تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "حراً بعد 28 عاماً "



نور
27-08-2008, 02:02 PM
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD dir=rtl style="PADDING-BOTTOM: 6pt" vAlign=top>"أبـو علي يطــا"... في السجـن "حمـامـةٌ" تبكيــه


</TD></TR><TR><TD vAlign=top align=right><TABLE style="BORDER-TOP: #b50000 1px solid; BORDER-BOTTOM: #b50000 2px solid" cellSpacing=0 cellPadding=0 border=0><TBODY><TR><TD style="PADDING-BOTTOM: 7px; PADDING-TOP: 7px" align=right>علا عطا الله


</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD height=6></TD></TR><TR><TD dir=rtl vAlign=top><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><TBODY><TR><TD>http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1219740364900&ssbinary=true </TD></TR><TR><TD class=imageCaption>أبو علي يتنسم هواء الحرية بعد 28 عاما من الأسر </TD></TR></TBODY></TABLE>غزة - صـوتٌ لهديـل حمـام يرتفـع في المكـان ولا يُغـادره... الصـوت يزداد اقتـرابا.. يتـرك "محمـد" أرضيـة السجـن البـاردة ليطـل من نافذة الزنزانـة... يبتسـم لـ"حمامةٍ" حطت بجـواره... وعـلى الفـور يبحث عـن فتات خبـز ليُطعمّها إيـاه. يوما بعـد يـوم وبعد أن اطمأنت الحمـامة للأسيـر وألِفَت صُحبته بنت عُشـا أعلى النافـذة... لتنسج خيـوط حكايـة اسمـها: "محمـد وهـديل".
<TABLE class=RelatedLinksInside width=230 align=left><TBODY><TR><TD>



</TD></TR></TBODY></TABLE>أمس الإثنيـن 25/8/2008 وبينمـا الخليـل تـرقص فرحـا وهي تتهيأ لاستقبـال ابنـها كانت الحمـامـة تذرف دمـوع الفـراق على صاحبـها محمد إبراهيم محمود الشهير بلقب "أبو علي يطـا" العائـد لمدينـته بعد 28 عاما من الانتظـار.
بذات الكـم الهائـل من الفـرح المُتدفق من صـوته لنيـله الحـرية بعد أعـوام العذاب والمـوت البطيء تحدث "أبو علي" بحـزن وحنين عـن أصدقاءه من الحمام القابـع هناك: "كم سأشتاق لهـا... كنت أجمـع فتات الطعام وأرفعـه بعصـا إلى أن يصـلها... ما نسيت يوما مـوعد وجباتها...".

هذه رسـالتهم
وكأنه تـرك قطـعة من روحـه داخل السجـن استدرك: "هديلها سيبقى يـرن في أذني.. لن يُفارقني.. ولن أنساها.. رؤيـتها كانت كفيـلة بمنحي الثقـة أن باب القيـد سينكسـر ولو بعـد حيـن".
بـ "أبو علي يطا" تنفس هـواء الحُـرية أمس هـو و197 أسيـرا آخـرين بينهم عميد الأسـرى الفلسطينيين "سعيـد العتبـة" في خطـوة قالت إسرائيـل إنها بادرة حُسن نيـة تجاه الرئيس الفلسطيني محمـود عبـاس.
لم يكن أبو علي حـزينا عـلى فـراق الحمام فقط بل كان أشد حزنا عـلى رفاق لا يزالون يتجرعون كأس المُعاناة هنـاك، قائلا: "الاحتلال يتفنن في اختـراع أساليب التعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين... كـل الكلمات لا يُمكنـها أن تصف حيـاتهم وألمـهم..".
وبعـد 28 عاما مـن الغياب يُطيـل "أبو علي" النظـر طويلاً في شـوارع مدينـته وكأنه يُحـاول إعادة اكتشافهـا من جـديد: "لا أصدق أنني هنا بين أسـرتي وأهـلي وأصحابي... السجـن كان قاسيـا والظـلام يُحيط بنا من كل جانب.. إلا أننا لم نفقد يوما إيماننا بعدالـة قضيتنا وأننا سنصافح الحُريـة يوما".
صعبٌ أن يستمـر الحـوار معـه وعشـرات الأصـوات تُناديـه لمعانقـة من جاءوا لتهنئته من كـل الزوايا والألـوان... وقبـل أن يستأذن للذهاب طلب من شبكـة "إسلام أون لاين" إيصال هذه الأمـانة: "إنها من الأسـرى الذين يموتون في اليـوم ألف مـرة.. يقولون لقـادة هذا الشعب.. لكباره وصغـاره.. رجاله ونسائه أن اتحـدوا.. لا تُشمتـوا بنا الأعـداء.. أولادكـم في السجـون بخيـر ما دمتم على قلب رجـل واحد.. دون ذلك هم في غمٍّ وكـرب..". ووعـد أبو علي أن يُسـاهم هـو والعتبـة ما استطاعا إلى ذلك سبيـلا في ردم الشـرخ الحاصل بين أبناء الشعب الـواحد.

أرتدي الصبـر
بإمكـان زوجتـه "أم إبراهيـم" أن تُطـلق العنـان لأكبـر ابتسامتها وزغاريد فـرحها وهي الخائفـة قبـل أيام من مفاجأة تنغص عليـها سعـادتها.
بنبراتٍ اختصـرت ما يعتريها من بهجـة قالت لـ"إسلام أون لاين": "الآن أستطيـع القـول "وافرحتـاه" ...كنت أتابع نشـرات الأخبار بتفاؤل حـذر". وبصوتٍ دامع تستدرك: "الحمـد لله.. إنـه الآن بيننا.. بين أولاده وأحفـاده".
وتنـظر أم إبراهيم إلى زوجهـا الواهـن الجسـد ولـ"28" عاما من الحـرمان تسـأل نفسـها: "رباه كيف مـروا؟..". وتعتـرف بأنها حزيـنة لمرأى شريك حياتها الذي تقدم به السـن عتيـا: "محرومٌ مـن رؤية أولاده واحتضانهم.. تربيتهم.. الحنين أوجـعه.. والأمراض سكنته..".
صبـاح الخميس 21 أغسطس عام 1980 كانت مدينة يطا جنوب الخليل، على موعد مع جنود الاحتلال، حيث حاصرت قوات كبيرة منزل أبو علي. وبعد عام على اعتقاله أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حُكما بالسجن عليه "مدى الحياة" بتهمـة قتـل جندي إسرائيلي، وخضع "أبو علي" لست عمليات جراحية وهو داخل السجن، وعـانى من أوضاع صحيـة غاية في الصعوبة.
تعـود أم إبراهيم بذاكرتها للوراء لتسرد صفحات حكايتها الحزينة: "يوم أن سجنـوه كنت حاملاً في شهري السابع... جرى احتجازي لسبع ساعات مُتواصلة والتحقيق معي بصورة عنيفة.. بعدها هدم الاحتلال منزلنا المُكون من طابقين.. ومـرت الأيام باردة ثقيـلة بلا حيـاة.. ضممت لصدري فلسطين "ثلاثة أعوام"... إبراهيم الذي لم يتجاوز عُمرهُ آنذاك العام.. وليلى التي رأت النـور بعد شهرين من اعتقال والدها".
تبكـي "أم إبراهيم" وهي تتذكـر سنـوات الحـرمان وسيـاط الغياب: "كنت دوما أرتدي الصبر لكي لا يشعـروا بوجعـي.. كنت لهم الأم والأب..".

إنه يضمـني
ويخـرج اليـوم "أبـو علي" وقد كبـر الصغـار وتغيرت الدار... سيحضن ابن "إبراهيم" حفيـده الأول الذي حمـل اسمـه.. سيداعب أطفال ابنتـه "فلسطين" التي تركهـا طفـلة وعاد ليعانقهـا "أما".
سيقف طـويلاً أمام ليلى التي ما رآها إلا من خـلف سياجٍ حديدي... وبدهشـةٍ سكنت صوتها قالت لـ"إسلام أون لاين": "هـو لم يُصدق أنه يضمني لصـدره.. وأنا لم أتخيل أني أحضـنه..". وفجأة تستدرك بقـوة: "سأعطيـه من الحب في كل يـوم ما يعـوضه عن سنـوات الـوجع والألـم... سنطوي الصفحات القاسيـة وسنفتح الأبواب لاستقبال الفـرح".
أحفـاده الصغـار حمـلوا صـورته وقد توسطتها عبـارة "حُـرًّا بعد 28 عامًا"، وأخذوا يبتسمـون لجدٍّ قادم بعد طـول فـراق... لرجـلٍ ستحكي عن نضـاله ذاكرة فلسطيـن.


</TD></TR></TBODY></TABLE>