تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تعرفي إلى العروس



نور
27-08-2008, 01:07 PM
سناء محيدلي..عروس الجنوب
كوثر الخولي
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1218880370237&ssbinary=true
سناء محيدلي
بعودة "سناء محيدلي" إلى لبنان تعود القدسية للجسد العربي الذي طالما انتهك عبر سنوات الاحتلال والاستسلام.. أعيدت عروس الجنوب الجمعة 25 يوليو 2008 إلى بلدتها عنقون بشرق صيدا (جنوب لبنان) بعد انتظار 23 عاما منذ أن نفذت في 9 أبريل 1985 العملية الاستشهادية الأولى لفتاة لبنانية عمرها 17 عاما ضد قوات الاحتلال "الإسرائيلي". قادت يومها سيارة مفخخة واقتحمت بشجاعة غير متوقعة تجمعا لآليات الاحتلال، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجنود الإسرائيليين قدرت بأكثر من 50 إصابة بين قتيل وجريح.



فتحت عودة رفات "محيدلي" ضمن عملية "الرضوان" التي تم فيها تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل لتؤكد القدسية الخاصة "لجسد المرأة" عند العرب، فلم ينس "رجال المقاومة" أن "سناء" يجب أن تعود وإن طال الزمن، وأنه آن لرفات المناضلة أن يلقى التكريم اللائق.
النشأة والمولد

ولدت سناء يوسف توفيق محيدلي في بلدة عنقون قضاء صيدا (جنوب لبنان) في 14 أغسطس 1968، توفيت والدتها فاطمة وهي في الثالثة من عمرها، وعاشت مع والدها الذي تزوج بعد ذلك لتكون لسناء أخت واحدة، هي عبير، وثلاثة إخوة، هم هيثم ومحمد ورامي. نمت "سناء" في بيت وطني، فوالدها ممن يرفضون الظلم والقهر والاحتلال، ورغم تواضع العيش والحياة خلال الحرب اللبنانية في الثمانينيات، بقيت عائلة سناء تسكن بيروت، ومرارة الاحتلال تعكر صفو العيش.
عملت سناء في أوقات فراغها وبعد الدراسة في محل معد لبيع أشرطة الفيديو في منطقة المصيطبة (غرب بيروت) وخلال عملها هناك قامت بتسجيل 36 شريط فيديو للشهيد "وجدي الصايغ" الذي نفذ عمليته ضد قوات العدو في منطقة قريبة من الموقع الذي نفذت فيه سناء عمليتها الاستشهادية، وبنفس المتجر أيضا قامت بتسجيل وصيتها عبر كاميرا للفيديو، ووجهت من خلال التسجيل رسائل إلى رفاقها وأهلها وأوصت بتسميتها "عروس الجنوب".

العملية
"سناء محيدلي" - التي كانت تنتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي وباشرت عملها في صفوف جبهة المقاومة الوطنية - اقتحمت صباح الثلاثاء 9 أبريل 1985 بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون ومفخخة بأكثر من 200 كجم من الـ"تي إن تي" تجمعا لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر باتر - جزين، مفجرة نفسها وسط التجمع الذي كان ينظم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان.
تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنباء عمليتها الاستشهادية، كما اعترفت إسرائيل بالعملية، وتناولت وسائل إعلامها الخبر، وحذرت جنودها من عمليات أخرى قد تستهدفهم، حيث أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ضابطين من الجيش الإسرائيلي قتلا، وأن جنديين آخرين أصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة في نقطة عبور باتر - جزين في لبنان، وأن السيارة المفخخة وصلت من الشمال (بيروت) وانفجرت عندما اقترب الجنود من الحاجز لتفتيشها.
طلبت "سناء" في وصيتها الأخيرة قبل تنفيذ عمليتها أن يسموها "عروس الجنوب"، وشاع فيما بعد استعمال هذا اللقب عنها، وصارت أحد رموز المقاومة الشعبية اللبنانية والعربية، وسميت باسمها الشوارع والساحات والمدارس، كما كُتبت العديد من القصائد بالعربية لتمجيدها، ومدحها الكثير من السياسيين العرب بعد استشهادها.
احتفظت إسرائيل بأشلائها حتى يوليو 2008 حين تم إعادة رفاتها بعد مفاوضات جرت بين حزب الله وحكومة إسرائيل لتبادل الأسرى وجثث المقاتلين بين الطرفين، استلمت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي رفاتها في 25 يوليو 2008 وسلمتها لذويها ليتم دفنها في مسقط رأسها في عنقون.

وصيتها
وقد وجهت "المناضلة" سناء قبل تنفيذها العملية الاستشهادية وصيتها التي تناقلتها أجهزة التلفزة في لبنان والشام وقبرص نقلا مباشرا بالصوت والصورة، مودعة أهلها وشعبها معلنة استعدادها لعمليتها الاستشهادية التي أكدت فيها "أن فينا قوة لو فُعِّلت لغيّرت وجه التاريخ".
تقول سناء: أنا من مجموعة قررت الاستشهاد في سبيل التحرير، أنا الشهيدة سناء محيدلي عمري 17 سنة.
أنا من جنوب لبنان المحتل المقهور ومن الجنوب المقاوم والثائر.
من جنوب المقاومة، من جنوب الشهداء، من جنوب الشيخ راغب حرب، من جنوب عبد الله الجيزي وحسن درويش ونزيه قبرصلي وبلال فحص، وأخيرا وليس آخرا من جنوب الشهيد البطل وجدي الصايغ.
أنا أخذت هذا القرار من ضمن مجموعة قررت الاستشهاد في سبيل تحرير أرضنا وشعبنا؛ لأنني رأيت مأساة شعبي في ظل الاحتلال من قهر وظلم وقتل أطفال ونساء وشيوخ وتهديم منازل، فقررت عندها القيام بعملية الفداء.
وأنا مرتاحة جدا؛ لأنني سأنفذ هذه العملية التي اخترتها أنا كي أقوم بواجبي نحو أرضي.. وإنني آمل أن أنجح في عمليتي هذه.. فتتعانق روحي مع أرواح كل الشهداء الذين سبقوني، وتتوحد معهم لتشكل متفجرة تنفجر زلزالا على رءوس جيش العدو.
أما في وصيتها التي كتبتها بخط يدها فجاء حرفيا: "أحبائي.. إن الحياة وقفة عز فقط"، أنا لم أمت، بل حية بينكم.. أتنقل.. أغني.. أرقص.. أحقق كل أماني.. كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطولية التي قدمتها، أرجوكم لا تبكوني لا تحزنوا علي، بل افرحوا.. اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال، أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي وحبي.
أنا لم أذهب لكي أتزوج ولا لكي أعيش مع أي شخص، بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة..
وصيتي هي تسميتي "عروس الجنوب".
هكذا انتهت كلمات سناء ولم ينته تأثيرها.