها نحن قد وصلنا لما وصلنا إليه.. بفضل تلك الهواية المؤسفة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.. العلي العظيم.
<hr style="margin-top: 7px;" size="1" width="200" align="right" color="#ff0000"> يمكنكم التواصل مع الكاتبة وارسال تعليقاتكم على البريد الالكتروني التالي:heba.raouf@gmail.com (heba.raouf@gmail.com)
</td></tr></tbody></table>

الفلسطينية
25-09-2008, 06:02 PM
معك حق وانا عمري ما قرأت شي الو لانو بكتاباتو مع كل احترامي لليحيو شروا اذى الاسلام اكثر من الدنمارك وما يسعني الا واقول حسبي الله ونعم الوكيل وعلى فكرة محمود درويش صاحب فكر شيوعي اشتراكي علماني لايؤن بالله
ولكن لا يجوز على الميت سوى الرحمة هدى الله شعرائنا وابعدهم عن قةل ما بيعدهم عن الاسلام

مصطفى معتوق
26-09-2008, 03:41 PM
من كان منكم بلا خطيئة فليرجمه بحجر .....


خذو منه الجانب الوطني .......
خذو عنه نضاله .....
احملو سيفه واضربو اعنق اليهود .....
احملو ترسه وذودو به عن الاقصى السليب بدل الاعتكاف في المساجد
واكل المناسف والسجود للقابع في البيت الابيض وزبانيته ..

وسيم أحمد الفلو
29-09-2008, 03:55 AM
واكل المناسف والسجود للقابع في البيت الابيض وزبانيته ..

قوية منك يا معتوق