وسيم أحمد الفلو
04-09-2008, 12:27 PM
assafir
مريض السكّري في رمضان«.. عنوان يتكرّر في كلّ عام مع بداية شهر الصيام. لكن الاختصاصيّين يرون في ذلك التكرار ضرورة وحاجة لتوعية المجتمع وتثقيفه، بشكل خاص تلك الفئة التي تعاني من السكّري، والتي قد تصل نسبتها إلى عشرين في المئة من المواطنين. فالمضاعفات التي يمكن أن تصيب المريض كثيرة إذا ما أهمل مرضه وأدّى فريضة الصيام مخالفاً تحذيرات الأطباء. وهنا لا بدّ من التذكير بما أصدرته الهيئات الدينيّة المختصّة من إعفاء لهؤلاء المرضى.
بالنسبة إلى رئيس »الجمعية اللبنانية للغدد الصماء والسكري والدهنيّات«، الدكتور أكرم إشتَي، »بقدر ما يكون المريض متمكّناً من المعلومات المتعلّقة بمرضه، بقدر ما يأتي التعامل معه أسهل. وقد أكّدت دراسات علميّة عدّة على ضرورة التثقيف والوعي«. ويرى إشتَي وجوب توفّر فريق عمل إلى جانب الطبيب لمساعدة المريض على المواجهة، بالإضافة إلى الدور الإيجابي الذي يلعبه الإعلام في هذا المجال.
ولأن الاختصاصيين يشدّدون هنا على دور الإعلام في التوعية الصحيّة حول هذه الآفة، إذ هو يدعّم توصيات الطبيب المعالج من خلال آراء متخصّصين آخرين ويجعلها في متناول الجميع، نظّمت مختبرات »سانوفي ـ أفنتيس« لقاء مع الدكتور أكرم إشتَي ومع رئيس قسم الغدد الصماء والسكّري في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور إبراهيم السلطي. أما الهدف من اللقاء فالعرض لآخر التطورات في ما يتعلّق بمرض السكري واشتراكاته، بالإضافة إلى التوصيات التي يجب أن يتّبعها المريض الذي يصرّ على الصيام. وترتكز هذه التوصيات على نتائج دراسة »إيبيديار« (EPIDIAR) الوبائيّة، بالإضافة إلى ما خلُصَت إليه »اللجنة الاستشارية لرمضان والسكري«(Diabetes and Ramadan Advisory Board) التي تضمّ خبراء من ١١ بلدا، السلطي أحدهم.
المضاعفات كثيرة
في العالم اليوم مليار ونصف مليار مسلم، وما بين ١٠ و٢٠ في المئة منهم يعانون من مرض السكّري بنوعيه الأوّل والثاني. لذا يرى السلطي »حاجة مستمرّة لتثقيف المجتمع والمرضى، وتحديد الذين من المستحسن عدم صيامهم. ويأتي ذلك ملحاً مع ازدياد الالتزام بالواجب الديني الذي نشهده اليوم«. ويوضح السلطي أن »معظم الهيئات الدينيّة تقول بإعفاء المريض من الصيام، إلا أن ذلك لا يكفي بما أن الأخير يصرّ على أداء فريضته. من هنا ضرورة البحث عن كلّ وسيلة ممكنة بهدف التثقيف«.
وحياة مريض السكّري الذي يصرّ على الصيام مهدّدة بالخطر. فالامتناع عن تناول الطعام لساعات طويلة يؤدّي إلى مضاعفات كثيرة قد تصل إلى حدّ الغيبوبة أو الوفاة. ويلخّص السلطي هذه المضاعفات »التي تأتي حادة إذا ما كان يوم الصيام طويلاً وحاراً، كما هي الحال هذا العام مثل هبوط السكّر في الدم، وارتفاعه الشديد إذا لم تكن كميّة الأنسولين كافية، أو إذا كانت الوجبات الرمضانيّة كبيرة، وحالة من السبات الحمضي الكيتوني (ketoacedosis) أو الإغماء الذي يلحق بارتفاع مستوى السكّر أو هبوطه، والجفاف وفقدان الأملاح، في الفترات الحارة خصوصاً، وجلطات في الشرايين، إذ إن قلّة المياه تؤدّي إلى كثافة أكبر في الدم.
ويلفت السلطي إلى أن الناس »يتّجهون خلال الصيام إلى التخفيف من الحركة والرياضة ومن ساعات النوم، بالإضافة إلى أنهم يلجأون إلى كميّات أكبر من الطعام، على الرغم من أن الهدف من الصيام هو غير ذلك«.
أرقام »مخيفة«
لم يكن من السهل على الاختصاصييّن في السابق اكتشاف حجم مشكلة مرضى السكّري في البلدان الإسلاميّة، ولا حتى نسبة هؤلاء الملايين من المسلمين الذين يصرّون على الصيام على الرغم من مرضهم. ويوضح السلطي أنه »لم نكن نملك أرقاماً واضحة. فأتت دراسة »إيبيديار« لتؤمّن لنا معطيات إحصائيّة ننطلق منها. وهي امتدّت من العام ٢٠٠١ إلى العام ٢٠٠٤ لتشمل حوالى ١٣ ألف مريض سكّري من ١٣ بلدا مسلما. وهذه الدراسة التي تُعتبر الأولى من نوعها، خلُصت إلى نتائج شكّلت مفاجأة بالنسبة إلينا. فنسبة المرضى الذين يؤدّون الفريضة مرتفعة جداً، وهي ٥٤ في المئة من مرضى السكّري من النوع الأول مقابل ٨٦ في المئة من مرضى السكّري من النوع الثاني«. وذلك أمر لا يبشّر خيراً.
وعن الفرق ما بين نوعَي مرض السكّري، يشرح إشتي لـ»السفير« أن النوع الأول يعني ضعفاً كاملاً في غدّة البنكرياس ونقصاً كلياً في هرمون الأنسولين. وعلاجه يكون بالأنسولين بالإضافة إلى الحمية الغذائيّة المناسبة. ويؤكّد أنه علمياً ومنطقياً ودينياً لا يجوز صيام مريض هذا النوع. أما النوع الثاني، فهو يعني ضعفاً جزئياً في غدّة البنكرياس ينجم عنه نقص جزئي في هرمون الأنسولين. لكن عند هذه الفئة من المرضى، تُسجَّل ممانعة تجاه الأنسولين. ويأتي علاجه بالحمية الغذائيّة والحبوب التي تحفّز إفراز الأنسولين. لكن، ومع الوقت، تحتاج هذه الفئة إلى علاج بالأنسولين أيضاً. أما تحديد جواز صيام هؤلاء، فيعود إلى نوعيّة المرض، لذا ضرورة استشارة الطبيب المعالج.
خطوات برسم التنفيذ
وإزاء إصرار الكثيرين على الصيام، على الرغم من مرضهم، تقترح »اللجنة الاستشاريّة لرمضان والسكّري« مجموعة من الخطوات التي قد تكون مفيدة لهؤلاء:
ـ من المستحسن أن يتناول مريض السكّري وجبة السحور، ومن الأفضل أن تكون هذه الوجبة قريبة من وقت الإمساك.
ـ تنويع الأطعمة ومراقبة كمياتها.
ـ الالتزام بالنظام الغذائي الخاص المحدّد من قبل الطبيب المعالج.
ـ ممارسة الرياضة بعد الإفطار بساعة أو ساعتين وعدم ممارستها خلال النهار.
ـ مراجعة الطبيب المعالج لمعرفة كيفيّة توزيع الأدوية بين الإفطار والسحور.
ـ فحص مستوى السكّر في الدم قبل تناول الوجبات ومن ثم بعدها بساعتين.
ـ شرب المياه بكميّات كافية.
ـ تثقيف عائلة المريض.
ويشير السلطي هنا إلى دراسات حول أنواع جديدة من الأنسولين من شأنها أن تساعد المريض على التكيّف مع فترات طويلة من الامتناع عن الطعام وبالتالي التكيّف مع الصيام. لكن نتائجها لم تظهر بعد.
حمية خاصة؟
لا تتضمن إرشادات اللجنة نظاماً غذائياً خاصاً إذ إن حمية مريض السكّري في شهر رمضان هي نفسها الواجب اعتمادها في الأيّام العاديّة. هذا ما يشير إليه إشتي، مشدّداً على الامتناع عن الحلويات والمأكولات التي تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص، كذلك الامتناع عن الأطعمة الغنيّة بالدهون والشحوم. أما النشويّات فتكون بكميّات معتدلة وكذلك الخبز. أما في ما خصّ الفاكهة، فحبّتان أو ثلاث في اليوم. لكن إشتَي يلفت إلى أن الحمية الغذائية ليست موحّدة بالنسبة إلى جميع المرضى. فهي تعتمد على نظام حياة المريض ومجـهوده اليومي والوظيفة العضليّة اليوميّة ووزنه الحالي والعلاج المعتمد... فهناك من يحتاج إلى ألفي وحدة حراريّة في اليوم فيما آخر بحاجة إلى ألف وخمسمئة مثلاً.
مريض السكّري في رمضان«.. عنوان يتكرّر في كلّ عام مع بداية شهر الصيام. لكن الاختصاصيّين يرون في ذلك التكرار ضرورة وحاجة لتوعية المجتمع وتثقيفه، بشكل خاص تلك الفئة التي تعاني من السكّري، والتي قد تصل نسبتها إلى عشرين في المئة من المواطنين. فالمضاعفات التي يمكن أن تصيب المريض كثيرة إذا ما أهمل مرضه وأدّى فريضة الصيام مخالفاً تحذيرات الأطباء. وهنا لا بدّ من التذكير بما أصدرته الهيئات الدينيّة المختصّة من إعفاء لهؤلاء المرضى.
بالنسبة إلى رئيس »الجمعية اللبنانية للغدد الصماء والسكري والدهنيّات«، الدكتور أكرم إشتَي، »بقدر ما يكون المريض متمكّناً من المعلومات المتعلّقة بمرضه، بقدر ما يأتي التعامل معه أسهل. وقد أكّدت دراسات علميّة عدّة على ضرورة التثقيف والوعي«. ويرى إشتَي وجوب توفّر فريق عمل إلى جانب الطبيب لمساعدة المريض على المواجهة، بالإضافة إلى الدور الإيجابي الذي يلعبه الإعلام في هذا المجال.
ولأن الاختصاصيين يشدّدون هنا على دور الإعلام في التوعية الصحيّة حول هذه الآفة، إذ هو يدعّم توصيات الطبيب المعالج من خلال آراء متخصّصين آخرين ويجعلها في متناول الجميع، نظّمت مختبرات »سانوفي ـ أفنتيس« لقاء مع الدكتور أكرم إشتَي ومع رئيس قسم الغدد الصماء والسكّري في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور إبراهيم السلطي. أما الهدف من اللقاء فالعرض لآخر التطورات في ما يتعلّق بمرض السكري واشتراكاته، بالإضافة إلى التوصيات التي يجب أن يتّبعها المريض الذي يصرّ على الصيام. وترتكز هذه التوصيات على نتائج دراسة »إيبيديار« (EPIDIAR) الوبائيّة، بالإضافة إلى ما خلُصَت إليه »اللجنة الاستشارية لرمضان والسكري«(Diabetes and Ramadan Advisory Board) التي تضمّ خبراء من ١١ بلدا، السلطي أحدهم.
المضاعفات كثيرة
في العالم اليوم مليار ونصف مليار مسلم، وما بين ١٠ و٢٠ في المئة منهم يعانون من مرض السكّري بنوعيه الأوّل والثاني. لذا يرى السلطي »حاجة مستمرّة لتثقيف المجتمع والمرضى، وتحديد الذين من المستحسن عدم صيامهم. ويأتي ذلك ملحاً مع ازدياد الالتزام بالواجب الديني الذي نشهده اليوم«. ويوضح السلطي أن »معظم الهيئات الدينيّة تقول بإعفاء المريض من الصيام، إلا أن ذلك لا يكفي بما أن الأخير يصرّ على أداء فريضته. من هنا ضرورة البحث عن كلّ وسيلة ممكنة بهدف التثقيف«.
وحياة مريض السكّري الذي يصرّ على الصيام مهدّدة بالخطر. فالامتناع عن تناول الطعام لساعات طويلة يؤدّي إلى مضاعفات كثيرة قد تصل إلى حدّ الغيبوبة أو الوفاة. ويلخّص السلطي هذه المضاعفات »التي تأتي حادة إذا ما كان يوم الصيام طويلاً وحاراً، كما هي الحال هذا العام مثل هبوط السكّر في الدم، وارتفاعه الشديد إذا لم تكن كميّة الأنسولين كافية، أو إذا كانت الوجبات الرمضانيّة كبيرة، وحالة من السبات الحمضي الكيتوني (ketoacedosis) أو الإغماء الذي يلحق بارتفاع مستوى السكّر أو هبوطه، والجفاف وفقدان الأملاح، في الفترات الحارة خصوصاً، وجلطات في الشرايين، إذ إن قلّة المياه تؤدّي إلى كثافة أكبر في الدم.
ويلفت السلطي إلى أن الناس »يتّجهون خلال الصيام إلى التخفيف من الحركة والرياضة ومن ساعات النوم، بالإضافة إلى أنهم يلجأون إلى كميّات أكبر من الطعام، على الرغم من أن الهدف من الصيام هو غير ذلك«.
أرقام »مخيفة«
لم يكن من السهل على الاختصاصييّن في السابق اكتشاف حجم مشكلة مرضى السكّري في البلدان الإسلاميّة، ولا حتى نسبة هؤلاء الملايين من المسلمين الذين يصرّون على الصيام على الرغم من مرضهم. ويوضح السلطي أنه »لم نكن نملك أرقاماً واضحة. فأتت دراسة »إيبيديار« لتؤمّن لنا معطيات إحصائيّة ننطلق منها. وهي امتدّت من العام ٢٠٠١ إلى العام ٢٠٠٤ لتشمل حوالى ١٣ ألف مريض سكّري من ١٣ بلدا مسلما. وهذه الدراسة التي تُعتبر الأولى من نوعها، خلُصت إلى نتائج شكّلت مفاجأة بالنسبة إلينا. فنسبة المرضى الذين يؤدّون الفريضة مرتفعة جداً، وهي ٥٤ في المئة من مرضى السكّري من النوع الأول مقابل ٨٦ في المئة من مرضى السكّري من النوع الثاني«. وذلك أمر لا يبشّر خيراً.
وعن الفرق ما بين نوعَي مرض السكّري، يشرح إشتي لـ»السفير« أن النوع الأول يعني ضعفاً كاملاً في غدّة البنكرياس ونقصاً كلياً في هرمون الأنسولين. وعلاجه يكون بالأنسولين بالإضافة إلى الحمية الغذائيّة المناسبة. ويؤكّد أنه علمياً ومنطقياً ودينياً لا يجوز صيام مريض هذا النوع. أما النوع الثاني، فهو يعني ضعفاً جزئياً في غدّة البنكرياس ينجم عنه نقص جزئي في هرمون الأنسولين. لكن عند هذه الفئة من المرضى، تُسجَّل ممانعة تجاه الأنسولين. ويأتي علاجه بالحمية الغذائيّة والحبوب التي تحفّز إفراز الأنسولين. لكن، ومع الوقت، تحتاج هذه الفئة إلى علاج بالأنسولين أيضاً. أما تحديد جواز صيام هؤلاء، فيعود إلى نوعيّة المرض، لذا ضرورة استشارة الطبيب المعالج.
خطوات برسم التنفيذ
وإزاء إصرار الكثيرين على الصيام، على الرغم من مرضهم، تقترح »اللجنة الاستشاريّة لرمضان والسكّري« مجموعة من الخطوات التي قد تكون مفيدة لهؤلاء:
ـ من المستحسن أن يتناول مريض السكّري وجبة السحور، ومن الأفضل أن تكون هذه الوجبة قريبة من وقت الإمساك.
ـ تنويع الأطعمة ومراقبة كمياتها.
ـ الالتزام بالنظام الغذائي الخاص المحدّد من قبل الطبيب المعالج.
ـ ممارسة الرياضة بعد الإفطار بساعة أو ساعتين وعدم ممارستها خلال النهار.
ـ مراجعة الطبيب المعالج لمعرفة كيفيّة توزيع الأدوية بين الإفطار والسحور.
ـ فحص مستوى السكّر في الدم قبل تناول الوجبات ومن ثم بعدها بساعتين.
ـ شرب المياه بكميّات كافية.
ـ تثقيف عائلة المريض.
ويشير السلطي هنا إلى دراسات حول أنواع جديدة من الأنسولين من شأنها أن تساعد المريض على التكيّف مع فترات طويلة من الامتناع عن الطعام وبالتالي التكيّف مع الصيام. لكن نتائجها لم تظهر بعد.
حمية خاصة؟
لا تتضمن إرشادات اللجنة نظاماً غذائياً خاصاً إذ إن حمية مريض السكّري في شهر رمضان هي نفسها الواجب اعتمادها في الأيّام العاديّة. هذا ما يشير إليه إشتي، مشدّداً على الامتناع عن الحلويات والمأكولات التي تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص، كذلك الامتناع عن الأطعمة الغنيّة بالدهون والشحوم. أما النشويّات فتكون بكميّات معتدلة وكذلك الخبز. أما في ما خصّ الفاكهة، فحبّتان أو ثلاث في اليوم. لكن إشتَي يلفت إلى أن الحمية الغذائية ليست موحّدة بالنسبة إلى جميع المرضى. فهي تعتمد على نظام حياة المريض ومجـهوده اليومي والوظيفة العضليّة اليوميّة ووزنه الحالي والعلاج المعتمد... فهناك من يحتاج إلى ألفي وحدة حراريّة في اليوم فيما آخر بحاجة إلى ألف وخمسمئة مثلاً.