نور
27-08-2008, 02:21 PM
هل أجرت الكنيسة تعدادا لأقباط مصر؟
شريف الدواخلي
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1219740566139&ssbinary=true
الأنبا مرقس
القاهرة – عدد الأقباط في مصر وصل إلى "12 مليونا، ومصر بها حوالي ألف كنيسة، لذا فهي تحتاج لمزيد من الكنائس لاستيعاب المصلين".. تصريح أدلى به قبل بضعة أيام لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأنبا مرقس، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة القبطية وأسقف شبرا الخيمة، مثيرا انتقادات وتعليقات عدة، فضلا عن تشكيك واسع في صحة هذه الأرقام. فمن الحزب الوطني الحاكم، صدرت تساؤلات حول ما إذا كانت الكنيسة أجرت سرا إحصاء لعدد الأقباط في مصر؛ لتكون بذلك تجاوزت دورها الديني إلى المجال السياسي.
كما اتفقت آراء خبراء وبعض رجال دين أقباط ومثقفين أقباط على أن "المبالغة" في عدد الأقباط -حتى وإن كان ناجما عن شعور بـ"الاضطهاد"- فإنه "يكرس الطائفية، ولا يخدم فكرة المواطنة".
وفي تصريحاته لـ"بي بي سي" الأحد الماضي، انتقد أيضا الأنبا مرقس "خلو" التلفزيون الرسمي من أي برامج مسيحية، باستثناء قداسي عيدي الميلاد والقيامة، كما طلب من الرئيس حسني مبارك -الذي وصفه بأنه "أكبر ضمانة للأقباط"- بأن يعلن "عيد النيروز"، الذي يوافق ١١ سبتمبر من كل عام إجازة رسمية للدولة؛ باعتباره "عيد رأس السنة الفرعونية".
ولم يتسن لـ"إسلام أون لاين" الاتصال بالأنبا مرقس لمعرفة تعقيبه على الضجة التي أثارتها تصريحاته؛ نظرا لوجوده بالولايات المتحدة لزيارة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الموجود هناك في رحلة علاجية، وإغلاق هاتفه المحمول باستمرار، إلا أن مصدرا مسئولا بأسقفية شبرا الخيمة كشف لـ"إسلام أون لاين" أن الأنبا مرقس اعتمد في تقديره لعدد الأقباط بـ12 مليونا على أمرين: "شهادات التعميد التي تعطيها الكنيسة للأقباط وتعدادات الأبرشيات في المحافظات لأتباعها، وهما الأمران اللذان يمكنان الكنيسة من إحصاء عدد الأقباط".
تجاوز للدور الديني
ويعقب د. جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلا: "الاعتماد على شهادات التعميد أو تعدادات الأبرشيات كلام فارغ وغير عملي، وبعيد تماما عن الدقة".
ويشكك في الرقم الذي طرحه الأنبا مرقس قائلا: "نحن لم نر الكنائس قد امتلأت لآخرها بالأقباط، ولم نرهم بالتالي يصلون في الشارع خلافا لما نرى المسلمين يوم الجمعة وفي رمضان".
وخلص إلى أن هناك "أمرين لا ثالث لهما: إما أن تعترف الكنيسة رسميا على لسان البابا شنودة بقيامها بحصر أعداد الأقباط، أو تكف عن إطلاق تصريحات مفتعلة دون أي سند".
واستدرك قائلا: "لو اعترفت الكنيسة بقيامها بالفعل بعمل إحصاء ساعتها فسيكون لنا تصرف آخر؛ لأنه في هذه الحالة ستكون الكنيسة تجاوزت دورها الديني تماما وتدخلت فيما لا يعنيها؛ باعتبار أن ذلك دور الدولة والجهاز المركزي للمحاسبات فحسب وليس دور الأزهر أو الكنيسة".
ولا يوجد إحصاء رسمي معلن بعدد الأقباط أو المسلمين في مصر، غير أن تقديرات العديد من الجهات والمصادر الغربية تتفق في مجملها على أن عددهم يتراوح بين 6% و10% من إجمالي عدد السكان الذي يبلغ نحو 80 مليونا، أي 8 ملايين على أقصى تقدير.
وللأقلية القبطية في مصر نشاط اقتصادي بارز تدلل عليه تقديرات خبراء اقتصاديين بأنهم يحوزون وحدهم -أي 10% من السكان- 40% من الإيداعات النقدية الموجودة في البنوك المصرية.
وبحسب أحدث نسخة -صدرت قبل أسبوعين- من كتاب "دليل الكنائس" الذي يتم توزيعه دوريا بين الكهنة الأقباط، ويرصد مجموعة من البيانات حول عدد الكنائس الأرثوذكسية في مصر، فإن عدد الكنائس الأرثوذكسية بلغ ألفًًا و326 كنيسة، فيما بلغ عدد كنائس الأقلية البروتستانتية 1100 كنيسة، وعدد الكنائس الكاثوليكية 200 كنيسة، وهو ما يعني أن مجمل عدد الكنائس في مصر بلغ ألفين و626 كنيسة.
ويرى من جهته د. عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
أن "هناك اتجاها عاما وسط الأقباط لزيادة الحديث عن تعدادهم، نتيجة إحساسهم الخاص بالتمييز؛ ما يدفعهم إلى المبالغة في تقدير عددهم بـ12 مليونا، وهو الرقم الذي يقارب تقديرات أقباط المهجر الذين يدعون أن عدد الأقباط وصل إلى 15 مليون نسمة".
وأرجع الشوبكي "المبالغة" في عدد الأقباط من جانب الكنيسة لـ"فقدان الثقة في الدولة، واستخدامه كوسيلة ضغط على الحكومة لتخصيص حصص لهم في المؤسسات المختلفة بما يصب في النهاية ضد مفهوم المواطنة".
وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" يلقي الشوبكي باللائمة في هذا الصدد على "السلطات التي شجعت الكنيسة على انتهاج مثل هذه السياسة في المبالغة والتضخيم؛ بدليل عدم خضوع نشاطات الكنيسة لأي جهاز رقابي بعكس الأزهر".
من جانبه، يرى نبيل عبد الفتاح -الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام- أن "الكنيسة الأرثوذكسية بدأت خلال العقدين الماضيين تلعب دورا في المجال السياسي، وأن هذا الأمر مخالف لطبيعة الدور الذي يجب أن تقوم به".
تكريس للطائفية؟
ويتلاقى رأي كل من الشوبكي وعبد الفتاح مع موقف القمص صليب متى ساويرس وكيل المجلس الملي الأرثوذكسي، وكاهن كنيسة الجيوشي بالقاهرة، الذي رأى أن "طرح فكرة تعداد الأقباط تكرس الطائفية، وتعيد خطاب أقباط المهجر المتطرفين مرة أخرى".
لكن ساويرس قال لـ"إسلام أون لاين.نت": بالفعل هناك بعض المشكلات التي تعيق بناء الكنائس، وسيتم حلها بإقرار قانون دور العبادة الموحد (ينظم عمليات بناء الكنائس والمساجد)، إلا أن الحديث الطائفي عن مشاكل الأقباط بشكل محدد يهدد المواطنة؛ فليس الأقباط وحدهم أصحاب المشكلات بينما الأغلبية المسلمة تعيش حياة رغدة".
ونفى وجود أي اضطهاد لأقباط مصر من جانب السلطات كما يروج أقباط الخارج، مؤكدا عدم وجود تقدير دقيق لعدد الأقباط في مصر، قائلا: "كلها تقديرات غير مؤكدة".
ومن اللافت أن الكنيسة لم تستقر على تقدير "محدد" لعدد الأقباط؛ فبينما يؤكد الأنبا مرقس أن عددهم وصل 12 مليونا، إلا أنه سبق أن أكد الأنبا بيستنى -أسقف حلوان والمعصرة (جنوب القاهرة)- في تصريح أدلى به في يوليو 2007 أن عددهم "يتراوح بين 10 و15 مليونا"، فيما يقول القمص مرقس عزيز كاهن الكنيسة المعلقة بالقاهرة إن العدد وصل "18 مليونا"، والثلاثة يؤكدون صحة أرقامهم "على أساس علمي".
وقود فتنة
في المقابل، رفض عدد من المثقفين الأقباط فكرة التعداد القبطي من الأصل؛ باعتبارها وقودًا قابلا لاشتعال الفتنة في أي وقت.
وفي هذا الصدد قال كمال زاخر، منسق جبهة الإصلاح الكنسي المعارضة للكنيسة: إن الحقوق والواجبات لا ترتبط بعدد الفئات، مؤكدا أن "الكنيسة تتجاوز دورها الديني إلى السياسي عندما تتكلم عن هذا الأمر".
بدوره، يطرح جمال أسعد المفكر القبطي عدة تساؤلات حول ما إذا كانت الكنيسة القبطية قامت بالفعل بعمل تعداد للأقباط في مصر سرا.
وتساءل قائلا: "لو كان صحيحا إجراء الكنيسة لمثل هذا التعداد، فبأي صفة تقوم بذلك؟! هل باتت دولة داخل الدولة؟! وعلى أي أسس علمية استندت في إجرائها لهذا التعداد؟! وبأي حق قانوني أجرته؟! وما الجهة الرسمية التي سمحت بذلك للكنيسة؟!".
وخلص إلى أن الكنيسة "تدعي أرقاما وهمية لتعطي انطباعا عن قوتها".
وحذر من أن "أي حديث عن تعداد للأقباط أو المطالبة بالتالي بتخصيص نسب لهم في مؤسسات الحكم -كما يطالب بعض أقباط المهجر- يعني تقسيم مصر على نحو لا يقوى أحد على احتمال نتائجه؛ لنصبح نسخة مشوهة من لبنان أو العراق".
وطالب قيادات الكنيسة القبطية بـ"التعقل قبل التلويح بورقة الخارج في صراعها من النظام في الداخل وإن ادعت غير ذلك".
كما طالب أسعد بـ"خروج الدولة عن سلبياتها وسعيها مع مواطنيها لخلق مجتمع يتيح المشاركة للجميع، حتى يتم حل مشاكل الجميع، ولا نعطي الفرصة لأحد لكي يستغل مشاكل المصريين كذريعة للتدخل في شئوننا".
ويأتي تصريح الأنبا مرقص عن عدد الأقباط مترافقا مع مطالب تطلقها منظمات قبطية بالمهجر بإيجاد "كنيسة لكل 100 قبطي"، ومع دراسة أجرتها "منظمة مسيحيي الشرق الأوسط" بالمهجر زعمت فيها أن "الأقباط لا يستطيعون تأدية فروض عقيدتهم؛ لأنهم لا يجدون كنائس يصلون فيها".
شريف الدواخلي
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1219740566139&ssbinary=true
الأنبا مرقس
القاهرة – عدد الأقباط في مصر وصل إلى "12 مليونا، ومصر بها حوالي ألف كنيسة، لذا فهي تحتاج لمزيد من الكنائس لاستيعاب المصلين".. تصريح أدلى به قبل بضعة أيام لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأنبا مرقس، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة القبطية وأسقف شبرا الخيمة، مثيرا انتقادات وتعليقات عدة، فضلا عن تشكيك واسع في صحة هذه الأرقام. فمن الحزب الوطني الحاكم، صدرت تساؤلات حول ما إذا كانت الكنيسة أجرت سرا إحصاء لعدد الأقباط في مصر؛ لتكون بذلك تجاوزت دورها الديني إلى المجال السياسي.
كما اتفقت آراء خبراء وبعض رجال دين أقباط ومثقفين أقباط على أن "المبالغة" في عدد الأقباط -حتى وإن كان ناجما عن شعور بـ"الاضطهاد"- فإنه "يكرس الطائفية، ولا يخدم فكرة المواطنة".
وفي تصريحاته لـ"بي بي سي" الأحد الماضي، انتقد أيضا الأنبا مرقس "خلو" التلفزيون الرسمي من أي برامج مسيحية، باستثناء قداسي عيدي الميلاد والقيامة، كما طلب من الرئيس حسني مبارك -الذي وصفه بأنه "أكبر ضمانة للأقباط"- بأن يعلن "عيد النيروز"، الذي يوافق ١١ سبتمبر من كل عام إجازة رسمية للدولة؛ باعتباره "عيد رأس السنة الفرعونية".
ولم يتسن لـ"إسلام أون لاين" الاتصال بالأنبا مرقس لمعرفة تعقيبه على الضجة التي أثارتها تصريحاته؛ نظرا لوجوده بالولايات المتحدة لزيارة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الموجود هناك في رحلة علاجية، وإغلاق هاتفه المحمول باستمرار، إلا أن مصدرا مسئولا بأسقفية شبرا الخيمة كشف لـ"إسلام أون لاين" أن الأنبا مرقس اعتمد في تقديره لعدد الأقباط بـ12 مليونا على أمرين: "شهادات التعميد التي تعطيها الكنيسة للأقباط وتعدادات الأبرشيات في المحافظات لأتباعها، وهما الأمران اللذان يمكنان الكنيسة من إحصاء عدد الأقباط".
تجاوز للدور الديني
ويعقب د. جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلا: "الاعتماد على شهادات التعميد أو تعدادات الأبرشيات كلام فارغ وغير عملي، وبعيد تماما عن الدقة".
ويشكك في الرقم الذي طرحه الأنبا مرقس قائلا: "نحن لم نر الكنائس قد امتلأت لآخرها بالأقباط، ولم نرهم بالتالي يصلون في الشارع خلافا لما نرى المسلمين يوم الجمعة وفي رمضان".
وخلص إلى أن هناك "أمرين لا ثالث لهما: إما أن تعترف الكنيسة رسميا على لسان البابا شنودة بقيامها بحصر أعداد الأقباط، أو تكف عن إطلاق تصريحات مفتعلة دون أي سند".
واستدرك قائلا: "لو اعترفت الكنيسة بقيامها بالفعل بعمل إحصاء ساعتها فسيكون لنا تصرف آخر؛ لأنه في هذه الحالة ستكون الكنيسة تجاوزت دورها الديني تماما وتدخلت فيما لا يعنيها؛ باعتبار أن ذلك دور الدولة والجهاز المركزي للمحاسبات فحسب وليس دور الأزهر أو الكنيسة".
ولا يوجد إحصاء رسمي معلن بعدد الأقباط أو المسلمين في مصر، غير أن تقديرات العديد من الجهات والمصادر الغربية تتفق في مجملها على أن عددهم يتراوح بين 6% و10% من إجمالي عدد السكان الذي يبلغ نحو 80 مليونا، أي 8 ملايين على أقصى تقدير.
وللأقلية القبطية في مصر نشاط اقتصادي بارز تدلل عليه تقديرات خبراء اقتصاديين بأنهم يحوزون وحدهم -أي 10% من السكان- 40% من الإيداعات النقدية الموجودة في البنوك المصرية.
وبحسب أحدث نسخة -صدرت قبل أسبوعين- من كتاب "دليل الكنائس" الذي يتم توزيعه دوريا بين الكهنة الأقباط، ويرصد مجموعة من البيانات حول عدد الكنائس الأرثوذكسية في مصر، فإن عدد الكنائس الأرثوذكسية بلغ ألفًًا و326 كنيسة، فيما بلغ عدد كنائس الأقلية البروتستانتية 1100 كنيسة، وعدد الكنائس الكاثوليكية 200 كنيسة، وهو ما يعني أن مجمل عدد الكنائس في مصر بلغ ألفين و626 كنيسة.
ويرى من جهته د. عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
أن "هناك اتجاها عاما وسط الأقباط لزيادة الحديث عن تعدادهم، نتيجة إحساسهم الخاص بالتمييز؛ ما يدفعهم إلى المبالغة في تقدير عددهم بـ12 مليونا، وهو الرقم الذي يقارب تقديرات أقباط المهجر الذين يدعون أن عدد الأقباط وصل إلى 15 مليون نسمة".
وأرجع الشوبكي "المبالغة" في عدد الأقباط من جانب الكنيسة لـ"فقدان الثقة في الدولة، واستخدامه كوسيلة ضغط على الحكومة لتخصيص حصص لهم في المؤسسات المختلفة بما يصب في النهاية ضد مفهوم المواطنة".
وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" يلقي الشوبكي باللائمة في هذا الصدد على "السلطات التي شجعت الكنيسة على انتهاج مثل هذه السياسة في المبالغة والتضخيم؛ بدليل عدم خضوع نشاطات الكنيسة لأي جهاز رقابي بعكس الأزهر".
من جانبه، يرى نبيل عبد الفتاح -الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام- أن "الكنيسة الأرثوذكسية بدأت خلال العقدين الماضيين تلعب دورا في المجال السياسي، وأن هذا الأمر مخالف لطبيعة الدور الذي يجب أن تقوم به".
تكريس للطائفية؟
ويتلاقى رأي كل من الشوبكي وعبد الفتاح مع موقف القمص صليب متى ساويرس وكيل المجلس الملي الأرثوذكسي، وكاهن كنيسة الجيوشي بالقاهرة، الذي رأى أن "طرح فكرة تعداد الأقباط تكرس الطائفية، وتعيد خطاب أقباط المهجر المتطرفين مرة أخرى".
لكن ساويرس قال لـ"إسلام أون لاين.نت": بالفعل هناك بعض المشكلات التي تعيق بناء الكنائس، وسيتم حلها بإقرار قانون دور العبادة الموحد (ينظم عمليات بناء الكنائس والمساجد)، إلا أن الحديث الطائفي عن مشاكل الأقباط بشكل محدد يهدد المواطنة؛ فليس الأقباط وحدهم أصحاب المشكلات بينما الأغلبية المسلمة تعيش حياة رغدة".
ونفى وجود أي اضطهاد لأقباط مصر من جانب السلطات كما يروج أقباط الخارج، مؤكدا عدم وجود تقدير دقيق لعدد الأقباط في مصر، قائلا: "كلها تقديرات غير مؤكدة".
ومن اللافت أن الكنيسة لم تستقر على تقدير "محدد" لعدد الأقباط؛ فبينما يؤكد الأنبا مرقس أن عددهم وصل 12 مليونا، إلا أنه سبق أن أكد الأنبا بيستنى -أسقف حلوان والمعصرة (جنوب القاهرة)- في تصريح أدلى به في يوليو 2007 أن عددهم "يتراوح بين 10 و15 مليونا"، فيما يقول القمص مرقس عزيز كاهن الكنيسة المعلقة بالقاهرة إن العدد وصل "18 مليونا"، والثلاثة يؤكدون صحة أرقامهم "على أساس علمي".
وقود فتنة
في المقابل، رفض عدد من المثقفين الأقباط فكرة التعداد القبطي من الأصل؛ باعتبارها وقودًا قابلا لاشتعال الفتنة في أي وقت.
وفي هذا الصدد قال كمال زاخر، منسق جبهة الإصلاح الكنسي المعارضة للكنيسة: إن الحقوق والواجبات لا ترتبط بعدد الفئات، مؤكدا أن "الكنيسة تتجاوز دورها الديني إلى السياسي عندما تتكلم عن هذا الأمر".
بدوره، يطرح جمال أسعد المفكر القبطي عدة تساؤلات حول ما إذا كانت الكنيسة القبطية قامت بالفعل بعمل تعداد للأقباط في مصر سرا.
وتساءل قائلا: "لو كان صحيحا إجراء الكنيسة لمثل هذا التعداد، فبأي صفة تقوم بذلك؟! هل باتت دولة داخل الدولة؟! وعلى أي أسس علمية استندت في إجرائها لهذا التعداد؟! وبأي حق قانوني أجرته؟! وما الجهة الرسمية التي سمحت بذلك للكنيسة؟!".
وخلص إلى أن الكنيسة "تدعي أرقاما وهمية لتعطي انطباعا عن قوتها".
وحذر من أن "أي حديث عن تعداد للأقباط أو المطالبة بالتالي بتخصيص نسب لهم في مؤسسات الحكم -كما يطالب بعض أقباط المهجر- يعني تقسيم مصر على نحو لا يقوى أحد على احتمال نتائجه؛ لنصبح نسخة مشوهة من لبنان أو العراق".
وطالب قيادات الكنيسة القبطية بـ"التعقل قبل التلويح بورقة الخارج في صراعها من النظام في الداخل وإن ادعت غير ذلك".
كما طالب أسعد بـ"خروج الدولة عن سلبياتها وسعيها مع مواطنيها لخلق مجتمع يتيح المشاركة للجميع، حتى يتم حل مشاكل الجميع، ولا نعطي الفرصة لأحد لكي يستغل مشاكل المصريين كذريعة للتدخل في شئوننا".
ويأتي تصريح الأنبا مرقص عن عدد الأقباط مترافقا مع مطالب تطلقها منظمات قبطية بالمهجر بإيجاد "كنيسة لكل 100 قبطي"، ومع دراسة أجرتها "منظمة مسيحيي الشرق الأوسط" بالمهجر زعمت فيها أن "الأقباط لا يستطيعون تأدية فروض عقيدتهم؛ لأنهم لا يجدون كنائس يصلون فيها".